فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
38

من الحرف التي تعتمد على ليف النخلة في مملكة البحرين

العدد 38 - ثقافة مادية
من الحرف التي تعتمد على ليف النخلة  في مملكة البحرين
كاتب من البحرين

ليف النخلة عبارة عن نسيج رقيق ينمو على جذع النخلة، ويتم الحصول عليه بعدة طرق، منها من النخلة التي تم قطعها، لأي سببٍ كان، أو يمكن الحصول عليه من النخلة النامية، دون الإضرار بها، وذلك بنزعه بطريقة يدوية حرفية معينة، تعرف باسم "التمشيگ" أو "التمشيع". هذا، وقد كان يستخدم الليف في عملية دعك الأواني المعدنية لإزالة ما بها من أوساخ، كما أستخدم أيضاً في دعك الجسم أثناء عملية الاستحمام. كما كان يستفاد منه في العديد من الصناعات، والتي أصبحت نادرة في الوقت الراهن، كصناعة الحبال، وصناعة الأرسن (مفردها رسن وهو حبل تقاد به الدابة)، وصناعة الكر، وصناعة البدود، وغيرها من الاستعمالات والحرف (لمزيد من التفاصيل ينظر المزين 1997، والشايب 2000).

في هـــــذه الـــدراسة حـــاولـــنــا رصـــد مــا تبـــقى مـــــن الصناعات الليفية في مملكة البحرين، فوجدنا أن ما تبقى منها هي صناعة الحبال، وصناعة الكر، وهو أداة تستخدم لتسلق النخلة. كما رصدنا صناعة البدود، وهي جزء من سرج الحمار وهو عبارة عن أكياس أو وسائد لتحمي الحمار من السرج الخشبي. وهذه المهن، في الوقت الراهن، تُمارس من قبل أعداد بسيطة من الأفراد، كما أننا في هذه الدراسة لم نتمكن من رصد أي شخص يقوم بصناعة البدود بالطريقة التقليدية القديمة، لكننا وجدنا أن هناك بدودا تصنع محلياً بطريقة حديثة مطورة تختلف عما كانت عنه في الماضي.

أما فيما يخص صناعة الحبال وصناعة الكر، فلازال هناك بعض الحرفيين الذين يصنعونها بالطريقة التقليدية من ليف النخيل. هذا، وقد ركزنا في دراستنا هذه على شخص واحد فقط لازال مستمراً في صناعة الحبال والكر بصورتها التقليدية، وهو الحاج حسن بن علي من جزيرة النبيه صالح. الحاج حسن هو رجل فقد بصره في صغره، وتعلم صناعة الحبال وصناعة الكر، وبقي مستمراً عليها حتى الآن، وقد قارب عمره الآن المائة عام (الأيام عدد 01 إبريل 2008م).

1. الدَمَّاچ وصناعة الحبال

من الأسماء القديمة في الخليج العربي لصانع الحبال هو الدَمَّاچ (أي الدَمَّاك)، وقد أشتق أسمه من عملية الدمچ أي البرم أو الفتل (جمال 2003، ص 278) و (المالكي 2008، ص88). و الدَمَّاك لفظة عربية فصيحة، جاء في معجم تاج العروس (مادة دمك): "دَمَكَ الرشاءَ دَمْكاً: فَتَلَه"، والرشاء هو الحبل، أي أن الدمك هو فتل أو برم الحبل، ومنها الاسم الدمَّاك أي صانع الحبل.

وقد كانت الحبال قديماً تصنع إما من ليف النخيل أو من ألياف جوز الهند، وهي الحبال التي كانت تعرف باسم الگمبار، وقد كانت تستورد من الهند. كما كانت هناك أنواع أخرى من الحبال تصنع من أنسجة عراجين النخيل والتي تسميها العامة العَسَگ (العَسَق)، وتبدأ عملية صناعة الحبال من العرجون بترطيب العرجون وذلك بدفنه تحت الرمل بالقرب من ساحل البحر لعدة أيام ليتشرب بالماء ويسهل تفكيكه واستخدام أنسجته، وبعدها يتم إخراج العرجون من الأرض ويتم ضربه بقطع كبيرة من الخشب حتى يتفكك ويتحول إلى ألياف (جمال 2003، ص 278)، بعد ذلك تبدأ عملية فتل الحبال بنفس طريقة صناعة الحبل من ليف النخيل.

وفي الغالب تستخدم الحبال التي تصنع من ألياف العرجون على ظهر السفينة، كحبل (الزيبل) الذي يمسكه السيب لإنزال الغيص وحبل (الإيدة) الذي يمسك به الغيص أثناء تحركه بحثا عن المحار في قاع البحر (جمال 2003، ص 279).

يذكر، أن العامل في صناعة الحبال يعمل أيضاً في صناعة الكر والبدود والأرسن. على سبيل المثال، الحاج علي بن يوسف الروساني، من كرزكان، كان يعمل في صناعة البدود والكر والحبال والأرسن، ومنه جاء لقبه الروساني (يوسف وآخرون 2010، ص 88-89). كذلك، في الوقت الراهن، الحاج حسن بن علي من جزيرة النبيه صالح، لازال يعمل في صناعة الحبال وصناعة الكر بالطريقة التقليدية من ليف النخيل.

في هذه الدراسة سوف نتتبع الحاج حسن وهو يعمل في صناعة الحبال وصناعة الكر. وقد تم توثيق عمله بالصور والفيديو من قبل ابنه الحاج علي، وقد أرفقنا في هذه الدراسة بعضاً من تلك الصور.

خطوات صناعة الحبال

بعد عملية تمزيق الليف من النخلة، يوضع الليف في الماء حتى يبتل ويلين ويسهل استخدامه، وبعدها يجفف تحت أشعة الشمس، لكي يتفكك، يلي ذلك عملية التمشيط بعده يصبح الليف جاهزا لعملية صناعة الحبال. وتبدأ عملية صناعة الحبال بعملية تسمى الدَمَاچ، والتي ينتج عنها حبال رفيعة، وهي حبال في العادة تكون مثنى أي من خيطين رفيعين، وفي حال صناعة حبال سميكة فإنها تصنع من الحبال الرفيعة بعملية تسمى الكسار.

يتم في عملية الدماچ، دمچ أو برم القطع الصغيرة من الليف بواسطة راحتي اليدين، وتتم هذه العملية على مرحلتين: في المرحلة الأولى يتم إعداد قطع قصيرة من الليف المبروم بصورة أولية أي غير مبرومة كلياً، وتتم هذه العملية بأخذ جزء من الليف وتنقيته من أي شوائب تكون عالقة به، ويوضع بين راحتي اليد ويدور بين راحتي اليد بصورة بسيطة حتى يستقيم وتنتظم الألياف الدقيقة التي فيه (صورة رقم 2).

أما المرحلة الثانية فهي مرحلة تجميع تلك القطع الصغيرة مع بعضها، وهي عملية تحتاج إلى مهارة حيث يتم برم القطع القصيرة وفي نفس الوقت فتلها مع قطعة أخرى قصيرة. وتتم العملية بأخذ إحدى تلك القطع القصيرة، المعدة سابقاً، وتوضع في راحة اليد، ومعها قطعة أخرى، ثم يتم برم هذه القطع بواسطة راحتي اليدين وتفتل بشكل جيد (صورة رقم 3). هذا، ويراعى ان لا تنتهي قطعتان مع بعض، أي أن يكون هناك طرف واحد متبق لإحدى القطعتين، وذلك حتى تتم إضافة قطعة أخرى واحدة في كل مرة في طرف القطعة التي تم برمها وفتلها. وبهذه الصورة لا تضعف قوة الحبال.

وتستمر عملية الدماچ على هذا المنوال، وكلما أصبح الحبل أكثر طولاً، كانت هناك حاجة لشد الحبل، حينها يقوم الحرفي بربط الحبال في إحدى قدميه، أو ربطها في عصا مثبتة في الأرض أو بأي شيء ثابت، وتستمر عملية الدماچ. وفي هذه الحالة يتم إنتاج خيط مثنى (أي من خيطين رفيعين). وتتم بعدها عملية تشذيب الحبل ليكون أكثر نعومة، وهي عملية تنقية الحبال من الألياف الدقيقة الخارجة عن نظام الحبل والتي لم تبرم جيداً.

وفي حالة الحاجة إلى حبل سميك، كالمربوع مثلاً، فهي تتم بعملية الكسار، حيث تستخدم الخيوط الرفيعة في صناعة حبل غليظ، على سبيل المثال، برم خيطين مثنى مع بعض لصنع خيط مربوع. وفي عملية الكسار يتوجب على الحرفي ربط الخيط بشيء ثابت لأن عملية الكسار تحتاج لقوة أكثر.

يذكر، أن البعض يستخدم لإنتاج الحبال السميكة آلة خاصة تسمى المكسار، وهي عبارة عن قطعة خشبية بها عدد من الثقوب، يتم إدخال الحبال الدقيقة داخل هذه الثقوب، ومن ثم يتم تدوير المكسار لتتم عملية برم الحبال (جمال 2003، ص 279).

2. صناعة الكر

الكر، هو أداة، تستخدم لتسلق النخلة، وهو يشبه الحزام، وله جزء عريض لين يسند به الفلاح ظهره، وقد عرفته العرب منذ القدم باسم (الكر)، جاء في معجم لسان العرب:

"الكَرُّ: حَبْلٌ يُصعَد به على النَّخْل، وَجَمْعُه كُرورٌ، وقال أبو عُبَيْد: لا يُسمَّى بذلك غَيْرُه من الحِبال. قال الأَزْهَرِيّ: وهكذا سَماعي من العرب في الكَرِّ. ويُسوَّى من حُرِّ اللِّيف".

وقد كان الكر يصنع من الحبال القوية التي كانت تصنع من ليف النخلة، وعادة ما يقوم الدماچ أو صانع الحبال بصناعة الكر أيضاً. ويتكون الكر من أربعة أجزاء رئيسية وهي، كما تسميها العامة،: السيجة، والعظم والوصلة والربگة (صورة رقم 4) (يوسف وآخرون 2010، ص 88 – 89). هذا، ويصنع كل جزء بصورة منفردة، ثم يتم تركيبها مع بعضها.

2. 1. صناعة السيجة

السيجة، هي ذلك الجزء من الكر الذي يستند إليه ظهر من يريد تسلق النخلة، وهي عبارة عن مجموعة من الخيوط تم فتلها وبرمها وخياطتها مع بعض لتعطي شكلاً بيضاوياً له فتحة مستديرة في كل طرف. أما في الوقت الراهن فقد استبدلت الخيوط الليفية بخيوط النايلون.

تبدأ عملية صنع السيجة بوضع ركيزتين في الأرض، تبعدان عن بعض قرابة المتر، بطول السيجة المراد صنعها تقريباً. بعد ذلك يتم لف الخيط حول الركيزتين عدة مرات وذلك بحسب العرض المطلوب للسيجة، وبذلك تتشكل الخيوط الأفقية للسيجة. بعد ذلك يتم خياطة تلك الخيوط باستخدام إبرة وخيوط رفيعة أخرى تمثل الخيوط الرأسية. ويتم ترك كلا الطرفين خالية من الخيوط الرأسية وذلك لصنع الحلقتين أو الفتحتين الجانبيتين.

بعد أن تتشكل الحلقتان الطرفيتان، وتخاط الخيوط، جزئياً، مع بعضها. يمكن الاستغناء عن الركيزتين، ولكن، ولإبقاء خيوط السيجة مشدودة يتم ربط ثقل في أحد أطراف السيجة، ويتم بعدها إكمال عملية خياطة السيجة (صورة رقم 5).

2. 2. العظم

هو ذلك الجزء من الكر الذي يحاط بجذع النخلة، وكان يصنع من الخيوط الليفية الغليظة، ويتم ذلك ببرم أكثر من خيط مع بعضها عن طريق الكسار، فيتم ربط طرف الخيوط المراد كسرها في ركيزة ثابتة ويتم برمها، أو كسرها، على بعض. في صناعة الكر الحديثة حالياً، يصنع العظم من الأسلاك المعدنية المبرومة مع بعض.

2. 3. الوصلة والربكة (الربقة)

يتم ربط العظم بالسيجة عن طريق قطعة حبل غليظة تسمى الوصلة، حيث يتم ربط الوصلة في حلقة السيجة من طرف ومن الطرف الثاني تربط بالعظم. ويتم ربط وصلة واحدة بالعظم ربطاً جيداً، أما الوصلة الأخرى فتربط بالعظم عن طريق ربطة خاصة تسمى الربگة (الربقة). والربقة، عبارة عن حلقة تصنع بالحبل، يمكن أن تشد فتغلق، فيكون عمل الربقة كالقفل بالنسبة للكر تفتح وتقفل.

وكلمة الربقة فصيحة وهي الحلقة التي تصنع بالحبل وتربط في أعناق الأغنام، جاء في لسان العرب (مادة ربق):

"الرِّبْقُ الخَيْط الواحدة رِبْقة ابن سيده الرِّبْقةُ والرَّبْقةُ الأَخيرة عن اللحياني والرِّبْقُ بالكسر كل ذلك الحبْلُ والحَلْقةُ تشدّ بها الغنم الصغار لئلا تَرْضَع والجمع أَرْباقٌ ورِباقٌ ورِبَقٌ".

3. صناعة البدود وسروج الحمير

من المهن القديمة والتي ارتبطت، أيضاً، بليف النخلة، هي صناعة سروج الحمير، وبالتحديد جزء معين من السرج يعرف محلياً باسم البدود أو البديد. وحرفة صناعة البدود لازالت تمارس في مملكة البحرين على نطاق ضيق؛ لقلة الطلب عليها. هذا وقد تغير شكل البدود القديم، وأصبح بسيط التركيب وسهل الصنع. يذكر، أن مهنة صناعة البدود كانت من المهن الشاقة التي تحتاج إلى مهارة، وبالخصوص عملية فتل ليف النخيل وصنع الحبال منها (يوسف وآخرون 2010، ص 88 – 89).

والبدود، كما سبق أن ذكرنا، يمثل جزءاً من سرج الحمار، والذي تطلق عليه العامة اسم العِدة. فالعدة تتكون من الراسين، والبدود، والحلوس، والترگاگة (الناصري، بدون تاريخ، ص181).

1 - الراسين أو السرج الخشبي

ومن أسمائه الخليجية أيضاً، الچتب وفصيحها القتب، وهو سرج يصنع من الخشب، لم يعد يستخدم في الوقت الراهن. والراسين عبارة عن خشبتين مقوستين يتم ربطهما من الجوانب بأخشاب أو بقطع من الجريد، فيصبح أحد القوسين المقدمة والآخر المؤخرة. وقد يصنع الراسين من عراجين عذوق النخيل والتي تسميها العامة العسگ (العسق)؛ حيث يتم صف عيدان العسق بطريقة معينة حتى يستقر عليها الراكب (المزين 1997).

2 – البدود أو البديد

يقال البدود أو البداد أو البديد ومفردها البد، وهو عبارة عن أكياس أو وسائد لتحمي الحمار من السرج الخشبي، ولفظة البدود من أصل عربي فصيح، جاء في تاج العروس (مادة بدد):

«بدَادُ السَّرْجِ والقَتَبِ .. وبَدِيدُهما ذلك المَحشُّو الّذي تحتَهما وهو خَريطتان تُحشَيانِ فتجعلها تحْت الأَحناءِ لئلاّ يُدْبِرَ الخَشَبُ الفَرَسَ أَو البعيرَ. وقال أَبو منصور البِدَدانِ في القَتَبِ شِبْهُ مِخْلاَتَيْن تحْشَيَانِ وتُشدَّانِ بالخُيوط إِلى ظَلِفَاتِ القَتَب وأَحْنَائه. والجمْع بَدَائدُ وأَبِدَّةٌ تقول : بَدَّ قضتَبَه يَبُدّه. وقالَ غيره: البِدَادُ: بِطَانَةٌ تُحْشَى وتُجْعَل تحتَ القَتَبِ وِقايةً لبعيرٍ أَن لا يُصيبَ ظَهْرَه القَتَبُ ومن الشِّقّ الآخرِ مثلُه وهما مُحيطانِ مع القَتب. وبِدَادُ السَّرْجِ مُشتقٌّ من قَولك: بَدّ الرَّجلُ رِجْلَيْه إِذا فرَّجَ ما بينهما كذا في الصّحاح. والبَدِيدُ كُأَمِيرٍ: الخُرْجُ بضمّ الخاءِ وسكون الراءِ»

والشكل الحديث للبدود عبارة عن كيسين مستطيلين مصنوعين من الصوف أو الجوت، والذي يعرف محلياً بالخيش. ويتراوح طول كل كيس بين قدم ونصف وقدمين، وعرضه لا يتعدى القدم، ويملأ كل كيس بطبقات من ليف النخيل. ويتم ربط الكيسين بحبال من النايلون.

أما في السابق، فقد كان البدود يصنع بنفس الطريقة بخلاف أنه لا يوجد كيس من القماش، بل يصنع كل قسم من قسمي البدود بطبقات من الليف ويوضع معه نبات الأسل والخوص، ويتم ربط كل قسم بحبال مصنوعة من الليف بطريقة متداخلة، وبعدها يتم ربط كلا القسمين بحبال مصنوعة من الليف أيضاً (يوسف وآخرون 2010، ص 86 – 87).

3 - الترگاگة والحلوس

لا يتم وضع البدود مباشرة على ظهر الحمار بل يتم وضع قطعة قماش رقيقة على ظهر الحمار تعرف باسم الترگاگة (الترقاقة)، ويوضع فوق الترگاگة قطعة قماش مصنوعة من الصوف تسمى الحلوس، وهي جمع ومفردها حلس، وهي لفظة وردت في المعاجم العربية بنفس المعنى، جاء في معجم تاج العروس (مادة حلس):

«الحِلْسُ بالكسْرِ: كُلُّ شيءٍ وَلِيَ ظهرَ البعيرِ والدَّابَّةِ تحتَ الرَّحْلِ والسَّرْجِ والقَتَبِ وهو بمنزلةِ المِرْشَحَةِ تكون تحتَ اللِّبْدِ وقيل: هو كِساءٌ رَقيقٌ على ظهر البعير يكون تحت البَرْذعَةِ».

وكانت عدة الحمار ترتب في السابق كما يلي: يتم وضع الترگاگة على ظهر الحمار ومن فوقها يتم وضع الحلوس، ويوضع فوق الحلوس البدود. بعدها، يتم ربط البدود بحزام حول بطن الحمار، ويعرف هذا الحزام باسم البطان. ثم يوضع فوق البدود قطعة مصنوعة من الخيش، ويوضع فوقها الراسين. وكان صانع عدة الحمار يقوم بصنع الراسين والبدود، ولا يوجد اسم خاص لمن يعمل في هذه المهنة. وحالياً لازالت تمارس هذه الحرفة على نطاق ضيق، وقد اقتصر العمل على صناعة البدود البسيط الذي سبق ذكره.

الخلاصة، أن المهن التي تعتمد على ليف النخلة في مملكة البحرين أصبحت نادرة، ولم يبق إلا القلة من الناس التي تمارسها، فالحاج حسن بن علي من النبيه صالح، هو من القلة الذين مازالوا يعملون في صناعة الحبال والكر من ليف النخلة. لقد كسدت تلك المهن بعد ظهور خيوط النايلون التي حلت كبديل، حتى الكر بدأ يصنع بالطريقة التقليدية ولكن باستخدام خيوط النايلون وأسلاك معدنية. والحال نفسه يقال عن صناعة البدود، والتي كانت من المهن القديمة المهمة والتي تغيرت صورتها حالياً، كم أنها أصبحت نادرة.

المراجع

آل خليفة، الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومسلم، علي عطوة. زراعة النخيل في البحرين. وزارة شئون البلديات والزراعة، مملكة البحرين، الطبعة الثالثة 2004م.

ابن منظور، لسان العرب. دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان.

الزَّبيدي مرتضى، محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، تاج العروس من جواهر القاموس، دار الهداية، الكويت.

الشايب، عبد الله. مقالات في تراث الأحساء. الطبعة الأولى 2000م.

المالكي، خليفة السيد محمد. المهن والحرف والصناعات الشعبية في قطر. المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، قطر، الطبعة الأولى 2008م.

المزين، ماجد (1997م). مجتمع النخلة، مصنوعات النخيل وما يُستفاد من أجزائها. مجلة الواحة، العدد 6.

الناصري، محمد علي، موسوعة الأمثال الشعبية في دول الخليج العربي، دار المشرق العربي الكبير، بيروت - لبنان، بدون تاريخ.

جمال، محمد عبد الهادي، الحرف والمهن والأنشطة التجارية القديمة في الكويت، مركز البحوث والدراسات الكويتية، الكويت، الطبعة الأولى 2003م.

صحيفة الأيام. تسعيني النبيه صالح ... ضرير بارع في صناعة السلال والحبال. العدد 6982 - الثلاثاء 01 إبريل 2008م

يوسف، جعفر محمد، وعبد النبي، عبد النبي محمد، وزين الدين، محمد علي. كرزكان: إضاءات على ماضيها وحاضرها. فراديس للنشر والتوزيع، مملكة البحرين، 2010م.

الصور

من الكاتب

الصور (1، 2، 3، 5): من أرشيف الحاج علي بن الحاج حسن بن علي من جزيرة النبيه صالح.

الصورة رقم (4)، الصورة فقط، بدون البيانات، مقتبسة ومعدلة عن المرجع التالي:

آل خليفة، الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومسلم، علي عطوة. زراعة النخيل في البحرين. وزارة شئون البلديات والزراعة، مملكة البحرين، الطبعة الثالثة 2004م.

أعداد المجلة