فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
31

الأمثال والأغاني الشعبية في الرواية اليمنية

العدد 31 - أدب شعبي
الأمثال والأغاني الشعبية في الرواية اليمنية
أستاذ الأدب والنقد المساعد بكلية التربية، جامعة ذمار – اليمن
 

يُعدُّ الأدب الشعبي أحد أنماط الفولكلور الثقافي، وينتمي إلى الجانب القولي منه(1)، وتتعدد الآراء في تعريفاته(2)، إلا أنه عادة ما يقصد به “الفولكلور الذي يعتمد على الكلمة فحسب”(3). ويصنف إلى:“الشعر الشعبي، والأغاني الشعبية بجميع ألوانها وبما يرافقها من ألحان وموسيقى، والحكايات، والأساطير، والأمثال، والأقوال، والنّكت، والطرائف، وكل أشكال القولي الأخرى”(4). والأدب الشعبي، بأشكاله المختلفة، هو أكثر مظاهر التراث الفولكلوري حضوراً في الأجناس الأدبية، لاسيما الرواية. وحضوره –مفردات وتراكيب ونصوص– في الأعمال الإبداعية نتيجة طبيعية لتأثير البيئة في الفرد المبدع؛ ذلك أن أيّ كاتب هو في الأصل ابن بيئته، وبيئته الأساسية شعبية, والحديث عن تأثير البيئة على الفرد، لاسيما المبدع منه، من الأمور المسلم بها عند الباحثين في العلوم الإنسانية.

ويرجع بعض الباحثين مبررات توظيف التراث في الأعمال الإبداعية إلى ثلاث وظائف رئيسية:

- الأولى: نفسية، وتتمثل في التحفيز على مواجهة الآخر.

- الثانية: جمالية، وتتحدد باستلهام الجوانب الفنية والإبداعية التراثية في أعمال معاصرة. 

- الثالثة: عملية، وتبرز في مجال البلاغة والنقد من خلال الاستئناس بالتراث، واستلهامه بطرق مخصوصة ومقبولة، تواكب الذوق الأدبي العام(5). وغالباً ما يلجأ الكُتّاب إلى استعمال التراكيب والنصوص الشعبية في أعمالهم الإبداعية-لاسيّما في المواقف الحوارية- للإيهام بواقعية المحكي الروائي.

تحضر نصوص الأدب الشعبي-لاسيما تراث البيئة المحلية- في العديد من النصوص الروائية اليمنية، وتتوزع مصادرها بين المثل الشعبي، والأغنية الشعبية، والحكاية الشعبية، والأقوال الشعبية المأثورة، واللغز الشعبي.

ويُعدُّ المثل أهم أشكال الأدب الشعبي الأكثر حضوراً في النصوص الروائية، ويرجع ذلك إلى ما يتمتع به المثل الشعبي من سمات تميزه عن غيره من الأشكال الشعبية الأخرى، لعل أهمها: وروده كخلاصة لتجربة إنسانية، أكسبته الشيوع والإقناع، فصار بهما نوعاً حجاجياً، يتغيا “التأسيس للقاعدة، والبرهنة على صحتها”(6). ناهيك عن تميزه بالإيجاز وتأكيده الحاسم للمعنى وباستعاريته(7).

وتحضر –أيضاً- الأغاني الشعبية في الروايات اليمنية، والتي تتوزع بين الأغنية:

“ذات الصيغة والطابع الشعبي، والتي يؤلفها حديثاً فنانون محترفون، ومنهم جامعيون أو من خريجي المعاهد الموسيقية”(8)، وهي الأكثر حضوراً في الروايات اليمنية. والأغنية:

“التي يؤديها مُغَنٍّ شعبي حقيقي ومحترف ونابع من البيئة الشعبية”(9).

والأغنية “المتوارثة التي انتقلت شعبياً عن الذاكرة الشعبية، وهي لذلك لا ترتبط بمؤد معين، بل يؤديها كل الناس كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وفي المناسبة الخاصة بها. وهي لذلك ترتبط بوظيفة اجتماعية محددة، كما أنها الأغنية التي ليس لها مؤلف أو ملحن معروف”(10).

المثل الشعبي:

يمتاز المثل الشعبي بالديمومة والثبات على مدلوله على مر العصور والأجيال، وتُعدّ قدرتنا على “التمثل به في كل حالة تشبه الحالة التي أوحته”(11)، دليلاً على ذلك الثبات وتلك الديمومة, التي استمدها من البيئة الشعبية التي أنتجته. وتكمن أهمية المثل الشعبي في قدرته على اختزال تجربة إنسانية في أبلغ صورة وأوضح عبارة، فهو “ضرب من التعبير عن ما تزخر به النفس من علم وخبرة وحقائق واقعية بعيدة البعد كله عن الوهم والخيال”(12).

ويلاحظ من خلال استقراء عدد من نصوص الرواية اليمنية، أن المثل الشعبي ورد في رواية زهرة البن (42 مرة)، وفي رواية الإبحار على متن حسناء (29 مرة)، وفي رواية مرتفعات ردفان (27 مرة)، وفي رواية دملان (20 مرة)، وفي رواية طريق الغيوم (16 مرة)، وفي رواية عذراء الجبل (15 مرة)، وفي رواية مجمع الشّحاتين (10 مرات)، وفي رواية يوميات مبرشت (10 مرات)، وفي رواية مدينة المياه المعلقة (7 مرات)، وفي رواية هموم الجد قوسم (5 مرات)، وفي رواية الملكة المغدورة (5 مرات)، وفي رواية طائر الخراب (5 مرات)، وفي رواية يموتون غرباء (3 مرات)، وفي رواية قرية البتول (3 مرات)، وفي رواية عرق الآلهة (مرتان)، وفي رواية الثائر الأحمر (مرة واحدة)، وفي رواية أركنها الفقيه (مرة واحدة)، وفي رواية أحلام نبيلة (مرة واحدة)، وفي رواية طيف ولاية (مرة واحدة).

وقد ورد المثل الشعبي في الرواية اليمنية على أشكال مختلفة: فقد يرد المثل كاملاً، مثل:

“إذا صَاحِبَكْ عَسلْ خَلِّيْ مِنْهُ وَسَلْ”(13)،

ومثل: “مُخَرِّبْ غَلَبْ أَلْفَ عَمَّارْ”(14)،

ومثل: “الجَارْ قَبْلَ الدَّارْ”(15)،

ومثل: “ابنُ الزِّنا يُشْبِهْ أَبُوه”(16).

وقد يرد جزء من المثل، مثل: “في التَّأني السَّلامة”(17)، ومثل:“البَادِئْ أَظْلَمْ”(18).

وقد يرد المثل محوراً، مثل: “شَمَّ كَوَرُه”(19).

ومثل: “ما تَكْسِرْ اليَدْ إلَّا أُخْـتَها”(20)،

ومثل: “مِنْ سِجنْ إلى سِجنْ فَرَجْ”(21).

وقد يرد معنى المثل، مثل:“إنه مثل الدِّمَّة فهي تأكل أولادها بعد وِلادتهم”(22)،

ومثل:“جُنون يَفُك أسرك ولا عقل يزج بك في قعر جب لا ماء فيه ولا هواء ولا حياة”(23)،

ومثل:“لا تحكم على غائب حتى تسمع قوله”(24).

وهناك أمثال شعبية وردت في الروايات، وهي في حقيقتها أجزاء من أبيات شعرية، فالمثل: «الـجُنُونْ فُنُونْ»(25)، تضمنه بيت علي بن الحسن القهستاني:

“تَذكَّرت ليلى، والحديثُ شجونُ

فجنّ اشتياقاً والجنون فنونُ”(26).

والمثل: “مصائب قوم عند قوم فوائد”(27)، يشكل عجز بيت المتنبي:

“بذا قَضَتْ الأيامُ مَا بَين أَهْلِها

مصائبُ قَومٍ عِندَ قَومٍ فَوائدُ”(28).

أما المثل: “كُلُّنا في الهمِّ شرق”(29)، فقد تضمنه بيت أحمد شوقي:

“نصحت ونحن مختلفون داراً

ولكن كلنا في الهمِّ شرق”(30).

 

وتتوزع مضامين بعض الأمثال بين :

- الدلالة على عدم جدوى الفعل: “مُغَنِّي جَنْبْ أصْنَجْ”(31)، و“بَولْ في سَائِلَةْ”(32)، “أَنْتَ تَحْرُثْ في البَحْرْ”(33).

- عيش اللحظة، وعدم التفكير بالعواقب:“يَومُهْ عِيْدُه”(34).

- الضَّعف وقلة الحيلة: “لَا تَجْدَمْ ولَا تُسَـيِّلْ دَمْ”(35).

- التحايل على الواقع:“جُنَانْ يُخَارِجَكْ ولَا عَقْلْ يُحْنِبَكْ”(36).

 - الطمع والرغبة في المزيد:“مَنْ طِعِمْ الحَالي دَنْدَلْ شَفَايِفُهْ”(37).

- سوء التصرف: “بَدَلْ مَا يُكَحِّلْهَا يُعْوِرْها”(38).

- العشوائية والفوضى:“عَمْيَاءْ تُخَضِّبْ مَجْنُونَةْ”(39).

 - وذم العجلة: “المـُسْتَعْجِلْ يَتَبَرَّزْ مَرَّتَيْنْ”(40).

 - وخوف وتوجس المتهم: “سَارِقْ بِرأْسِه قُشَاشَةْ”(41).

- وإهدار المال العام: “مِنْ قاتْ غَيْرَكْ كُلْ وِانْجَعْ”(42).

 - والهمُّ المشترك: “كُلُّنا في الهمِّ  شَرْق”(43).

- ومراعاة حق الصداقة: “إذا صَاحِبَكْ عَسَلْ خَلِّيْ مِنْهُ وَسَلْ”(44).

- وعدم فقدان الأمل: “مِنْ سِجْنْ إلى سِجْنْ فَرَجْ”(45).

- ويُسْر التخريب مقابل كُلْفة الإعمار: “مُخَرِّبْ غَلَبْ أَلفْ عَمَّارْ”(46).

- وتسلط الضعيف على القوي:“لاَ غَابْ الأَسَدْ تَرَنْدَعْ الدَّرِن”(47).

 - وبلوغ الصبر حداً لا يُطاق: “بلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى”(48).

- والكناية عن الرشوة: “حَقْ ابنْ هَادِي”(49).

- ومكانة الجار: “الجَارْ قَبْلَ الدَّارْ”(50).

- والحثُّ على التناسل: “مَنْ خَلَّفْ مَا مَاتْ”(51).

 - وسلوك القسوة مع مَنْ تَعُول:“جَوِّعْ كَلْبكْ يَتْبَعَكْ”(52).

- ونِسْبيّة المصلحة والمضرة في أحداث الحياة:“مَصائبُ قَومٍ عندَ قَومٍ فَوَائد”(53).

 وغيرها من المضامين المستوحاة من واقع الحياة والتجربة.

وتكمن قدرة الروائي الفنان على توظيف المثل الشعبي في أعماله الروائية، من خلال التزامه بثلاثة شروط أساسية، لضمان نجاحه في التوظيف الفني للمثل الشعبي:

الأول: ورود المثل الشعبي في سياق يتطلبه، حتى لا يبدو عبئاً ثقيلاً على كاهل السياق الروائي، أو متعارضاً معه.

الثاني: عدم ورود المثل الشعبي على لسان السارد؛ لما يتبع ذلك من تدخل الكاتب في السرد, وبروز شخصيته التي يحققها وجود المثل.

الثالث: ورود المثل الشعبي بصيغته الأصلية، التي وضع عليها أول مرة، أو صيغة قريبة منها.

ومن الأمثلة على المواضع الروائية التي حالف الكتّاب النجاح في استخدام المثل الشعبي فيها، فجاءت الاستدعاءات بدلالات إيجابية، ما ورد في رواية الرهينة حين طلبت الشريفة حفصة من الدويدار –بطل الرواية– مساعدتها على الخروج من الحياة التي تعيشها، جاء المثل: “من هو في الوادي يقول ليتني في الجبل، ومن هو في الجبل يقول ليتني في الوادي”(54)، على لسان الدويدار؛ ليكشف عن ملل الشريفة حفصة من حياة القصور، وعدم رضاها بالحياة التي تعيشها، رغم ما يبدو عليها من الرفاهية، فضلاً عن أن المثل يتفق مع شخصية قائله الشعبية.

وفي رواية زهرة البن، ورد المثل: “أنت تحرث في البحر”(55) على لسان بطل الرواية؛ ليظهر عدم جدوى الأفعال التي قام بها زميله في سبيل استعطاف العسكر لأجل إحسان معاملتهم، كما يعكس المثل غلاظة وقساوة قلوب العسكر، التي تجعل من كل محاولة لاستدرار عطفهم وشفقتهم شبيهة بمن يحرث في البحر.

وفي رواية الإبحار على متن حسناء، حين دخلت أم عبده مزرعة مسعد وجدت العاملات في هرج ومرج، ولما لم تجد مسعداً في المزرعة عبرت بالمثل الشعبي: “لا غاب الأسد ترندع الدّرن”(56)؛ لتكشف من خلاله سر تلك الفوضى والصياح الصادر من عاملات المزرعة.

أما المواقف التي أخفق الكتّاب في توظيف المثل الشعبي فيها، فهي تلك المواضع التي ورد فيها المثل الشعبي منخرطاً في ثنايا سرد الكاتب, من مثل ما ورد في رواية عذراء الجبل “بلغ السيل الزُّبى لم تعد صفية تصبر ... تمالكت نفسها بقوة”(57)، فقد أراد السارد من خلال المثل الشعبي كشف صبر صفية أمام إلحاح أبيها على معرفة من هي عذراء الجبل.

 وفي رواية مرتفعات ردفان جاء في سرد الكاتب عند الحديث عن علاقة الضابط السياسي محمود بالإنجليز: فهو وهم كما يقول المثل: “كُلّنا في الهمِّ شرق”(58).

وفي رواية ربيع الجبال جاء في سرد الكاتب عند الحديث عن شخصية رجل المرور (البكري): “قاد اثنين اشتبكا مع بعضهما للمرور بدلاً عن الأمن، ولم يجد مدير المرور عندما أوصلهما... فأوقفهما مع السيارات المحتجزة، ولكن الرجلين تصالحا معه ودفعا حق (ابن هادي) فتركهما وأخذ إجازة قبل موعدها”(59).

فالملاحظ في الأمثلة السابقة أن ورود المثل الشعبي على لسان السارد، يدفع بشخصية الكاتب إلى الظهور، وهو ما يتنافى مع سمات الرواية الفنية، التي ترى أن شخصية الكاتب لابد “أن تظل متوارية بلغتها المحايدة التي لا يحققها ظهور  المثل الشعبي”(60).

ومن الاستعمالات السلبية للمثل الشعبي، ما ورد في رواية هموم الجد قوسم، عند الحديث عن سبب رغبة الجد قوسم في الإنجاب: “لأن المثل الشعبي يقول بالنسبة لمن توفوا ومعهم أولاد، حتى ولو كان واحداً، بأنهم مازالوا أحياء لم يموتوا لأن معهم من يذكّر بهم”(61). فلا يخفى على القارئ ما في العبارة السابقة من ركاكة في الصياغة، جعلت المثل الشعبي “مَنْ خَلَّفْ مَا مَاتْ”(62)، يفقد قيمته التعبيرية، نتيجة إعادة صياغته من قبل المؤلف, فضلاً عن وروده في سرد الكاتب. ومن هذا القبيل أيضاً ما ورد في الرواية ذاتها, في حديث الحاج سعيد عن الجد قوسم: “ويَردُّ الحاج سعيد من علو داره... أيُّوه لكنه عقيم، أو كما قال أنه مثل الدِّمَّة فهي تأكل أولادها بعد ولادتهم، فلو تزوج من عشرين امرأة فهو قاسم العقيم”(63). فالمثل الشعبي: “مِنْ كَثْـرَةْ المـَحَبَّةْ أَكَلَتْ الدِّمَّةْ أَوْلَادَهَا”(64), الذي أعيد صياغته في العبارة السابقة، يتعارض مع السياق الروائي، فما العلاقة التي تجمع بين دلالة المثل الشعبي وعُقْم الجد قوسم، ناهيك عن الإطناب الزائد في إيراد المثل، مما يتنافى مع ما يجب أن يكون عليه المثل الشعبي من “إيجاز اللفظ وحسن المعنى ولطف التشبيه وجودة الكناية”(65). وهي شروط افتقدها هذا المثل، بسبب إعادة صياغته من قبل الروائي.

يسعى الروائي من خلال توظيف المثل الشعبي بلفظه ودلالته، إلى إيجاد علاقة تماثلية بين مدلول المثل الشعبي والموقف الروائي، بحيث يصبح المثل الشعبي - بكثافة لغته وما يحمله في الوعي الجمعي من خبرة ومعرفة - أفضل أداة تعبيرية في تشخيص الموقف الروائي، فضلا عن قدرة المثل على تحريك ذاكرة المتلقي لاستحضار القصة التي شكلت مورداً للمثل، ناهيك عن الغاية البيانية التي يتوخاها الكاتب من إيراده المثل، والتي تتمثل في الإيجاز، ومقاومة ابتذال الكلام على حد تعبير عبد الكبير الخطيبي(66). وتبرز المماثلة جلية في تلك الأمثال التي تحضر في النص الروائي على هيئة تشبيهية، تتقدمها -أحياناً- أداة التشبيه.

وتكمن وظيفة المثل الشعبي -أيضاً- في رسم ملامح البيئة الشعبية لشخصيات الرواية، والتي يجسد بعض ملامحها حضور هذه الأمثال على ألسنة الشخصيات. ففي رواية الملكة المغدورة، يورد السارد المثل الشعبي: “المستعجل يتبرز مرتين!”(67) على لسان حشوان؛ الشخصية الروائية الدخيلة على مدينة الشيخ عثمان، والمكلفة حزبياً بتوعية أبناء المدينة بمبادئ الاشتراكية العلمية، ومراقبة كل صغيرة وكبيرة فيها. حيث يرد هذا المثل من جهة؛ ليكشف عن تماثل بين مدلول المثل الشعبي، وما تتصف به الشخصية الروائية من عَجَلَة، تدفعها إلى عدم إتقان ما تقوم به من أعمال، ومن ثم تضطر إلى القيام بها مرات أُخَر. ومن جهة أخرى، يحمل هذا المثل الشعبي في سياقه الروائي مفارقة ساخرة، تكشف عن تناقض واضح في فكر الشخصية الروائية، يكمن في كونها شخصية حزبية، مهمتها تثقيف الناس بمبادئ الاشتراكية العلمية، الداعية إلى القطيعة مع التراث، بينما هي مغرقة في شعبيتها، وهو ما يوحي به إيراد المثل على لسانها، فضلا عن ما يشي به المثل من عقم في ثقافة الشخصية الحزبية، التي تعدم البديل المُهذّب لهذا المثل. وفي رواية دملان يرد المثل الشعبي “جَوِّعْ كَلْبَكْ يَتْبَعَكْ” على لسان جعفر الدملاني - نموذج الشيخ البرجماتي - ليفصح من خلاله عن رؤيته لما يُفترض أن تكون عليه علاقة الشيخ برعيته(68).

لغة الأغنية الشعبية :

تفاوت حضور الأغنية الشعبية في الرواية اليمنية من رواية إلى أخرى، فقد شكلت في بعض الروايات حضوراً لافتاً، بينما البعض الآخر من الروايات لا نجد لها أثراً فيها يُذكر، رغم قرب مضمون تلك الروايات من الحياة الشعبية، التي تُعَدُّ الأغنية الشعبية إحدى مظاهر التعبير عنها. ولعلّ مردّ ذلك التفاوت يكمن في مدى قرب الروائيين من الثقافة الغنائية الشعبية. وقد لاحظ الباحث من خلال استقراء عدد من النصوص الروائية، أن الرواية اليمنية اشتملت على أنواع متعددة من الغناء الشعبي اليمني، هي:

- الزَّامِلْ:

وهو فن يمني أصيل، يرجع ظهوره إلى القرن الثالث الميلادي(69)، ويصنف من حيث النوع وفقاً للمناسبات التي يبتدع فيها. وقد حوت رواية الرهينة بعضاً من هذه الأنواع، فقد ورد زامل (رزفة الصباح)، الذي أسماه الروائي بأنشودة الصباح:

يَا اللهْ رِضَاكْ، يَا اللهْ رِضَاكْ، يَا اللهْ رِضَاكْ ..

وِارْضَ عَلَيْنَا بِــــــــــــرضَاكْ، يَـــــــــــــــا اللهْ رِضَاكْ ..

وِاحْنَا طَلَبْـنَاكْ عَـظِـيْمَ الشَّأنْ ..

يَــــــــــــا مَــــــــــــنْ تَـفْـتْـحْ لَنـــــا أَبْـوَابَهْ!(70).

وهذا النوع من الزامل يسمى أيضاً بـ(الترضية المطرية)، وكان يؤديها عساكر الإمام عند كل صباح حول القصر، وقد استمر هذا النشيد الصباحي حتى قيام الثورة اليمنية، سنة 1962(71). وورد –أيضاً- في الرواية ذاتها زوامل أخرى، منها: (الزامل السياسي)، الذي جاء على لسان جنود الإمام، بعد تمكنهم من قمع الثوار وإفشال ثورة 1948:

يَـــــــا وَدِايَ الْحَـــــــــوْبَانْ تَوَسَّـــــــعْ ..

لـِــــجَيْشِ سِيـــــــدِيْ والمـَدَافِــــــــــــعْ ..

سَادَتِـي أَنْـتُمْ نُجـُومُ الأَرْضِ دَائِمْ

مِـــــنْ سَعَادَتِكُمْ نَـزَلْـنَا لِلـتَّهَـــايــــمْ

نُـــــــــــــــــــــــرْضِي اللهْ وَالْإِمَـــــــــــــــــــــــــامْ(72)

وكلمات هذا النوع من الزامل لا تخرج عن التهديد والوعيد، واستعراض القوة، “وغالباً يبدأ بالنداء إذا كان جواباً للنداء، أو يبدأ بالتسليم ويُثنَّى بالنداء كلمح إلى إكرام المنادى”(73)

- المِهْيَدْ:

 ويحدثنا عنه عبد الله البردوني، فيقول: “المهيد طراز فني بين الإنشاد وبين النواح من ناحية إيقاعه ، ومن ناحية موضوعه تعبير عن النجدة أو فرار من الضعف إلى التقوِّي بالآخرين، أو تخلص من لواعج النفس إلى البكاء الغنائي أو الغناء البكائي، لنشوء هذا الطراز من المأساة وتعبيره عنها، فهو إما تعبير عن فقد عزيز أو أعزاء، أو عن ضياع مال، أو خوف من مجهول حدثت أمثاله، أو إفصاح عن فرح بعد أوجاع”(74). وهو يختلف عن بقية الأغاني الأخرى بطريقة أدائه، حيث يؤدى بصوت فردي. وقد ورد هذا النوع من الغناء الشعبي في رواية ربيع الجبال، على لسان فاطمة المقرعية؛ ليصور الأحزان والهموم التي تعيشها المرأة بعد هجرة زوجها، سواء كانت الهجرة اختيارية بحثاً عن الرزق, أو إجبارية هروباً من عسكر الإمام، وهذه الأخيرة أشار إليها هذا الْمِهْيَد:

مِنْ يَومْ غِبْتْ وَا عُبَيْدْ وغَـرَّبْـتْ لَلدَّكْةْ ..

نَزْعْتْ مِـنِّيْ الْـقُلَيْبْ وَمَا عَادْ بُهْ إلَّا كَّهْ ..

وِكَــــــانَــــتْ مَكَاتِيْبَكْ قَلِـــــيْلْ تُطْفِيْ اللَّهِيْبْ

شَــــــرَّقْتْ غَـرَّبْتْ مَــــــــــاحَــــــدْ دَرَى وِجْهَـــتَكْ

إلـــــــى بــــــِــلادْ الحَبَشْ، وِلَّا بِـــــــــلادْ المـرُيْـكْ

غَيــــــرْ عَسْكَرْ الْجِنْ مــــَنْ عَــادْ كَانْ السَّبَبْ

وَلَا طَمَــــــــــــــــعْ في بَيْتْ مَــــــــــــــدْهُونْ خُلَــــــــــبْ

اللهْ يَشـــُلْ العَسَـــــــــــــــاكِرْ وَيَنْـــــــــــــدِيْ بُهُــــــــــمْ

.... لاَ وَسْـطْ سَبْعَةْ بُحُورْ وَلَا لَقِيْلَهُمْ أَثَرْ(75)

- أغاني الأسفار:

وقد ورد هذا النوع من الأغاني في رواية قرية البتول، على لسان صالح، بطل الرواية:

شُلُّوا الجِمَالْ مَا عَادْ أناشْ جَمَّالْ

مِنْ باطِلَ السُّخْرِي وثُقْلِ الأحْمَالْ(76)

وتعكس كلمات هذه الأغنية –رغم ورود البيت الأول منها فقط– شكوى مالكي الجمال والحمير من نظام (السُّخْرَة) الذي شرعه الإمام عليهم. وقد كانت الأغنية في الرواية بمنزلة التلميح بحادثة مقتل والد صالح - بطل الرواية - علي يد عساكر السُّخرة، ذلك أن والد صالح، حين علم بقدوم عساكر الإمام إلى قريته، حاول إخفاء حماره الوحيد عنهم، خوفاً من تسخيره في حمل الجنود وأمتعتهم من منطقة إلى أخرى، فكان جزاؤه من العساكر الضرب حتى فارق الحياة.

- أغاني البَحَّارة

 والباعث لهذا النوع من الغناء، دفع الملل والسأم، وإضفاء المرح والسرور على حياة البحارة، الزاخرة بالمغامرات والأهوال. وقد ورد هذا النوع من الغناء في رواية الصمصام، التي تسرد الكثير عن حياة الصيادين ومغامراتهم البحرية. ومن الأغاني التي يرددها البحارة عند مغادرة السفن الميناء:

يَـــــا سُوْبَـــانْ سُوْبَــانْ

يَا اللهْ الفَتْحُ بِيَدَّكْ

لَا تَنْسَـــى عَبِيْـــــــدَكْ

سُوْبَــــــــــانْ سُوْبَــــــــــانْ(77)

ويلاحظ أن هذه الأغنية لا تخلو كلماتها من بقايا وثنية قديمة، فـ(سُوْبَانْ) “إله البحر في الشِّحر إحدى مدن حضرموت وكان البحارة يتبركون به سواء عند مدخلهم البحر أو مخرجهم منه”(78).

- أغاني الزفاف:

وقد ورد هذا النوع من الأغاني في رواية الصمصام، عند الحديث عن زواج (السحيم) و(حسناء). وقد رسمت أغاني الزفاف في هذه الرواية صورة لعادات وتقاليد الزواج في بعض مناطق محافظة حضرموت. ففي بداية مراسيم العرس جاءت الأغنية مصاحبة للرقص:

لِيْغَابْ زَاهِرْ ظَهَرْ كَمِّينْ زَاهِرْ

رَبَّــــكْ يُـــدِيـــرْ الْفَــلَكْ فِيْ مَكَانِهْ(79)

وقد تخلل هذا الرقص -الذي أقيم على شكل حلقة وفي مكان يُدعى المدارة- بعض الزوامل، وصياح الناس الملتفة حول الحلقة بكلمات: «هُودُنْ... هُودُنْ». وعند التحرك لزف العروس إلى منزل عريسها، ومع صوت الطبل ونغمات المزمار تنطلق الأغنية النسوية:

يَا مُصَلِّيْ عَلَى النَّبِيْ

يَا مُصَلِّيْ عَلَى النَّبِيْ

يَا مُصَلِّيْ عَلَى النَّبِيْ

بَخْتْ مَنْ صَلَّى عَلَيْه(80)

وفي منتصف الطريق المؤدي إلى منزل العريس تنطلق أغنية نسوية أخرى:

يَـــــا الله ابْـــــدِيْتْ بَــــكْ

يَـــاللِّيْ عَلَيْكْ البَدِيَّـةْ

سِيــــرْ عَـــــــــــــــــــالْــهَــيْسْ

خَلِّيْ سِيْرَتَكْ دَيْوَلِيَّة(81)

وحين يصل موكب العروس إلى باب منزل العريس، تردد الأصوات:

زَيْنَـــــــــــــــــــــةْ وَزَيْنَــــــــــــــــــــةْ

حَازَتْ الْعَقَلْ وَالثَّـبَاتْ(82)

- الأغاني العاطفية:

وهي تلك الأغاني التي لا يمكن إدراجها تحت أي نوع من الأنواع السابقة، لأنها لا تنتمي إلى حرفة معينة أو مناسبة معينة، وقد وردت مقتطفات منها، في عدد من الروايات, منها على سبيل المثال ما ورد في رواية أركنها الفقيه. فبعد انكشاف حمل (عتيقة) وهروبها من البيت، جاءت الأغنية الشعبية:

يَا حَـمَامِـيْ أَمَانَـةْ مَا دَهَاكْ

شَلَّكَ البَّازْ مِنْ بَيْنْ إِخْـوَتَكْ(83)

على لسان والد عتيقة؛ لتحقيق الموازاة التراثية مع شخصية قائل أبيات هذه الأغنية، التي عبر بها عن مأساته، التي لا تختلف كثيراً عن مأساة والد عتيقة في الرواية. وقد جاءت هذه الأغنية في كتاب (شعر الغناء الصنعاني) بعنوان (حمامة يخطفها أحد البواشق)(45). ويورد الدكتور عبد العزيز المقالح قصة هذه الأغنية في كتابه شعر العامية في اليمن. فيذكر أن الشاعر الابن أحمد عبد الرحمن الآنسي يصور -بأسلوب قصصي رمزي- حكاية محبوبته أو (ابنتة) التي اعتدى عليها الحاكم الإقطاعي.ثم يورد المقالح كلمات الأغنية كاملة، نذكر منها هذه الأبيات(85):

يَـا حَـمـَامِـيْ أَمَـانـَــةْ مَـــا دَهَــــــاكْ

طِـــــرْتْ مِــــــنْ بُقْعَتَكْ حَـــيْثَ الأمَانْ

سِقْتْ نَفْسَكْ إلى بَحْرِ الهَلاكْ

مـَا تَـخَـافْ مِنْ صُـــروفـَاتْ الزَّمَـانْ

كُنـتْ مِـبـْـــــرِدْ ومُتْـنَـفِّـسْ هُـنـاكْ

كُــــــلُّ سـَـاعَـــــــةْ وتَــخْـطُـرْ فـي مَـكـَانْ

أنــتْ تَـسْـجَـعْ ويُـطْـرِبْـنـا غُـنـَاكْ

وافْــتَرقْـــنـــَا ومـَـــا قــَــدْ لَــــــكْ ثَـمـَـانْ

بـــــيـــت

شَلَّكْ البَازْ مِـــــنْ بـَينَ  اخْوَتَكْ

حِـــــين ْ عَـــــرَفْ أنْ قـَدْ هِـــيْ سَـاعَـتـِهْ

لَـوْ سـِمـِـعْ يـَا حـَمَـامِـيْ نـَغْـمَـتـَكْ

كـَــــــانْ شـَـــــايَــفْــلِـتَــكْ مِــــنْ قَـبْـضَـتــِهْ

غَيرْ أَجْــرَى دَمَــــــكْ في مُقْلَتِكْ

أَسـْـــــــــــــألَ اللهْ يـــِعْــمِــيْ مُــــقْـــلَــــــــــتِــــهْ

قــَـــــادِرْ اللهْ يِــهْــلِــكْ مَـــــــنْ أذاكْ

واحْـــرَمَكْ طِيْبَ نـَومِــــكْ والأَمـَانْ

وقد يستدعي حضور الأغنية الشعبية -أحياناً- الحديث عن مناسبة قولها، كما في أغنية (عَلَيْكْ سَمَّوْنِيْ وَسَمْسَمُوْنِيْ)، والتي سردت إحدى شخصيات الرواية مناسبة نظم كلماتها. والأغنية من كلمات الشاعر الحُمَيْني محمد شرف الدين:

عَـلـَـيْـكْ سَـمَّــــوْنِيْ وَسَـمْسَمَـــوْنِــيْ

وَبـــــِالــْمَلامَـةْ فِيْــــكْ عَـذَّبـُونِيْ

وَجَـــرُّوَا الْمَـصْـــــحَـفْ وَحَـلّـَفُـــوْنِـــيْ

وَقَصْــدُهُمْ بِالْـنَّارِ يِحْرُقُوْنِيْ!

حَلَفْتْ:(مَا احِـبَّكْ!) فَـكَـذَّبُوْنِـيْ

وَقَبْلَ ذَا كَانُوْا يُصَدِّقُوْنِيْ(86)

- الإنشاد الديني:

وهذا النوع من الغناء يؤدى بأسلوب إنشادي، غالباً ما يكون في المناسبات والأعياد الدينية. وقد ورد في رواية الصمصام نشيد على شكل دعاء، كثيراً ما يردده الناس في شهر رمضان:

أَشْهَـــدُ أَلَّا إِلَــــهَ إِلَّا اللهْ اسْتَغْفِــــرُ اللهْ

نَسْألُكَ الْـجَـنَّـةَ وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الـنَّارْ

اللَّهُــــــــــــــــــــــــــــمَّ إِنَّـــــــــــــــــــــــــــكَ عَفُـــــــــــــــــــــــوٌ

تُـحِــــــــــــــبُّ الْعَفـــــــــــْوَ فَـــــــــــــــاعْـفُ عَـــــــــنَّا

اللَّهُــــــــــــــــــــــــــــمَّ إِنَّـــــــــــــــــــــــــــكَ عَفُـــــــــــــــــــــــوٌ

تُـحِــــــــــــــبُّ الْعَفـــــــــــْوَ فَـــــــــــــــاعْـفُ عَـــــــــنَّا

اللَّهُــــــــــــــــــــــــــــمَّ إِنَّـــــــــــــــــــــــــــكَ عَفُـــــــــــــــــــــــوٌ

تُـحِــــــــــــــبُّ الْعَفـــــــــــْوَ فَـــــــــــــــاعْـفُ عَـــــــــنَّا

يَــــــــــــــــــا تَــــــــــــــوَّابْ تُــــــــــــــــــــــبْ عَـلَــــــــــــــيْـنَا

وَارْحَـمْــــــــــنَا وَانْـظُــــــرْ إِلْـيْـنَا يَــــا تَـوَّابْ(87)

وفي رواية زهرة البن، يرد النشيد الديني؛ الذي يؤدى عادة بمناسبة المولد النبوي الشريف:

مَرْحَباً يَا نُورَ عَـيْـنِـيْ مَرْحَبــاً جِدَّ الْـحُـسَيْنِ

مِـثْلَ حُسْنَكْ مَا رَأَيْـنَا قَـطْ يَا وَجْـهَ الْـسُّرُورِ(88)

وقد جاء هذا النشيد على لسان أحمد بطل الرواية ليتناسب مع شخصيته الصوفية. وفي رواية هموم الجد قوسم تجتمع النسوة العقيمات، والراغبات في الزواج حول قبر الشيخ يونس، ثم  يرمين ببعض النقود إلى البحر، بعد أن يرددن النشيد باللهجة التهامية:

شَيْـــــــــــــــــــــــــخْ يُـونِــــــــــــــــــــــسْ  شَــــــــــــازُورُهْ

ولَا وَقَعْ لي زَوجْ شَــابَلْعِقُهْ في امْنُورُهْ(89)

- أغاني الأطفال:

 ففي رواية الرهينة، وردت أغنية شعبية، عادة ما يرددها الأطفال بعد الانتهاء من الدرس اليومي عند فقيه المعلامة (الكتّاب):“غَفَرَ اللهُ لَكْ يَا سَيَّدْنَا، وَلِوَالِدَيْكْ مَعَ وَالِدَيْـنَا، يَا حَنَّانْ يَا مَنَّانْ”(90). والنص كما في بعض البيئات الشعبية:

غَفَرَ اللهُ لَكْ يَا سَيَّدْنَا       وَلِوَالِدَيْكْ مَــــــعَ وَالِدَيْـنَا

يَـــــــــا حَــنَّـانْ يَـــــــــا مَــنَّـانْ        جُـــــدْ عَـلَـيْـنــَا بِــــالْـقُــــرْآنْ

وهناك أغاني يؤديها الأطفال أثناء ممارستهم لبعض الألعاب. ففي رواية الصمصام، نظّمت بعض الصبايا حلقة رقص، رددن معه:

يَـــــا التُّوشْ يَــــــا التُّوشْ

مَانِيْ لَّا بِـنْتْ الْشَّرِيْفِةْ

يَـــــا التُّوشْ يَــــــا التُّوشْ

وَمُـــــخـَضَّـبَةْ وَنَـــــظِـيْـفِةْ

يَـــــا التُّوشْ يَــــــا التُّوشْ(91)

وينظّم الصبية حلقة أخرى، ويرددون:

يَــــــا مُطَيـْــــرَةْ صُـبِّــــيْ لَــــــــبَنْ

عَمِّشْ عَبْدَ اللهْ سَافَرْ عَدَنْ(92)

ويرد الغناء الشعبي، الخرافي، المنسوب للطير؛ ليعكس بعض الملامح الشعبية لبيئة الشخصيات الروائية. تقول كلمات هذه الأغنية، التي يحاكي الأطفال في لحنها هَمْهَمَةَ نوع من الطير، يُدعى بـ(الجَوْلَبَة):

يِـجْعَـلْ لُـهْ حَـنَـشْ أَسْـوَدِيْ                مَـنْ قَــتَـلْ وَلَــدِيْ

مَــــــــــنْ قَــــــــتَلْ الْسَّـعَادِيـــــــدْ                لَا عَـــــيَّدَ الْـعِــــــيدْ(93)

وتظهر هذه الأغنية الشعبية جوانب الثراء والتنوع في هذا النوع من الغناء الشعبي، من خلال الاختلاف في رواية كلمات الأغنية من منطقة لأخرى، إذ ترد في بعض المناطق اليمنية على النحو الآتي:

جُجُــــــــــــوْ جُجُـــــــــــوْ                  مـَــــنْ قَـــتَـــــلْ وَلَــــــدِيْ

لُـهْ حَـنَـشْ أَسْـوَدِيْ                  يِقْرَصُهْ بِالسَّاعِدِيْ

وقد جاءت الأغنية الشعبية في الرواية اليمنية على أشكال مختلفة: فقد يستدعي الكاتب الأغنية كاملة، وذلك حين يتطلب المشهد الروائي الإطالة، تعبيراً عن لواعج النفس، كما في المِـهْـيَدْ، الذي أوردناه سابقاً، أو تعبيراً عن الفرح والسرور، كما في أغاني الزفاف في رواية الصمصام، وغناء الأطفال -أثناء اللعب بالحمار- في رواية يا طالع الفضاء:

يـَا حِـمَـــارْ يَـا مُسَـــــرْوَلْ               اللَّـيْــلْ

يـَا طَـالِـــــــعَ الْـفَــضَــــــــــاءْ               اللَّـيْــلْ

شُـــوفْ أَرْضَـــــــكْ الَاوَّلْ               اللَّـيْــلْ

وَبـَعـْدَهَــــــــــا الْفَضَـــــــــــاءْ               اللَّـيْــلْ

اصْلِـحْـهـَـــــــا وَاتـْحَـــــــوَّلْ               اللَّـيْــلْ

وَعَمِّــــــــــــــرْ الْفَضَــــــــــــــــاءْ               اللَّـيْــلْ

يـَا حـِمَـــارْ يـَا مُسَــــــرْوَلْ(94)

وقد يستدعي الكاتب جزءاً من الأغنية الشعبية، لشهرتها، مثل:

كُلَّمَـــا نَفَّـسَ الصَّبـــــــــاحْ               وبـَسَطْ ظِـلُّـــــهْ المـَزِيـــــــدْ

آحْ لَوْ كَــــانَ لِـي جِنَــــــــاحْ               كُـنتْ مِثلُه وعَادَ أَزِيـدْ(95)

حيث كلمات الأغنية كاملة للشاعر أحمد بن حسين المفتي:

جَـلَّ مَنْ نَفَّــسَ الصَّبــــــــــــاحْ            وبـَسَطْ ظِـلُّــــــــهْ المـَزِيــــــــــــدْ

أَلْـهَــمَ القُــــمْـرِيْ النِّــيَـــــــــــاحْ            يُشْجِيْ النَّــــــازِحَ البَعيــــــدْ

سَفَّ كَفَّ الطَّـــلا وصَـــــــــاحْ            وتَغَـنَّى عَلــــــــــــى الـجَـرِيــدْ

آحْ لَوْ كَــــانَ لِــــــــــي جِنَــــــــــــاحْ            كُـنتْ مِثــــــلُه وعَــــــادَ أَزِيـدْ

وَا مُغَـرِّدْ لَـــــــكَ الفَـــــــــــــلاحْ             اسْـــتَـمِـعْ قِــصـــَةَ الـعَمِيـــدْ

رَبَّـــةَ الْــقِــرطِ والْوِشَــــــــــــــاحْ           وَاللُّمَى الحَـالــــي البَدِيدْ

قَـتَـلَـتْـنِـي بـِــــــــــــلا سِـــــــــــــلاح ْ           وَدَعَــــتْـــنِـي لهَــــــا شَــهِيــــــدْ

والِّذِي أَرْسَلَ الرِّيـَــــــــــــــــــــــاحْ            مُــبْـدِئ الأَنْــفُـسِ المـُعِـيــــدْ

مَــا أَقُــــــولْ في الغَــــــــــرَامِ آحْ          يَـنْـقُـصْ العُـمْرَ أَوْ يَــزِيــدْ(96)وقد يستدعي الكاتب اسم الأغنية، أو بعضاً من سماتها، دون أن يذكر كلماتها، وذلك حين تتخذ بعض الأغاني الشعبية في الروايات هيئة (المثير - الاستجابة) في علم النفس، فقد يستدعيها الكاتب استجابة لموقف روائي تمارسه الشخصية الروائية، كما في رواية الملكة المغدورة، حين استدعى الكاتب الضمني أغنية:“يَا بَـائِـعِـينَ الْـعِـنَبْ لِلْـغِـيـدْ تَـهْدُوْنِـهْ” في سياق حديثه عن أكل (ابتهال) للعنب(97). أو حين ترد في النصوص الروائية كمُحفِّز سردي، يفتح مغاليق الذاكرة، لتنثال أحداث الرواية، بهيئة استرجاعية، مثل:“كنت ومرافقي وثالثنا شريط المرشدي، فأدخلتها محراب قلبي”(98)، ومثل:“تخالج نفسي رغبة شديدة في سماع أغنية (يَا طَيْرْ يَا رَمَادِيْ)”(99). ومثل “أمّا الصنعاني فكان ينظر إلى السماء وهو ممتد على السيارة ويصفر بأغنية صنعانية حزينة”(100).

الهوامش

 

1. يقسم الفولكلور إلى صنفين: فنون قولية، وفنون مادية. ينظر تقسيمات الفلكور الشعبي: عبد اللطيف البرغوثي، الفولكلور والتراث، عالم الفكر، وزارة الإعلام، الكويت، مج 17، ع 1، إبريل- مايو- يونيو، 1986، ص 94، 96.

2.  ينظر: حسين عبد الحميد أحمد رشوان، الفولكلور والفنون الشعبية -من منظور علم الاجتماع، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، د. ط، 1993، ص 31 - 34.

3. المرجع نفسه، ص 31.

4. عبد اللطيف البرغوثي، مرجع سابق، ص 96، 97.

5. ينظر: محمد صالح المراكشي، في التراث العربي والحداثة، مكتبة قرطاج، صفاقس، ط 1، 2006، ص 15.

6. نعمان بوقرة، نظرية الحجاج، الموقف الأدبي، إتحاد الأدباء والكتاب العرب، دمشق، ع 407، آذار 2005، ص 95.

7. ينظر: جيرار جينيت، أطراس (الأدب في الدرجة الثانية)، تر. المختار حسني، فكر ونقد، الرباط، ع 16، فبراير 1999، ص 134.

8. حسين عبد الحميد أحمد رشوان، مرجع سابق، ص 119.

9.المرجع نفسه، ص 119.

10. المرجع نفسه، ص 120.

11.عبد الله البردوني، فنون الأدب الشعبي في اليمن، دار البارودي، بيروت، ط 5، 1998، ص 468.

12.نبيلة إبراهيم، أشكال التعبير في الأدب الشعبي، دار غريب، القاهرة، ط 3، 1981، ص 174.

13.حسين باصديق، الإبحار على متن حسناء، دار الفارابي، بيروت، 1984، ص 203. وينظر: إسماعيل الأكوع، الأمثال اليمانية، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1984، ص 109.

14. محمد محمود الزبيري، مأساة واق الواق، دار الكلمة، صنعاء، ط 2، 1985، ص 274. وينظر: إسماعيل الأكوع، مرجع سابق، ص457.

15. حسين مسيبلي، مرتفعات ردفان، مؤسسة 14 أكتوبر، عدن، 1976 ص 164. وينظر: إسماعيل الأكوع، مرجع سابق، ص358.

16. محمد عبد الولي، يموتون غرباء، دار العودة، بيروت، ط 2، 1978، ص 44.

17. حسين باصديق، طريق الغيوم، دار الفارابي، بيروت، 1977، ص 248، 250. المثل: “في التأني السلامة وفي العَجل الندامة”. ينظر: عبد الله البردوني، فنون الأدب الشعبي في اليمن، مرجع سابق، ص 550.

18. عبد الوهاب الضوراني، مجمع الشحاتين، الناشر العربي، القاهرة، ط 1، 1979، ص 41. المثل: “هذه بتلكْ والبادئ أظلمْ”. ينظر: إسماعيل الأكوع، مرجع سابق، ص257.

19. حسين باصديق، عذراء الجبل، وزارة الثقافة، عدن، 1988، ص 96. المثل: “شَمَّ كَوَرْ زُغَنِهْ”.  ينظر: إسماعيل الأكوع، مرجع سابق، ص618.

20.محمد مثنى، مدينة المياه المعلقة، دار آزال، بيروت، ط 1، 1987، ص 137. المثل: “ما تكسر الحجر إلا أختها”. ينظر: إسماعيل الأكوع، مرجع سابق، ص 1021.

21.علي محمد زيد، زهرة البن، دار الكنوز الأدبية، بيروت، ط 1، 1998، ص 169. المثل: “مِنْ مَشْنَـقَةْ إلى مَشْنَـقَةْ فَرَجْ”. ينظر: إسماعيل الأكوع، مرجع سابق، ص 1283.

22. أحمد مثنى، هموم الجد قوسم، دار الحداثة، بيروت، ط 1، 1988، ص 47. المثل: “مِنْ كَثْـرَةْ المـَحَبَّةْ أَكَلَتْ الدِّمَّةْ أَوْلَادَهَا”. ينظر: إسماعيل الأكوع، مرجع سابق، ص1110.

23. علي محمد زيد، زهرة البن، مصدر سابق، ص 96. المثل: “جُنَانْ يَنْفَعَكْ، ولاَ عَقَلْ يَضُرَّكْ”. ينظر: إسماعيل الأكوع، مرجع سابق، ص 381.

24. حسين مسيبلي، مرتفعات ردفان، مصدر سابق، ص 134. المثل: “الغائبْ حُجَّتُهْ مَعُهْ”. ينظر: إسماعيل الأكوع، مرجع سابق، ص745.

25. علي محمد زيد، زهرة البن، مصدر سابق، ص 96.

26.إسماعيل الأكوع، مصدر سابق، ص 382.

27. زيد مطيع دماج، الرهينة، الهيئة المصرية العامة للكتاب –مهرجان القراءة للجميع، القاهرة، 1999، ص 80. محمد حنيبر، قرية البتول، عالم الكتب، القاهرة، ط 1، 1979، ص 152.

28. ديوان المتنبي، دار الجيل، بيروت، د. ط، د. ت، ص 320.

29. حسين مسيبلي، مرتفعات ردفان، مصدر سابق، ص 219.

30.أحمد شوقي، الشوقيات، دار الكتاب العربي، بيروت، د. ط، د. ت، ج 2، ص 76.

31.حبيب سروري، دملان، دار الآداب، بيروت، ط 1، 2009، ص 40.

32. المصدر نفسه، ص 114.

33. علي محمد زيد، زهرة البن، مصدر سابق، ص 137.

24.حبيب سروري، دملان، مصدر سابق، ص 301، 302.

35. المصدر نفسه، ص 486.

36.حبيب سروري، دملان، مصدر سابق، ص 386. علي محمد زيد، زهرة البن، مصدر سابق، ص 96. المثل: “جُنَانْ يَنْفَعَكْ، ولاَ عَقَلْ يَضُرَّكْ”. ينظر: إسماعيل الأكوع، مرجع سابق، ص 381.

37.حبيب سروري، دملان، مصدر سابق، ص 148.

38. حبيب سروري، الملكة المغدورة، تر. علي محمد زيد، وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء، 2004، ص 179.

39.عرق الآلهة، الكوكب -رياض الريس، بيروت، ط 1، 2008، ص 153.

40.حبيب سروري، الملكة المغدورة، مصدر سابق، ص 179.

41.حبيب سروري، طائر الخراب، مؤسسة العفيف الثقافية، صنعاء، ط 1، 2005، ص 71، 204.

42. حبيب سروري، دملان، مصدر سابق، ص 489.

43. المصدر نفسه، ص 219.

44.حسين باصديق، الإبحار على متن حسناء، مصدر سابق، ص 203. وينظر: إسماعيل الأكوع، الأمثال اليمانية، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1984، ص 109.

45.علي محمد زيد، زهرة البن، مصدر سابق، ص 169. المثل: “مِنْ مَشْنَـقَةْ إلى مَشْنَـقَةْ فَرَجْ”. ينظر: إسماعيل الأكوع، مرجع سابق، ص1283.

46. محمد محمود الزبيري، مأساة واق الواق، مصدر سابق، ص 274. وينظر: إسماعيل الأكوع، مرجع سابق، ص 457.

47.حسين باصديق، الإبحار علي متن حسناء، مصدر سابق، ص 85. الدّرين: الثعلب. ينظر: إسماعيل الأكوع، مرجع سابق، ص117.

48. حسين باصديق، عذراء الجبل، مصدر سابق، ص 159.

49.محمد مثنى، ربيع الجبال، دار الهمداني، عدن، 1983، ص 65. و يُكنَّى عن الرشوة بالمثل:(حق بن هادي).

50. حسين مسيبلي، مرتفعات ردفان، مصدر سابق، ص 164. وينظر: إسماعيل الأكوع، مرجع سابق، ص 358.

52.إسماعيل الأكوع، مرجع سابق، ص 1110.

53.حبيب سروري، دملان، مصدر سابق، ص 488.

53. زيد مطيع دماج، الرهينة، مصدر سابق، ص 80. محمد حنيبر، قرية البتول، مصدر سابق، ص 152.

54. زيد مطيع دماج، الرهينة، مصدر سابق، ص 153.

55. علي محمد زيد، زهرة البن، مصدر سابق، ص 137.

56.حسين باصديق، الإبحار علي متن حسناء، مصدر سابق،ص 85. الدّرين: الثعلب.

57. حسين باصديق، عذراء الجبل، مصدر سابق، ص 159.

58. حسين مسيبلي، مرتفعات ردفان، مصدر سابق، ص 219.

59. محمد مثنى، ربيع الجبال، مصدر سابق، ص 65. والمثل يُكنَّى به عن الرشوة.

60. سعيد شوقي سليمان، توظيف التراث في روايات نجيب محفوظ، ايتراك، القاهرة، ط 1، 2000، ص 338.

61.أحمد مثنى، هموم الجد قوسم، مصدر سابق، ص 48.

62. إسماعيل الأكوع، مرجع سابق، ص 1110.

63. أحمد مثنى، هموم الجد قوسم، مصدر سابق، ص 48.

64.إسماعيل الأكوع، مرجع سابق، ص 1208.

65. أحمد أمين، قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية، لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، د. ط، 1953، ص 61. نقلاً عن: نبيلة إبراهيم، أشكال التعبير في الأدب الشعبي، مرجع سابق، ص 174.

66. ينظر: عبد الكبير الخطيبي، الاسم العربي الجريح، تر. محمد بنيس، منشورات عكاظ، الرباط، د. ط، 2011، ص 39.

67.حبيب سروري، الملكة المغدورة، مصدر سابق، ص 158.

68.حبيب سروري، دملان، مصدر سابق، ص 488.

69.ينظر: عبد الله البردوني، فنون الأدب الشعبي في اليمن، مرجع سابق، ص 137.

70.زيد مطيع دماج، الرهينة، مصدر سابق، ص 20، 156.

71. ينظر: عبد الله البردوني، فنون الأدب الشعبي في اليمن، مرجع سابق، ص 381.

72. زيد مطيع دماج، الرهينة، مصدر سابق، ص 157.

73.عبد الله البردوني، فنون الأدب الشعبي في اليمن، مرجع سابق، ص 146.

74. المرجع نفسه، ص 324.

75.محمد مثنى، ربيع الجبال، مصدر سابق، ص 100.

76.محمد حنيبر، قرية البتول، مصدر سابق، ص 16.

77.صالح باعامر، الصمصام، مصدر سابق، ص 114.

78. حسين باصديق، في التراث الشعبي اليمني، مركز الدراسات والبحوث، صنعاء، ط 1، 1993، ص 176.

79. صالح باعامر، الصمصام، مصدر سابق، ص 104. وتعني : إذا غاب نجم (زاهر) ظهر كَمٌ كثيرٌ من نجم (زاهر). وربما يقصد بـ(زاهر) نجم الزهرة.

80.المصدر نفسه، ص 105.

81.المصدر نفسه، ص 106. الـهيس: المشي البطيء (الهوينى). ديولية: نسبة إلى الدولة، وتعني مشية الفخر والهيلمة.

82.المصدر نفسه، ص 106.

83.عزيزة عبد الله، أركنها الفقيه، الشركة الدولية، مصر، ط 1، 1998، ص 143.

84. ينظر: محمد عبده غانم، شعر الغناء الصنعاني، المكتبة اليمنية، صنعاء، ط 4، 1985، ص 140.

85.ينظر: عبد العزيز المقالح، شعر العامية في اليمن، دار العودة، بيروت، طبعة منقحة، 1986، ص 230، 231.

86. حبيب سروري، طائر الخراب، مصدر سابق، ص 78.

87. صالح باعامر، الصمصام، مصدر سابق، ص 92.

88.علي محمد زيد، زهرة البن، مصدر سابق، ص 254.

89.أحمد مثنى، هموم الجد قوسم، مصدر سابق، ص 161.

90. زيد مطيع دماج، الرهينة، مصدر سابق، ص 10.

91.صالح باعامر، الصمصام، مصدر سابق، ص 7. (يَا التُّوشْ يَا التُّوشْ) : لا زمة قولية مثل: (يا الله البالاه).

92.المصدر نفسه، ص 7. وينظر: حسين باصديق، في التراث الشعبي اليمني، مرجع سابق، ص145.

93.حبيب سروري، الملكة المغدورة، مصدر سابق، ص 59. وينظر: المصدر نفسه، ص 223.

94. عبد الله سالم باوزير، يا طالع الفضاء، مركز عبادي، صنعاء، ط 1، 1995، ص 18، 19.

95. محمد مثنى، ربيع الجبال، مصدر سابق، ص 12.

96.محمد عبده غانم، مرجع سابق، ص 327.

97. ينظر: حبيب سروري، الملكة المغدورة، مصدر سابق، ص 83.

98. أحمد مثنى، هموم الجد قوسم، مصدر سابق، ص 57.

99. المصدر نفسه، ص 148.

100.محمد عبد الولي، صنعاء مدينة مفتوحة، دار العودة، بيروت، د. ط، 1986، ص 93.

مصادر الصور

http://thenarrowlens.com/wp-content/uploads/2013/10/Yemen-23.jpg

 

أعداد المجلة