فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
26

القصبات والكصور مدخـل لـتـاريخ الـعمارة الأمازيـغيـة

العدد 26 - ثقافة مادية
  القصبات والكصور مدخـل لـتـاريخ الـعمارة الأمازيـغيـة
كاتب من تونس

“ وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال
انبئوني  بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين”(1)
                                                     سورة البقرة.آية 31
تبدو جبال ئترابلس؛ غريان، نفوسة، دمر، على شكل هلال جربي(2) يحتضن سهل الجفارة كواجهة بحرية من الخـُمس شرقا إلى قابس غربا، وتنحدر ظهيرته الصحراوية نحو القاعدة القارية عبر حمائد ومنخفضات شاسعة، هي الصحراء الكبرى، وهذا “الجبل” عتبة المغرب وأحد أهم أبواب(3) الصحراء، مرت به كل الهجرات والغزوات، التي عرفها الإقليم منذ فجر التاريخ.

نعت الجغرافيون العرب أهل الجبل وفزّان بأنهم “ أهل كصورGsur فعرفوهم بنمط عمارتهم المميز، الذي استمر ينمو وينتشر إلى عهد قريب، بل ان بعض الكصور في تطاوين مازال ينبض بالحياة(4).
يتكون الكصر من دائرة من الغرف المتجاورة والمتراكبة لخزن الحبوب وما عـزّ من الأغذية والأمتعة والأدوات لقبيل محدد يتساكنون دونه، ويتولون حراسته والدفاع عنه والتواصل فيه.
“تجمع آلاف الرجال من”الليقوس،الذين لم يهزموا أبدا، بقيادة “استور” المرعب المدجج بالسلاح والواثق من قوته، وبعد أن أقام في السهل تحصينات وحواجز شكّلها من الإبل والمواشي على نسق دائري، أطلق العنان لخيوله مهاجما المحاربين له باثا فيهم الهلع”(5)، لعل هذا الأسلوب الحربي للقائد الأمازيغي في القرن السادس للميلاد مستوحى من نظام الكصر ذاته.
وفر لنا أسلافنا جملة من النصوص تكفي لدراسة أصول الأسماء(6) الحضارية فيها أنوميا (anomie) وتوبونميا(toponymie الأماكنية)، أي البحث عن الوشائج الوجدانية والروحية لأسماء وسمتنا على مرالدهور والعصور، وتتبع الجذور اللغوية لها بإعادة تأويلها ومطابقتها مع حقائق موضوعية “بصائر للناس”، يقودنا ذلك إلى مجالات جغرافية واسعة جدا وحقب تاريخية موغلة في القدم، لكنه يمنحنا قدرا من وضوح الرؤية (الإبصار) يناسب الجهد المبذول فيه، فكلما اتسعت المسافة وابتعد الزمن ازدادت الرؤية شمولا ووضوحا.

تمديلت؛ كفر؛ المسقوفات؛ العمائر
ترد في اللغة الأمازيغية عبارة؛ تمدلت، مفرد مؤنث يتكون من؛ ت +(م + دل) + ت؛ للتأنيث، م؛ للمكان، د ل؛ غطاء، أي المكان المغطى حماية له، وهي نفس دلالة “الكفر” في بلاد الشام ومصر؛ كفر سوسة، كفر الزيات، كفر كلا، ويجمع على كفور، ويرد عكسها في بلاد الشام “معرة”؛ ومنها معرة النعمان الى جانب معرات أخرى، وكأنه ضواحي للكفور؛ خارجة عن غطائها المعماري, وأصل التسمية من كفر أي غطى، حجب، ستر، وترد بمعنى القرية لستر ساكنتها، وظلمة الليل لحجبها النور والقبر لضم الجثة، ومن ذلك الكفر بالله الحق أي إنكاره وحجبه(7).وتأتي تمديلت أيضا على نحو تيمديلت، جمع تيميدال، وكلها تقابل عبارة الـ“عمارة” ، حاليا, مع أنها تعني المسقوفات, حرفيا, كالكفر تماما.
تتوفر جملة من الشواهد التاريخية، التي تؤكد ترابط العمران النفوسي بـ“الكصور” منذ نشأته، وليس أبلغ دلالة، في هذا الصدد، من أن أحد أهم الكصور وأقدمها في أعماق نفوسة يسمى “اغرميمان” أي كصر الروح(8)، وهي إشارة تحط عنا عناء مقدمات تاريخية لكصور نفوسة مجالا وتنوعا وانتشارا.
يجود علينا شيخ نفوسي عريق(9) بنصوص بالغة الأهمية تتعلق بالعمران النفوسي في أواخر القرن التاسع عشر(1885م) بلسان أهله الامازيغ، نشر منها ست صفحات مصورة في ملحق الكتاب المشار إليه في الهامش، ومن هذه الأسماء نلتمس منطلقات هذا المبحث؛
غاسروأغرم نيت ابظيا؛ كصر(أوأغرم) يسكنها الإباضية.
غاسرو ان القلعت مقر؛ كصر القلعة الكبير.
تقسبت ان عكا تني اف غاسرو امقرا؛ قصبة عكّا تقع فوق الكصر الكبير.
تمزقيدى ان الحومت دتيدي تمزقيدى ان ارنون؛ مسجد الحومة والأخر مسجد ارنون.

تقسبت؛ القصبة
 ذكرت القصبة في نشيد الإنشاد في التوراة؛ هـ قصوبوت؛ القصيبات، في مرتفعات الحرث  بجيزان، شمال اليمن(10)، والقصبة اسم عربي فصيح من مادة ق ص ب، وتعني عموم الأنابيب المجوفة كسوق النبات أو العظام والأمعاء وحتى عروق المعادن في جوف الأرض والحفر، مثل البئر ونحوها، ومنها كانت القصبة بمعنى الكصر أو جوفه تحديدا، ومن إطلاق الجزء على الكل تطور مدلول القصبة إلى الديار والقرى والمدن والقلاع والحصون، ومن اليمن واليمامة والحجاز والعراق الى المغرب مدن وقرى وبلدات تنعت بالقصبة أو القصبات والقصب، وفي العصر العباسي كانت قصبة البلد عاصمته الإدارية(11)،ومن ذلك القصبة ضمن أي مدينة عندنا في المغرب هي مقر السلطان وأعوانه، وخاصة في العهد التركي، الذي جلب هذه التسمية إلى نفوسة، كما يبدو من السياق التاريخي لنص الشماخي، الذي مزّغ تعبير القصبة بصيغة التأنيث وإبدال الصاد سينا موافقة للمخارج الصوتية الأمازيغية، ثم انتشر أخيرا بصيغته العربية “القصبة” كطراز من العمارة لا يخلو منه بلد في الجبل(غريان، نفوسة، دمر) وهو فعلا شبه القصبة شكلا وتجويفا.
ويبدو أن في اللغة الأمازيغية(12) ما يقابل العربية اسما للقصبة؛ فنبات القصب “أغنيم”(13) والنافخ فيه “بوغنيم” والقصبة “تاغنيمت” تجمع على تاغنيمن، وقصب السبق “تارناوت” مفرد مؤنث وفي صيغة الجمع يصبح “ارنون”، ومسجد ارنون، المذكور في النص المقتبس، ليس إلا “مسجد القصبات” بلغة أمازيغيه صرفة، والطريف أن “ارنون” ذكرت مطلع الألف الأولى ق م؛ “طريق أرنون في مملكة مؤاب(14)،ولفظ أغنيمGi nim  يقودنا الى أول بعيد في التاريخ السومري؛ كيGi؛ القصب(15)، عندها يلتقي الأول الأمازيغي والعربي، و nimمن ئمان؛ النفس في الأمازيغية وهو بدوره من أصل أكدي (16) Ummane، قد يعود الى أول سومري أيضا، وفي البابلية بيت كيسبي bit kisbi؛ بيت القرابين فكأنه بيت الكسب، ولعل منه القصبة؛ حيث يوضع الكسب.
ومن صيغ القصبة أمازيغيا “تالمست” مفردا مؤنثا جمعه “تيلمسين” و تلمسان؛ أقدم مدن زناته غربا، وعاصمتهم الشهيرة، وفي موطنهم القديم بمسلاته شرق جبل نفوسة ما زالت مدينة “القصبات”، عاصمة الإقليم قائمة، وليس من المستبعد أن تكون معربة عن تلمسان في الأصل، وتحت تأثير التعريب اختفى اللفظ الأمازيغي ارنون و تلمسان لصالح اللفظ العربي قصبة قصبات، والملاحظ أن قصبة الساق “ازاترور” أو “ازرور” أمازيغيا، تستخدم بنفس اللفظ”؛ “زْرور” حاليا في العامية العراقية، ويعني سوق النساء،خاصة, والعراق مهد الحضارات والشعوب وموطن الأنباط قديما.

القــلعـة؛ القلعت
مادة “ق ل ع” انتزاع الشيء من أصله، والقلع جراب الراعي فيه زاده و أغراضه، يقال؛ “شحمي في قلعي” يضرب لشيء يكون في ملكك تتصرف فيه متى وكيف شئت، ومنه نشأ معنى “القلعة” الحصن الممتنع على قمة مرتفع أو في موقع مشرف، ويجمع على قلاع وقلوع، وفي الحميرية “التكلع” يعني التحالف أي الامتناع عن الأعداء، ومن ذلك أحد أذواء اليمن” ذو الكلاع الأكبر”(17)، وذلك يوافق أصل سومري قديم مكون من مقطعين؛ آلو Alu القرية و كي Ki أرض؛ حوز القرية Ki alu؛ كلعه(18)، ومنه هيكل؛ معبد E Gal بالسومرية أصبح في الاكدية ئكالو Ekalu ومنها الى اللغات السامية مثل التدمرية(19).
ويبدو أن اسم القلعة مستخدم في نفوسة منذ القديم فقد انشأوا “قلعة نفوسة”قرب عاصمة الإمامة الإباضية  “تاهرت” في القرن الثاني للهجرة، في حين أن  نظراءهم من أهل الظعن وسموا حصونهم هناك بأسماء أخرى مثل “اسكدل”(20)،وتعني الحصن المحمي، ومنه أرض “اكدال” أي محمية من الرعي فيها، وفي بلاد كنعان هناك تعبير “مجدل” الذي يعني القلعة في الأرامية(21)، ومنه مجدل شمس المدينة الشهيرة حاليا بالجولان المحتل ومجدل عنجر في لبنان، فـ ئكدل ومجدل من أول واحد، والحصين من الأماكن هو “ئلغي” جمعه “ئليغن”، كما يرد باسم ئكدير؛ ومنه مدينة اغادير(22)، أما تندوف فهي كذلك برج ومحرس من “تضافت” جمعها “تاضافتن”.

غاســرو؛ الكصر
يبدو أن أول الغاسرو خزانة صغيرة داخل البيت (“تيقـّمي(23)”أو“تدّارت”) تحشر فيها السيدة أغراضا لحفظها، ويوافق ذلك تماما الاسم اللاتيني acerra؛علبة صغيرة للبخور(24)، وفي نفس السياق تأتي “الصّرة” ولكل سيدة في الجبل “صراير” يعاب الرجل لو اطلع عليها، وعادة ما يكون البخور أهم محتوياتها، كما إن مادة س ر ر العربية فيها ما يوافق “صرائر” النساء مجازا(25)، ومن غاسرو اشتق فعل “أغصر” المستعمل كثيرا في الدارج من الكلام عندنا، وهو متقارب لفظا ومعنى مع حسر حصر حزر العربية، والكصر في العربية الحبس والحصر ومنه البناء المعروف(26).
و“غاسرو” أيضا وحدة من الـ“تمديلت”؛ العمارة، أي غرفة من القصبة، التي يشترك فيها قبيل من المتساكنين تعاونا على تحصينها وحمايتها، وفيها يحفظ المعاش والنفيس من الأغراض ونحوها، ومن الأكيد أن ذلك تم عندما استقر الساكنة، ومارسوا الزراعة بوسائل جعلت الإنتاج يفوق كثيرا الجهد المبذول فيه، ومن باب إطلاق الجزء على الكل، وبالنظر لأهميته(الـ غاسرو هو الموضوع والـ تمديلت إطاره فقط) صار الـتمديلت يسمى “غاسرو” ووافق ذلك الاسم العربي “الكصر”، فاتسع استخدامه في سياق التعريب.
ويبدو أن الموافقة ليست مجرد صدفة فالمسألة أعمق من ذلك بكثير؛ السابق الأول المتقدم؛ “امزاور”، “امسوار” جذرها اللغوي “سر”(شر(27)،زر، جر، هر) بالغ الأهمية في الأمازيغية لارتباطه بحركة الماء ضمن التضاريس، وهي “سرسر” أو “شرشر” المستخدمة لحد الساعة في عاميتنا، ومنه“امزير”؛ شلال المياه، وبه سميت قرية في جادو بنفوسة وأخرى في واحة سيوه ماصر، وفي بلاد تهامة جنوب الحجاز هناك قرية “مصرم” على مجرى وادي لي(28)، وعلى هذا الأساس استسيغت تسمية بلاد الكنانة بـ مصر من مازر، حيث ينساب النيل نحو البحر بعد “أسوان” التي تعني العلو والارتفاع نسبة الى “اوكسر”، التي تعني الانحدار، ومنه الأقصر على وادي النيل شمال أسوان.
وجذر “اوكسر” هو نفسه “سر”، وليست “غاسرو” إلا “اوكسر” أولا، وخزانة المرأة في المسكن ابتدأت حفرة في أسفله، والأقصر في بلاد القبط تحت أسوان، عند العاصمة العريقة طيبة، ومن الطريف أن جاء في القرآن الكريم؛ “واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون من الجبال بيوتا فاذكروا آلآء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين.”(29)، فالكصور تتخذ في السهول “اكسر”.
وقبالة الأقصر غربا وفي سهل صحراوي منخفض، عند واحة الداخلة(30)،هناك قرية الكصر، والى الشمال منها واحة كصر فرفاره، والى الشمال الغربي منها واحة سيوة، حيث معبد آمون الشهير، والذي زاره اسكندر المقدوني(332 ق م)، وكذلك كان الأقصر معبدا لآمون اله طيبة في الألف الثانية قبل الميلاد، والذي يدين به الليبو أو الريبو والتمحو أو الثمح واليام أسلاف الامازيغ(31)، ومثلما يحفظ الـ غسرو العزيز من الأشياء، فالأكسر يحفظ الروح (إيمان) الإله آمون.
ونجد في بابل، حيث تبلبلت الألسن(32)، مدينة كسورا السومرية؛ على الفرات، في الألف الثالثة ق م، ثم مدينة كسورGa sur قرب كركوك، شمالا، وإليها ينسب الأشوريون؛ وآشور تكتب آـ اوسار A usar، بالسومرية، والمألوف كتابتها بالأكدية A sur أ شور يتبعها العلامة المسمارية كي Ki الدالة على المكان آشور كي؛ بلاد آشور؛ مات آشور كي، عرفوا نهاية الألف الثالثة ق م (33)، وفي اللغة الأكدية عبارة “قصارو” بمعنى شيد بناء، ومنها أخذت العربية “القصر”؛ ما شيد من المنازل وعلا خلافا للخيام(34).
وفي الكنعانية ما يقارب غاسرو في اللفظ والمعنى؛ جردش؛ قلعة، باللسان الحثي(35)، أصبحت تلفظ “جرش”، ومن ذلك مدينة جرش شمال الأردن، غير بعيد من الجولان.
 وتجدر الإشارة إلى أن الـ غاسرو النفوسي( الكصر) لم يكن يوما للسكن وإنما هو للخزن والاجتماع فقط، والمساكن ضمن منازل وبلدات حول القصر ودونه، كما أن القصر بمعنى palais  البيت الكبير الفخم ترد في الأمازيغية “ ئبرقمـّي” اسما مفردا يتكون من؛ ئبر؛ أداة تفضيل أو تعظيم و“كمـّي” بيت، فكأنها البيت الكبير أو الأكبر والأفضل.

اغـْــرم
أوردها الشماخي مرة واحدة معطوفة على غاسرو، و كأنها للبيان أو الإيهام بترادف اللفظين، وهو ما لا نقرّه ونسارع إلى رفضه، لأن وهم الترادف في اللغة ينسف علمي الانوميا والتوبونيميا من أسسها، وناقش ذلك فقهاء اللغة العرب طويلا، وبرهن كبارهم؛ مثل ثعلب وابن جني، كما الألسنيين حديثا، على أن لا ترادف في اللغة، و“ما يظن من المترادفات هو من المتباينات”، وذلك لاعتقادهم أن اللغة لم تنشأ دفعة واحدة بل في أوقات متلاحقة ومتنوعة(36)، وعلى هذا الأساس نفهم من نصوص الشماخي هذه أن الـ غسرو أحدث نشوء من اغرم وبذلك يختلف عليه.
عرب الأستاذ محمد شفيق اغرم بـ صرح، أو أطْمٌ(37)؛ صروح، آطام و أطُم؛ وهي عمارة يمنية عريقة جدا، تتميز بتعدد طوابقها مع صغر قاعدتها، وتتنوع مواد إنشائها من الطين والأخشاب والقش إلى الحجارة والصاروج والقوارير الممردة، حسب المواقع والمناخات وفئات المجتمع أيضا، وكل منها يوظف مسكنا وقصرا وحصنا ومخزنا، أي قصبة وقلعة وغاسرو، في نفس الوقت، وهي نفس وضعية الـ “غـْرم” في نفوسة وبلاد المغرب قبل ظهور الـغاسرو؛ الكصر.
ويلاحظ أن عبارة “اغرم” ليس لها جذر في الأمازيغية وحرف غ فيها ليس أصليا وإنما ناتج عن تضعيف القاف المعطشةg، كما ترد بأشكال عديدة؛ اجرم، اقرم، ايرم، ارم، الم، ذكر المسعودي(38)؛ أن “أهل المروات في الإسلام مثل أبي القاسم بن عيسى العجلي وغيره يشتون في الجروم وهي العراق، ويصيفون في الصرود وهي الجبال”، فالجروم إذا السهول المنخفضة، وهكذا عدنا من جديد إلى تعبير الـ اكسر الأمازيغي من زنه وضع تضاريسي أطلق على الكصور في بلاد القبط وقرى في سومر قبل ذلك.
“وكانت بجبال تكريت بين دجلة والفرات مدينة يقال لها الحضر، وكان بها ملك يقال له الساطرون، وكان من الجرامقة والعرب تسميه الضيزن وهو من قضاعة”، زمن سابور، ونجد جرامقة في جند الشام على عهد عبد الملك بن مروان( ق1هـ ) ضمن برابرة وجراجمة ونبط(39).
هجرن؛ القرية الكبيرة في اللغة الحميرية تتألف من؛ هـ؛ أداة تعريف كما العبرية، ن؛ أداة جمع كما الأمازيغية، وهي م في البابلية الأكدية، فتصير هجرن “هجرم”؛ القرية، جرم؛ قرية،(40)  وتلك مفردة كنعانية  قد تكون أول جرمه واغرم.
وفي بلادنا “جرما” Garma،عند هضبة فزّان أقدم مدينة لوبية وإليها ينسب الجرمنت، ظهرت نهاية الألف الثانية ق.م، يشار إلى أنهم من شعوب البحر أو الهكسوس أو الكنعان، والعبارة أرامية صريحة؛ جرمه، جريما؛ قناة او جدول لري المزروعات، وذلك ما تميز به الجرمنت؛ أهل فزان بين شعوب تامزغا التي اشتهرت بأنها “موئل الأغنام” فقط، وقيل أن الجرمنت من نسل كتيبة فارسية انقطعت من جيش قمبيز 525 ق.م، وتاهت في الصحراء بلعنة من آمون، الذي اقتحم معبده بسيوه، ومنها عبرت الواحات؛ الجغبوب، اوجله، زله، زيغن، الى فزان، وهناك بعثوا حضارة راقية، ذكرهم هيرودوت(484 ـ 420 ق م ) وإليهم ينسب سكان تامزغا؛ المغرب(41)، ومن الأكيد أن لجرما علاقات عضوية عريقة ببلاد القبط، وأنهم أثروا حضريا في “الشاويه”؛ أهل الشاء، أهل الظعن، ومن ذلك عمارة الـ ئغرم، المنسوبة إليهم، كقولنا الحيري نسبة للحيرة والقوطي نسبة للقوط الخ.
نعت العرب الفاتحون سنة 23هـ شعوب لوبيا ونوميديا بأنهم “أهل كصور وقياطين”؛ أي أنهم جرمنت (اغرم) في الواحات والسهول المنخفضة، وجتول في مرتفعات الأطلس، وذلك يوافق المصادر الإغريقية، والى عهد قريب يتداول أهلنا تعبير “القرومة” بمعنى أعلى الكصر الوعر، ومنه الأوعية الفخارية، وهكذا عدنا إلى عين التعبير؛ أسوان فوق ودونه اكسر.
ويجب التذكير بأن عبادة آمون (2000 ق.م) في طيبة بالجنوب (شمعو) تأخر ظهورها بالنسبة إلى عبادة رع في منف عند الدلتا؛ تا ـ محو، حيث ظهرت عمائر الأهرامات في حدود 3200 ق.م، والتي لاشك في أنها أذهلت شعوب العالم القديم بأشد ما يكون منا حاليا، وطارت أخبارها مع الركبان شرقا وغربا، وهبطت أمم بلاد القبط وخرجت أخرى حسب سنن التدافع الذي يتركز مجاله بين طوروس والأطلس ومن اليمن إلى بلاد التمح عند نهر السنيغال(42).
ظهر البيت الحرام في جزيرة العرب وعلى مشارف اليمن مهد الحضارات ومنبع التدافع (سيل العرم)، وذكر ابن الأثير رواية لعكرمة (الأمازيغي) عن ابن العباس“أن الله تعالى وضع البيت على الماء، على أربعة أركان، قبل أن يخلق الدنيا بألفي عام، ثم دحيت الأرض من تحت البيت”، ولما أهبط ادم أوحى الله له؛ “إن لي حرما حيال عرشي فانطلق، وابن لي بيتا فيه”، فبناه بمكة “من خمسة أجبل؛ من طور سيناء وطور زيتون ولبنان والجودي”(43).
لا ترتكز هذه الأخبار على سند إسلامي صحيح وإنما أكثرها من وضع الإخباريين انطلاقا من روايات شفوية متواترة والقليل من المدونات السريانية والعبرية، يمكن فهم أكثرها من منطوق الأسماء فيها، وتأويلها بالموثوق من التاريخ؛ فالأرض المدحوة أي المبسوطة هي بلاد القبط، والعرش (44) قوام الأمر وسرير الملك لملوك منف في ألف الرابعة ق م، والماء هو النيل حامل العرش على أربعة أركان، والحرم ليس إلا “الهرم” هذا العمران المذهل، والذي نسب حديثا إلى أقوام من كواكب أخرى، وتنوع مواد بناء البيت الحرام يرمز إلى تدافع الأقوام وتلاقح خبرات “الحضارات” من العراق والشام ومدين واليمن.
 فـ“اغرم” الأمازيغية إذا من “هرم” ihram القبطية التي منها أيضا “حرم” العربية، وأخيرا، في هذا الصدد، فالخبز هو اغروم مفرد مذكر لا جذر له، وفعل خبز “ئقـّا”، وفي القبطية أكروم، وكذلك عند الإغريق، وفي العربية أكرم بمعنى أطعم والكـُركمان الرزق، وترد عبارة “الجمل” في الأمازيغية، الغم جمعه الغمان، ارام ئرمان، ارعم ئرعمان، الم ئلمان، اماقور ئموقوار، والجمّال ارفاق ئرفاقن، وبالعودة إلى معنى كل اسم سيتضح لنا طريق الجمل من موطنه في آسيا إلى أن بلغ لوبيا عند واحة زله او زويله قرب جرمه في حدود القرن الأول ق م فصار” زايله” .
تزخر مؤلفات شيوخنا الأوائل من إخباريين وجغرافيين بالكثير من الأخبار عن بداية الخلق و الأمم البائدة والأنساب، وهي تستحق منا عناية مؤكدة بالنظر والتحقيق؛
خلـّف نوح من الذرية سام وحام ويافث ويام، ومنهم كل الأمم، ومن أولاد سام ارم ومنه ثمود وعاد وجديس، وهم العرب العاربة، لكنهم كانوا يتكلمون باللسان القبطي لا العربي(45)، الذي اختص به أبناء عمومتهم من قحطان، وخاصة جرهم، الذين استوطنوا الحجاز عند بكة، ثم باد أكثرهم بعد أن أخذ عنهم اللسان العربي مستعربون سريان، فارقوا العراق بعد تبلبل الألسن أي افتراقها.
ارم، ثمود، يام، عابر، جرهم؛ أقوام من عاد الأولى والثانية(46) بالإمكان العثور على أثر لها في الشام ومصر والمغرب، فمثلا تنص الوثائق القبطية، منذ الألف الرابعة ق م، على وجود شعب يام غربا، بعد الواحات، يحارب الثمح، عند الركن الغربي من السماء، أي المغرب الأقصى، وذلك يوافق تماما ما ذكره ابن الأثير، حين أشار إلى أن يام بن نوح هو كنعان نفسه، والذي يشاع أنه أبو البربر، أما الثمح فيمكن آن تحمل على أنها ثمود.
“وروى أبوجعفر حديثا طويلا في خلق الشمس والقمر وسيرهما، فإنهما على عجلتين، ثم ذكر مدينة بالمغرب تسمى “جابرسا” وأخرى بالمشرق تسمى “جابرقا”، لكل واحدة منها عشرة أبواب”(47).
أخذت حركة الشعوب منذ فجر الحضارات الحجرية شكل عواصف وأعاصير مدرارة، استمرت أزيد من مليون سنة، ثم بدأت تتمركز، منذ حوالي عشرة آلاف سنة، في مجالات جغرافية محدودة، أعرقها المجال الأفروعربي، الذي انتظمت مسيرته على عربة ذات عجلتين متناظرتين مترابطتين؛ العراق في المشرق ومصر في المغرب، منذ الألف الخامسة ق م، كل شعوب هذا المجال شاركت وساهمت في هذه المسيرة، مع أن الأبجديات الحضارية الأولى نشأت في المجال الداخلي، الصحراوي حاليا، الهقار في افريقية والأحقاف في جزيرة العرب؛ جنات عدن، حيث اُبتـُكرت الأدوات، واكتـُسبت خبرات اللقط والصيد والحرب والطب وفرز الصالح من الحبوب والثمار وتمثـُل الماضي وتـَخيـُل الآتي، حتى إذا جف المناخ تدافعت الشعوب إلى أنهار الرافدين والنيل، وكان ما كان؛ هـْرم، حـْرم، غـْرم، وأشياء وأسماء أخرى.

الهوامش

1 - انظر تأويل هذه الآية عند د، محمد شحرور، الكتاب والقرآن، ص 304.
2 - الجربى وهو الشمال. المسعودي . مروج الذهب 2:  145
3 - البيبان موقع في أقصى جنوب تونس وسم بذلك لوجود معابر طبيعية ضمن بحر من الرمال.
4 - كصر الكراشوه في وادي بني بلال (في الأصل وادي بني إملال، وبه وسم الجبل الأبيض )
5 - من ملحمة الجوهانيد للشاعر البيزنطي كوريبوس سنة 456 م تعريب الأستاذ محمد الهادي ألغرابي (مرقونة)
6 - الأسماء من فعل وسم وهي السمات المميزة للأشياء، د محمد شحرور- ن م ص 296
7 - انظر القاموس المحيط مادة ك ف ر.
8 - كتاب تاريخ نفوسة القديم للشيخ مقرن بن محمد البغطوري النفوسي ألفه 599هـ المسمى سير نفوسة (مخطوط) و 73، ليفيتسكي تدايوس؛ تسمية شيوخ جبل نفوسة وقراه، ترجمة عبدا لله راروز منشورات مؤسسة توالت، ص 123، الروح؛ ئيمان جمع لا مفرد له، والروح أيضا’تانوفت يجمع ‘تينوفتين’ كما جاء في  المعجم الأمازيغي. والظاهر أن تانوفت تعني النفس أما” ئيمان” فالروح بالمعنى القرآني؛ أمر ربي؛ وحيه ورسالاته، انظر، الكتاب والقرآن ص 325.
9 - إبراهيم بن سليمان الشماخي؛ بريدان مامويغس درارن انفوسن سي اطرابلس، ترجمه احمد مسعود الفساطوي بعنوان القصور والطرق لمن يريد جبل نفوسة من طرابلس، نشره مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية ـ طرابلس 2005.
ونشره المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بنصه الأمازيغي، ضمن سلسلة نصوص ووثائق رقم1، بعنوان؛ يغسراـ دـ يبريدن ـ د ـ يدرارن ينفوسن مامويملت ـ س ـ تمازيغت، براهيم و سليمان اشماخي، ـ س ـيراون ـ ن ـ يفرن؛ قصور ومسالك جبال نفوسه ألفه باللغة الأمازيغية إبراهيم أو سليمان أشماخي من كتاب يفرن، نشر وتعريب الأستاذ محمد حمام، الرباط 2004.
10 - كمال الصليبي؛ التوراة جاءت من جزيرة العرب، ترجمة عفيف الرزاز،.ص 286
11 - جاء في المغرب1/63”وانقطعت دولة بني أمية وكانت على عاداتها العربية لم يتخذوا قاعدة ولا قصبة، كما كان سكنى كل أمير منهم في داره وضيعته التي كانت له قبل خلافته”
12 - جل العبارات الأمازيغية اعتمدت فيها على المعجم العربي الأمازيغي تأليف محمد شفيق.
13 - لعله تحريف لـ ئغرم؛ كصر، ولنا أن نظن أن بلدة تغرمين النفوسية القديمة(ليفتسكي ص123. البغطوري 4) ما هي إلا تحريف لـ”تاغنمين” أي القصبات، و تامنت و غنيم؛ عسل القصب؛ قصب السكر.
14 - الشيخ نسيب الخازن؛ من الساميين الى العرب ص60
15 - ـki en gi؛ ارض سيد القصب، طه باقر؛ مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ص9
16 ـ Adad Nabishti Ummane Usur ادد يحمي نفوس الجند، طه باقر ص565
17 - سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري، الأنساب، عمان 1981. ص243
18 - طه باقر؛ مقدمة في تاريخ الحضارات، بغداد 1973 ص317، 9
19 - علي صقر احمد؛ النقوش التدمرية القديمة ص 124.
20 - ابن الصغير(ق. 3 هـ) أخبار الأيمة الرستميين، بيروت 1986، ص84ـ87
21 - الشيخ نسيب الخازن؛ من الساميين الى العرب ص48
22 - ئجدير ئيدير جمعه ئكودار ئجيدار، أكادير، أجادير؛ المخزن الجماعي للقرية كلها، والخازن؛ أمجبار ج ئماجبارن، ئمحضي ج ئمحضان، فأول اسماء عائلات المجبري والمحضي من هذا.
23 - كيمي هو السواد بالمصرية القديمة، ويطلق على بلاد النيل بينما دشرت او تشرت الحمرة، وتطلق على لوبيا، ومنها الدشرة بمعنى الديرة من أول أكدي بابلي.
24 -  ـ 1936  Felix Gaffiot. Dictionnaire abrege latin francais paris acerresاسرس القرية الريفية.
25 - انظر مادة” س ر س” في القاموس المحيط : إعادة ترتيب، الاستاذ الطاهر الزاوي. ليبيا.
26 - محمد مرتضى الزبيدي، تاج العروس ص ص138 ـ  494
27 - شر في الهيروغليفيه اتجاه، جر الى فوق وحر الى أسفل، وفي عاميتنا يؤمرا لكلب بـ شرّ مع الإشارة  بالسبابة الى اتجاه محدد.
28 - كمال الصليبي؛ التوراة جاءت من جزيرة العرب، ترجمة عفيف الرزاز، لبنان.ص 260
29 - الأعراف.74
30 - بنى الفرس معبدا كبيرا لآمون بالخارجة، لما حل بها دارا عام 517 ق م، حجر رشيد ص193
31 - محمد شفيق؛ ثلاثة وثلاثون قرنا من تاريخ الأمازيغ، توالت، ص 25، .يسخر الشاعر البيزنطي من القائد الأمازيغي يرنا وقومه من أنهم من عبدة “آمون صاحب القرنين أمه بقرة متوحشة “.
32 - ديوان الاساطير؛ سومر واكد وآشور، ص 365، سفر التكوين11/9ـ10
33 - طه باقر؛ مقدمة ص38، 471، وما زالت “مات” بمعنى قرية مستعملة في دلتا النيل؛ ميت أبوالكوم، ومنها محمد أنور السادات، ميت غمره الخ.
34 - ديوان الأساطير ص 100
35 - الشيخ نسيب الخازن؛ من الساميين الى العرب ص48
36 - الكتاب والقرآن ص 23 ، 25
37 - ذكر ابن خلدون ان غدامس “قصور اختطت منذ عهد الإسلام على قصور واطام عديدة”3/515
38 - مروج الذهب 2/ 184
39 - ابن الأثير . الكامل. 4: 170.
40 - احمد الدبش؛ موسى وفرعون في جزيرة العرب ص63
41 - د محمد الطاهر العدواني؛ الجزائر منذ نشأة الحضارة، الجزائر ص 224، ليبيا في التاريخ؛ مؤتمر مارس 1968  ص168.
42 - انظر الفصل الرائع الذي ابدع فيه  د محمد الطاهر العدواني ن م ص 203
43 - ابن الأثير 1/13 ، 23
44 - انظر مادة ع ر ش  في القاموس، وتأويل د شحرور له في  القرآن الكريم، ن م ص 164
45 - أول من تكلم بالعربية يعرب بن قحطان في اليمن والعرب العاربة حين اختلفت الألسن ببابل، البلاذري، انساب الأشراف 1/5
46 - ابن الأثير 1/ 44
47 - ن م 1: 15

المصادر والمراجع؛
إبراهيم بن سليمان الشماخي؛ بريدان مامويغس درارن انفوسن سي اطرابلس، ترجمه احمد مسعود الفساطوي بعنوان القصور والطرق لمن يريد جبل نفوسة من طرابلس، نشره مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية ـ طرابلس 2005، اشماخي، ـ س ـيراون ـ ن ـ يفرن؛ قصور ومسالك جبال نفوسه ألفه باللغة الأمازيغية إبراهيم أو سليمان أشماخي من كتاب يفرن، نشر وتعريب الأستاذ محمد حمام، الرباط 2004، ونشره المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بنصه الأمازيغي، ضمن سلسلة نصوص ووثائق رقم1، بعنوان؛ يغسراـ دـ يبريدن ـ د ـ يدرارن ينفوسن مامويملت ـ س ـ تمازيغت، براهيم و سليمان.
ابن الأثير؛ أبوالحسن علي بن أبي النمكارم الشيباني الجزري تـ630هـ، الكامل في التاريخ، 10ج، دار الكتاب العربي، بيروت 1968.
ابن الصغير(ق. 3 هـ) أخبار الأيمة الرستميين، بيروت 1986
ابن خلدون؛ عبدالرحمن بن محمد تـ808هـ، المقدمة، بيروت 1970،العبر 7ج  بيروت .1956.
ابن سعد ابوعبدالله محمد بن سعد الزهري البصري تـ 230هـ؛ الطبقات الكبرى 9ج، بيروت، غزوات الرسول وسراياه، بيروت1981
احمد الدبش؛ موسى وفرعون في جزيرة العرب، دمشق2007.
 الاصطخري؛ أبواسحاق ابراهيم بن محمد الكرخي تـ قبل350هـ، المسالك والممالك ليدن1927
البلاذري؛ أحمد بن يحي بن جابر تـ279هـ، فتوح البلدان، القاهرة1957، انساب الأشراف، دار المعارف القاهرة 1959
 الجاحظ؛ أبوعثمان عمرو بن بحر بن محبوب تـ255هـ، رسائل الجاحظ، القاهرة1965
 الشيخ نسيب الخازن؛ من الساميين الى العرب ص48
 الصليبي؛ كمال الصليبي؛ خفايا التوراة وأسرار شعب اسرائيل، دار الساقي ط6 2006
 القاموس المحيط : إعادة ترتيب، الاستاذ الطاهر الزاوي. ليبيا.
 المسعودي؛ ابوالحسن علي بن الحسن تـ346هـ، مروج الذهب ومعادن الجوهر، بيروت1974.
 حجرالرشد وكشف إسرار اللغة المصرية القديمة؛ سير أرنست الفرد و وليس يدج. ترجمة هشام كمال الدين المنياوي.المكتبة الاكادمية، القاهرة2005.
ديوان الاساطير؛ سومر وأكد وآشور، تعريب قاسم الشواف، دارالساقي،بيروت 1977.
شحرور؛محمد شحرور؛ الكتاب والقرآن قراءة معاصرة، بيروت ..1992.
صحاري؛ سلمه بن مسلم العوتبي الصحاري؛ الأنساب، وزارة التراث القومي والثقافة، سلطنة عمان1981
طه باقر؛ مقدمة في تاريخ الحضارات، بغداد 1973
علي صقر احمد؛ النقوش التدمرية. الهيأة السورية للكتاب.2009.ص143
ف ـ 1936  Felix Gaffiot. Dictionnaire abrege latin francais paris acerres
كتاب تاريخ نفوسة القديم للشيخ مقرن بن محمد البغطوري النفوسي ألفه 599هـ المسمى سير نفوسة (مخطوط)
كوريبوس سنة 456 م تعريب الأستاذ محمد الهادي ألغرابي (مرقونة)
ليبيا في التاريخ؛ مؤتمر مارس 1968  ص168.
ليفيتسكي تدايوس؛ تسمية شيوخ جبل نفوسة وقراه، ترجمة عبدالله زاوز منشورات مؤسسة توالت.
محمد الطاهر العدواني؛ الجزائر منذ نشأة الحضارة، الجزائر
محمد بيومي مهران؛ المدن الفنيقية تاريخ لبنان القديم، بيروت.
محمد شفيق؛ المعجم العربي الأمازيغي، الرباط ، المغرب.
محمد شفيق؛ ثلاثة وثلاثون قرنا من تاريخ الامازيغ، توالت
محمد مرتضى الزبيدي، تاج العروس
محمود محمد الروسان؛ القبائل الثمودية و الصفوية. الرياض. 1982

أعداد المجلة