فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
31

باب البيت

العدد 31 - لوحة الغلاف
باب البيت
كاتب من تونس

   باب البيت مهم أهمية البيت نفسه. فهو جزء من بنيته المعمارية وعنصر أساس في دلالته الثقافية.فإذاكان البيت في البيئة العربية الإسلامية كلها مصمما على النحو الذي يراعي المنظومة القيمية والأخلاقية في المجتمع فإن بابه يستمد أهميته من الدواعي نفسها.

فهومنفذ التواصل بينه وبين محيطه القريب والبعيد دخولا وخروجا وقضاء لشؤون الحياة اليومية المختلفة وتفاعلا مع الآخر بالمقدار الذي تسمح به السنن الاجتماعية والأخلاقية السائدة.

فالباب الموارب في الصورة أمامنا من مصراعين. شدت خشبات كل مصراع أفقيا شدا أتاح تماسكها حتى بدت كأنها قطعة واحدة .وجاءت المسامير المطلية بالأسود مصطفة اصطفافا متوازنا أفقيا وعموديا على نحو وفَر ضربًا من الزخرف الهادئ. وبين المصراعين قامت خشبة «الأنف» لتستر الفلَة القائمة بين دفتي الباب وتكسبه زينة بما عمد إليه النجار من حفر توسل في إنجازه بمناقير مختلفة. والباب كما نرى لا يحمل بهرجا زائدا ولا تأنقا زائدا عن المقدار كما نجده اليوم في بعض أبواب المباني العصرية. فالنجار وصاحب البيت يعنيهما أن يكون الخشب من القوة بحيث يظل متماسكا أمام تغيرات الطقس وكثرة الفتح والغلق. وكلما كان الخشب من صنف أعلى توفر للباب أن يظل قويا ملتحما فترة أطول. يقول أبو شوقي، رضي أحمد فضل،النجار البحريني المتمرس:«إن الأخشاب التي كانت مستعملة في البحرين ثلاثة: الصنوبر وهو أرخصها، الخشب الأحمر وخشب الساج وهو أغلاها ثمنا وأرفعها قيمة». ولما كان المهم بالنسبة إلى صاحب البيت مراعاة قواعد الحشمة والاحتجاب حتى لا يطلع أحد من الخارج على ما يدورفي الداخل احتاط لبابه بتثبيت  خشبة رقيقة السمك وراءه حتى إذا تباعدت الخشبات بحكم عوامل الطقس حرا وبردا لم ينكشف  شيئا لأحد. ويقول أبو شوقي: «إن صاحب البيت قد يحتاط أكثر فيعلق حبلا بين أعلى دفتي الباب تتدلى منه ستارة تغطي الدهليز المؤدي إلى فناء البيت. فلا يتاح للفضوليين أيَْ أمل في رؤية أي شيء تماما كما تشي به صورتنا.باب مفتوح يرحب بك ضيفا. كأنه يقول للرائح والغادي حللت أهلا أما أسرارنا فهي لنا.لاتستباح لأحد.

أعداد المجلة