فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
11

افتتاح فرع المنظمة في عمّان

العدد 11 - أصداء
افتتاح فرع المنظمة  في عمّان

وقد شهد المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي افتتاح الملتقى الدولي الذي كان إيذانا ببدء أنشطة الهيئة الأردنية للفنون الشعبية باعتبارها فرعا للمنظمة الدولية للفن الشعبي، حيث تولت الدكتورة رناد  الخطيب رئيسة الهيئة إلقاء كلمتها الترحيبية.

ثم عقبتها السيدة كارمن باديلا رئيسة المنظمة الدولية للفنون الشعبية التي هنأت الأردن الشقيق على تأسيس هيأته الوطنية للفنون الشعبية.

ثم تولى الأستاذ الشاعر علي عبدالله خليفة أمين عام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمنظمة ومقره مملكة البحرين إلقاء كلمة الوفود المشاركة منوها ومباركا تأسيس فرع المنظمة بالأردن شاكراً الجهود التي بذلتها الدكتورة رناد الخطيب وكل من ساعدهامن أجل تحقيق هذا الهدف الثقافي النبيل.

ثم تم عرض لوحة شعرية نبطية للشاعر محمد فناطل الحجاية، ثم فقرة فلكلورية رائعة لفرقة أمانة عمّان الشعبية.

وبرعاية من وزير الثقافة الأردني تم تسليم الدروع والهدايا التذكارية لكل المشاركين والمساهمين في هذا الملتقى الدولي الأول للفنون الشعبية في الأردن.

وبعد استراحة قصيرة عقدت الجلسة الأولى للملتقى الدولي في المسرح الرئيسي للمركز الثقافي الملكي. وتولى رئاسة الجلسة الأولى اللواء الركن المتقاعد قاسم محمد صالح (المملكة الأردنية الهاشمية) وكان الدكتور منصور شقيرات مقررا لهذه الجلسة التي تحدث فيها الدكتور كامل إسماعيل (من الجمهورية العربية السورية)، إذ ألقى ورقة تتعلق بـ(تقنيات المقدمة والخاتمة في السرديات الشعبية) حيث تعرّض إلى ما تستهل به الحكاية من مقدمات  هي بمثابة المدخل إلى عالمها، واستعرض المحاضر عددا من هذه العبارات من قبيل (كان يا مكان)، أو من قبيل (خلف سبع جبال وسبع بحار كان هناك...) أو (كان يا مكان يا سادات يا كرام وأنتم تسمعون الكلام) وإلى آخره من عبارات تبدأ بها الحكاية أو تنتهي بها، واقفا عند أبرز الدلالات السردية التي يمكن أن تفيدها مثل هذه العبارات.

وبعد ذلك ألقى الدكتور عبد الحميد حمام (الجامعة الأردنية) ورقة بعنوان (الغناء قبل الإسلام والغناء البدوي الحالي) مبرزاً أن العرب قبل الإسلام أنشأوا أغانيهم على أساس ألحان توارثوها وكانت ماثلة في أذهانهم سهلت عليهم ارتجال أغانيهم من حيث الإنشاد والأداء والحفظ، مستعرضاً نماذج عديدة من ذلك ليخلص بعد ذلك إلى أن غناء البدو الحاليين لا يخرج عن النسق الذي أنشأه العرب القدامى في إطار أغانيهم، مستعرضاً نماذج عديدة تؤكد ما يذهب إليه.

ثم ألقت الدكتورة نور الهدى باديس (الجامعة التونسية) ورقة بعنوان (الثقافة العالمة والثقافة الشعبية - الواقع والآفاق) استعرضت فيها العلاقة القائمة بين الثقافتين العالمة والشعبية انطلاقاً من مدارس ومناهج الثقافة العالمة بغية فهم الآليات والدواعي التي تحكم نشأة مختلف ظواهر الثقافة الشعبية والغايات المختلفة التي ترمي الثقافة الشعبية إلى توثيقها.

وفي ختام الجلسة الأولى ألقى الدكتور أحمد شريف الزعبي (المملكة الأردنية الهاشمية) ورقة بعنوان (الأغاني الشعبية الأردنية) استعرض فيها عددا من الأغاني الشعبية الأردنية مبيناً سهولتها وسلاستها مما سهل انتشارها وذيوعها بين سائر طبقات المجتمع. وقد تولى أداء عدد من هذه الأغاني، وكان ذلك محفزاً لتجاوب فريق واسع من الحاضرين مع هذا الأداء.

ورفعت الجلسة بعد ذلك لراحة قصيرة، وفي حدود الساعة الواحدة استأنفت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور كرام النمري (المملكة الأردنية الهاشمية) والدكتور سعد الطويسي من الأردن أيضا باعتباره مقرراً. وقد تحدث في بداية الجلسة الأستاذ هانس الأمين العام للمنظمة الدولية للفن الشعبي من النمسا وكان عنوان ورقته (Powerpoint about IOV) وقد استعرض في ورقته مبادىء وقيم وأهداف المنظمة الدولية للفن الشعبي خدمة للثقافة الشعبية وتقريباً بين شعوبها مستعرضاً هياكل المنظمة وفروعها وآليات انتخابها وطبيعة التواصل بينها وكيفية الدخول إليها انطلاقاً من المبادىء العامة التي تحكم المنظمات غير الحكومية المنضوية تحت راية  منظمة اليونسكو.

وبعد ذلك ألقت السيدة كارمن باديلا رئيسة المنظمة وهي من الفلبين ورقة بعنوان (The Traditional Wearing Of The Indigenous Communities Of Philippines) استعرضت فيها بعض منتجات الثقافة الشعبية المادية في بلدها متوسلة بصور فوتوغرافية لهذه المنجزات التي تولت وصفها والتعليق عليها.

ثم ألقى الدكتور محمد النويري منسق الهيأة العلمية لمجلة الثقافة الشعبية بالبحرين ورقة بعنوان (المنهج في دراسة الشعر الشعبي) وأقام بحثه انطلاقا من تحليل نموذج من الشعر الشعبي، وانتهى به التحليل إلى القول بأن المنهجية التي يمكن اعتمادها في دراسة الشعر الشعبي هي المنهجية التي تعتمد في دراسة الشعر مهما كانت اللغة التي يكتب بها، منبها إلى أن للشعر الشعبي خصوصيات ثقافية تحتاج أن يكون الباحث واعيا بها حتى تنتهي دراسته إلى نتائج يمكن الاطمئنان إليها.

وفي ختام الجلسة الثانية ألقى الدكتور صبحي الشرقاوي (من المملكة الأردنية الهاشمية) ورقة بعنوان (أغاني الأطفال الشعبية) استعرض فيها نماذج من هذه الأغاني واقفاً عند غاياتها التربوية.

أما اليوم الثاني من هذا الملتقى العلمي المهم، فقد دارت وقائع جلساته في القاعة الرئيسية بدائرة المكتبة الوطنية بعمان. وترأس الجلسة الأولى الدكتور زيدون المحيسن وتولى تقرير الجلسة الدكتور ضيف الله عبيدات وكلاهما من المملكة الأردنية الهاشمية.
وكان الدكتور محمد جودات من المملكة المغربية أول المتحدثين بورقة عنوانها (الواقع والأسطورة في الثقافة الشعبية) وقف فيها عند ما اعتبره شراكة بين الإبداع والتلقي في الثقافة الشعبية مع أنساق متعددة المشاهد والمصادر التي تتوزع على الديني والخرافي والواقعي (بما يكفل للإبداعية الشعبية سلطة استثنائية في التأثير على المتلقي الذي يجد فيها مسكنه ومخزنا لآماله وآلامه). وقد أدار ورقته على محورين:

- امتصاص الأسطوري التخيلي.

- امتصاص اليومي والواقعي.

أما ورقة الدكتور سعد الطويسي من الأردن، فقد تعلقت بـ(التراث الحضاري: مفهومه وأشكاله وطرق المحافظة عليه)، عرف بمفهوم التراث من وجهة نظره واستعرض أشكاله المختلفة داعيا إلى الحفاظ عليه  من مخاطر العولمة المحدقة به وهي نقطة ناقشه الحاضرون فيها في غضون مناقشتهم لأوراق العمل المختلفة.

أما الدكتور عمر الساريسي من المملكة الأردنية الهاشمية فقد تناول في ورقته المدارس المعاصرة في قراءة المأثورات الشعبية انطلاقا من معرفته القديمة بها وممارسته تنظيرا وتطبيقاً لمناهجها ونظرياتها.

وكانت ورقة الحاج زكي الغول أمين القدس الشريف عن «الأدب الشعبي الفلسطيني» آخر ورقات هذه الجلسة وقد وقف عند أبرز مكونات الأدب الشعبي في فلسطين مبرزا ثراء هذا التراث وتنوعه واختلافاته من منطقة إلى أخرى مشددا على ضرورة جمعه والحفاظ عليه.

وبعد الاستراحة انعقدت الجلسة الثانية لهذا اليوم برئاسة الدكتورة رناد الخطيب وتقرير بسام أبو رزق من الأردن الشقيق. وكان الشاعر علي عبدالله خليفة من مملكة البحرين أول المتحدثين بورقة عنوانها «بيئات الوطن العربي المنتجة للثقافة الشعبية» أبرز فيها ما تتسم به  جهود الاهتمام بالثقافة الشعبية في البلدان العربية من تذبذب وتفكك وقلة انتظام. باعتبار أنها لا تسير وفق خطة علمية مدروسة ممنهجة. وبعد أن استعرض نماذج من هذه الجهود حاول أن يجيب عن سؤال طرحه في ورقته ومؤداه: هل يمكن توحيد الجهود الأهلية العربية في ميدان توثيق الثقافة الشعبية؟ وانتهى به استعراض الممكنات إلى أن ذلك ليس مستحيلاً، ف «المسافة بين الحلم والواقع ليست بعيدة جدا» كما قال.

أما ورقة الدكتور ضيف الله عبيدات من الأردن، فقد اهتمت بالأدوات الزراعية في منطقة الكفارات في لواء بني كنانة. وبعد أن استعرض طبيعة الفلاحة في هذه المنطقة ذاكرا نماذج من الغراسات والصناعات المتصلة بها، فذكر الوسائل التقليدية في استخراج زيت الزيتون وزراعة الحبوب وحصاده متوسلا بالصورة والتعليق في استعراض الأدوات الفلاحية التي تستخدم في ذلك.

أما الورقة الأخيرة فكانت للدكتور  منصور شقيرات من الأردن وموضوعها «شماخ: قرية تراثية من جنوب الأردن»، تعرض في بداية ورقته إلى الخصائص الجغرافية والطوبوغرافية لقرية شماخ، وخصائصها المناخية والجيولوجية، ثم انتقل إلى دراسة تراثها المادي الذي يتعلق بالمعمار من حيث أشكاله وخصائصه وطبيعة المواد التي تتخذ فيه، وكذلك اهتم بالبعد السكاني للبلدة وملامح نشاطها الاجتماعي والاقتصادي وما يتسم به من بعد ثقافي شعبي ممتد في الزمان.

وكانت الجلسة الأخيرة مخصصة للتوصيات العامة، وقد تشكلت لذلك لجنة من 3 أعضاء خلصت إلى جملة من التوصيات، دارت في مجملها على ضرورة جمع مواد الثقافة الشعبية وصيانتها وأرشفتها وفق الأساليب المعتمدة في توثيق مثل هذه المواد ودراستها وتحليلها على أساس من المناهج العلمية المعتمدة. كما دعت إلى ضرورة التعاون بين مراكز البحث في البلدان العربية المختلفة.

وفي الختام نوهت اللجنة بالجهود التي بذلت من أجل إنجاح هذا الملتقى الدولي، شاكرة للقائمين عليه حسن ضيافتهم.

وللعلم فإن الهيئة التحضيرية للمؤتمر تألفت من السادة: د. رناد الخطيب، أ. محمد يونس العبادي، أ. بسام أبو رزق، د. ضيف الله عبيدات، د. محمد الغوانمة.

أعداد المجلة