فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
11

القهوة في الثقافة العربية والشعبية

العدد 11 - عادات وتقاليد
القهوة في الثقافة العربية والشعبية

لعبت القهوة دورا محوريا في ترسيخ الحياة الاجتماعية العربية باعتبار أن مجالسها مدارس - كما يقال- كما أسهمت القهوة في بلورة مكونات المنظومة السلوكية العربية،باعتبارها رمزا لهذه المنظومة،ففنجان القهوة الذي قد لا يزيد على بضع نُقط من شراب مر المذاق يكون سببا في صفح، أو صلح، وبه يمكن تجاوز الخصومات وفض المنازعات، ومن أجله قد تنشب حروب أو تنتهي، وهكذا خطبة النساء، والتجاوز عن الثأر، والتنازل عن الحقوق، والقهوة من أكثر العناصر التراثية تغلغلاً في الحياة الشعبية للأفراد في المجتمعات العربية . فالقهوة وسيلة إيجابية ليس فقط في تنشيط التفكير بل أيضاً وسيط رمزي هام في تعزيز قيم الكرم والضيافة، كما أنها تقوم بدور حيوي وفعال في عمليات التواصل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات.

والقهوة عند العرب رمز من رموز الكرم والتفاخر والضيافة، فتقديمها للزائر إشارة تكريم، وقد حظيت بالاحترام عند معدّيها وشاربيها على حدٍّ سواء، وقد نتج عنها منظومة سلوكيات لغوية تؤشر للدلالات التي ترافق عملية وطرق تقديمها للآخر على امتداد ساعات النهار، وفي مختلف المناسبات الاجتماعية من استقبال وأفراح وأتراح. وبالطبع دخلت القهوة مألوفيات الحياة اليومية بما في ذلك المعتقدات الشعبية.

إن تاريخ هذا النبات المسمى بـ(البن) وكيفية معرفة خواص ثمره مليء بالأساطير الغريبة والروايات العجيبة وقد ظل الناس يتناقلونها ردحا من الزمن على أنها مسلمات دون أن يكون لهم في ذلك من التاريخ سند أو دليل من هذه الأساطير والروايات الغريبة قولهم أن النبي داود هو أول من وقف على خواص ثمرة هذه الشجرة وذهب بعضهم إلى القول بأن رئيس أحد الأديرة بالجزيرة العربية هو الذي استدل على قوة ثمرة البن ذلك أنه خرج يوما إلى الصحراء فرأى قطيعا من الماعز  كان يرعى بعضها أغصان شجرة فتنشط بأكلها وتمرح وكانت هذه الشجرة (شجرة البن)  فاستدل بذلك على ما لحبوبها من قوة. وذهب البعض إلى القول بأن راعيا اسمه- كلدي- قد لاحظ تأثير هذا النبات في سائمته فكان أن أفضى ذلك إلى تجفيف حب البن واستحضار شراب منه.(1)

التاريخ الحقيقي للقهوة:-

يحدثنا التاريخ الذي عني بهذا الحب وشرابه بأن الأحباش كانوا يأكلون حب البن نيئا غير مطبوخ في الوقت الذي لم يكن أهل عدن واليمن يعرفونه ثم تطور الأمر عند الأحباش فباتوا يشربون منقوع – حب البن – وقشره.  وظل الأمر كذلك حتى أواسط القرن التاسع الهجري إذ ظهر شراب المنقوع وشاع في اليمن على يد الشيخ الإمام جمال الدين أبي عبد الله بن سعيد الذبحاني المتوفى سنة 875 هـ(2).

أما كيف كان ذلك فيرويه الفقيه الشيخ -عبد القادر بن محمد الأنصاري الحنبلي- وهو من علماء اليمن في القرن العاشر الهجري في كتابه:  «عمدة الصفوة في حل القهوة» – حيث يقول:  وأما مبدأها فقال الشيخ شهاب الدين ابن عبد الغفار أن الأخبار وردت علينا بمصر أوائل هذا القرن بأنه قد شاع في اليمن شراب يقال له القهوة تستعمله المشايخ الصفوة وغيرهم على يد المفتي حجا الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد المعروف بالذبحاني وسبب إظهاره لها أنه كان عرض له أمر اقتضى الخروج من عدن إلى بر العجم – بر افريقية – إثيوبيا حاليا – فأقام به مدة فوجد أهله يستعملون القهوة ولم يعلم بخصلتها ثم عرض له لما رجع إلى عدن مرض فذكرها فشربها فنفعته فوجد فيها من الخواص أنها تذهب النعاس والكسل وتورث البدن خفة ونشاطا(3).

 وأما الغزالي مؤلف كتاب – الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة – فانه يجعل الكشف عن هذا الحب واستعماله متأخرا أي في أوائل القرن العاشر ففي ترجمة – أبي بكر الشاذلي العيد روس المتوفى في أوائل القرن العاشر قال أنه مبتكر القهوة المتخذة من البن في اليمن وكان أصل اتخاذه لها أنه مر في سياحته بشجر البن على عادة الصالحين فاقتات من ثمره حين رآه متروكا مع كثرته فوجد فيه تخفيفا للدماغ واجتلابا للسهر وتنشيطا للعبادة فاتخذه قوتا وطعاما وشرابا وأرشد أتباعه إلى ذلك(4).

ولعل ذلك يرجع إطلاق البدو في سيناء والصحراء الشرقية بمصر اسم الشاذلي على القهوة إلى يومنا هذا(5).

بين شجر البن وشراب القهوة.

جاء في تاج العروس أن – البن – بضم الباء كلمة مولدة استعملها أصحاب العقاقير وقد وردت في كلام داود الحكيم قال هو ثمر شجر باليمن يغرس حبه في آذار (مارس) وينمو ويقطف في آب(أغسطس). أما القهوة كما جاء في المحيط للفيروزبادي وفي فقه اللغة للثعالبي نقلا عن الكسائي إنما هي اسم من أسماء الخمر(6).

ويقول عنها الأستاذ محمد طاهر عبد القادر الكردي في كتابه – أدبيات الشاي والقهوة والدخان ص41- القهوة من أسماء الخمر لكن المراد بها هنا قهوة البن المعروفة في زماننا والبن بذور أشجار دائمة الاخضرار قد تطول إلى ستة أمتار فأكثر وتحمص هذه البذور فوق النار إلى أن تحمر أو تسود ثم تطحن وتدق وبعد غليان الماء يوضع شيء منها ثم يشرب ومنهم من يحليها بالسكر ومنهم من يشربها مرة والغلاف الذي على البذور وهو قشرها يحمص ويدق ثم يطبخ بالماء ويضاف إليه من السكر ما يحليه وقد يخلطون به قليلا من الزنجبيل والقرفة والهيل – حب الهال – وهذا القشر يستعمله أهل اليمن بكثرة ولأهل مصر والأتراك نجد كيفية مخصوصة في تحضيرها وقد ظهرت قهوة البن في بلاد اليمن في القرن التاسع للهجرة تقريبا وصلت من أرض الحبشة ثم في القرن العاشر ظهرت بمصر وكان أول ظهورها في الجامع الأزهر برواق اليمن لأن اليمانيين الموجودين فيه كانوا يستعملون شرابها في أوقات مخصوصة – في ليلتي الذكر الاثنين والخميس(7).

 هذا عن البن والقهوة إجمالا أما تفصيلا:

 فالقهوة منقوع البن الذي هو اسم من أسماء الخمرة لا سيما بعدما وجدوا فيها بعض خواص الخمرة – و القهوة من الإقهاء وهو الاحتواء أي الكراهة أو من الإقهاء بمعنى الإقعاد من أقهى الرجل عن الشيء أي قعد عنه ومنه سميت الخمر – قهوة – لأنها تقهي أي تكره الطعام وتقعد عنه حسبما نقل عمن يعرف أحوالها ، يذكر العلامة أبوبكر بن أبي يزيد في مؤلفه «إثارة النخوة بحل القهوة» بأن القهوة في اللغة مشتقة من الإقهاء وهو الاجتواء أي الكراهة, أو من الإقهاء بمعنى الإقعاد من أقهى الرجل عن الشيء أي قعد عنه وكرهه, ومن أسماء الخمر في اللسان العربي القهوة لأنها تقهي أي تكره الطعام وتذهب بشهوته, ومن ذلك المعنى سميت القهوة بذلك لأنها تصرف النوم عن متناولها.

وتصنع القهوة في الغالب من نواة البن بعد تصفيتها من القشر حيث يحمس (يقلى) البن وبعد ذلك يطحن ومن ثم يوضع عليه الماء ويغلى حتى يصبح جاهزاً للشرب.(8)

والشواهد اللغوية والأدائية الرمزية تؤكد على عمق وتجذّر القهوة في الحياة اليوميةبالمجتمعات العربية، فكلمة «جهوة» أوقهوة» من الكلمات القليلة التي يستخدمها الأفراد في صيغة الفعل وصيغة الأمر غير مسبوق بكلمة أخرى، فعندما يقدم المضيف القهوة للضيف يقول مكرراً «اتجهوي» أو «اتقهوى» مشجعاً إياه على تناول القهوة، لكنه لا يقول له «تناول أو اشرب القهوة» كما هي الحال عند تقديم مشروبات أخري كالشاي أو الماء، وهذا الاستخدام اللغوي يشير إلى عمق الدلالة الرمزية للقهوة في عملية التواصل، فعندما يرغب فرد ما في أن يخبر أهل بيته أنه تناول الطعام أو احتسى القهوة عند رفيق له يقول:«اتجهويت عند فلان» وهذا الاستخدام الأدائي للقهوة – قولا وفعلا- يعد من أهم الخصوصيات الثقافية للمجتمعات العربية، فالكلمات والعبارات وأسماء الأشياء والأماكن التي يستخدمها الأفراد في مضمون حياتهم اليومية العادية تكشف عن رؤى أو فلسفة تميزهم عن الآخرين(9).

واسم القهوة نشرته العربية بين اللغات الأخرى، وذُكرت القهوة َ في كتاب «القانون في الطب» لابن سينا سُمّيت قهوة: لأنها تقهي شاربها عن الطعام، أي تقلّ شهوته له أو تذهب به، قها: أقهى عن الطعام، واقتهى: ارتدت شهوته عنه من غير مرض، أقهم:  يقال للرجل القليل الطعام: قد أقهى وقد أقهم وقيل: هو أن يقدر على الطعام فلا يأكله وإن كان مشتهيا له، قال أبو الطمحان يذكر نساء:

فأصبحن قد أقهين عني كما أبت

حياض الأمدان الهجان القوامح.

وأقهى: دام على شرب القهوة. ويقال: فلان عبد الشهوة،أسير القهوة.

 ومن طريف ما يروى في هذا الخصوص أن بعض الفقهاء الذين حللوا شرب القهوة قالوا: إن منقوع البن هو القهوة بكسر القاف وليس القهوة المفتوحة القاف التي هي الخمرة. 

وقد جاء في قواميس اللغة العربية ومعاجمها أن القهوة سميت بهذا الاسم لأنها تقهي شاربها عن الطعام أي تقلل شهيته للطعام وقبل اكتشاف شراب البن كان العرب قديما يطلقون على الخمر إسم القهوة لأنها تقهي شاربها عن الطعام وبما أن شراب البن هو أيضا يقهي شاربه عن الطعام لذا أطلق العرب على شراب البن إسم القهوة.  شجرة القهوة هي شجرة البن ذكر عدي بن زيد – الخمرة باسم القهوة في هذا البيت من قصيدته:

قد سقيت الشمول في دار بشر

(قهوة) مزة بماء سخين.

وقال المتنخل الهذلي:

أقول لما أتاني ثم مصرعه

لا يبعد الرمح ذو النصلين والرجل

التارك القرن مصفرا أنامله

كأنه من عقار (قهوة) ثمل.

واسم القهوة واسم البن اسمان عربيان خالصان لا يوجد لهما شبيها في كل اللغات الأخرى.  و تؤكد ذلك القواميس والمعاجم العربية وكتب الأدب والتاريخ والتراث العربي القديم والموروث الشعبي العربي(10). 

ولما شاع شرب القهوة وولع الناس بها وزاد الطلب عليها رأى البعض فتح محل خاص بإعدادها وبيعها للناس شرابا منعشا فكانت هذه المحلات التي أطلقوا عليها إسم – بيوت القهوة – ولكن الذي حدث فيها خلال مجرى الأيام أن تبدلت المسميات وأصبحت بيوت القهوة تعرف باسم القهوة أو المقهى وعن تسمية المقهى يرى البعض أنها فصيحة ومنهم الأب -انستاس الكرملي- الذي يرى أنها فصيحة لا غبار عليها وهي من – باب حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه – ومثلها في ذلك مثل ( واسأل القرية ) – أي أهل القرية – ومع هذا فإن هناك من يقول بأن القهوة للمكان عامة والصواب أن يقال المقهى والجمع مقاه(11).

انتشار القهوة العربية في العالم:-

عن اليمنيين أخذ العرب القهوة ومنهم نقلها الأتراك وأشاعوها في أوربا بعد أن سموها بلكنتهم – كاهقا – وتشير دائرة المعارف الإسلامية إلى أن انتشار القهوة في استانبول والروم  كان في عهد السلطان سليمان القانوني وأن أول مقهى أسس في استانبول كان لرجلين أحدهما حلبي والثاني دمشقي وذلك في سنة 962هـ وقد كان يجمع في هذا المقهى الأعيان والأدباء لشرب القهوة حتى دعي هذا المكان باسم مدرسة العلماء.  وعن الأتراك أخذت أوربا القهوة وقد اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ وصول القهوة إلى أوربا ولكن الراجح أنها وصلت في أوائل القرن  السادس عشر إلى هولندا ومنها تفرقت إلى أوربا وفي عام 1717م انتقلت إلى أمريكا وعرفت باسم coffee  أو cafee  وهو اسمها العربي طبعا.(12).

 فظهرت كلمة كوفي في اللغة الإنجليزية سنة 1598م وافتتح أول مقهى في لندن سنة 1652م وفي بوسطن بأمريكا سنة 1689 م ولقد ظلت اليمن المصدر الوحيد للبن حتى القرن السابع عشر إذ بدأت زراعته في سرنديب – سيريلانكا – سنة 1658م وفي جاوه وغيرها من الأرخبيل الأندونيسي سنة 1696م وفي هاييتي وسان دومنجو سنة 1715م وفي سورينام سنة 1718م وفي جزر المارتيك سنة 1723م وفي كوبا سنة 1748م وفي المكسيك سنة 1790 م وفي جزر هاواي سنة 1825م وفي السلفادور سنة 1840م ومن طريف ما يروى أن الحكومة الفرنسية سنة 1820م أرسلت ثلاث شجيرات بن من تلك التي كانوا يستنبتونها في بيوت زجاجية  بحديقة النبات في باريس لزراعتها في جزر الأنتيل وهلكت اثنتان من الثلاث وبقيت واحدة فأخذ الربان – دكليو- يتقاسم مع الشجرة الباقية نصيبه من الماء حتى تمكن من الوصول بها حية إلى الأنتيال حيث زرعها ويسمي علماء النبات شجرة القهوة (كافيا أرابيكا) وهي الأصل الذي عرف في اليمن وهناك نوع آخر أشد مقاومة للآفات وأغزر محصولا هي (كافيا روبوستا) كما أن هناك نوعا يسمى (كافيا ليبيريكا).  نسبة إلى جمهورية ليبيريا غرب أفريقيا و الروبوستا هي التي تغمر الأسواق على الرغم من أنها ليست في جمال ولا نكهة قهوة الأرابيكا اليمانية الأصل(13).

بين القهوة العربية والتركية والإفرنجية:

كان العرب يشربون منقوع قشر البن أو البن نفسه ثم تطور أمر إعدادها إلا أنها ظلت عربية مرة المذاق لم يضيفوا إليها إلا شيئا من الزنجبيل والقرفة وحب الهال ولقد أوجد الأتراك في شرب القهوة طريقة خاصة بهم بعد أن يضيفوا إليها شيئا من السكر وباتت تدعى بالقهوة التركية وعنها أخذ المصريون قهوة – سكر زيادة – أو مضبوطة أو على الريحة– في حين أخذ الأوربيون والأمريكان يشربون القهوة مغلية بالماء ويشربونها كما يشرب الشاي عندنا وهي تسمى بالقهوة الإفرنجية(14). 

القهوة العربية:

القهوة العربية المرة هي شراب الكيف والاستئناس المفضل عند جميع العرب ولها القدح المعلى في قيمهم المعنوية الفاضلة يفتخرون بشرابها ويعتزون بها ويتفننون في طريقة صنعها وتحضيرها ويضيفون إليها ما يحسن طعمها ورائحتها ولهم فيها خبراء يعرفون القهوة الجيدة من الرديئة بمجرد تذوقها ويتسابق سراة القوم عند أهل القرى والمدن والقبائل المتجولة في صنع القهوة ونصب المضايف البارزة التي تنتشر فيها وتنبعث منها البنة (الرائحة) الزكية العطرة الندية للقهوة العربية المرة ولن تجد حيا من أحياء العرب – بادية وحاضرة – لا تصنع فيه القهوة حتى في سنين الجدب والمحل حتما ستجد المضيف (الديوان) وفيه دلال القهوة التي حولها يتحلق الرجال وتدار عليهم كؤوس القهوة التي بها يفتخرون ويتحمسون(15). 

دلال القهوة:

يطلق العرب على دلال القهوة إسم (المعاميل) أو (معاميل القهوة) وأشهر أنواع القهوة هي المسماة (دلال رسلان) وهي دلالة نحاسية صفراء متقنه الصنع وهي صناعة سورية متميزة يوجد على كل دلة ختم صناعها (رسلان) وأسرة رسلان وذريته هي التي توارثت صناعة هذا النوع من الدلال الممتازة ولقد طبقت شهرة هذه الدلال الآفاق في العهد العثماني ويتردد ذكرها كثيرا في أشعار وقصيد عربان البوادي والحواضر ويلي رسلان في الجودة والإتقان ( دلال بغداد ) وهي صناعة عراقية ولونها أبيض وهذا أحد الشعراء يمتدح شيخ الظفير أبو فيصل عجمي ابن صويط قائلا.

يجذبك نــار يشبونه

عن الطمانه بنايفها

و(دلال رسلان) يصونه

عن أبو فيصل مكلفها(16).

طريقة صنع القهوة العربية:

توضع حبوب القهوة (حبوب البن) في المحماس الموضوع على النار ثم يباشر القهوجي – صانع القهوة بتحميس حبوب القهوة وتحريكها وتقليبها بيد المحماس حتى يتم التحميس بصورة جيدة لجميع الحبوب وخلال عملية التحميس يجب أن ينتبه القهوجي لقهوته حتى لا تحترق ويتم التأكد من انتهاء عملية التحميس بتغير لون الحبوب إلى اللون البني المصفر.  ويخرج الدهن – الزيوت الطيارة وانتشار الرائحة الندية الذكية منها تلك الرائحة العطرة المميزة الجميلة التي طالما تغنى بها شعراء الفصيح والعامي في البادية والحاضرة وبعد عملية التحميس توضع الحبوب في النجر (الهاون) لتحسن حتى تصبح مسحونا (مسحوقا) ناعما يوضع هذا المسحوق في دلة القمقم – المركونة على النار والتي فيها الماء المغلى ويضاف إلى القهوة قليل من الهيل المطحون لتحسين طعمها وبعد أن تفور القهوة ومعها الهيل بفعل حرارة النار تصب من – دلة القمقم – إلى – دلة التلقامة أو دلة اللقمة – الموضوعة على النار وبعد وقت قصير تصب القهوة من – دلة التلقامة – إلى دلال المصافي – دلة واحدة أو أكثر ثم تصب القهوة من دلة المصفاة في الفناجيل التي يقدمها القهوجي بيمينه إلى الرجال الحاضرين بعد أن يقدعوا (يتناولوا) حبات التمر قبل أن يرتشفوا شراب القهوة، يوجد في الديوان – القدع – وهو التمر موضوع في طاسة أو جفنة تدار على الحاضرين ليأكلوا منها عدة تمرات قبل احتساء القهوة وليكن معلوما أن جميع الدلال تبقى حول النار لكي تتم عليها دورة القهوة باستمرار(17). 

قهوة التمر:

إضافة إلى قهوة البن المعروفة هناك نوع من القهوة العربية الخالصة التي لا توجد في أي من بقاع العالم الأخرى ألا وهي: قهوة التمر، التي تُعد من نوى التمر الغني بالأحماض بعد غسله وتجفيفه في الشمس ،ثم حمسه وطحنه كما تُحمّس وتُطحن قهوة البن العادية، ويتم إعدادها،تماماً كطريقة إعداد القهوة العربية، وقد يضاف إليها الهيل من أجل النكهة.(18).

طريقة شراب القهوة العربية:

كما هي الحال في الاعتماد على حاسة التذوق في تناول الأطعمة والمشروبات ، تعتمد القهوة على حاسة التذوق ، لكنها تمتاز بقوة النكهة أو الرائحة التي يعشقها محبوها.والقهوة تؤثر على الدماغ أو الرأس ويعرف ذلك بالكيف ، وهي تذهب الخمول وتقضي على الكسل وتنشط الذهن. 

فقبل الشرب يقدم للجميع (القدوع) ليقدعوا (ليتناولوا) منه ويكون عادة التمر وبعد ذلك يتأكد القهوجي من طعم قهوته فيتذوقها (يشرب فنجالها الأول) ثم يتقدم واقفا ماسكا الفناجيل بيده اليمنى والدلة بيده اليسرى فيصب الفنجال إلى شيخ القبيلة (كبير القوم) أو إلى ضيف أوضيوف شيخ القبيلة ثم يستدير بالدلة – يسوق دلة القهوة – على بقية الرجال بدءا من جهة اليد اليمنى (بالنسبة إلى يد القهوجي) ويستمر القهوجي – حاملا الدلة في دورانه حتى يشرب جميع من في الديوان وطريقة التقديم وتسلم الفنجال من قبل القهوجي والحاضرين تكون باليد اليمنى أما تقديم وتسليم الفنجان باليد اليسرى فهذا عيب عندهم ولا يمكن أن يحصل إطلاقا وبعد أن يرتشف الرجل منهم فنجانا أو عدة فناجيل من القهوة فإنه يحرك الفنجان يميناً ويساراً عدة مرات- أربع أو خمس- بيده اليمنى الممدودة إلى القهوجي ليشعره بأنه اكتفى من شرب القهوة فيتوقف حينئذ القهوجي عن صب القهوة لهذا الرجل وليكن معلوما أن القهوجي لا يملأ الفنجان وإنما يضع فيه كمية قليلة (عدة رشفات) وهذه عادة ثابتة عند جميع العرب(19).

ولا يضع الضيف بأي حال من الأحوال الفنجان من تلقاء نفسه على الصينية أو على الأرض، بل يعطيه لحامل الدلة الذي بدوره ،يضعه في الطاسة، أو الإناء المخصص لغسل الفناجين بالماء ، ويقول الضيف للمضيف أو المقهوي (مشكور)، (حياك الله)، (طال عمرك) ويرد المضيف قائلا:هنى وعافية) و(فالك طيب)(20) 

وللقهوة عند العرب آداب وتقاليد مرعية:

فلا تتعامل في شرابها إلا بيدك اليمنى أخذا وإعطاء.  وفي منطقة الخليج خاصة لا يتوقف الساقي عن صب القهوة للضيف حتى يعيد له الفنجان الفارغ – بيده اليمنى – بعد هزه عدة مرات أما في ما عدا منطقة الخليج فإن للضيف ثلاثة فناجيل تباعا وليس من اللياقة أن تملأ فنجال القهوة للضيف أو تضع فيه سكرا ولقد اكتشف البدوي في صحرائه بالتجربة أو الممارسة أمورا تتعلق بشرب القهوة لم يدركها العلم إلا حديثا ومن ذلك.

1- أن حفظ البن أخضر لمدة طويلة يزيد نضج المواد الفعالة فيه وذلك خير من حفظه محمصا أو مطحونا

2- أن شرب كمية القهوة على هيئة جرعات صغيرة متتابعة أفضل من شرب تلك الكمية جرعة واحدة كما يفعل الفرنجة.

3- أن تحضير القهوة تحميصا وطحنا وغليا وشربا في حلقة واحدة أفضل من تباعد العمليات تلك(21).

فناجيل القهوة العربية ثلاث:

تقول العرب: لذة القهوة شرب ثلاثة فناجيل وتصنف كالأتي – الفنجال الأول لرأسي – أي يزيل النعاس عن رأسي (عقلي) ويجعله يقظا متحفزا. والفنجان الثاني لبأسي – أي يزيدني بأسا وشجاعة.والفنجان الثالث يطير عماس – والعماس هو الصداع واللبس واختلال الأمور أي أن الفنجان الثالث يصفي عقلي ويطرد منه الصداع واللبس والاختلال فيصبح ذهني نشيطا وعقلي متوقدا.  وفي مضايف عربان الشام يجعلون ترتيب فنجانين القهوة الثلاثة كالأتي– فنجان الضيف – فنجان السيف -وفنجان الكيف(22).

- فنجان الضيف: وهو فنجان الترحيب بالقادم ، ويعتبر من حق أي واحد ,وشرب هذا الفنجان لابد منه، إلاّ لعلة مرضية واضحة ،فإذا اكتفى الضيف بهذا الفنجان هزّه ويرافق هزة الفنجان شكر أو دعاء. وإذا لم يهزه، يصب له الفنجان الثاني.

- فنجان الكيف: وهو الفنجان، يوصف من يشربه أن صاحبه كيف، ومعتاد على شرب القهوة، وبهذا يكون شريكاً للمضيف في جلسته وطربه، وتبديد وحشته.

-فنجان السيف: وهو الفنجان الثالث الذي يعرض على الضيف بعد الأول والثاني مباشرة ، دون ترك فاصل زمني، وربما سمي بهذا لأن في شربه مغزى يشير إلي أن شاربه أصبح في جملة أهل القبيلة التي نزل فيها، يشاركهم بسيفه إذا داهمهم غزو أو خطر، وهو غير هياب من الإقدام علي الخطر ، ومشاركة مضيفه في رد أي عدوان يقع عليهم(23).

وهناك عدة أنواع من الفناجين

 الأخرى نذكر منها:

- فنجان الخطبة: فحين يفكر شخص في الزواج، من فتاة معينة،فإن عائلته تسارع إلي توسيط عدد من الوجهاء الذين يذهبون إلى بيت أهل الفتاة حيث يتم استقبالهم بالترحيب ، وبعد أن يأخذوا أماكنهم في المجلس تدار عليهم القهوة،فيتناول أكبرهم جاهاً أو سناً فنجاناً ويضعه أمامه، ويمتنع عن شربه حتى يحصلوا على الموافقة، على تزويج ذلك الشاب من تلك الفتاة. وبعد الحصول علي الموافقة، يشربون القهوة، شاكرين لأهلها كرمهم وحسن استقبالهم(24).

(من التقاليد العربية المتبعة في طلب يد الابنة للزواج أن يعرض أهل العريس عن شرب القهوة، ويضعون الفناجين على الأرض بانتظار الجواب، وعندما يتوافقون، تدار فناجين القهوة، كمراسم الزواج عند الأردنيين (السلط) وفي الجزيرة السورية، التي تقضي أن يمتنع الخاطبون عن شرب القهوة إلى أن يقول لهم والد العروس: اشربوا قهوتكم… - إلي جيتوا فيه ابشروا بيه-).

- فنجان الثأر: إذا اعتدى شخص على فرد من قبيلة، وكان هذا الاعتداء يمس شرف القبيلة بأسرها فمن واجب شيخ القبيلة، أن يدعو أفرادها إلى اجتماع عام، يلقي من خلاله كلمة يوضح فيها أهمية الأخذ بالثأر من المعتدي، حفاظاً على سمعة القبيلة ومنزلتها بين القبائل الأخرى، وبعد ذلك يطلب الشيخ من أحد الموجودين أن يصب فنجاناً من القهوة، ثم يتناوله بيده ويقول: من يشرب فنجان فلان - يذكر اسم المعتدي- فإذا شرب أحدهم الفنجان، أصبح لزاماً عليه أن ينتقم من المعتدي. وهذا يدل علي أهمية وقدسية القهوة عندهم. فإذا ما تخاذل هذا الشاب عن أخذ الثأر، فمعنى ذلك أنه نكث بأعز شيء تحترمه القبيلة وتقدسه، وبالتالي يصبح غير أهل للاحترام والتقدير، أما إذا شرب الفنجان، وثأر للقبيلة من المعتدي، فقد حظي بالتقدير والاحترام وصار موضع أحاديث القوم، بالشجاعة والولاء للقبيلة.

- فنجان الأحزان: حين يزور الناس العائلة المنكوبة بقصد المواساة،فإن القهوة تدار عليهم، والغالب المتعارف عليه، أن لا يتناول الشخص الواحد أكثر من فنجان واحد.ومن يعيد الفنجان إلى الساقي فإنه يشكره بعبارات شتى كقوله«خاتمة الأحزان» أو «صدقة واصلة» إلى ما هنالك من عبارات التعزية المتعارف عليها.  ومن الأخطاء الفادحة، أن يعبر ذلك الشخص شكره ومواساته بقوله عبارة «دايمة (دائمة)» لأن ذلك يعني أنه يتمنى لهم مزيداً من مناسبات الأحزان (25).

 (في مصر تقدّم القهوة المرّة «السادة» في مناسبات العزاء وينبغي عند الانتهاء من ارتشافها: الترحّم على المتوفى، ويتحاشون كلمة دايم (دائم) "تطيراً من استمرار الموت فيهم)

القهوة في الشعر العربي:

للقهوة في دواوين الشعر العربي فصيحه وعاميه كثير من الصور الشعرية الجميلة يحفظها عشاقها ويتغنون بها قال بعض الشعراء:

يا قهوة تذهب هم الفتى

أنت لحاوي العلم نعمة المراد

شراب أهل الله فيها الشفاء

لطالب الحكمة بين العباد.

وقال المولى أحمد بن شاهين الشامي:

وقهوة كالعنبر السحيق

 سوداء مثل مقلة المعشوق

أتت كمسك فائح فتيق

شبهتها في الطعم كالرحيق

تدنى الصديق من هوى الصديق

وتربط الود مع الرفيق. 

فلا عدمت مزجها بريقي.

وقال إبراهيم بن البلط:

يا عائبا لشراب قهوتنا التي تشفي

شفاء النفس من أمراضها

 أو ما تراها وهي من فنجانها

تحكي سواد العين وسط بياضها؟

وقال آخر:

للبن سر قد حكته شيوخنا

يا نعم منه كلهم أقطاب

فيهم نقول وقد تكامل وصفة

في أكله نفع فيه ثواب.

وقال محمد البكري:

وقهوة بن تورث اللب قوة

ومن عجب والقشر أصل وعنبر

ومهما أرادت عصبة منع شربها

 ترى أمرها يعلوا ويقوى ويظهر

وأعجب منها قول من ضل رأيه

بل عرف الحق الصراح وينكر

تحقق فيها النفع لا سيما لمن

عن الجد في فعل العبادة يفتر.

وفي وصف القهوة قال عماد الدين محمد بن محمد البقاعي

هذه قهوة الحلال أتتكم

تتهادى والطيب يعبق منها

سودوها على الحرام بحل

وأميطوا غوائل الغول عنها.

 

كما قال بعضهم:-

سقتني قهوة في جنح ليل

وفي يدها خضاب كالمداد

فقهوتها وكفاها وليل

سواد في سواد في سواد.

 

القهوة في الأمثال الشعبية:

- فوِّت رحلة مصر ولا تفوِّت قهوة العصر.اعتاد الناس في القرى ارتياد الديوان (المضافة) يوميا عند الصباح ،وتسمى قهوة الصبح وعند العصر وتسمى قهوة العصر.

- قهوتكم مشروبة،: كناية عن عبارة شكر تقال في معرض رفض مهذب لفنجان قهوة يعرض داخل المنزل.

- قهوتكم مشروبة ووجوهكم مقلوبة: يقال في سياق معاتبة من يستقبل ضيفه بطريقة غير لائقة بعكس ما جرت عليه العادة.

- القهوة قصّ والمنسَفْ خصّ.مثل أردني.

- القهوة قصّ والمنسف نصّ: مثل فلسطيني

- القهوة يمين ولو كان أبو زيد يسار.

( أبوزيد الهلالي)

- اللي ما عنده دله ما حد يندله. (مثل إماراتي) أي أن الذي لا يمتلك أو يقدم دلة القهوة لا أحد يعرف له مكاناً أوموضعاً.(26).

- أول القهوة خصّ ثم قص: حيث يمكن تجاوز الجميع وصب ّالقهوة للضيف، كما لا يجوز لشارب القهوة مناولة الفنجان لجليسه كما هو الحال في الماء، لأن الفنجان مخصوص له بالذات.

- دخان بلا قهوة راعي بلا فروة. مثل من الموروث الشعبي الفلسطيني الذي يختزن تقاليد شعبية ترافق طقوس إعداد وتقديم وضيافة القهوة،وصنوها الدخان.

- السادة للسادات والحلوة للستات.(جرت العادة أن القهوة السادة "المرّة" تدار بفناجين رقيقة "عربية" وبكميات قليلة في قعر الفنجان لتشاؤمهم من ملء الفنجان، وهي لا تقدم عادة للنساء: فإذا قدّمت لهنّ قاموا بملء الفنجان لاعتقادهم عدم قناعة المرأة بالقليل، وعادة يقوم بإعداد القهوة رجل مختص بذلك)(27).

ويلخص أدوار إعداد القهوة الأمثال القائلة:

- القهوة حماصها لطيف ودقاقها خفيف، وشرابها كييف.

- القهوة بالرويش والنار بالحرفيش.

-اجرشها جرش واطبخها هرش (بمعنى لفترة طويلة)

- أول فنجان للضيف، والثاني للكيف، والثالث للسيف وقد راعت الأمثال الشعبية العربية عموما عادة تناول صبّ القهوة وتوزيعها، باليد اليمنى، على الجالسين ثلاث مرات في فترات متقطعة(28).

وأخيراً وليس آخرا ،فإن قيم الكرم وحسن الضيافة وعمليات التواصل الاجتماعي ترتبط في كثير من المناسبات الاجتماعية (مثل تبادل الزيارات) بمحورية «القهوة» في التراث الشعبي، ومن الصفات الإيجابية المرتبطة بالقهوة صفات الوعي والحصافة والإدراك السليم والدقة في الحكم على الأشياء، والاتزان في التصرفات والأفعال اليومية وهي صفات ترتبط بالعقل أو الذهن ، ولعل هذا ما أضفى على القهوة خاصية «الدبلوماسية الشعبية» في التواصل أو «عبقرية التواصل الاجتماعي» وفي المعتقد الشعبي العربي نجد أن تقديم أول فنجان قهوة من الدلة للطفل الصغير الذي لم يتكلم بعد يساعده على النطق والكلام لأن ذلك الفنجان يحتوي على «حبة الفهامة» بمعنى أنها تنبه المخ أو الدماغ وتستثيره.

بالإضافة إلى خاصية «التواصل» وتعزيز العلاقات الاجتماعية، هناك استخدامات أخرى متعددة للقهوة،إذ أنها تدخل في الطب الشعبي واستخداماته المتنوعة،فتناول القهوة قبل الفطور، يقتل ديدان الأمعاء، كما أن القهوة تساعد على هضم الطعام بعد تناوله. ويستخدم مسحوق «البن» لإيقاف نزف الدم عند الإصابة بالجروح(29).

ولمكانة القهوة العربية وخصوصيتها ولاهتمام العالم بها قام فريق من العلماء البرازيليين بوضع خريطة للمادة الوراثية – الجينيوم – المكونة للقهوة العربية – البن – واكتشف العلماء أن جنيوم البن العربي مكون من 11 كروموسوما مكتظة بالجينات وذلك للعمل على تحسين البن البرازيلي ومزجها بالنكهة العربية(30).

وفي ختام هذا الموضوع نردد ما يقوله الشاعر على لسان القهوة:

أنا المحبوبة السمرا

واجلى في الفناجين

وَعودُ الهند ليِ عطرا

وذكري شاع في الصين

 

المصادر والمراجع

1- عبد الرازق الهلالي :القهوة المشروب الذي تأرجح بين المنع والإباحة   مجلة العربي العدد 148 

مارس 1971 ص 148.

2- المصدر السابق.

3- درويش مصطفى الفار: من تاريخ القهوة مجلة الدوحة مارس 1986 ص 80 .

4- عبد الرازق هلال مصدر سابق ص 149 .

5- درويش مصطفى الفار مصدر سابق ص 80 .

6- المصدر السابق .

7- محمد طاهر عبد القادر الكردي: أدبيات الشاي والقهوة والدخان ص 41 .

8- عبد الرازق الهلال مصدر سابق ص 154 .

9- أ.د/ السيد الأسود: القهوة وعبقرية التواصل في الحياة الشعبية اليومية بمجتمع الإمارات . مجلة تراث العدد124 ديسمبر 2009 ص 43

-10 أحمد بن محارب الظفيري :القهوة العربية مجلة الكويت العدد 213 ص 17 .

-11 عبد الرازق الهلالي مصدر سابق ص 154 .

-12 المصدر السابق .

-13 درويش مصطفى الفار مصدر سابق ص 81 .

-14 عبد الرازق الهلالي مصدر سابق ص 155 .

-15 أحمد بن محارب الظفري مصدر سابق ص 14 .

-16 المصدر السابق ص 15 .

-17 المصدر السابق .

-18 النخلة ، ملف العدد ،مجلة القافلة، العدد5 المجلد5، نوفمبر – ديسمبر 2003 ص 98 .

-19 أحمد بن محارب الظفري مصدر سابق ص 17 .

-20 درويش مصطفى الفار مصدر سابق ص 82 .

-21.د/ السيد الأسود: مصدر سابق ص 44

-22 أحمد بن محارب الظفري مصدر سابق ص 17 .

-23  ياسين صويلح : فنجان القهوة،مفتاح السلام.. والكلام. مجلة تراث العدد 80يوليو 2005 ص104

-24 المصدر السابق ص105 .

-25 المصدر السابق

-26 جون لويس بوركهارت: العادات والتقاليد المصرية،دراسة وترجمة د. إبراهيم أحمد شعلان – مكتبة

الأسرة 1997م ص 153 .

-27 أ.د/ السيد الأسود:مصدر سابق ص 43

-28 محمد عبد الواحد : حرائق الكلام،مكتبة الأسرة 2004 ص 23 .

-29 أ.د/ السيد الأسود:مصدر سابق ص 45

-30 جريدة الأهرام المصرية 25/4/ 2004 الصفحة الأولي .

 

أعداد المجلة