فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
38

الأصالة والتلقائية فى المهن والحرف التقليدية صعيد مصر: أنموذجا

العدد 38 - ثقافة مادية
الأصالة والتلقائية فى المهن والحرف التقليدية صعيد مصر: أنموذجا
كاتب من مصر

تمثل المهن والحرف أسلوب الحياة على الكرة الأرضية عموما وعلى أرض العالم العربى خصوصا بكل ماتنطوي عليه من تراث مادي ومعنوي حي، قابل لاستيعاب التطور لأنه إبداع حقيقي في مجال معين.

هذه الإبداعات التي توارثها المثقف والفلاح والعامل والصياد والبدوي من أبناء صعيد مصر، تمثل الذاكرة التاريخية والجماعية التي تعكس أصالة صعيد مصر الذي استطاع أبناؤه أن يخلقوا التوازن المطلوب مع الثقافات الأخرى على مدار الزمن. وحتى يومنا هذا مازالت الأصالة والتلقائية تميزان الحرف والصناعات والمهن المختلفة، رغم زحف الحياة الحديثة بآلياتها... ورغم تطلع أبناء الصعيد إلى محاكاة الغرب فإن وجدان "الصعايدة" مازال وجدانا تشكيليا بالدرجة الأولى يميز حرفته ومهنته عن مثيلاتها المأخوذة عنها والتي مازالت تملأ وجدان سكان الصعيد بالخير والأمل. ومن أشهر هذه المهن والحرف في صعيد مصر:

1. الفخراني

تعتبر صناعة الفخار من الصناعات اليدوية التي لها تاريخ موغل في القدم منذ أن عرف الإنسان التشكيل بالطين كانت تلك هي أقدم المعارف والفنون التي عرفها الجنس البشري كفن فطري اعتمدت عليه احتياجات الحياة اليومية حتي شهد تطوراً على مر العصور منذ اكتشاف النار وحتي الآن.

وفي العصور المبكرة من الحضارة المصرية كانت قطع الفخار تزخرف بأشكال حيوانات وحليات هندسية ونباتية ملونة. وقد اخترعت عجلة الفخراني في عصر الدولة القديمة، لتدار باليد اليسرى، بينما تشكل القطعة الفخارية باليد اليمنى وقد شهدت صناعة الفخار في العصر القبطي تطوراً كبيراً.

وقد كان للفن الإسلامي إضافات لكثير من عناصر الخلق والإبداع فاكتسب في صناعة الفخار أنماطاً وأشكالا ً جديدة ويظهر ذلك في الكم الهائل من المنتجات الفخارية من "أكواب ، أباريق ، قدور ، شمعدانات" وقد كان للفن الإسلامي أثر واضح في الاتجاه إلى الزخرفة والتي تتمثل في الآتي :

الكتابة العربية لما تتميز به من مرونة وقابلية للتشكيل.

الزخارف العربية والهندسية والفروع النباتية والأشجار والزهور وصور الحيوانات.

ثم جاء العصر الفاطمي لكي تزدهر صناعة خزف القيشاني "الفيانس" الذي كان يحمل رسوماً وزخارف رائعة الجمال بأشكال البشر والطيور والحيوانات والنباتات، إلى الأشكال الهندسية والخطوط الكوفية الفنية المتقنة ، ومشاهد الرقص والموسيقى والصيد، كما كانت تصور عليه الأنشطة الاجتماعية اليومية، مثل التحطيب ومصارعة الديكة وكانت تصنع في مصر الكؤوس والقدور والأواني الطينية والأطباق وغيرها من المنتجات الفخارية، ثم تطلى بألوان تتغير لدى سطوع الضوء عليها. ولقيت هذه الحرفة اهتماما خاصاً في عهد الأيوبيين، وعرف القيشاني الأيوبي "البورسلين".

وظهرت على "القيشاني" في العصر المملوكي صور حيوانات راقدة علي زخارف نباتية تحاكي الطبيعة، مطلية باللونين الأزرق والأسود، تحت طبقة زجاجية.

مراحل صناعة الفخار :تقوم صناعة الفخار أساسا على خامة رئيسية هي الطين الطبيعي وله عدة أنواع هي: "البتيني الأصفر اللون، الأسواني، الطمي الأسمر النيلي وهو من أفضل الأنواع وهو متوافر بكميات كبيرة في محافظة أسوان في أقصى جنوب مصر.. كما أن هناك "طمي" جيد يأتي من "المحروسة" قرية بمحافظة قنا. وتمر مرحلة إعداد الطين بعدة مراحل:

حوض التصفية: وهو حوض مبطن لمنع تسرب المياه ومنه يتم خلط المياه على نوعية الطين المطلوبة لكل منتج ويأتي ذلك وفق مقادير ونسب محدودة.

حوض التنشير: وهو يسمح بتسريب المياه عندما يتم نقل الخليط فيه من الحوض الأول بعد تنقيته من أية شوائب ويترك الخليط أسبوعا صيفاً وأسبوعين شتاء حتى يجف بفعل العوامل الجوية، ثم يتم تقطيع الطين إلي قطع كبيرة ثم يتم نقله إلى ما يسمى "بيت الطين" وهو يضم الاحتياطي من المادة الخام وكلما احتاج الحرفي إلي جزء من الاحتياطي يتم اقتطاع جزء من الاحتياطي ثم يقوم العامل بدهسه بأحد قدميه بالتبادل مع القدم الأخرى، ويتم إضافة بعض "الرماد" والذي يساعد في زيادة تماسك ذرات الطينة ويزيد من مرونتها بالإضافة إلي اكتساب المصنوعات مسامية، ثم يتم اقتطاع جزء من هذه العجينة ودعكه باليد فوق منضدة مع إضافة الرماد بصفة مستمرة.

مرحلة العمل على الدولاب: وتبدأ بتشكيل الجزء الأسطواني المفرغ ويستعين في عمله بعدة أدوات منها "الجار وت، الصديف".

وعن كيفية صناعة الأواني الفخارية والتي تتم بعد عملية العجن للطين توضع العجينة علي الدائرة الخشبية التي تلف في سرعة كبيرة وتقوم اليدان بعملية التشكيل حيث تمسك بالطين وتحاول أثناء ذلك أن تصل به إلي درجة خاصة من الليونة وساعتها تبدأ عملية التشكيل للطين لتصنع منه أواني لحفظ السوائل "القدرة، الزير، الجرة" وأواني للطهي "الأبرمه، والطواجن، وأخرى لتخزين الغلال "والصوامع" وأواني للشرب "القلل والأباريق" أواني الطعام "الأطباق، السلاطين، الزبدية".

بعد الانتهاء من هذه العملية تبدأ عملية التجفيف في الشمس وبعد أن يكون الطين قد تخلص من الماء الذي يحتويه تبدأ عملية الحرق في الفرن وهي من العمليات الفنية الدقيقة حيث يتم تحديد درجة حرارة الفرن وذلك لاستخراج "الرطوبة" من الأواني الفخارية والتي تصل عادة إلي 700 درجة مئوية.. بعدها يكون الإناء الفخاري جاهزاً للاستخدام والدخول إلي الخدمة.

الماضي والحاضر:

كانت صناعة الفخار في البداية قاصرة علي الطواجن والقلل والأزيار والبرام ثم حدث تطور في "الدولاب" فبعد ان كان يدوياً أصبح هناك "دولاب كهربائي" إلا أن الصناع يفضلون الدولاب اليدوي لأنهم تعلموا عليه من البداية ولتعلقهم الشديد به ومثلما تطور الدولاب تطورت أيضاً الأفران فبعد أن كانت بلدية في أول الأمر أصبحت هناك أفران تعمل بالغاز الطبيعي، ومازالت الأدوات القديمة التي كانت تستخدم في صناعة الفخار كما هي لم تتغير حيث تتكون من الدولاب - الجارود - الصديف كأدوات تساعد الفخراني في عمل الخز ف والفخار بكل أنواعه وأشكاله.

مازال الناس فى الصعيد يستخدمون الأواني الفخارية فى حفظ المياه وخاصة "الزير" الذى نجده منصوبا فى "سقيفة" الدار ونراه أيضا على الطرق العامة ليشرب منه كل عابر سبيل ويعرف لدى العامة باسم "المزاير" واستعاض الناس عنها اليوم بمبردات الكهرباء أمنا المناطق التى لايوجد بها تيار كهربائي فما زال الزير علما عليها.

كنا فى هذه الأيام نرى بائع الأوانى الفخارية وهو يطوف شوارع القرى والنجوع بحماره وعليه "قفتان" مملوءتان بهذه الأوانى وهو ينادى على بضاعته قائلا: "الجرار والمناشل". الجرة كلنا نعرفها وهى "الزلعة" أو "البلاص"، أما "المناشل" فهى أصغر من الجرة ويطلق عليه أيضا اسم "الرديف" يستخدمها الفلاحون عند ذهابهم للحصاد أو عند أجران القمح، وأحيانا يوضع "المنشل" تحت الزير لتجميع المياه التى ينضحها الزير وهى أشبه بعملية تقطير المياه، كنا نستخدمها فى طهي الطعام وإعداد الشاى والشرب وتملأ منها أيضا "القلل".

كانت هناك "جرار" لحفظ المياه يأخذ شكلها اللون الأخضر الفاتح، وهذه كانت للشرب، أما الجرار ذات اللون الغامق فكانت تحفظ فيها مياه غسل الأوانى وطهى الطعام وأحيانا يحفظ فيها الدقيق، وأيضا لإعداد الطعام الذى يتميز به صعيد مصر وهو "المش"، وكان بعض النسوة يستخدمن "المناشل" الصغيرة فى حفظ السمن. ويعرف "المنشل" أيضا باسم "البكلة".

ونظرا لعدم توفر الأواني الحديثة في المآكل والمشرب كان سكان الصعيد يستخدمون "الماجور" في عملية الخبيزوحفظه بعد خبزه.

كانت تتم عملية طهي الطعام على "الكانون" الذى يتكون من 4 قوالب من الطوب توضع عليه البرام أو الطواجن أثناء طهي الطعام .أما "الملذ" وهو أصغر من البرمة فكان يوضع في فرن الخبيز بعد الانتهاء من عملية الخبيز لتدميس الفول أو العدس.لدرجة أن سكان الصعيد أطلقوا فزورة أيامها عن «الملذ» كان فحواها: "من عصره يركب قصره" والمقصود بالقصر هنا هوالكانون.

كانت هناك أواني أخرى تستخدمها النساء آنذاك مثل: القوار إناء فخارى توضع فيه مياه الشرب للطيور المنزلية، وآخر أصغر منه حجما يوضع بجانب فرن الخبيز مملوء بالمياه تغمس فيه "الفوادة". قطعة من القماش ملفوفة على عصي من سعف النخيل. لتنظيف سطح الفرن، هذا بالإضافة لأنواع أخرى من الطواجن والمقالي الصغيرة لحفظ لبن الرايب و"القواش" و"الحامض" وهذه أطعمة تستخلص من اللبن.

ولعدم وجود الثلاجات التي تحفظ الأطعمة لم يكن أمام نساء الصعيد بدا من عمل "الشعلوقة" كانت تصنع من خوص النخيل وأحيانا من السلك المعدني وهى تشبه "الثريا"أو "النجفة" تعلق فى سقف الحجرة أو في "سقيفة المنزل" تحت التعريشة توضع بها الطواجن أو البرام خشية الثعابين أو "البرص" أو من وصول القطط إليها.

2. الصرماتى

يقول الباحث والمؤرخ الأقصري عز العرب عبد الحميد: في منطقة شارع "مدرسة الصنايع" اشتهرت صناعة "الشباشب" ومن أشهر المحلات التي كانت تقوم بتصنيعها محل المعلم " جورجى" الذي كان يصنع الشبشب وهو يتكون من جلد وسير وكانت هناك أنواع أخرى من الشباشب منها" شبشب العقرب" وكان شكله قبيحاً، وشبشب "أبو صباع" و"شبشب باكته" وهو للطبقات الموسرة. أما"القباب" فهو يضرب بجذوره إلى أعماق التاريخ وهو خاص بالحمام والتاريخ يذكرنا"بشجرة الدر" التي ماتت ضرباً بالقباقيب ومازال هناك محل بشارع مدرسة الصنايع يصنع القباقيب حتى اليوم.

أما الأحذية فلها أيضاً أنواع كثيرة اشتهر منها في الثلاثينات "المركوب" وله مقدمه تشبه "المركب"، وكان لونه أحمر وهو حذاء ينتعله الأغنياء فقط. والحذاء "الأجلسيه" وهو لطبقات الأعيان فقط، أما "الكندرة" و"البلغة".. فكانت أحذية بسيطة التصنيع يلبسها التجار و"البرطوشة" وهي أحذية قديمة أعيد إصلاحها تباع على الأرصفة في يوم سوق الثلاثاء فقط .

وهناك أنواع عديدة وعجيبة من مسميات الأحذية آنئذ مثل: "حذاء يزيك"- أي يحدث صوتاً موسيقياً يلفت الأنظار وذلك عندما كان يضع صناع الأحذية بين النعل والفرش مادة الغراء الممزوجة بالكحول فيحدث هذا الصوت واشتهرت في الأقصر آنئذ أغان خاصة "بالحذاء المزيك" منها هذا الجزء من أغنية شعبية:

حاجة ماشية في الدرب الضيق

ولابسه جزمه بتزيك

خلت الفلاح بيعيط

من غلبه شرك الجلابيه

وآه يا بوي

الجزماتى: كنا أيام العيدين وأثناء العام الدراسى الجديد نتوجه إلى "الصرماتى" أو "الجزماتى" كما كان يطلق عليه آنذاك لتفصيل الحذاء الجديد من الجلد الطبيعى.

ساعتها كان يأخذ مقاس القدم على قطعة من الورق المقوى يقف عليها الزبون ثم يحدد مقاس القدم بواسطة القلم الرصاص، أيامها كان سعر جوز الجزم ب3جنيه فقط.

وعن كيفية صناعة الأحذية في ذلك الوقت فيذكر المؤرخ الأقصري "عز العرب" فيقول: كانت الأحذية تصنع يدوياً وتشد على قوالب تحمل أرقاماً واشتهرت منطقتا شارع مدرسة الصنايع والمحطة بالعديد من المحلات التي تصنع الأحذية ثم بدأت محلات "سعد سعيد الخراط" - وكانت من أشهر المحلات في الأقصر (مكانها مكتب البريد المجاور لسنترال الأقصر) في عرض الأحذية الجاهزة وكان الإقبال على شرائها قليلاً وتزايد مع مرور الزمن.

كان فى هذه الأيام رجل يطلق عليه لقب "النقاقلى"، يفترش المكان الظليل في الشارع ومعه عدته المكونة من "الشاكوش" والسندان وعلبة بها مسامير ونوع من "الكبسولات" كنا نسميها "الكباسين"، وحلة قديمة بها قليل من الماء لغمر الجزء المراد إصلاحه وخياطته حتى يسهل له دخول وخروج "المخرز" الذى يثقب به الجلد والنعل لتسهيل دخول وخروج إبرة الخياطة وقليل من الجلد والأحذية القديمة لتصليح وخياطة الأحذية وفي الخمسينيات افتتحت محلات "باتا" ومنذ ذلك الحين بدأت صناعة الأحذية اليدوية تتضاءل في مدينة الأقصر ومع كثرة افتتاح محلات الأحذية الجاهزة توارت هذه الحرفة ولم تعد إلا ذكرى وحواديت السمار في المجالس والمقاهي.

3. المزين

مهنة من المهن الشعبية التي امتهنها بعض الأشخاص، وعرف باسم "الحلاق" أو "المزين" وهي مهنة قديمة متوارثة في أغلب الأحيان. نظرا لحاجة الإنسان إلى تهذيب شعره. وقص الزائد منه، وتخفيف كثافته حسب الحاجة.

يتخذ الحلاق دكانا في بعض المناطق أو الأسواق الشعبية، أو قرب المكان ذي الكثافة البشرية .. وحاجة الناس في هذه المناطق إلى (الحلاقة). إضافة إلى أن قرب الدكان يسهل المجيء إلى الحلاق في أي وقت يشاء. وتتكون دكان الحلاق من منضدة خشبية، مثبت فوقها في الواجهة (مرآة) كبيرة في إطار خشبي. ويجلس الشخص الذي يأتي لحلاقة رأسه على كرسي خشبي ذات مساند، وأمامه بالقرب من المرآة أدوات الحلاقة. ويكون في جانبي الدكان مقاعد للزبائن الآخرين الذين ينتظرون دورهم في الحلاقة. وخاصة أيام الخميس والأعياد.. وبعض الحلاقين يضعون مرايا جانبية معلقة على الجدران من الداخل.

لم يكتف حلاق القرية آنذاك بحلاقة الشعر وإنما كان يمارس أعمالا أخرى مثل: اجراء عمليات "الختان" للأطفال، وأيضا كان يقوم بأجراء عملية "الحجامة" للفلاحين. وكانت أجرة الحلاقة فى ذلك الوقت تتم عند موسم الحصاد وتعرف ب"الخونة" حيث يمر المزين على حقول الفلاحين أثناء الحصاد للحصول على حزم من أعواد القمح، لدرجة أن "جرن" القمح للمزين آن ذاك كان يفوق أصحاب الملكيات.

كانت عملية قص الشعر في الريف والنجوع تتم أمام دار الحلاق حيث يفترش الزبون الأرض، أما الأشخاص الميسورون فكان الحلاق يذهب إلى دورهم لإجراء عملية الحلاقة لهم مقابل 10 قروش نظير كل قصة شعر.

كان الحلاق يتزر بفوطة، عندما يقوم بالحلاقة، ويجلس بالقرب من باب الدكان فوق صفيحة من التنك الفارغة، أو كرسي صغير بلا مساند. أو على دكة أمام الدكان. إذ يوجد (دكتان) متقابلتان في واجهة الدكان، وفوق كل (دكة) حصيرة من البردي منسوجة على قدر وحجم الدكة. و(الدكة): بناء مستطيل يشبه (الأريكة) للجلوس.. كما كان يضع كفيّة بيضاء على كتفه أثناء الحلاقة. وتستخدم الدكات أيضا لجلوس الزبائن لانتظار دورهم في الحلاقة، وخاصة أيام الازدحام عنده في أيام الخميس والجمع والأعياد،.. فإذا ما أتى الزبون، قام الحلاق ودخل الدكان، وجلس الزبون على كرسي الحلاقة، ويبدأ أثناء الحلاقة بالحديث معه، والسؤال عن أهله ووالده وإخوته، ثم يدور الحديث أحيانا عن الأموال العامة التي لها صلة بالمحلة أو السوق. وأحيانا أخرى تأخذ جانب المجاملات، كل ذلك وهو يحلق رأس الزبون. فإذا ما جرح سرعان ما وضع الحلاق قطعة من الشب مبللة بالماء على موضع الجرح الذي يحدث من جراء حدة الموس، لتتشكل طبقة عازلة توقف سيل الدم. ويبدأ الحلاق عادة بوضع قطعة من القماش الأبيض على شكل صدرية، ويلف بها الزبون من الحلق حتى منتصف الجسم، لمنع سقوط الشعر على ألبسته. فإذا ما أتم الحلاق حلاقة الرأس، بواسطة الماكنة حسب درجات الحلاقة، أو الحلاقة بواسطة الموس بعد أن يرطب شعر الزبون بقطرات من الماء لانسياب الموس، حتى لا يبقى شعر في رأسه. وهذا النوع من الحلاقة كان دائما في موسم الصيف. بعد ذلك يقوم الحلاق بوضع " الفوطة" حول الرقبة، ويقوم الصنايعي بمسك "الطبق"، حتى يتجمع الماء فيه عند الغسل.. بعض الزبائن يكتفون بهذه الحلاقة. والبعض الآخر يطلب حلق شعر وجهه بواسطة الموس، لقلة أمواس الحلاقة في ذلك الوقت. ثم يعطي الحلاق المرآة للزبون، لينظر إلى حلاقته، ثم يعمد إلى وضع الروائح العطرية على رأسه ووجهه، ويقول له (نعيما). فيرد عليه الزبون بقوله (انعم الله عليك). ثم يقدم الزبون للحلاق أجرته وكانت في ذلك الوقت (عشرة) قروش.. وأحيانا يعطي للصانع ما يعرف (بالبقشيش) أي هدية الحلاقة.

4. الداية

الداية (اسم لامرأة لديها معرفة ومهارة في صنعة التوليد، وتسمى في اللغة "القابلة"، فى هذه الأيام لايوجد طبيب ولاطبيبة إلا فى المدن ولقلة المواصلات كان يتم اللجوء للقابلة حيث يتم إحضار "مجورين" من مواجير الفخار التى يعجن فيها الدقيق لتجلس عليهما المرأة حيث تضع على كل مجور قدميها وتجلس أمامها القابلة وهى تقول: "يالا.... ساعدى نفسك يا شابه... دا ابنك... ساعديه". إذا كان ولد أي صبي، قامت الأفراح على قدم و ساق وذهب البشير لأخذ البشارة، وأطلقت الزغاريد فرحا بقدوم ولي العهد.. وكان يبقى يوم "مطين بالطين لو كانت أنثى" فلازغاريد ولايحزنون. وعندما يتساءل النسوة: "إيه جابت يابت ..؟ تقول أم الوالدة: " جابت حرت" أى بنت.

5. الندابة

هي من حرفة النساء الغير ملتزمات. وفي الزمن السابق كانت رائجة جداً.‏

وأما الآن فقد أصبحت كاسدة والحمد لله، قليل محترفاتها، لانصباغ الزمن بغير الصبغة الماضية، تمدنا، عادة وتقليداً. ومع ذلك، فلا يزال طوائف منهن يندبن للندب فيندبن. وذلك عندما يموت أحد الأغنياء فيأتي أهله باللطامات... وهن مؤلفات من أربع إلى عشر نساء، يلبسن الثياب السود، ويسخمن وجوههن وأيديهن بمسحوق الفحم، ويحللن شعورهن على أكتافهن، ويدرن بأطراف الدار، وهن كالرئيس، وأهل الميت حولهن كالتلاميذ فيأخذن بالولاويل والصراخ والبكاء والنحيب والندب، ويعددن صفحات الميت ومحاسنه، وما كان عليه في حال حياته من بره وإكرامه وعطائه، وإحسانه للفقراء والأيتام... ويساعدهن على ذلك أهل الميت، إلى أن يخرج بالميت من الدار.

يعتبر هذا الطقس من أقدم الطقوس التي مارسها الإنسان عبر تاريخه الطويل، وهذه الطقوس من أكثر الطقوس شدة ورهبة، كونها تتعلق بالموت بعد رحلة مضنية في الحياة، حتى أنهم قالوا إنّ الحياة هي انتظار للموت، وتقوم هذه الطقوس على الندب والنعي، وأبطالها النساء والرجال أيضاً..

وفي مشرقنا العربي كان نمط الندب والنعي معروفاً منذ القدم، وفي العصر الجاهلي كانت النساء تنعين موتاهن، بطريقة التحدث عن صفاتهم الحميدة، ومآثرهم الحسنة، وكن يعبرن بترديد كلمات حزينة وموجعة عن حزنهن لفراقهم وفقدهم. والندب كان يتم حتى وقت قريب على عدة أشكال منها:

الشكل الأول القديم، بأن يوضع جسد الميت على قطعة من الخشب، وتقوم الندابات بتشكيل حلقة دائرية مغلقة حوله، ثم يبدأن بالرثاء والندب، وضرب صدورهن بقبضات الأيدي مع حركات جنائزية راقصة, ونتف شعورهن أو قصه، والتعفير بالتراب، وإطلاق صيحات عالية موجعة ومؤلمة. هذا الشكل من الندب كان معروفاً عند أغلب شعوب المشرق العربي القديم. والندابات هن نسوة يحترفن الندب والعويل، يتقاضين المال مقابل عملهن هذا.

6. بائع القلل

ما زال فى الريف المصرى.. يمر بائع القلل القناوى ...... على حماره ... يجوب الشوارع مغنيا (القلل القناوى). فقبل ظهور الثلاجات كانت هى الوسيله الوحيدة لتبريد المياه... وكان الناس يتفننون فى غطاء القلل... وصينية القلل التى توضع في مائها المزهر والمورد........ وقلّما تجد شباك أو بلكونه تخلو من القلة القناوى بمائها البارد الصحي.

القلل القناوي "المليحة" التي أحبها "فنان الشعب" الشيخ سيد درويش وغنى لها "لطيفة قوي القلل القناوي"، فجعل شفاه المصريين تهفو إلى شربة منها لا ظمأ بعدها.. شربة من مائها الذي برّدته نسمات هواء الشرفات المشرعة على أحلام العشاق وظنونهم التي ظلوا يرعونها طوال الليل، آملين أن تكون "الجميلة" التي تستوطن الشباك ساهرة طوال الليل فتاة لأحلامهم. وعندما استيقظوا أدركوا أنها فتاة المصريين جميعا وأنهم كلهم خدعتهم أبصارهم، وقبلها أوهامهم.

معلمو القلل وصناعها لم يتوقفوا، وهم يصممونها، عند شكل واحد لها.. فثمة القلة السحرية التي تشبه الإبريق وقلة الطفل. ولجأ صناع القلل إلى إعطائها العديد من الأسماء مثل الحلوة والأمورة وزعنونة وقصدية. وهذا التطور الذي لم يتوقف فقط عند حدود أسماء القلل وأشكالها جعلها تعبر حدود مصرإلى بلجيكا وأميركا عن طريق بعض رجال الأعمال الذين حاولوا التكسب من ورائها، بوصفها نوعا من الفلكلور المصري الفرعوني، الذي يحبه الغربيون ويسعون إلى اقتنائه. المدهش في أمر القلل في قنا أن أهلها لم يتوقفوا عند حدود استخدامها باعتبارها إناء للماء لكنهم تجاوزا ذلك إلى استخدامها وحدة من وحدات البناء حتى إنهم شيدوا بها بنايات كاملة، مثل ذلك المبنى الموجود داخل حرم جامعة جنوب الوادي والذي تم تصميمه على شكل أبراج الحمام المنتشرة في صعيد مصر. والمدهش أيضا أنه برغم تقدم تكنولوجيا المبردات، فإن القلة ظلت محتفظة بخصوصيتها، فلا تتعجب إذن حين تدخل منزل أحد أصدقائك أو أقربائك، وتلمح القلة قابعة بقوامها الممشوق فوق سطح الثلاجة تدعوك إلى شربة ماء تطفئ لظى الروح والجسد. حتى دواوين العائلات لم تخل أبدا من القلل حيث كان يتم صنع حامل خشبي داخل كل ديوان توضع عليه القلل ليشرب منها رواد الديوان آنذاك.

7. السقا

مهمة السقا تتلخص في نقل الماء من نهرالنيل "في مصر "في قربته الشهيرة، ويجول علي البيوت. كان البعض منهم يذهب إلى نهر النيل ومعه حماره ليملأه من النهر 3 قرب من المياه مرة واحدة ويقوم بتوزيعها على البيوت التي لم تكن المياه تصل إليها مقابل مبلغ مالي يدفع كل شهر أو ينتظر موسم الحصاد سواء للقمح أو الذرة ليأخذ مايعرف باسم "الخونة"، وكان الحل الوحيد أمام الفقراء في ذلك الحين أن تذهب النساء والفتيات في جماعات إلى نهر النيل ليملأن جرارهن.. وكان البعض من شباب القرى والنجوع يجلسن على كباري الترع ليتفرجن على الفتيات والتي تعجبه وتروق له كان يذهب لخطبتها والزواج منها.

8. صانع القباقيب

لعب القبقاب دورًا بارزًا في الثقافة الشعبية المصرية، وارتبط بعصر المماليك، فلقيت شجر الدر حتفها بضرب القباقيب، وكان القبقاب رمزًا للدلع بين البسطاء؛ نظرًا لمزاياه العديدة، ولعل أبرزها علوه عن مستوى الأرض، وما يحدثه من «طرقعة» تميز الجميلات عن سواهن، وإن كان كثيرون يعدّون صوته "الصاخب" عيبًا.

ويقول الكبار إن القبقاب له مزايا صحية هائلة، ويوصى به لمن يعانون من الحساسية، ومرضى السكر؛ لأنه "بارد صيفًا ودافئ شتاءً". وانتشرت صناعة القباقيب بكثافة في خمسينيات القرن العشرين، ثم تراجعت شيئًا فشيئًا، وصار استخدامها قصرًا على حمامات المساجد، وتبدو الصناعة اليدوية البسيطة في طريقها للاندثار الآن.

ندرة وجود القباقيب في البيوت لم يمنع استخدامه في المساجد. أصبحت من اللزوميات هناك لأنها تعمر أكثر من الأحذية من الجلد، وثمنها أدنى بكثير.

ومن المعروف عندما يأتي السياح، فإنهم يقصدون السوق الشعبية لما فيها من أشياء تراثية، ويبحثون عن كل ما هو شرقي وغريب ولكن سياح اليوم باتوا يفضلون تصوير القباقيب التي هي من التراث على شرائها على الرغم من أن قيمتها متدنية جداً», على الرغم من محاولة العاملين في هذه الحرفة إعادة إحيائها من خلال تجميل شكل القبقاب باستخدام الألوان المختلفة وخرط الخشب بقوالب متنوّعة، إلا أن التطوّر في صناعة الأحذية والشباشب البلاستيك والإسفنج يجعل منافسة القبقاب لها أمراً مستحيلاً.

9. البوسطجي

علي دراجته القديمة، حاملا حقيبته الجلدية البنية، يطوف شوارع القرى والنجوع حاملا بريده اليومي.. يقف قليلا.. يحدق جيدا في العناوين، قبل أن يتجه إلى المنزل المقابل، يطرق الأبواب.

كان البوسطجي في تلك الأيام معروفا ببدلته ذات اللون "الكاكى" والباريه الذى يرتديه على رأسه وعليه شعار البريد، يأتي إلى المدرسة الابتدائية ساعة طابور الصباح ويقوم بتسليم البريد إلى ناظر المدرسة والذي يقوم بتوزيع الخطابات والرسائل إلى التلاميذ والذين بدورهم يحملونها إلى أهليهم وذويهم.

ساعي البريد هو ملك الشوارع.. هو الذي يعرفه كل الناس وأحيانا ينتظرونه على ناصية الشارع في الفترات العصيبة، يكرهونه أحيانا بلا ذنب إذا جاء حاملا خبرا سيئا، يتهمونه بالفضول، ويعتبرونه واحدا من أسرتهم، بديلا عن ابنهم المسافر، حين يأتي حاملا خطاباته.

البوسطجي أو ساعي البريد، إحدى الشخصيات التاريخية، والتي تحولت إلى فولكلورية .. قديما كان يسافر على جواده حاملا الرسائل من الملوك إلى الملوك، أو حاملا نذيرا بالحرب، أو حاملا الجزية، أو قادما من الباب العالي الى باقي دول الخلافة، ومع ظهور طوابع البريد والطائرات والقطارات أصبحت مهمته قاصرة على التنقل داخل البلد، يحفظ شوارعها وبيوتها يعرف أولادها وبناتها ورجالها ونساءها بالاسم، ويعرف أخبارهم أيضا.

واليوم بعد أن انتشرت وسائل الاتصال من تليفونات أرضية وموبايلات محمولة، وأجهزة الكمبيوتر والبريد الإلكتروني والذى تتم من خلاله إرسال الرسائل، وأيضا الفيسبوك والماسنجر وتويتر والواتس أب والفايبر وغيرها من وسائل الاتصال أصبحت هذه المهنة في طي النسيان.

10. الدلال

بالنسبة للدّلال بتشديد حرف الدال هو من يجمع بين البيعين (البائع والمشتري) أو الوسيط بينهما ويسمى أيضا (السمسار) ويعطى مقابل ذلك وهي مهنة معروفة على يومنا الحالي ويسمى ما يعطى بالدلالة .

مهنة الدلال قديمة ولا تقتصر على دولة بعينها فقط لكنها تشمل جميع بلاد العالم، ومفهومها الحقيقي يقوم على الخبرة، والممارسة والحياد كما أنه يتحكم في عملية قياس أوضاع السوق العقاري باعتباره المرآة تنقل للآخرين التقييم الحقيقي للسوق بصفة عامة وللبائع والمشتري بصفة خاصة كما أنه يعمل على توفيق الطرفين في إتمام الصفقة العقارية أو بالأحرى البيع والشراء إضافة إلى أنه يقوم بعمل المستشار في تقييم الجانب العقاري، وتحديد السعر النهائي للعقار أو الأرض، وقد يشكل جانبا هاما في عملية التثمين أو البيع أو الرهن أو المبادلة أو التعويض.

ويطلق أيضا لفظ الدلال على ذلك الرجل الذي يمتلك خريطة من إدارة المساحة للأحواض الزراعية والمساكن، وعند حدوث شقاق أو نزاع بين المزارعين على فصل حد يقومون باستدعاء الدلال عن طريق قسم الشرطة للفصل بين المزارعين. كان يمتلك الدلال سلسلة مقسمة إلى مقاسات يحدد من خلالها الفدان والقيراط والسهم وأحيانا يستعيض عنها بواسطة مايعرف الآن باسم "القصبة" وهى جريدة من سعف النخيل طولها 3 أمتار يتم تحديد وقياس الأرض بها .

11. الدلالة

لفظ يطلق على امرأة كانت تطوف شوارع القرى والنجوع وهى تحمل "مقطافا" من الخوص على رأسها، يحتوي على زجاجات من الروائح والعطور، وبعض من أدوات الزينة مثل الكريمات والبودرة وأحمر شفايف، وأيضا الأمشاط والفلايات.

كانت هذه المرأة تصنع المناديل والإيشاربات وتطرزها بالترتر والخرز الأسود والأحمر والأخضر مقابل مبلغ من المال.

مبيض النحاس:

بالرمل والحصى والسناج يدعك الأواني النحاسية بقدميه القويتين وهاهو مبيض النحاس يبذل كل طاقته وجهده لتلميع الحلل النحاسية وتبييضها بالقصدير المنصهر و أخيراً صوروا حركاته الإيقاعية المنتظمة بحيث أصبحت من أشهر الرقصات في الغرب زي المبيض ما ينوبه إلا هز وسطه.

حظيت مهنة مبيض النحاس بأهمية كبيرة، وكانت تدر ربحًا كبيرًا على صاحبها، الذي كان له يوم محدد يمر فيه على القرية، ويتجمع الأهالي محضرين معهم أوانيهم النحاسية، ويقوم مبيّض النحاس باستعمال أدواته، فكان يحضر كمية من الرماد الأحمر، وماء النار، ليضعهما داخل الأواني النحاسية، ويضع طبقة كبيرة من الخيش ويقوم بالوقوف داخلها، ويدعكه بقدميه بحركة دائرية منتظمة مرددًا بعض الأغاني والمواويل، إلى أن يلمع النحاس وتزول من فوقه الطبقة الخضراء "الجنزار".

ومع مرور الزمن توارت هذه المهنة، وبدأت تنتشر الأواني المصنعة من الألمونيوم.

12. السمكرى

من زمان قبل ظهور البوتاجازات. كنا نسمع صوته فى الشوارع..... أصلّح وابور الجااااااااااااز واعمّر.

نغمة قديمة جدا أدى التطور في الصناعات إلى اندثارها... وكان لها سوق ورواج إلى إبرة وابور الجاز..نعم حتى إبرة وابور الجاز كان لها مصانع. أين هى الآن .. لقد اندثرت وأصبحت من المقتنيات.. لم تكن أمام سكان القرى والنجوع الفقراء إلا الكانون.. أما الميسورون فكانوا يستخدمون وابور الجاز ...كانت أعطاله إما تغيير "الكوشة" أو تنظيفها بواسطة منفاخ قوى بعد وضعها على النار ليسهل تنظيفها مما علق بها من أوساخ. أوتغيير "البلف" أو جلدة للكباس ... أما الإبرة فكانت تستخدم لتنظيف "الفونيا" التى يخرج منها الكيروسين عند اشتعال وابور الجاز. وأخيرا حل محله وابور آخر كان يعرف ويسمى ب"وابور فتايل" وهو صناعة صينية يحتوى على 10"فتائل"، أنهى إمبراطورية وابور الجاز.

13. بائع الدندورمة

كان يطوف قرى الصعيد بعربته ذات العجلتين والتى تجر بواسطة حمار..لم يكن له نداء مميز أو معروف إلا من خلال "زمارة" كان يزمر بها يعرف نغمتها كل أطفال القرية.. كان يأتي كل صباح حتى لايسيل منه الثلج من شدة الحرارة في الصعيد... كنا نسميها "الدردمة"، لدرجة أن هناك أوبريتا إذاعيا كنا نسمعه ومازال حتى الآن وهو يعد من روائع الإذاعة المصرية: "دوق دوق.. دوق الدندرمة".

14. العطار

يعرف عادة بإسم عطار و كلمة عطار معناها فى الصعيد بائع العطور فى ذلك الوقت. كان يطوف ويجول القرى والنجوع مناديا "عطااااااااااااااااااااااار".

كان يركب حمارا حصاويا عليه قفصان من الجريد يحتويان على كل أنواع العطور وخاصة ريحة الحبابيب التى كانت منتشرة آنذاك.. هذا بالإضافة إلى البخور والفكوك والشبة.. وأيضا كان يبيع الطرح والمناديل وغيرها من لوازم النساء والفتيات.

15. النسيج

من أبرز الصناعات اليدوية صناعة السجاد والكليم اليدوي تلك الحرفة التي توارثت من الأجيال القديمة الماهرة والتي اشتهرت بدقة التصنيع ومهارة العقدة.

ويتميز السجاد اليدوي بالمتانة والدقة والجمال في الشكل إلي جانب زيادة عمر السجادة الافتراضي بالإضافة أنه آمن على الصحة وخيوطه كلها طبيعيه بعكس السجاد الحديث المصنوع بطرق آلية وبه أضرار صحية أكدها الأطباء نتيجة استخدام نوعيات من الخيوط في صناعته تحتوي على مواد رغوية ولزجة مضرة قد تصيب بالحساسية الصدرية خاصة بالنسبة للأطفال.

حيث تبدأ من حلج صوف الأنعام من أغنام وخراف وإبل، وتجمع لتباع في الأسواق، ومنها تصل إلى أصحاب السجاد والكليم وهم بدورهم يقومون بفصل ألوان الصوف الخام عن بعضها البعض، ثم يتم معالجتها بالتنشيف وإرسالها إلى البدويات لغزلها وتحويلها إلى خيوط ترسل للصباغة لتتحول إلى ألوان زاهية، ومن ثم تغسل بماء البحر لتثبيت الألوان ومن ثم تصنع على النول.

16. التطريز

من الحرف القديمة جداً والتي كانت النساء يمارسنها وتطورت ودخل الرجال في هذا المجال مع مرور الزمن، وتعتمد على مهارة صناعتها ولمسته اليدوية وبراعته في ذلك حيث يقوم برسم الأشكال بالخيط والإبرة مستخدماً في ذلك خيوطاً متنوعة وأشكالاً متعددة ومتداخلة لتظهر بأشكال جميلة تروق ناظرها.

وينقش التطريز على بعض الألبسة النسائية بأنواعها المختلفة والمستخدم فيها خامة القطن أو الحرير كما ينقش التطريز على بعض أنواع أغطية الرأس النسائية كالشيلان أو ما يسمى قديماً المريشة، ويستخدم التطريز على بعض الألبسة الرجالية كالثوب المزودان وغترة الصوف والطواقي المطرزة بالزرير أو الحرير

17. الخياطه

كانت مهنة الخياطة ميزة للفتاة، فكان الأهالي يعتمدون اعتماداً كلياً على ما تنتجه النسوة من خياطة باليد أو آلات الخياطة المنزلية وتسمى "مكينة" التي ظهرت مؤخراً فكانت بعض النساءالأرامل والمطلقات تسترزقن من مهنة خياطة ملابس نساء وفتيات القرى وذلك مقابل أجور نقدية أو عينية .

18. السرايرى

يتم تصنيعها على شكل مفارش مستطيلة الشكل تفرش على أرضية البيوت والمساجد للوقاية من التراب وبرودة الأرض أو حرارتها، وتصنع الحصيرة من نبات الحلفا سقائف تخاط بعضها إلى بعض ثم يطوى طرف الحصيرة ويخاط بحبل من القصب، وتستخدم في صناعة الحصر حبال مصنوعة أيضا من الليف أو نبات الحلفا.

أماسعف النخيل (الجريد) فكان يستخدم في صناعة الأثاث كالكراسي والأسرّة بمختلف أنواعها وأحجامها، فضلا عن استخدامه في صناعة أقفاص تعبئة الخضار والفواكه ونقل الدواجن. وكانت تصنع أيضا الأسرة من الجريد للنوم عليها أو وضعها فى غرفة المضيفة من أجل الجلوس عليها، كان الناس يضعون أسرة الجريد فوق أسطح المنازل أثناء النوم وذلك للهروب من حرارة الجو، وذلك لأنها لا تتأثر بعوامل التعرية مثل الخشب.

19. المصوراتى

ماتحركش دماغك .. بص لي هنا .. ماتتحركش1 و 2 و3 خلاص.

كانت تتمتع بكبر حجمها، فهي تحتوي على غرفة مظلمة ذات ستارة سوداء طويلة يدخل المصور رأسه بها وبالتالي كان المصور بعد أن ينهي أعماله يخرج كرتاً أبيض ويضعه في درج به سائل مايلبث أن تظهر ملامح صورة جميلة. وكان الحرفي يقوم بمعاينة المنظر على زجاجة خلفية تحتاج إلى غطاء واق يصنع غالباً من قماش أسود، لئلا تتأثر شريحة الفيلم أثناء وضعها في الكاميرا بالنور الخارجي، وكانت الصور الشخصية المستخدمة في الأغراض الرسمية قديما تصنف من قبل الناس على أنها صور مائية. تلتقط بمثل هذه الكاميرا من قبل مصور ينصبها على الرصيف،ويجلس الزبون أمامه على كرسي صغير، ويدخل المصور رأسه تحت الغطاء الأسود ليرى وضعية الزبون الصحيحة ثم يضع الفيلم فى الكاميرا بالفيلم ويلتقط الصور.

فقد كان مصور زمان يستخدم الأبيض والأسود فقط ويقوم بطبع الصورة بقروش قليلة. وكان التصوير صنعة ومهنة وفكر. ويقوم المصور بعمل الرتوش بقلم خاص على نيجاتيف الصورة وهو صاحب الرؤية في الكادر نفسه، فالمصور زمان كان يضع أمامه آلة التصوير البدائية ذات الحامل والجراب الأسود ويكون خلفه جاكيت وكرافتة ومن الممكن طربوش وعندما يبدأ في التقاط الصور للزبون يصدر أوامره للزبون بأن يبتسم أو يكتم نفسه ثم ينهمك في عمل الرتوش والظلال بالقلم الأحمر أو الدبوس على مسودة الصورة قبل طبعها.

يعد التصوير الشمسي من المهن الشعبية الجميلة التي كان لها منذ فترة العشرينيات وإلى أواخر الثمانينات حضور واسع ومتألق، لم تعد اليوم قادرة على التواصل ومواكبة التطور الكبير الذي حصل في تكنولوجيا الفوتوغراف وعالم الكاميرات المثير والمدهش في تقنياته وأساليبه العلمية والفنية، وسمي تصويرها بالشمسي لاعتمادها على إضاءة الشمس، فبدون الشمس لا تظهر الصورة.

20. بائع الجاز

كان بيلف بعربية يجرها حمار وهي شكل الفنطاس ولكن صغيرة، كان يطرق بالمفتاح الإنجليزي الذى يفتح ويغلق به صنبور الفنطاس على الفنطاس، أشبه ببائع أنابيب البوتاجاز فيسمعه من فى البيوت فيشترون منه إما باللتر أو الصفيحة.

21. صناعة التنانير

هي أفران من الطين الجيد يسمى الواحد منها (التنور) تقوم بعض النساء المتخصصات بصناعتها ثم وضعها في باطن الأرض في حفرة تحفر لهذا الغرض، والتنور مستدير الفوهة التي تكون أضيق من أصله وطوله متر وقطره نصف المتر وهو مخصص لإعداد نوع لذيذ من الأرغفة "العيش الشمسى".

22. صناعة الخوص (السف)

والسف من الحرف التي تختص بها النساء للمشاركة في توفير احتياجات الناس مثل الزنابيل المقاطف وبعض أنواع الفرش والسفرة والمهاف (المراوح اليدوية) والوقر والمطاحن (المخارف) والمحادر (المكاتل) وغير ذلك .

23. الخرازة

ويجيدها بعض الرجال المختصين في خرازة الجلود لتوفير جميع ما يحتاجه الناس في ذلك الوقت خاصة الفلاحين مثل (الغروب) لنضح الماء للزراعة والسقي و(القرب) و(الدلاء)، وكذلك خرازة أفخر الأحذية والعيب والصفن الذي يعلقه الصياد على كتفه لوضع صيده فيه .

24. شيخ الكتاب

كانت الكتاتيب فى القرى والنجوع كثيرة ومتنوعة وذلك لندرة المدارس الأميرية آنذاك، فكان شيخ الكتاب يعلم التلاميذ قراءة وحفظ القرآن الكريم بالإضافة إلى القراءة والكتابة، كان الشيخ يستخدم "الفلكة" عند معاقبة من لم يحفظ ماتيسر من كتاب الله، وهى أداة مكونة من حبل وعصا تربط بها أقدام التلميذ حيث يشبعه الشيخ ضربا بالعصا على قدميه أو لمعاقبة من لا ينطق بشكل جيدأو لا يتلو أو لا يحفظ، ونظرا للفقر المدقع الذى كان يعاني منه سكان الصعيد فكانت أجرة الشيخ آن ذاك إما رغيفا من الخبز أو "بتاوة" من دقيق الذرة .

25. مكوجي الرجل

كان متخصصا في كي... القفاطين والجلابيات وملابس الشيوخ وخاصة الأصواف والجوخ.

26. الحاوي

من العجيب أن حاوي الشوارع لم يكن يأتي مع "سيرك الأراجوز".. وكان حاوي الشوارع، يذهب إلى المدارس ليقدم فنه "للأطفال"، وكان عادة يصحبه، لاعب الورق والكوبايات الثلاثة... وكان حاوي الشوارع، التسلية الوحيدة للأطفال في قرى الصعيد.

ويطلق هذا اللفظ على رجل كان يجوب شوارع القرى والنجوع وهو يردد: " ياحاوي ..يارفاعي مدد»، كان يستدعيه أحيانا سكان الصعيد لاستخراج الثعابين من الجحور وأعشاش الحمام والدجاج، وأيضا يطلق هذا الاسم على الذين يقومون بعلاج لسعات العقارب ولدغات الثعابين وهو رجل معروف بأنه يجيد قراءة القسم على مكان اللدغة ويعالج المريض ساعتها بربط مكان اللسعة برباط حتى لاينتشر السم فى جسد المريض، ويقوم بتشريط مكان اللسعة بواسطة شفرة موسى لإخراج السم من الجسد.

27. الزبال

ليس هو الزبال الذي يعرفه العامة من الناس والذى يجمع القمامة، أو يقوم بكنس وتنظيف الشوارع.. وإنما رجل كان يجوب شوارع القرى والنجوع راكبا على حماره مناديا بصوت مميز يعرفه الجميع: "زبل الحمام ياولع"، ومعنى ولع كان يقصد بها بيع علب الكبريت وذلك مقابل جمع "زبل" الحمام، "خروء" الطير والذى كان يستخدم سمادا عضويا لنبات البطيخ آنذاك.

28. المراكبى

مهنة قديمة انتشرت فى جميع أرجاء مصر نظرا لوجود نهر النيل .إلا انها انتشرت في صعيد مصر بصورة كبيرة أيام الفيضان قبل إنشاء السد العالي بأسوان، حيث مارسها العديد من البشر وخاصة لتشغيل المراكب الصغيرة التي كانت تقل الناس لعبور النهرمن الضفة الشرقية للغربية، للذهاب إلى الأسواق وأماكن عملهم ولطلبة المدارس تعرف هذه المراكب الصغيرة التي تقل الناس باسم "الفلوكة"، أما الكبيرة ذات "القلع"، الشراع فتعرف باسم "البط" وكانت تحمل الأحجار والرمال والأواني الفخارية..كان المراكبية الذين يعملون عليها عندما يسافرون من بلد إلى بلد ويكون السير عكس تيار النهر والرياح يشدون حبلا من "البط"، وهم يسيرون على البر لجره في المياه حتى يصلوا إلى غايتهم.

29. القصاص

اقتفاء الأثر اشتهر به العرب القدماء حيث انطلق هذا الفن من البادية، لأن سفن الصحراء (الجمال) عندما تضيع يستعين أصحابها بشخص كان يسمى القصاص أو متتبع الأثر ومن أسمائه مقتفي الأثر أيضا هو شخص ذو موهبة لديه القدرة على قص الأثر أي اقتفائه وقصه قصصاً يدهش بها الناس الذين يسمعونه ويتبعونه وكان القصاص يتمتع بصفات منها ما وهبه الله عز وجل أي الذكاء وسرعة البديهة وما وهبته له الطبيعة من أسرارها ويمكن تلخيص صفات القصاص:

الفراسة .

قوة الملاحظة .

قدرة التحمل .

اللياقة البدنية .

القدرة على التمييز بالتغيرات التي تشوه الأثر .

30. الجمال

لم يخل منزل أودار في قرى الصعيد من الجمال والنوق حيث كانت تستخدم في نقل المحاصيل الزراعية من الحقول، والرمال والأحجار من الجبال، واستخدامها أيضا فى تشغيل النواعير والسواقي، وأيضا في رفع محصول القصب من المزارع إلى مصانع السكر.

كان الذى عنده جمل أوناقة يسمى "جمالا"، وذلك لأنه يمتلك كل لوازم نقل المحاصيل مثل "الشاغر" الذى يوضع على ظهر البعير والمزود بالحبال التى تعرف باسم "السلبة"، لربط المحاصيل، و"شاغل"، آخر يعرف ب"المواهى" لرفع الأتربة وآخر لنقل الطوب.

31. الشداف

استخدم الفلاحون قديما " الشادوف" أو "العود" فى ري وسقي المحاصيل وكان يتم الاستعانة بعامل متخصص يطلق عليه "الشداف" وهو يجيد التعامل مع هذه الآلة.

والشادوف جهاز بدائي يتكون من عامود رأسي متين من الخشب.. يبلغ طوله ضعف طول الرجل العادي.. يثبت قريباً من حافة المياه.. ويحمل العمود الرأسي عموداً أفقياً طويلا من وسطه .. يتدلى من أحد طرفيه دلو بواسطة حبل يبلغ طوله حوالي خمسة أو ستة أذرع.. ويشد الحبل فيمتلئ الدلو بالماء.. ثم يترك الحبل فيرتفع بتأثير ثقل مثبت في الطرف الآخر من العمود الأفقي.. وعندما يصل إلى حافة الحوض تصب فيه المياه وتكرر العملية .

والشادوف يرفع الماء حتى علو ثلاثة أمتار ويتكون من ذراع طويلة تتحرك على محورين عموديين ويحمل الجزء الأقصر في طرفه ثقلاً من الحجر أو الطين على شكل كرة .

وعند تشغيل الشادوف يشد العامل الدلو إلى أسفل حتى يغطس في الماء ثم يرفع بعد امتلائه بمساعدة الثقل المشار إليه فيفرغه في الحقل

32. الطنبورجى

استخدم أيضا المزارعون فى قرى ونجوع مصر بعض العمال الذين يجيدون التعامل مع آلة الطنبور وكان يطلق عليه اسم "الطنبورجى" .

والطنبور فهو اسطوانة خشبية داخلها بريم بريش خشبية منكل من نهايتها محور الإدارة الذي يتصل أعلاه بذراع لفاف... ويركب الطنبور على عمودين مائلاً على المستوى الأفقى بزاوية قدرها (30) تقريباً.. وتكون نهايته السفلى غاطسة في المجرى المراد رفع الماء منه .

ويدار الطنبور لري الحقل.. وقد يتعاون في إدارة الطنبور رجلان إذا كان قطر اسطوانته كبيراً .

ويقتصر استعمال الطنبور على الرفع الذي لا يتجاوز متراً واحداً.. ويروي الطنبور الواحد نصف إلى ثلاثة أرباع فدان في اليوم .

33. الغرازة

جزء من أدوات الطنبور وهي التي تغرز وسط الترعة (مصدر المياه) وهي عبارة عن نصف عرق خشب مدبب من الأسفل لسهولة غرزه أو غرسه في قاع الترعة ورأس العرق ملفوف بحلق من الحديد أو (شانبر) لعدم الكسر نتيجة الدق عليه للتمكن من الغرز، بها تجويفات متتالية (سطر من التجويفات) يدخل بها القلب الحديدي للطنبور وأهمية التجويفات لوضع الطنبور في منسوب المياه المناسب للترعة .

34. المدادة

وهي جزء آخر من الطنبور وإن كانت الغرازة مكانها الطبيعي في مؤخرة الطنبور ، فإن المدادة تأتي في مقدمته، وهي عبارة عن قطعة من الخشب عادة ما تكون (فرع خشب قوي) له تجويف في أوسطه ليوضع عليه قلب الطنبور الحديدي من المقدمة، وتثبت من الناحيتين على القناية التي تصب فيها الماء من الطنبور، والناحيتين تسميا بالمصطبة وهي التي يجلس عليها رجلان أو رجل واحد أو رجل وامرأة أو امرأتان (في قرية روينة) قديماً لجر الطنبور في حركة دائرية لنقل المياه من الترعة في الأسفل إلى قناية الأرض في الأعلى.

35. الجازر

لفظ أطلقه أصحاب المزارع لكل من يعمل على الساقية أو "الناعورة" وهو فتى صغير السن كان يتم استئجاره لتدوير الساقية مقابل أجر زهيد فى اليوم.

والساقية عجلة رأسية تحمل علي إطارها عدداً من الأوانى الفخارية التي تغطس في الماء مع دوران العجلة فتمتلئ ثم تصب في حوض يؤدي الي مروى الحقل.. وتتصل بهذه العجلة عجلة أخرى توازيها ولها تروس خشبية محشورة في تروس عجلة أخرى أفقية.. تربط البقرة أو الجاموسة أو الجمل في ذراع متصلة بها ويدور الحيوان حول محور العجلة الأخيرة فتدور الساقية تبعاً لذلك. بعد الناعورة التي كانت تصنع من الخشب استحدث الفلاح آلة أخرى من الحديد أطلق عليها اسم الكباس أو "الطنبوشة" فهو نوع من السواقي مصنوع من الحديد وله ترسان من الحديد يستخدم في رفع الماء.. ويتكون من عجلة مجوفة مقسمة إلى غرف تؤدي وظيفة الأوانى في الساقية وتملأ هذه الغرف عندما تغط في الماء وتسكب الماء عندما تبلغ قمة الدوران وتستخدم الحيوانات أيضا في تشغيله.

كان للناعورة صرير مميز يصدر عند دوران التروس الخشبية يمزق صمت القرى عند دورانها ليلا، عند وصول المياه للترع وتعرف بالمناوبة.. كان للترس الأفقي "سقاطة" من الخشب ترتطم بأسنان الترس عند دورانه فتحدث صوتا آخر.. وظيفتها تمنع دوران الترس للخلف.

36. النورجي

كان يستخدمه الفلاح قديما عند حصاد القمح، وكان يستأجر أيضا عاملا ليقوم بهذه المهمة وهي قيادة النورج أثناء عملية دهس ودرس المحصول.

هو آلة درس المحاصيل مثل الأرز والقمح والبرسيم (الرباية)، وهي آلة خشبية تتكون من قطعتين من الخشب على الجانبين لها اسم لا أذكره وثلاثة (فلنكات) كل واحدة بها عدد من الأسلحة الحديدية مركب أعلاها دكه (مقعد) لجلوس الدراس، والنورج يجر بواسطة عدد (2) من الماشية فوق المحصول الذي يرص على شكل دائرة (الرامية) حتى يتم التأكد من تمام الدرس وفصل الحبوب عن الأعواد بعد تقطيعها إلى أجزاء صغيرة جداً (التبن) .

37. الراديوهاتى

كان اقتناء أو شراء الراديو منذ سنوات عديدة أمرا نادر الحدوث ولايوجد الراديو إلا عند أصحاب النفوذ والأثرياء فى ذلك الوقت.. وكان النوع المستخدم آنذاك هو "الترانزستور" أو "اللمبات" كالذى نشاهده بحجم كبير فى المقاهى وأصبح اليوم من المقتنيات داخل السرايات والفيلات أو لدى من يحبون اقتناء القديم.

وعندما يتعطل الراديو بعد التأكد من سلامة البطاريات الجافة التى يعمل بها ربما يكون العيب فيها وتكون شحنتها الكهربائية قد فرغت عندئذ يذهب صاحب الراديو إلى "الراديوهاتى" صاحب هذه المهنة فى ذلك الوقت ليصلح مافيه من أعطال.

وكانت هذه الأعطال تتمثل فى سقوط خيط المؤشر الذى يبحث به عن المحطات أو خلل في بعض "المكثفات" التى يتم تغييرها، أو عمود الفحم الأسود الذى يقوي إرسال موجات الاستقبال في المحطات المتوسطة.

كانت الأدوات التى يستخدمها الراديوهاتى عبارة عن مفكات متعددة الأشكال والأغراض ومكواة قصدير، كما تخصص الراديوهاتى في إصلاح المسجلات "الكاسيت" بكل أنواعها.

38. المذراوى

حين يتم حصاد القمح توضع المحاصيل في شكل حزم أو ربطات وتنقل إلى مكان يعد لهذا الغرض يسمى "الجرن" حيث يبسط القمح على الحالة التي حصد عليها ليدور عليه "النورج" فى شكل دائري يحدد مركزه بواسطة كومة من هذه الحبوب ويحمل قش المحاصيل الجافة بعد مروره بهذه العملية إلى المدار الخارجى للجرن حيث يكوم ثم تبدأ عملية "التذرية" وهي فصل التبن عن الحبوب.

كان يقوم بهذه المهنة رجل متخصص يطلق عليه "المدرى" وهو خبير في اتجاهات الريح التي يسمونها "الطياب" يدفع هذا الرجل المحصول إلى أعلى في الهواء بواسطة "المذراة" وهي أداة خشبية ذات أسنان متقاربة، ومن خلال هذه الطريقة يحمل الهواء التبن بعيدا فتنفصل الحبوب عنه تماما.

39. الخولي

عرف أهل مصر مهنة "الخولي" من خلال عمل بعض أفراد الشعب المصري في مزارع وحدائق الفاكهة الخاصة بالبشوات والباكوات أيام الحكم الملكي في مصر..ومن ساعتها أصبح كل من يعمل في هذا المجال يعرف باسم "خولى الجنينة" حتى يومنا هذا.

كانت الأعمال التي يكلف بها الخولي أو "الباشخولي" هي الإشراف التام على ري البساتين بالمياه وتسميدها هذا بالإضافة إلى الإشراف التام على جني المحصول وتوريده إلى الأسواق وذلك نظير راتب شهري يمنح له من صاحب البستان إضافة إلى أعمال الحراسة المكلف بها أيضا.

40. البياض

كانت تربية الطيور والدواجن منتشرة فى صعيد مصر وموجودة فى كل بيت بحيث تكفي حاجة سكانه من اللحوم والبيض.. وما يزيد عن حاجتهم يتم بيعه خاصة البيض حيث يستفاد من عائده المادي فى تحسين الظروف المعيشية .

كان هناك رجل متخصص في جمع البيض يسمى "البياض" وكان يجوب الشوارع بحماره فتعرفه النساء بندائه الشهير "بضات" فينتظرونه على أبواب المنازل حيث يمر عليهن جامعا البيض فى "قفصين" من الجريد يحملهما على حماره واضعا في أسفلهما "قش الأرز" حتى لايتكسر البيض خلال تجواله.

كان "البياض" آنذاك لايأخذ البيضة المكسورة أو الفاسدة حيث كانت له دراية بمعرفة البيض الفاسد حيث كان يضع البيضة قبل أن يستلمها من صاحبتها أمام ضوء الشمس حيث يطوي الكراسة التى يدون فيها الأسماء لأنه كان يأخذ البيض بالأجل وفي نهاية الشهر يقوم بالسداد واضعا البيضة أمامها وينظر من خلال ماطواه من الكراسة ببصره نحوها فيعرف هل هى سليمة أم فاسدة.

41. الغرابلي

يعتمد سكان الصعيد عامة في صناعة الخبز على الدقيق الذي يشترونه من تجار الدقيق، أومايتم طحنه من غلال في الطواحين، ومن ثم لايستخدمون الدقيق فى صنع الخبز إلا بعد غربلته وفصل الردة عنه بواسطة "الغربال".

كان بائع الغرابيل وصانعها يطوف الشوارع محملا بالغرابيل جزء على رأسه والآخر معلقا في ذراعه وعلى كتفيه، مناديا بصوته الرخيم: "غربال اللى عايزه الغربال". يخرج النساء فور سماعهن نداءه حيث يشترين منه الغرابيل، ومن تريد إصلاح غربالها تحمله أيضا إليه، حيث كان يتخذ من الشارع مكانا لترويج بضاعته وإصلاح ما أفسد من كثرة الاستخدام أو سوء الاستعمال.

الصور

من الكاتب

أعداد المجلة