فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
27

سبعـون وسبعون مثلاً من قريتي

العدد 27 - أدب شعبي
سبعـون وسبعون مثلاً  من قريتي
كاتبة من اليمن

عمل يحوي مائة وأربعين مثلاً يرجع تداولها إلى قرية الساتي في منطقة بني سيف العالي التابعة لمحافظة إب،وقد جُمع وشُرح  فيه عدد مائة وأربعين مثلاً  من قرية الساتي التابعة لمنطقة بني سيف العالي في محافظة إب في  اليمن.
 يهدف هذا العمل إلى جمع وتوثيق الأمثال الشعبية التي لا تزال تتردد على الألسن في قريتي والتي  تعكس ثقافة محلية شعبية دارجة قد تتشابه مع مثيلاتها في  القرى والمناطق اليمنية، وقد تتميز باللهجة الخاصة بمنطقتنا،فكل منطقة لها لهجتها التي تميزها عن غيرها،

وأحيانا قد تختلف اللهجة من قرية إلى أخرى حتى ولو سكنها أفراد هم من نفس الأسرة أو العائلة، وهذا ما يميز الريف اليمني المتعدد الانتشار على رؤوس الجبال و سفوحها.
وهذا المجهود الذي بذل في جمع الأمثال هنا والشرح اليسير لمعانيها يهدف إلى تعريف  القارىء العربي المهتم بتفاصيل التراث الشعبي بأمثال تتصل بمنطقة جغرافية معينة.
فالأمثال الشعبية تُعد من المصادر الأساسية لنقل  تراث الأمم  بين الأجيال وهذا ما نأمله من كل المهتمين وصانعي القرارات  في كل بلدان المعمورة بتوثيق التراث المحفوظ في الذاكرة الانسانية  باعتباره مجمعا  للقيم  ومصدرا للجمال الذي نستحق الاستمتاع بكل مكوناته ومفرداته ويستحق كل جهد يبذل في الحفـــظ والصون أوالتعريف أوالاحتفاء. ..

تمهيد:
يرجع تداول هذه الأمثال الى قرية الساتي..والتي تعتبر من أشهر القرى التابعة لمنطقة بني سيف العالي في محافظة اب الخضراء..
وننوه هنا أننا بدأنا بتوثيق وشرح تراث شعبي يتصل بقرية معينة لتكون باكورة أولى تهدف الى إذكاء روح الحماس والتنافس المشروع الذي نأمل أن ينتج عنه توثيق وشرح تراث وثقافة كل المناطق وكل القرى اليمنية والتي تزخر بالتراث الشعبي الأصيل والذي يتباين ويتنوع ويتكرر بطرق شتى ولهجات عدة ممثلا  للزخم الشعبي الذي يتميز به وطننا الحبيب في كل محافظة وكل منطقة وكل قرية وكل محل...
وهذا يعكس جليا اهتمامنا بالتراث العربي عموما مع خصوصية اليمن الحبيب فبدأنا بالتركيز جليا على  تراث منطقتنا خاصةً تلك المنطقة التي ظلت حاضرة في التراث اليمني بكل قوة وعلى مختلف الأحقاب والأزمان،.وولد فيها الكثير من  الفقهاء والشعراء والأدباء والساسة. ولكنها كغيرها من المناطق طالها التغيير العجل الذي يحاول أن ينقض على كل المقومات التراثية الأصيلة والتي إن لم تنل حظا من الاهتمام بالتوثيق والرعاية فسيصبح  الضياع مصيرها المحتوم...
وإلماما منا بما قد يحصل إن لم نبادر ولو بعمل بسيط وجدنا أن الرأي العملي والسديد هو ألا نطيل الوقوف على الأطلال حيارى، بل الأجدى أن نستخدم أدوات اليوم السريعة والدقيقة لجمع وتوثيق ما يمكن اللحاق به من تراثنا الشفوي المحفوظ في ذاكرة جداتنا وأجدادنا ،  ونقوم بدور الوسيط الذي يقدر الماضي ويحتفظ بكل تفاصيله الجميلة ليسلمها لجيل لاحق  يستحق منا البذل في سبيله  الجهد والوقت  للننقل لهم قيم الجمال وقيم التميز الحاضرة في تاريخنا.،  بارين بجداتنا وأجدادنا ومقدرين  دورهم العظيم على بذر وحفظ درر التراث  والاعتناء بها وإروائها  بالتكرار والترديد على مسامعنا وكل حواسنا. .في مختلف مراحل طفولتنا...

تصنيف الأمثال بحسب الترتيب الأبجدي:
عمدت إلى ترتيب الأمثال هنا بطريقة أبجدية للأسباب التالية:
 1 - لأني وجدتها أسهل وسيلة للحصر والتوثيق حين سؤالي لأقاربي ليعينوني على التذكر والإضافة. فأبادرهم بالسؤال عن من يعرف مثلا يبدأ بحرف كذا.. فيسهل السؤال وتسهل الإجابة.
2 - لتسهيل تحديث وتطوير هذا الكتيب فنزيد تحت كل حرف ما وجدناه من الأمثال في طبعة أخرى.
3 - لإعانة الباحثين و المهتمين بالأمثال الشعبية على إيجاد ضالتهم بكل سهولة ويسر.

حرف الألف:
1 - الدب الدب لا يقرأ ولا يكتب:
هذا المثل يرتبط بحاضر وماضي ذاكرة هذه المنطقة التي فاقت جويراتها من المناطق بالعلم والمعرفة، فجاء المثل يحيي قيمة العلم متجسدا بالقراءة والكتابة... فجعل الغباء والبلادة الشديدة  في الانسان كما الدُب..وتأكيدا مرة أخرى وإضافة لسمة الجهل الشديد بحيث لايعرف أساسيات القراءة أو الكتابة.....وبالعادة يستدل بهذا المثل على من أعيى مخاطِبه بصعوبة الفهم أو عدم الاستماع..
    
2 - إتشاهَروا الأخدام على حِنطِة قَلي شام!
يحكى أن الأخدام وهم قوم مهمشون هناك بسبب سواد بشرتهم وتقاليدهم المختلفة...قليلو العقل..فيتعاركون على أتفه الأسباب..فهنا حكاية عراك شديد حصل بين مجموعة منهم ليتقاسموا حنطة قلي شام وهي حبة ذرة رومية مشوية لا تسمن ولا تغني من جوع..وهذا تأكيد على تفاهة السبب وعظم ردة الفعل. ويقال خاصة للأطفال حين يتعاركون على سبب تافه من وجهة نظر الآباء.

3 - إن سرقت إسرق جمل وإن عشقت إعشق قمر:
هذا المثل بمثابة توصية بعدم السرقة إلا إذا اضطررت فاسرق شيئا ذا قيمة... وأن لا تعشق فإن وقعت فلابد وأن تكون قمرا. والخلاصة خذ من الأشياء أفضلها.

4 - إذا كُثر الطباخين فسد المرق:
اذا اشتغل في العمل الواحد أكثر من شخص فإن عيوب هذا العمل تزداد إما بالاتكال أو بالتكرار.. حتى أن المرق يفسد طعمه إذا ما كثر طباخه فهذا يزيد ملحا وآخر يزيد فلفلا.

5 - إذا وقعت يا فصيح لا تصيح:
لكل شاطر كبوة فإذا وقعت فلا تجزع ولا تولول لأنه لاينفع آنذاك الصياح.

6 - أُذكر الحي واحترف:
أي عندما تذكر شخصاً بإ سمه أو بصفته توقَّع أن  يظهر لك قريبا حتى إنه من السرعة قد تسمع صوته فتلتفت إليه الوهلة..( احترف ).

7 - المِحميِة والمِدقِّة فاقت جميع الغواني:
هذا المثل لم تحفظه إلا جداتنا المهتمات بالأكل والحرافة في الطبخ التي تعتبر سمة أساسية في المرأة. ..فهاهي المحمية ( التي تزيد النار في التنور) والمِدقّّّة- بكسر الميم وتشديد القاف المكسورة – (التي تصنع الخبز رقيقاً جدا- وتطحن الحب بالرحى حتى يكون كالغبار في دقته  ) هي في نظرهم من فاقت جميع النساء المتسمات بالحرافة والمهارة حتى أنها تفوق  صاحبات الجمال والحُسن بحسن آدائها وإتقان عملها.


8 - أذكر الحي ووكف له صميل:
هو رديف للمثل رقم 6 وفيه تأكيد على نفس المعنى في أن من تتحدث عنه سيظهر في الحال مع أن القائل هنا استعان بتجهيز الصميل ( العصا الغليظة ) وكأن من سيذكره ينبغي أن يُضرب.

9 - الجار قبل الدار:
هنا تزكية وتوصية لاختيار الجار قبل اختيار الدار التي ستسكنها لأن الجيران مؤثرون في طبيعة حياتنا.

10 - إِلِفْ الفَقِيهْ الرَوْبَهْ:
هنا تهكم على الفقيه- وهو المدرس الذي يدرس طلاب القرية القرآن واللغة - الذي ألف(اعتاد)  أكلا جديدا فلن يصرف نظرا عنه، ولن يرغب بأكل غيره... والروبة هي خالص اللبن قبل أن يفصل الدسم عنه وهو ألّذ أنواع اللبن...

11 - أنا أمير وأنت أمير ومن عيسوق الحمير:
هنا تأكيد على أهمية تعدد الطبقات في المجتمع الواحد حتى ولو كان قرية... فلو كان الجميع أُمراء فمن سيقوم بالأنشطة اليومية؟..وهذا التساؤل يقال في حال أنه لابد من حل لأجل استمرار الحياة العامة.. فهذا أمير.. وهذا يقود الحمير... وهكذا
 
12 - أيش  الّف الرُباح مآكل التفاح:
هذا التساؤل عندما ترى أناسا يتصرفون بطريقة غريبة وغير مقبولة والسبب عدم تعودهم عليها من قبل، كما القرود ( الرباح ) التي تأكل التفاح وهي بالأصل لم ترها قط.
 
13 - المليح مليح ولو قام من النوم والشوم شوم ولو تصلح كل يوم:  
هنا الجمال والملاحة لا دخل لها بالزينة،  فالجميل (المليح )جميل في كل الأوقات حتى في الصباح الباكر بعد أن يفيق من النوم،  أما القبيح ( الشوم ) فلا يزيده التزين شيئا ولو استمر عليه بشكل يومي.


14 - الطبع مثل النخرة:
هنا إفادة بأن سلوك الانسان وطبائعه ليست ثابتة فهي ممكن أن تتغير كما هو أنف الانسان (النخرة ) يتغير بحسب الضغط المسلط عليه باي أداة كانت .. ففي اليمن هناك الكثير من النساء من يتميزن بكبر حجم الأنف، يعانين من اعوجاج أنوفهن والسبب ضغط اللثام الذي يستخدم بشكل دائم حين خروجهن..ويقال إذا ظل المرء يحرك أو يضغط على أنفه إلى اتجاه معين من وجهه فإن يميل مع الوقت الى تلك الجهة.. والشاهد هنا أن الطبع من الإمكان تغييره بتعديل السلوك بشكل مستمر...

15 - العيد جاء وكسوتي بصنعاء - البز غالي والمخيط أعمى:
هنا مثل على شكل بيت من الشعر المقفى..يحكي سوء الظرف كما لوكان العيد اقترب ولا توجد كسوه فالقماش ( البز ) غال جدا والكسوة إلا من صنعاء..بالاضافة إلى أن المخيط أعمى..فكل الأبواب مغلقة في وجهه..
 
 16 - المفارع يحصل نص الصميل:
المفارع هو من يتدخل في فض عراك او اشتباك... فإن نصيبه من العراك يحصل..إما بقصد أو بدون قصد من المتعاركين..أو المشتبكين بالأيدي أو بالألسن...
    
17 - الهربة سنة والمسكة يوم:
هذا يقال لمن يهرب بعد أن يرتكب خطأً.. يظن أن هروبه سيمنع عنه العقاب... فيظل خائفا وقتا طويلا شبه بالسنة..والمسكة أي مواجهته بالموقف سيكون يوما.. وكأنه هنا يقول لاداعي للهرب وقتا طويلا... والمواجهة ستكون حتمية ولابد أن تحصل.

18 - البهررة  نص القتال
والبعض يقول
        - الهنجمة نص القتال- :
هذه الحرب النفسية بالألفاظ ولغة الجسد تزيد من  قوة القتال.. وتثبت قوة المقاتل.. فالبهرره هي الزجر بالعيون والهنجمة هي الثقة الزائدة وتتضح بالصوت والكلام وكل تعبيرات  الجسد.
    
19 - البنِّية طبينة أمها:
أي أن البنت في مرحلتي الطفولة والشباب تبدأ بالمطالبة بنفس احتياجات وطلبات والدتها إن لم تستخدم ما لأمها..وخاصة أغراض الزينة والملابس..تشبهاً وفطرة..وكأنها طبينة (ضُّرة).

حرف الباء
20 - بخت المِلاح بالضياح وبخت العور بالزاوية:
أي أن النساء الجميلات الكاملات الصفات يكون حظهن ( بختهن ) بالزواج غير ملائم ولا مناسب لجمالهن واكتمال صفاتهن،  أما النساء ما دون ذلك  فإن حظهن في قمة الهرم الاجتماعي من الأزواج وكأنهن بزاوية المجالس..

21 - بنت الناس فوق الراس وبنت العم على المعقم:
في الزواج أيضا يكون قدرالزوجة  ابنة العم  متدنيا كما هو المعقم ( أسفل الباب ) أما الزوجة التي من نسب بعيد ولاتربطها قرابة مع الزوج فهي منزلتها  عالية كما لوكانت فوق الرأس..

    22 - بعث الله من  في القبور:
يقال هذا لمن غاب وزاد في الغيبة حتى كاد صيته أن يموت وظهر فجاة..أو قد يقال لمن يفتح موضوعا قد مات من مدة..

حرف التاء
23 - تحت المِدَنِّي ألف جني:
المدنَّي هو الشخص الذي ينظر الى أمامه ويتظاهر بأنه يغض نظره وفي حاله تمثيلا لا طبعا، فهذا يعني بأنه يحمل في طياته ليس خيرا بل شيطنة  وخبثا  في صورة  حياد وعدم وضوح..ولا مبالاة.

24 - تحت السواهي دواهي:
هذه تقال كما المثل السابق مخصصة للنساء اللاتي يمثلن ظاهريا دور الطيبة والسذاجة وهن في الأصل يخبئن  خباثة ودهاء.

25 - تَعبْ إيدي ولا وجع قلبي:
نعم هنا تعب الانسان ومجهوده أفضل من وجع قلبه حينما يوكل أحدا أو يوجهه الى إنجاز عمل يخصه..فلا ينجزه بالشكل المطلوب ولا يزيد صاحب الفائدة إلا تعبا وجهدا..

حرف الجيم
26 - جديد جديد يلعن ابو كل بالي:
هنا التغني بالجديد  حتى يلعن البالي وأبوه بقوة الفرح الشديد بكل ماهو جديد.
ويقال غالبا للملابس الجديدة بعد أن يلبسها ويدوس البالية بأقدامه الحافية تفاؤلا بالجديد..لغرض إكسابه صحة وعمرا أطول...

27 - جِنان يِخارجَك ولا عقل يحنبك:
هنا إشارة واضحة الى أن بعض العقول تدهي أصحابها الى مواقع الهلكة،  فيتمنى قلة العقل المخارجه ( المنجية ) على العقل المحنب ( الموقع في المشاكل ).
 
حرف الحاء
28 - حقكم حق وحق الناس مرق:
لغة الحقوق والمساواة متجسدة هنا ولسان الحال بأن الناس سواسية في الحقوق والواجبات... فلغة العتاب واضحة لمن يعتقد بأن حقه حق هام وحقوق غيره من الناس وكأنها (حساء ) أو شوربة سهلة العمل سهلة الشرب... فليس له أدنى أهمية.
و هنا يعد دفاعا عن الحق وتعظيما إذا كان لهم أما عندما يكون لغيرهم فهو أمر عادي كشرب المرق (حساء ) وهي أكلة شعبية شائعة تصنع بسهولة وتشرب بسهولة...فكأن الحق للغير عندما يطالبون به  لا يعيرونه اهتماما لأنهم يظنونه أمرا لا يستحق لبساطته..وهذا يختلف تماما عندما يريدون حقوقهم حتى لو كان نفس الحق إلا أنه  إذا نسب لهم فشأنه أعظم وأكبر..
عادة يطلق على من يعظم أموره واحتياجاته وأهدافه، لكنه بالمقابل  يهمش حقوق الآخرين ويستصغر شؤون الآخرين واحتياجاتهم وأهدافهم.

29 - حيث ما غلس بات:  
هذا المثل يقال بلكنة عقابية حادة للرجل(شابا أو زوجا )  الذي يتأخر عن البيت بعذر مسايرته لأصحابه..فحيثما تأخر يفترض أن ينام..هكذا لسان حال الأم أو الزوجة..

حرف الخاء
30 - خيرهم لغيرهم:
هنا لكنة عتابية تتضح جليا في الإيجاز والتورية عن معان أخرى أكثر عمقاً، فالخير الذي يُنتظر منهم لأنفسهم ولأهلهم يذهب لغيرهم..أشعر هنا بالأسف والندم الذي يملأ كيان قائل هذا المثل يومه..والمستشهد به يومنا..

31 - خاور ومستحي:
هذا يقال لمن يرغب بالشيء وبشدة ولكنه يظهر سلوكاً لايتناسب مع حاجته تلك...

32 - خابره.. على قدر عقله:
أي أن النقاش و الحوار يتم على أساس عقول الناس فمن كان عقله خفيفاً فكلمه على قدر خفته.. والعكس صحيح.

33 - خَلِيه يدق راسه بالجدار:
تقال بالغالب للمكابر أو للمعاند الذي لا يسمع نصح من هم أكثر منه خبرة وتجربة فالقول:  دعه واتركه وشأنه فلا تنصحه لأنه لن يفيده النصح إلا بعد أن يصطدم بعثرة كبيرة كمن يدق رأسه بالجدار عندها سيرجع لك ويطلب التوجيه والإرشاد.

34 - خابر لك من لا يسمع قلب لك حجر مطلع:
أي اتكلم وانصح لمن لايفهم ولايعقل مايقال له كأنك تدحرج حجراً من أسفل إلى أعلى.. أمر في قمة الصعوبة والجهد دون تحقيق أي هدف.

حرف الدال
35 - دخَّل بِرمَته بين البِرَم:
هذا المثل يقال للفضوليين من يتعمدون أن يدخلوا أنفسهم ويحشروها في مالا يعنيهم،  أو دخل في موضوع لايخصه ولا يعنيه فكأنه يدخل طاسته ( برمته) بين أي صف من أوان يراها مناسبة للدخول والاختراق..

36 - دَيمِةْ خلفْنا بَابَها:
الديمة وهي البيت الصغير الذي يُبنى عشوائيا لغرض مؤقت كمكان لحراسة مزرعة.. أو ما شابه..وهنا تغيير الباب من الخلف لا يعني أن الديمة تغيرت أو اختلفت..بالعادة يقال لمن ينوي الحديث أو التصرف بطريقة أخرى قاصدا التحايل على التغيير...

حرف الذال
37 - ذي ما يجي مع الحريوه ما يجي بعدها:
الحريوه هي العروس، حيث كان بالعادة أن  الضيوف يأتون إلى بيت العريس قبل ما تزف العروسة  فمن كانت عنده الرغبة والنية في الحضور فسياتي مع زفة العروسة وهو وقت وصول العروسة والزافين لها، وهذا بحسب عادتهم أيامها هو الوقت المناسب فمن تأخر عن ذلك فإنه لن ياتي ولن يُنتظر...
هنا يستخدم للإشارة بأهمية معرفة الوقت المناسب للحضور في أي نشاط،  بالإضافة إلى معرفة متى يجب أن تمارس نشاطات معينة.. كإعداد عمل معين أو شراء أشياء مرتبطة بحدث معين..فمثلا يقال عندما يأتي يوم العيد ولم تشتر  ملابس للعيد إذا فأكيد لن تشتري بعد العيد..أو حتى إذا تم شراؤها فلن يكون لها أثر أومعنى مثلما كان في وقتها.
باختصار يعني أن  كل شيء بوقته حلو.

38  - ذي ما يربوه أهله يربوه الناس:
هنا التربية والعقاب والثواب يبدأ في البيت ليعرف المرء الصحيح من الخطأ. وان لم يبصر في وقت مبكر يضطر إلى المرور بتجارب في إطار المجتمع تجعله يعرف الصحيح من الخطإ ولو متاخرا...

39 - ذي ما معه خير لأهله ما معه خير للناس:
هنا الخير من العطاء المادي والمعنوي يفترض أن الأهل أحق الناس به، فمن لم يعط أهله خيرا فلا خير فيه لأحد...

40 - ذي ما يشتغل ببيت أبوه يشتغل عند الناس:
هنا نصح وإرشاد للعمل، أي أن يعمل الفرد مع نفسه وفي بيته، أفضل من أن يعمل عند الاخرين، وكأن فيه استقراء لمستقبل الشخص الذي لا يشعر بالمسؤولية من صغره، والعمل مع أسرته بأنه سياتي عليه يوم ويشتغل عند الآخرين للحاجة أو الاضطرار. وقد يرمز إلى تعلم حرفة الآباء والأجداد حتى يتمكن من مواجهة أعباء الحياة بحرفة أو مهنة تجعل منه شخصا فاعلا في المجتمع. بحيث يستفيد من تجاربهم ونصحهم في وقت مبكر من عمره.
 هذه الثلاثة الأمثلة ( 38-39-40) تمثل معنى عاما واحدا وإن اختلفت جزئيات المعنى فالأصل هنا إن من لم يتعلم في بيت أبويه سيعلمه الناس لأن المجتمع يفرض  رأيه النهائي على الفرد سواء تعلم قبل أن يخرج إلى المجتمع أم لم يتعلم...

حرف الراء
41 - راعي بقر خالته آخر من سرح وأول من تروح):
هذا يضرب في الشخص الذي يبالغ في  السرعة  في إنجاز أي عمل لا يحبه، وكأنما هو ذلك الفرد الذي تأمره زوجة أبيه ( الخالة ) بأن يرعى لها أبقارها وهو مكره على ذلك فذهب (سرح ) متأخراً وعاد (تروح) أول الرعاة.

42 - رَوِّيْ الحليم النِجْد ولاترويه المقطاعة:
أي لا تشرح للشخص الذكي أو النبيه شرح التفاصيل، بل أشّر له إشارة الى الطريق من بعيد وسيتعرف هو من ذات نفسه على أقصر الطرق ( المقطاعة ).  

حرف الزاي
43 - زيدي ماء زيدي طحين:
طبعا التشبيه بالعجن هنا لكن عجن دون بصر أو بصيرة إما لقلة الخبرة أو عمدا بحيث يظل يعيد ويكرر ويحصل على نفس النتيجة.. فالمعنى مصور هنا بأسلوب بلاغي عجيب ومميز.. حيث أن القارىء للمثل أو السامع به يشعر بتلك الصورة المتحركة بامرأة تخلط الطحين بالماء لغرض الحصول على عجين بتماسك معين وإذا بالطحين يزداد على الماء فتضيف الماء لتعادل الطحين لكنها تكثر منه فيزيد الماء ويخرب العجين، فتضطر أن تزيد طحينا..لكن ليس بقدر.. بل أكثر مما يجب.. فتجد أن لا مفر إلا بإضافة قليل من الماء وتخطىء التقدير..وهكذا تظل في دوامة العجين ما بين إضافة ماء وطحين..
هذا المثل يهدف إلى توضيح  فكرة هامة جدا وهي العمل دون تقدير أو تقدير الأموروالتعامل معها بطريقة غير معتدلة أو عشوائية أو دون تخطيط أو تجربة مسبقة..أي التصرف في أمر دون بصر أو بصيرة، أي أن يعمل نشاطا مسببا لحدوث شيء معين ثم يعمل نشاط آخر قد يهدف به إلى إيجاد حل لكنه يزيد في المشكل، من جهة أُخرى فيضطر لتكرار النشاط السابق ...وهكذا

44 - زوجك على ما تعوديه وإبنك على ما تربيه:
الزوج يتشكل بما تعوده زوجته،  والابن يتشكل بحسب تربية والدته، أي أن المراة وتعاملها معهما هي السبب في تشكيل السلوك النهائي لهما.

45 - زاد الماء على الطحين:
عندما يفيض الكيل بأحدهم وتزداد الأمور عن حدها يلجأ لهذا المثل تشبيها للظرف كأنه عجينة رخوة زاد الماء على الدقيق فلم يستطع التحكم بها..

حرف السين
46 - سع ليلة بغير عشاء:
سع هي باللهجة المحلية وتعني مثل أي ( مثل الليلة مفرد ليال التي يكون أصحابها جائعين فلاهم ناموا ولا خلص ليلهم بصبح يغير  حالهم هذا، فهم ينتظرون الصبح بفار غ الصبر ليحصلوا على وجبة الفطار فالجوع يحاصرهم من جهة وطول الليل يشعرون به أطول ما يكون. .وهذا فيه إشارة الى جمع ظرفين سيئين في نفس التوقيت فلا أكل ولا فسحة من نهار للتصرف وتغيير الحال )
يرمز هذا المثل لطول الوقت  الممل، وخاصة عندما يكون انتظارا، أو سأما لأي  حدث يطول في استهلاك الوقت دون حصول  المتعة  أو الفائدة.

47 - ساعة الأكول تضيع العقول:
أي ساعة الأكل يتشوش العقل..وخاصة إذا كان المرء جائعا جداً..فلا ينتبه أو يركز على تفاصيل قد يعيها في وقت آخر...

48 - سبحان مجِّزع السلع منفق البضع:
 هنا تسبيح الغرض منه قد يكون اعترافا بقدرة الله في تسيير الأمور أو سخرية على سلعة بايرة أو بضاعة راكدة، ويستخدم هذا المثل من قبل النساء عندما يحضرن عرسا ولا تعجبهن العروس..لدمامة، أو لسوء خلق..!

49 -  سارق ومبهرر:
هنالك من الأشخاص من يستحقون هذا المثل لأنهم يسرقون حقوق غيرهم ويزيدون  على السرقة تعاليا..وعنجهية..والبهررة هنا تعني فتح العينين بأقصى درجة وهو تعبير جسدي يراد به الزجر والتخويف...

50 - سمحنا له يتفرج دخل يرقص:
هنا سُمح له بالفرجة فضلا وكرما فاستغل الظرف واندمج حتى وصل الى أن يكون هو محور الفرجة من رقص وحركة. وهذا يقال لمن يسمح له بدور محدود فيصدق نفسه ويتطاول ويرى نفسه جديرا بأن يمارس كل ما يريد...ويزيد

51 - سيري لش تجاهش تجاهش..لا أهلش تجاهش ولا بني عمش وراش:
أي امشي  بخطوات واثقة على مهل ولا تستعجلي فلا يوجد أحد من أهلك أوبني عمومتكِ، ليصوبوا إن اخطأت أو يتمموا إن قصرت.

حرف الشين
52 - شوقي
شوق العاطشي للماء وشوق الغنم للمرعى:
هذا الشوق والحنين عندما يبلغ مبلغه،  فيُشبَّه باشتياق من بالغ به الظما للماء..وأكد عليها بشوق الغنم الجائعة للمرعى..
في الغالب يُبدأ الحديث بهذا المثل ا ستهلالا للتحدث عن امنية أو رغبة ملِّحَة..

53 - شَيَّب وعادوه شباب:
يطلق هذا القول لشرح المآسي والمصائب لشخص عانى كثيرا  في حياته لدرجة أنه شاب وهو لا زال في مرحلة الشباب..وأحيانا يطلق لاستحثاث الهمم الشابة. عندما يصيبها نوع من الفتور..

حرف الصاد
54 - صام صام وفطر بلصّام:  
هنا تقديس للصيام بأن يكون إفطاره مميزا، ليس صياما صياما ثم ينتهي بفطار غير مجد(لصام ) (العلك )والمقصود بان نهاية الصبر ينبغي أن تكون نهاية ظفر ونيل...

55 - صابح القوم ولا تماسيهم:
أي اذا اضطررت لسفر فاعمل حسابك بأن تصل عند من تقصدهم في سفرك في الصباح لا المساء...فالصبح فيه استبشار وفرح بالاضافة الى أن الحرج أقل من النزول عندهم في المساء حتى ولو كانوا أقارب لك..

56 - صبّن ثوبك ونقّي وأشتم صاحبك وبقي:
أي  في إنجاز الأعمال أتقن عملك وخاصة تلك المتعلقة بأغراضك، لكن حينما يتعلق الأمر بسلوك أحد أصدقائك أو أقاربك حتى لو اضطررت لشتمه فلا تذكر كل ما فيه وإنما تجاوز وغض الطرف عن جزء من معايبه..

57 -  صنعاء ما إبتنتش بيوم:
الاستدلال ببناء صنعاء لأنها عاصمة وحاضرة اليمن من قديم الزمن وهنا تأكيد وتجسيد على أنها مدينة بناؤها مميز، لذا لم تبتنى بيوم وهذا ديدن كل عمل عظيم يحتاج الى وقت..وصبر

58 - صلّح الخشبة توقع  عجبه:
أي أن الخشبة ذلك العود الناشف الذي لا حياة فيه إذا تزينت تصبح شيئا جميلا وتعجب الناس،  والقصد هنا أهمية التزين للمرأة بالذات...

حرف الطاء
59 - طريق الأمان ولو مسيرة ثمان:
أي اسلك الطريق الأمن حتى وإن طال سفرك خير من الطريق الخطر ولو كان مختصرا..حتى لو أخذ منك ثمان ( أي ثمانية أيام ) وهنا الثمان من السبت الى السبت مثلا هنا يستخدم في لهجة أهل هذه المنطقة أكثر من استخدامهم للفظ أسبوع.

60 - الطول طول الخشب والقُصر قُصر الذهب:
أو يقال
61 -  الطول طول الهبل ِوالقصر قصر الذهب:
 وكلاهما يشيران الى أن معظم طوال القوم كما الخشب المسندة..فيهم نوع من الهبل.. أما القصر أو القل فهو إشارة الى جودة ونوع المضمون..وهنا العتب على قائل المثل في إجحاف حق الأذكياء من طوال القوم...

62 - طلوبي ومتشرط :  
هذا الطلوبي هو الشحات الذي يطلب الآخرين  وجاءت تسميته مشتقة من كثرة الطلب والسؤال للناس..ولكنه هنا متدلل لايرضى بأي شيء !!مما اضطر أحدهم إلى معايرته بهذا المثل.

حرف العين
63 - على من تغرر يا داهية؟ قال على قليل المعرفة:
هذا نوع آخر من الأمثال التي تكون بمثابة سؤال وإجابة عليه  
فالسؤال على من يتم تغريرك يا داهية- أي باستخفاف بعلمه ومعرفته -  فيكون لسان حاله ردا بأن تغريري على من لا يمتلك معرفة قط أو لا يمتلك معرفة بي وبصفتي.
وهنا يقال لحال الجاهل الذي لا يصدقه إلا من هو أجهل منه...

64 - عيون تتحازر وقلوب تتجازر:
العيون هي مرآة القلوب فعندما تتحازر فهذا يعني أنها نظرات  غير حانية فهي تؤكد شرر القلوب  وعكر الصفو بين أصحابها..

65 - عليك على أول المرق وآخر القهوة:
هذه نصيحة في تخير أطيب  الأكل..فأول الحساء هو أطيبه  لتركز الطعم فيه..وآ خر القهوة هو الأطيب من أولها..لأن أول كأس منها لازال غير مركز...هنا الجمع بين المرق والقهوة بطريقة بلاغية فاستخدام الأضداد جاء جميلا ومحقا في نفس الوقت.

66 - عِصرِة وسِنِّة سوا:
تقال هذه الجملة لمن يأكل أكلا ذا رائحة ثابتة مثل الثوم أو البصل فإن أكل ربطة منها كما هو حال أكل سِّنة ( فص ) لذا يلزم الحذر من السنة كما الربطة...كما يستخدم هذا المثل تورية برائحة الثوم على من يفسد أو يأكل مالا حراما. .فإن من يسرق مالاً حراماً كثيراً كان أم قليلاً فإن رائحته سوف تفوح...

67 - عَصِّبْ لك فِرسِكْ:
أي ربط لك فرسك ( أجاص ) بحبل تخيل كيف ستستطيع أن تكمل المهمة بنجاح...ويقال هذا لمن يصعب عليه إتمام أمر متعلق بآخرين...

حرف الغين
68 - غلِّق بابَك و صُون جارَك:
أغلق باب منزلك وأحكم إغلاقه وحافظ على علاقتك مع جارك بالصون والأمانة أفضل من أن تجعله مفتوحاً وتتهم جارك بسرقة أو ماشابه...هنا التعبير حقيقي ومجازي ممكن القياس عليه في أمور كثيرة.

حرف الفاء
69 - فتح بيتك  وإفتخر وإلا غلَّقه وإستتر:
هذا خاص بمن يرغب بالوجاهة الإجتماعية فإما أن يفتح بيته ويستعد لعاقبة ذلك من صرفيات ونثريات،  ووقت،  وخصوصية، ويتفاخر بهذا الامر...دون تبرم أو شكوى  أو أن يغلقه ويستر حاله من الإحراج.

حرف القاف
70 - قد  قلبي منه دود وعقارب سود:
هنا تشبيه قلب الواحد عندما يمتلىء غيظاً وكبتاً من أحدهم فكأنما عششت فيه الدود والعقارب..السود التي هي أخطر نوع من العقارب  وهذا القلب الملآن ضيما وضيقا كأنه ملآن حشرات متحركة وسوداء معتمة..هنا الكناية على أن القلب غير مرتاح غير مستقر بسبب الظلمة والعتمة الشاغلة له...
وقد يُفهم من المثل هذا شيء آخر وهو أن الانسان يضر نفسه عندما يكبت غيظا تجاه آخر فقلبه هنا امتلأ بكل أنواع الحشرات الضارة !

71 - قلب الأم في الولد وقلب الولد في السَنَد:
هنا قلب الأم معروف في قلقه وحبه واشتياقه للولد فهو بشكل متصل يحمل هم الولد ويحمل الحرص عليه..وقلب الولد لايبادل الأم نفس المشاعربنفس القوة ونفس الاتصال فلا يأبه  ولا يهتم إلا بسند من عمل أو مال أو غيره...

72 - قلة الإلف محولة:
قلة الإلف هي عدم التعود والتآلف على أمر ما...فمثلا عدم التآلف مع الغنى..أو الثراء يجعل من الشخص تصرفات غير مقبولة أوغير معقولة..لذا شبهت  كأنها محوله (سنة فقر ) أو كارثة...فمن كان قليل الإلف لمال أو لسلطة يظهر عليه عدم حسن التصرف وكأنه في نقمة لا نعمة فالمحولة هي السنة التي لاخير فيها ولا نعم..

73 - قلة العقل محولة:
هنا أيضا تشبيه لقلة العقل بعدم الاتزان وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة كأنها نقمة،  والنقمة هنا على من يعولهم قليل العقل أو من يسيرون بعد مشورته.

74 - قليل العقل مستريح:
وقليل العقل هنا يظهر مرتاح البال..لأنه لا يأبه لما يقول أو لما يفعل..بل مرتاح من الفراغ والخواء.

حرف الكاف
75 - كلمة الحر ميزان:
هذا المثل يمثل تاجاً على رؤوس بقية الأمثال..بل إن جاز التعبير فهو عروس هذا العمل..فالحر الذي لا يعبد مالا ولا قرابة ولا مصلحة ولا هوى فإن كلمته تظل حرة ثابتة في كل الظروف...مقياسها واحد ومعيارها واحد وهي الكلمة المنصفة العادلة كما الميزان.

ويقولون في قريتي أيضا:  
- يد الحر ميزان
أي أنه لا يحتاج إلى ميزان عندما يقسم شيئا فيده قادرة على العدل دون استخدام أدوات.

76 - الكسل يورّث الجوع:
عاقبة الكسل والتكاسل الحتمية هي الجوع..كما هو حال معظم المجتمعات العربية اليوم...


77 - كل حالي غالي:
كل ماهو جميل أكيد له ثمنه الغالي سواء  مال أو وقت أو جهد.

78 - كلام الحر دين عليه:
الحرإذا قال كلمته وفى بها، لأنه يرى أن القول هو أساس الفعل.. ومن لم يوفِ بالكلام لن يوفِي بالأفعال والمواقف.

79 - كثره وقله سوى:
تقال خاصة في الأكل..سواء تأكل القليل أو الكثير فالأثر  واحد...

80 - كلمة وعشر سوى:
أي أن الشرح بإيجاز يحمل نفس المعنى ونفس المضمون حتى لو أطنب الشارح...لذا فالأفضل الإيجاز والاختصار...وعادة يقال لمن لا يسمع القول أو الأمر من أول قول وخاصة في تربية الأطفال..

81 - كل شيء يمذر إلا الدَّرْ:
أي كل الطعام إذا أُكل بشكل يومي فإنه يُمل إلا الطعام المشتق من الألبان..( الدر ) فإنه لا يمل  ففي قريتي يعتمدون على الحليب واللبن كوجبات يومية متكررة..حيث يدخل في كل الوجبات الثلاث...وبأشكال متنوعه ولا يملونه.

82 - كل  بيت وبينه حمام:
أي كل أسرة أو عائلة بها شخص أو أكثر سيء السلوك...فليست كل الغرف دواوين..

83 - كل طاهش له ناهش:
 أي كل ظالم له يوم سيأتي عليه بظالم أقوى وأشد بطشا وقسوة فيكون سببا مسخرا للانتقام من ظلم سابقه وهكذا.

84 - كل واحد يرده اصله:
كل شخص منا له معدن معين هذا المعدن هو الذي يحدد سلوكياتنا وتصرفاتنا في الشدة وفي الرخاء،  وقد يفسر الأصل هنا بالنسب فإذا عاب أحدهم في سلوك معين يردونه الى أصله ونسبة الضعيف..

85 - الكلمة الطيبة تكسر العود اليابس:
جميلة هي الكلمة الطيبة التي تأسر القلب والنفس..وتجعل من العود القاسي يلين حتى ينكسر احتراماً وإجلالاً..

حرف اللام
في قريتي يقولون لا بمعنى إذا..لذا فمعظم ما ورد من الأمثال تحت بند حرف اللام معظمها تبدأ بلا والقصد بها إذا الشرطية..التي تحتاج إلى جواب.

86 - لا قد ولد سميناه:
إذا ولد المولود سموه في حينه،  وهذا إشارة واضحة لعدم الخوض في أمور مستقبلية، ولسان الحال خلينا في لحظتنا هذه.

87 - لا جاك يوم الحمار قمت له قومه:
يعني إذا جاك يوم شديد فيه شجار أو مشكلة معينة يجب أن تقف له وقوف. فقمت له قومه هنا تكرار وذكر المصدر للفعل قم من قام وهي باللهجة ( قومه ) لتأكيد جاهزيتك وإعطائه كل اهتمامك فتغيير مجلسك وسكونك يدل على التغيير الفعلي المناسب. أي أن تتعامل مع المواقف حسب ما تقتضيه أهميتها، فيوم فيه مشكلة يستحق منك الوقوف والثبات والتعامل بكل قوتك حتى تتمكن  من السيطرة أو الخروج من  المأزق أو الظرف ذاته.

88 - لا غريمك الدولة من تشارع:
اذا قضيتك مع الدولة فصعب جدا أن تتحاكم معها.
 
89 - لا حيرف القبيلي دور دين ابوه:
عندما يصاب المرء بفقر أو حاجة يلجأ للبحث عن دين أبيه من الناس..

90 - لا كبر ولدك خاويته:
الطفل يحتاج إلى معاملة معينة حين صغره..أما حينما يبلغ فتجب معاملته بطريقة أخرى وهي معاملة الأخ لأخيه.

91 - لا تبكي على من مات ابكي على من خف عقله:
هنا لا الناهية والتي تنهي عن البكاء عن موت شخص منا بل يستحق البكاء من أصاب عقله خفة أو بلاهة بسبب مرض أو حادث أو عارض.. فالعقل هو ما يميز الانسان...

92 - لا شبع الربح برذم:
أي إذا شبع الربح -وهو القرد -وهنا المقصود بأن الشبع يقود الى التبذير والإسراف...وخاصة عند من لم يتعود على العيش في ترف من صغره...وبرذم فعل ماض يدل على اللعب بالأكل ورفس النعمة بعد الإحساس بالكفاية والشبع...

93 - لا تسأل عن سوق وأنت وارد اليه:
لا النافية هنا تنفي عن السؤال عن السوق وأنت ناوى الدخول إليه فهنا تأكيد على أن تجربة الانسان للشيء أفضل من السؤال عنه إذا ما اقترب منه..

94 - لايعجبه العجب ولا الصيام برجب:
هذا المثل منتشر بكل الثقافات العربية والمقصود به الانسان ذو الطبع الصعب الذي يعد إرضاؤه غاية لا تدرك.

95 - لابد من صنعاء ولو طال السفر:
        - لا قدك سارح كثرت بالفضايح:  
عندما ينوي أحدهم الرحيل من مكان معين إنه يكثر بالفضايح ويظهر كل ما بداخله من دوافع مكبوتة ورغبات..وهذا طبع المغفلين..أو الصابرين كبتا  وقهرا..

96 -لا تكتال من زوة واحدة ولا تكيل لا زوة واحدة:
هذا المثل يؤكد حكمة هامة في الحياة وهي التنوع الجميل فهنا يؤكد قائل المثل بعدم شراء الحبوب من مكان واحد حتى اذا طلع بعضه مغشوشا أو به علة فإنه لن يخسر جميع ما اشتراه لتعدد مصادره..وكذالك عندما يود أن يخزن الحبوب فلا يجعل كلها في مكان واحد حتى اذا حصل لها ما يكره من ظرف فإن لديه مجموعة في أماكن أخرى..وهنا كناية تستخدم للزواج والنسب..فيعني ألا يزوج جميع أقاربه من أسرة واحدة ولا يزوج بناته أو قريباته الى أسرة أو بيت واحد بل الأفضل  التنويع...

97 - لا ولد الناس ولدك ولا بلد الناس بلدك:
هنا نفي فولد غيرك لن يكون كولدك..ولا بلاد الناس وإن أعجبتك ستكون كبلدك ووطنك الأول وإن أحببتها..

98 - لابد من صنعاء ولو طال السفر:
هنا نية بتحقيق الهدف بزيارة صنعاء أو أي هدف آخر حتى وإن طال السفر وزاد الجهد..ويقال هذا المثل لإثبات العزيمة القوية في تحقيق المراد.

حرف الميم
99 - ما مرة الا من بين رجال وما بقرة الا من بين اثوار:
أي أن أفضل النساء تلك التي تتربى بين رجال إخوة وأعمام وأخوال، فتتعود على طلباتهم والتعامل معهم واحترامهم ومراعاة خصوصياتهم فتكون أكثر جرأة وأكثر رصانة وأكثر خبرة حينما تتزوج،  وكذلك حال البقرة أيضا !

100 - من ظهر غيرش فَدّرِيْ:
وهذا يطلق على الشخص المستهتر الذي لا يشعر بالمسؤولية في المحافظة على الماديات بشكل عام والانفاق بشكل خاص،  فالممتلكات المادية عندما يساء استخدامها، أو تتلف بطريقة لا مسؤولة،  أو عندما يتم التبذير والصرف من مال الآخر بحيث لا يستشعر بحجم الخسارة لأنها من كسب الآخر ومسؤولية الآخر..غالبا ما يستخدم للأبناء عندما يبدأون في سن المراهقة وطلباتهم تكثر..ولا يكون عندهم الإحساس بالمسؤولية للحفاظ على حاجياتهم أو ممتلكات الأسرة.

101 - ما بدي بدينا عليه:
أي لا تخطط ولا تفكر ولاتهم..إذا ما جاك الحدث ففي نفس التوقيت واجهه سواء بتقبله أو بمباركته أو بمقاومته، أي لا تفكر في شيء هام حتى يظهر لك, وهذا يستخدمه كثير من الناس المسوفين..والذين يؤجلون كثيرا من الأمور لحين آخر...

102 - من تعلي رجم ومن توطي شتم:
أي  أن كلاً يستخدم السلاح الذي يتناسب مع موقعه فمن كان في الأعلى سيستخدم الحجر ومن كان في الأسفل لا يوجد لديه وسيلة مناسبة إلا الشتم مع استشعار قلة الحيلة هنا.

103 - مَحَّد يخرج من بطن أمه متعِّلم:
محد ( اختصار لِ ما أحد - أي لا يوجد أحد)
الخبرة تأتي من تجارب الحياة، لاتأتي مع الجينات الوراثية..فالمولود يولد على الفطرة والتجارب تعلمه.
وهذا يقال لغرض التشجيع خاصة لمن أخطأ أو اعترف بعدم خبرته...أو طلب مشورة.

104 - ما تصبطش الحنا إلا بيد من تحنا:
الحناء هي  صبغة مشهورة في اليمن عامة وفي قريتي خاصة فتستخدمها النساء للتزين في الأعراس والأعياد والمناسبات الدينية مثل جمعة رجب مثلا...ولكن استخدامه هنا يدل على أن من صنع معروفا فلن يذكر إلا هو..ومن صنع شرا فسيذكر بما صنع.

105 - ما رَجَّال إلا برِجَال :  
أي لا يوجد رجل  له احترامه وقدره إلا ولديه رجال يتبعون أوامره ويرافقونه أينما ذهب..ويحضرون معه في الموقف الجلل..وهذه نزعة قبلية دارجة عند معظم أفراد المجتمع المحلي اليمني.

 106 - من يشتي الدادح ما يقول آح:
من يريد أمراً فيه مشقَّة وتعب فلا يتشكى لأن التشكي يصبح تحصيل حاصل..ونتيجة بديهية.

107 - ما تموت العرب إلا متوافيه:
هنا قانون الفعل ورد الفعل يظهر جليا...فالعرب لا تموت الا متوافيه  من الأخذ والرد...ويقال هذا تهديدا ووعيدا..وخاصة بعدما يقع الشخص في مأزق من صنع آخر خصيم له..  


108 - ما أبصرت من الجمل إلا أذانه:
يقال هذا ممن خبرته أكثر لمن خبرته أقل.. في حديثه عن تجربة معينة ليوضح ما خفي..أنه أعظم..وكأنه لايرى من الحقيقة إلا كحجم الأذنين من حجم الجمل وهذا تشبيه بليغ فكم تمثل الأذنان من حجم الجمل..!

-109 ما يحك جلدك مثل  ظفرك:  
ما يفيدك أحد من الناس مثلما تفيد نفسك بنفسك.

110 - ما يصلي المصلي الا وساهن من الله مغفرة:
هنا  الصلاة على الرغم من أنها فرض واجب إلا أن المصلي يرغب في الغفران..ويطمع في المسامحة من ربه وكذلك ديدن الأنشطة الأخرى في المعاملات بين البشر لا أحد يقدم لك خدمة أو شيئا بدون مقابل. ورأيي أن هذا التعميم قد يكون غير صحيح في بعض المواقف ومع بعض الشخصيات.
 
111 - من جالس جانس:
من كثرت مجالسته لشخص فإنه يكتسب من صفاته وسلوكياته.

112 - من دق الباب حصَّل له جواب:  
أي لا يأتي جواب أو ردة فعل من دون فعل. .وأصل الفعل  طرق الباب سواء باب القبيلي أو باب الله. .وأبواب الحياة كثيرة ومتعددة..

113 - من شقي لقي ومن رقد تمني:
من تعب واجتهد حصل على ما تمنى..ومن كسل ونام يظل في مرحلة التمني ولا ينال شيئا.

114 - من كثر هداره قل مِقداره:
صحيح فكم من شخص قلت قيمته وقل قدره في كثرة الكلام والهدار.

115 - من فضَّل ولدْ على ولدْ إلى جهَّنم وردْ:
يعجبني العدل المتجلي في هذا المثل  ففعل  الشرط فيه الظلم والتمييز بين الأولاد..وجواب الشرط عقاب جهنم إنها ساءت مصيرا.

116 - من ساير الخادم أصبح نادم:
لا أدري ما نوع الندم هنا لكنه إشارة الى عدم مسايرة من يخدمك فسيخرجك عن مستواك.أو باكتسابه لصفات معينة لا تليق أو أن الخادم سيستغل هذه الصحبة بطريقة أو بأخرى..

117 - من شاف دار الدولة هدَّم عِشَّتَه:  
هنا مقارنة صلاحياتك بغيرك..مثلما دارك بدار من هو أغنى منك بكثير.

118 - مِكحَّلة  وسارِِحِة تورِّد وساهنِة إن الكُحِل يُزوِجْ:
هذا المثل يطلق على راعية الأغنام والأبقار والتي تسوقها إلى مورد الماء وهي متزينة بالكحل لتبدي جمال عينيها ظنا منها بأن الحكل هو السبب الذي سيجذب لها فرص الزواج ؟ فالمورد هو المكان الذي يسمح لها بالاختلاط مع شباب قريتها والقرى المجاورة..أثناء سقيهم لمواشيهم.

119 - من لقي أحبابه نسي أصحابه:
أي أن العلاقات درجات فالأحباب هم أعلى المراتب وأعلى الدرجات..فأإذا ما حضروا أ زاحوا الأصحاب من مرتبتهم..وحازوا  جُلَّ الاهتمام.

120 - من هالك لا مالك لا قباض الأرواح:
يقال عندما تصادف أن تقع من مشكلة الى أخرى وتهرب من وضع سيء فتقابل وضعا أسوأ، وهذا يعكس التدرج من الأقل أثرا الى الأكثر ضررا كمن ينتقل من تعب وعسر الى موت محقق...

121 - ما تكسر الحجر إلا اختها:
أي لكل ظالم نهاية بظلم آخر من نفس الفصيلة ونفس القوة  وعلى الرغم من التأنيث هنا إلا أن المعنى عام للرجل والمرأة والمعنى الأكثر استشعارا له حين يمر على مسامعنا هذا المثل هو أن المرأة التي تكيد سياتي يوم وتكسر شوكتها امرأة أكثر منها كيدا ودهاء..

122 - من يشتي الداداح لا يقول آح:
أي من أراد الهلكة أو الدخول في معضلة فالأسلم  ألا يرجع يتشكى ويولول..

123 - من تعَّول بجني خطف:
تعول أي طلب المعونة وهي كلمة شائعة في قريتنا تستخدم كثيرا كأنها مشتقة من العون (فيقال تعون في بعض القرى أما في قريتي فصيرت تعول )
فعندما تطلب من طفل أن ينفعك بإحضار شيء أو بتبليغ أحدهم خبرا،  لكن حينما لا تحسن اختيار من يقضي لك أمرا..فانك ستضطر غاضبا ً لقول هذا المثل..فكأنك طلبت العون من جني فذهب  ولم يرجع. .بل كانه خُطف عند أحد من جماعته..!

124 - من خبَّى من عشاه أصبح يراه:
هنا نصيحة للادخار...فمن يقتصد في عشائه وخبأ جزءا منه ( اي احتفظ ) فسيفرح برؤيته حين يصبح مبكراً يبحث عن فطور...

حرف النون
125 - نام نومة أهل الكهف:
يقال مباشرة  لمن نام وطال نومه،  وبشكل غير مباشر كاستخفاف لحال  غير مريح كمن  طال سباته ولم يطور نفسه سريعا مقارنة بأقرانه.

حرف الهاء
126 - هواء الساتي خبز:
أي جو هذه القرية تحديدا كأنه خبز تأكل منه  ( قرية في منطقة بني سيف العالي تتميز بهوائها العليل في كل فصول السنة )، وهنا تشبيه بليغ يدل على من استمتع بهذه الأجواء العليلة فكأنه يأكل أساس الأطعمة، فالخبز في هذه المنطقة صنف أساسي في المائدة،  ومن ناحية صحية  ففي الموضوع حكمة لأن الهواء العليل يؤثر تاثيرا عاليا على صحة الفرد،  كما هو تأثير الغذاء..أيضا الحكمة في اختيار كلمة خبز دون غيرها من أصناف الطعام الأخرى فالخبز أساس لا تقام الموائد بدونه بالإضافة الى أن الجميع متفق عليه فليس هو صنفا قد لا يوافق هوى بعض الأمزجة.

127 -  هدده بالموت يرضى بالحمى:
هذا خاص بالمفاوضة فعندما تهدد أحدهم بشيء كبير يرضى  و يخضع بالشي الصغير لانه خاف من أمر أكبر كما هو الحال عندما تخير أحدهم بالموت أو المرض فيفضل المرض..لأن الخسارة هنا أقل

حرف الواو
128 - وَرْوَرْ والكلب الأعور:
يقال لمن يكرهه القوم وتمنون مغادرته فحتى إذا جاء يوم مغادرته من بينهم فيقولون هكذا خلف ظهره..على عكس قولهم لمن ينوي المغادرة وهم له محبون..فيودعونه بالسلام وأحلى الكلام.

129 - وجَّهتِش الحَيدْ مِن قِّل الحَشيش:
تقال هذه الجملة للبقرة،  فالمعنى الحرفي هوأن صاحب البقرة وجهها الى الجبل لترعى في مكان مفتوح -وعادة يطلق على المكان الخطر في المرتفعات بالحيد -والسبب هو قلة الحشيش لديه فكأنه يشرح لها الأسباب التي دعته لهذا التصرف، لكن القول هنا يستخدم في ظروف أخرى لا تتعلق بالمواشي فحسب، بل تتجاوزها الى الأشخاص أنفسهم فمثلا أحدهم لا يستطيع أن يصرف على أولاده فيوجههم إلى الشارع للعمل أو للشحت، ويُستخدم في شرح ظرف اضطراري يدفع الشخص لأن يسلك سلوكا قد يستغربه الآخرون...

حرف الياء
130 - يا ذي صبرتي سنة ماعاد يضرش ثمان:
الصبر قيمة من أهم القيم الاجتماعية وبالغالب  يطلب من المرأة التحلي بها وهذا المثل يؤكد بأنها قد صبرت وقتا طويلا فلا باس من الصبر فترة إضافية أخرى وخاصة أنها قصيرة فهنا ثمان (ثمانية أيام أو أسبوع ) فهي قصيرة مقارنة بصبر السنة الكاملة..وهذا فيه تحفيز بالصبر لميقات محدد..وليس الصبر بشكل مفتوح..

131 - يا راقصة بالغدراء ماحد يقولش يس:
الرقص بين النساء في المناسبات الاجتماعية من أعراس أو أعياد أمر معتاد،  ومن ترقص تسمع كلمات وإشارات  التشجيع والتعويذ من بقية النساء الحاضرات وتحديدا بترديد كلمة يس... يس (وتنطق ياسين  ياسين )..مرتين . أو( يس على الطارف) اذ بالغالب ترقص اثنتان،  لكن أن ترقص إحداهن في الظلام فمن سيراها ليقول لها يس !!
والمعنى يشمل حين تنجز عملا..أي عمل يفترض أن توضحه للناس من حولك حتى يهتموا بك ويعتمدوا عليك.أما في الخفاء فلن تجد أحدا يبارك ذلك...ولن يعرف قدرك ومجهودك أحد..

132 -يومه عيده:
            يقولون فلان يومه عيده
يطلق على من لا يفكر بالغد، ويتصف بقصر النظر فلا يرى إلا يومه فيستمتع به ويصرف به ما يملك دون أن يخطط كيف سيقضي بقية الأيام التالية.
هنا جاء بصيغة المذكر لأن في الغالب المرأة تكون أكثر تدبيرا من زوجها إلا ما ندر..
    
133 - يا هارب من الموت يامتلاقي به:
قد يعجب هذا المثل أولئك أصحاب التنمية البشرية الذين يؤمنون بأهمية التركيز وتأثيره على حياتنا، فهذا المثل يؤكد بان التركيز على كيفية الهروب من الموت يجعلك تلتقي به بأقرب محطة، والموت هنا  قد يكون شخصا غير مرغوب بلقائه أو ظرفا لا يحبذ الوقوع فيه.

134 - ياهارب من حوجمة لا كلبلابه:
هنا أيضا هروب من واقع مر الى واقع آخر أمر،  وكأنه ترجمة للمثل بالفصحى (ـكالمستجير من الرمضاء بالنارِ) فالحوجمة هي شجيرة بها أشواك والكلبلابة شجيرة أخرى من نفس العينة لكن شوكها أكثر وأشد قساوة.

135 - يامفرق المرق أهل بيتك أحّق:  
هنا الصدقة لاتجوز للبعيدين وأهل بيتك يعانون الحاجة، فالموزع للمرق وهي حساء الدجاج أو اللحم  ينبغي أن يوزع ما فاض عن حاجة أهل بيته، وهذا المثل يؤكد قيمة اجتماعية هامة وتطبيقا لسنة محمدية مؤكدة  ففي قريتي من يطبخ مرقا يكثر ماءه و يوزع لجيرانه بغض النظر عن مستواهم المادي.

136 - يفتجع من غومته:
              يقولون فلان يفتجع من غومته
كناية عن الشخص الجبان فيفتجع من الفجيعة وهي الخوف وغومته أي ظله فكأنهم يقولون يخاف من ظله.

137 - يرعى مع الراعي ويأكل مع الذيب:
 هذا المثل يقال لمن له أكثر من وجه فيتعامل مع كل أصناف المجتمع الصالح والطالح فهاهو يرعى مع الراعي وينتبه له على أغنامه وإذا ما أكل الذيب  فريسة لا يمانع في الأكل معه، وقد تكون مهارة في التعامل لكن المعنى الذي يستوحى هو معنى سلبي وقيمة غير نبيلة في أن يكون الشخص إمِّعة ليستفيد من الجميع.

138 - يعمل للشيء  أيدي وأرجل:
يطلق هذا المثل على الشخص المبالغ  الذي يضيف البهارات والنكهات فيخرج من الكلام أو من الموقف شيئا يستحق الذكر مع أن أصل الكلام أو الفعل بسيط ويسير، لكنه بمهارته البلاغية أو الانفعالية يجعل منه أمرا عظيما وقد يحمل المعنيين سواء إيجابا أو سلبا .

139 - يارُكنتش يالحرورة من حين بَتولش حمادي:
الحرورة هي اسم لمزرعة أو جربه  كبيرة صاحبها مهتم بها ويثق في مردودها الموسمي، لكنه هذه المرة أخطأ في اختيار من سيحرثها وهو من يسمى حمادي...وهو شخص غير مهتم أو غير قادر على الحرث بطريقة مميزة...
هنا حسرة نستشعرها حينما قال صاحب الحرورة يار كنتش أي لن أركن ولن أثق بمردودك والسبب لأن حمادي هو من سيحرثكِ...وبالعادة يطلق هذا المثل حينما يود أحد إشعار الآخر بانه لايثق بعمله أو لا ينتظر نتائج مبهرة..من أدائه..
 
140 - يّس على الطارف:
ختمنا هذا العمل بذكر يس والقرآن الحكيم فتقال هذه البادئة اقتباسا من سورة يس. .والتي تعد من أهم السور القرانية والمذكورة بكثير في ثقافتنا الشعبية اقتناعا بأنها سورة قضاء الحاجات وسورة للتحصين والتعويذ وهنا هي دعوة بالبركة والحفظ وتقال خاصة في مناسبات الزواج والأعياد حينما ترقص اثنتان..بطريقة عصف ذهني فكلاهما تسأل نفسها من هي الطارفة أي بطرف السرب وكلاهما في الطرف. .ويقال هذا القول لإعطاء دفعة من الحماس والتشجيع..للراقصات وابتهاجا في المقايل التي تصاحب الأعراس والأعياد.

أعداد المجلة