فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
34

برعاية سامية من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مهرجان التراث الرابع والعشرين .. تجربة تغني الواقع الحديث بأصالة الماضي العريق

العدد 34 - أصداء
برعاية سامية من  جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مهرجان التراث الرابع والعشرين  .. تجربة تغني الواقع الحديث بأصالة الماضي العريق

على مدى أسبوع حافل بالفعاليات، اختتم «مهرجان التراث» نسخته الرابعة والعشرين، الموسومة بــــــــــ«موجات صوتية من بحريننا»، والتي أقيمت برعاية سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، في الفترة ما بين (14 - 21 أبريل 2016م)، وذلك في خيمة خاصة شيدت إلى جانب «متحف البحرين الوطني».

واستقبل المهرجان منذ انطلاقه آلاف الزوّار من مواطنين ومقيمين وسيّاح، دفعهم حب التعرف على ثقافة وتراث مملكة البحرين إلى زيارة هذا الحدث السنويّ الخاص والذي يروج لحضارة هذه الأرض وما تحمله من إرثٍ إنساني خوّلها لتصبح مقصد الزوّار من مختلف الأرجاء، فضِمن شعار «هيئة البحرين للثقافة والآثار» لعام 2016 «البحرين وجهتك» جاء مهرجان التراث ليراهن على أهمية الموروث الثقافي ودوره في تعزيز مكانة مملكة البحرين كبلدٍ يقدّر ماضيه العريق ويكرّس الجهود والإمكانات للحفاظ على هويّته الثقافية.

وتحت عنوان «موجات صوتية من بحريننا» وثّق المهرجان حقبة ما قبل اكتشاف النفط، حيث كان البحر مصدر الرزق الأساس لجيلٍ اعتاد ركوب الأمواج على متن سفنٍ تبحر  لأسابيع وشهور طوال، في رحلات بحثٍ طامحةٍ لنيل اللآلئ والدانات، لتعود تلك السفن أخيراً إلى شاطئ البداية محمّلةً بالخيرات.

وكان المهرجان قد انطلق في الرابع عشر من أبريل 2016م، وقدّم على مدار ثمانية أيام برنامجاً حافلاً بالفعاليات التراثية والفنية المتنوعة شملت عروضاً حيّة للفرق الشعبية البحرينية التي قدّمت فنوناً موسيقيةً أطربت الحضور، إضافة إلى السوق التراثية التي ضمت عدداً من الحرفيين والفنانين، كما تم تقديم ورش عمل مختلفة استهدفت زوّار المهرجان من الأطفال.

وبشعاره الذي يدمج ما بين أمواج البحر وموجات الصوت التي حملت الذاكرة الإنسانية البحرينية إلى الحاضر، ركز مهرجان التراث على عنصر «الصوت»، كونه يشكل أداة يمكن من خلالها استعادة مشهد البحر وصناعة اللؤلؤ والتراث غير المادي المرتبط به. ولذلك فقد التقى جمهور المهرجان بأربعة أعمال فنية تركيبية في وسط خيمة المهرجان تعبّر بعناصر بصرية وسمعية عن مراحل مختلفة من حياة البحارة وأهاليهم وهي: مرحلة تجهيز السفينة والرّكبة (وهو يوم وداع البحارة والغواصين)، مرحلة الإبحار، مرحلة الانتظار وحياة النساء على اليابسة وأخيرا مرحلة القفال (يوم عودة البحارة إلى ديارهم). ومع كل عمل تركيبي كان هناك عرض سمعي للأصوات المرتبطة بكل مرحلة من المراحل، من فنون شعبية وقصائد مغناة مثل: السنكني، التقصيرة، الميداف، الرحى، توب توب يا بحر وغيرها.

وفي سياق تعزيز التجربة الثقافة، فقد وضع المهرجان جمهوره وجهاً لوجه مع نخبة من أمهر الحرفيين في المملكة، وهم يزاولون أعمالهم ويعرضون منتجاتهم. ومن بين الحرف اليدوية التي عايشها الجمهور: النقدة، صناعة السلال، صناعة القوارب، الخط العربي، الكورار، ورق النخيل، الفخار، الصناديق المبيّتة، الآلات الموسيقية والنسيج. إلى جانب السّوق في داخل الخيمة التي كرست المنتج البحريني الأصيل، حيث تتواجدت محلات عديدة قدمت منتجات كالقهوة، التمور، العطور، مياه اللقاح، الأقمشة، الإكسسوارات، الحلويات التقليدية وغيرها من المنتجات البحرينية العصرية والفنية التي تعمل على إنتاجها اليد البحرينية المبدعة.

ومن أجل تقديم تجربة ثقافية وتراثية متكاملة، فإن مهرجان التراث عمد لتقديم الوجبات البحرينية التي تُغني حاسة التذوق لدى الزوار عبر تقديم الشاي، والحلوى، والمثلّجات، والحلويات التقليدية والمشروبات الباردة والساخنة وغيرها من الأكلات التقليدية الأصيلة.
 

أعداد المجلة