فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
14

فنون التشكيل الشعبي مدخلاً للحفاظ على الهوية المقدسية

العدد 14 - ثقافة مادية
فنون التشكيل الشعبي مدخلاً للحفاظ على الهوية المقدسية
كاتبة من مصر

يظل للفن التشكيلي الدور الكبير في حفظ التراث المادي للشعوب، فهو جزء من ذاكرة    الإنسان البصرية والمرتبطة بعلاقته بمعطيات البيئة المحيطة وبالتفاعل النفسي والحسي بتلك البيئة .

 

والفنون التشكيلية الشعبية هى مرآة الثقافة البصرية، وهي الذاكرة الحية المتواصلة في أشكالها ورموزها، وهي بذلك ترتبط بهوية الثقافة المحلية، حيث أن هوية الأمم هي مجموع المعارف التي تتحدد معها تفاصيل الثقافة الخاصة بكل مجتمع.

مدينة القدس:

يقول الله تعالى في (سورة الإسراء) بسم الله الرحمن الرحيم  « سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ» .. صدق الله العظيم

يقع المسجد الأقصى الذي ذكره الله في كتابه العزيز في مدينة القدس، وهي مدينة فلسطينية أسسها الكنعانيون في الألف الخامس قبل الميلاد. وقد اشتهرت مدينة القدس بأسماء عديدة ولكنها اشتهرت بهذا الإسم وهو إسم من أسماء الله الحسنى.

وتعد القدس مركز الاهتمام لكل مؤمني العالم فكل من يزور الحرم القدسي أو كنيسة القيامة أصبح (مقدس)، وهي مرتبة يتمنى الوصول لها المؤمنون المسيحيون والمسلمون على حد سواء، فالقدس هي المقر الجامع لأقدم وأشهر مباني وبيوت التعبد للرب الواحد الأحد موسوياً ومسيحياً ومحمدياً، وهي من دون عواصم العالم لم تحمل مورث ديني ففيها تاب الله على داود وسليمان عليهما السلام، وبشر الله زكريا بيحيى وآتاه الحكم حياً، سخر الله تعالى لداود الجبال والطير، ولد فيها المسيح وتكلم في المهد صبياً، وأنزلت عليه المائدة، وأيده الله بروح القدس، ثم رفعه الله إليه في بيت المقدس وسينزل من السماء المسيح فيها، وهب الله مطية البراق لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام1.

 

ونظراً لموقع القدس الشريف الاستراتيجي المتميز، فقد كانت على الدوام مسرحاً للاحترام والإرتطام،  كانت عبر مسيرتها الطويلة محط أنظار الغزاة والطامعين والقوى المتصارعة، وهي منذ عام 1967م تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي2.

هوية القدس:

كلمة هوية مأخوذة من “هو” بمعنى جوهر الشيء وحقيقته. وتعرف الهوية بمعنى “التفرّد”  فالهوية الثقافية تعني التفرّد الثقافي بكل ما يتضمنه معنى الثقافة من عادات وأنماط سلوك وميل وقيم ونظرة إلى الكون والحياة3.

كما تعرف الهوية بأنها “مركب” من العناصر المرجعية والمادية والذاتية المصطفاة التي تسمح بتعريف خاص للتفاعل الاجتماعي4.

والهوية الثقافية هي تلك الحصيلة المشتركة من العقيدة الدينية واللغة والتراكم المعرفي وإنتاجات العمل والفنون والآداب والتراث والقيم والتقاليد والعادات والأخلاق والتاريخ والوجدان، ومعايير العقل والسلوك، وغيرها من المقوّمات التي تتمايز في ظلها الأمم والمجتمعات. وليست هذه العناصر ثابتة، بل متحرّكة ومتطورة باعتبارها مشروعا آنيا ومستقبليا يواكب مستجدّات العصر؛ وهي قابلة للتأثير والتأثر، وكما يوجد قدْرٌ كبيرٌ من الثقافة إنساني مشترك نتيجة التواصل والتفاعل بين ثقافات الأمم المختلفة، يوجد قدْرٌ خاصٌّ يحفظ هوية مجتمع من المجتمعات5.

إذن الهوية هى الملامح المميزة والخصائص التى تحمل الخصوصية لشيء ما، وهي لدى الأوطان والشعوب ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالدين ومعتقداته واللغة والشخصية القومية.

وإن طمس الهوية مرتبط بإخفاء معالم الثقافة التي تمس التميز الذي يحيط بثقافة أخرى، فالهوية هي التي تمد بالمفاهيم التي تعطي لكل ثقافة القيم الخاصة بها، وهي الشخصية القومية التي بدونها تذوب خصوصية الأمم.

وهو ما بدأ يحدث في الواقع السيء الذي يعيشه القدس، فقد قام الإسرائيليون بمحو جذور تمتد بالإنسان ولوجوده في المكان، وتربطه بعوامل الزمن والأصالة، وحاولوا بكل السبل طمس معالم هوية القدس من خلال هدم منازل وغلق طرق وتضييق وحصار المواطنين المقدسيين، وكلها لترهيب وتهجير المواطنين والتخلص منهم.

وهو ما يعرض الهوية المقدسية للطمس والتذويب لتبدأ ملامحها في التلاشى وتضيع مع الوقت خصوصية المدينة.

القدس ومشكلة التهويد:

تعيش مدينة القدس أزمة سياسية انعكست على الواقع الذي تعيشه حيث تتعرض المدينة للتهويد. وتهويد القدس مصطلح يعني إحلال ثقافة اليهود محل الثقافة العربية للمدينة.

لقد بدلت أسماء المناطق العربية بأسماء “عبرية” حيث حرفت أسماء الكثير من المدن الفلسطينية الرئيسية من العربية إلى العبرية فأصبحت مثلاً مدينة نابلس( شخيم وتعني في العبرية النجد)، الخليل( هبرون وتعني الصعبة)، بيت لحم( بيت لخم وتعني بيت الخبز)، القدس(أورشليم) وغيرها لتدخل اللغة في صراع الصمود أمام التهويد .

لقد بدأت عملية تهويد القدس منذ بداية القرن التاسع عشر، وازدادت مع حدة الاستيطان في القدس بعد صدور وعد بلفور في 2 نوفمبر 1917 وإلى عشرينيات القرن العشرين بمطالبة اليهود بملكية الحائط الغربي للمسجد الأقصى (حائط البراق) رغم أنه أرض وقف إسلامي مثبتة بالشهادات والوثائق وفق ما اعترفت به لجان التحقيق الدولية.

وقد أدت حرب 1948 إلى احتلال اليهود لنسبة 85% من المساحة الكلية للقدس فيما عرف منذ ذلك الحين بالقدس الغربية، وقاموا بتهويد هذه المنطقة التي تعود ملكيتها للعرب وبناء أحياء سكنية يهودية فوق أراضيها وأراضي القرى العربية المصادرة حولها.

 وبعد حرب يونيو 1967بادرت إسرائيل بعد يومين فقط من استيلائها على القدس بهدم “حي المغاربة” المواجه للحائط الغربي (البراق) .

 وذكر بن جوريون موضحًا أبعاد المخطط الصهيوني لتهويد القدس وبناء الهيكل  “لا معنى لإسرائيل بدون أورشليم، ولا معنى لأورشليم بدون الهيكل”. كما قامت إسرائيل في 30 يوليو 1967 واحتلالها للقدس العربية بتوحيد شطري المدينة تحت الإدارة اليهودية وإعلانها عاصمة أبدية موحدة للكيان اليهودي.

 

ووصل مخطط تهويد المدينة إلى ذروته في عهد رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود أولمرت الذي أعد خريطة لمدينة القدس حتى عام 2020 منذ كان رئيساً لبلديتها. وقد  نشرت تلك الخريطة عام 2004، وعرفت منذ ذلك الحين باسم “القدس 2020”، وتهدف إلى عزل مدينة القدس وتخفيض عدد سكانها العرب بحيث لا تتجاوز نسبتهم 12% بغية تهويد المدينة عن طريق فرض أغلبية يهودية فيها ونقل جميع مراكز الحكم إليها وتحقيق الحلم الإسرائيلي بتكريس القدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل6.

فنون التشكيل الشعبي والنزعة القومية:

ارتبط الفن بنمو الحياة الإنسانية، حيث يوثق ويسجل ويعبر عن حياة الإنسان سواء بالنقل أو التقليد أو بالرمز، لتتميز  كل حضارة بموروث تركته للإنسانية، والحضارات متراكمة فكل حضارة تستفيد من الحضارة التي سبقتها، وكلما استلهم الفنان من التراث كان هذا شكلا من أشكال التعبير عن الإنسان في تطوره الفكري وتواصله لأنها خبرة تراكمية، والإنسان كائن مثقف يعتمد على حياته وعلى المعرفة من بيئته ومن تاريخ من سبقوه، والإنسان هو محور الوجود ومصدر الإنسانية على مر العصور، وتاريخ الفن يرتبط بتاريخ التواصل الحضاري الإنساني ويؤكد شخصيته. ولابد من وجود وعي بالثروة القومية والممتدة لمجتمعنا من الماضي والتي مايزال لها آثارها على ثقافتنا المعاصرة. فإدراكنا لأهمية التراث الفني مازال في أمس الحاجة إلى تقويم7.

ولقد كان لظهور علم الفولكلور ارتباط وثيق بنمو النزعة القومية في أوربا حيث استخدمت المعلومات المجموعة عن الشعوب المستعمرة في توجيه إدارة المستعمر لتلك المناطق، وكانت فرنسا وبريطانيا تلقي اهتماماً على هذه المعلومات وتوجه إدارة مستعمراتها على تلك الأسس فالفولكلور والدراسات الأنثروبولوجية هي هوية الأمم التي تتحكم في العامة وهي الخريطة النفسية والاجتماعية لتلك العامة.

وعلم الفلكلور علم ثقافي يختص بالثقافة التقليدية أو الشعبية حيث يحاول إلقاء الضوء عليها من زوايا تاريخية وجغرافية واجتماعية ونفسية، وهو كأي علم يؤتي عدداً من الثمرات العلمية التي تفيد المشتغلين برسم الملامح السياسية الاجتماعية والثقافية، وهو يقدم خدمة نظرية متمثلة في دراسة تاريخ الثقافة والحياة الاجتماعية ويقوم علم الفولكلور بتحليل بعض عمليات التغير الثقافي، كما تقدم دراسات الفولكلور النظرية تحليلاً علاقات التفاعل والتأثير المتبادل بين الثقافات وهو علم يهتم بدراسة الطابع القومي8.

 

إن الفن الموروث يمثل الإبداع المنقول سواء الأثر المتبقي من عهود سابقة، و الذي يحمل معالم الحضارات التي عاشها الإنسان في مكان ما، وبين الموروث الحي الشفاهي والمادي على السواء، حيث أن الموروث الشفهي هو الاستمرارية الشفاهية المعتمدة على المنطوق، والتي وجدت سبيلاً وحاجة لها فدامت لحاجة الناس لاستخدامها، أما الموروث المادي فهو جزء تبقى من إرث ضخم تبدلت وتغيرت أجزاؤه على مر الأزمنة وظلت نكهته فيه والتي ألفها الناس وتبنوها ولم يتنازلوا عن حمايتها، ليصبح الفن الشعبي مرتبطاً بالملامح الشخصية للأمم.

وعن محاولة الاستعمار الغربي الدائمة في القضاء على أصالة المجتمعات المستعمرة يذكر د.عبدالحميد يونس أن هناك شواهد كثيرة تنطق بهذه المحاولة، حيث أن الاستعمار الغربي في مرحلة التوسع قد حاول أن يوقظ ولعله حاول أحياناً أن يخلق عصبيات متناظرة أو متصارعة وأبقى في سبيل تحقيق هذه الغاية على عناصر ثقافية كان مقدراً لها أن تنقرض أو تتبدد، كما أبقى على وحدات تدفع إلى السلبية أو الجمود أو اليأس، ومع أننا في هذه المرحلة الأخيرة وبفضل تداعي الحواجز والحدود بين الجماعات، قد انتبهنا إلى تلك الجهود المصطعنة إلا أننا أدركنا في الوقت نفسه أن الاستعمار قد تعمد بوعي وإصرار أن يقضي على عناصر ثقافية تؤكد أصالتنا ومكاننا من التاريخ ومن الحضارة يضاف إلى هذين الصنيعتين أن بعض الأفكار قد روجها الاستعمار في الأوساط العلمية إثارة للعصبيات التاريخية التي بادت أو تغليفاً لنظريات تتخذ الصورة شبه العلمية9.

وفي مدينة القدس مدينة السلام والإيمان، هناك أهمية في توثيق هذا المخزون الضخم المنتمي للمعتقدات اليهودية والمسيحية والإسلامية والذى يعد مرآة لتسامح الأديان وتعاطف البشر مع أنبيائه مجتمعين، فالعادات والمعتقدات والتقاليد تنعكس على فنون الأداء والعروض والآداب والفنون التشكيلية الشعبية لتعطي لفنون القدس تشكيلات في هذه البوتقة التي عاشت فيها كل الأديان، ونشأت فيها المعتقدات جنباً إلى جنب لتمنح لتلك المدينة خصوصية ليست لأي مدينةأخرى في الأرض..

كما توجد في القدس الفنون التقليدية المختلفة التي تعكس تطور المجتمع وكم المخزون الذي يحمله والذي ارتبط بالنظرة الجمالية للمكان وبإمكانات الفنان الشعبي المقدسي المبدع، وعلى مهارة هذا الفنان في التعبير عن مجتمعه وثقافته، كما أن هذه الفنون تحمل الرموز التي تدور في فلك الطبقات الرسوبية لتلك الحضارة، وهي في الحقيقة معرفة شديدة الأهمية لاحتياجات الناس الجمالية والنفعية ومدى فهم معطيات البيئة المحيطة بهم من طقس وخامات وظروف بيئية متنوعة.

وفي الفنون التشكيلية عامة كان الإرث الحضاري الذي يتركه الإنسان معبراًَ عن تاريخه جزءا من هذه الفنون، فالعمارة والنحت والتصوير الجداري والفخار والنسيج وأشغال الخشب والمعادن والحلي والخزف وأدوات الزينة والنعال وأغطية الرأس والوجه والزجاج ومنتجات  الأحجار والملابس وغيرها، كلها نتاج هذا الفن وكان الإرث الشعبي امتداداً للطرز التي تنوعت بتنوع المكان والزمان وقدرات المبدع وثقافة المجتمع السائدة وظروفه المتنوعة التي يعيشها.

وقد تحدث المؤرخ محمود العابدي عن أشهر مولد مقدسي والذي بدأ في عهد القائد صلاح الدين الأيوبي عقب تحرير القدس عام 1187م، حيث وصف المؤرخ موسم النبي موسى لمن يزوره أو يشترك فيه فكانت الأساور والخواتم والغويشات والمسابح وشكل الملبن الخليجي والمرصع بحب قديش أو الصنوبر، وعن سلق البيض مع ورق البصل أو الخبيزة ليصبح ملوناً، وتحدث عن زفة النبي موسى ووفود نابلس الحاشدة ومعها راية نابلس ووفود الخليل الحاشدة ومعها راية الخليل، ووصف كيف تستأجر الدواب ولم يقل السيارات ليركبها الناس خمس ساعات لتصل بهم إلى النبي موسى على طريق أريحا10.

ويتضح من هذا الوصف أشكال الحلي المختلفة والتي تحمل أسماء محلية في القدس، كما يحدثنا عن البيض الملون بسلقه مع ورق البصل أو الخبيزة، وتعرض لرايات المجموعات الوافدة من بعض البلدان الفلسطينية، والزفة والركوب وكلها مرتبط بعناصر مادية مرتبطة بفنون التشكيل الشعبي.

كل ما ذكر يؤكد على التواصل بين فنون التشكيل الشعبي والنزعة القومية، وهو ما ينعكس على مدينة القدس.

 

خلفية عن الفلكلور المقدسي:

بدأت عمليات الاهتمام بدراسة عادات الفلسطينين منذ القرن التاسع عشر.

حيث قام العديد من المستشرقين بزيارة فلسطين، وقد اجتهد بعض هؤلاء المستشرقين في إخفاء وطمس الحقائق العربية الفلسطينية معتمدين على معلومات استخلصوها من الحفريات الأثرية مثل “ميشيل ناؤو, وبيشوب بوكرك, وبوركهارت, وما كتبه “هيل” عام 1885م “عادات وتقاليد البدو في فلسطين”. كما رأس الباحث “ غوستاف هيرمان والمان المعهد الالماني الانجليزي لاستكشاف آثار الأرض المقدسة في فلسطين فيما بين عامي 1902 – 1926م، حيث أعد كتاباً بعنوان “ديوان فلسطين” ضم معظم أنواع الغناء الشعبي الفلسطيني, كتبها بلغة عربية عامية بالألمانية, كما أعد كتاباً عن العادات والتقاليد الفلسطينية, بعنوان  “خصائص فلسطينية” عام 1932م, وكتاباً ثالثاً  عن “ سلالات فلسطين” , كما كتب تومسين “الأدب الفلسطيني في  خمسة مجلدات”11.

كما وضع “ آنتي آرني” عام 1900م كتابا بعنوان “ أنماط  الحكاية الخرافية وأنواع الحكايات الشعبية” طبعه في هلسنكي.

وقد أسهم “جريس كروفون” و“لويسا بالرنسبرجج” لكتاب “من شجرة الأرز إلى حشيشة الزوفا”, و كما قام “جيمس فريزر” بتحليل النصوص العقدية وربطها بالتوراة في كتابة “الفلولكلور في العهد القديم” ترجمة د.نبيلة ابراهيم.

كما أقامت “هيلماكرانكفست” في قرية “أرطاس” بفلسطين من عام 1925 وحتى عام 1931م ودرست عادات الميلاد والزواج, وقد أثبتت أن الشعب الفلسطيني هو الأصل في الأرض الفلسطينية قبل وفود اليهود .. وبذا أبعدت الرؤيا في الربط بين التراث الشعبي الفلسطيني والتراث الشعبي اليهودي، كما جاء في العهد القديم, واعتمدت هذه الدراسة على المعتقدات والعادات والتقاليد والأدب الشعبي, وهي خرجت من تجربتها الميدانية التي شملت دراسة لخمسة أجيال من الشعب الفلسطيني وهي أربع كتب بالانجليزية درست فيها الإنسان الفلسطيني12.

أما الباحثون العرب الذين اهتموا بفلسطين فقد كان “توفيق كنعان”  وهو طبيب مقدسي ولد عام 1888 وتوفى عام  1964م، وهو أول فلسطيني يعمل في مجال الثقافة التقليدية.

كما قام مركز الأبحاث الفلسطيني بمحاولات لجمع التراث الفلسطيني تعتمد على جمع الموروث الفلسطيني من كبار السن، ودعم الأبحاث الجادة.

وهناك باحثون فلسطينيون أثروا الميدان ومنهم:نمر سرحان ( صاحب موسوعة الفولكلور الفلسطيني )، وسميحة خليل وغيرها13.

وهناك تجارب عديدة آخرها تجربة ملتقى الشباب التراثي المقدسي: وهي مؤسسة عربية فلسطينية تراثية ثقافية تقوم على حماية التراث الشعبي الفلسطيني من السياسات العنصرية التي تسعى لطمسه بالإضافة إلى تطوير آليات العمل في المجال التراثي والثقافي والفنون الشعبية للحفاظ على التراث الشعبي الفلسطيني كإرث حضاري تتناقله الأجيال الفلسطينية المتعاقبة وذلك من خلال الخدمات المتنوعة التي يقدمها الملتقى للمجتمع الفلسطيني بشكل عام والمقدسي بشكل خاص. وهى تعمل على حماية التراث الشعبي الفلسطيني والمحافظة عليه.

مدرسة الفن الشعبي في مدينة القدس:

هدفت هذه التجربة إلى رفع المستوى الفكري والثقافي لدى الأطفال والشباب من خلال تطوير ثقافتهم التراثية وتدريبهم على أنشطةوحرف تراثية كالرسم والفنون الحرفية والموسيقى والغناء التراثي بالإضافة إلى الدبكة الشعبية الفلسطينية للمساهمة في صقل شخصياتهم وبناء قدراتهم، كماوضعت برنامجا لمدرسة الفنون الشعبية الفلسطينية يهتم بالمجالات الفنية المختلفة من فنون الرقص، والموسيقى والأغاني التراثية، الحرف التراثية والأشغال اليدوية.

ففي الحرف التراثية والأشغال اليدوية نجد هدف هذا البرنامج التعريف بالحرف التراثية الشعبية الفلسطينية وتطوير مهاراتهم الفنية في مجال الأشغال الفنية من خلال عدة تدريبات فنية متنوعة تسعى إلى إكساب المشتركين مهارات فنية جديدة تساهم في صقل شخصياتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم بالإضافة إلى التأكيد على الأهداف العامة لبرنامج مدرسة الفنون الشعبية الفلسطينية.

وقد تم تدريب المشاركين على فن الفسيفساء، وأشغال النحاس، وفن الحفر على الخشب، والرسم على الزجاج، التطريز الشعبي الفلسطيني، وفنون الحرق على الخشب، وتصميم الإطارات للصور التراثية، وتصاميم فنية للتحف التراثية، وأشغال القصدير.

 

أسس فنون التشكيل الشعبي:

تركز فنون التشكيل الشعبى على أسس تحدد معالم الإبداع الشعبي حيث تعتمد على:

المبدع وقدراته الإبداعية:  فالفنان الشعبي هو الذي يقف وراء المنتج التشكيلي الشعبي يبحث عن الجديد الأكثر أصالة وتميزاً مستخدماً في ذلك وسائل عديدة، ومستعيناً بالرموز التي تساعده على تحقيق هذا التميز..

عملية الإبداع: الفن هو الجمال الذي يعثر عليه مبدع ليصنعه في منظومة يضعها من إبداع ذاته، وهو الذي يعني المشاهد هذا الفن الإحساس بالرضا ليتفاعل معه ويستجيب .

وهو يمثل خصوصية الشعوب، وهو جزء من منطقه ورأيه في الحياة والطبيعة وما وراء الطبيعة، وهو يحمل قدرات شعب ما الإبداعية والخلاقة، وسر تميزه عن الشعوب الأخرى.

لقد وصف كروتشه الفن في كتابه “علم الجمال واللغة العامة” بوصفه تعبيراً عن الخيال أو بوصفه حدساً أو مشاهدة عقلية للعلاقات الشكلية القائمة بين موضوعات الواقع وظواهره أي أن الفن لا يمثل انعكاس هذا الواقع على عقل الفنان ومشاعره بقدر ما يمثل انعكاس خيال الفنان وبصيرته على الواقع14.

ولأن التعبير الفني هو خروج انفعالات في شكل فني يختلف حسب الخامة والمبدع وأدواته ومجال الإبداع. فإن الدوافع النفسية للتعبير الفني هو المخرج للفرد من نوازع تحمل أهمية في خروج تلك الدوافع لتحقيق توازن لديه يؤدي إلى توافق مع الشكل الذي يحمل هذا الرمز.

 

ويعتمد التعبير الفني من خلال المنتج على الشكل والزخرف الذي يحملها، فقد يكون الشكل رمزاً في حد ذاته له دلالته، أما الزخارف فهي دلالة والمنتج التشكيلي الشعبي دائماً يلبي الحاجة الملحة للشخص لإرضاء التراث وتحقيق ذاته من خلال إنتاجه.

يقوم الفن الشعبي التشكيلي على مجموعة متعددة من العناصر والأجزاء التي تؤلف معاً بعض القيم الجمالية التي تتلاقي وترتبط في وحدة عضوية شاملة، وتفسر في اقترانها البناء التشكيلي الشعبي الذي يخدم في تكامله الكثير من الأغراض المتعددة، التي تهدف إلى تحقيق ما ينشده الفنان الشعبي من ورائها من تأثير بالغ يثير في جمهوره وعشاق فن الاستمتاع الإعجاب والتأييد والقبول، مع زيادة مستوى الإبصار الجمالية العام أمام ناظريه، وإدراك العلاقات الشكلية التي تمسك بزمام الأفكار والمعاني والموضوعات التي تصدى لها بالتعبير الممزوج بانفعالاته وتصوراته وملامحه الذاتية15.

ويرتبط البعد الجمالي باللون والملمس، والقيمة ذاتها، كما يرتبط بالشكل والكتلة والفراغ، وكلها عناصر أساسية في التشكيل.

إن الفنون الشعبية التشكيلية كانت وما تزال أحد الأنماط الفنية الفريدة المحببة التي أثرت الحياة الإنسانية بأشكالها الخاصة الجذابة وصورها ورموزها الشائعة – وألوانها المتميزة التي تشد اهتمامات العامة والخاصة من البشر على اختلاف أقياسهم وطبقاتهم، وعلى تعدد اتجاهاتهم وعلى صدق الفطرة وصفاء النفس وعمق الوجدان في تعبيراتها الجريئة وطرق تميزها واختيار موادها ووحداتها من واقع بيئاتها التي تحيا بين ظهرانيها16.

 

مصادر الإبداع للفنان الشعبي: وتركن على موروثه والطبيعة التي تحيط به وحاجته، وكل قطعة فنية تحمل في طياتها تآلفا بين أجزائها وقيما هي عناصر العمل الفني الشعبي.

إن الفن الشعبي هو المزج بين الواقع والخيال الشعبي، وهو خلاصة التجربة الإنسانية، والفن التشكيلي الشعبي هو الهوية التى يجب أن نقدم لها التوثيق والتنمية كى تبقى فهي الخصوصية المغلفة داخل منتج يدوي يحاول البقاء وسط آليات تسويقية تخضع للعولمة .

إن السمة الشعبية للفنون الشعبية تعتمد اعتمادا كلياً على المشاركة بين الفنان والمجتمع وتلك العلاقة هي التي تربط الفردية المبدعة بالذوق العام، وهذه العلاقة ذاتها هي التي قادت الفنان إلى أن يعبر عن نفسه بمصطلحات مجتمعة والفنان الشعبي هو الذي يجعل لأفكاره التي هي أفكار جماعته حضوراً بينهم يكون أكثر ما يتميز به الفنان الشعبي هو عاطفته التي تقوده إلى الانفعال، وإن الإيقاع الذي يسعي له الفنان الشعبي في أعماله يتسم بسمة سيكولوجية فلا هو قائم على الرياضة ولا على الهندسة ولكن يعتمد على الطبيعية الإيقاعية لكل الأفعال الإنسانية17.

الخامات المتاحة والمواد التي تتوفر في البيئة: إن الفن وليد مكانه فتفاعل الإنسان مع بيئته أنتج منتجا تشكيليا من خامات تحمل دلالات وتمثل الكثير في هذه البيئة، وهناك تفاعل سلبي وآخر إيجابي مع البيئة، أفرز طقوسا وانفعالات وغناء ورقصات ونقوش كلها تصب في حجم علاقات تأثر الإنسان بالبيئة..

والبيئة تعادل في تأثيرها على الإنسان الوراثة، فبقدر ما يولد الإنسان بمواهب كامنة تساهم البيئة في استثمارها أو أفولها أوالقضاء عليها..

ومعطيات البيئة من خامات واستعدادات سابقة يجدها المبدع هي التي تمده بالكثير الذي يجعله يستمر في عمله الإبداعي والفنان الشعبي ابن بيئته، وهو يعتمد على الخامات التي توفرها البيئة والظروف التي ينشأ فيها، والمجتمع الذي يحتاج ابتكارات وأشكالا مختلفة يوماً بعد يوم، تناسب إنسان تلك البيئة.

 

الوظيفة التي يؤديها المنتج: إن الوظيفية النفعية أو الجمالية أو الإثنين معاً هي هدف المنتج التشكيلي الشعبي، فالإنسان يحتاج للسكن والملبس والطعام والشراب لكي يحيا، ولكنه يحتاج إلى الجمال الذى يحقق له ثقة وتميزا وإشباعا للوجدان، وكل ما يساعده على تحقيق ذلك يلجأ له من خلال المبدع الشعبي الذي يبتكر ويخرج بتشكيل يؤدي له ما يريد .

أما الوظيفة الجمالية تهدف للزينة والتجميل من الناحية الشكلية ولكنها تمثل المحاكاة لمشاعر المقتني وإشعاره بالسعادة التي تساهم في خلق توازن نفسي لديه، وهو نوع من الجذب للمنتج النفعي، والجمال في حد ذاته وظيفة فهو فيما ينقله وما يسببه من مشاعر يعتبر محققاً لوظيفة نفسية يهدف لها المبدع من خلال إنتاجه..

الدوافع النفسية وراء المنتج: وهي الأسباب الكامنة التي تدفع الشخص للتعبير عن ذاته من خلال منتج يطرحه، والدوافع هي أسباب تثير الشخص وتحمسه للقيام بفعل ما بغرض ما، وتكون مجموعة الدوافع الأسباب الحقيقية وراء فعل ما، والدوافع النفسية هي من داخل النفس حيث تدفع مشاعر الفرد لفعل ما للوصول إلى توازنه النفسى. إن التاريخ الإنساني هو نتاج قراءة للتشكيل المادي وكلها طرز تعكس ثقافة ومعتقدات وممارسات الشعوب منتجة تلك الحضارات.

ويؤكد  أ. محمود الشال على أن الفن التشكيلي الشعبي من أهم وأبرز المكونات للوجود الإنساني وهو النبض اليومي في حياة البشر، وهو من أهم العوامل وأروع المصادر التي تسهم إسهاماً حقيقياً في حركة البناء الحضاري، التي يقاس بها مدى التقدم الذي بلغته  أمة من الأمم، وعن طريقه يكون المعول الأكبر على نهوضها، فى موازنة يغيرها شعب عن الشعوب الأخرى18.

المجتمع المتذوق للعمل التشكيلي الشعبي: وهناك تأثير للأبعاد الاجتماعية على صياغة الوحدة التشكيلية صياغة تقف مع الظاهرة الشعبية في مدلولها وقيمها الإنسانية، فهي بدون الأبعاد الاجتماعية ليس لها أي خصوصية، وضرب من الإنتاج الحرفي فحسب19.

إن المنتج التشكيلي هو انعكاس للمجتمع ومن خلاله يمكنك قراءة سلوكيات اجتماعية عديدة .

إن الفن الشعبي التشكيلي يعبر أكثر ما يعبر عن قضايا حيوية واحتياجات المجتمع وغاية مقاصده بطريقة سهلة وبسيطة يكشف فيها عن هدف يتجه إلى تحقيقه ومعنى بارزا يريد صياغته ولفت الأنظار إليه من خلال خصائصه ورموزه وسعيه المتفرد والمتميز لمعالجة أمينة لا تكلف   فيها فهي ترتكز على روح الفنان ومنهجه ومبادئه ومثله، وقوالبه الفنية المستقلة ومعطياته النوعية وأسلوبه الذي يهدف من ورائه إلى تماسك العمل وتكامله20.

 

مدخل تنمية الموروث المقدسي:

يقصد  بالتنمية رفع المستوى وهي هنا بهدف جودة الحياة للإنسان والمحافظة على تراثه، والاستفادة من كل الإمكانات المتاحة للإتيان بأفضل ما يمكن منها من أجل النماء للشيء بمنهج قد يسمح باستمرار النمو ومشاركة الإنسان أساسية في عملية التنمية.

التنمية هي عملية تغير شامل ومستمر بمعرفة الجهود المنظمة والمشتركة بين النظام الحاكم والمواطنين تهدف إلى تحقيق تنمية اقتصادية، واجتماعية وعمرانية، تعود فائدتها على الفرد بأقصى درجة من الكفاءة لتضمن تحقيق تنمية.

وهى العملية المصممة لخلق ظروف التقدم الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع ومشاركة الأهالي إيجابياً في هذه العملية والاعتماد الكامل على مبادرة الأهالي بقدر المستطاع21.

والتنمية لها أنواع فهي بشرية أو مستدامة أو اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو إدارية أو عقارية أو ريفية وغيرها. ولنجاح التنمية أساليب تستند على صدق العمل وأمانته بهدف واضح ومراحل مدروسة.

وتنمية الموروث التقليدي تعتمد على استثمار الظواهر والملامح الحياتية الموروثة ثم التفكير في سبل تسويق هذه المظاهر والمحافظة علي أصالتها وعدم التعرض للاستبدال. وترويج المفاهيم والدلالات يهدف للوصول إلى تبني الظواهر والتوسع فيها مما يعود بفوائد اجتماعية واقتصادية كبيرة. والمقصود بالتنمية هنا هو المحافظة على روح الموروث المقدسي المستهدف إخفاءه ضمن عملية التهويد التي تتبعها إسرائيل، مع التعريف بهذا الموروث والعمل على أن يؤتي بالفائدة على أصحابه.

وترى الكاتبة أن الإنسان عماد التنمية فهو المستهدف الأول منها، وهو العماد الرئيسي لها وهناك أهمية في تنمية التقليدي بكافة جوانبه، وهنا نتحدث عن الموروث الذي يملك أن يكون سفيراً لقضية القدس، وهو ما يستوجب رعاية منتج هذا العمل من النواحي النفسية والاجتماعية، وتقديم الدعم المالي له. ليصبح جزءا من تفعيل القضية.

 إن مظاهر مرونة الموروث الشعبي تبدل ملامحه ولا تضيع عمقه وروحه وخطوطه الأساسية، والتي تظل مع الأماكن طوال تواجدها فى التاريخ، وما يحدث في القدس هو إحلال إنسان مختلف بتقاليد ومعتقدات مختلفة، وهو مايمثل نهاية للموروث القديم، إذا لم يتم وقفه، أصبح مرحلة من تاريخ المكان.

إن التنمية هي التي تدفع لتحقيق أهداف تمس أرض الواقع في المدينة المحتلة، والتي تنعكس على الشخصية المقدسية حافظة الموروث المقدسي والمدافعة عن حق الأرض وهذه التنمية تعتمد على:

1. تحسين أوضاع المزارعين والحرفيين  من خلال تدريبهم على صناعات صغيرة، كما يجب إقامة ورش فنية بشكل مكثف لنقل الخبرات التقنية والتوسع في التعليم والتدريب للحرف اليدوية المبنية على خامات البيئة المقدسية خاصة خشب الزيتون، وبث الرموز والدلالات على المشغولات اليدوية التي تعبر عن القدس مدينة السلام.

2. إنشاء مؤسسة دولية تقوم بتسويق المنتجات الحرفية التقليدية المقدسية  كنوع من توسع التداول لإسم القدس على كافة الأصعدة.

3.فتح أسواق للمنتج من خلال الدعاية للمنتجات المقدسية في المطبوعات والمعارض الطوافة الداخلية والخارجية, والإعلام ودعم الإعلان عن المنتجات المقدسية.

4. رفع مستوى المنتج  من خلال الاستفادة من الأبحاث العلمية في المجالات المرتبطة بالخامات وتحسين جودة المنتج .

5.التسويق السياحي للقدس العربية على الخريطة الدولية وطرح الاحتفالات والرقصات وليالي السمر وعروض الأزياء والمنتجات اليدوية التقليدية التي سيحملها الزائر للعروض المختلفة، والتي يجب أن تنمو بالانتشار والتوزيع والتصدير لتصبح مشاهدة وهي فرصة للتعريف بالثقافة المقدسية، ويخرج الزائر من العرض بقطعة يدوية مقدسية، أو إسطوانة لأنغام من فلكلور المدينة العتيقة.

كل ذلك من أجل الحفاظ على ذاكرة القدس الشرقية وإحياء مظاهر قد تكون اندثرت ولكنها تسعى للقيام من جديد في ضرورة للمحافظة على روح المدينة القديمة. ومن أجل تنمية الموروث التقليدي للقدس لابد من التعاون مع الجهات الدولية المعنية بالثقافة وحقوق الإنسان، ويكون الهدف وقف التهويد ودعم المقاومة الثقافية للتهويد الصهيوني، وتكون محاوره اعلامية واجتماعية واقتصادية وفنية.

إن المقاومة عن طريق الثقافة هي أصعب الطرق وأهمها على الإطلاق فهي ستوثق لتاريخ المقاومة وستنتشر فالثقافة تنتشر كروائح زجاجات العطور تفوح ولا يستطيع أحد أن يمنع انتشارها.

وترى الكاتبة أن التنمية تخضع لعدة عوامل يتم من خلالها وضع آليات، وعند وضع برنامج يهدف لتنمية بعينها لابد من إخضاعها لظروف المجتمع التي ستطبق عليه، من خلال المنظومة الاجتماعية والعادات والقيم الموجودة فيه .

كما أن المكان والطبيعة الجغرافية، وما تقدمه من ثروات وما ستتيحه من مميزات، قد تدعم البرنامج التنموي المزمع وضعه، إن تقدم التشريعات وتغطيتها لكافة المناحي التي تمس طبيعة العمل التنموي22.

الخلاصة من تلك الدراسة أنه إذا أردنا تنمية الموروث التشكيلي المقدسي في ظل تهويد المدينة فلابد من إجراءات تعتمد في الأساس على العروض المتحفية الدائمة والعروض المتغيرة خارج فلسطين والتي تحتوي على نماذج من منتجات التشكيل الشعبي سواء النفعية أوالجمالية والمستخدمة في بيئة القدس فالاحتفاظ بنوعيات وطرز مختلفة مرآة للثقافة المقدسية ومصدر دائم للاستلهام ونموذج محفوظ للأجيال القادمة خوفاً من اختفاء المنتج في ظل ظروف التهويد. كما يجب التركيز على دور خبراء الفلكلور الفلسطينيين والعرب في توجيه التنمية داخل القدس مع أهمية الاستعانة بخبراء وفنانين من كافة المجالات الإبداعية، يعملون على  حماية وتنمية الموروث المقدسي وعلى الاستلهام منه في تحد مع واقع التهويد للمدينة والتي نسأل الله أن تتوقف ويحمي الله المدينة المقدسة.

 

صور المقال من الكاتبة

الهوامش
1: فرج العنتري، القدس في النغم العربي، المؤتمر القومي للقدس، لجنة الفنون، المجلس الأعلى للثقافة،القاهرة، يونيو 1998م.

2: مازن محمود الشوا، أضواء حول مدينة القدس، المؤتمر القومي للقدس، لجنة الفنون، المجلس الأعلى للثقافة، وزارة الثقافة، القاهرة، يونيو 1998م.

3: محمد المنير، العولمة وعالم بلا هوية،2000.

4: أليكسي ميكشيلي، الهوية 1993، دار الوسيم، دمشق

5: تركي الحمد، الثقافة العربية في عصر العولمة، بيروت ، دار الساقي،2001.

6: عن المحاضرة التي ألقاها د. إبراهيم فؤاد عباس يوم الأحد  في ندوة «الأحدية» التي ينظمها مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية برئاسة اللواء ركن م. د. أنور بن ماجد عشقي.

7: سعد الخادم، المؤمرات الاستعمارية على تراثنا الفني، الدار القومية للطباعة والنشر، بدون تاريخ.

8: محمد الجوهري، علم الفولكلور، الجزء الأول، القاهرة، مطبعة العمرانية للأوفست، الطبعة الثالثة، 2000.

9: عبدالحميد يونس، دفاعاً عن الفولكلور، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1973م .

10: فؤاد إبراهيم عباس، يونيو 1998م، مرجع سبق ذكره.

11: 1.محمد بكر البوجي, جهود ( عبد اللطيف البرغوثي ) في جمع وتحليل الادب الشعبي في فلسطين, سلسلة أبحاث المؤتمرات, المأثورات الشعبية في 100عام الجزء الثاني, 281, عن: وليد ربيع, نشاة الفولكلور, مجلة التراث والمجتمع, ع2, مج1, 1974م, ص28.

12: 2.  محمد بكر البوجي, مرجع سبق ذكره, ص 82, 83, 84

13: محمد بكر البوجي, مرجع سبق ذكره, ص 284,ص 287 .

14: محمود البسيونى، طرق تعلم الفنون،  دار المعارف، 1994،ص31.

15: الفنون الشعبية التشكيلية – أداة أساسية للكشف عن الحقائق الكونية والقيم الجمالية – محمود البنوي الشال ص 9

16: محمود الشال، نظرة مستقبلية للفنون الشعبية التشكيلية،العدد27-28، الهيئة العامة للكتاب، 1989م،ص26

17: سليمان محمود حسن، الأواني الخشبية، النادي الأدبي – حيزان السعودية – ص 36 .

18: محمود الشال، المواجهة الحضارية للفنون الشعبية التشكيلية، العدد 32-33-1991م- الهيئة المصرية العامة للكتاب 95- ص 94

19: محمود الشال،العناصر الأساسية في بنية الفنون التشكيلية الشعبية،العدد 22، الهيئة المصرية العامة للكتاب مجلة الفنون الشعبية، 1988م.

20: محمود الشال،أداة أساسية للكشف عن الحقائق الكونية والقيم الجمالية، مجلة الفنون الشعبية ، العدد 26- 1989.

21: التعريف الخاص بالأمم المتحدة.

22: إيمان علي مهران « تحليل الجانب الجمالي لفن الكليم في بعض قرى محافظة أسيوط _ مع دراسة ميدانية لتحديد أساليب التنمية والحفظ» ، المعهد العالي للفنون الشعبية، أكاديمية الفنون ، 2009.

المراجع والمصادر
1: إبراهيم فؤاد عباس، محاضرة في ندوة “الأحدية” التي ينظمها مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية.

2: إيمان علي مهران “ تحليل الجانب الجمالي لفن الكليم في بعض قرى محافظة أسيوط - مع دراسة ميدانية لتحديد أساليب التنمية والحفظ”، المعهد العالي للفنون الشعبية، أكاديمية الفنون، 2009.

3: إيمان مهران، الفنون اليدوية الموروثة، دار الهلال، فبراير 2010.

4: تركي الحمد، الثقافة العربية في عصر العولمة، بيروت، دار الساقي،2001.

5: سعد الخادم، المؤمرات الاستعمارية على تراثنا الفني، الدار القومية للطباعة والنشر، بدون تاريخ.

6: سليمان محمود حسن، الأواني الخشبية، النادي الأدبي، حيزان السعودية.

7: عبدالحميد يونس، دفاعاً عن الفولكلور، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1973 م .

8: فرج العنتري، القدس في النغم العربي، المؤتمر القومي للقدس، لجنة الفنون، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، يونيو1998م.

9: الفنون الشعبية التشكيلية – أداة أساسية للكشف عن الحقائق الكونية والقيم الجمالية – محمود البنوي الشال.

10: مازن محمود الشوا، أضواء حول مدينة القدس، المؤتمر القومي للقدس، لجنة الفنون، المجلس الأعلى للثقافة، وزارة الثقافة، القاهرة، يونيو 1998م.

11: محمد الجوهري، علم الفولكلور، الجزء الأول، القاهرة، مطبعة العمرانية للأوفست، الطبعة الثالثة، 2000.

12: محمد المنير، العولمة وعالم بلا هوية،2000.

13: محمد بكر البوجي, جهود (عبد اللطيف البرغوثي) في جمع وتحليل الادب الشعبي في فلسطين, سلسلة ابحاث المؤتمرات, المأثورات الشعبية في 100عام الجزء الثاني.

14: محمود البسيونى، طرق تعلم الفنون، دار المعارف، 1994.

15: محمود الشال، المواجهة الحضارية للفنون الشعبية التشكيلية، العدد 32-33،الهيئة المصرية العامة للكتاب،1991م.

16: محمود الشال، أداة أساسية للكشف عن الحقائق الكونية والقيم الجمالية، مجلة الفنون الشعبية، العدد 26 - 1989.

17: محمود الشال، العناصر الأساسية في بنية الفنون التشكيلية الشعبية، العدد 22، الهيئة المصرية العامة للكتاب مجلة الفنون الشعبية، 1988م.

أعداد المجلة