فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
2

إعلان الثقافة الشعبية

العدد 2 - جديد النشر
إعلان الثقافة الشعبية

أصدرت المنظمة الدولية للفن الشعبي من (مركز الثقافة الشعبية الكورية) بمدينة (اندونج)، “إعلان الثقافة الشعبية” حيث عُقد مؤتمر المنظمة الدولية للفن الشعبي خلال الفترة من 22 إلى 30 سبتمبر من العام 2005  تحت عنوان “السلام و الإتحاد في التعددية الثقافية”. ولأهمية هذا الإعلان الذي شاركت في وضعه وفود 184 دولة أعضاء بالمنظمة ولكونه لم ينشر باللغة العربية في أية مطبوعة فلقد ارتيأنا ترجمته عن الإنجليزية ونشره في عددنا الثاني هذا.

استنادا إلى إعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (UNESCO) حول التعدّدية الثقافية. الذي أكد على أهمية تعدد الثقافات وعن فكرة أن حقوق العمال الثقافية هو متطلب أساسي للحفاظ على الكرامة البشرية.

فلقد اتفقنا على أن الثقافة الشعبية لا تُسهم فقط في تحقيق و مُمارسة هذه الحقوق بل تلعب دورا في حلّ بعض مشاكل المجتمع الحديث.

 

1 - خاصيات الثقافة الشعبية

الثقافة الشعبية هي نمط ونظام حياة تمارسه الشعوب منذ أجيال، وترمز لثقافة أخوية متبادلة حيث يتعايش البشر مع الطبيعة و حيث يكون الفرد نسبيّا اقل عزلة عن الآخرين و أين تتحقق الثقافة الروحية أكثر منها من الثقافة المادية.

 

2 - ميزات الثقافة الشعبية في المجتمع الحديث

منذ ظُهور الحداثة و التصنيع واجه مجتمعنا الحديث العديد من العقبات و المشاكل مثل انهيار نظام الطبيعة الناتج عن الاستغلال الفاحش لها، الكوارث الطبيعية المتفاقمة والتنافس الحاد في الأسواق العالمية، التقسيم غير العادل للثروة وانتشار العزلة البشرية و التمسك بالقيم المادية على حساب القيم الروحية، مكونا بذلك صُعوبة في تسيير حياة البشر. و في هذا السياق ستكون الثقافة الشعبية عونا كبيرا لحل مثل هذه المشاكل في المجتمع الحديث وخاصة الثقافات الكونفوشيوسية (Confucian Cultures) في شرق آسيا التي تُؤمن بقوة في”الطاعة الأبوية” و”الاحترام” اللذان يمثلان قيما حقيقية ولهما الفضل في نزع عدم الثقة والعداء بين الأجيال و في المساعدة على استعادة الكرامة البشرية.

 

3 - الثقافة الشعبية وتعدّد الثقافات

الثقافة الشعبية هي نتيجة تواصل وتفاعل بين البشر الذين كيّفوا أنفسهم لمناخ بيئي وجغرافي من أجل تمثيل أحسن للهوية الفردية وللشعوب والمناطق الفريدة من نوعها. وبالتالي يمكن القول أن الثقافة الشعبية تُؤكد على التعدّدية في العالم وعلى الثقافات المحلية.

 

4 - الثقافات الشعبية والحق في الثقافة

إنّ مكونات الدولة مُؤهلة لتكون لها حياة سياسية واجتماعية وثقافية. ويجب أن يكون لها الحق في مُمارسة حرية قبول ثقافة الماضي والحاضر. في الوقت الراهن، لا تنتمي الثقافة الشعبية، كما هي مُعرّفة في علاقتها بالماضي، إلى الاتجاه السائد، ممّا يجعلها صعبة القبول لدى الشعوب. ولتوفير احتياجاتهم الثقافية يجب أن تضع وتُمارس السياسات الثقافية التي يُمكن أن تُساعد في الحصول على الثقافة الشعبية في أي مكان وزمان.

 

5 - الثقافة الشعبية وتعدّد الثقافات

قد يُمّكننا تواصلنا وتفاعلنا مع الثقافات من فهم أفضل للثقافات الأخرى، وبالتالي يُمكننا أن نحصل على مفهوم أفضل لمختلف المناطق وشعوبها الذي يساعدنا على تحقيق السلام في العالم. وعلى سبيل المثال فإن التبادل الثقافي يُمكن أن يكون فعّالا ومن المستحسن مبنيّا على الثقافة الشعبية. وهنالك احتياج خاص للاهتمام بالثقافة الشعبية للحفاظ على روح السكان الأصليين للمناطق.

 

6 - مشاريع ترويج الثقافة الشعبية

إن للثقافة الشعبية أهمية بالغة كما تبين أعلاه. وللحفاظ عليها وترويجها فيما يلي بعض المقترحات.

ولتحقيق ذلك فإنه يُوصى بشدّة أن تقوم الحكومات والمجموعات الخاصة والجماعات المحلية بجهود تعاون فعّالة.

 

1 - 6   دراسات دورية ومستمرة حول الثقافة الشعبية:

في الوقت الحاضر، إن الثقافة الشعبية مُهدّدة من قبل العولمة. وفي هذه الحالة فإن الدراسات الدورية حول الثقافة الشعبية التي كانت تُنجز على مراحل قد تكون مُهدّدة بالانقطاع وتستوجب اهتماما عاجلا.

2 - 6 تنظيم تبادل الثقافة الشعبية والتعاون الإقليمي:

لتبادل الثقافة الشعبية أهمية في ترويج تعدّد الثقافات. وكان التبادل إلى حدّ الآن غير منظّم وعشوائي، ممّا يمنع احتمال سُهولة حُصول الشعوب على الثقافات الشعبية الأخرى. وحتّى تكون المجموعة قادرة على ممارسة حقوقها الثقافية المتساوية والتمتع بثقافات شعبية أخرى، يجب تكثيف التبادل والتعاون الإقليمي عن طريق المؤسسات. وعلى الحكومات والمجموعات الخاصة والجماعات المحلية أن تُعير لذلك الأمر الاهتمام.

 

6-3 التنظيم الدوري لمنتديات الثقافة الشعبية:

يجب تنظيم المنتديات (Fora) الدورية التي تساعد على فهم الثقافة الشعبية في المناطق، وتُساهم في تحقيق السلام لدى البشر والعالم وتحفظ تعدد الثقافات في جميع البلدان، ممّا ينتج عنه قبول التعددية الثقافية وتمكين الشعوب والجماعات المحلية من التنبيه إلى أهمية الثقافة الشعبية.

 

6-4 تطوير الصناعة الثقافية المرتكزة على الثقافة الشعبية:

حتى تستقيم وتحيا الثقافة الشعبية ضمن الحياة العصرية يجب أن يكون جدوى تنافسها مضمونا ومقترنا بحياة المجموعة. ومن الضروري أن تكون الثقافة الصناعية مطوّرة من خلال أصول الثقافة الشعبية. إن الصناعة الثقافية تُؤثر في الحياة العصرية، وهكذا فإن الثقافة الشعبية التي هي وحدها تختلف عن أصول الثقافة العصرية، يجب أن تُسهم في توفير الاحتياجات الثقافية للمجموعة.

 

أعداد المجلة