فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
21

الملابس التقليدية للمواليد في مكة المكرمة «الطفولة المبكرة»

العدد 21 - ثقافة مادية
الملابس التقليدية للمواليد في مكة المكرمة «الطفولة المبكرة»
كاتبة من السعودية

تعد الملابس وتزيينها أحد فروع التراث المادي التي تعكس حضارات الأمم، وتعبر عن القيم الإنسانية للمجتمع، ومدى حب الإنسان الفطري للجمال والزينة، ومن خلال تلك الملابس يمكن معرفة نوع الحياة التي كانت تمارسها المجتمعات المختلفة. ومن الملاحظ أنه تمَّ فَقْد بعض القيم التراثية لبلادنا وطمس معالمها، أو استبدالها بثقافة أجنبية؛ نتيجةً للانفتاح الكبير على العالم الخارجي والتطور العصري السريع لمواكبة الحضارة، والذي طرق جميع مجالات الحياة، ومنها صناعة الملابس وتزيينها.

وتؤكد ذلك صفية بن زقر (Zagr1979:9-11) أن التطور الحضاري السريع حطم العادات والتقاليد الملبسية المحلية.

ويمكن تقدير الفرق بين الحاضر والماضي من قبل الذين عاشوا في الماضي والحاضر. والذين بإمكانهم أن يسردوا للجيل الجديد ما وجد في الماضي من تقاليد ملبسية ونحوها. مما يسمح للصغار؛ المحافظة على ارتباطهم بالماضي.

من هنا تبرز مشكلة البحث؛ التي تستدعي منا السعي المستمر للحفاظ على تراثنا المادي، من خلال توثيق ذلك الجزء من تراثنا ما أمكن. على أن يتم ذلك وفق أسس علمية صحيحة.

 

أهمية البحث:

إن عدم الحفاظ على الملابس التقليدية والاهتمام بدراستها سيؤدي حتماً إلى ضياع جزء من تراثنا العريق، واختفائه من صفحة التاريخ. ومن هنا تبرز أهمية البحث في توثيق ملابس المواليد  التقليدية، والعادات والتقاليد الخاصة بمناسبات المواليد؛ من أجل الحفاظ على ذلك الجزء من التراث قبل اندثاره لمن يلينا من الأجيال. كذلك إمكانية الاستفادة منه في مجال التعليم كمادة علمية من الناحية النظرية والتطبيقية، وأيضاً في الأبحاث المستقبلية.

 

تساؤلات البحث:

1. ما المناسبات المتعلقة بالمواليد والعادات والتقاليد المصاحبة لها؟

2. ما مكونات الملابس التقليدية للمواليد الذكور والإناث ؟

3. ما المكملات المرافقة لملابس المواليد؟

4. ما الخامات والأساليب التي استخدمت في زخرفة تلك الملابس ومكملاتها؟

 

أهداف البحث:

يهدف هذا البحث بصفة رئيسة؛ إلى إلقاء الضوء على الملابس التقليدية للمواليد في مكة المكرمة، والتقنيات التي كانت تنفذ بها، وذلك من خلال تحقيق الأهداف التالية:

- التعرف على المناسبات المتعلقة بالمواليد والعادات والتقاليد المصاحبة لها.

- جمع وتسجيل الملابس التقليدية للمواليد الذكور والإناث.

- التعرف على المكملات المرافقة لملابس المواليد.

- حصر الخامات والأساليب التي استخدمت في زخرفة تلك الملابس ومكملاتها.

 

منهج البحث:

سوف يتبع في هذا البحث المنهج التاريخي الوصفي، وهو يعتمد على دراسة الماضي للإفادة منه في الحاضر عن طريق إيجاد الروابط بين الظواهر الحالية والظواهر الماضية، ورد الظواهر الحالية إلى أصولها التاريخية. من خلال الوصف الدقيق للدلائل المتبقية والمحفوظة من الماضي. وقد وضح الجوهري (1988: 19) أهمية الاتجاه التاريخي في دراسة التراث الشعبي، باعتباره ركناً أساسياً من أركان الدراسة الفولكلورية.

 

حدود البحث:

الحدود الجغرافية:

يغطي البحث مدينة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية.

 

الحدود الزمنية:

يمكن الحصول على معلومات ترجع إلى فترة زمنية تقدر بمائة سنة ماضية؛ عن طريق العينة البشرية والمادية.

 

الحدود البشرية:

يغطي البحث المرحلة العمرية من المهد إلى مرحلة ما قبل المدرسة أي الخمس سنوات الأولى من العمر.

 

عينة البحث:

- العينة البشرية:

سوف يتم اختيار أفراد العينة بطريقة قصدية، للحصول على معلومات البحث من المصادر الأولية. وسيتم اختيارهم اختياراً حراً من الشهود الذين عاصروا موضوع الدراسة، أو ممن اقتنوا قطع الملابس التقليدية، أو لديهم الخبرة في تنفيذ وتزيين تلك الملابس التقليدية الخاصة بالمواليد في مكة المكرمة. أما المعلومات الثانوية فسيتم الحصول عليها من خلال الدراسات السابقة المتعلقة بموضوع البحث.

 

- العينة المادية:

هي الملابس التقليدية ومكملاتها للمواليد والتي سيتم توثيقها من حيث: دراستها، وتصويرها، وعمل الرسوم التوضيحية لها للتمكن من إعادة تنفيذها.

 

أدوات البحث:

الاستبانة:

أداة علمية تستخدم لجمع البيانات الخاصة بالبحث، وستستخدم الاستبانة المفتوحة للحصول على أكبر قدر من المعلومات وعلى أدق التفاصيل الممكنة. وسيتم تقسيمها لعدة محاور تبعاً لمتطلبات البحث.

 

المقابلات الشخصية:

تعتبر أداة مهمة للحصول على المعلومات البحثية؛ وتعد استبياناً شفوياً لجمع معلومات تفوق في أهميتها المعلومات التي يمكن الحصول عليها من خلال الأدوات الأخرى.

التصوير الفوتوغرافي والتسجيل الصوتي:

يعدان من أهم الوسائل في توثيق المعلومات؛ إذ أن التصوير الفوتوغرافي ينقل لنا صورة طبق الأصل عن الحقيقة، ويصف بدقة متناهية ما قد تعجز الكلمة عن وصفه. ويؤكد يونس (1977: 17) أهمية استخدام أجهزة التسجيل البصري، والسمعي في مجال التراث الشعبي لما لهما من القدرة على تسجيل الظواهر والأشكال بأمانة ودقة بالغة، تمنع من التغير، أو الانقراض.

 

الرسوم التوضيحية:

تستخدم لرسم أشكال القطع الملبسية، مع توضيح أماكن التطريز؛ بواسطة برامج الحاسب الآلي، مما يسهل إمكانية إعادة تنفيذها.

 

الأساليب الإجرائية:

في هذه الدراسة سيتم التعرف على المناسبات المتعلقة بالمواليد والعادات والتقاليد المصاحبة لها، أيضاً جمع المعلومات عن الملابس التقليدية للمواليد الذكور والإناث من خلال المقابلات الشخصية والاستبانة المعدة لذلك. أيضاً سيتم حصر المكملات والخامات والأساليب التي استخدمت في خياطة وزخرفة تلك الملابس، ومن ثم سيتم تفريغ الاستبانات وتجهيز الرسوم التوضيحية، وتصوير القطع الملبسية وتجميع الصور الفوتوغرافية الخاصة بالملابس، ثم تصنيف وتوثيق تلك المعلومات التاريخية تبعاً للطرق الصحيحة للأبحاث العلمية.

 

المصطلحات:

التقليدية:

تقليد مفرد تقاليد وهي العادات المتوارثة التي يتناقلها الأفراد عبر الزمان. وقد أكد سعفان (بدون: 275)أنها         ذكريات الماضي والتجارب التي يرثها الخلف بعد السلف جيلاً بعد جيل.

 

الملابس التقليدية:

وضحت ليلى البسام (1988: 17) أنها الملابس المتناقلة عبر الأجيال والتي تميز شعب عن غيره. والمقصود  في البحث ملابس المواليد التراثية.

المواليد:

المقصود بهم الأطفال الذكور والإناث من لحظة الميلاد وحتى سنتين.

 

الطفولة المبكرة:

المقصود بهم الأطفال الذكور والإناث من ثلاث سنوات وحتى خمس سنوات «مرحلة ما قبل المدرسة».

 

الآغا:

يطلق على الخصي وجمعها أغوات, وهم مختصون بخدمة المطاف والعناية به.

 

الخيوط المعدنية:

بَيَّنَت Pyman (1983): 2-3 أن الخيوط المعدنية متنوعة، فمنها: المبرومة، والمجعدة، والمنسوجة، والقيطان، وقد تكون جميع تلك الخيوط طبيعية، أو صناعية، رفيعة، أو سميكة. وهناك نوع مسطح وقاس من تلك الخيوط، وهو شديد اللمعان. وتعرف في منطقة البحث بالكنتيل والتلي.

 

الدراسات السابقة:

الدراسات السابقة في جميع أنحاء العالم فيما يختص بالملابس التقليدية للمواليد؛ تكاد تكون نادرة خصوصاً في البلاد العربية وعلى وجه التحديد في المملكة العربية السعودية. وما وردنا من دراسات يكاد يصف العادات والتقاليد فقط؛ ولا يصف التفصيل الدقيق لتلك الملابس من حيث المقاسات والموديلات وكيفية التنفيذ, على الرغم من ذلك فإن المراجع الأجنبية زاخرة بالصور أو الرسوم الملبسية لأحقاب زمنية قديمة، وقد تمكن Klepper
(1:1990) من تقديم الأزياء التاريخية عبر العصور بأدق التفاصيل بدءاً من القرن الأول بعد الميلاد وحتى القرن العشرين، من خلال 1400 رسم من الرسوم التوضيحية بدءاً من نبلاء الرومان إلى العهد الفيكتوري، ومن عهد الملكة إليزابيث وحتى عهد الجاز بطـــــــريقة متســـــــلســلة.  كمـــــا تمكـــــــن (2004: 210) Wilcox  من مسح شامل لتطور الملابس في الأمريكتين، وقد ركز هذا الكم الغزير من الرسوم التوضيحية على أكثر من 500 سنة من الأنماط الملبسية، بدءاً من جلود الحيوانات البالية في القرن التاسع إلى البدل المصممة لكلا الجنسين في منتصف القرن العشرين.

تفتقر الدراسات الملبسية العربية إلى الصور أو الرسوم الملبسية التقليدية خصوصاً للنساء والفتيات لأسباب منها: العادات والتقاليد التي تمنع الفتاة من الخروج من المنزل منذ الثامنة في العمر، عدم توفر صور شخصية للأفراد في الفترة الزمنية للبحث لنفس السبب السابق إضافة إلى أنه لم يكن هناك سوى شخصين ممن كانوا يقومون بمهنة التصوير ويؤكد ذلك كل من مرزا و شاوش (2011، 154) حيث وضحا أن المصوراتية المحليين حتى منتصف القرن الرابع عشر كانت أسماؤهم كالتالي: شفيق بن محمود عرب قرلي، أحمد صبري بن عبد الله بشناق، وأخوه الأصغر جميل بشناق. كل تلك الأسباب أدت إلى ندرة الصور والرسوم التي توضح الملابس التقليدية.

 

ملابس المولود:

وضح (Wilcox (2004:189 يتكون جهاز المولود في القرن التاسع عشر من رداء، وشلحة تحتية من الشاش، وقميص داخلي من الصوف، وقبعة للرأس، ورداء خارجي من القطن أو الصوف. أما روب الطفل فلا يقل طوله عن أربعة أقدام، وتزين أطراف جميع القطع بالدانتيل وتطرز بالتطريز اليدوي الراقي. وكان لون رداء التعميد اللون الأزرق الشاحب للفتيان والوردي الباهت للفتيات. أما حمامي (1971: 97) فقد وضح أن الوليد في سوريا ينتقى له الجديد من الثياب البيضاء عموماً، وقد يخصص اللون السماوي للذكر والزهري للأنثى. وذكرت Ross     

(1985:59) أن الأطفال العرب حتى قريباً كانت ملابسهم تنفذ من أقمشة مماثلة للشاش والذي يقوم بشرائه الوالد كعادة متعارف عليها حالما يثبت حمل الزوجة، وقد كان من المتعارف عليه أن الأم تخيط جميع الملابس؛ إلا أن هذه العادة توقفت بسبب توفر الملابس الجاهزة. وذلك من المؤسف لأن قماش الشاش من أفضل الأنواع ملاءمة للمناخ الحار.بسبب مقدرته على امتصاص العرق. في حين ذكر قزاز (1994: 48) أنه من وقت لآخر تشترى هندازة أو اثنتان للكوافل والحفاضات مع قليل من الشاش والقطن. كما وضحت الشافعي(2002، 36) أن الاحتياجات الملبسية للأطفال في مرحلة المهد متعددة ومنها: القميص وحزام المولود والحفائض والسروال النايلون، والجلباب، والسلوبيت «الأوفورول». بالإضافة إلى المكملات الملبسية مثل القبعة والميدعة والجوارب والأحذية.

العادات والتقاليد المتعلقة بمناسبات المواليد:

تتشابه بعض الممارسات المتعلقة بالمواليد لدى الشعوب المختلفة إلى حد كبير في كثير من أنحاء العالم، ومن تلك العادات ما يختص بطريقة لف المواليد والمعتقدات المتعلقة بذلك؛ فقد ذكر

xocliW (4002: 481-581) أن عادة تقميط الرضع استمرت لفترة طويلة حتى القرن الثامن عشر. أيضاً كان للرضيع زي مكون من مجموعة متكاملة من الملابس تخصص لمراسم التعميد ثم يرتدى الزي في جميع المناسبات الأخرى. وكانت تلك الملابس تنفذ بدقة فائقة، وكان اللون الأصفر هو اللون التقليدي لتنفيذها. كما كانت تطرز بخيوط الحرير أو القصب الذهبي للأغنياء. ويتابع  الكاتب أن غطاء الرأس من الكتان يرتدى دائماً في فترة العصور الوسطى داخل وخارج المنزل؛ لأنه يعد من الحكمة إبقاء رأس المولود مغطى، وهذا كان الاعتقاد السائد لدى الكبار لعدة قرون. وقـــد ذكرت (Ross 1985: 59) أن من العادات والتقاليد لف الرضع بالملف طوال الثلاثة الأشهر الأولى بحيث توضع اليدان إلى جانبي المولود أو توضع على صدره ثم تثبت اللفة بحيث تكون القدمان متقاربتان في منطقتي الركبة والكعب، وتتابع أن لف الطفل بتلك الطريقة في المعتقدات الأوربية يعد عادة متوارثة وقديمة جداً وهي تشعر المولود بالاطمئنان أكثر عند النوم. كما أكد ذلك كل من البسام (1992: 10) والعجاجي (2012: 11) أن المولود في نجد وبادية نجد يوضع في وسط «المهاد» اللفة؛ المنفذة من بقايا قماش المشالح الصوفية القديمة، ثم يلف المولود بالجهة اليسرى ثم اليمنى ويربط بحبل طويل يسمى سباق، ويلف حول الفخذين والساقين عدة لفات وتشد بحيث يصبح ذلك الجزء من الجسم صلباً ومستقيماً، والمعتقد في ذلك أنه يحفظ سيقان الطفل من الاعوجاج ويجعله يستغرق في النوم.  وقد وضح قزاز (1994: 48) أن الكوفلة كانت تستخدم لضم جسم المولود في الثلاثة الشهور الأولى بحيث تلف من عنقه وحتى أخمص قدميه.

 

التسمية والسابع:

وضحت إقبال عطار (2010: 140) أن تسمية المولود في مكة تكون في اليوم السابع من ولادة المولود ويرتدي المولود ثوب مزركش، وينام على فراش مطرز بالقصب، ويحمل من قبل النساء إلى سطح المنزل، وينشد الأطفال وهم يحملون الشموع، وتوزع حلوى البتاسا والشريك، وتقدم الهدايا للمولود من قبل الحاضرات. ثم يحمل المولود إلى حيث يجلس الرجال وتتم عملية التسمية. وأكد ذلك رفيع (1981: 92) بقوله: يسمى المولود في اليوم السابع من ميلاده، كما يقام حفل السابع، ويدعى لفيف من أطفال الأقرباء والجيران فيحملون الشموع، ويحمل المولود بما أعد له من ملابس على مرتبة مزينة ومزركشة، صعوداً وهبوطاً إلى سطح الدار وإلى أسفله وهم يهزجون: يا رب يا رحمن بارك لنا في الغلام وإذا كانت أنثى يا مالك البرية بارك لنا في البنية. بعد ذلك يعاد الطفل إلى المجلس ليسمى، ويرفد ممن حضر التسمية من الأهل والأصدقاء، وتوزع على كل طفل شريكة وقطعة من حلوى البتاسا. ويوضح قزاز (1994: 49) أن التسمية تقام بعد الولادة حيث يأتي الأهل والأقارب مباركين ويصطحبوا معهم الهدايا من الذهب أو الغوازي أو فستان أو بدلة للولد لأنها كانت متوفرة في ذاك الزمان.

 

الذهاب للحرم:

وضح رفيع (1981: 93) إن الطفل عندما يتم أربعين يوماً؛ يحمل بما أعد له من ملابس أنيقة، على مرتبة مزركشة ويغطى وجهه بغطاء خفيف من الحرير، تحمله أمه وبعض أقاربها إلى المسجد الحرام، فإذا وصلوا به إلى صحن المطاف تلقاه أحد الأغوات وحمله إلى عتبة باب الكعبة المشرفة، وتركه بضع دقائق ثم يرده إلى ذويه، فيقدم إلى الآغا مبلغاً من النقود.

 

الختان:

بين رفيع (1981: 94) إن الختان يسمى «طهار» وقد كان الطفل في الماضي يطهر في سن بين الثانية والخامسة من العمر، وقبل يوم الختان يجمل الطفل بالملابس الزاهية ويرتدي عقالاً مقصباً، ويحمل على حصان ويطاف به في الشوارع العامة وذلك للأعيان والوجهاء والأثرياء، وفي صباح اليوم التالي يحضر الخاتن «المطهر» ليتم العملية، ويحضر لفيف من الأقرباء ويصنع لهم فطور من العريكة. وقد وضح مغربي (1982: 163) أن المزين هو الذي يتولى طهور الأولاد ويتم ذلك في الثالثة أو الرابعة من العمر. ويجتمع والد الطفل وأعمامه وغالباً يتم الطهور لعدة أولاد في العائلة. فإذا تمت العملية قدمت لهم الهدايا. بينما ذكرت إقبال عطار (2010: 140) أن ختان الصبي في مكة يتم بعد أربع أو خمس سنوات وقد يكون بعد سنتين  ويتم إلباس الطفل ملابس زاهية، ويتم الطهور من قبل شخص يقال له «المطهر» وبعد عملية الطهور يتم إفطار الحاضرين من الأقرباء وتقدم لهم العريكة واللدو واللبنية والهريسة. وقد ذكرت باغفار (1987: 102) أن الطفل في جدة يطهر في عمر ثلاث أو أربع سنوات ويقوم بالعملية المزين أو الحجام، ثم يقام له حفل غداء. بينما وضح حمامي (1971: 97) أن الطفل في سوريا يلبس في يوم الختان «قفطاناً» حريرياً أبيض يرتدى من فوقه برنس أبيض من الحرير الأطلس دون أي لباس داخلي، وتعلق في عنقه صرة من الكمون لئلا تؤثر فيه الروائح المختلفة، كما يرتدي على رأسه طربوش يزين بالحلي والمجوهرات، ويلبس في قدمه جورب وحذاء من اللون الأبيض. ويتابع أن للمختون مشية خاصة به، فهو يسير ببطء مباعداً بين قدميه عن بعضهما، ويشد بطرف ثوبه إلى الأمام ليتفادى تماسه مع موقع الجرح، وقد يولم عند الختان وتقدم الهدايا وتقوم الأفراح سبعة أيام بلياليها.

 

مكونات ملابس المولود

«الإناث والذكور»

تمهيد:

يتم التجهيز لملابس المولود في الأشهر الأولى مباشرة عند ثبوت الحمل وذلك بسبب عدم توفر الملابس الجاهزة مما يستدعي خياطة جميع احتياجات المولود. تخاط الملابس فضفاضة بحيث تغطي احتياجات نمو الطفل لفترة طويلة قد تصل إلى عام كامل. ولا يوجد فرق في الملابس سواء كان المولود ذكراً أو أنثى إذ تخاط لهم نفس الملابس من نفس نوع القماش من اللون الأبيض دون فرق في طريقة التفصيل أو الخياطة. ولا يقتصر التطريز على ملابس الإناث دون الذكور إنما يتم التفريق بينهما باستخدام الخيوط من اللون الأزرق للذكور ومن اللون الزهري للإناث. ويمكن تقسيم الملابس إلى التاالي:

أغطية الرأس، الملابس الداخلية، الملابس الخارجية، مكملات الملابس. وغالباً تقوم الأم بالخياطة والتجهيز للمولود بمساعدة الجدة أو الأخت. وعادة يتم شراء طاقة من قماش الزبدة أو نحوه تبعاً للرغبة, لخياطة جميع احتياجات المولود من الكوافل والقمصان والأرواب ونحو ذلك، ويتم تجديدها كلما اقتضت الحاجة لذلك.

 

أولاً : أغطية الرأس:

تتعدد الأغطية التي تستخدم لتغطية الرأس، وهي كالتالي: البخنق والعصابة، الكوفية. غطاء الوجه.

 

البخنق:

يستخدم فقط للرضع والمواليد حديثاً حتى الشهر الرابع تقريباً، ويثبت بالعصابة. ينفذ من قماش الأرجنزا من اللون الأبيض. يزين في السابع أعلى الرأس على شكل قبلة وكذلك أطراف البخنق إما بالكتابة على الرأس وعلى الجنب « الله، ما شاء الله»,  أو يزين بعرق شجر، من خيوط الكنتيل والقصب المعدنية من اللون الذهبي «الأحمر» أو الخرز والترتر، أو اللؤلؤ. بينما بخنق الاستعمال اليومي ينفذ من قماش البوال من اللون الأبيض أو الزهري أوالأزرق تبعاً للرغبة، البخنق عبارة عن قطعة مستطيلة (50 سم × 35 سم) تثنى عرضياً من منتصفها، ثم تخاط من إحدى الجهتين مع ترك مسافة تسمح بمرور الوجه، يصل البخنق في طوله إلى الكتفين ويمتد طرفه المستقيم من الخلف قليلاً على الظهر. لإنهاء البخنق تثنى أطرافه بالمكنة، أو باللقطة التركي. يزين البخنق أحياناً بالتطريز بالخيوط الحريرية أو القطنية من اللون الأبيض أو الزهري أو الأزرق. على الركنين على شكل «عرق شجر». صورة رقم (1), (2) رسم رقم (1)

 

العصابة:

تستخدم العصابة لتثبيت البخنق, وتنفذ بعدة طرق, غالباً من قطعة مربعة (30×30سم) من قماش الشاش الأبيض أو الزبدة، تطوى عدة طيات بشكل قطري؛ ثم توضع على الجبهة وتلف من الأمام للخلف ثم إلى الأمام مرة أخرى. وقد تعقد من الأمام تبعاً لنوع القماش. لإنهاء العصابة تثنى جميع أطرافها ثنية رفيعة بالمكنة. وتنفذ العصابة في السابع من قماش الستان. وتزين بالكتابة بالتطريز « الله، «ما شاء الله»، أو بشكل هلال أو نجمة. إما بخيوط الكنتيل والقصب المعدنية من اللون الذهبي «الأحمر» أو بالخرز والترتر، أو اللؤلؤ الصناعي. صورة رقم (3) رسم رقم (2)

 

الكوفية:

وهي مماثلة تماماً لكوافي المولود المعاصرة، وتستخدم في الجو البارد، وتفصل بعدة طرق:

الأولى: تفصل من قطعة مستطيلة (بطول 30سم × عرض 10سم). تحيط بجانبي وأعلى الرأس، ثم يضاف إليهما قطعة مربعة تغطي خلف الرأس، وتثبت شريطتان في ركني الكوفية. تزين الكوفية إما بالكلفة، أو بالتطريز، بالخيوط الحريرية أو القطنية البيضاء اللون أو الملونة، على شكل «عرق شجر» أو غير ذلك.  صورة رقم (4) رسم رقم (3)

الثانية: تفصل على شكل دائرة قطرها (30سم) تقريباً. يثبت بالمحيط الداخلي شريط مطاط للزم, ويضاف إلى المحيط الخارجي كلفة من الركامة للزينة. صورة رقم (5)

الثالثة: تنفذ بإبرة الكروشيه بخيوط الحرير على شكل دائرة, ثم تبطن بقماش اللاس ويثبت بالمحيط الداخلي شريط مطاط للزم, ثم تزين بالكنتيل والترتر. صورة رقم (5)

 

ثانياً: الملابس الداخلية:

قميص الشاش, حزام الصدر,حزام «السرة», الحفاضة, الملف الداخلي, الكوفلة, الكنار.

 

قميص الشاش  للمولود:

يعرف حالياً ب»الفنيلة» وهو القطعة الأساسية الملاصقة للجزء العلوي الجسم، ينفذ من قماش الزبدة أو البوال الأبيض. للقميص حردة رقبة دائرية تنتهي بفتحة صغيرة من الأمام، تغلق بشريط. وللقميص أكمام قصيرة تثبت في البدنة بزم بسيط أو بدون زم، وفي بعض الأحيان يكون الكم متصلاً بالقميص بدون خياطة (جابونيز) ويصل القميص في طوله حتى الثلث العلوي من الفخذ. ويستخدم البييه أو السجاف في إنهاء الفتحات. أما الطرف السفلي فيثنى ثنية رفيعة بالمكنة. صورة رقم (6)

 

حزام الصدر:

حزام مستطيل من قماش الشاش تبرم أطرافه، يستخدم أحياناً من قبل البعض بغرض حماية جسم المولود من الالتواء «الْمَشْعَة» ويلف حول جسم المولود على منطقة الصدر، وقد يستخدم لمدة عام كامل تقريباً.

 

حزام «السرة»:

قطعة مربعة (50×50سم) من قماش الشاش الأبيض أو الزبدة، يجهز الحزام بطيه عدة طيات بشكل قطري بحيث توضع بداخل الطية من المنتصف قطعة نقدية معدنية. يلف من الأمام للخلف ثم إلى الأمام مرة أخرى وقد يعقد. وسبب إضافة القطعة النقدية: منع بروز السرة. ويتم استخدام حزام السرة حتى الشهر الثالث من العمر, أما في حالات الفتاق يستمر استخدام الحزام حتى تمام العام الأول أو إلى حين الشفاء. وتستخدم ثنية رفيعة بالمكنة.لإنهاء جميع أطراف الحزام.

 

الحفاضات «حفايض»:

الحفاضة القطعة الأولى والرئيسة التي تستخدم لامتصاص البلل؛ حيث لم تتوفر الحفاضات في القدم، وإنما كانت تُفَصَّلْ من قماش القطن أو الدوبلين أو البفتة أو الدوت على شكل مستطيل، تثنى جميع أطرافها ثنية رفيعة بالمكنة. تنفذ الحفاضة من قماش القطن الأبيض على شكل مستطيل (60×30 سم) يطوى بضع مرات عرضياً ليشكل لباده مستطيلة سميكة لامتصاص البلل. تثبت بلف الملف الداخلي فوقها. ويفضل البعض تثبيت الطية نهائياً بعد تجهيزها بالمكنة بغرز على بعد (0،5سم) من الأطراف، وذلك لتمييزها عن الملف ولسهولة الاستخدام. صورة رقم (7)

 

الملف الداخلي:

القطعة الثانية التي تلف على جسم الطفل وتساعد على تثبيت الحفاضة تنفذ من قماش القطن الأبيض على شكل مستطيل (60× 30 سم) تلف على الحفاضة حول الجزء السفلي للجسم من الخلف للأمام. وقد تقوم بعض الأمهات بتشميع الملف مما يمنع انتقال البلل إلى باقي الملابس. صورة رقم (7)

 

طريقة التشميع:

عرفت هذه الطريقة من قبل فئة قليلة جداً، حيث يتم شراء أقراص شمع العسل من العطار وتسيح على النار ثم تستخدم فرشاة لدهن الشمع على الملف، وبمجرد جفافه يصبح الملف قطعة عازلة للبلل مما يحافظ على جفاف باقي  القطع الملبسية من البلل.

الكوفلة:

القطعة الثالثة التي تلف جسم الطفل. تنفذ الكوفلة من قماش البيكا أو البوبلين القطني أو من الزبدة من اللون الأبيض على شكل قطعة مربعة (100×100سم)، وتثنى جميع أطرافها ثنية رفيعة بالمكنة. أما الكوفلة المستخدمة في المناسبات؛ تنفذ من قماش الستان أو الحرير من اللون الأبيض، وتثنى جميع أطرافها باللقطة التركي. وقد تزين أطرافها بالكلفة. أو بكرنيش مزموم من نفس القماش، وقد تبطن بالشاش لكي تثبت عند لف الطفل. كما قد تطرز في الأيام العادية بالخيوط الحريرية أو القطنية من اللون الأبيض أو الزهري أو الأزرق أو جميعهم بغرزة الكنوشة أو اللف وغير ذلك. أما في السابع تستخدم خيوط القصب الذهبية أو خيوط الكنتيل المعدنية أو الخرز واللؤلؤ في التزيين. وتكون الزخرفة نباتية على شكل مجموعة من الزهور في الركن الأساسي وقد يضاف إليه أفرع من الأوراق على طرفي الركن. صورة رقم (7), (8)

تعد الكوفلة أحد القطع الملبسية الداخلية أوالخارجية وذلك تبعاً لطريقة لفها على الجسم وتختلف طريقة لف الكوفلة تبعاً للعادات المتبعة في العائلة وتبعاً لوقت نوم المولود؛ حيث تستخدم الكوفلة النصفية عند ارتداء المولود للروب، أو  في أوقات النهار، بينما تستخدم الكوفلة الكاملة في الثلاث أو الأربع أشهر الأولى من عمر المولود أو عند النوم. وفيما يلي توضيح ذلك:

 

طريقة لف الكوفلة النصفية:

تلف حول جسم المولود مع ترك الرأس واليدين خارج الكوفلة. يثنى الركن العلوي «وترياً» ثم يوضع الطفل فوق الكوفلة بحيث يوضع جسم المولود على الطرف المثني، ثم يلف الركن الأيمن إلى جهة اليسار، ويحشر تحت جسم المولود، والطرف الأيسر إلى جهة اليمين وكذلك يحشر تحت جسم المولود، أخيراً يثنى الطرف السفلي المطرز إلى الأعلى ويثبت بمشبك. في هذه الحالة تعد الكوفلة من القطع الملبسية الداخلية، حيث يتم إلباس المولود «الروب» فوقها، وبذلك لا تظهر الكوفلة. صورة رقم (9)

 

الكنار:

شريط يستخدم لتثبيت لفة الكوفلة، ينفذ من قماش الزبدة بمقاس (2م ×4سم). ويزين فقط في مناسبة السابع بالخيوط المعدنية من القصب أو الكنتيل من اللون الذهبي «الأحمر», أما للاستعمال اليومي لا يزين. ويتم لفه حول جسم المولود من أدنى القدم إلى الأعلى أو بالعكس ويتم اللف بتعاكس الجزء الأيمن مع الأيسر بالتبادل وقد ينفذ ويزين بعدة طرق تبعاً للرغبة. صورة رقم (7) (10)

 

ثالثاً: الملابس الخارجية:

تقتصر علىالكوفلة الكاملة أو الروب, سواء للذكور أو الإناث.

 

طريقة لف الكوفلة الكاملة:

وهي بنفس مواصفات الكوفلة السابقة، ويكمن الاختلاف في طريقة إلباسها للمولود: حيث يثنى الركن العلوي «وترياً» ثم يوضع رأس المولود فوق الكوفلة على الطرف المثني وتمدد يديه إلى جانبيه، ثم يلف طرف الكوفلة الأيمن إلى جهة اليسار، ويدس تحت يد وجسم المولود، ويلف طرف الكوفلة الأيسر إلى جهة اليمين من جسم المولود، أخيراً يثنى الطرف السفلي المطرز إلى الأعلى ويثبت بمشبك. في هذه الحالة تعد الكوفلة من القطع الملبسية الخارجية، حيث لا يرتدى فوقها الروب. صورة رقم (10)

 

الروب:

يعد الروب القطعة الأساسية الخارجية، ينفذ لمناسبة السابع من قماش الستان أو الحرير أو الأورجنزا من اللون الأبيض، وتستخدم الفستة أو التنتنة بإضافتها لحردة الرقبة، وفي نهاية الكمين. وأحياناً تستخدم خيوط الكنتيل والقصب المعدنية أو الخرز والترتر، أو اللؤلؤ. في تزيين السفرة والجزء السفلي للبدنة. بينما ينفذ روب الاستخدام اليومي من قماش الزبدة أو البوال الأبيض السادة أو المطرز من أصل النسيج. وعموماً يتكون الروب من القطع التالية: السفرة «الروبة»، الجزء السفلي للبدنة، والأكمام.

«الروبة»: هي الجزء العلوي للبدنة وتكون متصلة من الأمام ومنفصلة من الخلف بمرد صغير، ويثبت بالمرد زرين أوثلاث للغلق. تعمل حردة رقبة دائرية بالسفرة، تنهى بالبييه «فتيل» أو بالسجاف. للروب أكمام طويلة أو قصيرة مزمومة من الأعلى حيث تتصل بالبدنة، كما تزم في نهايتها حيث تثبت في الإسورة. وقد تكون الإسورة «الكبك» على شكل فتيل أطول من محيط الإسورة بما يسمح بربطه للغلق، أو قد يكون أكبر قليلاً من محيط الإسورة وللغلق يثبت به زر واحد أو طقطق. أما الجزء السفلي للبدنة, ينفذ تقريباً على شكل مستطيل، يزم من الأعلى مكان اتصاله بالسفرة، ويصل الروب في طوله حتى نهاية القدمين أو أكثر تبعاً للرغبة. ويثنى ثنية عريضة بالمكنة أو باللقطة تبعاً للرغبة. قد تستخدم الفستة أو التنتنة في التزيين بإضافتها لحردة الرقبة، وفي نهاية الكمين. وأحياناً يستخدم التطريز اليدوي في تطريز السفرة والجزء السفلي للبدنة، وتتنوع أشكال الزخرفة والغرز ونوع الخيوط ولونها تبعاً للرغبة. إلا أن اللون الأبيض هو الأكثر استخداماً وقد يستخدم اللون الزهري أو الأزرق أو جميعهم. ومن الغرز المستخدمة غرزة الركوكو على الروبة فقط، أو بغرزة عش البلبل، أو الكنوشة. صورة رقم (11), (12), (13), (14), (15)

 

مكملات ملابس المولود

المريلة:

تخاط المريلة بحيث تكون دائرية أو مربعة وتستخدم بغرض حماية الملابس من الاتساخ أو البلل. صورة رقم (16)

 

غطاء المولود:

يستخدم كغطاء خارجي للمولود من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه لحماية المولود من الذباب والناموس. ينفذ من قماش التل أو الأورجنزا من اللون الأبيض وهو عبارة عن قطعة مربعة (100 سم × 100 سم)، تثنى الأطراف بالمكنة وتزين بكلفة من الدانتيل «تنتنة». أما في مناسبة السابع؛ يزين بنثر حبات من الترتر -المثبتة بالكنتيل- على مسافات متباعدة. صورة رقم (17), (18)

 

الطراحة والمخدة:

الطراحة عبارة عن مرتبة من  القطن وتشترى من (المنجد). وينفذ بيت الطراحة «المرتبة» من قماش الستان أو اللاس الأبيض أو الزهري أو الأزرق، يكون الجزء العلوي على شكل مستطيل (85سم × 55سم) أما الجزء السفلي فيتكون من مستطيلين يعلو أحدهما الآخر للسماح بتلبيس الطراحة، يخاط الجزئين العلوي والسفلي معاً مع إضافة كرنيش من الدانتيل بين الطبقتين على الأطراف للزينة. وقد تزين الطراحة بالتطريز الآلي بغرزة الحشو «اللف العريض» بالخيوط الحريرية السادة أو المموجة «أبروري» تبعاً للون قماش الطراحة، بأشكال مختلفة. أما في مناسبة السابع؛ تزين الطراحة تبعاً للروب وذلك باستخدام خيوط الكنتيل والقصب المعدنية من اللون الذهبي «الأحمر» أو الخرز والترتر، أو اللؤلؤ، على شكل أشجار موزعة على الأطراف فقط فيما عدا موضع المخدة. وهناك من يقوم بتنفيذ الطقم كاملاً لدى الخياط وفي هذه الحالة تستخدم غرزة الحشو الآلي من خيوط القصب الذهبية. كما قد تنفذ الطراحة من قماش القطيفة الفاخر من اللون الأحمر وتطرز بالقصب. صورة رقم (18), (19)

 

المخدة:

تنفذ بيت المخدة من قماش الستان أو اللاس الأبيض أو الزهري أو الأزرق وتكيس بغطاء مستطيل من قماش القطن الأبيض بحيث ينهى طرفيه بالفستة، ويظهر طرفي المخدة من الجانبين، كما قد تنفذ كاملة مثل الطراحة, وتزين المخدة تبعاً للطراحة وذلك باستخدام خيوط الكنتيل والقصب المعدنية من الخرز والترتر. على شكل أشجار موزعة على طرفي المخدة فقط، أو بكتابة «ما شاء الله» أو «تبارك الله». صورة رقم (18), (19)

 

الجوارب:

تنفذ من الكروشيه وتزين أطرافها بالترتر والكنتيل. أو تشترى من السوق. صورة رقم (20)

 

المناسبات المختلفة للمواليد

تعددت المناسبات التي تقام احتفاءً بالمولود, وقد تقام جميعها أو  بعضها تبعاً للأهمية, ومن تلك المناسبات: التسمية المبدئية ، السابع، الرحماني، التسمية النهائية, الختان للأولاد، ثقب الأذن للبنات, الذهاب للحرم.

 

التسمية المبدئية:

يقوم الوالد بتسمية المولود فور ولادته، وذلك بأن يؤذن في أذن المولود اليمنى ويقيم في اليسرى ثم يقول سماك الله محمد إذا كان المولود ذكراً، أما إذا رزق بأنثى فيقول سماك الله فاطمة. وتعد تلك التسمية المبدئية لحين اختيار اسم آخر.

 

السابع:

تختلف طريقة الاحتفال بالسابع تبعاً لاختلاف العوائل والأحوال المادية، وغالباً يتم الاحتفال بالمولود الأول فقط، وأحياناً بالمولود الأول والمولودة الأولى، والبعض يحتفل بجميع المواليد. وفي حال عدم إقامة سابع يكتفى يذبح العقيقية للمولود للذكر شاتان وللأنثى شاة. وقد يقام السابع والرحماني والتسمية في يوم واحد؛ أو يؤجل الرحماني لليوم الثامن تبعاً للرغبة.

يقام الحفل في اليوم السابع في منزل الوالدة أو أهلها أو أهل زوجها تبعاً لسعة المنزل والرغبة الشخصية. ولا تتم دعوة المعازيم لأن ذلك يعد غير لائق وكأن في ذلك استجداء للهدايا. والذي كان يحدث هو أن الناس كانوا حريصين على معرفة موعد الولادة، وحال حدوث ذلك يتناقل الأهل والجيران الخبر وبالتالي الاستعداد للذهاب إلى بيت الوالدة. وغالباً يقام الحفل في الظهر، حيث تتوجه النساء إلى مكان الحفل بعد صلاة الظهر مباشرة، حيث يتم تقديم العقيقة. عادة يتم الاتفاق مع الطباخ للحضور إلى المنزل وإعداد الطعام الذي قد يكون رز كابلي، أو برياني ونحو ذلك مع السمبوسك والطرمبة للحلى.وبعد ذلك يتم تقديم الشاي.

 

الرحماني:

يقام الرحماني بعد صلاة العصر في اليوم السابع أيضاً حيث يمتد الاحتفال من الظهر وحتى المغرب. يتم تجهيز المولود بارتداء الملابس المخصصة. ويتم توزيع الشموع على الأطفال الموجودين. وتظل الوالدة على فراشها خوفاً عليها من الحسد «العين». بينما تقوم الجدة أو العمة أو الخالة في الماضي كانت «الداية», بحمل المولود ويمشي برفقتها جميع الأطفال المدعوين ويقوم الجميع بالإنشاد وهم يصعدون الدرج إلى سطح المنزل بالأبيات التالية التي يتم تكرارها.

في حال المولود الذكر:

يا رب يا رحمن       بارك لنا في الغلام

المولى سعدنا وهنانا واعطانا مولود جديد

من فرح قلوبنا غنينا مبروك سابع سعيد

في حال المولودة أنثى

يا رب البرية بارك لنا في البنية

المولى سعدنا وهنانا واعطانا مولود جديد

من فرح قلوبنا غنينا مبروك سابع سعيد

وقد تختلف تلك الأناشيد من عائلة لأخرى... وبعد الصعود إلى السطح والنزول منه بضع مرات يتم خلالها إنشاد الأبيات السابقة، توزع الحلوى على الأطفال، والتي تتكون من حلوى تقليدية تسمى «بتاسا» مزينة بالإكليل بالإضافة إلى رغيف من الخبز يسمى «شريك». في عام 1960 تقريباً أصبحت حلوى اللوزية توزع داخل مطبقية «علبة من الصيني», ثم يوضع المولود في مكان معين في الحجرة أو يمرر المولود – وهو على الطراحة- بين الحاضرات لمن ترغب في إهداء المولود وذلك بوضع ظرف به مبلغ مادي معين تبعاً للرغبة ثم وضع الظرف تحت مخدة المولود أو روب المولود ثم يعاد المولود إلى والدته. وبذلك ينتهي الحفل ويعود المدعوون إلى منازلهم. صورة رقم (21)

 

هدايا المولود:

يقدم مبلغ مادي في ظرف للمولود سواء كان ذكر أو أنثى، وأحياناً يهدى المولود جنيه ذهب أو مشبك ذهب به تعليقة منقوش عليها لفظ الجلالة «الله». وكذلك بالنسبة للمولودة الأنثى إلا أنه يتم تقديم تعليقة أو حلق من الذهب أو زوج من الأساور «البناجر» تبعاً للرغبة وصلة القرابة.

ملابس السابع:

تتكون ملابس المولود من نفس الملابس العادية مثل:(حزام «السرة» - الحفاضة-  الملف الداخلي- قميص الشاش)، وتنفذ الملابس الأخرى مثل: ( البخنق والعصابة- غطاء الوجه - الكوفلة- رباط الكوفلة- الروب) من خامات أكثر جودة وأغلى ثمناً من ملابس المنزل العادية ويعتنى بتزيينها سواء بالإنهاء باللقطة التركي، أو بإضافة الكلف أو بالتطريز.

 

التسمية:

التسمية النهائية: فتتم في اليوم السابع من الولادة. حيث يجتمع الرجال بعد صلاة العشاء ويجهز المولود بارتداء ملابس السابع ويحمل على طراحة السابع. يقدم المولود إلى الشخص الأكبر سناً وعادة يكون الجد. يقوم الجد بنفس الإجراء المتبع سابقاً -في التسمية المبدئية- بصوت منخفض ولكن حال وصوله إلى التسمية، يقول بصوت مرتفع؛ سماك الله «....» ويقوم الشخص بجانبه بنقر الهوند لإحداث ضجة كافية يسمعنها النساء ويقمن «بالغطرفة» على أثرها. بعد ذلك يتم تمرير المولود من شخص لآخر بغرض تقديم الهدايا، حيث يقوم كل شخص من الحاضرين بوضع ظرف فيه مبلغ نقدي كهدية للمولود ويتم وضع الظرف تحت روب المولود أو تحت المخدة، وهكذا يعاد المولود إلى النساء، ثم يتم تقديم العشاء للرجال، ويتفرق بعد ذلك المدعوون.

 

الختان للأولاد:

تعرف تلك المناسبة باسم «الطُهَار» وتختلف العادات المتبعة من عائلة لأخرى، فغالباً يُطهر المولود في اليوم السابع، إلا أن هناك بعض العوائل من يؤخر الختان إلى سن يتراوح من الثانية إلى الخامسة في العمر. وفي اليوم المحدد يدعى المقربين جداً من الرجال فقط، كما يتم استدعاء الشخص الذي يقوم بعملية التطهير «المزين» إلى المنزل بعد الظهر وفور قيامه بالعملية يتم تقديم مبلغ مادي للطفل من الحاضرين، ثم يتم تناول طعام الغداء وبعدها يذهب المدعوون إلى منازلهم. وهناك بعض العوائل ممن  يكتفي بعمل «العريكة» وتوزيعها على الأهل والأقارب فور قيام المزين بتطهير الطفل. ولا يخصص لباس لتلك المناسبة وإنما يرجع نوع الملابس تبعاً للرغبة.

 

ثقب الأذن:

هذه العادة خاصة بالمواليد الإناث فقط، ولا يرافقها أية مراسم، وتقوم سيدة كبيرة ممن تجيد ذلك باستخدام ذيل إبرة الخياطة في ثقب الأذن وتقوم السيدة بفرك الأذن بقوة بأصابع اليد ثم تعقم الإبرة بالاسبيرتو أو الكولونيا وتنظم بها خيط أسود من ثلاث فتلات، ثم تخرم الأذن بواسطتها. وبعد خرم الأذن تدهن الأذن بزيت النارجين والهرد باستمرار حتى يتم الشفاء الكامل ثم يستبدل الخيط بالحلق. وليس هناك وقت أو يوم محدد لذلك وإنما يترك ذلك تبعاً للرغبة خلال الشهر الأول من الولادة.

الذهاب للحرم:

تقوم الوالدة في اليوم الأربعين من الولادة باصطحاب مولودها إلى الحرم ويرافقها المقربين جداً من أهلها أو أهل زوجها مثل والدتها أو أختها أو أخت زوجها، عمتها، خالتها. ويكون ذلك بعد صلاة العصر حيث يطوف الجميع، ويحمل المولود على طراحة السابع، ثم يُسْتَأْذَن من الآغا بوضع المولود على باب الكعبة، فيحمل الآغا المولود ويضعه على باب الكعبة لبضع دقائق لقاء هدية مادية أو عينية. بعد ذلك تتناول الوالدة مولودها وتغسل وجهه بماء زمزم. ثم يرجع الجميع إلى المنزل.

 

مكونات الملابس في مرحلة الحبو

تتكون ملابس الأطفال في هذه المرحلة من: الحفاضة- الملف المثلث- السروال- قميص الشاش- قميص خارجي. يعتمد ترك الكوفلة تبعاً للرغبة فهناك من يتركها من أربعة أشهر والبعض يستمر في استخدامها حتى عام كامل وذلك فقط في وقت النوم لأنه أدعى لإحساس الطفل بالهدوء والاطمئنان، وهناك من يقوم باستخدام الكوفلة الكاملة في الثلاث أشهر الأولى (من (3- 4) وبعد ذلك يكتفى بالكوفلة النصفية طوال اليوم والكوفلة الكاملة ليلاً في وقت النوم. كما يبدأ الطفل بالتقلب حوالي الشهر الخامس تقريباً. ويتم تعويده على ترك الحفاضة من ستة أشهر وبنهاية العام تكون المهمة قد أنجزت. وقد يبدأ الحبو منذ الشهر السادس تقريباً وفي هذه المرحلة يتم الاستغناء عن بعض ملابس المولود مثل الروب والملف المستطيل والكوفلة، وحزام السرة والبخنق والعصابة. في حين يستمر إلباس الطفل الحفاضة بنفس الأسلوب السابق ولكن مع تكبير الطية بما يتناسب مع حجم الطفل. والذي يتغير فقط في هذه المرحلة هو إضافة الملف المثلث والسروال الطويل والقميص الخارجي.

 

قميص الشاش والحفاضة:

يستمر استخدام كل من قميص الشاش والحفاضة السابق شرحهما. صورة رقم (6) (7)

 

الملف المثلث:

ينفذ من قماش القطن الأبيض على شكل مربع (50×50سم) يطوى قطرياً فينتج مثلث. توضع قاعدة المثلث تحت وسط الطفل ثم يلف رأس المثلث من الخلف تحت مقعد الطفل ثم إلى الأمام بحيث يغطي البطن، ثم تلف كل من الزاويتان الجانبيتان إلى الأمام وتثبتان بالمشبك فتشابه بذلك السروال. رسم رقم (4)

 

السروال:

هو القطعة الملبسية التي تستر الجزء السفلي من الجسم وينفذ من قماش القطن الأبيض «البفتة» أو البوبلين وغير ذلك. ويتكون من الجزئين الأساسين -يمثل كل منهما نصف السروال-  بدون خياطة في الجنب، تبدآن باتساع عند الوسط وتضيقان من منتصف الفخذ حتى نهاية القدم. ويثبت السروال عند الوسط بشريط من المطاط. ويضاف «الكرسي» للسروال وهو عبارة عن قطعة واحدة على شكل «معين»، تثبت في رجلي السروال من عند الساق، وتعطي الاتساع المناسب لحجم الحفاضة وتسهيل الحركة. صورة رقم (22)

القميص الخارجي للمولود فترة الحبو:

ينفذ من قماش الزبدة أو البيكا, للقميص حردة رقبة دائرية تنتهي يياقة أو بدون, وله مرد كامل من الأمام أو مرد يصل إلى منتصف القميص، يغلق بمجموعة من الأزرار أو الطقاطق. وللقميص أكمام قصيرة أو طويلة تثبت في البدنة بزم بسيط أو بدون زم. وستخدم البييه أو السجاف في إنهاء الفتحات. أما الطرف السفلي فيثنى ثنية رفيعة بالمكنة. صورة رقم (23)

 

التغيرات التي تطرأ على الملابس في مرحلة المشي  وحتى خمس سنوات

يستمر ارتداء  نفس نوعية الملابس من المرحلة السابقة إلا أنه تخاط ملابس جديدة حسب تغير مقاسات الطفل تبعاً لنموه، وبالتالي يستمر ارتداء قميص الشاش الداخلي للمولود فترة الحبو وحتى عامين. وفي أغلب الأحوال يتم الاستغناء عن الحفاضة في هذه المرحلة، ويستمر ارتداء السروال لكل من الذكور والإناث بنفس الطريقة السابقة؛ فيما عدا ثنية الرجل بالنسبة للذكور تكون بالمكنة إلا في حالة الخروج حيث يلقط ويزين بالقص والنسل وأحياناً تنهى رجل السروال بفتحة صغيرة من الجنب وإسورة رفيعة تغلق بزر أو اثنين. أما طول سروال الإناث فقد يصل إلى ثلثي الساق، ويضاف للثنية طبقة أو طبقتين من الفستة أو الركامة. رسم رقم (5) وحال بدء الطفل بالمشي؛ يبدأ استخدام الكرتة للبنات والثوب للأولاد.

 

الثوب:

ينفذ على نمط ثوب الرجال إلا أنه لايستخدم إلا بعد إتقان الطفل للمشي وفي المناسبات كالأعياد. وقد تستخدم الكوفية القصب والإحرام كغطاء للرأس. صورة رقم (24)

 

القميص والبنطلون:

ينفذ بنفس الطريقة المستخدمة في تنفيذ القميص الخارجي للمولود في فترة الحبو باختلاف كون المرد مفتوح من أعلى حردة الرقبة وحتى نهاية القميص من الأمام، تغلق بمجموعة من الأزرار. البنطلون مشابه تماماً للبنطلونات المعاصرة, إلا أن الأزرار تستخدم في غلقه وليس السحاب. يصل البنطلون في طوله في أغلب الأحيان إلى منتصف الساق, وللبنطلون كمر عريض يثبت فيه مجموعة من الأزرار من الأمام والخلف لتثبيت الحمالات. صورة رقم (25), (26), (27) رسم رقم (6)

 

الكرتة «الفستان»:

تنفذ من أقمشة مماثلة لما ترتديه الأم سادة أو منقوشة ، وتفصل الكرتة بموديلات مختلفة تبعاً للرغبة حيث كانت هناك مجلات متوفرة مثل حواء ونحوها، كما كانت مزودة ببعض الباترونات للأطفال. ومن تلك الموديلات ما هو مزود بقصة في الصدر «روبة» تنتهي بكسرات أو زم. وللكرتة حردة رقبة دائرية قد تكون بياقة أو بدون, ووتزين بالفستة أو التنتنة، أيضاً للكرتة أكمام طويلة أو قصيرة بزم أو بدون، وينتهي الطرف السفلي للكرتة إما بكرنيش به زم من طبقة أو عدة طبقات؛ أو سادة أو بكلفة من الدانتيل أو فستة. ويصل طول الكرتة إلى الركبة أو إلى منتصف الساق. وفي حالة تنفيذ الكرتة من قماش سادة يستخدم التطريز اليدوي في تطريز السفرة «الروبة» بغرزة الركوكو أو بغرزة عش البلبل، أو الكنوشة. صورة رقم (28), (29), (30), (31), (32), (33)

 

الشلحة:

تنفذ من قماش البفتة البيضاء وترتدى من قبل البنات فقط بدلاً من قميص الشاش، وتنفذ من قطعتان أمامية وخلفية، بخياطة من الجانبين، وبدون أية فتحات، مع حردة رقبة متسعة تسمح بسهولة إدخال الرأس، تنهى أطراف الشلحة بالبييه أو بسجاف، وقد تحلى بالتنتنة «الكلفة» أو بخيوط القصب. صورة رقم (34), (35)

 

المناقشة:

تمكنت الباحثة من خلال الاستبانات والمقابلات الشخصية جمع ما توفر من الملابس التقليدية, والتي تمت المحافظة عليها من قبل بعض العوائل. كما تمكنت الباحثة من توثيق الملابس التقليدية لكل من المواليد الذكور والإناث. وقد أمكن تصنيفها إلى: أغطية الرأس, الملابس الداخلية, الملابس الخارجية. وكذلك ملابس السابع وملابس الأعياد. أيضاً تم توثيق الخامات المنفذة منها وأساليب زخرفتها. كما تم توثيق المناسبات الخاصة بالمواليد وما يرتدى فيها من الملابس.

تمكنت الباحثة أيضاً من جمع بعض الصور المتعلقة بالمواليد والأطفال من الميلاد وحتى سن الرابعة من العمر, والتي احتفظ بها بعض الأهالي ممن كانت تربطهم صلة بأحد المصوريين النادرين في ذاك الوقت حيث كان التصوير يعد شيئاً نادراً وغالباً كانت الصور تلقط للحرم المكي, أو بعض المناسبات الحكومية, وذلك لعدة أسباب منها: العادات والتقاليد التي تمنع الفتاة من الخروج من المنزل منذ الثامنة من العمر، كذلك عدم توفر صور شخصية للأفراد في الفترة الزمنية للبحث لنفس السبب السابق إضافة إلى أنه لم يكن هناك سوى شخصين ممن كانوا يقومون بمهنة التصوير, وقد أكد ذلك كل من مرزا وشاوش (2011: 154).

قامت الباحثة بمقارنة المعلومات التي وثقتها من الاستبانات والمقابلات الشخصية مع الصور الفوتوغرافية التي أمكن الحصول عليها ومن خلال ذلك طابقت المعلومات المستخلصة عن الملابس؛ لمواصفات الملابس الموجودة بالصور.

كانت الملابس منذ عام  1333هـ تقريباً؛ تخاط من قبل النساء. وقد بدأ ظهور الملابس الجاهزة تدريجياً منذ 1339 هـ تفريباً حيث أصبحت تستورد معظم الملابس الضرورية خصوصاً ملابس الأطفال, كمثال على ذلك: استبدال القمصان بالفنيلة الجاهزة حوالي 1359. أيضاً توفرت الأحزمة, والحمالات المستخدمة للبنطلونات, وكذلك الأشرطة المطاطية وغير ذلك. ومنذ ذاك الزمن انتشرت الملابس الجاهزة والتي كانت تستورد من الدول الأوربية والعربية.

أسفرت نتائج الدراسة على استبدال جميع مستلزمات الأطفال بما وفرته التقنيات الحديثة وخصوصاً الحفائض. إلا أن استخدام الكوفلة ما زال شائعاً حتى تاريخ البحث لدى الكثير من العوائل بسبب عامل التقاليد القوي في هذا المجال وهذا يتناسب مع ما ذكرته كل من Ross (1985: 59) و البسام (1992: 10) والعجاجي (2012: 11) و قزاز (1994: 48). أيضاً استمرت بعض العادات والتقاليد الخاصة بالمناسبات مثل السابع والملابس الخاصة بالسابع, مع اختلاف بسيط في نوعية الهدايا الموزعة على الأطفال. أما عادة الختان المتأخر إلى سن الثانية أو الرابعة فقد اختفت نهائياً وأصبحت الأطباء هم المتخصصون بذلك فور ولادة المولود وقد أكد ذلك رفيع (1981: 94). كما استبدل ثقب الأذن للبنات بالإبرة, بجهاز خاص متوفر في المستوصفات والمستشفيات وتقوم به الممرضة أو غيرها حيث لا يتطلب الأمر عناية خاصة.

التوصيات:

توصي الباحثة بأهمية دراسة فروع التراث الشعبي جميعها, للانتفاع منها ليس فقط من الناحية العلمية ولكن للمحافظة على ثقافة المجتمع من الاندثار. كما توصي أيضاً بأهمية إنشاء قاعدة بيانات للتراث الشعبي تساهم في القيام بمزيد من الأبحاث الجادة للمحافظة على تراثنا. وحيث أن تراثنا الملبسي غني بالزخارف, وعليه توصي الباحثة بأهمية توظيف تلك الزخارف في تطبيقات حديثة تعكس تراثنا التليد على أسلوب الحياة المعاصر.

 

المراجع:

●  أشموني, السيد محمد علي بن منصور وآخرون. (2010). مكة المكرمة. التاريخ والعلم والحضارة. الجزء الثاني. مكة: مكتبة الملك فهد الوطنية.

●   باغفار, هند. (1987). رباط الولايا. الطبعة الأولى. جدة: دار البلاد.

●  البسام، ليلى صالح. (1992). «ملابس الاطفال التقليدية قي نجد» . مجلة المأثورات الشعبية. الدوحة: أكتوبر. (العدد الثامن والعشرون). 7- 25.

●  حمامي, حسن. (1971). الأزياء الشعبية وتقاليدها في سوريا. دمشق: منشورات وزارة الثقافة.

●  رفيع, محمد عمر. (1981) مكة في القرن الرابع عشر الهجري. الطبعة الأولى. مكة المكرمة: دار مكة للطباعة والنشر والتوزيع.

●  عبيدات، ذوقان. وعبدالرحمن عدس. وكايد عبد الحق. (2005). البحث العلمي: مفهومه وأدواته وأساليبه. عمان: دار الكفر للنشر والتوزيع.

●  العزي، نجلة. (1985م). انماط من الأزياء الشعبية النسائية في الخليج ،الدوحة : مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية.

●  فدا, ليلى عبد الغفار. (1993). الملابس التقليدية للنساء في مكة المكرمة أساليبها وتطريزها «دراسة ميدانية». رسالة ماجستير غير منشورة. كلية الاقتصاد المنزلي. الرياض.

●  فدا, ليلى عبد الغفار. (2007). التراث التقليدي لملابس الرجال في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية. مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية. جامعة الكويت. مجلس النشر العلمي. إبريل. (العدد 125).

●  الفيروزآبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب. (1987). القاموس المحيط. الطبعة الثانية. بيروت: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع.

●   قزاز, حسن عبد الحي. (1994). أهل الحجاز بعبقهم التاريخي. الطبعة الأولى. جدة: دار العلم.

●  مغربي, محمد علي. (1982). ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز في القرن الرابع عشر للهجرة الطبعة الأولى. جدة: تهامة.

●  هولتكرانس, إيكه. (1973). قاموس مصطلحات الإثنولوجيا والفولكلور. ترجمة: محمد الجوهري وحسن الشامي. الطبعة الثانية. القاهرة: دار المعارف.

 

● A Merriam Webster. (1979) Webster›s New Collegiate Dictionary. Massachusetts: G.& C. Merriam Company.

● Alajaji, Tahani Nasir. (2012). Children»s Traditional Costumes in Najd Bedouin Settlement Areas. Academic Research International. Pakistan: September. Vol.3, Number 2.

● Coss، Melinda. (1996). Complete Book of Embroidery. New York: Reader›s Digest.

● Klepper, Erhard. (1999). Costumes Through The Ages. New York: Dover publications, Inc.

● Patton, M. Q. (2002). Qualitative research & evaluation methods. (3ed).Thousand Oaks, CA: Sage Publications.

● Rivers، Victoria Z. (1999). The Shining Cloth – Dress and Adornment that Glitters. United Kingdom: Thames & Hudson Ltd.

●  Ross, Heather Colyer. (1985). The Art of Arabian Costume. (2 ed). Saudi Arabia: Arabesque Commercial.

● Wilcox, R. Turner. (2004). Five Centuries of American Costume. New York: Dover publications, Inc.

● Zagr, Safeya  .(1979). AN ARTIST’S VIEW OF THE PAST. SAUDI ARABIA. Jiddah: Three Continents Publishers, Lausanne, Switzerland.

أعداد المجلة