فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
21

صورة الغلاف الأمامي في (فرشة) العرس

العدد 21 - لوحة الغلاف
صورة الغلاف الأمامي في (فرشة) العرس

رغم‭ ‬الاختلاف‭ ‬في‭ ‬نوع‭ ‬الخام‭ ‬والتصميم‭ ‬والمكونات‭ ‬وأشكال‭ ‬التطريز‭ ‬في‭ ‬خياطة‭ ‬وفي‭ ‬طريقة‭ ‬لبس‭ ‬ثوب‭ ‬النشل‭ ‬النسائي‭ ‬الخليجي‭ ‬وبين‭ ‬القفطان‭ ‬المغربي‭ ‬الشهير،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لمن‭ ‬تلبس‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الزيين‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬واحدة‭ ‬لا‭ ‬يميز‭ ‬بينهما‭ ‬إلا‭ ‬العارف‭ ‬المدقق،‭ ‬فالخام‭ ‬من‭ ‬الأقمشة‭ ‬الرقيقة‭ ‬الفضفاضة‭ ‬المنسدلة‭ ‬والمطرزة‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬تبرز‭ ‬بوضوح‭ ‬طول‭ ‬القوام‭ ‬في‭ ‬هيبة‭ ‬الألوان‭ ‬والتطريز‭ ‬بالقصب‭.

‬ويتميز‭ ‬القفطان‭ ‬المغربي‭ ‬بحزام‭ ‬الوسط‭ ‬الذي‭ ‬يلم‭ ‬أطرافه‭ ‬ويظهر‭ ‬مجال‭ ‬الخصر‭ ‬ويبرزه‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬دقيقا‭ ‬خلاف‭ ‬ثوب‭ ‬النشل‭ ‬الواسع‭ ‬الأطراف‭ ‬والخالي‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬حزام‭ ‬حول‭ ‬الوسط‭. ‬وكلا‭ ‬الزيين‭ ‬يلبسان‭ ‬كقطعة‭ ‬خارجية‭ ‬فوق‭ ‬قماش‭ ‬ساتر‭ ‬لبشرة‭ ‬المرأة‭ ‬إما‭ ‬منفردا‭ ‬كالدراعة‭ ‬الخليجية‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬شابهها‭ ‬أو‭ ‬جزءً‭ ‬متصلا‭ ‬بالقفطان‭ ‬أو‭ ‬منفصلا‭ ‬عنه‭. ‬القفطان‭ ‬والنشل‭ ‬ابتكاران‭ ‬محليان‭ ‬أبدعتهما‭ ‬مخيلة‭ ‬عربية‭ ‬شغوف‭ ‬بتمازج‭ ‬الألوان‭ ‬المبهجة‭ ‬وبتعشيق‭ ‬وتطريز‭ ‬خيوط‭ ‬القصب‭ ‬المذهبة‭ ‬والمفضضة‭ ‬على‭ ‬حواف‭ ‬الألبسة‭. ‬فتفنن‭ ‬الصناع‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬تحف‭ ‬فنية‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬كانت‭ ‬مدعاة‭ ‬لأبهة‭ ‬الزي‭ ‬النسائي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يلبس‭ ‬إلا‭ ‬للمناسبات‭ ‬الكبرى‭ ‬كحفلات‭ ‬الزفاف‭ ‬وما‭ ‬شابهها‭ ‬من‭ ‬مناسبات‭ ‬احتفالية‭ ‬عائلية‭ ‬أو‭ ‬وطنية‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬أناقتها‭.  ‬كانت‭ ‬أغلب‭ ‬الأقمشة‭ ‬المستعملة‭ ‬في‭ ‬خياطة‭ ‬النشل‭ ‬والقفطان‭ ‬تستورد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الشهيرة‭ ‬في‭ ‬انتاج‭ ‬الحرير‭ ‬كالصين‭ ‬واليابان‭ ‬والهند‭ ‬وغيرهما‭ ‬وكانت‭ ‬أجود‭ ‬خيوط‭ ‬القصب‭ ‬تجلب‭ ‬من‭ ‬ألمانيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وبريطانيا،‭ ‬وكانت‭ ‬الأنامل‭ ‬المحلية‭ ‬للصناع‭ ‬الشعبيين‭ ‬المهرة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تبدع‭ ‬التصميم‭ ‬والتطريز‭ ‬الدقيق‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬يأخذ‭ ‬جهدا‭ ‬ووقتا‭ ‬طويلا،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الأزياء‭ ‬غالي‭ ‬الثمن‭ ‬وفي‭ ‬غير‭ ‬متناول‭ ‬كل‭ ‬الطبقات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التطور‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الألبسة‭ ‬النسائية‭ ‬بدخول‭ ‬الآلة‭ ‬وأجهزة‭ ‬الحاسوب‭ ‬وبروز‭ ‬مصممين‭ ‬جدد‭ ‬ومنتجين‭ ‬دوليين‭ ‬بعقلية‭ ‬تجارية‭ ‬استهلاكية‭ ‬أضفى‭ ‬تغييرات‭ ‬جوهرية‭ ‬على‭ ‬مكونات‭ ‬هذا‭ ‬الزي‭ ‬كباقي‭ ‬الأزياء‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬بلاد‭ ‬العالم‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭. ‬فتمت‭ ‬مضاهاة‭ ‬الخامات‭ ‬الأصلية‭ ‬بخامات‭ ‬أخف‭ ‬وزنا‭ ‬وأقل‭ ‬كلفة‭ ‬مع‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬المكونات‭ ‬والهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لأصول‭ ‬التصاميم‭ ‬مع‭ ‬لمسات‭ ‬فنية‭ ‬جديدة‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬تحوير‭ ‬التصاميم‭ ‬القديمة‭ ‬لتتناسب‭ ‬والذائقة‭ ‬العامة‭ ‬للأجيال‭ ‬الجديدة‭. ‬وهو‭ ‬منحى‭ ‬تميز‭ ‬به‭ ‬القفطان‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المبدعين‭ ‬المغاربة‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬دخلوا‭ ‬السوق‭ ‬بتصورات‭ ‬ابتكارية‭ ‬إبداعية‭ ‬نقلت‭ ‬القفطان‭ ‬ليكون‭ ‬زيا‭ ‬مغربيا‭ ‬وعربيا‭ ‬في‭ ‬آن‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬حافظ‭ ‬فيه‭ ‬النشل‭ ‬على‭ ‬أصول‭ ‬تصميمه‭ ‬ومكوناته‭ ‬وناله‭ ‬ما‭ ‬نال‭ ‬القفطان‭ ‬كمنتج‭ ‬استهلاكي‭ ‬ظل‭ ‬لباسا‭ ‬تقليديا‭ ‬للمرأة‭ ‬الخليجية‭ ‬فقط‭ ‬لا‭ ‬تلبسه‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الأفراح‭ ‬والمناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬الاستيحاء‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬بذلها‭ ‬مصممون‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬والبحرين‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬لها‭ ‬الانتشار‭ ‬الجماهيري‭ ‬المطلوب‭. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬دخل‭ ‬فيه‭ ‬القفطان‭ ‬بأشكاله‭ ‬وألوانه‭ ‬وتصاميمه‭ ‬الجديدة‭ ‬وكلفته‭ ‬المعقولة‭ ‬ليكون‭ ‬زيا‭ ‬شرقيا‭ ‬عربيا‭ ‬تتهافت‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬تجربة‭ ‬لبسه‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬ينسب‭ ‬لأي‭ ‬بلد‭ ‬عربي،‭ ‬فاحتل‭ ‬واجهات‭ ‬متاجر‭ ‬بيع‭ ‬الألبسة‭ ‬التقليدية‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬إلى‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.  ‬وتظهر‭ ‬صورة‭ ‬غلاف‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬صبية‭ ‬ألمانية‭ ‬زارت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مؤخرا‭ ‬وأُخِـذتْ‭ ‬بالروح‭ ‬العربية‭ ‬الشعبية‭ ‬واندمجت‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬مدينة‭ ‬الحد‭ ‬العريقة‭ ‬واختارت‭ ‬هذا‭ ‬اللباس‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لباس‭ ‬بحريني‭ ‬لحضور‭ ‬حفل‭ ‬عرس‭ ‬محلي‭ ‬تبدو‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬العرس‭ ‬المسماة‭ ‬محليا‭ (‬الفرشة‭) ‬وقد‭ ‬التقطت‭ ‬الصورة‭ ‬بكاميرا‭ ‬الضيفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إحدى‭ ‬صديقاتها‭ ‬البحرينيات‭.‬

أعداد المجلة