فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
16

أسرار رقصة التنورة الشعبية

العدد 16 - موسيقى وأداء حركي
أسرار رقصة التنورة الشعبية
كاتب من مصر

الرقص الشعبي في مصر شريحة عريضة من الثقافة الشعبية العامة للشعب المصري وهناك علاقة نامية وجلية وحاضرة بينه وبين سائر أشكال الثقافة الأخرى, هذا ما يشير إليه العمل الميداني والبحث اللصيق بالجماعات الشعبية, ويتميز الرقص بصفة عامة بأن له شكلاً مرئياً ومضمونا غير مرئي وبمعنى آخر فإن للرقص الشعبي مظهرا ومخبرا (أي راو) وبقدر ما للمظهر من متعة وطرافة بقدر ما للمخبر من عمق ثقافي يجر الباحث إليه ليسبر أغواره, لهذا فإننا ندرس الرقصات الشعبية لا من خلال كونها فنونا جلية فحسب بل من خلال ربطها بالجماعات الشعبية التي أبدعتها وربطها بعادات وتقاليد تلك الجماعات , فالرقص الشعبي يدرس إذن فنيا ووظيفيا فهو يدرس فنيا من حيث هو نمط الإبداع الحركي وهو يدرس وظيفيا من حيث علاقة كل رقصة على حدة بالوظيفة التي تؤديها في حياة الجماعة وعلى سبيل المثال الفنون الحركية المصاحبة لحلقات الذكر تدرس فنيا وهي في ذات الوقت تدرس مصاحبة لدراسة الطقوس والمعتقدات التي تعد أساس هذه الرقصات وينطبق هذا على دراسة سائر الرقصات الشعبية المصاحبة لمناسبات دينية واجتماعية.

 وهناك رقصات شعبية تمتد إلى جذور فرعونية وقبطية وعربية إسلامية وأحيانا تركية وهذه الجذور متجمعة أفرزت لنا – عبر تاريخ طويل – أذرعا تحمل الصفات الوراثية لها وهذه الأفرع أثمرت بدورها كما هائلا متنوعا من الإبداع الحركي المتداخل في بعضه بلا تنافر بل بتناسق وتأليف عذب2 ولعل من أجمل هذه الرقصات وأكثرها إبهارا وحيوية  رقصة التنورة التراثية حيث تجمع بين روعة الأداء وتنوع الأزياء وثراء ألوانها على خلفية من الإنشاد والأدعية ومدح النبي صلى الله عليه وسلم وتقوم رقصة التنورة على أداء تشكيلات فنية بديعة من خلال الحركة الدائرية للراقصين مصحوبة بجمل موسيقية ذات إيقاع متنوع وغنائيات تضفي حالة من الصفاء والمتعة على المشاهد وهي من أصعب الرقصات المصرية والتي تضم: التحطيب – الحجالة – التربلة – الأراجيد  وغيرها لكن التنورة هي الأصعب لأنها تحتاج لراقص ذي قدرات خاصة وهي أحد أهم مظاهر احتفالات العرس في الوجه البحري والقبلي وأحيانا يرقصها الراقص فوق جواد مستعرضا مدى مهارته على التحكم في تنورته وكثير من الأسر تحرص على وجود راقص التنورة ليضفي على كافة الاحتفالات جواً استعراضياً شائقاً كما برزت التنورة في كل الاحتفالات العربية والعالمية واشتهرت مصر بفرق التنورة على مستوى العالم بالأداء المتميز.

 

قصة التنورة

التنورة رقصة تركية الأصل ويرى الباحث الفولكلوري محمد أمين أن قصتها بدأت بالتكايا حيث كان كل أمير أو شيخ طريقة صوفية ينشئ تكية وهي مكان يعتبر مضيفة لأبناء السبيل والفقراء والغرباء والدراويش وداخلها كانت تقام حلقات الذكر ولقد تميزت من بين تلك  التكايا تكية الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي(ولد 1207هـ - توفى 1273 هـ) أو "مولانا" لقبه التشريفي الذي أعطاه له والده في قونية بتركيا حيث كان يبدأ الذكر بعمل حلقة لا تقل عن أربعين دوريشاً بملابسهم المختلفة الألوان ما بين الأخضر والأحمر والأسود والأبيض ولا يدري الباحثون أسباب اختلاف هذه الألوان – بداية كان الدراويش يرددون لفظ الجلالة ومع كل ترديدة يقومون بإحناء رؤوسهم وأجسادهم ويخطون في اتجاه اليمين فتلف الحلقة كلها بسرعة وبعد فترة قصيرة يبدأ أحد الدراويش بالدوران حول نفسه وسط الحلقة وهو يعمل برجليه معا ويداه ممدودتان ويسرع في حركته فتنتشر ملابسه (تنورته) على شكل مظلة أو شمسية ويظل يدور حوالي عشر دقائق ثم ينحني أمام شيخه الجالس داخل الحلقة ثم ينضم إلى الدراويش الذين يذكرون إسم الله بقوة تتزايد درجة درجة لعشر دقائق أخرى ثم يجلسون للراحة وبعد ربع ساعة ينهضون للذكر ثانية وينضم هذه المرة شخصان يرقصان بالدفوف وجدير بالذكر أن طائفة المولوية كان لها تقاليدها الخاصة في طريقة لبسها وفي طريقة توظيف حركاتها التعبيرية المصاحبة لآلات موسيقية بعينها هذه التقاليد ثابتة ولم تتغير ولم يمحها الزمن ولقد استطاع الفنان المصري في أوائل الدولة الفاطمية أن يؤسس على الفكرة التركية – بناء فنيا مصريا  متكاملاً بآلات شعبية أصيلة وغنائيات تراثية مصرية خالصة كالربابة والمزمار والصاجات والطبلة فضلا عن تصميم الملابس المميز القائم على ثراء ألوان " التنانير" مما أتاح قدرا كبيرا من التفاعل مع المشاهدين. كان الفن التركي الأصلي عبارة عن تنورة فقط يلف الراقص بها إضافة لارتدائه  غطاء رأس " طربوش" وجلبابا يغطيه من أعلى صديري يليه جيب من الوسط إلى أسفل القدم وبقي هذا الزي باللون الأبيض إلى أن دخلت الرقصة إلى مصر في العصر الفاطمي لتصبح من أشهر الفنون الاستعراضية المتكاملة بعد أن أضافوا لها الدفوف والفانوس وتعتبر الرقصة وسيلة تعبير وتجسيد للتصوف وهيام الروح بالخالق عز وجل وسموها كلما طالت فترة دوران مؤديها ومن مصر انتشرت إلى تونس والمغرب والجزائر حيث تطورت على يد المصريين لتصبح تنورة حرة بدون جلباب رسمت عليها الأشكال الإسلامية الفرعية ثم وضع الحبل ثم السير لرفع الدائرة السفلية من التنورة.

 

فلسفة الرقصة

تقوم فكرة التنورة على اللفيف أو الدوران حول النفس كأن الراقص يحتفي بالكون وبدورة الحياة وكأنما يهمس من أعماق " أنت كهبة الأرواح فلأقم بالطوف حولك فأنا كالفلك عملي ليل نهار هو الطواف ولا ترتعد في جواد الجسد وترجل سريعا فالله يهب جناحا لمن لا يمتطي الجسد" وهذا يلفت انتباهنا إلى قيمة وأهمية الفكرة التي تقوم عليها الرقصة وموضعها الذي يأخذنا من حياتنا الاعتيادية إلى التفكير والتأمل في أبعاد الكون اللانهائية فلا تخلو الرقصة من متعة رغم بساطة فكرتها وموضعها وعلاقتهما بحركة الكون, إن أصل فكرة الدوران تنبع مما يحدث في الكون والأرض, الذرة تدور في دوائر والأجرام السماوية تدور حول نفسها وحول الشمس وهاهم البشر أيضا يدورون حول الكعبة فما أسرار حركة الدوران؟ يكشف المخرج المصري عزالدين سعيد في فيلمه الوثائقي "اللفيف" عبر إجابات مدققة وتفصيلية ومعلومات متدفقة تؤازرها الموسيقى والصور البصرية وأشعار جلال الدين الرومي أن الأصل في تلك الحركة مستوحى من الحركة المعمول بها في الطرق الصوفية وخاصة الطريقة المعروفة بالمولاوية, والحركة القائمة على الذكر أي تلك الحركة البندولية التي تختلف باختلاف الطرق الصوفية حدثت واقعة شهيرة لجلال الدين في القرن الثالث عشر عندما كان يدرس علوم الشريعة والفقه كان يسير في أحد مواكبه فاعترضه درويش إسمه شمس الدين التبريزي وهمس في أذنه ومنذ ذلك صارا صديقين فأنشد جلال الدين قائلا: "يا أيتها الشمس هذا هو فلكي تعلمته من هذا القمري الوجه وأنا ذرة للشمس تعلمت منها هذا الرقص" ولقوة صداقتهما أوغر الشيطان صدور تلاميذ جلال الدين فقتلوا صديقه فحزن كثيرا وكان يخرج إلى ساحة داره وينظر إلى الشمس ويظل يدور ويدور إلى أن يسقط مغشيا عليه بعدها كان يشعر بارتياح فكتب يقول:" وكما يقوم الحاج العاقل بالطواف يقوم به سبعة وأنا حاج مجنون فلا أحصي الطواف كل ذرة في الأعالي ولماذا لا يرقص الصوفي كأنه الذرة في شمس البقاء حتى لذلك فاستخدام هذا الدوران هو لإجهاد الجسد فتسمو الروح لذلك أدخل على المولاوية فكرة الرقص وأبدعوا فكرة الدراويش الدوارة فكانوا يرتدون الثوب الأسود وتحته لباس أبيض وكانوا يشبهون الثوب الأبيض بالكفن والغطاء الأسود بالقبر والقبعة الطويلة هي الشاهد الموجود على القبر، كان كل طقس في المولاوية يرمز إلى ما بعد الموت ولكن عندما استلهم الفنان المصري رقصته أجرى عليها بعض التعديلات والإضافات إرضاء للجميع أما زي التنورة المصري فأخذ الجزء الأبيض وقام بتلوينه بالألوان التي اشتهرت بها الطرق الصوفية المصرية فالرفاعية لها لون والأحمدية لها لون وكذلك الحامدية الشاذلية لكن التنورة لا تنتمي إلى طريقة بعينها وفي محاولة لإرضاء كل الطرق الصوفية حتى عقائديا استحضر الفنان المصري كل هذه الألوان وجمعها ووضعها علي تلك التنورة وبذلك فإن راقص التنورة عندما يؤدي يحمل في طيات ذلك الأداء الحركي كل رموز الطرق الصوفية المصرية. تطور آخر على زي الراقص كان في البداية تنورته واحدة فجعلها اثنين، اخترع التنورة الثانية وجعلها عندما تنفصل عن الأولى تجعل الراقص يبدو خلالها وكأنه كالفانوس كأنه شمعة تحترق فلكأن الجسد يحترق فتسمو الروح ويتكون اليونيفورم الخاص بالراقص من جلباب واسع ثمانية أمتار وبنطلون وطاقية ولاسة وثباته تعلق على الصدر.

ويبلغ قطر التنورة سبعة أمتار وطولها حوالي 105سم ووزنها يتراوح بين 10 و15 كجم ولا يرتدي الراقص تنورتين بل ثلاثة وأحيانا أربعة يتم صنعها من القماش الخشن الذي يصنع منه الخيام ليحتمل الاستخدام الشاق وتيارات الهواء المتدفقة أثناء الدوران ويرى الراقص سيد إسماعيل أن التنورة تصنع من قماش عادي مع الشيفون واللامية ويوجد بداخلها سير دائري عند الأطراف وهو الذي يسبب الانفراج أثناء الدوران فتقدم شكلا جماليا مشيرا إلى أن سعرها يتراوح بين 700 إلى 1600 جنية ويتوقف على نوعية الأقمشة وجودة وجمال أشكالها ويوجد صناع في منطقة الحسين بالقاهرة لصناعة التنورة والخيامية وكل مستلزمات الفنون الشعبية أما التنورة السورية فلونها أبيض وتتكون من طبقة واحدة لا يمكن نزعها يتوسطها حزام أحمر وعلى الرأس يلبس طربوش يصنع من وبر الجمل أما المصرية فملونة بعدة ألوان وتتكون من أكثر من طبقة كما ألمحنا قد يصل عددها إلى أربع طبقات بعدد فصول السنة ويمكن نزع كل طبقة بغرض الاستعراض أثناء الدوران4 والآن يصحب الرقصة موسيقى وأغان حديثة إيقاعها سريع كما أدخلت مصابيح كهربائية صغيرة تحيط بأجزاء التنورة وتعمل ببطارية يتم تشغيلها بزر صغير فتضفي مظهرا جميلا أثناء الاستعراض يجذب الأنظار ويرجع الفضل في إدخال هذه التقنية لمخرج إنجليزي أخرج حفل افتتاح إحدى البطولات الرياضية بقطر قبل سنوات شارك فيه أكثر من 20 راقص تنورة جدير بالذكر أن الباحثة سنية خميس قدمت دراسة وافية بعنوان "الزي التقليدي المؤدي رقصة التنورة في مصر5"

تبدأ الرقصة فيدور الراقص حول نفسه من الشمال إلى اليمين ويكون الذراع الأيمن متجها إلي السماء والأيسر إلى الأرض وكلما زادت سرعة صوت الإيقاع زادت سرعة دوران الراقص فيشعر بارتفاعه عن الأرض فيخلع سترته العلوية (الصديري) وغالبا يكون أحمر أو أخضر من الستان ثم بعد يبدأ في فك التنورات وكل واحدة يقوم باللعب بها بكافة الأشكال حول خصره وبكلتي يديه وإلى اليمين وإلى اليسار وأعلى وأسفل وهكذا حتى يتجرد منها جميعا ومع التنورة الأخيرة يقوم بتطبيقها على شكل مولود إشارة إلى ميلاد العالم وبداية الخليقة بانفصال الأرض عن السماء ثم يتناول خمسة دفوف ملونة يلعب بها بين يديه ويشكلها تشكيلات مختلفة وهو مستمر في الدوران دون توقف ولكن بسرعات مختلفة ويمكن أن يكون بجواره اثنان من الراقصين الأصغر سنا وغالبا لا يشعر الراقص بما يدور حوله بل تصبح الرقصة أشبه بالشكل الآلي لأنه وقتها يبتعد تماما عما يدور من حوله حتي لفظ الجلالة في نهاية الرقصة يتحول إلى آه ممدودة من فرط الانتشاء والذوبان في حب الله إن الراقص هو رمز الأرض مركز الكون وهي تدور حول نفسها بينما تدور الكواكب الأخرى حولها وتتمثل الكواكب في الراقصين اللذين يرقصان بجانب الراقص الأكبر وهما (الشمس والقمر) وخلفه الدراويش ينقرون الدفوف بعدد كواكب المجموعة الشمسية وتصبح الحركة من اليسار إلي اليمين حركتي الشروق والغروب أما عن الذراعين فأحدهما سماوي والآخر أرض وهنا يكون الراقص هو (الإنسان) نقطة التقاء الأرض بالسماء قبل الخليقة وقبل انفصالها فالتنورة دائما تصنع من طبقتين يقوم بفصلها أثناء اللف والطبقتان هما الأرض والسماء والتنورة في بداية الرقصة تغني العالم قبل انفصال الأرض عن السماء وقبل بداية الخليقة وبوصول الراقص لمرحلة خلع التنورات يرتقي وكلما تخلص من تنورة تخلص من تعلقه بالأرض ليتخلص تماما من الشق الأرضي ويرقى إلى الشق السماوي والنقاء التام وصفاء الروح ولذا فمن الصعب بل من المستحيل أن يستطيع إنسان عادي أن يمارس رقصة التنورة6 حيث تعتمد على عنصر التلقائية في الأداء مما يتيح فرصة أكبر للإبداع من جانب الراقصين ويجعلها دائما متجددة كما أن الموسيقى المصاحبة للرقصة من الموروث الشعبي المصري أما الغناء فيعبر عن موضوعات شعبية هامة تدور حول المحبة والصداقة والسلام وكل جزء من أجزاء العرض يسبق بمقطوعة موسيقية تتجلى من خلالها روعة الآلة الشعبية المصرية .

تنورة هاواي

قيل إن أول من رقص رقصة التنورة المزينة بالورود والأغصان هي آلهة الرقص المعروفة باسم"لاكي" حيث كانت ترقص لاستقبال وتكريم أختها "بيلي" التي أعجبت بهذه الرقصة التي شاهدتها بينما كانت تشعل نيران المعسكر لإضاءة كل الفضاء ومنذ ذلك الوقت أصبحت رقصة التنورة المزينة بالورود في جزيرة هاواي تقليدا فنيا ودينيا يؤديه الناس تعبيرا عن تقديسهم واحترامهم للآلهة ويمكن للزائر أن يتعرف عبر هذه الرقصة على عادات وتقاليد وثقافة سكان هاواي بما فيها اللغة والعلوم والفنون والفلسفة والثقافة الدينية والقصائد والأشعار الشعبية ويرى كثيرون أن رقصة التنورة  تمنح الراقصين القوة والنشاط والسعادة واللياقة البدنية والنفسية والروحية كما تسهم في غرس مفاهيم المحبة والصبر والاحترام ورغم أنها تشمل تحريك كافة أطراف الجسم لكن حركات الأيدي تلعب دورا رئيسيا للتعبير عن أهم مضامين الرقصة المتمثلة في طموحات الناس وآمالهم في السلام والإنتاج. الجيل الأول من راقصي التنورة في هاواي كانوا يلفون حول خصورهم حزاما من القماش فقط عند الأداء أما الراقصات فكن يرتدين تنورات قصيرة بدون ثياب على الصدر الأمر الذي أغضب رجال الدين الغربيين الذين زاروا هاواي وشاهدوا الرقصة فمنعوها لكونها تكشف عن أجزاء حساسة من أجسام الفتيات لكن السكان المحليين داوموا عليها سرا حتي عام 1974م حيث تولى الملك كاراكوا حكم هاواي وأمر باستئناف الرقصة بشرط أن ترتدي الراقصات صدريات وزيادة طول تنوراتهن ومن الممكن أن يتعلم كل فرد هذه الرقصة إذا تلقى سلسلة من التدريبات البدنية والعقلية والعاطفية والروحية ولكنه لن يبدع فيها إلا بعد أن يتقن هذه التدريبات المعقدة لأن الرقصة لا تعبر عن الفرح والسرور فحسب بل تعطي الراقص أيضا قوة وتشجيعا وسعادة لذلك يلتحق كثير من عشاق هذه الرقصة بالمدارس الخاصة لتعلم رقصة التنورة ويوجد في جزيرة هاواي حاليا العديد من المدارس لتعليم التنورة ويحظى المعلمون والمعلمات باحترام كبير من الجميع وفي الوقت نفسه يوجد بين هذه المدارس منافسة عنيفة وفي أبريل من كل عام يقام كرنفال احتفالي ضخم (كرنفال الملكة ماري) لإحياء ذكرى الملك كاركوا كما يطلق الناس على هذا المهرجان أيضا إسم (اوليمبياد رقصة التنورة) حيث يحضره كبار الراقصين والراقصات بالجزيرة وليس من السهل على السياح حضور هذا المهرجان إلا بعد حجز التذاكر قبل الافتتاح بعدة أشهر لا تخضع بعض حركات رقصة التنورة في العصر الحديث لنظامها ومعيارها التقليدي القديم الذي كان محكما دقيقا نسبيا ولكنها تعبر الآن عن نفس الموضوعات التقليدية كالترحيب بالضيوف القادمين إلى الجزيرة أو للإشادة بالوطن وبمناظره الجميلة واطلاع الضيوف على أحوال الحياة في الجزيرة أو للتعبير عن آمال سكانها وتطلعهم إلى حياة سعيدة وغيرها7 كان الملك كاراكوا حاكم جزيرة هاواي والذي كان الناس يطلقون عليه لقب الملك المرح يرقي رقصة التنورة إلى مكانة الكنوز الوطنية والتراث الشعبي المحلي في جزيرة هاواي وهي بمثابة رقصة المينويت في بريطانيا ورقصة الفلامنكو في إسبانيا8 كما تشتهر هاواي برقصة الهولا9 .

 

أشهر الراقصين والفرق

تعتمد رقصة التنورة علي إظهار مهارات الراقص في استخدام وتشكيل التنانير ولياقته البدنية وتوظيف الرقص بالفانوس فبعد الاستعراض بالدفوف يحمل الراقص فانوسا كبيرا يدور به ويركز بجسمه وعينيه ودماغه على الفانوس حتى لا يسقط وهي رقصة صعبة تحتاج إلى تدريب متواصل وإذا لم يتميز الراقص بالمرونة الكافية والمهارة الحركية لن يؤديها بنجاح وللراقص مواصفات خاصة فالوزن يجب أن يتناسب مع الطول وليس شرطا أن يكون قصيرا أم طويلا ، ويؤكد محمود عيسي مدير فرقة التنورة التراثية أن المرأة لا يمكنها المشاركة في الرقصة وإنما تقتصر الحركة منذ بدايتها في العصر الفاطمي على الرجال وحدهم عبر مجالسهم الصوفية والدينية والمرأة لا تشارك إلا في المشاهدة مع الجماهير سواء في  المهرجانات الدولية أم المحلية فتمتلئ صالات العرض عن آخرها بدون أية دعاية ولعل السر في انبهارهم يعود إلى مخاطبة الرقصة للحالة النفسية للإنسان في كل زمان ومكان ولا يزال الجمهور المصري والعربي ينقصه الكثير من المعرفة بأهمية ثقافته وتراثه ! ولكن حاليا بدأت المرأة تمارس رقصة التنورة ورغم قلة الراقصات إلا أنهن يقدمن استعراضات جميلة وينظم قصر ثقافة الغوري بالقاهرة دورات لتعليم الرقصة للجنسين وتختلف قدرات الراقصين من حيث الثياب وسرعة الدوران ويتبارى المحترفون في زيادة سرعاتهم ومدة الدوران والتي لا يقدر عليها سوى صاحب الخبرة الطويلة والصحة الجيدة والقدرة الخارقة على حفظ التوازن أما التنورة الاستعراضية فتبين مدى تحكم الراقصين في مهاراتهم الفردية مع ألوان التنورة المميزة والمبهرة وهذا النوع هو المطلوب والمستخدم الآن في كافة الاحتفالات المحلية والعالمية10 ويؤكد الباحث في الفنون الشعبية سامي حرك أن رقصة التنورة مأخوذة من الزار الفرعوني وهي تمثل الصقر حورس وهو يرتفع من الأرض ليصعد في العلا ثم ينقض على الخنزير (ست)11 في حين يرى د/ مصطفي عابدين أن رقصة التنورة جلبها المتصوفون الوافدون إلى ثغر الإسكندرية بمصر وأشهرهم أبو العباس المرسي ومحمد العجمي12 وكما ألمحنا يعتمد الراقص على ديمومة الممارسة والخبرة والقدرة على التخلص من الدوار العدو الأول للرقصة وكي يتمكن من التخلص من الدوخة ينبغي أن يتمرن باستمرار على الدوران لمدد أطول يزيدها تدريجيا فترتفع لياقته البدنية تدريجيا بدورها ومنذ العام 1988 تقدم فرقة التنورة التراثية التابعة لوزارة الثقافة المصرية – عروضها الرائعة ونجحت منذ تأسيسها في أن تكون ثلاثة أجيال متعاقبة من راقصي التنورة وعازفيها ويرى محمود عيسي أن رقصة التنورة تتميز عن غيرها من الرقصات الشعبية في كون أعضائها يجب أن يكونوا موسيقيين وراقصين في ذات الوقت ولقد شاركت فرقة التنورة التراثية بفعالية في برنامج التبادل الثقافي المصري في مختلف الفعاليات الثقافية العالمية13 وتضم الفرقة 50 فنانا تلقائيا يبهرون العالم في مختلف المهرجانات الدولية للفن الشعبي ومرة أخرى استأنفت الفرقة نشاطها الإبداعي بمنطقة الغورية منذ 29 اكتوبر 2005م بعد أن تركتها لسنوات إثر بدء مشروع ترميم مجموعة الغوري (مسجد قنصوه الغوري وتلاه قبة الغوري ووكالة الغوري) وكانت الفرقة تقدم عروضها بانتظام منذ العام 1988م كأحد الأنشطة الثقافية الهامة التي جمعت حولها الجماهير بمنطقة شديدة الخصوصية على كل المستويات الثقافية والاجتماعية والحضرية ومنذ 29 أكتوبر وكل يوم سبت وأربعاء أسبوعيا وبانتظام تلتقي جماهير التنورة مع خمسين مبدعا من عازفين وراقصين ومدربين يشكلون جميعا فرقة التنورة التراثية فشاركت في كل المناسبات الوطنية المصرية إضافة لبرامج التبادل الثقافي الدولي والمهرجانات العالمية فأبدعت الفرقة في معظم دول العالم بمصاحبة آلاتها الشعبية ومنشديها اعتمادا على التلقائية وتعلمهم فنون الرقص والعزف والغناء وأخذها عن الأجداد والآباء وعلى سبيل المثال وليس الحصر انتزعت رقصة التنورة إعجاب الجمهور الهندي في مهرجان التراث الصوفي الذي ركز عام 2005م على الإبداعات الفنية الصوفية وهو ملتقى عالمي تحضره دول عديدة فضلا عن المشاركين من كشمير وراجستان بالهند ولأكثر من ساعة اندمجت الجماهير مع إبداع راقص التنورة المصري عبدالحكيم واستمر التصفيق طوال الفقرة متزامنا مع إيقاعات الطبلة والمزمار محققة نوعا من النشوة الصوفية تحولت إلى ما يشبه حلقات الذكر كما قدمت الفرقة في المهرجان الذي استمرت فعالياته أسبوعا كاملا تحت عنوان فنون الأداء لدى الصوفية ثلاث فقرات الأولى : تمثلت في عزف على المزمار وعزف الطبلة لألحان شعبية مصرية الثانية: كانت رقصة التنورة التي خلبت الألباب في القاعة التي ازدحمت عن آخرها فسيطرت الرقصة على المشاعر، الثالثة: فقرة راقصة مشتركة قدمتها الفرقة المصرية مع فرقة راجستان الهندية كاستجابة للجمهور الهندي في رغبة أن يشاهد تنورة مصرية بأنغام هندية الجدير بالذكر أن المهرجان الصوفي الذي يعقد سنويا تشارك فيه فضلا عن الهند كل من مصر وتركيا وإيران ويؤكد شريف الشوباشي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بوزارة الثقافية المصرية أن مصر تحرص على الاشتراك في مثل هذه الفعاليات الفنية العالمية حتي تمتد جسور التعاون والحوار الثقافي والحضاري مع كل دول العالم ولنشر الثقافة المصرية وعرض وجوهها المشرقة بشتي ألوانها في ظل الطفرة الكبيرة والتطورات العالمية في تبادل الثقافات ومزجها14 كما نجحت الفرقة المصرية للفنون الشعبية في جذب أنظار الجمهور الانجليزي وكل المشاركين في فعاليات مهرجان (بروهاها ) بمدينة ليفربول الانجليزية وذكرت نشرة محطة MBC ليوم الاربعاء 28 يوليو 2010م أن الفرقة تفوقت على 27 فرقة إفريقية وأوروبية وأمريكية وحظيت رقصة التنورة المصرية على إعجاب كل المتابعين لفعاليات المهرجان كانت الفرقة قد قدمت سلسلة عروض ناجحة بمسرح (اتيكو السوس) بالعاصمة اليونانية أثينا في إطار مشاركتها بالمهرجان الدولي للفنون الشعبية باليونان، من جانبه يرى الراقص محمد أحمد أن الأداء الجيد لرقصة التنورة يتطلب الدخول في حالة من التركيز الروحاني والتوازن النفسي وأنه احترف الرقصة بدافع انبهاره بها في الموالد والأعياد والمواكب الدينية وشيوخ الطرق الصوفية وتعد رقصة التنورة أيضا وسيلة جيدة للجذب السياحي حيث يعشقها الملايين في مختلف دول العالم بل يطلبونها بالإسم في معظم الاحتفالات والمهرجانات العالمية15 ولعل من أشهر راقصي التنورة في مصر حكيم راقص فرقة رضا للفنون الشعبية وهو يقدم استعراضاته بقصر ثقافة الغوري ويعتبر بوشكاش من الراقصين الذين قدموا الكثير لفن التنورة أما سيد فواز إسماعيل 31 عاما فقد احترف الرقصة من سنوات وهو يمارس الفنون الشعبية منذ عام 1992 في البداية انضم كراقص لفرقة الغربية للفنون الشعبية لمدة عامين ثم عمل في الغردقة حتى عام 96 انتقل للعمل في القاهرة وقدم عرضا في افتتاح مدينة الإنتاج الإعلامي مع الدكتور أحمد يحيى ونظرا لأنه راقص شعبي أساسا مارس رقصة التنورة بسهولة رغم صعوبتها واحتياج راقصها للتدريب الدائم16 ولعل من أشهر راقصي التنورة الأوائل الراحل بندق والذي أثار اهتمام وزارة الثقافة المصرية بالرقصة وبالراقصين وإقامة الحفلات حتى اشتهرت مصر بها وما زالت تشارك بها في كل مهرجانات الفنون الشعبية عالميا وعربيا وبعد بندق ظهر النجيب (فارس) وكذلك مجدي عبدالله الذي حصل على جائزة أفضل راقص في مهرجان كونفلونس وعواد الشعلة وسيد هاشم وغيرهم من أمهر راقصي التنورة وللراقص المصري عواد الشعلة 36 عام قدرات خاصة وتكامل جسدي ولياقة بدنية متميزة فقد كان منذ السابعة من عمره يحضر مع والده حلقات الذكر وعندما بلغ الثانية عشر اشترك في إحدى فرق الإنشاد والتي كانت تتميز بوجود اثنين من أمهر راقصي التنورة فعشقها بعد أن تعلمها عليهما عم سيد وعم مجلي . ويرى أحمد راقص التنورة بالمنصورة أنه نظرا لشهرة الراقص عبدالعظيم 35 عام ألحق عليه سندباد التنورة كما أنه تعلمها على يد عم حكيم مبدع فن التنورة بمصر وبالوطن العربي بعد أن شجعه على مواصلة النجاح في هذا المجال والذي تعلم منه الكثير في هذا الفن الشعبي الرائع وبفضل الله حقق نجاحا كبيرا حيث شارك في مهرجان دبي وحفل ختام الدورة الآسيوية بقطر عام 2004م وحفلات ومهرجانات بمملكة البحرين والأعياد الرسمية لمحافظة الدقهلية بمصر وبمدينة الإنتاج الإعلامي كما شارك أيضا في العمل بالكثير من أفراح قناة المسايا الفضائية وبالنسبة لصعوبة الدوران لا تواجهه أي صعوبة لأنها موهبة من الله ذلك أنه يوجد سائل بالأذن الداخلية للإنسان يعمل على ثبات توازنه وأي راقص يزداد لديه ذلك السائل بكثرة الرقص17  ويعد سيد قمر أحد أبرز راقصي التنورة المصريين ويمارسها منذ 13 عاما واكتسب شهرة واسعة جعلت العديد من متعهدي الحفلات العربية والأجنبية يتعاقدون معه لإحياء الحفلات ومنذ صغره عشق الرقصة في قريته الحلوات بمحافظة الشرقية بمصر وعندما انتقل للقاهرة ذهب لقصر الغوري ليشاهد عروض مشاهير راقصي التنورة ومنهم الفنان الراحل بندق أسطورة التنورة في مصر والعالم كله كما تدرب مع الراقص حكيم لثلاث سنوات قبل الرقص على المسرح في العام 2000م عمل بإحدى المراكب السياحية العائمة في النيل ولا يزال حتي الآن يقدم العروض المتنوعة التي تبهر السياح العرب والأجانب وكثيرا ما يحاولون الرقص والدوران لكنهم يقعون مغشيا عليهم من الدوار ، في عام 2005م التقى سيد مع متعهدة حفلات إنجليزية تقيم بالقاهرة عرضت عليه تعليم راقصتين هولنديتين في فرقتها رقصة التنورة وعندما نجح في مهمته عرضت عليه السفر إلى لندن للمشاركة في مهرجان فنال إعجاب واستحسان الجمهور الإنجليزي الذي اعتبر رقصة التنورة أفضل عرض بالمهرجان بعدها توالت أسفاره للعديد من الدول العربية والأجنبية ومنها الإمارات ولبنان وبريطانيا أستراليا وبولندا وصربيا والهند وتنزانيا ويشير قمر إلى أن عدد راقصي التنورة في مصر كانوا يعدون على الأصابع حتي عام 2000م ومنذ ذلك التاريخ ازداد عددهم ليصل لأكثر من ألف راقص تركوا بعض الفنون الشعبية واتجهوا للتنورة اعتقادا منهم بأنها مهنة مربحة رغم أن معظمهم غير محترفين ويؤكد أن الراقص يجب أن يتمتع بالرشاقة وحضور الذهن والقبول لجذب الجمهور مشيرا إلى أنه أحيانا يحضر للرقص بثلاث تنورات مما يتطلب جهدا مضاعفا لدرجة أنه يستطيع الرقص لمدة 45 ساعة متواصلة بعدها يسقط على الأرض من شدة الإعياء وهو يتمنى إنشاء مدرسة أو معهد لتخريج راقصي التنورة على أساس علمي قبل أن يندثر هذا الفن الذي لا يلقى الاهتمام الكافي من الدولة مقارنة ببقية الفنون رغم أن التنورة صارت أحد ملامح التراث المصري الذي ينبغي الحفاظ عليه18 ويعتبر الإنشاد روح الرقصة مثل إنشاد الشيخ عصام البهتيمي منشد فرقة التنورة 47 عام والذي بدأ الإنشاد عبر الموالد منذ 18 عاما ولعل أهم شروط المنشد الأساسية الحنجرة القوية والإحساس العالي باللحن والكلمات وهذا الإحساس يقود بدورة الراقصين إلى أعماق الحالة الصوفية فيأتي آداؤهم أكثر إبداعا وقد اعتاد المنشد منذ القدم ارتداء زيه الشعبي فصار جزءا لا يتجزأ منه ويتكون من جلابية سوداء ذات أكمام واسعة " كاكولا " إضافة إلى القفطان والكوفية وبهذا الزي وبالكلمات التي تثني على الله وتمدح الرسول وبصوته المؤثر صار المنشد عنصرا أساسيا في أي فرقة ويمكن اعتباره روح الرقصة التي لاغنى عنها19 ولقد افتتح في متحف ليتون هاوس بلندن مهرجان النور الفني الذي عرض أعمالا فنية مختلفة من منطقة الشرق الأوسط وكانت رقصة التنورة الشعبية من أبرز سمات ليلة الإفتتاح واستمر المهرجان ثلاثة أشهر وتضمنت فعالياته عروضا لفنون وثقافات من المنطقة وأضفى راقص التنورة شفيق إبراهيم بهجة على الحاضرين بمهارته في الدوران بملابس الرقص التقليدية للتنورة وقال أن المتحف يمثل بالنسبه له فرصة حقيقية لعرض موهبته. في الوقت نفسه قام عازف الناي بول تشينور بالعزف إلى جانب اثنين من الموسيقيين هما خالد حكيم على الطبلة وليني تشارلز على الإيقاع في عرض اعتبر إيذانا بإطلاق المهرجان وقال تشينور إن الموسيقى العربية كان لها تأثير كبير على عمله20 .

ملهمة السينمائيين

كما كانت التنورة منبعا للإلهام السينمائي خاصة في فيلم " ألوان السما السبعة "ولم يتخيل السينمائيون أن يثير العرض الاهتمام ليس فقط بشخوصه وأسلوب كتابته السينمائية التي وصفها النقاد بالرائعة ولكن أيضا براقص التنورة الذي يعرفه المصريون جيدا في موالدهم الشعبية منذ زمن بعيد ويسعى السائحون لرؤية الرقصة كلما سنحت لهم الفرصة وتروي قصة الفيلم حياة اثنين أحدهما (بكر) راقص التنورة الذي يجسد دوره الفنان فاروق الفيشاوي والذي يريد أن ينسى ماضيه الذي اعتاد فيه العيش على أموال العجائز فنجده يدور بشدة في رقصته وكأنه يريد التحليق في الهواء بينما الشخصية الثانية في الفيلم (حنان) التي تجسدها الفنانة ليلي علوي التي تريد هي الأخرى التخلص من ماضيها كعاهرة بالهجرة لحياة جديدة وقبل سفرها تقودها الأقدار لمشاهدة راقص التنورة الذي تشعر معه برغبتها في التحليق هي الأخرى والانفصال عن العالم المحيط بهما ويؤكد سعد هنداوي مخرج الفيلم أنه أراد أن يقول من خلال الفيلم أن البعض منا قد يسعى للتخلص من أعبائه وهمومه بالتحليق الروحي في السماء كتنورة هذا الراقص ولا تنفصل هذه الفكرة كثيرا عن واقع ذلك الفن الشعبي الذي يرتبط في التراث بفلسفة تعتمد على قيام الراقص بحركات دائرية تنبع من مفهوم أن الحركة في الكون تبدأ من نقطة وتنتهي عند ذات النقطة ولهذا تأتي دائرية وأيا كانت فلسفة التنورة وجذورها إلا أن الروح المصرية الشعبية نجحت في إضفاء حالة خاصة عليها تتضح معالمها في تنوع الإيقاع الذي يدور به الراقص من البطئ للمتوسط حتي يصل لأقصى سرعة وما يزيد من ثراء العرض وتشويقه تنوع الألوان التي تجمع بعض ألوان قوس قزح والذي اشتق الفيلم إسمه منه كما تدور الكلمات المغناة في تلك الرقصات حول فيلم الصداقة والسلام والحكمة وعلاقة الإنسان بالكون والحياة فبدأ الفيلم بأبيات شعرية لجلال الدين الرومي يقول فيها : " لقد سما الجسد الترابي من العشق حتي الأفلاك وحتي الجيل بدا في الرقص وخف " كتبت السيناريو زينب عزيز ولقد أكدت الناقدة خيرية البشلاوي إبداع الفنان فاروق الفيشاوي في تجسيد شخصية راقصي التنورة التي لم يسبق لأحد تقديمها في عمل سينمائي كما شد انتباه الكثيرين لذلك الفنان الذي يقدم فنا تراثيا لا يشاهده الكثيرون ومعظم جمهوره من الأجانب والسائحين21 ويسعى كثير من الشباب في مصر لتعلم رقصة التنورة التي أصبحت من أهم الرقصات اليوم وجزءا لا يتجزأ من الأجواء الدينية المصرية الرمضانية فضلا عن قيمها التشكيلية في قالب الفن الشعبي الذي يقوم أصلا على المهارة الحركية بالدوران الذي لا يتوقف لراقصي التنورة ليتخفف من ضغوط الحياة ويبلغ عنان السماء والآفاق الروحية العليا  .

 

المراجع

1: سمير جابر – الرقص الشعبي في مصر – أطلس الفنون الشعبية المصرية – الهيئة العامة للاستعلامات وزارة الاعلام المصرية – 1994م – ص149.

2:  امل الجمل – اللفيف يختفي بالكون – موقع:

 http://doc.aljazeera.net 

3:  نسرين عبدالوهاب – الخيامية العزف علي القماش – جريدة الأسبوع القاهرية – العدد 696 – 30/8/2010م – 20 رمضان 1421 هـ - ص20 .

4:  رقصة التنورة فلكلور شعبي – مقال بموقع:

http://formum.gamalat.com

5:  سنية خميس – الزي التقليدي المؤدي رقصة التنورة في مصر – نشرة المأثورات الشعبية – المجلد 13 – العدد 51 -52 – الدوحة – 1998م .

6:  رقصة التنورة فن مصري جميل – مقال بموقع:

http://secular-civil-egypt.blogspot.co 

7:  رقصة الفلامنكو – جريدة الفنون  - العدد 90 – المجلس الوطني للثقافة والفنون – الكويت ص26

8:  رقصة التنورة في هاواي – مقال بموقع:

http://vb.arabseyes.com 

9:  سمير احمد عطا – ملوك هاواي – تحقيق بمجلة الفيصل – العدد 406 – ابريل 2010م – دار الفيصل الثقافة – الرياض – ص81 .

10:  محمد عبدالسند – رقصة التنورة منشا هاديني – جريدة الوقت اللبنانية – العدد 325 الخميس 22 ذو الحجة 1427هـ - 11 يناير 2007 – ص12

11:  محمد محمود فايد – العلاج بالزار الوهم والحقيقة – المجلة العربية – العدد 414 – يونيو 2011م – الرياض – ص122

12:  د/ مصطفي عابدين – رقصات تجسد تاريخ وتراث الاسكندرية – مجلة الحياة الثقافية – عدد 11/5/2011م وايضا موقع:

http://aljayatcultural.com 

13:  مني محمد – رقصة التنورة بين احياء التراث وروعة الابداع – جريدة اليوم السابع – عدد يوم الثلاثاء 14 سبتمبر 2010م – ص8 وايضا احمد الهواري – موقع وكالة الابناء الكويتية (كونا .

14:  رقصة التنورة رؤية صوفية – مجلة مصر – العدد 41 صيف 2006م .

15:  الموقع الالكتروني للقناة:

 http://www.Mbc.net

16:  سهي علي رجب – التنورة أكثر الرقصات جمالا وتعقيدا – جريدة القاهرة – 24/7/2007م – وزارة الثقافة المصرية – ص16

17:  محمد عادل – رقصة التنورة بموقع:

 http://anbaamisr.com

18:  محمود متولي – رقصة التنورة الأكثر حضورا في الخيام الرمضانية:

http://mag.chatluae.com         

19:  رقصة التنورة في الدولة الفاطمية:

http://ar.wikipedia.org 

20:  رقصة التنورة تفتتح مهرجان النور النفي بلندن – 4/9/2010:

http://www.elnashrafan.com 

21:  محمود التركي – فيلم الوان السما السبعة – مقال بموقع:

http://aawsat.com 

 

أعداد المجلة