فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
35

الأسواق الشعبية القديمة في الإمارات

العدد 35 - ثقافة مادية
الأسواق الشعبية القديمة في الإمارات
باحث في التراث والتاريخ، الإمارات

تعتبر الأسواق من أهم المرافق الحيوية في الدول والمدن، فهي أماكن لتجمع الناس وشراء حوائجهم وقضاء أوقات طيبة خلال تجوالهم بين المحلات والدكاكين والمقاهي التي تتواجد في الأسواق.

وقد مرت الأسواق في الإمارات عبر الزمن بعدة مراحل واتخذت العديد من الأشكال واختلفت مواقعها ومحتوياتها وقدراتها لتلبية متطلبات الناس على اختلاف بلدانهم ومواقعهم واحتياجاتهم.

فقد بدأت الأسواق في الساحات العامة حيث يفد البائعون ويفترشون الأرض ويعرضون بضائعهم للمشترين حتى ينفذ ما لديهم من البضائع أو حتى المساء حيث يغادرون الساحات إلى بيوتهم سواء أكانت في المدينة أو خارجها.

وسأتناول هنا بعض ملامح الأسواق الشعبية القديمة في دولة الإمارات العربية المتحدة:

الأسواق القديمة والعملات والأوزان.

الأسواق الشعبية في أبوظبي.

الأسواق الشعبية في دبي.

الأسواق الشعبية في الشارقة.

الأسواق الشعبية في رأس الخيمة.

الأسواق الشعبية في أم القيوين.

الأسواق الشعبية في عجمان.

الأسواق الشعبية في الفجيرة.

1. الأسواق القديمة والعملات والأوزان:

تعتبر التجارة من أقدم المهن التي مارسها الإنسان، فهي تلبي حاجته المعيشية الضرورية، وكانت التجارة قديماً تقوم على نظام المقايضة، أي تبادل السلع بين الناس، وتطورت أوضاع الناس وبدأ استعمال مواد للمقايضة بها كالأحجار والمعادن، ومع الأيام تم استعمال النقود كوسيلة للشراء.

وقد عرفت منطقة الخليج التجارة منذ القدم، وقد اكتشفت في عدة مناطق من الخليج مدن قديمة ونقود تعود لعدة قرون ولبلدان مختلفة مما يدل على أن منطقة الخليج مارست التجارة وكانت طريقاً للقوافل التجارية فيما مضى، إضافة إلى استخدام موانئها كمراسٍ للسفن العابرة للخليج.

 

1. 1. النقود التــي استخـدمـت فـي مـدن الخلـيج ومنهــــا الإمـــارات:

استخدمت في مدن الخليج والإمارات قديماً عدة أنواع من النقود على مر السنين ومنها:

الريال الفضي النمساوي (ريال ماريا تريزا).

الجنية الذهبي الإنجليزي الأصل.

النيرة - عملة ذهبية تركية.

الروبية الفضية الهندية الإنجليزية.

بيزة برغش - عمانية الأصل.

بيزة مومباي - هندية الأصل وكانت 64 بيزة منها = روبية واحدة.

الآردي - هندي الأصل والبيزة = 3 آردي - والقروني.

الآنة - النصف - الانتين - وفي البداية كانت 8 أنات تساوي روبية ثم أصبحت 16 آنة تساوي روبية هندية.

ريال قطر ودبي.

الدينار البحريني.

1. 2. الأوزان التي تستخدم في البيع بالسوق :

كانت الدكاكين قديماً تستخدم بعض أنواع الموازين مثل ميزان القبان والميزان ذي الكفتين وكان الباعة يستخدمون الأوزان التالية:

الكيلو، ربع الكيلو، والمن (4 كيلو) والجاس (نصف كيلو) والربعة وتعنى ربع الجاس، وجاس الصير يعادل ثلث الجاس، وجاس الشارقة.

1. 3. أقفال الدكاكين :

تعتبر الأقفال الحديدية هي المعتمدة في إغلاق الدكاكين، وقبلها كان يتم صف عدد من الألواح على باب الدكان وتقفل بطريقة معينة حتى الصباح.

أما بالنسبة لحفظ الأموال فقد كانت هناك عدة طرق لحفظ الأموال، فالدكان البسيط يحفظ أمواله في صرّة أو درج أو صندوق معدني، أما التاجر المتوسط فلديه صندوق خشبي لحفظ الأموال وتداولها أثناء عمليات البيع والشراء أما كبار التجار فيحفظون النقود واللؤلؤ في خزن حديدية تسمى تجوري (وهي كلمة هندية) كما أن بعض الناس من الموسرين يودعون أموالهم ومدخراتهم والذهب لدى هؤلاء التجار الذين يحفظون تلك الأمانات في تلك الخزن الحديدية، وكان بعض هؤلاء التجار يحتفظ بتك الخزن في منازلهم خشية سرقتها من الدكان.

في البداية لم تكن هناك أسواق ثابتة وبها دكاكين ولكنها عبارة عن أرض فضاء يتجمع فيها الباعة، حيث يختار كل بائع أو بائعة مكاناً على الأرض ويفترش المكان ويضع أوراقاً أو حصيرة ثم يضع بضاعته عليها حيث يقبل الناس على تلك الأماكن ويبتاعون ما يحتاجونه من المواد المعروضة، وتسمى هذه الأماكن بالبسطه، وإذا كانت كبيرة ومزدحمة سميت بسوق العرصة.

وكان غالبية الباعة من النساء، والبسطة تقام في فترة الصباح فقط.

مـــن المـــواد التــــي كـــانـــت تبــــاع في ســــوق العــرصة الخضراوات مثل البصل والرويد والطماطم والجزر والليمون، والتمر والخلال والرطب والسمن والجامي والطحــــين والسمــــك والســـكـــر والصخـــام (الـــــفــحــم) والأخشاب التي تستخدم في التنور لطهو الطعام، والبرام والفخار والأقمشة وأمشاط الشعر والأدوية العشبية والمسابيح كذلك الأدوات المصنوعة من سعف النخيل مثل السرود والمهاف والحصر وغيرها.

إضافة للباعة المتجولين وهؤلاء كانوا يأتون من مناطق أخرى مثل المناطق الجبلية أو المناطق الزراعية وبعضهم يأتي من مدن قريبة، وأكثر ما يبيعه هؤلاء الفواكه المجففة (التين والجوز والحمص) والرمان والتمور التي تجلب من العراق والإحساء، وبائع هذه المواد الغذائية يحمل معه ميزانا وبيعه بربع ونصف كيلو، وهناك بائع الحلوى الذي يبيع الحلوى للأطفال مثل حلوى (القبيط) وكل بائع يسير وهو ينادي على بضاعته .

ومع الأيام تطورت الأمور وافتتحت الدكاكين وبدأ الناس يمارسون البيع في الدكاكين كما أن بعض الناس يمارسون عملهم في بيوتهم ويبيعون للناس، وسنتناول هنا بشكل عام بعض المواد التي كانت تصنع أو تستورد وتباع في البيوت أو الدكاكين:

الشامبو (أحمر اللون)، أمشاط الشعر، الصناديق المعدنية والخشبية التي توضع بها الملابس والأغراض الخفيفة، الطاسات المعدنية، دلال القهوة، أبريق الشاي، فناجين القهوة والشاي، المنحاز والهاون (لدق الحبوب)، الرحى، الصحون، الفنر (الفانوس) ومنه نوع كبير يسمى التريك، الكتب والدفاتر والأقلام (وخاصة للكتاتيب)، المداخن، الجولة (وابور الكاز) وغيرها.

إضافة لبعض المهن التي تباع منتجاتها بالبيوت والأسواق نذكر منها:

صناعة الفخار: (مثل الايحلة والبرام والحب) وتصنع في بعض مناطق رأس الخيمة ومنها جبل حجيل، وبعد صنعها تؤخذ وتباع في السوق.

صناعة وتنجيد المفارش والمخدات: وكان من يصنعها وينجدها يسمى المضرب ( النداف)، أو يصنعها وينجدها في البيت أو الدكان.

جلي القدور النحاسية وسن السكاكين: وتتم في الدكان أو في بيت الزبون.

الحـــــدادة: حـــــــــــيث يتــــــــولـــــــــى الحــــــــداد صنــــــــاعـــــــــــة الأدوات الحـديدية مثل السكاكين والمسامير ودلال القهوة وغيرها.

صناعة البادلة والتلي والبراقع: وهذه من المواد التـــي تستخـــدمـــها النســـــاء في المــــلابـس، أو تلبسها عـــلــــــى الـــوجــه مثـــل البـــرقــع، وهــذه المــواد تصنعـهـا بعـض النســـاء في المــنازل ثـــم تبـــاع مــباشـــرة للنسـاء أو في الســـوق.

الخياطة: وهو الذي يفصل الملابس، وكان في السوق محلات للخياطة الرجالية كما أن بعض النساء كن يخطن ملابس النساء والرجال لكن في البيوت وحســب الطلب.

تزيين النساء: كانت هناك بعض النساء اللواتي يقمن بتجميل النساء في المنازل، مثل تكحيل العين وتجديل الشعر وتجميل العروس ووضع الحنــــاء للســـيـــــدات.

كانت بعض النساء يصنعن في بيوتهن بعض الأنواع من الأطعمة والبهارات المخلوطة والمخللات وكن يبعنها في المنازل.

كان البخور والعود ودهن العود يجلب من الهند، وكــانت بـــعـــــض الـــــنســــوة يــــقــمـــن بـــإعــــداد البــخــور والخلطات المتنوعة من البخور ويبعنه إما في البيت أو في السوق.

كانت بعض النساء يعملن في البيوت على آلة تسمى (الكجوجة) ويستخدمنها في صنع البادلة وهي من الأزياء النسائية وذلك باستخدام الخيوط الفضية، كما يصنعن الملابس النسائية و«البرقع» الذي كانت تلبسه النساء على وجوههن.

بالنسبة للحليب واللبن والجامي: فقد كان بعض الأهالي يملكون الأبقار ويستخرجون منها الحليب واللبن والجامي والجبن يبيعونه مباشرة للنــــاس أو للـــدكــــاكين لتبيعه بدورها للناس، وكان البيع يومياً لعدم وجود ثلاجات، وكـذلك بالنسبة للــبيــــــــض فـــــهنـــــــاك مــــن يــــــربــــــي الــــدجــــاج ويــبيـــع الــدجــاج والبيـــض.

صنــــاعــة الخبــز: في المـــاضـــي لــــم تعــــرف الإمــــارات الخبـــازين حيــــــث كــــــانــــت النســـــاء يصنــعن الكــــثير مــــن أنــــواع الخـــبز في بيوتهن، مثل خبز الرقاق والجباب والمحلى والخمـــــير وغـــــيرها، ولكــــن بــــعـد ازديــــــــــــــاد عــــــــــــدد الـسكـــــــــان - ووصــــــول عـــمــــــالة مـــــــن الخارج - أنشــــأ بعض الأفراد دكاكين لصناعة وبيع الخبز (الخباز).

1. 4. الدكاكين التي كانت توجد بالسوق :

كــــان هنـــاك العديد مـــن الــدكاكــين التي تقـام في الأسواق وتبيع مختلف أنواع السلع وتقدم العديد من الخدمات للسكان، وأهم هذه الدكاكين:

الدكاكين التي تبيع المواد الغذائية: وكانت تبيع الأرز والسكر والقهوة والتمور والطحين والدبس والعسل والبهارات والمعلبات وغيرها.

الدكاكين التي تبيع أدوات صيد السمك: مثل الخيوط والبلد والدوابي والقراقير والألياخ (بعضها يصنع في البيوت ثم تنقل للبيع) والأدوات التي تستخدم في الغوص مثل سكين الفلق ولفطام والديين والحبال غيرها.

دكان الطواش: وهو دكان لتجار اللؤلؤ وتتم في هذا الدكان عمليات بيع وشراء اللؤلؤ.

دكان بيع السلاح: حيث كان يباع فيه السلاح، مثل البنادق والرصاص والسيوف والخناجر وغيرها من أنواع الأسلحة.

دكان تصليح السلاح: وكان يتم فيه إصلاح الأسلحة مثل البنادق والمسدسات وتعديلها حسب الطلب.

القطان أو المضرب «النداف»: وهو دكان لتنجيد الأثاث وحشو المخدات وفرش الأسرة بالقطن.

دكان صانع الحلوى «المحلوي»: ويوجد بالدكان مرجل لصنع الحلوى، كما يتم بيع الحلوى أيضاً بالدكان وقد اشتهرت هذه الدكاكين ببيع الحلوى العمانية وغيرها من أنواع الحلوى.

دكان الخياط: وكان يتواجد فيه شخص أو أكثر يقوم بصنع وبيع الملابس الرجالية، والبشوت والغتر والعقال وكانت الخياطة في البداية تتم يدوياً ثم أصبحت تتم بالمكن وكانت أول أنواعها هي ماكينة سنجر، وكان يطلق عليها محلياً اسم «كرخانة».

دكاكين لبيع الفحم والحطب والكاز (الكيروسين): الذي يستورد من إيران والذي يستخدم في إشعال فتيل الفنر للإضاءة وداخل الجولة (التي يطهى عليها الطعام).

دكان الحداد الذي يصنع ويبيع المسامير والسكاكين والأدوات الحديدية.

دكــان الصفــار: وهــو يقـــوم بتلمــيــع أوانــــي الطبـــخ النحاسية والسكاكين ويكثر الطلب عليه قبيل شهر رمضان من كل عام.

دكان الخباز: ويتم فيه صنع وبيع الخبز.

محـــل تصليـــح الــراديـــو: محــل يتـــم فيــه إصـــلاح أجهــــزة الراديو.

دكان الحلاق: ويقوم بحلق رؤوس الزبائن والحجامة، وعملية ختان الأطفال.

دكان العطار: ويعمل به شخص متمرس في الطب الشعبي ولديه دراية بالأمراض والأدوية الشعبية، ويقوم ببيع الأعشاب الطبية التي تستخدم لعلاج الأمراض.

دكاكين الأقمشة: وهي مخصصة لبيع الأقمشة والتي تستورد من الهند.

دكـــاكــــين النجـــارة: والتـــي تصنـــــع الأبواب والنوافذ والـــــدوالـــيـــب.

دكاكين تبيع المواد المصنوعة من سعف النخيل مثل السرود والمهاف والحصير، إضافة إلى الجندل والمواد المستخدمة في صنع المنازل والغرف والعرشان، وبعضها يصنع في المنازل ثم يباع في الدكان.

دكاكين تبيع الخردوات والأدوات الصغيرة.

دكاكين تبيع الذهب والفضة والخواتم والأحجار الـــكـــريـــمــــة.

كانت الدكاكين في أماكن محددة (الأسواق) ولا توجد دكاكين وسط الأحياء السكنية.

كانت الــدكــــــاكـين في الماضي تبنى إما من حجارة البحر المرجانية أو من الجص، وبعضها يبنى من سعف النخيل (عريش)، وكان لبعض الأسواق سقف يغطيها ويمنع عنها المطر وأشعة الشمس المحرقة، وكانت بعض الدكاكين ملكا للحكومة التي تؤجرها إلى التجار، وبعضها للتجار أنفسهم.

وكانت الحكومة تقوم بالتفتيش على الدكاكين للتدقيق على نظافتها وعلى صحة الموازين المستخدمة منعاً للغش والتلاعب، كما كانت تفرض بعض الرسوم الجمركية على المواد المستوردة، كما كان للسوق أبواب تفتــح صباحــاً وتغلـــق ليـــلاً وعليـــها حــراس لحمـــايتهـــــا مـــن اللـصــوص.

كان يوجد في الأسواق أشخاص يسمون بالدلالين، وهم أشخاص يقومون بالوساطة ما بين البائع والمشتري في بعض الأنواع من البضائع والخدمات وذلك مقابل مبلغ يتفق عليه، ومن المهم أن يكون هذا الدلال محل ثقة للجميع.

بالنسبة للماء فقد كان يوجد العديد من آبار الماء الحلوة، وكان بعض الأهالي يحضرون الماء بأنفسهم وبعضهم يشتريه من شخص يحضر الماء ويضعه في علب الصفيح - التنك - يحمله على كتفيه أو فوق دابة ويبيعه إلى البيوت ويسمى هذا الشخص السقاي أو الكندري أو المروي.

فيما مضى لم تكن هناك محاكم ، فإذا وقع خلاف بين البائع والمشتري ولم يجدوا حلاً ، فإنهم يقصدون الحاكم أو القاضي ليجد لهم حلاً حسب العرف والقانون .

1. 5. المقاهي الشعبية:

يعتبر ارتياد المقاهي الشعبية لمزاولة مجموعة من الألعاب الشعبية أو الاجتماع بالأصدقاء أو حضور الجلسات الشعبية من الموروثات الهامة في تاريخ الإمارات خاصة ومنطقة الخليج عامة. وذلك لما لعبته من دور اجتماعي وإعلامي كبير في تاريخ المنطقة ، حيث كانت المكان الذي يلتقي فيه أبناء البلاد سواء أكانوا كباراً أم صغاراً، وفيه يتعرف الحاضرون على أخبار وقصص تتناقلها الألسن، في وقت لم يكن المذياع فيه منتشراً بل غير موجود، وكانت الوسيلة الوحيدة لمعرفة الأخبار والحوادث المحلية أو العربية أو العالمية تتم من خلال المقهى الشعبي الذي يأتي إليه الجميع، ويحكي كل من عنده خبرا ما يعرفه للحاضرين. وأيضاً كانت هناك جلسات في المقهى الشعبي يتم فيها طرح القصائد الشعرية أو الشلات الشعبية وأحياناً كثيرة تكون الحكايات الشعبية هي السائدة في الجلسة وبالطبع يتخللها بعض من الأمثال والعظات والحكم.

كان المقهى الشعبي في الإمارات أحد الوسائل التي يلجأ إليها الرجال لمعرفة أخبار العالم الخارجي والوقوف على بعض أشكال المعرفة التي لم يكن الحصول عليها سهلاً في حينها من مكان آخر غير المقهى. ففيه تتم اللقاءات التي يتخللها الحوار المفيد، وفيه يتلقى الناس الأخبار من المسافرين القادمين من شتى البلدان الأخرى الأكثر انفتاحاً على العالم سواء من الناحية الاقتصادية أو الثقافية حيث كانت تتم جلسات و سفرات التجار عبر السفن إلى البصرة والهند وشرق أفريقيا وإيران.

ونتيجة للأسفار البحرية أحضر بعض الأهالي المذياع من الخارج، وكان الالتفاف حول جهاز المذياع في المقهى في تلك الفترة أحد الوسائل التي من خلالها يتم تواصل أهل الإمارات مع العالم الخارجي والتعرف إلى ما يحدث من تطورات و أحداث لها تأثيرها إلى المجتمع الإماراتي، حيث كان المترددون على المقهى الشعبي يترقبون سماع أخبار إذاعة صوت العرب أو من خلال القسم العربي بإذاعة لندن وأيضاً سماع القسم العربي في إذاعة دلهي بهدف متابعة الأحداث والتطورات الثقافية والسياسية والاقتصادية في العالم.

كمـــا كـــانــت المقـــاهـــي في الإمــارات مــلتـقــى لبعــض المتحاورين من الشعراء تطرح فيها القصائد الشعرية ويرد كل شاعر على الآخر بقصيدة أو شلة من الشلات. وكان المقهى في تلك الفترة أيضاً مكاناً للتجار حيث تــعــقــد الصفـــقات التجـــاريـــة والاتفـــاقـــيات علــى إنجـــاز الأعمـــال والتكليــفـات والتعاقدات بين أصحاب العمل والعمــــــال. وكـــان المقــهـــى أيضـــاً منتــدى تطــرح فيـــه مشكلات الناس وتناقش قضايا الحياة فالجميع يعرفون بعضهم البعض حيث يسود التعاون والقناعة والطيبة والحب بين الناس، ويتكاتف الجميع لمساعدة الملهوف وقضاء حاجة المحتاج.

وكان المقهى الشعبي بمثابة محطة للقوافل التجارية القادمة عبر الصحراء بواسطة الجمال والخيول والإبل والتي كانت تأتي ببضائع لبيعها في السوق مثل الخشب والفحم والدهن.. وأيضاً للقادمين عبر البحر بواسطة السفن، وكل هؤلاء ساهموا في نقل الكثير من الأخبار والثقافات والأفكار والخبرات إلى أهل الإمارات وكان المقهى مكاناً عاماً يرتاده الجميع للاطلاع على بعض الأخبار المكتوبة والإعلانات المعلقة في جانب من الجوانب بهدف إعلام الناس وتعريفهم بما يحدث أو إبلاغهم بتعليمات معينة. ومن الظواهر الجميلة التي كانت متبعة في الماضي أن يتوقف العمل في المقهى لأداء الصلوات في أوقاتها رغم أنه لا يغلق كلياً، فلذلك نشأ فيها جيل محافظ على قيمه وتقاليد مجتمعه.

كانت المقاهي الشعبية في الإمارات تبنى من الخامات المحلية المتوفرة بالبيئة في ذلك الزمان. فمبنـــى المقهــــى بالكــــامــــل مـــن جــــريــــد النخــــيــل ويتم تعريشه بالسعف ويحتوي على مقاعد على النمط التقليدي القديم يقوم القلافون بصنعها، ويوضع عليها المديد أو الحصر صغيرة الحجم وأحياناً يزود ببعض الجلسات الشعبية، أو الكراسي الخشبية، أما الماء فتحضره الحمير من منطقة الفلج ثم توضع في «الحب» وهو عبارة عن جرة كبيرة مصنوعة من الفخار فيبرد فيها الماء بعد فترة من الزمن وأحياناً يتم تخزينها في صفائح معدنية، وفي المساء يضاء المقهى بفنار يعمل بالكيروسين.

ومن المشروبات والأكلات الشعبية التي كانت تقدم في المقهى الشاي والدنقو (الحمص) والباجلة (الفول) والهريس والخبيص والثريد، والنامليت - مشروب قديم - واللبن، كما تقدم فيها النارجيلة (الكدو).

كما كان يوجد في المقاهي الشعبية أله الجرامافون والتـــي تسمـــى محلـــياً «الـبـشـتـخـتـة»، وكـــان يـثـبــت علــــيها اسطوانات تبث أغاني لمطربين من أمثال فريد الأطرش ومحمد فارس وضاحي بن وليد ومحمد زويد وعبد اللطيف الكويتي وغيرهم.

2. الأسواق الشعبية في أبوظبي :

امتهــن سكان أبوظبي التجارة منذ القدم وذاك راجـــع إلــى طبيــعة إقـلـيم أبــوظــبي وإطلالتها على الخليج العربي، بالإضافة إلى وجود العديد من الجزر المتناثرة في الخليج العربي والتي كان بعضها مأهولاً بالسكان. هـــذا عدا عن ولـــع سكـــان أبــوظبــي بــركـــوب البحر، الذي كانوا يعتمدون على ما فيه من لؤلؤ وأسماك كمصدر هام لمعيشتهم.

ولذلك فقد بنوا الأساطيل التجارية الشراعية ونقلوا عليها بضائعهم المحلية مثل اللؤلؤ والأسماك المجففة والتمور والجلود إلى البلدان المجاورة ومقابل ذلك كانت تعود منها حاملة إلى أبوظبي ما تنتجه تلك البلدان من منسوجات ومواد غذائية، ولقد كانت ترافق سفنهم التجارية سفن مسلحة لحماية تجارتهم وهي في طريقها إلى البلدان المجاورة.

لقد تاجر سكان أبوظبي القدماء مع دول الخليج العربي ومع الهند واندونيسيا ومع سواحل أفريقيا الشرقية وكانت تربط أبوظبي بهذه الأقطار علاقات تجارية وثيقة.

وبعد أن ازدهرت تجارة اللؤلؤ كانت أبوظبي في مقدمة دول الخليج العربي التي اشتهرت بتجارة اللؤلؤ إذ كان يتم تصديره إلى الهند ومنها إلى أوروبا، لقد كانت تجارة اللؤلؤ في أبوظبي تشكل العمود الفقري بالنسبة لتجارة أبوظبي الخارجية وخاصة في القرنين الماضيين. وهذا عائد إلى أن صيد اللؤلؤ يتم أساساً لغرض التصدير بالإضافة إلى أن ما تسهم به تجارة اللؤلؤ في الدخل القومي لأبوظبي تشكل نسبة تزيد على 90 % وإن عدد العاملين في هذا المجال يفوق كافة المجالات الأخرى.

هـــــذا بــــالنســــبة لـنـــشاط الســـكان الـــذين يقطــــنون المناطق القريبة من البحر، أما سكان المناطق الداخلية فقد كانوا يمتهنون الزراعة وخاصة في منطقة ليوا والعين وكانوا يتاجرون بالمنتجات الزراعية مع سكان الشواطئ وسكان البلدان المجاورة لأبوظبي مثل عمان وإمارات الخليج العربي.

وقد كانت قوافل الجمال هي الوسيلة الرئيسية لنقل منتجات هذه المناطق إلى المناطق الأخرى. حيث كانت قوافل الجمال تحمل التمور والفحم النباتي والمنتجات الزراعية وتعود محملة بالبضائع المستوردة من الخارج كالمنسوجات أو تلك التي تعتبر من منتجات المناطق الساحلية مثل الأسماك المجففة.

أمـــا السكـــان الـــرحـــل فقـــد كـــانــوا يمتـهــنون الـــرعــي ولذلك تاجروا بالإبل والأغنام والماعز والجلود والوبر والصوف. وعلى أية حالة فقد كانت المنتجات المحلية لأبوظبي تجمع في الأسواق الرئيسية وأهمها سوق مدينة أبوظبي وسوق مدينة العين حيث تتم عملية المتاجرة التي لعبت فيها قوافل الجمال الدور الأول في نقل هذه البضائع بين الأسواق الداخلية.

أما السلع المعدة للتصدير فكانت تجمع في مدينة أبوظبي حيث تشحن ويتم نقلها إلى البلدان الأجنبية بواسطة السفن الشراعية التي كانت مهمة جداً من حيث كونها الوسيلة الوحيدة في نقل البضائع ما بين أبوظبي والعالم الخارجي.

وكانت تفرض في الماضي بعض الرسوم الجمركية التي لا تتعدى 2.5 % على البضائع المستوردة أما البضائع المصدرة فكانت معفاة من كافة أنواع الضرائب.

إن حجم التجارة قديماً صغير نسبياً إذا ما قيس بحجم التجارة في أيامنا هذه على أنه لم تتوافر أية معلومات إحصائية عن التجارة في الماضي يمكن الاعتماد عليها عند دراستها.

2 . 1. أسواق العين الشعبية :

قبل الأربعينيات من القرن الماضي، لم يكن في العين أو القرى الأخرى التابعة لإمارة أبوظبي سوق، وكان سكان هذه القرى يعتمدون في شرائهم على أسواق البريمي وحماسة. ويذكر أحمد ابن محمود أن أولى المحاولات لفتح سوق في العين تمت من محمد بن مراد الذي قدم من الشارقة وبنى ثمانية دكاكين في الأربعينيات، إضافة إلى سوق صغيرة تسمى سوق الكركم في قرية القطارة، ولكن ابن مراد لم يستمر طويلاً، فقد ترك العين فيما بعد، ويصف ابن محمود شكل ذلك السوق بأنه كان على هيئة حرف L ويفصل بين المحلات مدخل، وهو الشكل الاعتيادي في بناء الأسواق القديمة في المدن والقرى العربية، ولكن ما بناه الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله عام 1957م كما يشير أحد التقارير البريطانية، هو الذي يمكن أن نطلق عليه اسم سوق، ويشير بكماستر في عام 1958م إلى أن افتتاح السوق الجديدة بالعين في صيف 1958م كان الحدث الأكثر أهمية، ويقول إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - موّل المشروع بالكامل، ومع أنه كلف أكثر من مئة ألف روبية، إلا أنه لم يتقاض أي إيجار عن الدكاكين التي يصل عددها إلى خمسة وعشرين دكاناً في السوق الذي بني في صفين متقابلين على شكل شارع مغطى لا يسمح بمرور السيارة.

ولم تقتصر جهود الشيخ زايد - رحمه الله - في توسعة التجارة بالعين على بناء سوق تجارية هناك فقط، وإنما إلى أهمية توسيع نطاق العمل التجاري، وجذب تجار وزبائن من المناطق الأخرى، ولذلك قام أيضاً بتوسعة سوق القطارة. ويختتم بكماستر تقريره وانطباعه عن نجاحات الشيخ زايد في العين بقوله «إن سمعة الشيوخ ولا سيما الشيخ زايد قد ازدادت بشكل ملحوظ خلال السنة الماضية، واستمر حجم التجارة في الاتساع بفضل زخم السوق الجديدة».

2. 2. سوق الإبل في العين:

يعتبر سوق الإبل في العين من أقدم الأسواق الموجودة في الإمارات، وكان هذا السوق يقام في يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، وكان هذا السوق ساحة لممارسة الهوايات والرياضات التراثية الأصيلة، وكان النشاط يبدأ في هذا السوق مع الصباح الباكر، كما كانت حركة الإبل فيه دائبة، وكذلك التجار الذين كانوا يتجاذبون أطراف الحديث فيما يخص أثمان الإبل وأنواعها، أما ازدهار السوق فكان يتضح أكثر في مواسم الأعراس والأعياد، حيث كان الناس يبحثون عن القعدان (الجمال) لتنحر في مثل هذه المناسبات، فيما كان الدلال أحد أشهر الدلالين، فعن طريقه كان الناس يشترون السلع، ومنها الحمير، وكذلك الحبوب والأرز والسكر والقهوة والبهارات وغيرها، وقد عرف أهل السوق في السابق نظام المقايضة أو المبادلة.

ولم يكن هناك نشاط في العين يمكن أن يعتد به كمصدر رزق سوى تلك التجارة البسيطة التي يمارسها أبناء العين، وهي تجارة قوامها بيع اللومي «الليمون»، والصخام والهمبا «المانجو»، والثمر وشراء الحبوب والقماش والطحين.

وقد كان السوق القديم في العين المركز الوحيد لهذه التجارة البسيطة حيث يذهب التجار من أبناء العين في رحلة شاقة إلى دبي أو أبوظبي وتستغرق الرحلة من خمسة إلى سبعة أيام يسقط خلالها بعض الرجال أو الركاب صرعى في الطريق إما بفعل حرارة الشمس ولهيبها أو بسبب قطّاع الطرق الذين كانوا ينتشرون في المنطقة بسبب غياب الأمن وحدّة الفقر وشظف الحياة.

ولكن عندما تولى الشيخ زايد - رحمه الله - مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي عام 1966 تغيرت هذه الصورة وشملت مظلة الأمن الجميع وأصدر عفواً عن الذين سبق لهم التعرض للقوافل التجارية .

3. أسواق دبي الشعبية :

عاشت دبي في الفترة الماضية على حرفة الصيد وتجارة اللؤلؤ وتجارة الذهب، إضافة إلى جلب البضائع أو تصديرها إلى أماكن أخرى، وقد تطلب هذا إلى إنشاء أسواق تقوم بمهمة الحركة هذه فكان إنشاء عدد من الأسواق لتلبي هذه الحاجة الحيوية وتجعل دبي تمتلك مميزات لا تمتلكها المدن الأخرى، فدبي جذبت الاهتمام الاقتصادي والتجاري وغير ذلك و تفوقها يرجع إلى سببين رئيسيين:

1. أنها تملك الخور الذي يعتبر الشريان الذي يغذي دبي ويقسمها إلى قسمين .

2. إرادة المجتمع التجاري وتضافر الجهود الفردية والحكومية.

ومن أهم الأسواق التقليدية التجارية المعروفة والمنتشرة قديماً والتي تم حصر أنواعها ضمن منطقتي بر ديره وبر دبي نذكر:

3. 1. الأسواق في منطقة بر دبي :

إن من أهم الأسواق المعروفة في منطقة دبي :

السوق الكبير:

هو أقدم الأسواق في مدينة دبي حيث صنعت المعاملات التجارية الواسعة التي تم عقدها من خلاله شهرة المدينة وصيتها الكبير ويعتبر ترجمة لشخصية المـــــدينـــة، مـــن خــــلال التمــــــازج بـــــين الــــدور السكــــــنية والتجارية في إطار من علاقات تخطيطية، وتتفاعل مع المباني مختلف العناصر المعمارية التي عرفتها دبي من براجيل الهواء والزخارف الجصية المختلفة والتشكيلات المتنوعة للفراغات المعمارية، والمنطقة تتفاعل بين الخور والأسوار القديمة للمدينة لكي تمثل مجتمعاً مدنياً يتميز باكتماله وتكامله.

تم بناء السوق الكبير بر دبي على مراحل مختلفة واستكمل بناؤه بإنشاء خمسين محلاً تجارياً تتجمع على ممر وسطي، وعلى جانبيه الشرقي والغربي بوابات تفتح في الصباح وتغلق في المساء ، تتكون المحلات التجارية من جزأين: الأمامي وهو في شكل رواق مطل على الممر الرئيس لغرض العرض واستقبال الزبائن والجلوس أما الثاني فكان للتخزين.

سوق البهارات والتوابل:

وهــــي خـــاصــــة ببيـــع البهـارات والتوابل إضافة إلى الأعشــــاب الطبيــــة المتـــوافـــــرة في البـلاد أو التـي تجلــب مـن الخارج.

سوق المناظر:

وهي سوق مخصصة لبيع المرايا بأحجامها المختلفة.

سوق الملابس:

ويباع فيها كافة أنواع الملابس النسائية والرجالية إلى جانب أدوات الزينة النسائية.

سوق التمر:

حيث يجلب التمر من المزارع البرية في الإمارات أو يجلب من البصرة التي كانت إلى وقت قريب أعظم سوق مصدرة للتمور .

سوق العطارين والأعشاب الطبية:

وهي خاصة بالعطور وأدوات الزينة النسائية إضافة للأعشاب الطبية المحلية أو التي تجلب من الخارج.

سوق الحبال والدعون:

وهي السوق التي خصصت لبيع الحبال سواء منها الخاصة بالسفن والمراكب الشراعية أو الخاصة بصناعة بيوت العريش، كما تباع الدعون وهي عبارة عن سعف النخيل المشدودة بالحبال.

سوق المعدن:

وتباع فيه الأدوات المعدنية والنحاسية من الأدوات المنزلية وغيرها.

سوق الذهب:

معــــــــــــروف مــــــــــــن اسمـــــــــه وتـبـــــاع فــــــيه الحلـــــــــــــي والمجــــــــوهرات الكـــريـــمة.

سوق المطارح:

والمطارح جمع مطرح وهو الفراش الذي يتخذ للنوم ويباع في هذه السوق جميع الفرش والمتكات والمخدات من القطن.

سوق السمك:

حيث يجلب الصيادون الأسماك ليبيعوها ضمن الأسواق إلى جانب بيع الخضروات وبعض المأكولات مثل الجامي والسمن البلدي.

مواقع أهم الأسواق في بر دبي:

السوق الكبير (بر دبي) - الفرضة - سوق الحرير - سوق اللؤلؤ - سوق الملابس - سوق الساباط - سوق الذهب - سوق السمك - سوق الأطعمة.

3. 2. الأسواق في منطقة بر ديرة :

من أهم الأسواق التجارية المعروفة والمنتشرة قديماً والتي تم حصرها ضمن منطقة بر ديرة نذكر:

السوق الكبيرة :

تم تشييد السوق الكبير ببر ديرة حوالي عام 1850 م وهي من أقدم وأهم الأسواق في منطقة بر ديرة، تكمن أهمية السوق الكبيرة باتصالها المباشر مع الميناء الممتد على الخور، حيث تقف اليوم مئات السفن الخشبية تحمل مختلف البضائع وتمتد رحلاتها البحرية إلى أفريقيا وشبه القارة الهندية ، لقد فرض الأمر أن يكون المكان ليس فقط للمعاملات التجارية والتبادلات ولكن كذلك لتوفير ما يلزم أطقم السفن التجارية.

وتعلو بعض الدكاكين أبراج الهواء التقليدية لتوفر المناخ اللطيف للمتسوقين، بالإضافة إلى تلك الكوات الجصية أعلى الأبواب لتسهيل التهوئة، وتشكل الأبواب الكبيرة المصنوعة من خشب الصاج الأحمر جانباً من شخصية المكان.

أغلب الدكاكين ذات طابق واحد فيما عدا بعض الدكاكين التي لها طابق علوي، ويمر الطريق عبر سوق مغطى باستخدام الكمرات الخشبية والدعون (سعف النخيل المشدودة بالحبال)، وتتوزع الدكاكين لبيـــع مختلــــف البضــائــــع مـــثل السجــــاد والمنســـوجـــات والأدوات المنزلية والبهارات والأعشاب الطبيعية.

سوق مرشد:

وهـــــي من الأسواق المهمة في منطقة ديرة وتباع فيها الأعشاب الطبية وسوق للألبسة وسوق المعدن والصنـــاديق إلــى غـــير ذلك.

أهم الأسواق في بر ديرة :

سوق الملابس - سوق الحبال والدعون - سوق المعدن - السوق الكبيرة (ديرة) - سوق العطارين - سوق المناظر - سوق المطارح - سوق مرشد - سوق البهارات والتوابل - سوق المواشي - سوق الفحم - سوق السمك المجفف - سوق المضاربة - سوق الأطعمة والمكسرات - سوق القهوة - سوق البشوت - سوق التمر.

4. الأسواق الشعبية في الشارقة :

الأسواق في الماضي كانت في معظمها قريبة من البحر لسهولة تنزيل وتحميل السفن التي تأتي إلى الميناء محملة بالبضائع المتنوعة، وكانت الأسواق في السابق تسقف بانحدار بسعف النخيل، وكانت عالية وبها عدة فتحات مربعة للتهوية ثم تطورت إلى دكاكين مبنية بحجارة البحر والجص، وكانت توجد غرف مبنية فوق المتاجر تستخدم كسكن للعمال، هذه الغرف كانت تضاء بالجازولين وملحق بالسوق مكتب للبريد وعدد من المساجد وكانت توجد حراسة ليلية على الأسواق، ويؤم هذه الأسواق الكثير من التجار والحرفيين والباعة المتجولين، كما يؤمها الكثير من الوافدين من البلاد المجاورة.

وسوق الشارقة القديم يضم العرصات «وهي جمع عرصة» والعرصة كلمة تعني بقعة أو مساحة واسعة ليس فيها بناء حيث يلتقي الناس فيها للبيع والشراء أي يجتمعون بها. وكان سوق الشارقة القديم يقع في فريج «أبوكندر» حيث يحتوي على بضائع متنوعة يحتاج إليها السكان في حياتهم اليومية منها السمك والأرز والطحين وغيرها من المواد الغذائية. وكانت كل البضائع الموجودة في هذا السوق يتم استيرادها من الخارج فالملح كان يستورد من إيران، والأرز والطحين من الهند وكراتشي، والأدوية الشعبية من عدة مناطق فمنها ما يأتي من فارس والهند ومنها ما يأتي من داخل البلاد. كما تجلب إلى هذا السوق بعض البضائع من مناطق أخرى داخل الإمارات مثل منطقة الذيد وحتا التي يأتي منها الحطب المستخدم كوقود والعشب الذي يستخدم كغذاء للحيوانات مثل الماعز والأغنام والبقر، والحماض (نبات ينبت في البر وقت الشتاء) ويأكله أهل الإمارات وكذلك الغليون.

وكان هذا السوق مقسماً إلى أكثر من عرصة لبيع وشراء المستلزمات فمنها ما هو مختص ببيع السمن والعسل والجبن والمانجو والغليون والليمون والموز والخضروات والبطيخ والرويد، ومنها ما هو مختص بمعـــدات الغـــوص مثـــل الأنـــايــــر (يستخدم لتثبيت القوارب عندما تقف في مكان ما) والحبال المصنوعة من ألياف جوز الهند وتسمى الكمبار والخبط وهي قفازات مصنوعة من الجلد تلبس في اليد لجمع المـحـــار وغــــيرهـــا.

وكانـــت هنــــاك عدة تسميات للعرصات منها فريج الغربــي «المـــريــجـــة» وعرصــة الفريج الشرقــي وتسـمى بعرصة عيال الشيخ ماجد بن صقر، محمد بن صقر، وسلطــــان بن صقر لوجود بيوت لهم في هذا المكان، كذلك كـانت هناك عرصة الشوامس نسبة إلى قبيلة الشوامس.

وفي أيــــــــام العيـــــــد كــــــــــان النــــاس عــــــادة مـــــــــا يجتمــــــون عند شجـــرة الرولـــة حـــيث يبـــاع مشـــروب الناملـــيـت وبعـــــض الأطعمـــــة مثـــــل الــنــخـــي والفــســتـق والـــحـــــلاوة وتســـــمــى البرميت.

وكانت بعض البضائع في السوق تختلف وفق موسمها فمثلاً في الصيف كان يباع الليمون والرطب والمانجو، وفي الشتاء يباع الغليون والحماض.

وكانت طريقة البيع والتسديد بين التجار الكبار والصغار تسمى السبتية أي كل يوم سبت يسدد جزء من ثمن البضاعة إلى أن يتم تسديد ثمن البضاعة بأكمله.

وكانت الأسعار في الماضي مناسبة لدخل الفرد.

وكان القصابون لا يبيعون اللحم إلا يوم الجمعة وأحياناً يذبحون في الأيام العادية إذا كان الجو غير ملائم لدخول الصيادين إلى البحر لصيد السمك، أما في شهر رمضان فكانت اللحوم متوفرة بشكل يومي.

4. 1. أسواق الشارقة :

على الرغم من عمليات الهدم وإعادة البناء التي تمت حول منطقة السوق القديم بالشارقة فما زال هناك بعض الصناع وما زالت بعض المحلات التجارية القديمة قائمة حول السوق، حيث يبدو للعيان مظهر الأنشطة المزدهرة والتفاعل الاجتماعي، في جو حميمي وعادات البيع والشراء المتأصلة، من الملابس والبهارات وشتلات الزهور والأصناف التقليدية، وقد برهنت الأسواق القديمة على أصالتها ووجودها كعنصر حيوي لمدينة الشارقة. وحتى منتصف السبعينات استطاع سوق الشارقة أن يقف كزقاق متعرج متواصل موازٍ للشاطئ الجنوبي للخور بطول 1كم تقريبا حتى مسجد النابودة بالمريجة.

وفي منطقة السوق القديم تمركزت أنشطة الحرف اليدوية وهي صياغة الذهب والفضة التي وفرت العمالة لأعداد كبيرة من العوائل. وأما الحدادون والنساجون وصانعو السجاد والستائر فكانوا متواجدين في كل الأركان ويبدو أن بعض الحرف اشتهرت بها أحياء معينة من المدينة وكان الحي الشمالي يحتوي على أماكن النسيج.

وقد ازداد حجم وأنواع البضائع المباعة والمشتراة في السوق، بسبب الأرباح الطائلة التي جلبتها الحاجة المتزايدة للؤلؤ في الهند وأوربا، وكانت تباع في السوق منتجات مصنوعة في غرب عمان من الصوف والقطن والحديد، وكان هناك سوق حيوانات يبدو منتعشاً مع البدو الذين يصلون من وقت إلى آخر لبيع الجمال العربية والحمير وكانت الشوارع نظيفة وعرضها تكفي لمرور الحيوانات المحملة. كما ساعدت الحاجة إلى السلع الأساسية على انتعاش ونمو السوق، وعلى جلب واردات مختلفة حسب أذواق التجار.

وتوجــد في الســـوق عينـــات جيــدة مــن المنقوشــات الذهبيـــة والفضيــة الجميلة التــي نمقـــت الأسلــحــة والأحزمة والكؤوس والمداويخ «الغليون» وكانت على درجة عاليــة مــن الإتقـــان، وكان التجـار يعرضون شالات كشمـــيــر ومصنـــــــوعات البنغـــــال والأسلحـة الإيرانية والجواهـر بمختلف أنواعها.

وكذلك سوق الشيويهين القديم «سوق صقر».

وقــد كــانــت المــــواد المستـخـــدمـــة في بنـــاء الأســــواق القديمة يتكون من مادتين وهي الحجارة الحمراء الطبيعية التي تجمع من شاطئ البحر والتي تعرف محلياً بالفاروش، أو الحصى بالإضافة إلى الجص المبني على الجبس الذي كان الحصول عليه يتم من المواضـع المتبخـرة مــن البحيرات الضحلـــة، والمبـــانــي التـــي شيدت مــــن مـــواد البنـــاء ويقع تاريخها بـــين عــامــي 1900 - 1940.

كما كان يوجد مبنى يسمى بالقيصرية وهو مبنى طويل وضخم وذو أقواس متسلسلة وهو متين التشييد يقف بجانب السوق وبه مداخل حديدية تقفل ليلاً من أجل الحماية، والدكاكين المحيطة بالقيصرية تكون عادة نظيفة ومتقنة البناء.

سوق العرصة:

من أقدم الأسواق الشعبية في الإمارات، وسمي (سوق العرصة) لأنه يقع بمحاذاة عرصة السوق، وهي أرض فضاء تقع بين بيت النابودة ومجلس النابودة. والسوق الذي سمي فيما بعد باسمها وهي كل بقعة أو ساحة بين الدور واسعة ليس فيها بناء.

وللسوق أربعة أبواب تغلق في المساء لتأمين الحماية اللازمة للمحال، وقد بنيت حول إحدى هذه البوابات مجموعة من الدكاكين امتدت فيما بعد لتكون خطاً مستقيماً تتخلله الأزقة «السكيك» وقد شكلت في مجملها سوقاً آخر اصطلح بـ«السوق القديم».

وقد حوى هذا السوق على عدد كبير من المحال تصل إلى100 محل، وقد عرف في القرن الماضي كمركز للتعامل التجاري منذ تشييده منذ ما يقرب من 180 عاما، وكان يعج بالحركة والنشاط منذ الصباح الباكر وحتى العشاء، ولم يقتصر على عمليات البيع والشراء فقط بل كان مكانا يجتمع فيه الناس من كل مكان ويفد إليه كل غريب وتعقد فيه الصفقات بين تجار اللؤلؤ وتتم فيه الاتفاقات بين النواخذة والبحارة.

وتعـرض المنتجـات الجميلـة مـن الحلـي الفضيـة ومصـنـوعـات الحــرف اليـــدويــــة وصنــــاديـــــق التحـــف والخنــاجــر العمــانـــية ولآلــئ الخليــج وبعــض الأنتيكـــات، وهنالك المقهى الشعبي الذي يحتضن الأناس وهم يرتشفون الشاي أو يتداولون أخبارهم وحكاياتهم.

5. الأسوق الشعبية في رأس الخيمة :

عرفت رأس الخيمة الأسواق الشعبية منذ فترة طويلــــة والتـــي بـــدأت علـــى شكــــل بسطـــات أي تــــواجــــد الباعـــــة في ســــاحـــة وســــط المديـــنـــة ويفتـــرشــــون الأرض حيــــث يعـــرضـــون بضـــــائعهـــم منـــــذ الصــــباح وحتـــى بعـــد العصر، ثم بدأت تظهر الدكاكــين المصنوعة من سعف النخيل ثم المبنيـة بـــالطين والحجـارة، وقد تركـزت الأســواق في المــدن المـــزدحـمة بالسكان ولم تكن هنــــاك أســواق في القـــرى المتناثرة وذلك لقلــة عـــدد الحـــراس وعـــدم القـــدرة علــى توفـــير حـــراســة وحمــايـــة للأســـواق البعيــــدة.

هنــاك عـــدة أسواق بها دكاكين، وقد أنشئت في بدايات القــرن الماضي وهذه الأسواق هي:

سوق محمد بن سالم:

وقد ضم العديد من الدكاكين التي تبيع الموا د الغذائية والأقمشة والذهب، والغليون (الذي تشتهر رأس الخيمة بزراعته).

سوق سلطان بن سالم:

وهو سوق مسقوف يضم دكاكين عدة لبيع المواد الغذائية والأدوات المنزلية والأسلحة وغيرها.

سوق السمك :

كان السمك قديماً يباع من الصياد ثم أصبح يباع في البسطات ثم افتتح سوق يباع فيه السمك الطازج ويقع بالقرب من خور رأس الخيمة، ثم أقيم سوق جديد للسمك في المكان نفسه.

سوق العرصة:

سمي بالعرصة نظراً لتزاحم الناس به، وهو ليس سوقاً بالمعنى المعروف فليس به دكاكين، وإنما هو عبارة عن أرض فضاء ويجلس فيه الباعة «غالبيتهم من النساء» وكل واحدة منهن أمامها بضاعتها وأغلب ما يباع فيه الخضراوات والحطب والثمام والفحم وغيرها، وكان سوق العرصة يقع قرب سوق سلطان وقرب العبرة القديمة.

سوق الحريم:

ويتميز بأن كافة الباعة فيه من النساء ويقام في أرض فضاء ويباع فيه الجبن والجامي والعسل والخضــار وكــانت النســـاء تأتـــين مــن القــرى المجـــاورة ويحضــرن بضـــاعتهــن وينصرفـــن في آخــر النهار.

سوق البيادير:

أي سوق المزارعين وفيه يعرض المزارعون منتجاتهم مثل المواد المصنوعة من سعف النخيل مثل المهاف والمغاطي والحصر وكذلك الخضار.

سوق الصفافير :

وفيه يتم جلي الأدوات النحاسية.

وهناك أسواق أخرى مثل سوق العوامر وسوق لوتيان وسوق البانيان.

بدأ السوق منذ حوالي 150 سنة، و أخذ ينمو حتى تجاوز عدد الدكاكين التي احتواها 200 دكان، كان غالبيتهـــا مصنـــوعا مـــن سعـــف النخـيــــل وبقيتــهـــا صنــــع من الجص والحصى والأحجار التي تجلب مـــن البحـــر.

بالنسبة للأقمشة التي كانت تباع في الأسواق فقد كانت لها أسماء منها: أطلس، كف السبع ، صالحني، بو روبية، بو قلم، بو نسيعة، بو يدين، بوكاح أبيض، دح الماية، بسرة وخلالة، دريا موز، مريسي، ململ، بالنسبة للرجال هناك اللاس وكورة وبفتة.

أول بنك افتتح في رأس الخيمة هو البنك البريطاني للشرق الأوسط عام 1964.

سوق مدينة المعيريض:

كما توجد في المعيريض بعض الدكاكين القديمة.

سوق مدينة الرمس:

وفي مدينة الرمس يوجد سوق شعبي قديم كبير يضم العديد من الدكاكين والمقاهي وكان يقع قرب البحر ويسمى سوق القروعية (سمي القروعية لأن لون تربة السوق مثل لون القرع) ولكن هذا السوق أغلق في السبعينات من القرن الماضي وما زالت الدكاكين التي به في أماكنها إلا أنها مغلقة.

وكانت تلك الدكاكين تبيع المواد الغذائية والأدوات المنزلية وأدوات الصيد وبعضها كان يخصّ الخياطين والصفارين ويوجد فيه مقهى شعبي يتجمع فيه الأهالي، كما كانت هناك ساحة قريبة منه يفترش فيهـــــا الباعـة الذيـن يأتـون مــن بعــض نواحـــي رأس الخيمـة ويبيعون فيها الخضراوات والفحم والأخشاب والعومة وغيرها.

في الجزيرة الحمراء:

في الجزيرة الحمراء بعض الدكاكين التي كانت تبيع المواد الغذائية ومعدات الصيد وغيرها، ولم يبق منها الآن سوى بعض الدكاكين القديمة المغلقة.

في شعم والجير وغليلة:

في هذه المناطق بعض الدكاكين التي تبيع المواد الغذائـــية وأدوات الصــــيد ودكــــان خبــــاز، ولكنهـــا الآن أصبحـــت قــديــمة ومغلـقة.

6. الأسواق الشعبية في عجمان :

6. 1. سوق عجمان القديم:

السوق الرئيس «العرصة»:

كان السوق الرئيسي يقع في المنطقة القريبة من ساحل البحر، ولقد كان هناك حوالي خمسة عشر دكاناً مبنية من حجارة البحر والجص إضافة إلى (الكرايخ) وهي حظائر مبنية من جريد النخل تتخذ كمستودعات تخزن فيها الخيام والسميم والحصر والحطب والعومة المجففة.

ومن أشهر المنتجات التي كان يتم بيعها في السوق الـرئيسـي الأدويـة الشعبيـة واللحـوم وجميـع المــواد الغذائية المتوفرة في ذلك الوقت، بالإضافة إلى بيع الأقمشة ومحلات بيع الحلوى والخبز.

السوق الغربي:

بالإضافة إلى السوق الرئيسي الواقع في منتصف المدينة هناك مجموعة من الدكاكين أكثرها عبارة عن خيام مبنية من جريد النخل، وكان يباع فيها مواد الأغذية والحلوى والأقمشة.

السوق الشرقي:

هناك مجموعة من الدكاكين تقع إلى الشمال الشرقي من السوق الرئيسي وتحتوي على مجموعة من الدكاكين، وكانت تتميز بوجود الطب الشعبي بالإضافة إلى باقي المنتجات الأخرى المتوفرة في ذلك الوقت ومحلات للخياطة.

6. 2. أنواع التجارة في سوق عجمان :

البقالة: كانت محلات البقالة تحتل المقام الأول بين أنواع التجارات في السوق نظراً لكونها تبيع المواد الغذائية التي لا ينقطع الطلب عنها ، ومن أهمها : العيش (الأرز ) والطحين والسكر والحب (القمح)، والشعير والقهوة والسمن...الخ .

بيع التمور: وتسمى دكان بيع التمر بالبخّار، وهي كلمة تعني المستودع أو المخزن ، وكان بخار التمر يحتوي على مدبسة، وهي عبارة عن حفرة مملسة في أرضية الدكان ينصب فيها الدبس المتسايل من قلات التمر، وكان البائع ينزح الدبس من المدبسة حين تمتلئ، ويعبؤه في قوارير ليبيعه للراغبين، وكـــان التمــر يشكـــل نســبــة كبيــرة مـــن الـــوجـــبات الغذائية، عامة الناس يقدمونه لضيوفهم وزوارهم، وكانت سفن الغوص تحمل منه كميات كبيرة نظراً لأن وجبتي الفطور (المحاياه) والغداء اللتين يتناولهما أفراد طاقم السفينة هي من التمر ، أما الدبس فيكثر الطلب عليه في رمضان لاستخدامه في التحلية.

الخبازون وصناع الحلوى: كان الخبازون - غالباً - يجمعون بين الخبز وصناعة الحلوى، كما كان بعضهم يصنع الصبيعات (الحلويات).

وتتم عملية البيع أحياناً بطريقة المقايضة حيث يبــادل بعــض الأهــالــي الذيـن يربون الدجاج في بيوتهم الخبز بالبيض.

أما الحلوى فكانت تشترى في المناسبات، كالأعياد وقدوم الضيوف، وتسمى الصينية التي يوضع فيها الحلوى بالمنسف، ويحدث أحياناً أن يقوم الأفراد بشراء منسف كامل كي يتجمل أمام ضيوفه.

محلات البزازين «تجار الأقمشة والثياب»: كانت الأقمشة ترد من الهند إلى دبي، ومن دبي يشتري تجار بقية الإمارات وقد وجدت أصناف كثيرة من الأقمشة القطنية والحريرية والصوفية، وكان الذراع هو وحدة القياس المستعملة قديماً ثم استعملت الياردة (اليارو) بدلاً من الذراع .

سوق العرصة : يقام سوق العرصة يومياً وسط فريج ميان بجانب الغرفة، وهو سوق غير مسقوف، تباع فيه جميع أنواع السلع من خضار وسمك وأدوات وينتصب فيه الخياطون والحلاقون وأصحاب المهن عموماً، ويأتيه أهل البادية لبيع الحطب والسخام والدهن والعسل واللبن والجامي إضافة إلى الخيام والأركبة وأخطمة الدواب والخرج والقرب والأدلية والزرابيل «السجاد». ويبيع فيه أهل شعم القادمون من رأس الخيمة «اليقط» والجبن، وأهل «الحير» من جهة مسافي والذيد ، فاكهة الهمبا والسلوط واللومي بنوعيه الحلو والحامض، ويبيعون أيام الحر الرطب داخل «وخايف» من خوص النخيل. وكانت ثمار الهمبا تباع بالحبة، ويمنح البائع المشتري عن كل مائة حبة، عشر حبات إضافية، وتسمى تلك الزيادة «مرّ» .

كما كانت بعض المقاهي الشعبية في إمارة عجمان.

7. الأسواق الشعبية في أم القيوين :

كانت في أم القيوين فيما مضى عدة أسواق نذكر منها:

سوق العرصة:

وكان يقع وسط أم القيوين وتباع فيه الخضروات والحطب والفحم وبعض الأدوات المنزلية، وكان عبارة عن بسط حيث يفترش الباعة الأرض ويضعون المنتجات التي يبيعونها أمامهم ويأتي المشترون للشراء.

سوق السمك:

حيث كان صيادو السمك يعرضون صيدهم من الأسماك للمشترين.

سوق التمر:

وكانت تباع فيه التمور المستوردة من العراق وإيران.

سوق البانيان (الهنود):

وتباع فيه مختلف أنواع البضائع. ومن اسمه يتضح أن الباعة غالبيتهم هنود.

وهناك سوق قديم يتكون من عدة دكاكين تباع فيه الملابس المطرزة المستوردة من الهند، والمواد الغذائية مثل الأرز والسكر والطحين والحلوى المحلية والقهوة والملح والبهارات، ويوجد فيه دكان للطواش يوسف بو هارون حيث كان يبيع اللؤلؤ، وهذا عدا عن الطواشين المتنقلين.

كان في السوق بعض المقاهي الشعبية.

بالإضافة إلى تلك الدكاكين كان هناك ما يسمى بالعمارة، أي المبنى القديم الكبير الذي يباع فيه مختلف المواد، مثل المواد الغذائية وأدوات الصيد ومعدات السفن والمسامير والصل، مثل عمارة التاجر محمد الزرعوني وكانت تقع في الجهة الغربية من أم القيوين. كما كانت لديهم عمارة أخرى تباع فيها المواد الغذائية.

وبعض الأفراد يذهبون إلى البحر ويحضرون بعض الأحجار والبيم وتباع لبقية المدن إما بالبر أو بواسطة السفن.

ويقدر عمر السوق بأكثر من 90 سنة. ولم يبق منه الآن سوى بضعة دكاكين ولكنها مغلقة.

كما وجد سوق شعبي قديم في منطقة فلج المعلا.

8. الأسواق الشعبية في الفجيرة :

تمت إقامة الأسواق بالإمارة على الطرق العامة خارج المدن وأهمها سوق مسافي ويتم عرض العديد من المنتجات الزراعية والصناعات اليدوية والبيئية التي لا زال أبناء الجبال والقرى النائية يحافظون على صناعاتها.

إن هذا السوق يعتبره أبناء الفجيرة واجهة الماضي لإماراتهم حيث يظهر التاريخ من خلال ما يباع فيه من منتجات، سواء أكانت زراعية مثل الفواكه والخضراوات وعسـل النحل القـادم من منـاحل الجبـال، أم مـــن خـلال المنتجــات الــــوطنية مثـــل المبخرة والعصي والسيوف وغيرها من الأدوات التي كان ولا يزال بعض الشبــاب يستخدمونهـــا في حــيـــاتـــهـــم اليومية في الجبال والوديان.

ومن الأسواق التي كانت تتميز بها الفجيرة في الماضي أيضاً الدكاكين المصنوعة من الطين ذات الأسقف المصنوعة من سعف النخيل وجذور النخل، والتي كانت أرضيتها تفرش بالحصير، وتتمركز في منطقة الغرفة القديمة التي تقع في الجزء الجنوبي من مدينة الفجيرة على الطريق المؤدي إلى مدينة كلباء.

في السوق كانت تباع الأقمشة الخام بالذراع أو بالوار وكانت القهوة تباع حينذاك (بالكياس) ويساوي ربع كيلو جرام من الموازين الحالية، كذلك كان يباع الطحين والعيش والأرز بالمن(4 كغ) وكل تلك البضائع كان يتم جلبها من البصرة بالعراق ومن الهند عن طريق البحر بواسطة (التشالة) وهي مركب صغير يشبه القارب تنقل به البضائع من السفن الكبيرة الواقفة بعرض البحر وتوصيلها إلى الشاطئ حيث يتسلمها التجار لتباع في الأسواق.

وقد كانت تصل البضائع عن طريق البر والبحر من باقي الإمارات الأخرى ودول المنطقة والهند.

ومن الأسواق القديمة أيضاً في إمارة الفجيرة ... تلك الأسواق التي كانت تتميز بها مدينة دبا الفجيرة الواقعة في أقصى الشمال من الساحل الشرقي لدولة الإمارات.. فلقد كانت أسواق تلك المدينة تتميز أيضاً بصفات فرضتها عليها ظروف المعيشة وحياة السكان الذين يمثلون مجتمعاً قبلياً يميزه عن بقية قرى المنطقة وكانت أسواقها عبارة عن مجموعة دكاكين تمثل السوق المسمى حينذاك بسوق القرية ويقابل الحصن الشهير بدبا.

وكانت تباع فيه أيضاً المواد الغذائية مثل العيش والطحين والسكر والملابس والبضائع التي ترد إلى تلك الأسواق كانت تصل عن طريق البحر بواسطة القوارب حتى الساحل، ثم تنقل إلى السوق بواسطة الدواب مثل الحمير والجمال التي يمكنها أن تسير في دروب الجبال والوديان التي لم تكن سيارات النقل تستطيع السير فيها.

وكانت التجارة في تلك الأيام تتميز بعملية التبادل حيث أن البضائع التي كانت تأتي من إمارة دبي والتي أهمها التمر والقهوة والعيش والطحين، كانت تستبدل بالفواكه والخضروات التي مازالت إمارة الفجيرة تشتهر بها حتى يومنا هذا ومنها المانجو والموز والتوت والليمــون والحلـوى والحـامـض، وكـذلــك البطــاطـــس والخيار والملفوف وغيرها.

وهناك أسواق قديمة في بعض المدن في الفجيرة مثل سوق الفجيرة القديمة وسوق الغرفة وسوق دبا وسوق مربح وسوق حبحبد.

 

المراجع:

- كتب ومجلات ومقابلات مع بعض التجار.

الصور:

 من الكاتب.

 

أعداد المجلة