فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
15

من الفنون الشعبية البحرينية فن (الجربة)

العدد 15 - موسيقى وأداء حركي
من الفنون الشعبية البحرينية فن (الجربة)
كاتب من البحرين

الأصول في الحضارات القديمة

الزمارة والأرغول أو (الموصول) قصبات من الغاب ذات بللوص به ريشة مفردة، وبذلك تعتبر هذه الآلة الجد الأكبر لآلات الكلارنيت وفصيلتها، واستعمال هذه الآلات مقصور على الموسيقى الشعبية.

الزمارة وكثيرا ما يطلق عليها اسم (الزمارة المزدوجة) قصبتان متجاورتان متساويتا الطول وهي فرعونية الأصل ظهرت في نقوش الدولة القديمة. ويطلق عليها في كثير من البلاد العربية اسم (المقرونة) أو (المجوز). ويفتح في كل من قصبتها ثقوب تتراوح بين الأربعة والستة، وقد يقتصر فتح الثقوب في القصبة اليمنى لتأدية اللحن وتظل القصبة اليسرى دون ثقوب فتقيم على صوت واحد ثابت في مصاحبة اللحن وفي هذه الحالة يسمي الموسيقيون القصبة اليمنى (الريس) والقصبة اليسرى (النوتي).

 

وتلك الزمارة شائعة الاستعمال في الريف المصري، ويسمونها تبعاً لعدد الثقوب المفتوحة على قصباتها فيقولون زمارة (ربعوية) إذا كان عدد ثقوبها أربعة أو (ستوية) إذا كان عدد ثقوبها ستة، وهذه الآلة ماتزال مستعملة حتى الآن في ريف بلاد البلقان وتسمى زمارة ستوية يوغوسلافية1.

المزمار أو الناي أو القصبة أو المنجيرة أربعة أسماء لآلة موسيقية هوائية قديمة جداً ظهرت في كثير من الأشكال والمشاهد الأثرية القديمة على شكل مزمار مزدوج.

ويعتقد بعض الباحثين في مجال التاريخ الموسيقي أن الناي الفضي ذا الثقوب الأربعة والناي ذا الثقب الواحد اللذين عثر عليهما في المقبرة الملكية في (أور) العراق ويعود تاريخها إلى حوالي سنة (2450) ق.م فهما كانا‏ في الأصل متصلين وإذا صح هذا الاعتقاد فإن هذا الاكتشاف يعد أقدم ما عثر عليه في حضارات الشرق القديم وهذا يعني أن المزمار المزدوج قد ظهر في بلاد ما بين النهرين قبل أن يظهر في مصر بحوالي (1300 سنة) ق.م وفي حال عدم صحة هذا الاعتقاد فإن أقدم أثر للمزمار المزدوج كما يقول الدكتور صبحي أنور رشيد يعود إلى عهد الملك السومري «أورنامو» مؤسس سلالة «أور» الثالثة الذي حكم في حدود (2050 ق.م) واستمر استعمال هذه الآلة في العصور اللاحقة مثل العصر البابلي القديم (1950- 1530) ق.م, وجاءتنا أيضاً نماذج عن هذه الآلة الموسيقية من العصر الآشوري وغيره من العصور اللاحقة2.

مما تقدم نستنتج قدم هذا النوع من الآلات الموسيقية وظهورها في الحضارات القديمة منذ فجر التاريخ الإنساني، وبالتالي انتشارها وتداولها بين الحضارات والأجناس والسلالات البشرية للتعبير عن مكامن العواطف والأحاسيس والفرح لدى الشعوب المختلفة، وقد وصلت هذه الآلة إلى البحرين عبر عبورها الزمني والحضاري بين القارات.

الآلات الموسيقية في الفنون الشعبية البحرينية :  

 تشتمل الفنون الموسيقية الشعبية البحرينية على عدد من الآلات الموسيقية المتنوعة  والتي تندرج تحت الأقسام العامة لتصنيف الآلات الموسيقية الشعبية المتعارف عليها على مستوى الوطن العربي وبعض الحضارات القريبة التي لها تأثير عبر العصور. وآلة (الجربة) هي اللفظة الشعبية للمفردة العربية (القربة) التي تعني أداة لحمل ونقل الماء كانت تستخدم قديما، تندرج هذه الآلة تحت قسم (آلات النفخ) الشعبية، مثل آلة (الصرناي) مع الفارق في عناصر التكوين وخامة الصوت، وهناك آلات وترية تنتمي إلى ما يعرف (بالقيثارة) في الحضارات القديمة مثل آلة الطنبورة مثلا، ومنها ما  يمت بصلة إلى الآلات الموسيقية العربية مثل آلة العود، وعدد من الآلات الإيقاعية، تتنوع في تشكيلة توظف وتطوع لخدمة الأغراض الفنية التي تنتمي إليها وتوظف تلك الآلات في فنون متعددة منها مايحمل اسم تلك الآلة مثل فن (الجربة) وما يصاحب تلك الفنون من آلات إيقاعية مختلفة الأشكال.

 

آلة (الجربة) :  

هي كيس هوائي من الجلد ناتج عن سلخ هذا الجلد عن جسم حيوان متوسط الحجم مثل (الماعز) مثلا، يتم ربط الأجزاء لمنع تسرب الهواء ويتم توصيل آلة الزمارة أو الهبان وهو عبارة عن قصبتين مزدوجتين مصنوعتين من الخشب تثبتان جنبا إلى جنب وفي الأعلى يتم تثبيت القطعة التي تصدر الصوت من خلال عملية النفخ فيها والإسم العلمي لهذه الآلة هي (الزمارة Bag pipe) أما في البحرين فيطلق عليها تسمية (دسته) وهي مفردة إيرانية تعني مزدوجه أو ثنائية بحيث تكونان (زمارة مزدوجة) تصدران نغمتين موسيقيتين متآلفتين ويتم تغيير الصوت الصادر من خلال فتح ستة ثقوب على جدار القصبتين في خط متساوٍ، يدخل طرف الزمارة في أحد أطراف الجربة أما في الطرف المقابل فيقوم العازف بعملية نفخ الهواء من خلال المبسم في (الكيس القربي) مستخدما فمه مع تحريك الأصابع على الثقوب لإصدار الأصوات والنغمات الموسيقية المختلفة، تطلق تسمية الزمارة أو (دسته) على الآلة الموسيقية وعندما تثبت بجسم الكيس القربي تصبح التسمية الأشمل آلة الجربة.

أهم المصطلحات والمسميات الشعبية المتداولة في البحرين حول الأجزاء الرئيسية في آلة الجربة هي (دسته) وتعني آلة الزماره المزدوجة بدون وصلها بالقربة، أما الريشة المفردة التي تصدر الصوت فتسمى (بييج) وكلمة (لولوه) تطلق على مبسم النفخ وهناك (الكركوشة) التي يزين بها الطرف المقابل للعازف، أما العازف فيطلق عليه تسمية (نفاخ).

 

الأصل والنشأة:

تعتبر الجربة إحدى الفنون الوافدة إلى منطقة الخليج العربي ولها عدة مسميات، ففي البحرين تسمى (الجربة) وفي الإمارات العربية المتحدة والكويت تسمى (الهبان) وهو فن من الفنون الوافدة  أتت مع هجرة القبائل العربية التي كانت تقطن الساحل الشرقي للخليج العربي، ويطلق على هذا الموقع عند العامة (بر فارس) وإن كانت  تلك المنطقة تابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلا أنها تتميز بطابعها العربي في اللهجة والأزياء والفنون والكثير من العادات والتقاليد وفي التكوين السلالي للسكان، حيث أن هناك عددا من القبائل العربية التي نزحت من شبه الجزيرة العربية وقطنت الساحل الإيراني ثم أنها عادت إلى منطقة الخليج العربي وبالأخص الساحل الغربي حيث استقرت وانتشرت في دول الخليج العربية وخرجت بأنماطها الغنائية التي لم يبق منها في البحرين والخليج العربي إلا (الهبان) أو ما يطلق عليه (الجربة) ويطلق إسم (العرب الحولة أو الهولة) على هذه الفئة السكانية في المنطقة، حيث استطاع هذا الفن بخفته وجمال إيقاعاته ورقصاته أن يذوب ويتفاعل مع الوجدان العربي وفنونه، وبذلك تقبله المزاج الخليجي الشعبي واستوعبه ضمن ما استوعب من الفنون والوافدة حتى أصبح بالفعل من صميم روح شعب الخليج العربي. فن (الجربة)  سمي بهذا الإسم نسبة إلى الآلة الموسيقية الرئيسية المستخدمة في أداء هذا الفن وهي ( القربة) وينطقها أهل الخليج (الجربة)، ويذكر أحد المتخصصين في هذا النوع من الغناء ويدعى (عبدالله بخش) من سكان منطقة الحد بمحافظة المحرق بمملكة البحرين «أن آلة القربة هي آلة عربية عرفها العرب في الصحراء حين كانوا يسلخون جلد الماعز ويجعلونها إناء  يحمل اللبن أو الحليب أو الماء. وبذلك يؤكد الراوي أن أصل هذه الآلة عربي جاء مع القبائل العربية التي نزحت من شبه الجزيرة العربية واستوطنت الساحل الإيراني ثم عادت. ويطلق على هذه القبائل (العرب الحولة أو الهولة)4».

 

الآلات الإيقاعية في فن (الجربة) : 

الطبل الكبير المسمى (الرحماني) وهو من الطبول ذات الرقمتين يصنع من الخشب المحفور ضعيف السمك يشبه إلى حد كبير الطبل (الأعوب أو الطبل المخمر) المستخدم في الفنون الغنائية البحرينية ولكنه أصغر حجما يرقم بجلد الماعز من الجهتين ليعطي التأثير الإيقاعي (دم وتك) ولا يستعمل إلا في فنون الجربة فقط.

طبل (الكاسر) وحجمه أصغر من الطبل الرحماني وهو شبيه بآلة (المرواس) الإيقاعية المستخدم في فن (الصوت) الشعبي إلا أنه أكبر بقليل ويصدر صوتا حادا بالمقارنة مع صوت الرحماني وهما يكملان بعضهما في أداء الوحدات الإيقاعية في هذا الفن ، حيث يقوم طبل (الرحماني) بأداء الوحدة الإيقاعية الأساسية بينما يقوم طبل (الكاسر) بأداء الزخرفة الإيقاعية على الوحدة الأساسية.

الإيقاعات والرقصات:

رقصة الجربة إيقاعها مرتكز في أساسه على نموذج إيقاع المصمودي الكبير ونموذج إيقاع المصمودي الصغير وهي من الإيقاعات العربية الأصيلة والمعروفة، ويعتمد في اختيار أي منهما على سرعة الحركة الإيقاعية التي تتطلبها الرقصة أو اللحن إذ أن هناك بعض الألحان لهذا الفن تتسارع تدريجيا من إيقاع المصمودي الكبير إلى إيقاع المصمودي الصغير، أي أن حركة الرقص تنتقل تدريجيا من الحركة البطيئة إلى الحركة السريعة الحيوية، ويتميز إيقاع الرقصة من كلا الإيقاعين بتداخل (التكسيرة)، أي إضافة تشكيلات إيقاعية للزخرفة ضمن سير الإيقاع العام بواسطة طبل الكاسر الصغير والذي يسمى أيضا (كاسة)، لذا قد يبدو إيقاع رقصة القربة معقدا أثناء الاستماع إليه رغم وضوح نموذجه الإيقاعي الأساسي ووزنه الرتيب، ويظهر التعقيد أثناء الاستماع إلى طبل الكاسر وهو يدخل تشكيلاته الإيقاعية من فوق الوزن الإيقاعي العام في تجاوبه وتعارضه مع ضربات الطبول الأخرى الرتيبة.

تؤدى فنون الجربة في المناسبات الرسمية والأعياد الدينية في (عيد الفطر وعيد الإضحى) كذلك في حفلات الختان والزواج وغيرها من الأفراح، وقد كانت لها شعبية كبيرة، وجماهير واسعة بين بسطاء الناس، عامتهم وخاصتهم، إلا أنها بدأت تفقد شعبيتها وتتقهقر مكانتها التي كانت تتبوؤها في السابق وذلك بسبب الإهمال وتغير نمط الحياة في المجتمع البحريني على الرغم من أنها تتميز بروح مفعمة بالفرح والمرح والألحان الشعبية الشجية الراقصة.

 

 التكوين الأساسي لفرقة الجربة :

تتكون الفرقة الموسيقية في فن (الجربة) من عازف الآلة الموسيقية الميلودية الوحيدة في الفرقة وعازف طبل الكاسر وهما الشخصيتان الرئيسيتان لأداء ألحان هذه الرقصة، بالإضافة إلى عازف طبل كبير ذي وجهين لتجسيم ضربات الدم وللمساهمة في استخراج التعقيدات الإيقاعية بالنقرات التشكيلية في تجاوبات مع طبل الكاسر الصغير، ويصاحبهم عدد من الطبول الصغيرة والكبيرة من ستة إلى ثمانية ولا يزيد العدد الكلي عن عشرة طبول ويلاحظ أن كل أفراد الفرقة من الذكور يتشاركون في أداء الرقص والغناء والترجيع معا، ماعدا عازف القربة الذي يصاحب غناءهم بميلودية قربته، لكنه يشاركهم الرقص والتمايل أثناء الأداء، كما تشارك مجموعة من الناس من الذكور، كبارا وصغارا في الرقص والغناء والتصفيق على توقيعات الإيقاع5.         

 

 أشكال وأنماط إيقاعية أساسية :

لابد لنا من أن نلاحظ الارتباط الوثيق بين آلتي الجربة (الكيس القربي) والجفطي أو الجفتي (الزمارة المزدوجة) راجع ( الشكل ز) الذي يعــزف بـدون استخدام القربة (حيث يقوم العازف بإدخال جزء منه داخل فمه ليتمكن من إصدار الأصوات المطلوبة) وهو ما يختلف عن  فنون الجالية الإيرانية أو عرب الهولة أو الحولة في البحرين والملفت للنظر هو شيوع مثل هذه الآلات (الزمارة المزدوجة ذات الخمسة ثقوب) في مناطق أخرى من العالم العربي مثل العراق وسوريا تسمى (المجوز) ونجده أيضا في الحضارة التركية ومناطق أخرى من الشرق الأوسط، حيث أن للجفطي ألفة في الجزيرة العربية ودول الخليج العربي كما أنه مرتبط بالصحراء يستخدمه الراعي للتسلية في طريقه الطويل خلال رعي الأغنام6.

«كما نجد هذه الآلة في المملكة العربية السعودية أيضا ويطلق عليها فن المزمار تعزف بمصاحبة إيقاع الخبيتي (الخبيثي) وهو من الإيقاعات العربية المعروفة حيث يردد من خلاله التهليل وأغاني طقوس الزار»7.

أما موسيقى (الجربة) فهي الأكثر شيوعا بين الأوساط الشعبية، وعلى الرغم من انتمائها الواضح إلى البيئة الفارسية، إلا أنها تؤدى من قبل بعض البحرينيين أيضا، تسمع هذه الموسيقى كثيرا في مناسبات احتفالية كثيرة، وبالأخص تلك الاحتفالات والولائم في الميادين العامة التي كانت تقام فيما مضى والتي يحتفل فيها بعيد تنصيب أمير البلاد وتوليه الحكم، كما أنها تعزف في حفلات الزفاف التقليدية، في مراسم الحناء والزفة التي تسير في الشوارع حتى الوصول إلى منزل العروس، وتوجد ثلاثة تنويعات إيقاعية رئيسية لموسيقى الجربة، معروفة بأنماطها الإيقاعية التي يعتمدها المؤدون هي (الخيالي والخميري واللوتي) وفي حين يعد الطبل عنصراً مصاحباً دائما لأداء الجربة فإننا من الممكن أن نشاهد آلات إيقاعية أخرى كالطار مثلاً في حين يصل عدد الطبول من أربعة إلى ثمانية بالإضافة إلى طبل أو طبلين من الطبول الصغيرة (المرواس الكبير) ولا يزيد العدد عن عشرة طبول.

يعتبر إيقاع (اللوتي) الأكثر شيوعا في أرجاء العالم العربي فهو شبيه أيضا بإيقاع (الدوياك) وهي كلمة تركية توضح العلاقة بين (اثنين إلى واحد) والمعروف أيضاً (بالمصمودي الصغير) المبين إيقاعه في النموذج الثاني، وهناك العديد من الإيقاعات الأخرى لفن الجربة ولكنها تعتبر تفريعات للإيقاعات الأساسية المذكورة، وليس هناك الكثير ليقال عن الإيقاعات المعروفة والمستخدمة في الجربة المعزوفة في مناطق خليجية أخرى، «حيث تشير المعلومات إلى أن الآلة قد اختفت من العراق تماماً»8 وهي نادرة جدا في جميع الأقطار الخليجية باستثناء البحرين.

تبنى موسيقى الجربة على الألحان دائماً، ونجد العازف يكرر اللحن الأساسي مراتٍ عدة، ولكن دون أي اختلافات تذكر، كما تذكرنا موسيقى الجربة بصرناي فن (الليوة) بوجوهٍ عدة، غير أنها وعلى نقيض الليوة لا تتطلب مشاركة صوتية (ملفوظة) فعالة، كما تعد الجربة من أنواع الموسيقى الخارجية (التي تؤدى في الهواء الطلق) يحضرها عادةً مجموعة راقصة ترقص على إيقاع الطبل وأنغام الجربة، ولكنها لا تغني، ولا يغني العازفون، عدا إصدار صيحات عرضية عالية النبرة يصدرها عازفو الإيقاع مثل (هوبيل المالي .. هوبيل) مع بعض الحركات الاستعراضية من عازف الجربة9.

أسلوب وطريقة العزف :

الجفطي أو قلم الجفتي زمارة مزدوجة يعزف بدون القربة كما تعزف كل الآلات القصبية والمزامير في الشرق الأوسط وإلى حدٍ ما الدول الإسلامية أو المتأثرة بالإسلام وذلك من خلال أسلوب الأداء غير المنقطع في العزف، حيث يتنفس العازف من خلال الأنف وتبقى الآلة تعزف بشكل متواصل، مع استخدام الفم كحافظة هوائية بحيث يصبح بديلاً عن الكيس أو القربة مما يساعد على تدفق الهواء بشكل مستمر، والجفطي آلة مرتبطة بالصحراء والرعاة بشكل أساسي لدى معظم المجتمعات الخليجية والعراقية، وحيث أن البحرين ليست بلداً بدوياً، نجد أن الجفتي يعزف ضمن (فن الكاسر)، وهو نوع فني منتم إلى الأقليات الفارسية أو المهاجرين العرب من الساحل الغربي الفارسي وهو يمثل الطقوس الفارسية الأصل للتعبير عن الفرح والأجواء الاحتفالية، خصوصا في حفلات الزواج وطقوس الأعراس لهذه الفئة من المجتمع، على الرغم من أن الكاسر يؤدى سابقاً في تلك الأعراس بواسطة صرناي وطبلين، غير أن الصرناي تم استبداله بعد الحرب العالمية الثانية ولا تشير أية مصادر حسب علمنا إلى الأسباب10.

 أهم رقصات فن الكاسر :

رقصات الكاسر أنواع من حيث التسمية لكونها تختلف عما هو متعارف عليه عند العرب من أبناء الخليج العربي، حيث أن ما يسمونها برقصة الكاسر هي (رقصة العصي الفارسية) والتي يسميها أبناء إيران باسم (داربازي) أو كما يسميها أبناء سواحل إيران باسم (سازنغارة) ، ولكن في الواقع فإن رقصة العصي ليست سوى نوع واحد من أنواع الكاسر، فكل ما يمكن قوله أن هناك عدة أنواع :

- كاسر الجفتي.        - الرقصة البندرية.

- رقصة العصي .

وكل نوع منها له مواصفاته ومميزاته الخاصة حيث انتقلت هذه الرقصات عن طريق هجرة أبناء سواحل إيران بين (بندر بوشهر وفلكناز في الجنوب) منذ أواخر القرن التاسع عشر، وتجدر الملاحظة أن رقصة العصي موجودة في مصر أيضا وتسمى (التحطيب)، أما بندر بوشهر فيقع غرب إيران أما بالنسبة إلى البحرين فيقع شمالاً، إنما (فلكناز) فتقع في جنوب غربي إيران وشرقي سلطنة عمان.

في الرقصة التي تسمى كاسر الجفتي يكون الراقصون حلقة واسعة تتحرك بالدوران مع هز الأكتاف والتصفيق والغناء، وهي من الرقصات المحتشمة التي انتقلت من بندر عباس والمناطق المجاورة، وتتكون آلاتها الموسيقية من الزمارة المزدوجة التي تعني (المترادف) وهما قصبتان يثقب كل منها بستة ثقوب وكلتاهما مربوطتان ببعض ولا يعملان إلا بوجود قصبتين صغيرتين كل قصبة منها مجهزة بلسين تزمير، وتولج القصبتين الصغيرتين في ماسورتي القصبتين الكبيرتين الملتصقتين وبالنفخ يعزف فيها العازف الذي يسمى بالفارسية (قلمي) بالإضافة إلى الطبول الآنفة الذكر مع فارق أن الطبل الكبير ينقر بالعصاة من الجهة اليمنى بينما ينقر بأصابع أو كف اليد اليسرى من الجهة الأخرى.

كما أن هناك رقصة تسمى (رقصة المناديل) أو (الشال) وهي من الرقصات المعروفة لدى أهالي القرى في أعماق إيران الداخلية لدى الحولة ممن ترجع أصولهم إلى الأعراق العربية مثل (العوضيين والبستكيين والجناحيين وغيرهم) وقد انتقلت هذه الرقصة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وقد اكتسبت شعبية لفترة من الزمان، إلا أنها تكاد أن تختفي على الرغم من محاولة إحيائها في بعض حفلات الأعراس الخاصة، إيقاعها قريب الشبه من إيقاع (يورك سماعي) وهو من الإيقاعات غير المعقدة11.

وقد يستخدم الطار في نقرها أحيانا، وهي رقصة جماعية مشتركة رجالا ونساء، وذلك بالتلويح بالمناديل ممسوكة كل منديل بيد من فوق الرؤوس للرجال وهز طرفي الشال في يدي المرأة، والدوران بالجسم من اليمين إلى اليسار والعكس مع تحريك القدمين وفق الإيقاع وسرعته. تجدر الملاحظة إلى شيوع استخدام المناديل المزركشة والأوشحة المقصبة والمذهبة في كثير من الرقصات في إيران12.

 الفرق بين الزمارة والمزمار :

يكمن الفرق الجوهري بين آلتي الزمارة والمزمار في أن الريشة التي تصدر النغمة الموسيقية في الزمارة هي ريشة (مفردة) ويتم تثبيت نوعين من هذه الريشة في قصبتين متجاورتين ويطلق عليهما (الزمارة المزدوجة) أما آلة المزمار فإن الريشة التي تصدر النغمة الموسيقية هي (ريشة مزدوجة) وذلك من خلال تثبيت اثنتين من خشب (البوص) الرقيق ببعضهما البعض وعند النفخ يصدر صوت موسيقي قوي ومميز وهذا ما نجده في آلة الصرناي في فن الليوة في البحرين ومن هذه الآلة تطورت آلة (الأوبوا) المعروفة في الأوركسترا السيمفوني.

 أشهر العازفين على آلة الجربة :

في البحرين اشتهر عدد كبير من العازفين على آلة الجربة ويمكن أن نفرق بين مدير الفرقة الموسيقية التي تقدم عدد من الفنون الشعبية تحت إشرافه وبين العازف الماهر في الفرقة التي قد تسمى بإسمه أحياناً.

أ . الفنان درويش حسن المشهور ب (درويشوه) من أشهر العازفين على آلة الجربة في البحرين. ويعتبر من المحترفين، سكن منطقة الحورة بالمنامة العاصمة، بدأ العزف منذ الصغر (في سن 12 من عمره) على آلة الجفتي من خلال الرعي في إيران، من الفنانين المتميزين الذين كان لهم الفضل في نشر وترغيب الجمهور البحريني  لهذا الفن بأسلوبه وأدائه المتميز في عزف الألحان الجميلة وأداء الحركات والشغلبات الاستعراضية أثناء العزف، عاش مدة طويلة في البحرين. توفى منذ (20 عاما تقريباً) في إيران بين أهله بسبب المرض الخبيث13.

 

ب. الفنان خليل إبراهيم حسن المشخص من أشهر عازفي (الجربة) في البحرين من مواليد عام (1952) من منطقة الحد بمحافظة المحرق وكلمة المشخص تعني (الذهب) في اللهجة العامية، يعتبر من المتخصصين والمحترفين في العزف على آلة (الجربة) في البحرين ومنطقة الخليج العربي عرف بسماحة طبعه واحترامه للعاملين معه ويعد من الصناع المهرة لآلة (الجربة) والإيقاعات الشعبية الأخرى، شارك في العديد من الاحتفالات العامة والخاصة ومثل مملكة البحرين في المهرجانات الخليجية، حاصل على شهادة المرحلة الإعدادية، عمل بالسلك العسكري ثم تفرغ لنشاطه الموسيقي، توفى في حادث مروري أليم في منطقة (قبندي) خلال زيارة له لإيران بتاريخ (8/6/2009م)14.

 

قائمة بأسماء العازفين المشهورين

درويش حسن

علي زايد

حسن مقيم

محمد عبدالرزاق

صالح مبارك

محمد عبدالرحيم

خليل المشخص

 

ملاحظة: لاتوجد مصادر محددة توثق الفترة التاريخية للعازفين المشهورين في البحرين بشكل دقيق وهذه القائمة تحتاج إلى بحث استقصائي مكثف،وقد اعتمدت فيها على الرواة الموثوقين وأعتقد ولست جازما أن هذه القائمة تغطي الفترة من ثلاثينيات القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين ولا يتوفر حاليا ترتيب تاريخي متسلسل دقيق حيث أن هذا المحور من البحث يحتاج إلى تظافر جهود رواة وباحثين لتوثيق قائمة بأشهر العازفين وأخرى لأشهر مديري فرق فن (الجربة).

 

 أشهر فرق موسيقى (الجربة) في البحرين

فرقة  درويش حسن        عازف ورئيس فرقة

فرقة  ولد وليد             رئيس فرقة

فرقة  خليل المشخص     عازف ورئيس فرقة

فرقة  محمد القطان        رئيس فرقة

فرقة  حسين الحسني       رئيس فرقة

فرقة  عبدالله المير         رئيس فرقة

فرقة  جاسم جمشير        من الفرق الموجوده

                             (بمشاركة أولاده)

 

الهوامش

1: علم الآلات الموسيقية تأليف الدكتور محمود الحفني – صفحة 178. الهيئة المصرية العامة للكتاب 1987م.

2: آلة المزمار تحت ضوء المكتشفات الأثرية. الأستاذ غسان القيم . صفحة حرة، الخميس 22/2/2007م . صحيفة (الوحدة) يومية سياسية تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والتوزيع. اللاذقية – سوريا . مؤسسة الوحدة للصحافة.

3: الفنان الشعبي سامي المالود. مركز الحرف اليدوية بالجسرة. مقابلة شخصية بتاريخ (5/5/2011م)

 

4: جاسم محمد بن حربان. الدور والفرق الشعبية في البحرين – العادات والتقاليد والفنون، صفحة 122، مملكة البحرين، وزارة الإعلام، المطبعة الحكومية 2005م. 

 

5: الموسيقى الشعبية في الخليج العربي، مجيد مرهون، صفحة 27 – 28، المطبعة الحكومية بوزارة الإعلام – مملكة البحرين (1993).

 

6: بول روفسنغ أولسن، الموسيقى التقليدية في الخليج العربي صفحة - الموسيقى في البحرين 188، ترجمة فاطمة الحلواجي، الثقافة والتراث الوطني، كتاب البحرين الثقافية، مملكة البحرين- وزارة الإعلام.

 

7: الفنان الشعبي سامي المالود، مركز الحرف اليدوية بالجسرة، مقابلة شخصية بتاريخ (3/5/2011م).

 

8: شهرزاد قاسم حسن،  كتاب الآلات الموسيقية في العراق 1975 - ص 66.

 

9: بول روفسنغ أولسن ، الموسيقى التقليدية في الخليج العربي - الموسيقى في البحرين صفحة 190، ترجمة فاطمة الحلواجي، الثقافة والتراث الوطني، كتاب البحرين الثقافية. مملكة البحرين. وزارة الإعلام.

 

10: المصدر السابق نفسه، ص 191، 192.

 

11: الموسيقى الشعبية في الخليج العربي. مجيد مرهون. صفحة 42 – 44 . المطبعة الحكومية - وزارة الإعلام – مملكة البحرين (1993).

 

12: المصدر السابق نفسه ص 46،

13: شكر وتقدير للفنان الأستاذ عبدالرحمن بهلول لجهوده وتعاونه في إنجاز المسح الضوئي لعدد من الصور والنماذج الإيقاعية الواردة بهذا البحث.

 

 النماذج الإيقاعية

 

- النموذج الإيقاعي رقم (1) : إيقاع المصمودي الكبير. أجندة الموسيقى العربية، صفحة 58، الدكتورة سهير عبدالعظيم محمد، دار الكتب القومية، رقم الإيداع 2066 لسنة 1984- جمهورية مصر العربية. 

 

- النموذج الإيقاعي رقم (2): إيقاع المصمودي الصغير، المصدر السابق نفسه.

 

- النموذج الإيقاعي رقم (3): إيقاع الخيالي ونموذج تنوع عنه، بول روفسنغ أولسن، الموسيقى التقليدية في الخليج العربي - الموسيقى في البحرين، صفحة 190، ترجمة فاطمة الحلواجي، الثقافة والتراث الوطني، كتاب البحرين الثقافية- وزارة الإعلام - مملكة البحرين. 

 

- النموذج الإيقاعي رقم (4): إيقاع(يورك سماعي) أجندة الموسيقى العربية، الدكتورة سهير عبدالعظيم محمد، صفحة 60، دار الكتب القومية، رقم الإيداع 2066 لسنة 1984- جمهورية مصر العربية. 

 

الأشكال والصور

 

- الشكل(أ):

 Etruscan_Painting_1.jp‏ هذا الملف موجود في ويكيميديا كومنز، ويمكن استخدامه في مشاريع ويكيميديا الأخرى. هذه الصورة هي إعادة إنتاج خالصة لعمل فني ثنائي الأبعاد ليس لها حقوق نشر وتأليف بحسب قضية مكتبة فنون بريدجمان ضد شركة كورل. كما أن هذه الصورة هي ضمن الملكية العامةبسبب انتهاء فترة صلاحية حفظ حقوقها. ينص قانونها على مرور 70 عاما كحد أقصى على وفاة المنتج لانتهاء صلاحية الحقوق.

 

- الشكل (ب) : زمارة ستوية (القرمة) أطلس المأثورات الشعبية المصرية (2) آلات الموسيقى الشعبية 2007م. صفحة 149 تأليف وإعداد (اللجنة العلمية) الهيئة العامة لقصور الثقافة، جمهورية مصر العربية.  

 

 

- الشكل (ج) : زمارة خمساوية (المقرونة) أطلس المأثورات الشعبية المصرية (2) آلات الموسيقى الشعبية 2007م. صفحة 153 تأليف وإعداد (اللجنة العلمية) الهيئة العامة لقصور الثقافة، جمهورية مصر العربية.  

 

 

- الشكل (د) مزمار مزدوج أو زمارة آلة الجربة (ذات ستة ثقوب) المستخدمة في البحرين، داخل إطار خشبي يسهل عملية توصيلها بطرف جسم جلد الماعز عند إذ تكتمل آلة الجربة الموسيقية، المصدر الفنان الشعبي سامي حرز المالود، مركز الحرف اليدوية بالجسرة، مقابلة شخصية بتاريخ (5/5/2011م) التصوير الرقمي لمؤلف البحث. 

 

- الشكل (ه) آلة الجربة البحرينية في مظهرها العام مكونه من جلد الماعز والزمارة (ذات ستة ثقوب) ومبسم العزف والكركوشة، المصدر السابق نفسه.

 

- الشكل (و): آلة الجفتي وهي طبق الأصل عن المزمار المزدوج أو الزمارة المستخدم في آلة الجربة البحرينية ولكنه أصغر حجما ويعزف عليه من خلال النفخ المباشر من قبل العازف بدون توصيله في جلد الماعز(ذو خمس ثقوب). المصدر السابق نفسه.

 

 - الشكل (ز):آلة الجربة مع اثنين من آلة الطبل الكبير ونشاهد آلتي المزمار المزدوج في إطار خشبي. المصدر: مقر (دار) فرقة الفنان الشعبي المرحوم عبدالله المير، محافظة المحرق. مقابلة شخصية مع الفنان بتاريخ 18/5/2008م. التصوير الرقمي الفنانه فوزيه حمزة- أرشيف الثقافة الشعبية.

 

- الشكل(ح): المزمار المزدوج أو الزمارة في صورة مقربة وتبينها في إطار خشبي يدخل طرفه في آلة الجربة. المصدر مقر (دار) فرقة الفنان الشعبي المرحوم عبدالله المير. محافظة المحرق. المصدر السابق نفسه.

 

- الشكل (ط): عدد من الطبول المختلفة الأحجام المستخدمة في فن الجربة. المصدر بيت الفنان أحمد الفردان بمزرعة قرية سار بالمحافظة الشمالية. مقابلة شخصية مع الفنان بتاريخ 24/5/2008م.التصوير الرقمي الفنانه فوزيه حمزة – أرشيف الثقافة الشعبية.

- الشكل(ي): على اليمين آلة الجفتي (ذو خمس ثقوب)وعلى اليسار آلة المزمار المزدوج أو الزمارة (ذات ستة ثقوب)، المصدر: الفنان الشعبي سامي حرز المالود، مركز الحرف اليدوية بالجسرة، مقابلة شخصية بتاريخ (5/5/2011م) التصوير الرقمي لمؤلف البحث. 

 

- الشكل(ك): صورة مقربة لآلة الجربة تبين أحد الأطراف المربوطة بخيط رفيع بعد فصل آلة الزمارة. المصدر: مقر (دار) فرقة الفنان الشعبي المرحوم عبدالله المير، محافظة المحرق، مقابلة شخصية مع الفنان بتاريخ 18/5/2008م. التصوير الرقمي الفنانه فوزيه حمزة- أرشيف الثقافة الشعبية.

 

- الشكل(ل): صورة مقربة لآلة الجربة تبين طرف المبسم الذي ينفخ من خلاله

العازف الهواء في القربة. المصدرالسابق نفسه.

 

- الشكل (م) : آلة الزمارة داخل المغلف الخشبي وبجانبها نموذج المغلف الخشبي خاليا أو الإطار الذي تدخل فيه الزمارة بجانب عدد اثنتين من نموذج المبسم. المصدر: الفنان الشعبي سامي حرز المالود، مركز الحرف اليدوية بالجسرة، مقابلة شخصية بتاريخ (5/5/2011م) التصوير الرقمي لمؤلف البحث. 

 

- الشكل (ن) : صورة مقربة لـ (المبسم) مشدود عليه قطعة من الجلد تسمح بدخول الهواء للقربة ولا تسمح بخروجه. المصدر السابق نفسه.

 

- الشكل (س) الفنان درويش حسن المشهور بـ (درويشوه) من أشهر العازفين على آلة الجربة في البحرين، المصدر مجلة المأثورات الشعبية العدد 27 السنة السابعة يوليو 1992م، الغلاف الداخلي للمجلة، بواسطة الفنان سامي المالود. مقابلة 5/5/2011م الجسرة. 

 

- الشكل (ع) : الفنان خليل المشخص  من أشهر العازفين على آلة الجربة في البحرين يصاحبه الفنان عبدالله بخش على آلة الإيقاع في حفل عام، المصدر بواسطة الفنان الشعبي جمعة إبراهيم سرور ومقابلة شخصية مع زوج ابنته السيد ياسر المحمود بتاريخ 9/5/2011م.

 

- الشكل (ف) : صورة مقربة للفنان خليل المشخص أثناء عزفه في حفل خاص، المصدر السابق نفسه.

 

- الشكل(ص) : صورة شخصية للفنان عبدالله المير. المصدر الفنان الشعبي سامي حرز المالود، مركز الحرف اليدوية بالجسرة، من خلال توثيق لسيرته الذاتية بصفحة (للسيرة بداية) بجريدة الوقت البحرينية، العدد 1523 بتاريخ 24 أبريل 2010م، إعداد الفنان يوسف محمد.

 

 - الشكل(ق): صورة توثيقية للفنان البحريني المشهور سامي حرز المالود وهو من الجيل الجديد من العازفين على آلة (الصرناي) في فن الليوه، التصوير الرقمي للباحث في مقابلة شخصية بتاريخ 5/5/2011 م بمركز الجسرة للحرف اليدوية.

 

- الشكل (ر):صورة توثيقية للفنان الشاب عبدالله (من مواليد 7/5/1995) إبن المرحوم الفنان خليل المشخص. المصدر الفنان الشعبي جمعة إبراهيم سرور من خلال تسجيل بتقنية (DVD)، مقابلة بتاريخ 1/5/2011 م بمركز عبد الرحمن كانو الثقافي، تقنية المسح الضوئي للفنان محمود الحسيني.

أعداد المجلة