فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
1

احتفالات الخاصة في بلاد الطوارق - واحة جانت نموذجاً

العدد 1 - عادات وتقاليد
احتفالات الخاصة في بلاد الطوارق - واحة جانت نموذجاً
كاتبة من الجزائر

ما يميز هذه الاحتفالات لدى مجتمعات «الطوارق»(1) هو كونها تقتصر على المجموعات التي تسكن القصور دون غيرها من الجماعات ذات الثقافة الرعوية البدوية، فهي ترتبط بالجماعات الحضرية الذين يفضلون إطلاق عبارة «كيل آغرم» على أنفسهم عوض لفظة «طوارق» (تعني لفظة «كيل» في لسانهم بـ أصحاب أو أهل و «آغرم» بمعنى القصر، وتصبح العبارة المحببة لديهم هي أصحاب القصور أو القصورية).

ولهاته القصور حكايات وأساطير تذكر بتأسيسها المرتبط بالدمار والفناء المتكرر الذي يلاحقها لولا شفاعة من الله بواسطة أصحاب الحكمة والكرامات من أوليائه.(2) هذا بالاضافة إلى ما تختزله هذه الاحتفالات من ظواهر اجتماعية وتاريخية وثقافية، فضلا عن الظواهر السياسية حيث يتخذ فضاء الاحتفال وزمنيته كذريعة لصد شبهة التهم عنهم .. شبهة الشرك والعودة إلى الجاهلية، وما يرتبط بها من ظواهر كغير ها من الطقوس والشعائر.

وهذه الإحتفالات حوصلة التاريخ الإجتماعيو الإقتصادي والفني لهاته المجموعات، فهي تنقل لنا تاريخ اللباس والحلي والاستهلاك وتاريخ العلاقات الاجتماعية والمصاهرات والتحالفات السياسية .

واحة جانت وقصورها

ستقتصر هذه الدراسة على احتفالات الخاصة بمنطقة «جانت» إحدى الواحات الهامة ببلاد «الآزجر»(3)

وهذا الأخير عبارة عن إقليم واقع بين خطي عرض 12 و29 شمالا وخطي طول 6 و12 شرقا. يعده «الأهقار» غربا وحمادة «تنغرت» شمالا، و«تنيري تفساسات» وهضبة (الجادو» جنوبا، ومرتفعات «تادرارت» وعرق «مرزوق» شرقا.(4)

وجانت عبارة عن مجموعة من الواحات (ثلاث واحات) تقع أقصى الجنوب الشرقي للجزائر، يحدها شمالا «ان امناس» وشرقا مدينة «غات» بليبيا، وغربا مدينة «تمنغست (منطقة حدودية مع المالي) آهلة بدورها بالطوارق. وتبعد جانت عن مقر العاصمة الجزائر بحوالي 2300 كم. وتوجد بها ثلاثة قصور قديمة متوزعة على ضفتي الوادي «أجريو»(أى البحر)، فعلى الضفة الشمالية منه يوجد قصر «زلواز»، وإلى الجنوب من هذا القصر يوجد قصر «الميزان» أو «الميهان» بينما يوجد قصر «أجاهيل» على الضفة اليمنى من الوادي.

وبكل قصر من القصور الثلاثة، توجد مجموعات سكانية قبلية ذات أصول متباينة، ففي «زلواز» توجد مجموعات «كيل اجيف» و«كيل تربونة» و «كيل أرابن»، وبقصر الميزان توجد مجموعات «كيل تغورفيت» و«كيل اجدل» و «كيل تمملين»، بينما تعمر قصر «آجاهيل» مجموعات «كيل درون» و«كيل تجيريت» و «كيل بري» و«كيل تمالك». وتجدر الاشارة إلى أن مجموعات القصر الواحد تربطها علاقات متصارعة رمزيا، بسبب الولاء الرمزي للقبائل السائدة (6)، والذي يعبر عنه برموز تنقش على الجمال وأطباق الطعام ومحفورة بالحديد والآلام في ذاكرة الناس.

يقتصر الاحتفال على قصري لالازلواز» ولالاالميزان» بينما ينتقد سكان قصر لالااجاهيلممارسة هذه الشعيرة لانها تتنافى والعقيدة الصحيحة ، لما فيها من بدع وتجاوزات، كالاختلاط مثلا. كما ينتقد أخرون هذه الشعيرة لكونها عيدا بكل معاني الكلمة، أي أفراح واستعراضات.

«سبيبة» وطقس البدء

وقدا تبطت هذه الاحتفالات بالمجتمعات المغاربية بمرجعيات دينية حاسمة في مسار عقيدة التوحيد، فبينما يرجع «كيل جانت» احتفالاتهم إلى انتصار النبي موسى على فرعون وجنده، نجد أن المر اكشيين وسكان ورزازات (7) ومن خلال ذلك يهللون لنجاة ابراهيم الخليل من نار المشركين ، فإذا حضرت المياه في احتفالات الأوائل «طوارق جانت» متمثلة في فضاء الوادى، فإن الشعالة وألسنة لهبها تنير ليالي المغاربة وهم يقفزون عليها، ويتم التغلب على الأمواج العاتية والنيران المتأججة بقوة الشباب، وحنكة الضاربين على الطبول ونجاعة وفتك الكلمات المغناة.

اختار الجانتيون(سكان جانت) أن يرتبط احتفالهم بمصر الفرعونية، ولرمز انتصار التوحيد على الشرك والعدل على الظلم والقوة والجبروت، ويشار إلى العلاقات «التاريخية» المفترضة أو الموجودة بين «كيل جانت» ومصر بواسطة أساطير الأصل تارة وأساطير أصل الزراعة تارة أخرى، والقول في الأخير بأن أصل الاحتفال قدم من مصر، فالكل يرتبط بالكل في تلاحم يفضي إلى أن امرأة من مجموعة ددإجيف(8) هي التي أدخلتها إلى جانت، باعتبار أن أصل «كيل جيف» من مصر، وأن جدتهم الأولى مصرية.(9) فإذا كانت مصر مصدرا لزراعة ، فهي مصدر للفن والإحتفال الشعائري، ولقد كانت هذه شعيرة أصل الثقافة الزراعية والاستقرار في مقابل ثقافة البداوة والترحال، غير أن المجتمعات قد تطورت وتشابكت وازدادت الشعيرة تعقيدا، وأصبحت كل مرحلة منها تعبيرا عن حالة تاريخية وأخرى اجتماعية و غيرها من الحالات التي نحاول أن نقف عندها.

مراحل هذه الشعيرة

وهي تعد من الشعائر الاحتفالية الغنائية التنافسية، حيث يتقابل قصري << زلواز >> و<< الميزان >> مدة عشرة أيام وبكل دلالات الفرح والابتهاج والمعاناة ايضا تمر هذه الاحتفالات بمرحلتين كبيرتين هما:

مرحلة «تمولاوين» ومرحلة «سبيبة تللين» ولكل مرحلة محطاتها الطقوسيةالصارمة، كما سنفصل في ذلك.

3. 1. مرحلة تمو لاوين

تعد «تمولاوين» في هذه الحالة تحضيرات على كل المستويات، المادية منها: كاللباس والحلي للرجال والنساء، والآلية: تحضير آلات الإيقاع «ڤـنـڤـاتن» والسيوف. وهذا ما يطلق عليه بـ«تمولاوين»، اي المدح والثناء، من الجذر تمل، تمال تمولاوين، في مقابل ذم الاخر وهجوه وتقريضه (شعرا وغناءا). فتمولاوين هي مدح الشخصيات المرموقة اجتماعيا والتي تشكل جزءا هاما من الفاعلين في الشعيرة من راقصين (تشيرالنصوص إلى شخصيات مثل «بركا» و«أوخا» و«كازا».)، كما يمدح الشباب المجددين للشعيرة وروحها وقوتهم في التغلب على الخصوم والشابات بالمثل، كما تمدح المحركات لهذا الاحتفال وهن الضاربات على الطبول وتبيان الاعجاب بمختلف الألبسة الرمزية والأقمشة وزينة الرأس والحلي وهذه المرحلة تنشطر بدورها إلى ما يسمى بـ «تامولي ت انضرت أو ت أندوكت» بمعنى المدح والثناء الأصغر، و« تامولي ت مقرت» أي المدح الأكبر، ويتم ذلك في أفضية حميمة، أي بمحاذاة كل قصر، وتحت أنظار وأسماع أهله، بعد صلاة العشاء.

كما تعتبر «تمولاوين»، بشقيها الصغرى والكبرى، فضاءا لاستحضار الحالة النفسية والمعنوية الشعرية التي تمارسها شيخات الأداء «تمغارين ن آڤـاي» لتلقين الشابات لتحضير هن لليوم الحاسم ولحمل لواء الشعيرة واستمراريتها. فهكذا يتم الحفظ والتواصل وتشكيل الذاكرة التي لا يجب أن تنسى وإن غابت عنها المعاني ومختلف الدلالات المرتبطة بهذا العيد (لدى الشباب الذي يأخذ الأمور في كثير من الأحيان على محمل الهزل لاالجد).

تفتتح «تمولاوين» بسماع آلة «أمنيني» حيث تسبق سيدة هذه الآلة الضاربات الأخريات على «ڤـنـڤـا» ثم يتبعنها أربع أربع (والطريقة المثلى للتتابع أن يصبح إمنيني كالنجم محاطا باهلة وهي فنقاتن بكل أشكالها وأصواتها وتدرجاتها) فأمنيني ألة إيقاعية أصغر حجما من فنقا، لكنه يحظى برمزية كبيرة، من حيث الرنة وحلاوة الصوت ودهه: ينقرعليه بضربتين أو نقرتين بواسطة المضرب:» تقوربات»(10) بينما تنقر ضربة واحدة علي باقي « ڤـنـڤـاتن »: يطلق على الصوت النسائي الجميل عبارة: تنيد إمنيني، تمنيني. فكلما زادت دقة إمنيني وحدته علا شأنه، وكلما ثقل قنقا صنعا ازدادت حلاوة نقراته. حري بنا أن نذكر بأن فضاء «تمولاوين» تؤسسة الضاربات على « ڤـنـڤـاتن » بينما فضاء سبيبة تللين تؤسسه المؤديات، أ «شيت آڤـاي »

وإن تميزت الأيام الأولى بنوع من الفتور على كافة المستويات، فإن ذلك لايسمح به، يوم المدح الصغير« تامولي ت انضرت حيث تبدا المؤديات في التوافد، فتتعزز الصفوف بشيخات الأداء «تمغارين ن آڤـاي » عوض الهاويات أومن ليست لهن الملكة الشعرية والأدائية، كما يمكن ملاحظة تغيرات كبيرة على كل المستويات: تتغير الهيئة والأصوات والرقصات والذهاب والإياب بين القصرين.(11) لمعرفة أي القصرين سيكون له الريادة يوم تللين، ومن أبلى بلاء حسنا على كافة المستويات.

في هذين اليومين تنظم الصفوف ويحكم إغلاق «أبتول» أي وسط الفضاء الشعائري وتتلاحم وتتكاتف المؤديات وتصطف كتفا لكتف للأداء المحكم الجزل ولإبراز الأغاني ذات النفس الطويل، والتي مطلعها:

تردد نساء «زلواز» :

يائليلي يالله يالليليو

يالله مادادو الله أوخا

نطلب من الله العلي القدير

أن يعطينا النفس لحضور الجمع

لرؤية «كورا»(12) البراقة كالسراب

ولرؤية الرجال الأقوياء خلف الأقنعة

 

يأتي رد نساء " الميزان" :

 

يالليلي يالله الليليو

يالله مادادا الله أوخا

نطلب من الله العلي القدير

أن يمنحنا النفس لحضور الجمع

لرؤية "كورا" تبرق كالسراب(13)

 

يعد الغناء على هذا النحو تجربة نسائية محضة، وممارسته حكرا عليهن، فهن يتعارفن فيما بينهن جيدا، ويتقاسمن يوميا الهموم والتجارب والتاريخ.

كما يمكن ملاحظة، أثناء تمولاوين ، طقوس ومراحل هي لب الاحتفال كمرحلتي «تنفار» و «تكمسين» و «اغلاي ن وتاي» مرحلة تنفار أثناء تامولي الكبرى) وفي كل مرحلة من هذه المراحل، وأثناء الدورات التي يقوم بها الراقصون والضربات على الطبول، تتكررالمقاطع نفسها :

هيلا ايلا مالو سبيبة

لامالو بسم الله سبيبة

ويتطور الإيقاع بعد ذلك مع تطور ونضج الكلمة والصوت.

2.3 مرحلة- تللين

هنا يضاف اسم «تللين»» وهو أسم احد البساتين بالواحة والذي يتبع قصر «زلواز»، أو إضافة اسم دوغية، وهنا نجد عبارة «أزل وان دوغية» أي يوم دوغية، وهو اسم بستان من بساتين قصر «الميزان»، وهذا للدلالة على اليوم الفصل بمجرى الوادي «تغزيت» هذا الفضاء المحايد بين القصرين والذي تتم فيه المنافسة بين «كيل زلواز» و«كيل الميزان» وبحضور المتتبعين من كل مكان بالواحة وخارجها.

في هذا اليوم ينفجر فضاء «تمولاوين» الحميمي ويتمدد (الذي كان بتفريريت، أوخيلا، بالنسبة لقصر زلواز، ودق الزاوية بالنسبة لقصر الميهان أي الميزان) ليصل إلى الوادي «أجريو» بتغزيت، بمحاذاة «تللين» و«دوغية» أو «لوغية» كما يطلق عليه كذلك.

قبل دخول الضاربات والراقصين على «فنفا» يدخل «أبتول» (وسط فضاء الشعيرة) شيوخ ذوو خبرة فلكل قصر شيخه والقائم عليه، ولالاشيت أفاي» أي المؤديات، كل صف من جهة قصره متقابلات وهن واقفات، فيبدأن بالتصفيق، والوقوف شرط ضروري كلون غنائي مثله مثل «آليون»(14) يشترط من مؤدياته الوقوف، فالوقوف هنا حالة طقوسية، لذلك تستخدم عبارة: اكنت تسولت، عكس الألوان الأخرى التي يطلب من مؤدياتها قائلين: أكنت إزلاين.(15) (مثلا ازلاين ن امزاد أو ازلاين ن تندي). ثم فيما بعد يخترق الراقصون رفقة الضاربات على «قنقاتن» فضاء الشعيرة، وقبلها كانوا خارج آبتول، وهذا الاسراع في الحركة والانسجام بين الشباب الراقص والضاربات في إتجاه الفريق المنافس هو ما يطلق عليه «تنفار»، وهي مرحلة إفتتاح الشعيرة واختتامها. وتنفار من الجذر «نفر» بمعنى انصباب الواحد في الآخر، كما يطلق على النهر الذي يصب في نهر آخر(16) .

أما مرحلة «تكمسين»، فيشترط في مشاركتها العرض أن تكون تلك التي يطلق عليها: «تايلالت» أو تان كورا» أو «تان الشو» وكلها مستوردة، أو مجلوبة من بلاد السودان، أي النيجر، نيجيريا. و«تكمسين» جمع «تكمست» وهي دراعة ذات أكمام عريضة مفتوحة الجانبين، مخيطة في الأسفل مقدار شبر أو شبرين.

تأتى بعد ذلك مرحلة آغلاي ن وتاي أو دوران العام، و«أغلاي» أى الدوران، وأوتاي أى السنة بتماهق لغة كيل جانت والآزجر والأهقار، وإن وجدت إختلافات بين صواتة الآزجر وتلك الخاصة بالأهقار. ويصبح المعنى الحرفي لآغلاي ن وتاي هو «دوران العام». و«أمغلاي» هو فعل الدوران حول السنة، أي اكتمال العام وانقضائه ودخول عام جديد، ويعبر عن ذلك طقوسيا بتقابل راقصي زلواز وراقصي الميزان ول فربق بعمل على تقاطع السيوف إثنين إثنين مع الرقص بتأني.

تتم هذه المرحلة والمراحل المتبقية، كمرحلة «تكمسين» د «لشان»، ومر «آغلاي ن وتاي»، تحت أداء المقاطع نفسها، التى ذكرناها سابقا:

هيلا إيلا مالو سبيبة

لمالو بسم الله سبيبة

وفي كل مرحلة يفتح هذا النص على مقاطع اكثر خفة وحماسا مثل:

ينا ينو هريلي آهيلا ريلي

ينا ينو هريلي آهيلا ريلي

وهذه المقاطع، الافتتاحية لم نجد لها معنى، فعندما تدخل مؤديات قصر من القصرين المتنافسين، أولا قلب فضاء الاحتفال أي يغتاظ المحتفلون والمتفرجون من القصر الذي تأخرت مؤدياته في الولوج للوسط ويتشاءمون، لأن ذلك يدل، حتما على أن النصر سيكون حليف المبادرين الأوائل، دون شك، أي فوز قصر الميزان هذا العام.

فالشيخات فى هذه الحال هن مولدات الصوت والكلمات من رحم الذاكرة، كما تولد القابلة الأجساد من رحم الأمهات، إذ يخترن المقاطع المغناة بالملاحظات القوية، على مستوى المراحل، فقد يضطررن إلى تغيير اللحن والنص فجأة لأن ذلك لا يتلاءم والحركة والطقس الذي يستعد الراقصون للقيام به، فالعين تراقب والأذن تنصت والأجساد تنتظر أخذ الإذن لتتحرك، ولتعرف في أي اتجاه ستكون حركتها.

الغناء مسبوق دائما بكلام صارم وموجه ومؤدى فيما بعد، حيث يرسل الشعر دون لحن: تعطي إحدى الشيخات البيت أو المقطع الذي يغنى من طرف البقية، وسط الأهازيج، موجهة بذلك إهتمامات جميع المحتفلين والآخذين على عاتقهم هموم تلك الاحتفالية.

ثم يفتح صوت المؤديات على نصوص أكثر بناءا وكثافة ورمزية، ويصل الصوت إلى نضجه وخصوبته، من حيث ألفاظ المدح والذم والصور المجازية وقوة الكلمات التى قد تكون أكثر تأثيرا من ضربات الرماح والسيوف.

إحتفالات وأقنعة: نحو تفسير رمزي

تدخل هذه ضمن قائمة الاحتفالات القناعية وإن كانت بعيدة في مضامينها الرمزية وهيئتها ومورفولوجيتها وبنائها الدرامي عما كان يحدث في القرن الماضي من وقفات طقسية هنا وهناك بالمدن والأرياف المغاربية التي اندثرت في معظمها (17)، أو عادت ملفقة متجددة بثوب العودة إلى الزمن الثقافي الجميل (18)، أي خارج إطارها التلقائي الذي كان يحمل مراسيل الحياة الاجتماعية والثقافية والكونية. وإن تناولت هذه الاحتفالية على غرار باقي تلك الطقوس - موضوع الخصوبة، لكن باعتباره مفهوما تغير مع الزمن ومتطلبات المجتمع وهذا ما جعلها تستمر لحد الساعة، وفي تجددها تتجدد الحياة ويتجدد شباب الجماعة، مثلما تتجدد الهيئة الخارجية للمحتفلين.. ملابسهم، أقنعتهم وحليهم وآلاتهم الموسيقية الإيقاعية.

يجزم الدارسون لهذه الظاهرة الاحتفالية إنها تإتي للتذكير بطقوس الزراعة والخصوبة، لاسيما وأن بعضا من قطع اللباس سواء في «غات» (19) أو «جانت» كما أخبرنا بذلك(20) كانت تصنع من جريد وسعف النخيل الأخضر وقد تكون رمزا لهويتهم كمزارعين ومستقرين وحاملين لثقافة غير ثقافة الصحراء والبداوة، ولاتعود بالضرورة إلى طقوس زراعية قديمة، على الأقل في زمنيتها المرتبطة بالشهر القمري، وبرزنامة دينية تتغير فيها الفصول وتذبل وتموت وتحيى النباتات في دورة لاتنتهي. وهنا يمكننا تثمين ملاحظات ويسترمارك الذي قال بشأن الاحتفالات القناعية منتقدا «بال» بقوله: كرنفال إفريقيا الشمال شرقية قد حافط جيدا على طابعه الأولاني المتعلق بالاحتفال الزراعي، وذلك بموت روح النباتات وانبعاثها لسنة جديدة «باعتبار أنه لم تكن بأي حال احتفالات زراعية، على الأقل بايامنا»21 وكيف يمكننا في الوقت الحاضر، وفي ظل إندثار ظاهرة هذه الاحتفالات في البلدان المغاربية، الأ خذ بالطقوس الزراعية، وبأن هاجس المحتفلين هو انتظار أم تمني سنة زراعية وافرة المحاصيل، لاسيما في احتفالات الطوارق، التي ماتزال مستمرة ومتجددة، (22). والقول بفكرة «انتهاك» المعايير الاجتماعية في تلك الأثناء وتعميمها، بينما وقفنا على شعيرة تعول على النظام والصرامة في كل صغيرة وكبيرة كما لاحظنا.

لكن راودتنا مسألة «طقوس الانتقال» من حالة الطفولة إلى البلوغ لدى الجنسين، وفكرة اختيار الشريك كموضوع شائك وهام لدى المجتمع الجانتي، مما حرك تأويلاتنا وقوى فرضياتنا المفسرة لها إذا ما لاحظنا «تسريحة الشعر» لدى الفتيات والنساء البالغات، وقناع الرجال ولباسهم المتمثل في «تكومبوت» ورمزية السيف والطبول التي تضرب عليها النساء من ذوات الخبرة.

في البداية نعرج على طقوس البلوغ في هذا المجتمع، والتي يطلق عليها بـ «تمنجوط»، وهذا الطقس يخضع له كلا الجنسين وإن تغير ولم يعد ظاهرا للعيان كما في السابق، حيث كان طقسا مستقلا بذاته، ويرافق باحتفالية كبيرة، بينما أدمج في الوقت الحاضر مع شعيرة الزواج أثناء القيام بتسريحة الشعر «تالكة». فالسيوف التي ترافق الشباب الراقصين لا تعبر عن حرب كانت ولازالت بالمصالحة كما يحلو للبعض القول(23). لكن للسيف رمزية خاصة بهذا المجتمع ولمجتمعات أخرى بعيدة(24)، فعندما يتم الفتى عمر البلوغ يضع اللثام لأول مرة، ويحمل اللثام دلالات الرجولة واحترام الرجال والنساء واحترام العالم الأرضي والوقاية من شرورهم وأذاهم، ويعطى للشاب الملثم السيف الذي يرافقه مدة سبع ليال، كما يوضع تحت مخدع العروس، رمزا لاستيعاب فحولة الرجل. كما ترافق النفساء ورضيعها موسى حادة مدة أربعين يوما ليقيها من أذى الجن «كيل أسوف» الذين يحظون بطقوس كثيرة للوقاية من أذاها، وحتى لاتعرقل الحياة الطبيعية لهم.

يمتلئ في اليوم العاشر بالشباب المقنعين (الذين يرتدون أقنعة «تكومبوت» «وارن سونار» وبالشابات المقنعات). وإن بدت الوجوه النسائية أقنعة من مواد طبيعية، منكشفة سافرة دون غطاء، فإن ذلك لايمنعها من وضع كالزعفران(الذي يطلق عليه تنغميت) على كامل وجهها، ثم ترسم الحواجب بالكحل (تازولت) وتوضع المغرة الحمراء (تفتست) بشكل خط مستقيم من أعلى الأنف إلى أرنبته وهذا ما يعرف بـ «زلالا» كما تغطى الشفاه بما يعرف بـ «تبلمبلا» وهذا بواسطة قماش «الشو» المشرب بالنيلة، فالطوارق يعشقون الألبسة الشرب كثيرا ويتهافتون في اقتنائها من البلدان المجاورة، النيجر ونيجيريا.

هذه الأقنعة تخفي ملامح الرجال تماما ويختفي الجسد البيولوجي ليظهر آخر اجتماعي يحقق المعايير في اختيار الشريك، فالاهتمام هنا بالرموز الذكورية لابملامح الوجه واليدين، إن أعناق المؤديات تشرئب نحو الحركات والانسايبية الجسدية للراقصين، بينما تبرز وجوه النساء وقد توحدت وتوهجت، مواطن أخرى للجمال تتأسس عليها الرغبات الشبقة اجتماعيا، في لعبة الاغراء الجماعية. فكأن الاختيار هنا ليس فرديا ولا هو مفروضا بل مقننا ثقافيا تحكمه ضوابط، مادام داخليا محضا وليست حركته سلسة بين مجموعات القصر الواحد فما بالنا ببقية القصور، فهناك أسوار محكمة على المصاهرة، تزينها حركة الراقصين ورشاقة أجسادهم وأداء النساء الجيد تحت سلطة طبول العازفات المراقبة.

تسريحة الشعر وسلطة الطقس

يكتسب الشعر أهمية بالغة في الماضي والحاضر لدى الطوارق عموما، فلا تزال القيم الثقافية والمعرفية ترتكز أساسا على نموذج الشعر الطويل المنسدل، وفكرة قص الشعر بقيت غير مقبولة أو محتقرة، لاسيما في مجتمع تغطى شعور النساء فيه منذ البلوغ حتى داخل البيوت لضرورات غيبية مختلفة الخطابات والتأويلات.

وأثناء المناسبات، يأخذ الاهتمام بالشتعر حصتة الأسد وتمارس عليه طقوسا معقدة، ابتداء من وضعية جسد الماشطة، التي يطلق عليها «تماليت ن تالكة» والمرأة التي تخضع للعملية، فقد لوحظ أن هذه الوضعية لم تتغيرمنذ آلاف السنين، أي منذ 8000 إلى 7000 سنة25 .

وقد واجهتنا صعوبات بالغة للغاية فى رصد الطقس المرتبط بتسريحة الشعر فى سياق المناسبة لرفض النساء للتصوير، وإبراز حالات حميمة تتكشف فقط للرجال ليلة الزفاف، واعتقد أن صور نساء يمشطن - وإن ظهرت هنا وهناك - فإن ذلك قد تم دون علمهن، وأن باحثين كثر مازالوا يستعملون سلطة آلاتهم ويعيدون نظرة الاحتقار لأناس لايمكنهم الاطلاع ولاقراءة ما سيكتب عنهم وهو ما نرفضه فى إطار أخلاقيات البحث الميدانى. فمهما قيل عن مجتمعات الطوارق من انفتاح وحرية النساء المفرطة فهن لا يقبلن أن تصور نسائهم مكشوفات الشعور، مهما كلف ذلك من ثمن، وإن استغلت حالات عوز هؤلاء والمجاعات التي فتكت بأنظمتهن وثقافتهن التي قد تجعلهن غير مكترثات للأمر، و فى ظننا أن الأمر يكون أشد انحطاطا عندما تتأسس نتائج البحث العلمي على المساس بكرامة الانسان مقابل لقمة العيش.

وتشير دراستنا الميدانية الى أن هذه الإحتفالات كانت بمثابة فرصة ذهبية لاستعراض مختلف الأعمار، وأهم مؤشر فتيات من للعمر هو تسريحة الشعر، والتسريحات هنا مختلفة التسميات حسب شريحة السن، فهناك «تبرنتنت» وهناك مايطلق عليها بـ «اسكات» وهناك تسريحة البلوغ «اسكرف»، وهناك مايعرف ب«تالكة» للنساء بعد البلوغ في كافة المناسبات. يطلق على فعل المشط بـ «اتل» ويقال لمن تعرف المشط بـ «تمندامت تال» اي بمعنى فلانة تمشط، وللماهرة منهن «تماليت ن تالكة». وتسريحة دداسكرف»» هي الأهم باعتبارها تسريحة البلوغ، ولتلك الأهمية نجدها تذكر في مطلع قصيدة يشترك فيها الفريقان المتخاصمان، أي «زلواز» و«الميزان» مع تغييرات طفيفة

يقول مطلع نص غناني:

اقسمت شيت سكراف

بمعنى صفقي يا صاحبات «اسكراف» أي البالغات الجدد اللائي عززن صفوف المؤديات، فكلما تكبر الفتيات تتغير تسريحة شعر هن وتتغير طريقة لباسهن عن ألبسة النساء ومكانتهن في صف الأداء «اقاي»، وبالتالي يأخذن مكانة من هن أكبر سنا وهكذا تكتمل الدورة .. دورة الخصوبة الجنسانية، وتتربع العرش البالغات الجدد صاحبات تسريحة «اسكراف» المعروضات ليخترن ويخترن، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالبالغين من الذكور.

لم تعد تسريحة «اسكراف» متصدرة القائمة، بل بقيت التسريحة التي تليها «تالكة» وهذا للتغير الذي حدث فى طقس البلوغ، وحتى الماشطات قد ندرت مواهبهن في التفنن في ذلك وبقيت بواحة «جانت» سيدة واحدة فقط يتقننه.26 فالكل يتغير، والبحث في اتجاه ذلك هو الذي سيضيء لنا جوانب غامضة في الرموز التي تفصح عنها كل حركة في هذه الشعيرة ذات المركبات الطقوسية المتعددة والمتشابكة.

وباعتبارها شعيرة ذات مركبات طقسية متعددة المعاني والخطابات، فقد جاءت بصورة أساسية لتأسيس جل التصورات والممارسات الثقافية التي تميز أهل القصور عن غيرهم من سكان الصحراء الشاسعة، أي البدو، ولتحديد وضبط النظم الاجتماعية حتى لا تنفلت نهاياتها وغاياتاتها، فهي كباقي الشعائر الاحتفالية تأكيد على النظام، وليس الانتهاك كما عبرت عنه جل الدراسات، واعتبرتها فضاء يشرع فيه الإنتهاك لأقصى الحدود، إذ انطلق أصحاب هذه الدراسات من ملاحظات ومعاينات قام بها دارسون أوائل لهذه الظاهرة(27)، وصرامة القوانين والأعراف المشرعة لثقافة المجموعات الموجودة بالواحة، وإن اتهمت بالفوضى والسديمية: ابتداء من إختيار الشريك، إلى النظرة النشكونية لهؤلاء الحضر، الذين يجبرون على شرح وإعطاء أسبابا لوجودهم ضمن عالم متحرك كالرمال، مقيم جدا، ومسوق عالميا.(الطوارق فرسان الصحراء، الرجال الزرق) إلى غير ذلك من الرواسم ورواسب المؤلفات الكولونيالية والتصورات المحلية.

وفي النهاية فإننا نميل إلى الظن بان هذه الإحتفالية ليس سوى سياق أو وعاء مبني بطرق مختلفة للتتعبير عن قضايا المجتمع المرتبطة بشقي التاريخ المحلي والعام، وإن فسر سبب الاحتفال بإعادته إلى مرجعيات دينية قديمة (انتصار سيدنا موسى على فرعون وجنده عرض البحر ، او سلامة سيدنا إبراهيم من نار الكفار ، إلى غيرها من التفسيرات ، التي ياخذها المجتمع،،) إلى غيرها من التفسيرات، التي يأخذها المجتمع المحتفل مطية لتمويه ما سيفصح عنه بكل الوسائل التعبيرية والرمزية والمادية، أي أسباب يمتطيها «كيل جانت» لصد الشبهات واتهامهم بالوثنية والكفر.

الهوامش

1- وضعنا لفظ طوارق بين قوسين لما يطرحه هذا اللفظ من إشكاليات فيما يتعلق بهوية أهل القصور الذين يرفضون إطلاق اللفظ عليهم وهذا لأسباب ترتبط بتصورات الآخر ولمايحمله اللفظ من شحن ورواسب تراكمت منذ الاكتشافات الأولى واحتكاك الأوروبيين بتلك المجتمعات. كما تجدر الإشارة إلى أن اللغة المستعملة بين هذه المجتمعات هي إحدى اللغات الأمازيغية، والتي يطلق عليها "تماهق" لدى طوارق الجزائر، و"تماشق" لدى طوارق مالي، بينما يستعمل طوارق النيجر "تماجق". ويتواجد الطوارق في خمس دول هى : الجزائر، ليبيا، مالي، النيجر وبوركينا فاسو.

2 - جاء في أسطورة التاسيس هذه أن جانت قد فنيت ثلاث مرات، حيث أتت فيضانات الوادي على الزرائب والمحاصيل والبشر لولا شفاعة الولي «غالي وان تاغرمت» حيث كان يغرس رأس حربته وسط المياه الجارفة لتسير بلطف فيما بعد تاركة الفرصة للناس بأن ينجوا. وفيما بعد حدد الفضاء القصوري الذي سيبقى عامرا أهلا بالسكان مهما بلغت سيطرة المياه.

3 - يطلق على المنطقة التاسيلي ن آزجر، وتسيلي في اللغة المحلية للطوارق هي الحمادة ن وآزجر، أو آزقر حسب الاختلاف الصوتي فيدل على الثيران أو فعل القطع، قطع الوادي أو النهر، ويرجح التفسير الأول لانعدام التفسير الثاني لدى هؤلاء الطوارق وإن وجد الفعل الثاني لدى مجموعات أخرى أمازيغية أو بربرية.

4 - 388.p ,1986 ,lll .erbére. EncycIopédie

5- أخذت خريطة منطقة الآزجر، بما في ذلك جانت، وحدودها مع البلدان الإفريقية وكذلك أحياء مدينة جانت من الموقع www.laroutedusahara.com/djanet/cartes_rl.html

6 - هناك قبيلتين حكمتا منطقة الأزجر سياسيا واحتكمت على طبل السلطة، وانجبت سلاطين وحكاما أطلق عليهم اسم «امنوكالن» جمع امنوكال والمؤنث تمنوكالين، وهما قبيلة «الإمنان» حيث امتد سلطانها على طوارق الجزائر وليبيا وحتى النيجر وانكسرت شوكتهم في القرن السابع عشر على أيدي القبيلة المنافسة وهي «الأوراغن» التي أتت لنجدة سكان الآزجر من استبداد أحد سلاطين «الامنان» وهو «قوما» الذي ساد على المنطقة في القرن السادس عشر. وعلى إثر ذلك توزع «كيل جانت» على القبيلتين، وحدث الولاء بواسطة» امسلاج» إذا تعلق الأمر بمجموعتي «آرابن» و»تغورفيت» والرمز «تكنوين» يشمل المجموعات المتبقية في القصور الثلاثة. لمزيد من التفاصيل، أنظر: مريم بوزيد. سبابو: دحسبيبة-تللين- لدى ددكيل جانت». دار خطاب، 2007:

7- عن هذه الاحتفالات بواحة لالاوزازات »»المغربية، اعتمدنا مقال: 1948 ,africaine revue ln « .(uarzazate)Maroc. å l'Achoura de camaval Le», J .eItier-Groleron.

8 - تتشكل واحة «جانت من ثلاثة قصور (لفظة قصر تدل على نمط معماري صحراوي، وليس بسلطة سياسية) وهي: قصر الميهان أو الميزان وقصر «زلواز» وقصر «اجاهيل». وكل قصر به مجموعات سكانية متباينة فيما بينها، ومجموعة «اجيف: توجد بقصر ب«زلواز» إلى جانب مجموعتي»تربونة « وارابن» أو ابنغ».

9 - تجدر الاشارة إلى أنه بعالم الطوارق يعود أصل الجماعات إلى «الجدات المؤسسة» وليس الأجداد المؤسسين، وهذه الخاصية امتدت لتؤسس العلاقات القرابية عن طريق الأم وقبيلة الأم وليس عن طريق الأب، كما هو متعارف عليه لدى الشعوب المجاورة للطوارق الملثمين، وكانت هذه المسالة مثارا لاندهش الرحالة والمستكشفين.

10 - الأداة التي ينقر بها على تلك الطبول المختلفة الأحجام والتسميات، والتي تنتهي بانحناء بسيط، وتصنع من أعواد الرمان.

11 - مريم بوزيد سبابو: سبيبة تللين، مرجع سابق

12 - لالاكورا نوع من العباءات ذات القيمة الرمزية الكبرى بهذه الاحتفالية وذات الجودة العالية، تجلب من بلاد السودان (النيجرونيجيريا) واشتق اسمها من البلاد التي جلبت منها أي «كورو».

13 - هذه القصيدة من أطول النصوص التي سجلناها، من نساء «زلواز» والرد أيضا كان مطولا من طرف نساء «الميزان»، أكثر من 50 بيتا في القصيدة، لكن المرجح أن تكون مقاطع ونصوص لكل منها موضوعا، تضاف في كل احتفال وهكذا، وهذا أيضا ما يدفعنا للقول بأن نصوصا كثيرة ضاعت ونسيت وأحيانا تبقى أجزاء من المقطوعة، بيت وحيد مما يجعلنا نتيه في إيجاد المعنى أو الرمز المعلن عنه، وهذا ما يجعل الترجمة من اللغة المحلية «تماهق» إلى العربية أمرا في غاية الصعوبة.

14 - أليون هو لون موسيقي غنائي خاص بالطوارق البدو، ويعتبر المنافس لهذه الاحتفالية كلون غنائي خاص بالحضر المستقرين.

15 - أمدتني بهذه المعلومات السيدة خالة من قصر زلواز، 2006 كما وقفت على ذلك وعاينته مباشرة في حفل زواج هذا العام، مايو 2007

16 - 1951-1952 .d 4,naonde lnpü•nerie .cAededelAhaæar Frmqais- Touareg Di±nnaire: (Ch.De) FOUCAULD

17 - رجعنا إلى العديد من الوثائق، منها دراسة غفل، أي مجهولة المؤلف و منها ومعروفة المؤلفين عن احتفالات عاشوراء بالمغرب الأقصى ولاسيما دراسة: Lapassade ولخصاصي وآخرون والتي تبين خصوصية الاحتفال وكونه انقرض بهذه المنطقة، لتفاصيل أكثر يمكن الإطلاع على مقال عبد الرحمان لخصاصي المعنون ب: ln .eb. .OC. l'Achoura de mascarade la sur Réflexions http://www.mondeberbere.civilisation/tradition/achoura.htm

18 - هذا مثل ما حدث لإحياء بعضا من هذه الطقوس، بسبب السياسات الثقافية لكل بلد وللنشاط الجمعوي، كما حدث لطقس «ايراذ» بمنطقة بني سنوس « بمدينة تلمسان بالغرب الجزائري على الحدود المغربية، او بمنطقة القبائل.

19 - هذا ما وجده BruIard بغات بليبيا، بمقاله المعنون :1957 28 å 1956 ,22 du saharienne liaison de BuIletn ln . Ghat å Achoura de Sebbiba La

20- أعتقد بان مسائل اللباس والحلي ومكملات الزي تحتاج للرفاهية ليكتمل الاستعراض، ولعل حالة الفقر ا: التي كانت تعيشها تلك المجتمعات هو الذي جعلهم يتخذون من النخيل قبعات ونعالا وغيرها، وقد احتفظت بهذه الأغرا . بعد أن صنعتها لي السيدة سني من قصر الميزان والتي جزمت لي وبالدليل الملموس أن الحلي التي كانت تلبسها النسا المشاركات في هذه الاحتفالية وهي صغيرة، كانت مصنوعة من طين بيضاء اللون تسمى تلاق وقامت بصنعها لي، و لحالات العوز والفقر.

21 - أنظر BruIard السابق، صر92

22- بدأنا منذ سنوات في البحاث المقارن لمختلف هذه الشعائر لدى طوارق غات بليبيا، والتي يطلق عليها ددجنجن وشعيرة «بيانو» بأقاديز بالنيجر، وإن بدا العمل الميداني غير ممكنا في تلك المدن فغننا بدانا نغتنم فرص تواجد أشخاص من المحتفلين بغاتن وآخرون ممن حضروا له»بيانو» في انتظار ولوج تلك الشعائر من الداخل.

23- لا توجد دراسات حول موضوع هذه الشعيرة خارج الدراسة التي قمنا بها، والتي صدرت مترجمة بعنوان: 2001 odobre ,Ager ,barzakh Editions .Djanet de sédentaires Touaregs VAchourad•ezIes de célébratbns SebeibæTlEIin;Les في طبعتين، والطبعة الثانية كانت في إطار فعالية «جزاير 2003» سنة الجزائر بفرنسا. والطبعة العربية، بعنوان: سبيبة-تللين ، عند ددكيل جانت» دار خطاب للنشر 2007. فقط هناك مقال لـ: 1935 ,5.t ,Africanistes des éSociét la de Journal ,« sebiba la sur » ,P.capitaine Gay. واخر ل ة 1956 ,22 du ,saharienne liaison de Bulletin « Ghat å Achoura de sebbiba La » ,M .rulard. 1957 28. غير أننا نطالع كل هام على صفحات الويب تعليقات من السواح الذين يتوجهون للمنطقة بكثرة والمنبهرين بالاحتفال ممن يأخذون تفسيرات آنية متسرعة عن سبب وأصل «سبيبة».

24 - كما وجد السيف في رقصة «الهورا» برومانيا باعتبارها رقصة بلوغ، والسيف رمز لذلك البلوغ والفحولة. أنظر 1984 ,CNRS .Ed .aujourd'hui et hier Roumanie en comment ,pourquoi ,quand vétir se : (Pop-Cåmpeanu)D

25 - كما لاحظت ذلك مليكة حشيد، أنظر : 239: ,2000 ,Edif Edition .Ajjer des Tassili Le كذلك أمكننا الوقوف على كل تفاصيل تسريحة الشعر التي خضعنا لها وصورنا كل مراحلها وتسمياتها، كما يظهر في أخر هذا المقال.

26 - هي السيدة «توقز» أطال الله في عمرها والتي سنعول عليها في نشر صور هذه التسريحة ودراستنا المتعلة بتسريحات منطقة التاسيلي ن أزجر.

27 - امثال لاووست إوح وحep غيرهم والبعض الذي أشار لوجود ما يسمى بليلة «الخطا»، كما يطلق عليها «زكارة» بنواحي وجدة أو «بيانو» لدى طوارق النيجر، لكن هذه الأخيرة لا علاقة لها بتلك العربدة والمجون الطقوسيين، بل هي طقوس هوية متعددة الاتجاهات، تصب في المسارات التي تاخذها سبيبة لدى سكان «جانت» وتتم بكل دقة وتنظيم وصرامة، وهذا نقلا عن مقال عبد الرحمان لخصاصي الذي سبق ذكره.

أعداد المجلة