فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
35

الطب الشعبي في الأحساء(1)

العدد 35 - عادات وتقاليد
الطب الشعبي في الأحساء(1)

يعود الحديث في بحثنا إلى طبيعة الخدمات الصحية والطبية إلى ما قبل 80 سنة في منطقة الأحساء، والتي كانت شبه معدومة، إلا من بعض الطبابة الشعبية، والأمر مثله في مختلف أرجاء شبه الجزيرة العربية، وإذا وجدت خدمات فهي بمستوى حجم قدرات وإمكانات ذلك الوقت بما يتناسب بالقدرات المادية والعلمية على البحث عن طبيب يمد له يد العون ويقدم له خدمات تليق بما يطمح له، بداعي الفقر وضعف الحال(2)، وساهم في تكريس الحالة المأساوية عدم وجود بيئة صالحة للعمل الصحي وذلك عائد للإهمال الذي انتاب المنطقة في ذلك الزمان.

فاتجه معظم السكان للبحث عن العلاج من الأمراض التي تصيبهم وتصيب ذويهم ومن ثم التخلص من براثن المرض وقسوته عليهم بما هو متاح ومعروف لديهم، وبما حبا الله البيئة الطبيعية المحيطة بهم من إمكانات علاجية وطبية.

فـــاتجهت أنظـــار المــجـتــمــع إلـــى الــبـيـئـة الـزراعـية ومـــا تـنـتـجـه الأرض مـن خــير وتتـضـمـنه مــن إمــكانـــات، بــالإضــافــة إلــى العــلاجـــات الـــروحـية بُغية منهم للشفاء، وكل اتجــــاه عـــلاجــي لـــه قـــوانــيــنــه وأســالــيــبــه وأمــراضـــه الخـــاصــة، فبــدأ النــاس بالتــداوي حســب المطبـبــين في ذلك الوقت وعرف هذا التداوي والسلوك في عصرنا بالطب الشعبي.

وأطلقت عليه أثناء كتابتي لهذه الورقة: الطب (غير الخاضع للقوانين العلمية والعقلية).

لذا يتصدر الطب الشعبي بشقيه (الغيبي والعشبي) جميع الممارسات التقليدية المتعلقة بالطبابة مثل استخدام الأدوية الشعبيةوالنباتات والأعشاب والأغذية في علاج الأمراض، بالإضافة إلى بعض الممارسات مثل الكي والحجامة والتجبير... وغيرها، وسواء تم ذلك بواسطة طــبيــب شعــبي أو بـــواسطة صاحــبة المــــنزل والـتي مارســـت هذه العادات حسب العرف المتداول في ذلك الوقت.

وكذلك الممارس لهذه المهنة احتل مكانة مرموقة في المنطقة تميزه عن باقي سكان المنطقة سواء كان رجلاً أم امرأة، ولذا لا زال البعض يشار له كعلم من الأعلام الذين ساهموا بتقديم خدمات إنسانية في مجتمعه، وانتهزها فرصة أن أترحم عليهم وأسأل الله لهم المغفرة والجنة.

ولا شك أن هؤلاء المطببين كانوا بحاجة إلى أدوات ولوازم طبية تساعدهم علىإنجاح العملية العلاجية بحسب درجتها صغرت أو كبرت فاجتهدوا في توفيرها من معطيات البيئة الزراعية والحيوانية، وما افتقرت له بيئتهم عمدوا إلى جلبه من الخارج، وسأتحدث عن هذا الأمر ضمن سياق البحث في موضعه المخصص.

أهداف البحث:

قبل الخوض في أعماق البحث لا بد من الإشارة هنا إلى صعوبة الولوج إلى دهاليز هذاالبحث المظلم، والذي يحدوني الأمل بالوصول في آخره إلى إشراقة ضوء تكشف في النهاية عن مادة تراثية هامة من تراثنا المجيد، صرفت جل وقتي لها، هذه العتمة التي ضاق بها فكري دون أن ارتدي نظارة سوداء أرجعها إلى عدة أسباب، منها:

ندرة الباحثين الذين تطرقوا للطب الشعبي في الأحساء - سواء الذين كتبوا عن الأحساء بشكل خاص أو عن جوانب معينة من تاريخها - لذا يعد هذا الموضوع بكرا لم يفض بعد، وإن ذكر فمجمل.

أغفل الرحالة الذين وفدوا على الأحساء أي اهتمام بالطب الشعبي، ولم يتطرق أي منهم للأمر في كتاباته، وما ذكره ابن علوان الدمشقي في رحلته(3)، لا يعد سوى شيء يسير عن التجبير يظل ذكراً خجولاً لا يروي الظمآن.

وكذلك ما ذكره الخطيب والشاعر الحسيني البحريني الملاَّ عطية الجمري في منظومته أثناء زيارته للأحساء عام 1354هـ، التي وصف خلالها ما انتابه من مرض دعاه لزيارة الطبيب في منزله بالأحساء وكيف ساهم في علاجه، قائلاً:

ثم رجعنا لحمى الهفوف

وقد تقضى لهب الصيوف

والقيض ولّى وأتى الخريف

والجسم مني ناحل نحيف

وكلّ يوم ألم الطحال

يزداد بل تنكَّرت أحوالي

ثم اعترتني بعد ذا حُمّاء

شديدة هُدَّت بها الأعضاءُ

ستة أيام اعترتني بلا إشكال

مُلقى وحولي خلص الرجال

تسعرها حرارة شديدة

ولم أجد نتيجة مفيدة

فأوصلوني منزل الطبيب

بيتاً رحيباً ليس بالرحيب

قد استفدت منه بالمعالجة

وقلبي الفكر الشديد خالجه

لكنني لقيت بعض الراحة

ونلت من دوائه نجاحه

حتى غدوت بعد ذا أفيق

قد انطفا من جسمي الحريق(4)

وهو كلام كما نلاحظ مجمل، لم نعرف فيه إلا أنه مصاب بألم الطحال وارتفاع الحرارة فقط، ولم يتطرق عن هوية الطبيب ولا نوعية العلاج.

ومــــا ورد في الكـــتب المطــبوعـــة بـالعربية في تاريخ طب الإرساليات الأجنبية بمنطقة الخليج والجزيرة العربية، يكون الطب مجرد ذكرلحالات لها مساس بموضوع اجتماعي أو سياسي يريد المؤلف الحديث عنه فيبدأ موضوعهإما عن حالة مرضية زارت الإرسالية أو زارها الفريق الطبي، ومن ثم يأخذ الكاتب منعطفاً آخر يريد الحديث عنه، ولا غرو في ذلك إذا عرفنا السبب الحقيقي للإرسالية هو التنصير(5)، فمثل كتاب (مذكرات شريفة الأمريكانية) عن الأحساء مجرد إثبات أن بعثة أو إرسالية تبشيرية أمريكية في البحرين 1922م دخلت الساحل الشرقي من شبه الجزيرة العربية وبالتحديد الأحساء والقطيف، وتحدثت فيه عن أهم المشاكل والصعوبات التي واجهتهم أثناء عملهم التبشيري، ومع ذكر ازدحام المراجعين على المستشفى الذي أعد لاستقبال المرضى(6)، ولكن لم تذكر أهم الأمراض التي عالجوها ولا العمليات التي قاموا بها، ولم تذكر المؤلفة كيف تفاعل المرضى مع تقبل النصائح واستعمال الدواء، وهل تتم مراجعتهم مرة أُخرى ويطرأ عليهم تحسن أم لا، بل وتؤكد الكاتبة في طيات صفحات كتابها أن البعض ممن مارس الطب في ذلك الوقت ليس بطبيب وإنما انتحل شخصية الطبيب والتطبيب من أجل التبشير(7). ومع هذا حاولت جاهداً التقاط بعض الأمور الرائعة من الكتب التي كتبت في هذا المضمار.

لم تبادر أي جهة بالعناية بهذا الجانب من تسجيل أسماء من مارس الطب الشعبي ولا معرفة الأدوات التي يستخدمونها سابقاً ولا حتى تسجيل أسماء الأمراض المعروفة في ذلك الوقت.

أغلب من عمل في هذه المهنة من الماضين انتقل إلى رحمة الله والباقي إما هجرها ويصعب التعرف عليه أو متعب بسبب المرحلة العمرية ولا يمكنه أن يتذكر الأيام الماضية.

إلا أني سعيت جاهداً في كشف - ولو جزء بسيط - النقاب عن بعض جوانب الطب الشعبي في الأحساء غير الرسمي وكانت مغيبة أو غير معلومة لدى البعض سواء كان روحياً أو عشبياً أو تجبيراً ويعتبر مجهولاً الآن لدى بعض سكّان المنطقة.

بعد هذه المقدمة أتمنى أن أكون قد وفقت في رصد شيء جديد عن تاريخ الأحساء من خلال تتبعي لهذه المادة(8).

1. الطب الشعبي في المثل الأحسائي:

ما عنيته من ذكر المثل في الطب الشعبي هو ما يعبره المثل من نتاج تجربة شعبية طويلة تخلص إلى عبرة وحكمة؛ لاجتماع المعنى والغاية فيه، وتؤسس على هذه الخبرة معطيات يمكن من خلالها قراءة فترة زمنية في مساحة معينة، منها:

في التحذير من الأمراض والوقاية:

«الوقاية خيرٌ من العلاج» وعن طريق تجربة الأهالي قالوا في ذلك أمثالاً منها:

«إذا جاء الفقع صر الدواء»(9): وهي إشارة إلى أن الفقع (الكمأة) من الأطعمة المسببة للأمراض، وأن كثرة تناوله مضر، ففي موسم الكمأة لا أرفع الدواء مع هذا الداء.

«أكله تحرم وكيلات»(10): يريد القول هنا إلى أنه كم أكلة منعت صاحبها من أكلات و«وكيلات» كلمة تصغير لكلمة أكلات وأكلاتٌ جمعٌ مفردها أكلة، وهي نصيحة بانتقاء الأكل الجيد وعدم الإسراف في الأكل.

وفي بعض المناسبات تستهل وجوههم بالبشر، لوجود الدواء فقالوا في ذلك:

«إذا جاء الجراد انثر الدواء»(11): وهذا عكس المثل السابق، فبوجود الجراد وانتشاره تقل الأمراض فكأن الله نشر الدواء بينهم، وهو تشجيع على أكل الجراد في موسم الجراد، لأنه يأكل من جميع أنواع الأعشاب المحتوية على غذاء متكامل يقي من الأمراض.

وبعض الأمراض تحتاج إلى سعي وبحث عن الدواء، فضرب المثل:

«جربه ومحتاجه للطّلا»(12): إشارة إلى أن المريض بداء الجرب يحتاج إلى الدهان على الجسد لأن الجرب لا يذهب عن الشخص إلا بالعلاج.

«زادت الحمَّى ليعه»(13): مع ارتفاع حرارة الجسم يشعر صاحبها بـ(اللوعه)، وهي مقدمة للتقيؤ وتفريغ المعدة.

2. أسماء الأمراض:

لا شك أن أهالي الاحساء أصابتهم أمراض عادية وسارية بل وحلت بهم أوبئة فتكت بالكثير من الناس منذ القدم، ومما يؤسف عليه عدم وجود مصادر نعتمد عليها(14)، ولكن حسب بعض القرائن التي التقطناها من المصادر وبعض اللقاءات الشفاهية مع كبار السن سجلت مجموعة من الأمراض، مع أن البعض يتذكر وصف المرض وحالة المريض مع عدم معرفته باسم المرض في ذلك الوقت. وهذه أسماء الأمراض التي توصلت لها على النحو التالي:

1. الكوليرا: اسم مشهور ومعروف، من الأمراض الوبائية الذي مات منه خلق كثير.

2. الطاعون: وهو أيضاً من الأمراض الفتاكة التي مات بسببها خلقٌ كثير.

3. الجدري:وهذا المرض أيضاً من الأمراض الوبائية الخطيرة ، فما أصيب به أحد إلا وصحبه عمى في عينيه أو ترك علامات بارزة على وجهه.

4. الرمد: من الأمراض التي تصيب العيون، والتي قد تؤدي إلى العمى عند عدم وجود الرعاية الصحية الكافية.

5. العمش: مرض يصيب العيون أيضاً، ولعله ما يعرف بـ (التراخوما).

6. «الغي» أو تقيح أو دمل: المعروف بالخُرَّاج.

7. النقرس: وهو ما يعرف طبياً أيضاً بداء الملوك، وهو يصيب الأقدام نتيجة الإفراط في أكل اللحوم الحمراء.

8. أمْ حَمَيَّرْ: من أعراضه ارتفاع في درجة الحرارة، وصوت يشبه صوت الديك مع السعال المستمر، وهو ما يعرف اليوم بـ (السعال الديكي).

9. الضروس: ويقصد به ألم الأسنان وخلعها.

10. الصفري والسخونة: ارتفاع الحرارة وما يعرف هذا المرض في الوقت الحاضر بـ (الانفلونزا).

11. أمَّهات الرَّاسْ: التهاب اللَّوز (أم الصبيان).

12. ليّة:آلام المعدة، شبيه بالمغص.

13. حكة: مشاكل جلدية، سواء كانت التهابات أو حساسية.

14. لوته: آلام مفاصل القدم.

15. بهق:بقع بيضاء على الجلد.

16. شبسة:حرف الشين ينطق مثل حرف (ch) بالإنجليزي، وهو مرض أبو صفار أو الصفراء، ومن أعراضهاصفرار العين والوجه واللسان والبول، مصحوباً بهزال وفقدان للشهية.

17. بو وجه: الشلل النصفي الذي يصيب جانبي الوجه، وقد قال علماء الطب في هذا الزمان بسبب العصب السابع، يصاب به بسبب تعرض الشخص إلى موجة برد مفاجئة.

18. التشنج أو الجنون: الصرع.

19. مشق: بثور على الجلد.

20. الحزاز: داء الثعلبة.

21. لشمة: حرف الشين ينطق (ch) بالإنجليزي التهاب وتقيح في باطن القدم، نتيجة أثر ارتطام باطن القدم بشيء صلب ثابت على الأرض.

22. خَازْ بَازْ: التهاب الغدة النخامية، ويسمى مرض النكاف.

23. فتاق: الفتاق السري.

24. عرق النسا: لا زال يعرف بهذا الاسم في الطب الحديث، وهو عبارة عن آلام في الناحية الخلفية من القدم حتى أعلى الفخذ على طول المسار التشريحي للعصب الذي يحمل نفس الاسم.

25. بُوزِليغَه / أم زليقة: تسلُّخ في الجلد من أثر الاحتكاك بين الفخذين ببعضهما البعض مما ينتج عنه حرارة ورطوبة خاصة مع كثرة المشي والحركة مما يجعل الإنسان لا يستطيع المشي بصورة طبيعية، وكنتيجة لهذا الاحتكاك يفتح الماشي رجليه أثناء المشي تلافياً للاحتكاك والألم، ويقال للشخص الذي لديه هذه الأعراض بأن لديه (بوزليغَه أو أم زليقة) وأغلب انتشاره عند المصابين بالسمنة.

26. حزَازه: قرحة مستديرة تصيب الرأس فتتسع قشرة الرأس، إذا تركت بدون علاج وتعالج عادة بكتـــابة بــعـــض الآيـــات القــرآنـــية الكـــريــمة علـــــيها مـــن قبــــــل المطـــوع (المــــــلاّ)، وهــــي ما يسمى بـالحزاز عنــــد الــعـــــرب.

27.الشاقة: حرف القاف ينطق مثل حرف الجيم القاهري أو (g) بالإنجليزي، ومن المحتمل هو ما يعرف في هذا الزمان بـ(الشقيقة)، وأعراضها عبارة عن صداع أمامي بمقدمة الرأس (الجبهة) هذا الصداع له تأثير سلبي على النظر.

يقوم شخص معين يسمى (المدهن) بتدليك مقدمة الجبهة وتجميع الألم في وسط الجبهة ومن ثم يبدأ بسحب الجلدة ثم يقوم بسحب ما تم تجميعه من الجلد حتى يخرج صوت يعرف بـ(الصرقعة) يقال بخروج هذا الصوت يذهب الألم الذي كان يشتكي منه المريض(15).

28. سرسوف: عبارة عن انتكاسه فم المعدة وانقلابه عن مكانه.

29.الفالج: هو الشلل.

30.الحصبة: وهو عبارة عن فيروس يصيب الأطفال.

31.الملاريا : وهو من الأمراض الوبائية التي حصدت أعداداً كبيرة من البشرية.

32.أمَّهات الرَّاسْ: اللوز، وتسمى: (أم الصبيان).

33. الجروح والقروح: وهي من الأمراض الشائعة في الأحساء.

34.الشقوق (Fissures) : وهو عبارة عن جفاف يصيب القدم يؤدي إلى تشقق وتفطر مؤخرة القدمين، وهي تصيب باطن أقدام الفلاحين بكثرة.

35.ضيقة الصدر: الربو.

36. الجرب: معروف ومشهور يبدأ بظهور حكة شديدة جـداً، وتزداد حدتها في ساعات الليل، وكانوا يضعون عليه الكبريت بعدما يعجنونه بالدهن، والجرب من الأمراض التي لا يمكن أن تزول إلا بالعلاج الطويل الأمد.

37.السقط: إذا التهبت اللوز يقولون: حلقه مسقط، يعني لوزه متضخمة.

والقائمة المذكورة لم تكن هي الوحيدة التي أصابت أهالي الأحساء وإنما هذا الذي عرف بين الناس فبعض الأمراض لم تعرف بينهم مثل السرطان والأمراض القلبية، وأمراض الحصى والكلى وفقر الدم المنجلي، والسكر والضغط والقائمة تطول.

وذلك نتيجة البدائية الطبية، وهي أمراض يعاني منها المريض، وقد تؤدي إلى وفاته، دون أن يكتشف المحيطيون به والمعالجون له هوية مرضه.

3. أمرض وبائية:

لاشك أن الأحساء مرت بأمراض وبائية فتكت بالسكان، وجعلت أيامهم مثل لياليهم من الخوف والحزن، إلا أنه لم يسجل أي معلومات عن هذا الوباء ولم يكتب عنه وإلا فقد حل في أرضنا وباء الكوليرا والطاعون والجدري وأمراض أخرى لم يكتب عنها شيء.

وقد كان كبار السن قد أطلقوا على سنة 1918م الموافق 1337هـ بـ(سنة الرحمة) بسبب الوباء الذي داهمهم، والذي عرف في دول العالم (وباء الأنفلونزا الأسبانية)،وقد أرخ البعض بهذه السنة، فتجد بعض الآباء يخبرك عن حدث تم قبل سنة الرحمة بكم سنة تقريباً أو بعده، وبالتحديد نهاية الحرب العالمية الأولى (الحرب العظمى) قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1937 م - أعلنت أسبانيا عن ظهور انفلونزا غير معروفة فتكت بالكثير من السكان، وبعد فترة أعلنت عن انكماش هذا الوباء، ثم أعلنت بعض دول أوروبا عن ظهور بعض الحالات من هذا الوباء في دولها، وما هي إلا فترة قصيرة حتى انتشر هذا الوباء بشكل خيالي في جميع أنحاء العالم، واستمر لمدة ثلاثة أشهر هلك بسببه أكثر من أربعين مليون شخص، وتتناقل بعض المصادر شيئاً من المعلومات حول هذا الوباء، فقد بنيت في المقابر العماريات - وهي غرفة صغيرة تبنى بسعف النخيل للحماية من الشمس - ولكثرة الموتى فنيت بعض البيوت وبعضها لم يبق منه سوى شخص أو اثنين، وتم استخدام الأبواب لحمل الموتى لكثرة الموتى في وقت واحد(16).

4.أسباب انتشار الأمراض:

ذكرنا سلفاً جملة من الأمراض منها ما هو بسيط أو عرضي ومنها أمراض مستعصية فتاكة حصدت أرواح جمع غفير من البشر، هذه الأمراض سواء البسيطة منها أو الفتاكة، هناك أسباب ساعدت على انتشارها في الأحساء بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى، منها:

مناخ المنطقة غير المستقر بين ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة الجوية، وهو مناخ مناسب على تكاثر الحشرات كالذباب والبعوض، وكذلك هبوب الرياح المحملة بالغبار والأتربة، كان لها دور في انتشار أمراض العيون مثل التراخوما، وكذلك مرض الربو المسبب لحساسية الصدر(17).

وجود المياه الراكدة في المستنقعات والحقول الزراعية المنتشرة بكثرة قرب الأماكن السكنية، وَلَّدَت بيئة لنمو البعوض وتكاثره(18).

نقص الضوء والتهوية في كثير من الأحياء والمنازل السكنية(19).

شيوع وانتشار الزواج من الأقارب.

اعتماد بعض سكان المدينة على الآبار المنزلية الضحلة ذات المياه غير الصالحة للشرب(20).

نقص التغذية(21) بسبب الفقر وضعف الدخل المادي.

الجهل بدور النظافة في مقاومة ومكافحة انتشار الأمراض وأهميتها في صحة الإنسان العامة(22).

وجود حظائر الحيوانات في المنازل ساعد على تكاثر الذباب وتفشي الأمراض(23).

انعدام التثقيف الصحي.

انتشار القمامة بالقرب من المنازل وعدم إزالتها لفترات طويلة.

عدم وجود شبكات للصرف الصحي في المنازل وإنما يقضون حاجاتهم في الحظائر.

انعدام الكهرباء مما يصعب حفظ المواد الغذائية، فحفظ الأغذية بطريقة بدائية تكون عرضة للحشرات، وتفسد لسوء أحوال الجو المتقلب.

وهناك سبب آخر تمثل في انتقال الأمراض من البلدان المجاورة.

5.مصطلحات طبية أحسائية:

أصبـــــح لـــدى الأحســـــائيــــين كـــغــــيرهـــم مصــطــلــحــــات طبيــــة شعـــبية تســــالمــــوا عــــلــى معــانـيــها بيـــنـــهـــم حــــتى أصبحت معروفة في وسطهم ومتداولة، ومما عرفنا:

دواء: اسم يطلق على الأعشاب والدهون العطرية التي يتداوون بها.

الريح: اسم يطلق على ألم العضل يقال: به ريح.

الوجع: المرض.

الوجعان: المريض.

مرمود: أي عينه بها صديد.

المطهر: الختّان، وهو الشخص الذي يقوم بدور الختان للطفل، والطفل المختون: مطهر.

مسخن: من السخونة وهو اسم يطلق على الشخص المحموم.

الحواج: يطلق هذا الاسم على العطار الذي يبيع النباتات والأعشاب الطبية.

عصره: أنبوب المرهم.

قارور: يطلق على الدواء، ولعل الاسم ورد من قرقرة الدواء، أو لأن الدواء يوضع في قارورة.

دُو دُو: الطفل يشير إلى موضع الآلام الذي لديه ويقول: دُو دُو.

زواع: وهو التقيؤ.

6. المطببون:

تحتاج هذه الأمراض إلى أطباء حاذقين وماهرين للمشاركة والمساهمة في تقديم علاج يريح المريض وذويه، ولكن وبسبب ظروف مظلمة مرت بها البلاد في تلك الفترة لم تتوفر طاقات بشرية متمكنة في هذا المجال؛ ولكن مع هذا الظرف والصعوبات عرف أشخاص بمزاولة مهنة التطبيب والذين مارسوها بعدما تعلموها بالوراثة، وحتى الصبي الذي يعمل بأجرة عند المطبب يتعلمها وهو لا يمت للمطبب بأي صلة قرابة، فهو مجرد إرث ومعرفة تكفي أن يمارس ويزاول الشخص التطبيب.

وأيضــاًالحـــلاقــــون الذين يمارسون مهنة الحلاقة مــــارســــوا عمـــلــــيـــة الفصـــاد والحجــــامة والتـخــتـــين، وخلـــع الأســــنان.

المدهن: يطلق على الرجل، المدهنة: يطلق على المرأة، هو الذي يعالج أو يساهم بتخفيف بعض الآلام عـــن طـــريق تــــدلـــيــك ومــــرخ المنطـــقـــة الــــتي يـشــتـكــي منهــا المـــريــض بــالــدهن، ومنها عـــرف من يعمل هذا العمل بـ(المدهن) نسبة لما يستخدمه في العلاج وهو الدهان.

الحواج (العطار): صاحب محل العطارة يتعامل بالأدوية الشعبية المتكونة من أعشاب ونباتات وزيوت طيارة، يقوم بوصف الأدوية للحالات التي تعرض عليه، وهي خبرة يكسبها بمرور الوقت نتيجة التعامل المستمر مع الأدوية والأعشاب الطبية تعطيه بمرور الزمن خبرة في معرفة الأعشاب وطرق استخداماتها.

ولا يمكن تجاهل دور المرأة كطبيبة داخل الأسرة، فلديها مستلزمات علاجية صغيرة وعندها معرفة عامة ومجملة بالخواص العلاجية لبعض الأعشاب والتوابل التي يمكن شراؤها من أي عطار، واستخدامها إذا دعت الحاجة، وتقليداً لمن يكبرها سناً ومن في عمرها بإشعال البخور وبعض الأمور التي لها علاقة بالتقاليد والعادات، وقد اشتهرنَ بمعرفتهن بعمل الترفيع للأطفال وهو عبارة عن وضع الأصبع داخل البلعوم ودفع اللوزتين نحو الداخل(24).

7. أنواع الطب الشعبي في الأحساء:

يمكننا تقسيم العلاج بالطب الشعبيحسب الممارسة التقليدية المتوارثة في علاج المرضى إلى ثلاثة أقسام على النحو التالي:

1. العلاج بالأمور الروحانية.

2. العلاج بالأعشاب.

3. العلاج بالكي والحجامة والتجبير.

4. علاجات بأمور أخر.

7. 1. العلاج بالأمور الروحانية والنفسية:

ما إن تبدأ أعراض الإعياء والتعب والإرهاق بارتفاع الحرارة على الشخص في مدن وقرى الأحساء حتى يبادر ذووه ببعض العلاجات الأولية ذات الارتباط الروحي، بعض منها يمارس اقتداء بسنة رسول الله وأهل بيته الطيبين الطاهرين، والبعض الآخر ليس لهم إلا الممارسات التي اعتادوا عليها وإن نسبها البعض إلى الشعوذة وادعاء القدرة على علاج الأمراض المستعصية والسحر والكهانة. إلا أننا نرفض تأطيرها تحت هذا الإطار بداعي ظروف الجهل وإن المريض سيتجه إلى من يقدم له يد العون والمساعدة ويخلصه مــن آلامه ومعـــانــــاتــه، وصعـــوبــــة الـــيد بـــداعــي الفقــر، والظروف المعيشية الصعبة التي عايشوها تعرقل تطببهم في أقرب مستشفى لديهم والذي يقع في البحرين لدى الأرسالـــــية التبشيريــــة الأمــــريكـــية، بـــالإضافــة أن هــذه الورقــــة تحــاول رصـــدوعرض مـــا تطــــبب بـــه في الأحــساء دون إصدار أحكام على عادات وتقاليد الناس، فمن العلاجات التي لها علاقات بالنبي وأهل النبي:

قراءة القرآن الكريم:

يهرع متولي شؤون أمر المريض إلى الشيخ أو الملا أو من يعرف قراءة القرآن في ذلك الوقت ليحضره عند المريض، لقول النبي(ص): «من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله»(25) فيستضيفه في منزله وبعد السلام على المريض والتمني له بالشفاء العاجل، يبدأ الضيف بتلاوة آيات مخصوصة من الذكر الحكيم وردت في الروايات باستحباب قراءتها على المريض.

وبعض القراء لا يحضر إلى منزل المريض، وإنما يكتفي بكتابة آيات من القرآن الكريم في إناء معدن بالماء والزعفران، أو من خلال النفخ على الماء في الكأس بعد قراءة عدد من الآيات والسور وإرساله للمريض.

وقد أحدثت الآيات الكريمة أثرها على المرضى في مختلف الأمراض وخصوصاً للأمراض النفسية والعصبية.

الصدقة والدعاء والحجاب (الجامعة):

قـــال رســــول الله: (لا يـــرد القــضـاء إلا الـــدعـــاء)(26)، يؤمن كثير من المرضى وذويهم بالدعاء وأنه صلة بينه وبين ربّه، ويفضلون أن يكون الدعاء في السر بحيث يطلبون من المصلين في المسجد الدعاء لمريض دون ذكر اسم. وهكذا ديدن المسلمين يلتمسون من بعضهم البعض الدعاء.

أما الحجاب أو (الجامعة) وينطقونها أهل القرى (يامعه) عبارة عن ورقة كتب فيها رجل دين بعض آيات من الذكر الحكيم وأذكار مخصوصة صدرت من النبي محمد أو أحد المعصومين ، تغلف بكيس أو جلد حتى لا تمسها نجاسة، ومن ثم يعلقها المريض على رقبته أو تربط على كتف يده اليمنى(27).

تراب محموس:

يعتقد بعضالأحسائيين قديماً أن أكثر الأمراض إصابة تكون بسبب العين الحاسدة، فلذا عندما يكون لديهم مريض يبدؤون بالتفكير في البحث عن المتسبب بإصابة ابنهم بالمرض ويبدؤون بالتخمين حتى يتم التشكيك في كذا شخص وتبدأ مرحلة العلاج البسيطة بأخذ كمية من التراب، وبطريقة سرية بحيث لا يراهم أحد أثناء جمع التراب من أمام باب المنزل، وتسمى بموضع وطئ قدماه، ويوضع في محماس (وهو عبارة عن إناء صنع من النحاس بشكل دائري وله عصا تسمى اليد)، ومن ثم يوضع على النار حتى يحمى التراب ثم يؤخذ ويوضع بالقرب من المريض ويسكب على التراب الماء حارا فيحدث صوتاً (من شدة حرارة التراب أثناء صبِّ الماء عليه يبدأ الماء في التبخر بسرعة فيخرج صوت إلى أن يتشبع الإناء من الماء فيسكن الصوت). ثم يؤخذ التراب الذي سكب عليه الماء وينشر في الطريق بخط مستقيم حتى من يمر من أفراد الفريج (الحي) ومن يشك في أنه المتسبب بإصابة المريض توطأ قدمه عليه، فيشفى مريضهم.

وإذا كان لا يعلم من المتسبب بإصابة المريض يؤخذ التراب من عند سبعة أبواب منازل مختلفة، وتخلط مع بعض وتسخن على النار، ويعمل بها نفس الكيفية والطريقة السابقة.

سبعة الدويات:

عبارة عن مجموعة من الزيوت مثل: زيت الخروع، وباب السلام، ودهن البيذان، وعرج الحلو، وعرج المرّ، ودّم الخليو. تخلط هذه الزيوت بعضها مع بعض وتــولدزيــت يعـرف في الأحسـاء بـ(سبعة الدويات) ويستخدم هذا الزيت في علاج أمراض كثيرة عبر دهن المريض ومرغ جسمه بالزيوت، وعادة ما يدهن الشخص الذي لديه ورم في جسمه، والشخص المرهق.

دوى(28) النزر:

النزر عبارة عن حالة نفسية تصيب الإنسان، ويقال أنه (منزور) أو متضرر، ولعلهم يقصدون أن الشخص المريض أصابه الداء بسبب مس الجن.

ويتم علاجه بدواء يسمى (دوى النزر) وهو عبارة عن: مادة سائلة لونها أحمر، يضاف عليه ماء الورد والنافعة، بعدما يشعلون نارا على حديدة حتى تحمر من اللهب، ومن ثم يقربون هذه الحديدة أمام وجه المريض المقصود ويسكبون الدواء على الحديدة ليخرج صوت حرارة الحديد الحار عندما يلامسه السائل، ويجمعون الدواء في إناء ويسكبون جزءاً منه في بعض زوايا المنزل والآخر يدهن به المريض.

سبع الحدايد(29):

تـــــــوجــد في أغـــــلـــــــب المنازل سبع قطع من المعدن الصغير - تشترى من العطار - في حــــال مـرض أحد أفراد الأسرة تؤخذ الحدائد وتوضع على النار حتى تحمى، ثم توضع على الأرض ويقربون المريض منها، ثم يسكبون الماء على المعدن الملتهب، ومن ثم يعاد المريض إلى فراشه. يقال: إن صوت المعدن الملتهب عند انسكاب الماء عليه يذهب من فزعة المريض.

كسر البيضة:

وهي من ضمن العلاجات الأولية التي تؤخذ بعين الاعتبار داخل البيت، وقبل التوجه إلى مطبب لأنه سيسألهم عن قيامهم بكسر بيضة أم لا؟

وعادة ما تكسر البيضة عن الشخص عندما يصيبه أي تغير في بنيته الجسدية أو حالته النفسية سواء كان تعباً في الجسم أو مجرد إرهاق يعيق الشخص عن ممارسة نشاطه اليومي، ويوعز تلك الحالة إلى سقوط مفاجئ على الأرض ويحتمل وجود جن في ذلك المكان، أو أصابته فزعة بسبب قط لاحتمال تلبس الجن بهيئة القطط، وهكذا. فتكسر البيضة كغذاء أو فدية تقدم للجن، وبكسر البيضة يفهم الجن بأن عليه الترك والبعد عن إيذاء الشخص المكسورة البيضة لأجله(30).

7. 2. العلاج بالأعشاب:

كما ذكرنا في المقدمة إن ضعف ذات اليد وصعوبة الوصول إلى المستشفيات والعلاج على يد الأطباء المحترفين الموجودين في البحرين والعراق والهند والتي يذهب إليهم في الغالب أصحاب الاقتدار المادي أو من حالتهم مستعصية ويعجز الطب المحلي لعمل شيء حيالهم، أما من دعتهم الحاجة اضطرارياً التداوي بالنباتات والأعشاب والأزهار.

وعرف من يداوي ويمارس العلاج بهذه الطريقة بـ (الحواج)، والمحل الذي تباع فيه النباتات الحواجة، ربما قيلت من حاجة الناس للمعروض في المحل.

ويمكن تقسيم النباتات الطبية التي استخدمت في الأحساء إلى:

7. 2. 1. نباتات طبية محلية أحسائية.

اشـــتــهــرت الأحســــاءبــخــصـوبة أرضهـا الــزراعــية، وجودة تربتها، حتى برزت في منطقة الخليج كأحد أبرز المناطق الزراعية التي تنبت في أرضها وواحتها العديد من الخضروات والفواكه مثل السدر (النبق)، والنخيل التي تعد الأجود في المنطقة جميعاً، فكان لبعض مزروعاتها استخدامات طبية في علاج العديد من الأمراض المتفشية في المنطقة ومنها:

اللقاح: وهو أول ما يظهر من طلع النخل الذكر والذي تلقح به النخلة، ويخرج الطلع في مغلوف يسمى في الأحساء (اللحاف) أو (التلتال). واللقاح عبارة عن مسحوق ناعم جداً شديد البياض، إذا أخذ ملعقة من الصباح على الريق مع العسل قوى الجسم بشكل عام والعمل الجنسي بشكل خاص كما أنه مفيد لإخصاب المرأة لمن تعاني من الضعف في التبويض.

الحناء: تتــزيـــن بـــه المــــرأة بعـــدمــــا تخـــضـــب يــدــيها وشعرها به، وصبغ الشعر بالحناء يذهب الحمى ومفــيدلبشرة الـــرأس، كـــما يســـتفاد مــن الحـــناء في علاج تشققات القدمين، وتجديد خلايا القدمين، ويستعمل الحناء أيضاً لعلاج الحروق بعد وضع مسحوق الحناء على الجزء المحروق، ويجعلون طبقــــة المسحـــوق لا تنفـــصـــل عـــن الجـــزء المحـــروق ليقــــلـل الالـتــهـــاب.

السدر: وهي شجرة ثمر النبق (الكنار)، وهو معروف في الشرق العربي منذ أقدم العصور. يؤخذ ورقه ويجفف ثم يدق وينعم ويستخدمونه لغسيل الرأس، عبر خلطه بقليل من الماء ثم تدلك به فروة الرأس وسائر الجسم وهو في العرف العام بديل عن (الشامبو) المستخدم في العصر الحديث، وهو يكسب الشعر نعومة ويقضي على الجراثيم ويكسبه رائحة زكية. وقد حث أهل البيت أصحابهم ومحبيهم على غسل الرأس بالسدر كما تنقل عدة روايات عنهم منها ما قال الإمام الصادق : (اغسلوا رؤوسكم بورق السدر، فإنه قدّسه كل ملك مقرّب ونبي مرسل، ومن غسل رأسه بورق السدر صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوماً، ومن صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوماً لم يعص الله ومن لم يعص الله دخل الجنة)(31). وفي الطب الشعبي تستخدم أوراقه لعلاج الجرب والبثور، ومنقوع أوراقه تستخدم لعلاج آلام المفاصل والتهاب اللثة.

الكحل: يحافظ على صفاء العينين وقوة الإبصار، ويستعمل من قبل النساء والرجال، ويعالجون به داء الرمد، وقد وردت روايات في استحباب الاكتحال، منها ما روي عن الإمام الباقر ، أنه قال: (الاكتحال بالإثمد(32) ينبت الأشفار ويحدّ البصر ويعين على طول السهر)(33)، وعن الرضا قال: من أصابه ضعف في بصره فليكتحل سبعة مراود(34) عند منامه من الإثمد، أربعة في اليمنى وثلاثة في اليسرى، فإنه ينبت الشعر ويجلو البصر وينفع الله بالكحلة منه بعد ثلاثين سنة)(35)، وعن الصادق: (الكحل عند النوم أمان من الماء الذي ينزل في العين)(36).

التين: الثمرة المعروفة، كانوا يجففونها ويغلونها مع الحليب العادي وبعدما يبرد يوضع على الجرح مباشرة ثم تثبت بقطعة من القماش، وأيضاً تؤكل الثمرة ويشرب ماؤها على الريق لعلاج الإمساك.

الثوم: البعض يفضل تخزينه لمدة سنه أو أكثر قبل استعماله، ويستخدم في أمور كثيرة منها: يهرس ويوضع على موضع الآلام الموضعية، والبعض يعصره في الأذن إذا كان صاحبها يشتكي من ألم مع زيت زيتون، وبفص الثوم تفرك فروة الرأس لعلاج القشرة.

القرع: بذر القرع بعد هرسه وخلطه مع السكر يقتل الدودة (الوحيدة) وتخرج مع البراز إذا أكل على الريق.

الليمون: يقـــــدم اللــيــــمـون كــعـصــير لعـــلاج نــزلــة البرد الشـــديــــدة والضــعــــف الــــــعـــــام التي تصيب الأطفـــــالوالــكــبار.

النعناع: أوراقه تطهر المعدة من الغازات، ومزيل للمغص، وأيضاً مهدئ للكحة.

7. 2. 2. نباتات طبية مستوردة:

وهي كثيرة، وتجلب من مصر وتركيا والهند والصين وأوروبا، ولسنا هنا بصدد ذكرها كلها وإنما سنذكر نماذج منها وعن استعمالاتها فقط، مثل:

زيت الخروع: وهو يستخدم في حالات كثيرة، منها: يشرب قبل النوم لتسهيل المعدة، ويساعد على التئام تقرحات الجلد وشفاؤها بالدهان به، ويطلي به الفلاحون جروحهم والسجحات الجلدية، والبعض يدهن به البواسير البارزة لتلينها والمساعدة على إعادتها للداخل، تدهن سرّة الطفل الرضيع إذا تأخر التآمها، كما تدلك به حلمات الثدي عند المرأة المرضعة للمساعدة على إدرار الحليب.

حلبة: وهو بذر بُني اللون يغلى بالماء ويشرب لعلاج برد الصدر، وتشربه النفساء من أجل إدرار الحليب، وتوضع في ماء حتى تعجن ومن ثم توضع على الدمامل والخراج، وبعض الفتيات يستخدمنه من أجل زيادة الوزن.

الزعتر: ويوضع في ماء مغلى ويعالج به آلام البطن لطرد الديدان.

الصبر: مــــادة راتنجيــــة(37) تستخـــــرج مــــن بــــعـــــــض الأشجــــار مـــثل مـــــادة المـــرّ، وتستـخدم لعـلاج آلام البطـــن والإمســـاك.

العشرج: نبات يسمى بهذا الاسم يؤخذ ورقه جافاً، ويغلى بالماء ثم يشرب، وهو مضادٌّ للإمساك ومنظف للبطن.

لسان الثور: ورق صغير الحجم، لونه أزرق، يغلى بالماء ثم يشرب علاجاً للكحة.

الــمـــرّ: معــــــروف إلـــــى الآن يتـــداول ويعـــتبـــر طـــــاردا للغازات المعوية.

المسمار (القرنفل): من البهارات، يستعمل لعلاج آلام الأسنان، بعد دعك (حبة القرنفل) يوضع في السن المثقوب أو موضع الألم، ويترك لمدة ربع ساعة(38).

الكبريت الأصفر: وهو عبارة عن قطعة جامدة تؤخذ من العطار تدق وتطحن ثم تخلط مع الدهن المحلي لعلاج الرأس المحروق بماء مغلي.

جوز الطيب: يجلب من الهند، وهذه الثمرة تتكون من جزء خارجي سميك وجزء داخلي صلب يحتوي على البذرة في داخله، تؤخذ البذرة لعلاج آلام الروماتزم والمفاصل، والتعود على هذه البذرة يؤدي إلى الإدمان.

اليانسون: تقلى الثمرة في الماء لمدة ربع ساعة ثم تحلى وتشرب لعلاج سوء الهضم وآلام البطن بسبب وجود الغازات، فهو طارد للغازات.

الزنجبيل: يشرب ساخناً في فصل الشتاء، لأنه يبث الحرارة بالجسم، وأيضاً طارد للبلغم، ومهدئ للسعال.

7. 3 . الكي:

الكيّ: عبارة عن إشعال نار ووضع قطعة من المعدن عليها حتى الإحماء ومن ثم توضع على مكان الألم أو على مكان يحدد من قبل القائم بعمل الكيّ، باعتبار أن هذا المكان من جسم الإنسان يتحكم في مصدر إحساسه بالألم.

من يتم كيه: والخطوات التي يقوم بها الكاوي في عمله على النحو التالي:

1. يحدد الموضع المراد كيه، فمن أجل علاج البوصفار مثلاً لدى الأطفال أو ما يسمى الهبتايتس Hepatitis يحدد أصبع الخنصر لدى الطفل.

2. ينظف الموضع المراد كيه.

3. يختار الميسم المناسب على النار حتى يحمر لونه أو يكاد.

4. يضع الميسم على الجلد مع ضغطة خفيفة لمدة ثانية واحدة أو نحوها.

5. يمسح بالماء موضع الكي والملح ثم يستخدمون السمن أو الزبدة، وذكر لنا إن الزبدة لا توضع إلا بعد ثلاثة أيام على موضع الكي، وأما في حال أن موضع الكي انفتق فيوضع (الفكس).

وكان من يصاب بمرض السل، وهو من الأمراض المعدية، وتسبب بوفاة عدد كبير من الأهالي، يتم علاجه في تلك الفترة بالكي(39).

العُطبة: عبارة عن عود صغير يلف أعلاه بخرقة (قطعة قماش) وتشعل فيه النار، ومن ثم تطفأ النار وتتبقى آثار النار على القماش فتوضع موضع الألم، وعادة ما تستخدم العطبة عندما تصاب القدم بمسمار.

الحجامة:معنى الحجامة في اللغة: مشتقة من الفعل حَجَمَ، أي مَصَّ (حَجَمَ الصبي ثدي أمه).

وبذلك يكون المقصود من الحجامة مصّ أو تسريب كمية من الدم من موضع معَّين (بغرض مداواة عضو أو مرض معين). وهذا هو المعنى الشائع...

والحجام: المصاص، قال الأزهري: يقال للحجام حجام لامتصاصه فم المحجمة... والمحجمة ما يحجم به، قال الأزهري: المحجمة، قارورته، وتطرح الهاء فيقال محجم وجمعه محاجم(40).

من يمتهن الحجامة في الأحساء كان يمارس حلاقة الشعر وعملية الختان فكان يبدأ صباحه بالتجوال في جميع قرى ومدن المنطقة وله جدول يعرف فيه اليوم الذي يصل فيه، وأثناء سيره وتجواله يبدأ بالنداء بأعلى صوته إذا شخص يبحث عن حلاق أو حجام وختان فهو موجود، وتبدأ الناس تتجه له في موقع معين اعتاد الحجام بالجلوس والعمل فيه.

أدوات الحجامة: ويحمل الحجام لوازم عمله المتضمنة مشارط وقرون الغنم بعدما قطعت بشكل اسطواني بحيث تكون مفرغة من الداخل ومن ثم تم استبدالها بكاسات معدنية.

التجبير: ونعني بالتجبير هو علاج الكسور والمفاصل المنزلقة عن مكانها، وميكانيكية العمل هو: أن يقوم المجبر بوضع خلطة معينة - أعدّها بنفسه - مكان الكسر، بعدما ركب الكسور المكسورة على بعضها، وربطها بإحكام دون تحريك لفترة معينة، وكذلك الحال بالنسبة للمفاصل المنزلقة عن موضعها الطبيعي.

يحتاج المجبر إلى مواد ليتمكن من القيام بعمله على أكمل وجه، فيحضرها بنفسه ويحتفظ بها في منزله إلى وقت حضور المريض، وعادة هذه المواد يجلبها بنفسه وتكون من البيئة المحلية فيأخذ من النخيل الأعواد التي يحتاجها، والبيض من الحظائر، ويحتاج لبعض المحفزات لالتئام الكسور، مثل (موميان) وهذا يستورد من الخارج، وأمَّا المواد التي يحتاج لها المجبر على النحو التالي:

الصمغ (مادة صمغية تأتي على شكل حبيبات يتم طحنها لتكون ناعمة جداً).

بياض البيض (يتم مزجه مع الصمغ ليكون مادة لزجة).

وعاء لخلط المزيج.

شاش أبيض (غالبا يكون من القماش ويقطع حسب المقاس المطلوب).

أعواد خشبية يتم عملها من جريد النخيل ويتم استخدامها لحالات الكسور.

بودرة (نورة أو أي نوع آخر من البودرة).

والمجـــبر لا يعتبـــر الـــتجبــيــر مهنـــة يــعــتـــمـــد عـــلـيــهــا كـــمــصـــدر رزق، بل أغلبهم لديه مهنة يكتسب مـــنـــهـــا كمصـــدر رزق، والتجبيــر عبــــارة عـــن خــــدمة ومســـاعــــدة يقدمها لمن يحتاجها.

في المقابل يتردد على المجبر مجموعة من الأشخاصمتعددي الشكوى من الرضوض والالتواءات، إلى الكسور، والكسور المفتوحة، وتختلف أعمار المرضى من مواليد وشباب وكبار في السن.

ومن المعتاد أن المرضى يأتون للمجبر إلا أن في بعض الحالات الخاصة يذهب المجبر إلى المرضى في منازلهم، مثل:

1. كبار السن من المرضى، الذين لا يستطيعون المشي بعد سقوطهم ويعانون من كسر في مدور الحوض.

2. من يعاني بكسور لعظمة الساق أو الفخذ لأنه لا يستطيع المشي.

3. الذي يعاني من سمنة مفرطة، لأنه بعد تجبيره يصعب تحريكه فيكون التجبير مكان سكنه.

7. 4. علاج لدغة العقرب وعضة الثعبان:

عندما يلدغ عقرب شخصاً ما أو يعضه ثعبان، فإن أقرب شخص يبدأ بمساعدته بربط قماش أعلى موضع اللدغ أو العض لمنع سريان السم في الجسم، ومن ثم يأتي إلى موضع الإصابة ويقوم بتشريطها بموس (مشرط) لاستخراج الدم، ثم يقوم بشفط الدم المتواجد على المنطقة وإخراج الدم بفمه ومن ثم بصقه أو إلقائه من فيه، اعتقاداً منهم أنهم بهذه الطريقة يتم استخراج السم من المنطقة المسمومة، ويوصي البعض بأن لا يكون الشخص الذي يقوم بعملية شفط الدم لديه جروح داخل الفم، ومن ثم يتم تغطية المنطقة المصابة بقماش وربطها.

وترتفع حرارة الملدوغ أو المعضوض أياماً قليلة ويعطى بعض الأشربة الساخنة التي تجلب أوراقها من الحواج.

8. الولادة:

كان يطلق اسم (الداية) على الولادة سابقاً، وكانت تعرف وتشتهر به، وتبدأ الداية ممارسة التوليد بعدما تعرفت على المهنة وكسبت مهارتها من أمها أو أحد أخواتها اللاتي تجالسهن وتسمع منهن أساسيات العمل وأسراره وحضرت معهن حالات توليد سابقة حتى أتقنت عملية التوليد بنفسها، حتى أتى اليوم والظرف الذي جعلها تبدأ بحالة توليد لأول مرة، وكانت (الداية) في القديم تقوم بعملية التوليد فقط. فلا تكشف على النساء الحوامل ولا تدهن بطونهن، وما تحتاجه المرأة الحامل أثناء فترة الحمل.

أدوات الولادة:

من أجل أن تقوم (الداية) بعملها كما ينبغي في ذلك الوقت، ينبغي على أسرة المرأة الحامل والتي تمر ابنتهم في مرحلة مخاض أن يقوموا بتهيئة ما تحتاجه من مواد لتسهيل عملها، مثل: المغص، والطشت، والماء الدافئ(41).

ومع ما ذكرت.... الولادة وعن الولادة وطريقة الوضع إلا أن هناك صوراً صعبة ومحزنة تمر أثناء الولادة سواء كانت على الجنين أو أمه، منها ما ذكرته الممرضة شريفة الأمريكانية في مذكراتها حينما ذكرت صوراً عديدة لولادات في البحرين والأحساء وتؤكد أنها تتكرر على ساحل الخليج، ومنها هذه الصورة المؤلمة التي تصل إلى حد مأساوي، قائلة: (عندما تأقلمت عيني داخل الكوخ المظلم، تبينت وجود فتاة مستلقية على الأرض ووجهها شاحب وتقطر عرقاً) ثم أخذت تصف حالة الأم والطفل، قائلة: (كان الجنين خارجاً بشكل جزئي من جسم المرأة، كما أنه مات منذ عدة ساعات. وكان الرأس لا يزال في قناة الولادة عنق الجنين كان ملتوياً بشكل فظيع من المحاولات العديدة لسحبه. لقد قضت الفتاة المسكينة طيلة الليل وهي على ذلك الوضع، والحجاب مربوط في يديها والقرآن بجانبها ورائحة الأعشاب الطبية تفوح من القدر الموجود بجانبها كل هذه الظواهر كانت إشارة تدل على مدى العذاب الذي مرت به الفتاة طيلة الليلة الماضية، والمحاولات غير المحسوبة التي قام بها الأهل لمعاونتها)(42).

9 . الختان:

الختان في اللغة: (ختن الغلام والجارية يختنهما، ويختنهما ختناً، والاسم الختان والختانة، وهو مختون، وقيل: الختن للرجال، والخفض للنساء. والختين: المختون، الذكر والأنثى في ذلك سواء. والختّانة: صناعة الخاتن. والختن: فعل الخاتن الغلام، والختان ذلك الأمر كله وعلاجه.

والختان: موضع الختن من الذكر، وموضع القطع من نواة الجارية)(43).

من عادة أهالي الأحساء إذا رزق أحدهم بمولود ذكر ومضى على ولادته سبعة أيام، ومن يرى في طفله ضعف أو مرض أو هزل يؤجل إلى أربعين يوماً، تأخذ الطفل امرأة كبيرة - وعادة ما تكون جدته لأبيه - من الصباح الباكر وتتوجه به إلى الختّان والذي عادة ما يكون حلاقا من أجل ختان الطفل، وما أن يقطع الختّان الجلدة الزائدة تستلمه المرأة وتضع على الموضع دهناً أو زيت الزيتون، ومن ثم تسقيه ماءاً مخلوطاً بالزعفران، اعتقاداً منهم أنه يخفف الرهبة التي أصابته، ثم تعود به إلى المنزل، ويتعهدون موضع الختان بالزيت لمدة ثلاثة أيام بعدما لفها الختّان بقطعة قماش، ومن ثم يسقط القماش لوحده، وينتهي الأمر.

10. العلاج بالمياه الكبريتية:

وهب الله سبحانه وتعالى الأحساء خيرات كثيرة عمت فائدتها الجميع منها عيون فوارة طبيعية، تسقي الزرع وتروي العطشان، وبعض عيونها تشفي المرضى بإذن الله، وقد اشتهرت في الأحساء عين النجم المعروفة؛ باحتوائها على مادة الكبريت، ويعتقد الأهالي أن العيون التي تتضمن على مادة الكبريت دواء لجميع الأمراض وخاصة علاج مرض الروماتيزم والشلل، وقد شيدت الدولة العثمانية قبة مفتوحة فوق العين وحمامات حولها يستحم فيها الناس، فأصبح المكان ملجأ وملتقى للأهالي سواء كان للنزهة أو للعلاج وقد تبوأت هذه العين شهرة واسعة في منطقة الخليج لخاصية مياهها العلاجية والشفائية فيأتون إليها من أبعد الأماكن للاستحمام بمياهها المعدنية.

 

الهوامش:

  1 . تنبيه: لا نعني بالطب الشعبي في بحثنا هذا، الطب الذي عرف بالطب العربي أو الطب الإسلامي، وإنما الطب الذي نشير له في هذه الورقة هو سبل العلاج التي تم تداولها في الفترة المظلمة بمنطقة الأحساء إلى عهد قريب، ولا نعني به أيضاً الطب البديل المنتشر في الآونة الأخيرة.   

  2. وقد ضرب المثل: (الدَّراهم مراهم).

  3. رحلة مرتضى بن علوان إلى الأماكن المقدسة والأحساء والكويت والعراق، دراسة وتحقيق: أ. د. سعيد بن عمر آل عمر، الطبعة الثانية 1425هـ / 2004م، مكتبة المتنبي – الدمام: 97.

  4. المنظومة الهجرية للحاج ملا عطية الجمري، شرح وتعليق: عبدالخالق الجنبي: 200.

  5. راجع: مذكرات ماري برونز أليسون، ترجمة: إيمان عبدالرحمن الكرود، (الكويت، الطبعة الأولى 2009م، مركز البحوث والدراسات الكويتية): ص305. والسبيعي، د. عبدالله ناصر، نشاط الإرسالية الأمريكية العربية للتبشير في شرق الجزيرة العربية، مجلة الدارة، العدد الأول – السنة الثامنة – شوال 1402هـ يوليو 1982م:129 – 150.

  6. يذكر الدكتور عبدالله السبيعي: إنَّ أوَّل الأطباء الذين زاروا الأحساء عام 1917م بدعوة شخصية من الملك عبدالعزيز، وهو الدكتور بول هاريسون. راجع: السبيعي، د. عبدالله ناصر، مصدر سابق: 137.   

  7. مذكرات شريفة الأمريكية: 198.

  8. ولا يسعني إلا أن أقدم شكري الجزيل إلى الدكتور ياسين الرصاصي، استشاري العظام بمستشفى الملك فهد العام بالهفوف، والباحث الأستاذ العزيز نزار بن حسن آل عبدالجبار على مساهماته وسعيه لنجاحي أثناء كتابة هذه الورقة، والشيخ محمد بن علي الحرز، وما توفيقي إلا بالله العلي العظيم.

  9. آل عبدالقادر، إبراهيم بن عبدالمحسن، المختار من الأمثال الشعبية في الأحساء، الطبعة الأولى 1422هـ - 2002م، الدار الوطنية الجديدة، الخبر: 20 رقم (56).

  10. آل عبدالقادر، 47 رقم (161).

  11. آل عبدالقادر، مصدر سابق: 21 رقم (57).

  12. آل عبدالقادر، 71 رقم (247).

  13. آل عبدالقادر، 114 رقم (408).

  14. نشر في العدد الأول سنة 1416هـ - يونيو 1995م من مجلة الواحة ملف بعنوان: (مقتطفات عن الأمراض الوبائية حول السجل الصحي للمنطقة الشرقية)، ص82 إلى 85، وتضمن سجل الأمراض الوبائية التي مرت بالمنطقة الشرقية أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، اقتطفت من مصادر وثائقية سجلت من قبل المعتمدية السياسية البريطانية في البحرين.   

  15. لقاء مع يوسف الخلف من سكان مدينة العمران بتاريخ 20/5/ 1432هـ.

  16. لقاء مع الباحث الأستاذ أحمد بن عبدالمحسن البدر، من سكان قرية القارة بتاريخ 25/ 2/ 1435هـ.

  17. مجلة الواحة، مصدر سابق: 83، الطاهر، أ. د. عبدالله أحمد سعد، مدينة المبرز، الطبعة الأولى 1429هـ - 2008م، المطبعة: ب ن: 211.

  18. مجلة الواحة، مصدر سابق: 83، الطاهر، مصدر سابق: 211.

  19. مجلة الواحة، مصدر سابق: 83.

  20. الطاهر، مصدر سابق: 211.

  21. الطاهر، مصدر سابق: 211.

  22. الطاهر، مصدر سابق: 211.

  23. الطاهر، مصدر سابق: 212.

  24. الطاهر، مرجع سابق: 213.

  25. الطبرسي، الشيخ رضي الدين أبي نصر الحسن، مكارم الأخلاق، الطبعة السادسة 1392هـ - 1972م، الناشر: انتشارات الشريف الرضي: 363.

  26. المجلسي، الشيخ محمد باقر، بحار الأنوار مؤسسة الوفاء – بيروت، الطبعة الثانية – 1403هـ: 90/ 294.

  27. وقد ذكر الشيخ الحسن الطبرسي في كتابه (مكارم الأخلاق) مجموعة من الرقي والتمائم لسائر الأمراض فراجع: 400 – 415.

  28. هكذا تنطق.

  29. هكذا تنطق في الأحساء.

  30. لقاء مع صادق المطلق من سكان مدينة العمران بتاريخ 26/7/1433هـ.

  31. الطبرسي، مكارم الأخلاق، مصدر سابق: 61.

32. الإثمد: هو حجر الكحل الأسود، يؤتى به من أصفهان، وهو أفضله ومن المغرب أيضاً، وأجوده السريع التفتيت الذي لفتاته بصيص، وداخله أملس ليس فيه شيء من الأوساخ.

  33. الطبرسي، مكارم الأخلاق، مصدر سابق: 45.

  34. المراود: جمع المرود، الميل الذي يكتحل به.

  35. الطبرسي، مكارم الأخلاق، مصدر سابق: 46.

  36. المصدر السابق: 46.

  37. الراتنج: هو إفراز المواد الهيدروكربونية من النبات، ولا سيما الأشجار الصنوبرية. التي تكون قيمتها كبيرة في السوق لمكوناتها الكيميائية واستخداماتها، مثل الورنيش والصمغ، وبوصفها مصدرا هاما للمواد الخام وللتركيب العضوي، والبخور والعطور. الراتنج الأحفوري هو مصدر العنبر. ويدخل الراتنج أيضاً في مواد طلاء الأظافر.

- ويستخدم هذا المصطلح أيضا للمواد المركبة من خصائص مماثلة. والراتنجات لها تاريخ طويل جدا، وقد ذكرها كل من ثيوفراستوس وبليني الأكبر الرومانيي واليوناني القدماء، خاصة الأشكال المعروفة باسم اللبان والمر. حيث كانت تحظى بتقدير كبير من المواد المستخدمة لأغراض كثيرة، وخاصة العطور والبخور في الشعائر الدينية.  راجع: ويكبيديا، الموسوعة الحرة:  http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%86%D8%AC

  38. وقد تم حديثاً صنع زيت القرنفل لعلاج ألم الأسنان، وهو متوفر في الصيدليات.

  39. الطاهر، مرجع سابق: 212.

  40. ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي، لسان العرب، طبعة محرم 1405هـ، الناشر أدب الحوزة: 12 / 117، مادة (حجم)

  41. لقاء مع الحاجة آمنة بنت محمد بن إبراهيم الفرحان، من سكان قرية الطرف بتاريخ 25/11/1432هـ.

  42. مذكرات شريفة الأمريكية (البحرين الطبعة الأولى 1989م)، مطبوعات بانوراما الخليج: 69.

  43. ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم، لسان العرب، طبعة سنة 1405هـ، الناشر: أدب الحوزة، قم – إيران: 13/137، مادة (ختن).

 

المصادر والمراجع:

- المنظومة الهجرية للحاج ملا عطية الجمري، شرح وتعليق: عبدالخالق الجنبي: 200.

 

الصور:

من الكاتب.

 

أعداد المجلة