فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
28

دراسات في التراث الشعبي من سلطنة عُمان

العدد 28 - جديد النشر
دراسات في التراث الشعبي من سلطنة عُمان
كاتبة من مصر

استعرضنا في الأعداد الماضية عشرات الدراسات المنشورة في الوطن العربي، بالشام والمغرب العربي وحوض النيل ومنطقة الخليج، وفي منطقة الخليج العربي عرضنا لدراسات نُشرت بالبحرين والإمارات والكويت.. ولا زالت بعض دول الخليج لم نعرض لها مثل قطر، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان،باستثناء بعض الدراسات التي عرضناها في سياق موضوعي، وليس جغرافيا. والأمر في النهاية مرتبط بما استطعنا العثور عليه من دراسات بجهودنا الشخصية، أو ما يصلنا للمجلة بالبريد سواء البريد التقليدي أو الألكتروني. ولا زلنا نجدد الدعوة للزملاء في الحقل الفولكلوري بإمدادنا قدر المستطاع بما يتوفر لديهم من دراسات حديثة في أي من مجالات التراث الشعبي العربي لنحتفل بها على صفحات الثقافة الشعبية.

ونعرض في هذا العدد لبعض ما استطعنا الوصول إليه من دراسات منشورة تعكس لنا التراث الشعبي في سلطنة عُمان. وقبل أن نعرض لهذه الدراسات نود بداية الإشارة السريعة لبعض الدراسات المهمة التي نُشرت في العقود السابقة حول التراث الشعبي العُماني، مما توفر لدينا من بيانات ببليوجرافية. ومنها- على سبيل المثال لا الحصر- كتاب الأزياء الرجالية في دولة الإمارات وسلطنة عُمان لناصر حسين العبودي الصادر عن مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية بالدوحة (1987). ومعجم موسيقى عُمان التقليدية ليوسف شوقي من إصدار مركز عُمان للموسيقي التقليدية بوزارة الإعلام (1989). ومعجم أسماء العرب لمحمد بن الزبير الذي صدر عن جامعة السلطان قابوس (1991). وكتاب أشكال معاصرة للفنون الشعبية من إصدارات وزارة التراث القومي والثقافة (1991). وكتاب العادات العُمانية لسعود بن سالم العنسي من إصدارات وزارة التراث القومي والثقافة (1991). وكتاب صالحة عبد الله عيسان، وطيفور سيد احمد البيلى، وتغريد بنت تركى آل سعيد حول الأبعاد التربوية والاجتماعية والنفسية فى الأمثال العُمانية، وهي دراسة صدرت ضمن الندوة العلمية للتراث العُمانى المنعقدة فى جامعة السلطان قابوس (1995). والموسوعة العُمانية في تاريخ عُمان من غابر الأزمان حتى قابوس السلطان لمحمد عبد المحسن (2004). وهناك عشرات الدراسات المهمة التي علمنا بصدورها خلال العقد الأخير، غير أننا لم نتمكن من العثور على نسخة منها.
وفي هذا العدد نعرض لبعض الدراسات التي وقعت تحت أيدينا، والتي تحوي تنوعاً ثقافياً سواء من الناحية الموضوعية أو الجغرافية بالسلطنة.. لنكتشف جهوداً تمت في مجال المسرح الشعبي، والتعريف بالتراث اللامادي، ثم نبحر في الأمثال الشعبية بالسلطنة، وفنون الشعر الشعبي العريقة بها، ثم نعرج على عالم الصناعات الفضية، وحتى إذا ما استرحنا قليلاً نبدأ جولة في الكشف عن التاريخ والتراث الشعبي ببعض المناطق بالسلطنة كصور وصحار وسمائل وإبراء. غير أن الملاحظ في معظم هذه الدراسات أنها صادرة عن وزارة التراث والثقافة بالسلطنة، والتي تقوم بجهد ملحوظ في نشر التراث الشعبي العُماني وتوثيقه.
 
مسرح العرائس
صدر عام 2014 عن بيت الغشام للنشر والترجمة - مؤسسة التكوين للخدمات التعليمية والتطوير- بمسقط الطبعة الأولى من كتاب «دراسات في توظيف مسرح العرائس في المسرح المدرسي بسلطنة عُمان في الفترة من 1980 حتى 2010 لمؤلفه علي بن صالح بن علي العلوي. والكتاب يقع في 300 صفحة من القطع الصغير. بدأه المؤلف بمقدمة أوضح فيها أن مسرح العرائس هو وسيط من وسائط نقل الثقافة والأدب إلى الأطفال.. ويعد من المسارح المناسبة جداً للأطفال في سنواتهم المبكرة، موضحاً الصلة الحميمة بين الدمية والطفل في هذه المرحلة، ثم يتناول بعض القضايا حول المحاكاة بين المسرح والطفل، وما أسماه المرحلة التحطيمية بين الطفل والمسرح، والدهشة بين الطفل ومسرح الطفل. منتهياً لتعريف إجرائي لهذا النوع من المسرح بأنه يُقدم للأطفال من سن (5-6) سنوات باستخدام العرائس التي تُلبس في اليد كالقفاز، ومن أشهر شخصياتها (القراقوز) ومسرحها من أبسط أنواع المسارح، ويُستخدم هذا المسرح في عملية التوجيه لإشباع الجانب المعرفي والثقافي للأطفال فضلاً عن الجانب الترفيهي وذلك لبناء الشخصية المتكاملة والسوية. كما تناول العلوي مفهوم المسرح التعليمي مشيراً إلى أن الهدف من المسرح العرائسي التعليمي هو تحقيق نشاط تربوي حقيقي عن طريق التعلم والعمل الإيجابي والخبرة المباشرة.
ثم تبدأ فصول الكتاب التي يستهلها المؤلف بفصل حول “تقنيات النص والعرض في مسرح الطفل” من خلال عدة محاور بدأها بمناقشة تعريف مسرح الطفل وخصائصه وتاريخه، وخصائص المسرحية التي يجب أن تكون بسيطة وواضحة ومشوقة، وتعتمد على المحسوسات والحركة أكثر من الكلام، فضلاً عن استخدام العرائس والرسوم المتحركة. أما المحور الثاني في هذه التقنيات فمرتبطة بعناصر البناء الدرامي للنص في مسرح الطفل، والتي حددها المؤلف في بساطة اللغة، والحوار الذي يتركز على الحركة والتعبير عن الشخصيات. أما الحكاية فهي إحدى التقنيات النصية التي يجب أن تكون خفيفة ومرحة متضمنة بعض الأعاجيب والخوارق. ويبقى الحديث في هذا الإطار عن “الشخصية” في مسرح الطفل والتي يجب أن تحتوي على قدر كبير من الحيوية والتفرد والوضوح، وأن تقتصر المسرحية على عدد قليل من الشخصيات قدر الإمكان، وأن تقدم الشخصيات الخصال النبيلة كالشجاعة والصدق. وينتهي هذا الفصل بالحديث عن “الحبكة”، والحبكة في مسرح الطفل متقنة الصنع، بسيطة دون تبسيط أو سذاجة، فللطفل ذكاؤه وحسه المرهف، ونزعته للأحداث المثيرة منذ بداية العرض. وفي النهاية لابد أن تتغلب قوى الخير على قوى الشر نتيجة لصراع مقنع.
أما المحور الثالث في تقنيات النص فقد حددها المؤلف في “الأساليب المسرحية”، والتي ناقش فيها أهمية السيكودراما التي تعتمد على التلقائية الدرامية، والسوسيودراما التي ترتبط بتمثيل مجموعة من الأدوار المسرحية التي لها علاقة بالوضعيات الاجتماعية، والتي قد تدفع الطفل للاندماج في المجتمع، ثم انتقل لعرض أشكال متعددة من الدراما كدراما التنشيط، والدراما التعليمية، والدراما الإبداعية، ودراما التقليد، والدراما الإيهامية. والمحور الرابع من تقنيات النص والعرض في مسرح الطفل تناول فيه المؤلف السمات الفنية لعرض مسرح الطفل، من خلال دور المخرج، والممثل، والمتممات الفنية. وفي الفصل الثاني من الكتاب تناول العلوي بنية النص المدرسي وآلية تنفيذه، ناقش فيه محاور جديدة بدأها بالمسرح المدرسي وأهميته التربوية والثقافية والترويحية والصحة النفسية والعقلية، ثم رصد في المحور الثاني دور المسرح المدرسي في التربية والتعليم، مشيراً إلى أن أهم أشكال المسرحية التربوية هي الكوميديا، والتراجيكوميديا، والماساة والمسرحية الغنائية. ملخصاً لخطوات إعداد المسرحية المدرسية. واسترسل المؤلف في عرض العديد من المحاور المتعلقة  ببنية النص المدرسي كجمهور المسرح المدرسي، ومسرحة المناهج، وخصائص المسرح المدرسي، وأهم الأركان التي يستند إليها النشاط المسرحي المدرسي. ثم انتقل لفصل جديد بعنوان “تفعيل مسرح العرائس في المسرح المدرسي” تناول فيه تعريف مسرح الدمى والعرائس، وتطور ووظائف وشروط مسرح العرائس، كما تناول تقنيات العرض في مسرح العرائس من حيث التمثيل، والديكور، والملابس، والإضاءة، والماكياج، والصوت والمؤثرات الموسيقية. مختتماً هذا الفصل باستعراض لأنواع العرائس، وهي عرائس العصا، والعرائس القفازية، وعرائس خيال الظل، وعرائس الماريونيت.
ثم شرع المؤلف في فصل مستقل لمناقشة مسرح العرائس في سلطنة عُمان، بدأه بتناول المسرح المدرسي في الخليج، ثم العرائس المستخدمة في سلطنة عُمان وهي عرائس العصا، والعرائس القفازية، وعرائس خيال الظل. ويعتمد المسرح العُماني على الخبرات البسيطة للمعلمين والمعلمات لإنجاز هذا النوع من المسرح. ويشير العلوي إلى أن مسرح العرائس  في سلطنة عُمان يعد إحدى ركائز التعليم الأساسي بالسلطنة. كما استعرض التجربة المسرحية التي كانت موجودة قبل عصر النهضة في سلطنة عُمان، وأشكال المسرح المدرسي بالسلطنة، والواجبات التي يجب مراعاتها قبل البدأ في تنفيذ العروض المسرحية المدرسية باستخدام مسرح العرائس، والأنشطة التربوية والتوعية الطلابية، ومفهوم النشاط، وأهمية الأنشطة التربوية وعلاقاتها بالمستوى التحصيلي، ثم علاقة الأنشطة التربوية بالمناهج الدراسية والمسرح المدرسي في سلطنة عُمان، مشيراً إلى أن عقدي السبعينات والثمانينات من الفترات التي تاسس فيها نشاط المسرح المدرسي الذي تطور في فترة التسعينات. ويختتم المؤلف كتابه بعرض لنماذج تطبيقية من المسرح المدرسي بتقنيات عرائسية، وهي مسرحية “ لعله خير” من إعداد نورة الفرعية مدرسة النوابع للتعليم الأساسي، ومسرحية “ تيمورلانك” من إعداد معلمات الحلقة الأولى من التعليم الأساسي، ومسرحية “الحطاب والشجرة” من إعداد عايدة السلطوني معلمة النشاط المسرحي بمدرسة مشاعل المعلم.

فن العازي
في إطار الإصدارات المبسطة المرتبطة بالتعريف بالتراث اللامادي أصدرت وزارة التراث والثقافة بسلطنة عُمان عام 2012 كتيب بعنوان «من مفردات التراث الثقافي العُماني غير المادي..العازي فن الفخر والشعر» من إعداد جمعة بن خميس الشيدي، وترجمة موسي الرجيبي، وشيماء بنت سعيد الحبسية، وعلياء بنت علي العلي. والكتيب يحوي 16 صفحة باللغة العربية، ومثلهما بالإنجليزية، يعرف فيه المؤلف فن العازي في اللغة، والعازي كنمط موسيقي، مشيراً إلى أن العازي هو نمط موسيقي من أنماط الفخر والمدح والعزوة بالوطن والمجتمع، والعزوة كذلك بالأهل وذوي القربى، وهو كذلك فن الشعر، فالشعر أساسه وعموده، فبشعر العازي يفخر العُماني بوطنه وبمجتمعه ويعتز بنفسه وبأهله وبقبيلته. والعازي هو أيضاً أحد أنماط الموسيقى التقليدية العُمانية، ينتشر أداؤه في معظم ولايات عُمان، ويعتبره الكثير من الممارسين النوع الرابع من أنواع «فن الرزحة» (الهمبل، القصافي، اللال) نظراً لارتباطه الوثيق بهذا النمط المشهور، حيث أن العازي يؤدى كلما أديت الرزحة: فهو يؤدى بعد رزحة الهمبل/الهيبة أو بعد أداء دور من رزحة القصافي، أو بعد انتهاء الرمسة قبل مغادرة المكان، حسب مكان إقامته والعادات المتبعة فيه. كما يرتبط أيضاً بفن العيالة الذي يمارس في ولايات محافظات: الباطنة والظاهرة والبريمي. فعادة ما يؤدى العازي قبل أداء العيالة (قبل وصول المجموعة إلى مكان الأداء مباشرة) أو بعده (قبل مغادرتهم المكان). ويسترسل المؤلف في التعريف بفن العازي ليعرض لنا طريقة الأداء في هذا الفن مع بعض النماذج الشعرية بين العازي والمجموعة. ثم يستعرض قصائد العازي التي تأتي في خمسة أنواع من السياقات الشعرية المعروفة في الشعر الشعبي عامة والعُماني خاصة، وهي: المطلقة، والعددية، والألفية، والمربوعة، والموصولة. مشيراً إلى أنه من الممكن أن تجتمع الأنواع الثلاثة الأخيرة في سياق قصيدة واحدة تكون: ألفية، مربوعة، وموصولة. أما الأغراض التي يتضمنها الشعر في العازي فهي متعددة ومتنوعة، مثل: المدح والفخر، الورع وتقوى الله سبحانه وتعالى، الوعظ والنصح والإرشاد، الحكم والمثل الحسنة، الوصف، وقد يكون في الغزل أيضاً. وينتهي الكتيب بالمصادر العلمية التي اعتمد عليها المؤلف. والكتاب على هذا النحو يعد من النماذج التي تشرح عناصر التراث الشعبي في أسلوب مبسط ومختصر.

الفنون العريقة بسلطنة عُمان
صدر الجزء الأول من كتاب «إيضاح الطريقة للفنون العريقة» للشاعر خميس بن جمعة المويتي؛ ويأتي إصدار هذا الكتاب ضمن مشروع وزارة التراث والثقافة لدعم الكُتاب العُمانيين ونشر إبداعاتهم في سلسلة إصدارات متتابعة، كما يأتي أيضاً ضمن احتفاء السلطنة بمسقط عاصمة الثقافة العربية لعام 2006. وهذا هو الجزء الأول الذي يقع في 120صفحة من القطع المتوسط، والمؤلف قد وعد بإصدار الجزء الثاني، غير أنه لم يقع تحت أيدينا عند إعداد الملف. ورغم أن الكتاب بدون فهرس إلا أنه يحوي مقدمة مختصرة وافية بمشروع المؤلف، ولأنه شاعر فقد استهل بتعريف الشعر كونه مرآة للأحاسيس الرقيقة والمشاعر الشفيفة، وأداة  للتخاطب العميق  بين البشر الذين تستهويهم الكلمات، حيث أن الشعر الشعبي كان ولايزال ذا أثر عميق في الثقافة العُمانية بحكم انتشاره الواسع، ويعتبره المؤلف هو المؤسس للفن الغنائي الشعبي، ولايزال هو الرافد الأول للأغنية أو قل الفن بشكل عام لقربه من الأذن في الوسط العُماني، إلي جانب الانسيابية التي تضفي الطرب المؤثر في الأداء، وقد رأى خميس بن جمعه أن من واجبه كواحد من الشعراء الشعبيين توثيق هذه الفنون الشعبية لتبقى شاهداً عريقاً ومرجعاً وسجلاً للمتحمس لها، والحاني عليها، والباحث فيها. واستهلالاً لهذا المشروع لم يكتف المؤلف بالكتابة عن فنون مختلفة وهي: فن الدرسعي، وفن الريحاني، وفن الجمل، وفن البشري، وفن ابو كلمه، وفن العازي بمختلف أنماطه، وفن الرزحة، ولكنه اهتم أيضاً بالكتابة عن الفن وما حوله بتوثيق بعض المصطلحات المتعلقة به، وبيان دلالتها، وتفسير رمزيتها...إلخ. والكتاب علي صغر حجمه إلا أنه يحوي شرحاً وافياً لهذه الفنون ونماذج لها.
ويبدأ المؤلف كتابه بالتعريف بالرزحة وهو الفن الشهير قاطبةُ بين الفنون العُمانية، إذ يعبر عن جدية الشخصية العُمانية ورزانتها وهيبتها وبسالتها بترسيخ الوقائع والأحداث التي تمر بالمجتمع العُماني، وتتميز الرزحة بفن المبارزة بالسيف، إلي جانب كونها مطارحة شعرية ارتجالية، ويذكر المؤلف الأنماط المختلفة للرزحة منها: رزحة القصافية، رزحة اللال العود (الرزحة الكبيرة)، والمناسبات التي يُشاهد فيها فن الرزحة مثل الاحتفال بنصر تحققه القبيلة، أو الاستعداد لسفر البحارة، أو استعداداً لغزوة تقوم بها القبيلة...إلخ. ويستطرد إلى وصف فرقة فن الرزحة، وتكوين أعضائها، ووظيفة كل عضو، والأدوات المستخدمة مثل السيوف مع التروس، والطبول مع المناقيح أو المضارب، والبرغام أو البرغوم..إلخ.
ويشير المؤلف إلى أن البعض من شعراء الشعر الشعبي يمارسون الكتابة في فنون الدرسعي، والريحاني، والجمل والبشري، ويحفظون قواعدها وأراجيزها عن ظهر قلب، ويقومون بصياغة الألغاز والأسئلة في المساجلات والمراسلات، ليختبر بعضهم البعض كي تتعدد غاياتها الخاصة التي تبلغ بعض الأحيان مرتبة ذات أهمية بالغة، وهو ما يجعل هذه الفنون ناقلاً للكثير من الشؤون السرية بصورة مطلسمة، فلا يستطيع الشاعر مجاراة أقرانه إن لم يحفظ هذه القواعد. ومن ثم يستعرض المؤلف هذه الفنون التي يبدأها بفن الدرسعي والأرجوزة الدرسعية، ثم ينتقل إلي شرح فن الريحاني، ليذكر لنا قصيدة للشاعر هاشل بن عامر الناعبي يتكلم فيها عن قاعدة فن الريحاني بالتفصيل تبدأ بهذه الأبيات:
الألف رجلن شاجع ضرغام من بطل
      ليثن غضنفر ما يهاب الجحافلي
والبا بصل والنرجس يطلع ملبصل
       غالي وينبه بـــه فــؤاد الذاهلي
والتا تمر والتمر من جرد النخل
    فرض ومطرحي خنيزي ومبسلي
 وتنتهي بالبيت التالي:
وصلوا علي من كسر اصنام الجهل
      بمهنـــداتـــن ورمـــاح الــــــذوابلي
ويشرح المؤلف بالتفصيل ما يستنتج من القصيدة، وكيف يعتمد هذا الفن على الكلمات وليس الحروف...بينما فن الجمّل يعتمد علي ربط الأرقام بالحروف الأبجدية حسب تركيبة متفق عليها منذ القدم، ويعتمد علي هذا الفن الفلكيون اعتماداً لابأس به، والشعراء يدرجونه في قصائدهم الشعرية من أجل أن يختبر بعضهم البعض، ويوجد هناك توزيع معين موضح بجدول أبجدي- أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ ، ودلالة رقم كل حرف- محفوظ لدى شعراء هذا الفن...إلخ. ثم ينتقل لاستعراض فن البشري الذي يعتمد على الأسماء الواردة في القصيدة وكيف أن الشعراء يمكن أن يدرجو أكثر من فن في قصيدة واحدة وذلك كما في المثال الشعري التالي:
يكون فحذر لي ما معه علم وخبر
               غنم آل بدر سارن فأرضن مجدبة
وعن ستةً مروا فبستانن خضر
               وكل واحدن يعرف مراده ومطلبه
وهكذا يشرح خميس بن جمعه خصائص كل فن وكيف يؤديه الشعراء مروراً بالنايحة الخالدية، ونايحة مطوع، والنايحة البشرية أو الغباشي، نهاية بالعازي، والعازي العددي، والعازي المطلق ويذكر قصيدة من تأليفه مطلعها:
سبحان من أوهب عُمان
        نورن تجلــي افكــل مكــان
وعلي يدينه الحق بان
        واضح وكــل حـــدن يـراه
والكتاب على هذا النحو يعد توثيقاً مهماً لبعض من فنوننا الشعرية العُمانية التي تستهوي المتخصصين وغير المتخصصين.

حكم وأمثال العُمانيين
صدرت الطبعة الثالثة لكتاب في الأدب الشعبي العُماني حمل عنوان «العُمانيون حكمهم وأمثالهم الشعبية» عن وزارة التراث والثقافة عام 2002. والكتاب يقع في 86 صفحة من القطع الصغير، قام بجمع مادته المستشرق لفتانت كولونيل م ي. أ س. جي ، الذي بدأ مؤلفه بمقدمة يشرح فيها ضرورة دراسة الأمثال والحكم الشعبية لدارسي اللغة العربية، باعتبارها مصدراً غنياً لكثير من اللهجات والعبارات اللغوية الغريبة، وكيف إنها تعبر عن أفكار الشعوب وأحاسيسها، خاصة إذا  كان هذا الشعب يعيش في المراحل الأولى من حضارته...إلخ. وكيف تكون تلك الحكم والأمثال نافذة أو صورة أقوى وأعمق تعبيراً عن سلوك وعادات وأنماط التفكير لدى أي أمة، ولكن مايميز هذا العمل الذي لم يكمل المائة صفحة، ويجعلنا نرشحه للعرض، هو المقدمة التي كتبها المؤلف بمنتهي الموضوعية والحيادية العلمية عن اللغة العربية حيث يقول: وأن أروع ما في اللغة العربية هو ذلك التماسك والتجانس الذي تقوم عليه صياغة الأفكار أو التعبير عنها، بالرغم مما تنطوي عليه من شدة التعقيد. وهذه الغرابة، مضافاً إليها سمات وخصائص الشعب العربي كشعب حاد الملاحظة إلي درجة قصوى، قد تضافرت كلها لتخلق أدباً شعبياً مميزاً من الأمثال والحكم لايضارعه أدب آخر في أية لغة أخري من لغات العالم، ومن ثم فهو أدب جدير بالدراسة والتحليل. وهذا يجعلنا بدورنا كعرب نحييه ونُجْلّه علي هذه الدراسة التي تستحق التقدير والإمعان فيها من شخص يدرس ثقافة غير ثقافته بكل هذا الاهتمام والشغف العلمي المحمود. وفيما نحن في هذة النشوة، يأخذنا الكولونيل إلي إيكولوجيا المكان حيث موقع العالم العربي، وظروف الحياة التي يعيشها كل جزء منه، مما لم يفض إلي تنوع اللهجات الإقليمية فحسب بل وإلي تنوع الأمثال الشعبية وفقاً لكل بيئة، بحيث أصبح لكل جزء من الوطن العربي أمثاله الشعبية الخاصة به. أما سلطنة عُمان فهي تنفرد بخصائص جغرافية وطبيعية، ساهمت في فرض عزلة على شعب عُمان قروناً طويلة...حيث يقول: إذا ألقينا نظرة علي التخوم الرملية والصحراوية التي تحيط بسلطنة عُمان من شمالها وغربها وعدم وجود مواصلات برية بين أجزائها المختلفة، فإننا لانستغرب الطريقة التي استطاع بها العُمانيون الاحتفاظ بطريقتهم في الأداء والتعبير عن أفكارهم من خلال فيض من الأمثال والحكم الشعبية، استنتج المؤلف من خلالها التشابه الوثيق بين الأمثال العُمانية في مجال تطبيقها وبين الشعوب الأخري، وكذلك الصدق البسيط الذي يربط بين جميع الآداب الشعبية، من خلال تجربة الحقاب هو واحد، مهما اختلف أنماط التعبير عنها من أمة إلي أخري.. وفي متن الكتاب لم ينتهج المؤلف منهج محدد للتعامل مع الأمثال والحكم التي قام بجمعها، فهو يذكر نماذج متعددة من الأمثال الشعبية يتبعه بشرح معنى المثل ثم مضرب المثل كما في هذا المثل (إن جار عليك الزمان جُور علي الأرض) و هو مثل ضُرب لحث الإنسان على تحمل الشدائد دون الاستسلام لها، المعنى أنه إذا جار عليك الزمان فواجه الجور بالعمل الدؤوب. وأحياناً أخرى يذكر المثل ومعناه فقط..وأخرى يسرد المثل والمرادف له أو المتغير عنه في بلد آخر كما في المثل التالي (إن كان المتكلم مجنون يكون المستمع عاقل)، ويعني هذا المثل أن الإنسان يجب أن يتذرع بالحذر قبل أن يحكم علي ما يسمع من الكلام، وهذا المثل بنصه شائع في مصر..وأحياناً أخرى يذكر المؤلف المثل ويتبعه بما يشبهه في بلد آخر مثل( وما تطيح السقيفة إلا علي رأس الضعيفة) ويقابله المثل الإنجليزي الذي يقول (المصائب لاتأتي فرادة). وأحياناً أخري يذكر المثل ومعناه ومضرب المثل أو حكاية المثل ...إلخ. غير أنه جمع ووثق ما يقرب من 300 مثل في هذا الكتاب الصغير الذي يحتاج قطعاً إلى التوسع فيه واستكمال مادته من قبل الباحثين الوطنيين بالسلطنة.

الصناعات الفضية في عُمان
ولا زلنا مع إصدارات وزارة التراث والثقافة بمسقط بسلطنة عُمان، والتي أصدرت عام 2003 كتاب  روث هولي «الصناعات الفضية في عُمان»، والكتاب يقع في 72 صفحة من الحجم الصغير، وتستهل المؤلفة كتابها بالإشارة إلى أنه من العسير جداً تحديد أسماء الأواني والحلي الفضية التي تشتهر عُمان بصناعتها، ويرجع السبب في ذلك إلى كثرتها، وإلى أن أسماء هذه الحلي والأواني تختلف من منطقة عُمانية إلى منطقة أخرى. فالتسمية التي يطلقها أهل مسقط على حلية أو آنية ما قد يوجد لها تسمية أخرى في نزوى  مثلاً، وهكذا دواليك. ثم تعرض المؤلفة لتاريخ صناعة الذهب والفضة، وعملية تشغيل الذهب والفضة في عُمان، مشيرة إلى أن صناعة الحلي والأواني الفضية تنتشر في العديد من أقاليم عُمان ومدنها. ومن أهم هذه المراكز: بهلا، وعبري، ومطرح، والرستاق، وصور، ومسقط، وصلالة، وكانت كل مدينة أو منطقة من هذه المناطق تحتفظ لنفسها بطرازها المميز الخاص. وفي الوقت الحالي نجد أن معظم الحلي والأواني الفضية التي تصنع في عُمان، إنما يتم تشكيلها داخل قوالب من الفضة ترد إلى عُمان من الصين. وبالنظر إلى ما تتسم به الحلي من مظاهر الذوق والجمال، وإلى استعمالها في التعاويذ، وما يصوره هذا الاستخدام من أهمية اجتماعية لأصحابه، فإن الحلي تحتل وضعاً فريداً بين الفنون الجميلة وذلك من جهة كونها عملة قابلة للتداول دائماً.
وفي إطار حديثها عن تكنيك صناعة الحلي الفضية في سلطنة عُمان تشير هولي إلى مراحل عمل الحليات الفضية، حيث يتم إعداد الفضة الخام في قوالب، أما عملية النقش والزخرفة فتتم بالترصيع، وبالحفر والنقش، وهذا من واجهة الحلية ومن حيث يتم تضريصها. وتمر عملية النقش والزخرفة بعدة مراحل بداية من حشو الحلية بنوع من القار السائل والرملي النقي أو الرماد، ثم ترصيع الحلية أو نقشها، مما يؤدي إلى إظهار الخطوط البارزة لعملية الزخرفة. ثم مرحلة تجويف خلفية الحلية بعد أن يصبح المعدن المطروق شديد الصلابة. يتبع ذلك نقش الحلية بسكب مادة السخام، أو الزيتن أو السلفا عليها، ثم تلميع الحلية بشكل يبرز رونقها. ثم تستعرض المؤلفة الأدوات المستخدمة في الحرفة كالأزميل، والسندان، والكماشة المفرطحة، والمنشار الدقيق. وتخصص الدراسة جزءاً للتعريف بـ “ريال ماريا تريزا” المصنوع من الفضة، والذي ظل متداولاً في عُمان حتى وقت قريب، ورغم أن هذا الريال لم يعد متداولاً الآن، إلا أنه لايزال يُتخذ كقاعدة وأساس لتسعير قيمة الفضة ونسبتها. أما أنواع الأدوات الفضية المستعملة في عُمان فتشير المؤلفة إلى أنها كثيرة ومتعددة، وتتميز بزخارف كثيفة، وبخاصة تلك التي تُصنع من الفضة الخالصة. وتذكر على سبيل المثال لا الحصر، أنواع البنادق التي تتحلى بالنقوش الفضية في أعقابها، أو على مواسيرها، ومحافظ البارود الخشبية المصنوعة على شكل قرون الحيوانات، وتتحلى بنقوش ومشغولات فضية على أطرافها. ومن الأدوات أيضاً علب حفظ النقود، والبيبات، وخلالات الأسنان، وأدوات وإبر التطريز، ونتافات الشوك. ومعظم رجال المنطقة الداخلية بعُمان يتمنطقون بأحزمة تتدلى منها بعض الأدوات المصنوعة من الفضة كالملاقط، والنتافات التي تستخدم في انتزاع الأشواك التي تنغرس في أقدامهم. ويستعمل في عُمان أنواع كثيرة من السلاسل والعقود، أبرزها وأهمها تلك العقود التي تحمل التمائم والحروز، وهي حلية فضية مربعة الشكل أو سداسية، ويتوسطها عادة حجر. ويعتقد العُمانيون، مثل هذه القطع تقي الإنسان من الحسد، أو العين الشريرة. و تلبس حول العنق، وفي بعض الأحيان في مقدمة الرأس. وتسترسل الدراسة في عرض أنواع متعددة من القلادات والأدوات الفضية ومقارنتها أحياناً بنظائرها في الدول العربية.
ثم تستعرض الدراسة صناعة الخناجر والنصال والسيوف، فأول ما يلفت نظر الزائر لعُمان هو الخناجر التي يرتديها العُمانيون، وتُستعمل هذه الخناجر بصورة خاصة في المناسبات الرسمية، وتلبس فوق الدشداشة، ولا يُستعمل الجاكت معها. والخنجر العُماني أكثر وجاهة في تصميمه مقارنة بغيره في دول أخرى، حيث أن طرف النصل أقل انحناءة منه في خناجر المناطق الأخرى من شبه الجزيرة العربية. وأحسن أنواع الخناجر العُمانية هو ذلك النوع الذي يحمل على جرابه سبع حلقات من الفضة، اثنتان منها تستعمل لتثبيته بالحزام، والخمسة الأخرى للتوشيه والزينة.
ثم تنتقل المؤلفة للحديث عن الأسورة والخلاخل الفضية والتي تشير إلى أن غالبيتها مطعمة بالأحجار الكريمة والفصوص حتى يُتاح للرجال أن يتبينوا النساء بها. كما أن الرنين والإيقاع اللذين يحدثهما لبس الخلاخل عند النساء، يكون لهما وقع موسيقي وتأثير حسي جميل. وللخلاخل العُمانية أطراف معقوفة، بينما لا ينطبق هذا على الأساور. ومن أنواع الخلاخل كثيرة الاستعمال في عُمان ما يعرف بـ “الويل” وهو دقيق، ويثبت بمسمار في الوسط، وتوجد هذه الحلية في إيران كذلك، وربما يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد. أما السوار فيسمى في عُمان “بنجري”، ويرتدي أهالي مسقط ومطرح نوعاً محفوراً من الأساور قطره نحو ثلاثة أرباع البوصة، ويكون مرصعاً بالفصوص غالباً، ويُستعمل ويُصنع في مسقط ومطرح وساحل الباطنة.
أما السلاسل والعقود الفضية فهي كثيرة ومتنوعة أيضاً، وأكثرها تلك التي يحيط بها أسلاك فضية متشابكة وهي الأكثر استعمالاً. ويتم صنع هذا النوع بثني العقد من المعادن نصف ثنية، ثم وصلها بعضها ببعض. وتستعمل لتثبيت رداء الرأس أو الطرحة. وتتكون عادة من شريط مكون من خمس سلاسل، يُلبس تحت الذقن ويثبت من كلا الجانبين بشوكة. أما الأقراط فإن أكثرها انتشاراً بين سكان المنطقة الشمالية من عُمان هو النوع المدور ويسمى “الشغاب”. ويكون أحد أجزاء هذه الحلية أملساً، بينما الأجزاء الأخرى مضلعة. ومن المألوف أن تلبس الفتيات عدداً من الأقراط في آن واحد من خلال ثقوب متراصة في الأذن، غير أن البعض يرتديها في مقدمة الراس.
ثم تنتقل الكاتبة للحديث عن الخواتم العُمانية حيث يلبس أهل عُمان الخواتم في كل أصابع اليد وأصابع القدم على السواء، وتكون خواتم القدم رقيقة ومنقوشة ببساطة، إلا أن هناك خواتم متنوعة وكثيرة، ومنقوشة وفقاً للأصبع الذي تلبس فيه، وهي عادة تتكون من خاتمين، واحد منهما لكل كف، وخاتم لكل اصبع وكل إبهام. ورغم أنه لاتوجد عادة تقديم دبل أو خواتم زواج في عُمان، إلا أنه يتم تقديم ما لايقل عن عشرة خواتم عند عقد الزواج. ولعل استعمال الخواتم في عُمان يتم غالباً في المناسبات الاجتماعية وفي الحفلات الرسمية. أما خواتم السحر والتعاويذ، فقد كان استعمالها شائعاً عبر مختلف العصور، ولعل لهذه الخواتم علاقة بخاتم النبي سليمان. وينتهي الكتاب بفصل حول فضيات المنطقة الجنوبية من عُمان، حيث تختلف الجواهر والحلي التي تُصنع في ظفار- المنطقة الجنوبية من عُمان- تختلف عن الحلي في المناطق الأخرى من البلاد سواء من حيث التصميم أو الشكل، وهي أقرب في أشكالها من الحلي التي تصنع في اليمن. ففي المنطقة الجنوبية يدخل الخرز الملون بشكل واسع في الحلي، وأكثر الألوان رواجاً الخرز القرمزي والأخضر أو المرجاني، وتوجد أنواع من الخرز البلاستيك. كما تتميز المنطقة الجنوبية بطرازين من الأساور الأول يسمى “ملوت” ويُصنع من الخرز الفضي السميك المربع. والآخر يسمونه في ظفار “المحدبة” وهو الإسم الجبالي للإسورة السميكة المصنعة على شكل حرف D الإنجليزي. وتفرد الكاتبة للعديد من النماذج من الحلي الفضية للنساء قبل وبعد الزواج مشيرة لوظيفتها وتنوعها الثقافي في المنطقة.
 
التاريخ المروي لصور
وفي عام 2012 صدر عن وزارة التراث والثقافة بالسلطنة كتاب «التاريخ البحري المروي لولاية صور» جمع وإعداد حمود بن حمد بن جويد الغيلاني، ومحمد بن حمد العريمي، وفريق من الجامعين الميدانيين هم: خالد بن صالح بن سالم العريمي، وعبد الله بن سالم بن حمد السناني، ومريم بنت حمود بن حمد بن جويد الغيلانية. والكتاب يقع في 140صفحة من القطع المتوسط. ويُعد وثيقة علمية للتراث الشعبي المرتبط بالبحر في مدينة صور، واعتمد المؤلفان منهج محدد وفق ألية الجمع الميداني للمعلومة من مصادرها. ولأجل ذلك، قام الباحثون بالجمع المباشر من خلال اللقاءات التي تمت مع شخصيات عاشت الفترة الزمنية للتاريخ البحري المروي لمدينة صور العُمانية، واستمرت عملية الجمع الميداني للمرحلة الأولى نحو شهرين تم خلالها تسجيل معظم المقابلات بأجهزة التسجيل، ومن ثم تلا ذلك تفريغ الشرطة وتدوين الأحداث وربطها مع بعضها البعض، بعد ذلك تمت الزيارة الثانية لعدد ممن تمت مقابلتهم لاستيضاح العديد من الجزئيات.
ويستهل الكتاب بتعريف الموقع الجغرافي والبعد التاريخي لمدينة صور التي تقع في الركن الشرقي من سلطنة عُمان ومن ثم فهي تطل على بحر عُمان. وتبدأ أولى فصول الكتاب بعرض للتراث الشعبي حول صناعة السفن من حيث العوامل المتعلقة بتعلم الحرفة، والصفات التي ينبغي أن يتصف بها من يريد الالتحاق بتلك الحرفة كالانتباه والطاعة العمياء للوستاد وتقبل المعاملة الصارمة. كما يرصد الجوانب المالية والإدارية المرتبطة بالحرفة، كآلية الاتفاق على صناعة السفينة، والمعاملات المالية المتعلقة، وطاقم الصناعة، لنقترب من بعض العادات والطقوس الخاصة بحرفة صناعة السفن، والتي من بينها قيام صاحب السفينة بتقديم ذبيحة لطاقم السفينة بعد مد الهيراب، وتعتبر كضيافة للوستاد، وكذا تقديم الحلوى العُمانية عند تركيب جارية السنجريري مع ضرب ألواح الدرميت.
 ثم تطرق المؤلفان إلى عرض أجزاء السفينة والأدوات، لنجدنا أمام عشرات الأجزاء والأدوات وشرح مفصل لكل منها، بداية من “الهيراب” وهو قاعدة السفينة ومروراً بالألواح وأضلاع السفينة وانتهاء بأجزاء وحبال الدكل. ثم الأخشاب المستخدمة، وعدة البحار، وأنواع الحبال والأشرعة. ثم عرض لنماذج من أنواع السفن المستخدمة في الملاحة البحرية والتي لا تزال تستخدم كالسنبوك (المد)، والغنجة، والبغلة، والبدن، والجالبوت، والعويسية، والبوم، والشوعي، ولنج الصيد، والهوري. ثم يرصد الكتاب عدداً من المصطلحات المحلية المستخدمة في الصناعة. وعدة نماذج لبعض صناع السفن (أسماء 74 صانع)  المشهورين في تاريخ ولاية صور.
وقد خصص المؤلفان فصلاً مستقلاً بعد ذلك للتعريف بالملاحة البحرية وتتكون من الملاحة الساحلية وهي التي تجري على طول السواحل وعلى بعد لا يتجاوز 20 ميلاً، ثم الملاحة المفتوحة، وتجري في جميع البحار والمحيطات، وهي إما ملاحة دولية أو ملاحة أهلية. أما طرق الملاحة فقد تكون بدائية أو فلكية أو تقديرية، ويقصد بالأخيرة استعمال اتجاه الرياح والتيارات لمعرفة الاتجاه وهي أقرب للبدائية. ويستطرد المؤلفان في رصد وتعريف الأدوات التي استخدمها نواخذة صور في أسفارهم المختلفة، فضلاً عن التعريف بطاقم السفينة من نواخذة وبحارة ووساتيد ووليدات وغيرهم. وآلية تأهيل النوخذة وأهم الأعمال التي يقوم بها. ثم انتقلا للحديث عن البحارة وآلية اختيارهم وأهم أعمالهم كاختيار البحارة وأجورهم، ومراجعة المجاري والقياس بالتعاون مع السكوني. كما تناولا أهم المواني التجارية التي كانت تصل إليها سفن أهل صور، وأهم البضائع المصدرة والمجلوبة من تلك الموانئ، ومدد الرحلات المختلفة. ثم تطرق المؤلفان إلى عدد من القضايا المتعلقة بالملاحة البحرية كأنواع الإصابات، وآلية التعامل مع وفيات البحر، ومفهوم سنة البحر أي القانون الذي يحكم العلاقة بين أطراف عدة، ففي عرف الملاحين والبحارة هناك ما يستندون إليه من قوانين ضابطة للعلاقات الإنسانية والقانونية والإنسانية، ونظراً لتعدد الأطراف الخاضعة لهذا القانون أو ما يعرف باسم سنة البحر، كان لابد من وضع المواد القانونية لتحكم علاقة كل طرف بآخر. ثم يستعرضا الوثائق المرتبطة بالملاحة، وأشهر الضربات، وعمليات القرصنة، والوساطة التجارية، والنقل الساحلي. واختتما هذا الفصل عن الملاحة البحرية بذكر نماذج  لعدد من النواخذة الذين تم التوصل إليهم (479 ).
أما الفنون المرتبطة بالملاحة البحرية فقد كانت من بين الفصول المهمة في هذا الكتاب وهي فنون متعددة بتعدد المراحل المرتبطة بعملية الملاحة، ابتداء من صناعة السفينة، وانتهاء برسو السفينة في خور الحجر أو خور الجراما قادمة من رحلة طويلة جابت خلالها عدداً من الموانئ المختلفة. وقد حرص المؤلفان أن يستقيا أكبر قدر من هذه الشلات (الأغاني)، ورصد الأصل الأفريقي لبعضها، والحصول على شلات لم يتم تدوينها من قبل، وتسجيل عددا من هذه الشلات من أفواه الرواة مغناة بلحنها الأصلي القديم، وهي محفوظة في التسجيلات المصاحبة للكتاب. ومنها شلات مرتبطة بصنع السفينة وتجهيزها للبحر، كالشلات المصاحبة للقلفاط ومعظمها شلات أفريقية، وأخرى مصاحبة لعملية تكوين السفينة، وثالثة مرتبطة بعرامة السفينة أي تنظيفها. والنوع الثاني شلات مرتبطة بالاستعداد للسفر، والثالث مرتبطة برفع الأشرعة، ومنها:
يا خوتي يا رباعه
        يا خوتي يا رباعه
حن كلنا ندور
        وغايب على ساعه
 أما الفصل قبل الأخير من هذا الكتاب فقد خصصه المؤلفان لرصد نماذج لبعض الحكايات والقصص والمواقف التي ارتبطت بذاكرة رواة الكتاب، وهي قصص ليست من نوع الإبداع الشعبي المعروف، لكنها روايات شفهية الغرض منها أن يتعلم الجيل القادم مدى التضحيات والمعاناة التي بذلها آباؤهم وأجدادهم في سبيل هذا الوطن، ومن أجل البحث عن لقمة العيش الكريمة، وهذه القصص تحمل في طياتها سمات التحدي والإرادة التي اتسم بها الملاح الصوري، ولولا ذلك لما كان لذلك الأسطول البحري الكبير ذلك الدور الرائد، وتلك الشهرة المدوية بين الموانئ المختلفة. ومن هذه القصص رواية النوخذه مبارك بن جمعة العريمي الذي يقول: “طلعنا من طيوي باتجاه مسقط، وفجأة تعرضنا لعاصفة مفاجأة، وضربنا ريح وموج، حتى وصلنا لبندر الخيران، واضطررنا للمكوث يومين كاملين حتى هدأت العاصفة، ثم توجهنا إلى مسقط حيث وجدنا (اللنجات) راسيات في الميناء”. أما الفصل الأخير من الكتاب فقد خصصه المؤلفان لمعجم لعرض جانب من أهم المصطلحات التي تم استخدامها في مجال الملاحة البحرية، وصناعة السفن، وهي مصطلحات يعود بعضها إلى لغات وثقافات أخرى، ولكنها مع مرور الوقت أصبحت جزءاً من قاموس اللهجة الصورية.
دراسات حول المدن العُمانية
استطعنا خلال رحلة البحث عن دراسات التراث الشعبي بسلطنة عُمان الوقوف على سلسلة مهمة من إصدارات وزارة التراث والثقافة ممثلة في المنتدى الأدبي، ترصد لنا تاريخ وتراث بعض المدن العُمانية. وقد صدر عن هذه السلسلة حتى عام 2012 ستة عشر عدداً لستة عشر مدينة ترتبط بعبارة «عبر التاريخ» وهي مدن: السيب عبر التاريخ- صور عبر التاريخ- صحار- ظفار- نزوي- عبري- مسندم- بهلى- الرستاق- إبراء- ضنك- سمائل- قريات- المظيبي- البريمي- شناص. واهتم المنتدى الأدبي بوزارة الثقافة بتصدير هذه المجموعة بمقدمة موحدة على النحو التالي: .. كان من البديهي أن تحتل المدن الإسلامية عبر التاريخ مكان الصدارة في دراسات الدارسين وبحوث الباحثين، إلا أنه من المؤسف أننا لم نجد من بينهم من أولى عناية خاصة بحواضر عُمان ومدنها، بل إن تاريخ عُمان وبشكل عام قوبل بشيء من عدم الاهتمام والإنصاف من قبل العديد من المؤرخين والجغرافيين، مما يلقي على كافة المؤسسات العلمية والثقافية بالسلطنة مهمة إنسانية وذلك بإعادة النظر في صياغة تاريخنا الناصع بشكل عام، وتاريخ مدن عُمان وحواضرها ذات الثوابت الحضرية والفكرية والإنسانية، والتي كان لتألقها الثقافي وتأثيرها السياسي والاجتماعي والاقتصادي حضوره الفاعل والمتميز والمؤثر على الساحتين المحلية والعالمية منذ عصور ما قبل التاريخ.
واعتزازاً بهذا الدور الرائد الذي اضطلعت به حواضرنا، وتقديراً للمهمة الوطنية والعلمية الملقاة على عاتق الأجيال الحاضرة والمستقبلة، فقد حرصت وزارة التراث والثقافة ممثلة في المنتدى الأدبي على منح تلك المدن العناية والرعاية والاهتمام. وذلك عبر الندوات العلمية والثقافية التي يشارك فيها نخبة من المؤرخين والباحثين المتخصصين للعمل على إبراز أهميتها ومكانتها التاريخية والجغرافية، وبما تستحقه من دراسات جادة عميقة وموضوعية تثري المكتبة العُمانية والعربية، وتنقل بكل الأمانة والدقة البصمات المتميزة والإشعاعات المضيئة لهذه المدن عبر التاريخ.
وتأتي أهمبة هذه السلسلة كونها تتضمن الأبعاد التاريخية والجغرافية والأثرية غلى جانب البعد الفولكلوري لكل مدينة. واخترنا من هذه السلسلة ثلاثة كتب لثلاث مدن عُمانية كنموذج للعرض وهي: صحار عبر التاريخ- إبراء عبر التاريخ- سمائل عبر التاريخ.

صحار عبر التاريخ
صدرت الطبعة الثانية عام 2012 لكتاب «صحار عبر التاريخ» والذي يحمل رقم 2 من سلسلة المنتدى الأدبي التي أشرنا إليها. ويتضمن هذا الإصدار مجموعة من المحاضرات التي ألقيت ضمن ندوة صحار عبر التاريخ التي أقامها المنتدى الأدبي في ولاية صحار في الفترة من4-6 يونيو1997 توثيقاً للمعلومة ومرجعاً للدارسين والباحثين وإفادة لكل راغب ومريد للمعرفة. ويعرض الكتاب بداية لدراسة بعنوان «صحار بين التاريخ والأثار» لمعاوية إبراهيم، و»صحار في كتابات الجغرافيين والمؤرخين» لسعيد بن محمد الغيلاني، ثم دراسة علي بن محسن آل حفيظ بعنوان «صحار في مواجهة الأحداث». أما سعيد بن سليمان العسائي فقد كتب حول «صحار ودورها الثقافي»، فيما كتب عبد الغفار بن محمد شريف الشيزاوي حول «الخصائص الصوتية للهجة صحار». أما خليفة بن عبدالله الحميدي فقد كتب عن «الموروث الشعبي وتأثيره الاجتماعي والاقتصادي» والتي سجل في دراسته بعضاً من العادات العُمانية كعادة العلوم، وعادات الضيافة، وركض الخيل أمام الحصن، والعزوة «العيود» أمام الحصن، والمنوبة. ثم رصد بعض الحكايات الشعبية العُمانية منها حكايات التلاحم والتضامن المنقولة تاريخياً عن صحار وأهلها الكرام (مبادئ وأعراف اجتماعية) مثل حكاية «إسحاق»، ورواية تشير إلى ازدهار الزراعة في صحار. ثم انتقل الكاتب للحديث عن الألغاز والأحاجي الشعبية، والتي تسمى بالتخاتير والتغابي والأعاجيز في عُمان، والتي تعبر عن واقع حضاري وسلوك أدبي وفكري عميق وعريق. وقد عرض لبعض الألغاز تاركاً الحل في نهاية الدراسة، ومنها: وجهك عزيز في السم ما هات؟. ثم عرض لبعض الأمثال الشعبية بصحار منها: لا تزرع النارجيل في صحار.. ولا تزرع الفرض في ظفار- كما خاطب ليل- كل ذبيحة تعلق بكراعها (أي كل شخص مسؤول عما يفعله). ثم يفصل الكاتب في بحث الموروث الشعبي وتأثيره الاجتماعي والاقتصادي اليومي، مشيراً لتأثيره في الطب والسياسة والاقتصاد.. ومشيراً بشكل سريع لبعض الألعاب والفنون المرتبطة بصحار. أما الدراسة قبل الأخيرة في هذا الكتاب فكانت لمحمد الشحات قرقش بعنوان «صحار وتراثها البحري»، والذي استعرض فيه شبكة الموانئ والطرق المرتبطة بصحار.، ونظم الإبحار والاتصال بين صحار والموانئ التجارية. واختتم الكتاب  بمقال محمد بن عبدالله العبيداني حول الاتفاقات- القواعد بين الحكومة والدلأل.

إبراء عبر التاريخ
هذا الكتاب يحمل رقم 9 من سلسلة المنتدي الأدبى والذي صدر عام 2007، وهو حصاد الندوة التي  أقامها المنتدى الأدبي في ولاية إبراء في ديسمبر 2003. وولاية إبراء هي حلقة الوصل بين ولايات المنطقة الشرقية ومحافظة مسقط، كما كانت واسطة العقد للعديد من المواقع السياحية في المنطقة. واحتوى الكتاب عدة دراسات بدأت بدراسة حول الموقع الجغرافي لولاية إبراء لسالم بن مبارك الحتروشي، ثم «إبراء ومكانتها التاريخية» ليعقوب بن سعيد بن يحي البرواني، ثم دراسة حول «المعالم الأثرية والتاريخية في إبراء» ليعقوب بن سالم البوسعيدي. تلا ذلك دراسة يعقوب بن يوسف بن سعيد الحارثي حول الحياة الفكرية والعلمية في إبراء. ثم دراسة  مالك بن سلطان بن مالك الحارثي حول الحياة الاقتصادية في إبراء. وسوف نتوقف قليلاً حول دراسة  سعيد بن محمد بن سعيد الهاشمي المعنونة «الموروث الشعبي في ولاية إبراء ( الفولكلور)»، والتي يعرض فيها الكاتب الأهداف المتوخاه من هذا البحث، والتي لخصها في التالي:
جرد العادات والتقاليد والفنون الشعبية للولاية
تبويب هذا التراث الشعبي وفق المصنفات العلمية
الجدوى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لاستثمار التراث الشعبي
الأدب الشعبي الذي تميزت به الولاية عن سائر الولايات.
وعلى هذا النحو استعرض الكاتب أشكال الأدب الشعبي بالمنطقة كالهمبل والرزحة والشح شح، والقطافية، والعازين والطارق، والونه، والحادي، والميدان، والزار.. ومقارنتها بعدة أماكن أخرى. ثم أشار الكاتب لبعض المعتقدات المرتبطة بالكائنات الخرافية، والعلاج الشعبي، وزيارة الأولياء. ثم تناول بعض الألعاب الشعبية كلعبة «اللكد»، ولعبة «أم الست» وغيرهما. أما المهن والحرف الشعبية بالولاية فقد استعرض المؤلف الحرف الخوصية (السعفية) بالمنطقة، والحرف الغزلية والنسيج، ثم الحرف الجلدية كصناعة النعال، والسعن، وأحزمة الخناجر، والطبول..إلخ. ثم الحرف الفضية والذهبية كالحلي النسائية ومكملاتها والأواني الفضية. ثم الحرف الخشبية  كالمناجير والويج. والحرف الحديدية والنحاسية كالمجز، والمخالبن والمناشير، والمراجل، ودلال القهوة..إلخ. وأخيراُ الصناعات الخفيفية كالحناء والبخور. ثم يختم الدراسة باستعراض أهم الأزياء والزينة العُمانية لكل من الرجال والنساء. واختتم الكتاب بدراسة لسالم بن مبارك بن علي الحجري، وسعيد بن محمد بن سعيد الهاشمي بعنوان «إبراء في عصر النهضة».

سمائل عبر التاريخ
أما هذا الكتاب فيحمل رقم11 من سلسلة المنتدى الأدبي، وقد صدر عام 2008 كحصاد للندوة التي أقامها المنتدى الأدبي في ولاية سمائل في ديسمبر 2005. ومنطقة سمائل تعد إحدى ولايات المنطقة الداخلية الهامة. وقد اتبع الكتاب المنهج نفسه فبدأ بدراسة حول جغرافية ولاية سمائل لعلي بن سعيد البلوشي، ثم دراسة حول مكانة سمائل الفكرية والأدبية لمحمود بن مبارك السليمي، تلتها دراسة حول سمائل ومكانتها الثقافية والاجتماعية في التاريخ القديم والمعاصر لمبارك بن سيف الهاشمي، ثم المعالم الأثرية لولاية سمائل لعلي بن راشد المديلوي. وسنتوقف عند دراسة سليمان بن سيف بن سعيد الهاشمي حول العادات والتقاليد في ولاية سمائل والتي بدأها بالضيافة مشيراً إلى أن هناك عادة سائدة وحميدة بين أهالي سمائل بأن الضيف لا ينفرد بضيافته شخصا ما، وإنما يكون تحت إشراف كافة الأهالي للقرية أو المحلة. وتعد «السبلة» محط الضيافة العامة للبلدة، وتكون مفتوحة في كل الأوقات ويتواجد فيها أهل القرية بصورة مستمرة.. كما يلتقي بها أهل العلم والمعرفة، كما تعد محطة تبادل الثقافة والعلوم كونها استراحة للعابرين. ويستعرض الكاتب العديد من طقوس الضيافة كدق القهوة وتقديم الطعام وبشاشة الاستقبال وغيرها. ثم ينتقل لرصد العادات الخاصة بالأعياد وإعداد وجبة العيد المشهورة وهي «العرسية» التي تعد من اللحوم المحلية، ثم طقوس وضع الحناء والتهنئة بقدوم العيد، والخروج الجماعي للأهالي. أما العادات المرتبطة بالأسواق التقليدية في سمائل فالبلدة تحتوي ثلاثة أو أربع أسواق يصف المؤلف هيئتها وأماكن البيع والشراء وغيرها. ثم يستعرض الكاتب العادات المرتبطة بيوم الحصاد في سمائل حيث سجل التعاون الجماعي بين أهل البلدة وخاصة في يوم «الجداد» وهو موسم قطع عذوق النخيل..أما جني التمور اليومي أو ما يسمى «الخرافة» فتبرز عادة تقديم دعوة المارة لتناول بعض حبات الرطب مقابل الدعاء والشكر.. كما استعرض الكاتب بعض الصناعات الحرفية كالمنسوجات ومنتجات النخيل، وكذا صناعات الحلي والورش المرتبطة بها. وينتهي الكتاب بفصل تحت عنوان «ولاية سمائل في عصر النهضة» لخلفان بن سلطان البكري.

أعداد المجلة