فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
45

عادات الزواج وتقاليده في الماضي «دولة الإمارات العربية المتحدة» الجزء الثالث: عادات حفل الزواج في الماضي

العدد 45 - عادات وتقاليد
عادات الزواج وتقاليده في الماضي «دولة الإمارات العربية المتحدة»  الجزء الثالث: عادات حفل الزواج في الماضي
كاتبة من الإمارات

حفل الزفاف في الماضي

في الماضي كان يقام أكثر من حفل للزواج ، ويصف أحد الإخباريين الاحتفال بيوم العرس فيقول: «يقام في البداية الحفل في بيت العريس(رزيف وعيالة) أي تعزف الفنون الشعبية ويطبخ الطعام ويوزع، حيث يُطبخ الطعام أمام بيت المعرس أو في أي مساحة من الأرض خالية قريبة من بيت أهل العريس، ويوزع الطعام على الجيران، ونهاية الأسبوع يُنقل الحفل إلى بيت العروس ويكون عادة يومي الأربعاء والخميس، فيوم الأربعاء يعرض (حاضر)،(زهبة) جهاز العروس، على المدعوات ويصاحب ذلك غناء ودق من قبل الفنون الشعبية التي تنتقل من بيت العريس إلى بيت العروس لإكمال الحفل، ويوم عرض جهاز العروس يولم للمدعوات وليمة، ويوم الخميس يُعد طعام الافطار ثم يطبخ طعام الغداء ليوزعه أهل العروس على جيرانهم وفي المساء تعزف الفرق الشعبية حتى آذان المغرب، وبعد المغرب يواصلون الغناء والعزف حتى موعد آذان العشاء يقدم لهم وجبة العشاء ثم تزف الفرق الشعبية العريس إلى بيت العروس ويجلس في (الجلة) أي الغرفة المعدة لزفاف العروسين حتى موعد الزفاف.

وعادة مايستمر حفل الزفاف من 3 إلى سبعة أيام. والبعض يستمر الحفل عندهم لمدة ثلاثة أيام والبعض يوم واحد فقط، كُل حسب ظروفه ومقدرته. وعادة يقدم الطعام قبل العرس بيوم أو يوم العرس ويوزع الغداء على الجيران، كذلك يوزع في الصباح (الهريس والخبيص) وُيقدم الطعام لجميع أفراد الفريج أي كل المدعوين. أما الطعام المقدم في يوم الاحتفال بالزفاف فيصف لنا طريقة إعداده أحد الإخباريين المتخصص في تجهيز ولائم وطعام الاعراس فيقول: «يُطبخ طعام العرس أمام بيت أهل العريس لو كان هناك أرض فضاء، أو في (حوطة) قريبة من بيت أهل العريس لو كان بيت أهل العريس في(سكة ضيقة) زقاق ضيق لا يمكن الطبخ فيها وهي أرض فضاء لا يُقام فيها بناء، أو يتم طبخ الطعام في بيت أحد جيران بيت العريس إن كان لديهم (حوي عود) أي فناء منزلهم كبير وواسع يمكن أن يتم الطبخ فيه، خاصة أن البيوت في السابق متصلة ببعضها البعض ومتقاربة، أما سكان المناطق البدوية فيكون الطبخ في الصحراء في المناطق القريبة من منازل العروسين. يعد الطعام بأن تُجهز حوالي 10 - 20 ذبيحة، وعادة مايذبح سكان البيئة الساحلية الأغنام والبقر، أما سكان المناطق البدوية فيذبحون (الحوار) وهو ابن الجمل، أما سكان المناطق الجبلية فعادة مايذبحون الماعز. ويكون عدد الذبائح بحسب مقدرة أهل العريس وحسب عدد المدعوين الذين قد يأتون من كل المناطق، فمثلا إذا كان حفل الزفاف لعائلة مقتدرة أي تجار ولهم علاقات كثيرة يزيد عدد الذبائح. وإذا كان عدد المدعوين قليلاً قل عدد الذبائح. وفي العادة كان في الفريج (الحي) أناس من أهل الحي متخصصون في الذبح يطلق عليه أسم (قصاب) فيأتي حوالي 3-4 رجال من القصابين، توضع خشبتين في ذاك الفناء لتعليق الذبائح وتُفرش بجانبها السجاجيد المصنوعة من سعف النخيل ليوضع عليها اللحم بعد أن ينتهي القصاب من سلخ الذبيحة، يأتي بعد ذلك دور الطباخين الذين يأخذون اللحم ويغسلونه وينظفونه ثم يبدؤون بطبخه، ثم يأتي دور النساء اللاتي يقمن بإعداد(الحشو) وهو الخلطة المكونة من:البصل، والزبيب،(والنخي)، وهو الحمص المطبوخ، وغيرها من بهارات مختلفة. وهذه الخلطة توضع على الرز واللحم أثناء تقديمه. حيث يغسلن البصل ويقطعنه ويغسلن الزبيب والنخي ويجهزن كل شي. ومن فجر يوم العرس يبدأ الطباخون بطبخ اللحم وتجهيز الأرز الذي يكون بكميات كبيرة حسب عدد القدور التي تُعد، فيُغسل الرز بسلال كبيرة مصنوعة من سعف النخيل (الجفران). وما أن يحين موعد الغداء حتى تكون كل القدور جاهزة للتقديم، ويبدأ تعاون أهل (الفريج) الحي بفتح أبواب بيوتهم لضيوف أهل العريس بأن يتوزعوا في كل البيوت المجاورة، ويبدأ غرف الغداء فمجلس فلان يتسع لعشرة اشخاص ومجلس فلان لعشرين ومجلس فلان أكبر قد يتسع لخمسين شخصا، وهكذا تفتح كل بيوت أهل(الفريج) الحي للمدعوين وكأن العرس عرسهم ويبدؤون في ملء الصواني وتوزيعها على البيوت حيث يتولى أحدهم عملية توزيع الطعام على البيوت بشكل منظم فيُرسل لكل بيت عدداً من الصواني حسب عدد الضيوف االجالسين فيه. ويُقدم مع العيش واللحم أيضا، الهريس والخبيص كوجبة صباحية أو في المساء. ويكون تكلفة إعداد الطعام وتجهيزه على حساب العريس. أما صباح يوم العرس فيقيم أهل العروس طعام الافطار (الريوق) للمدعوين من أهل العريس وكذلك طعام الغداء، وبعد الغداء يغادر أهل العريس، ويبقى العريس مع عروسه في بيت أهلها من 4 إلى 7 أيام ثم تُنقل العروس إلى بيت زوجها1. وبهذه المناسبة لا يُزين بيت العروسين وذلك لأن في تلك الفترة من منتصف القرن الماضي لم يكن هناك كهرباء في البيوت إلا في بيوت الأسر المقتدرة وكانت مولدات الكهرباء تعمل لفترات محددة كما ذكر أحد الإخباريين وكان إعتماد الجميع على ضوء (الفنر) وهي فوانيس تُشتغل بالقاز، ثم ظهرت بعد ذلك (التريكات) وهي تعمل بالقاز أيضا لكنها أكبر حجماً من (الفنر) وكان البعض يُعلق تلك الفوانيس أمام بيت العريس والعروس والبعض يُعلقها في الفناء الذي يُقام فيه الاحتفال، كما يعتمد البعض على ضوء النار التي تستخدم للطبخ، وكان الأغلبية يختار منتصف الشهر ليوم الزفاف فيكون نور القمر مضيئاً في السماء. وعادة ما يتحمل العريس تكاليف العرس، أو يتحمله والده إذا كان مقتدرا. ويستمر الاحتفاء بالعروسين بعد انتهاء حفل الزفاف من قبل ذويهم لعدة أيام.

إحياء حفل الزفاف في الماضي

كان يحيي حفل الزفاف الفرق الشعبية المتمثلة في فرقة العيالة، والمكوارة، والمالد، والآه الله، والرزيف، والتدبة، واللقية (انظر الملاحق) حسب البيئات والمناطق حيث تعزف الفرق الشعبية في البداية أمام بيت العريس لمدة ثلاثة أيام ثم تنتقل إلى بيت أهل العروس فتعزف يومي الأربعاء والخميس، حيث تعزف الفرق الشعبية يوم الأربعاء في بيت العروس بمناسبة عرض جهاز العروس ويوم الخميس يبدأ العزف من العصر حتى بعد المغرب، ثم تزف الفرقة الشعبية العريس إلى بيت العروس، ثم يتعشون ويغادر الجميع. أما في البيئة الجبلية فحفل الزفاف يختلف قليلاً عن ذلك. فالشحوح ينقسمون إلى قسمين: سكان الجبال ويسمونهم (البداه). والقسم الثاني هو مجتمع الشحوح سكان المدن والموانيء الساحلية وهم (الحضر). فإن عادات الزواج تختلف اختلافا يسيرا بين (البداه) سكان الجبال، والشحوح (الحضر) سكان المدن. إلا أن الأصول والقواعد والأعراف الشحية الأصيلة تتشابه وتتطابق 2.

ومن مظاهر وعادات احتفالات العرس عند الشحوح سواء الحضر أو أهل الجبل (البداه) هو أن يركض العريس، عند اقترابه من بيت العروس، حيث يخرج في موكب مشيا على الأقدام وهم يقرعون الطبول ويؤدون الرقصات الشعبية ويلعبون لعبة السيف برميه عاليا في الهواء ثم إلتقاطه قبل أن يقع على الأرض. إلى أن يصلوا إلى مسافة قريبة من بيت والد العروس. وهنا يتوقف الموكب لتبدأ ركضة العريس، حيث يركض بأقصى سرعة من مكان توقف الموكب إلى بيت والد العروس، وقد يركض معه مجموعة من الشباب المشجعين، وعلى العريس في تلك الاثناء أن يصل بسرعة إلى باب بيت والد العروس ويدلف بسرعة دون أن يتعرض إلى الضرب من قبل الشباب الواقفين عند باب البيت وعادة مايكون هؤلاء الشباب من عائلة أهل العروس. فيدخل بسرعة ويجلس في (المجلس) وهو غرفة خاصة في بيت أهل العروس يجلس فيها الضيوف من الرجال. والبعض كان يدخل إلى (الكلة) وهي المكان الذي سُتزف فيه العروس. ثم يصل الموكب المكون من الضيوف والأهل والأقارب بطبولهم وغنائهم إلى بيت والد العروس فيدخلون على العريس يسلمون عليه ويهنئونه، فيقدم لهم القهوة و(الفوالة) ثم يعودون به إلى بيت والده. والبعض ذكر أن العريس يخرج بعد ذلك لمواصلة الاحتفال مع الأهل والأصدقاء، خاصة اذا كان العريس من أهل الساحل، الذي عادة ماتكون (ركضة المعرس) يوم الخميس، ثم يعود للجلوس في (الكلة) وهنا يدخل عليه أصدقاؤه وأهله يتسامرون معه حتى موعد زفة العروس، التي تأتي بها الشداديات. أما شحوح أهل الجبل (البداه) تكون (ركضة المعرس) يوم الأربعاء.

والفرق الشعبية في الماضي لم تكن تتقاضى أجراً على إحيائها لحفل الزفاف، يكتفون فقط بالوجبة التي تُقدم لهم بعد الانتهاء من الحفل. واغلب أفراد الفرقة هم من أهل الفريج (الحي). وأشهر الفرق التي كانت تحيي العرس : العيالة، والمالد،الليوة، الآهله في البيئة الساحلية .والرزيف في البيئة البدوية، والمالد كان يؤدى في مساء يوم العرس، وفي المناطق الجبلية تُقام الندبة واللقية، بالاضافة إلى الرزيف. والذي يقوم بأداء تلك الأهازيج والاحتفالات، الأهالي والجيران ولم يكن هناك فرق معينة بل أهل الحي هم الذين يمارسون تلك الفنون الشعبية (انظر الملاحق) ولم تكن تلك الفرق أو المؤدون لتلك الأهازيج يتقاضون مقداراً كبيراً من المال، بل البعض كان يُشارك تطوعا، وبعض الفرق التي تأسست قبل قيام دولة الإتحاد بسنوات بسيطة كانت تكتفي بتقديم وجبة العشاء لأفراد الفرقة ، وذكر البعض من الرواة أن بعض الأسر كانت تُقدم مقداراً من المال لمن يشارك في احياء يوم العرس مثل العيالة والرزيفة بأن تعطي قائد الفرقة مقداراً من المال وبعض الأعطيات المادية يقوم بتوزيعها على أفراد الفرقة. كما تشارك النساء في الحفل المقام للنساء بالغناء والرقص للعروس كما ذكرت عينة الدراسة المنتمية للبيئة الجبلية وبعض من سكان المناطق الساحلية كخورفكان وكلباء، أما المناطق البدوية فكانت الفتيات يشاركن في حفل الزفاف (كنعاشات) والنعاشات هن الفتيات الصغيرات اللاتي يشاركن في رقصة الرزيف في البيئة البدوية (صورة رقم: 2) وذلك بتطويح شعورهن يمنة ويسرة واضعات أيديهن على صدورهن، يقفن في صف واحد في الدائرة التي تقام فيها رزفة العيالة. ومن الأغاني التي ذكرتها عينة الدراسة والتي كانت النساء يرددنها للعروس: شيخة عرسك من زمان وشيخة عرسك حافظ عليه.

كذلك :

وقت العصر على الشوق يضوي والرمحي سوء شعيله

يامرحبا بربع لفوا على الكرم والحشيمة.

كذلك كُن يرددن للعروس:

أنت بدر أنت نور أنت مفتاح الصدور.

كما يتزين العروسان في يوم زفافهما فتتزين العروس يوم عرسها ويُعتني بها عناية خاصة، فكما سبق ذكره أن الفتاة بمجرد أن تُخطب، لا تخرج من البيت، وعندما يقترب موعد زفافها وتُحمم ويفرك جسدها (بالورس والنيل)لاضفاء جمال ولمعان على بشرتها، ويوضع الزعفران على الجبهة والشعر لأسبوع وتُعطر وتُبخر وتخضب بالحناء في يديها ورجليها بنقوش جميلة من الحناء، وتُكحل عيناها بالأثمد العربي، ويُعتني بشعرها بدهنه بالزيوت المغذية ويسرح الشعرعلى شكل (عجفة) وتقص لها (قصة) أي غرة على جبهتها وتقوم (المعقصة) بعمل تسريحة لشعرها (العجفة) وهذه التسريحة لابد ان تتزين بها كل عروس، وترتدي العروس ملابس خاصة مثل: الكندورة المخورة، والسروال بوبادلة، والثوب الميزع، والوقاية (الطرحة) المنقدة التي تعطر بعطور مختلفة مثل:المّيسمن،المجموع، والشاذلي، والمخمرية، والمسك، والورس، والعود، العنبر، الزعفران ودهن العود. وتلبس البرقع على وجهها، ويزين شعرها بالذهب، كما تلبس أنواع مختلفة من الذهب ففي يديها تلبس الخواتم المختلفة باشكالها وأنواعا، والحيول، والكف، كما تلبس المرية والستمي وغيره من أنواع الذهب في رقبتها، حتى قدميها كانت تُزين بالذهب حسب مايتوفر لدى عائلتها.(انظر صورة رقم4،3) كما ترتدي ألوانا مختلفة مثل: اللون الاحمر أو الازرق أو السماوي أو الأخضر. وغالبا ما يُستلف الذهب للعروس من الجيران أو الأسر الغنية، تلبسه يوم عرسها ثم يُرد للأصحابه في اليوم الثاني. وهذا الأمر أمر اعتيادي في المجتمع التقليدي في الماضي فالناس كانت تتعاون وتتكافل في كل المناسبات.

وكما يُعتنى بالعروس يُعتنى بالعريس أيضا ويحتفى به يوم زفافه حيث يحلق شعر رأسه ولحيته على يد(المحسن)أي الحلاق، ويستحم بنفسه دون احتفاء في اغلب المناطق من البيئة الساحلية إلا بعض من المناطق مثل خورفكان والفجيرة، ومناطق البيئة الجبلية أيضا، يحتفل به أصدقاؤه بالغناء ونثر الحلوى وغيره، وهناك بعض الفئات من المجتمع التقليدي (البلوش،والعجم) لها عادات لللاحتفاء بالعريس باركابه على حصان وتحميمه عند عين ماء، مثل(عين خت في إمارة رأس الخيمة) بالغناء والرقص ونثر الحلوى. ويرتدي العريس ملابس خاصة بيوم العرس فيلبس: الكندورة والغترة والعقال، والبشت كما يحمل في يده عصا. ويوم عرسه يرتدي (الكندورة المورسة) وتورس الكندورة عادة بوضعها ليلة كاملة أو ليلتين ( تخمر) في قدر مليء بالعطور مثل: الزعفران والورس وماء الورد. وعادة مايحرص أهل العروس على الاعتناء بهذه (الكندورة المورسة) وتجهيزها، وتوضع عادة مع ملابس العروس في المكان الذي سيزف فيه العروسان(الجلة) ولاحظنا أن هذه العادة تنتشر في البيئة الساحلية أكثر من بقية بيئات المجتمع الجبلية والبدوية. وعادة ما يحضر أهل العروس وخاصة أبوها وأخوتها احتفالات الزفاف لكن من العادات التي أكد عليها الإخباريون في البيئة الساحلية والجبلية أن والد العروس وإخوتها لا يباتون ليلة العرس في البيت، أي في المكان الذي تُزف فيه العروس. أرجعه البعض إنه نوع من الحياء.

زفاف العروسين في الماضي

كان المعرس في الماضي يُزف بتقاليد معينة، ففي البيئة الساحلية يُزف بعد المغرب من قبل الفرق الشعبية (العيالة، والرزيف) في موكب إلى أن يدخل بيت العروس، يصاحبه في هذا الموكب أهله المقربون كوالده وأخوته وأعمامه وأخواله، بالإضافة إلى الأصدقاء وأبناء العمومة وبقية أهل الفريج، وعادة مايُزف العريس بعد صلاة المغرب، فيجلس في(الجلة) هو وأصدقاؤه إلى أن يحين موعد زفاف العروس إليه. وهناك بعض من العادات عند أهل بعض المناطق والقرى مثل (قرية الرمس) الواقعة في إمارة رأس الخيمة، وتعتبر من البيئات الساحلية، عند زفة العريس إلى بيت أهل العروس يسير الموكب الذي يتوسطه المعرس متوجها إلى بيت العروس وقبل أن يصل إلى باب بيت أهل العروس بعشرة امتار، عليه أن يركض بسرعة دون أن يتمكن الرجال المصطفين أمام باب البيت من ضربه. فيدخل مباشرة إلى بيت أهل العروس، ويجلس في المجلس، أو يدخل إلى (الجلة). أما البيئة الجبلية (البداه) سكان الجبل فبعد صلاة العشاء تبدأ مراسم إدخال العريس على عروسه، للسلام عليها، وقد يهديها هدية، يجلس قليلا مع عروسه ثم يخرج بعدها. ومن العادات والطقوس التي تصاحب إجراءات ادخال العريس، يتطلب اجراء حذراً واحتياطاً، ويتم ذلك بأن يقوم الوسيط الذي قام بالخطب، بطلب الأمان للعريس من والد العروس، فإن أجاب بأنه يمكنه أن يدخل ويخرج بسلام، تعم الفرحة بين المدعوين، فهذا يعني أنه لا يوجد منافس للعريس. لكن إذا كان هناك منافس كخطيب سابق يدعي فجأه أنه غير راض عن الزواج، فيصرح الأب أنه غير مسؤول عن سلامة العريس. هنا يبدأ القلق على الجميع، خاصة إذا بدأ المعارض منع العريس من الدخول على عروسه. يحاول العريس تاجيل موعد دخوله متحينا فرصة انصراف المانعين عن مراقبته وتحين فرصة دخوله، بالركض نحو باب البيت، فيلحقه الممانع مع جماعته بعصيهم ذات الرأس المعدنية، محاولين ضربه، بينما يحاول أخوة العريس وأصدقاؤه صد العصي عنه بعصيهم، حتى يتمكن العريس من دخول بيت أهل العروس،ثم الدخول إلى (الجلة) غرفة زفاف العروسين فنجاحه في الدخول دون تمكن المعارضين منه، يعني أن حق الحصول على الفتاة من قبل طرف آخر قد سقط ولا تعود هناك مطالبة في المستقبل. وبعد أن يدخل العريس إلى الغرفة التي توجد بها العروس ويكون معها أهلها واخواتها، يمسح على رأسها، ثم يخرج فتطلق الأعيرة النارية وتنثر الحلويات ابتهاجا. وبعد أن يخرج العريس، ينادي بالضيوف مذكرا أياهم بأن يوم الخميس سيكون يوم الزفاف وألا يتخلف أحد عن الحضور، ثم يعود مع والده وأهله من الرجال إلى (فريجهم) أي حيهم ليناموا إن كان البيت قريبا من بيت العروس، لكن إذا كان بيت العروس بعيدا في منطقة بعيدة، فينام الجميع في بيوت من (فريج) حي بيت أهل العروس. وفي صباح يوم الخميس يقدم طعام الافطار لمن بات في (فريج) أهل العروس، من النساء والرجال، ثم تعد الركاب لنقل العروس إلى بيت زوجها، في موكب من النساء والرجال مرددين الأهازيج والاغاني الشعبية واطلاق الأعيرة النارية، حاملين جهاز العروس. فإذا اقتربوا من منطقة أهل العريس صعدوا إلى قمة مرتفعة ورفعوا عقيرتهم (بالندبة) مطلقين الأعيرة النارية، مرددين الأهازيج قائلين: «خذنا غزال السيح عنكم، خذناها بمسألة وشريعة». وما أن يصل الموكب إلى بيت أهل العريس حتى يتلقاهم أهل العريس بالترحاب مطلقين الأعيرة النارية في الفضاء. وتدخل العروس مع موكب النساء المرافقات لها. وتقدم لهم الضيافة (الفوالة). وتستمر الأهازيج والرقصات الشعبية، حتى موعد آذان العصر، فيقدم لهم طعام العشاء بعد صلاة العصر، وعندما يبدأ الضيوف بتناول طعامهم ينادي والد العريس في القوم العرس مبيت «أي انكم مدعوون لقضاء الليل معنا والانصراف صباحاً» وإن قال: «العرس إمبيت وامقيل» أي أنكم مدعوون للمبيت وتناول طعام الغداء معنا أيضا». ويبقى الاحتفال طوال الليل، والعريس وأصدقاؤه في الخارج مع المدعوين والمحتفلين، والعروس مع النساء في الداخل. وإذا انتصف الليل العريس لا يدخل على عروسه بل يبيت خارجاً مع المدعوين. وفي الصباح، أي صباح يوم الجمعة يتناول الجميع طعام الافطار، ويباشرون الاحتفال والرقص والغناء فيؤدون رقصة «السيرحي» ثم رقصة «الصادر» بينما تؤدي النساء رقصة «الكف» (انظر الملاحق)، ثم ينصرف المدعوون حسب ما حدد واستعد أهل العريس، بعد الافطار، أو بعد مايُقدم طعام الغداء. وتبقى العروس في خدرها مع مجموعة من النساء حتى المساء فيدخل عليها زوجها، ويبقى العريس مع عروسه لمدة أسبوع ثم يذهب بها في زيارة إلى بيت أهلها يطلق عليها (خطارة). أما عند سكان البيئة الجبلية القريبة من الساحل فلهم عادات تختلف عن عادات سكان البيئة الجبلية (البداه) سكان الجبل في عادة زفاف العروسين فبعد انتهاء الاحتفال يغادر مدعوون والفرق الشعبية، ثم يدخل العريس إلى( الكلة) مرة أخرى يصطحبه أهله وأخوته وبعض أصدقائه يجلسون يتسامرون معه حتى موعد زفاف العروس إليه. من قبل الشدادية، التي تحرص بعضهن على زف العروس في غرفة مظلمة حيث تقوم الشدادية برفع (الفنر) أي الفانوس الذي كان يستخدم في تلك الحقبة لانارة الغرفة. وبعد آذان الفجر تخرج (الشدادية) العروس، لإعدادها مرة أخرى لزفة الضحى، ويبقى العريس في الجلة يتوافد إليه المهنئون وُتطلق الأعيرة النارية ويتناولون طعام الأفطار مع العريس المتمثل في (الهريس) والخبر والعسل، واحتساء القهوة. ويبقى العريس في بيت أهل العروس مدة أسبوع، وبعدها تقوم العروس بزيارة بيت أهل العريس (قيالة) بمرافقة عدد من النساء، وبعد تناول الغداء تعود العروس مع النساء لبيت والدها3. أما البيئة البدوية فالعروس لاتزف في بيت والدها بل في يوم العرس مساءَ، يدخل العريس على عروسه ويمسح على رأسها، ثم يخرج لاكمال الحفل مع المهنئين، ولايدخل بعروسه، بل يحملها في الصباح إلى بيته في موكب بصحبه مجموعة من النساء،على الدواب أو حسب مايتوفر من ركائب، وإن كان أغلب عينة الدراسة من تلك البيئة أجمعوا أن وسيلة النقل في تلك الفترة كانت الجمال، رغم توفر بعض سيارات النقل الكبيرة، إلا أن بعض الرواة ذكروا أنها نادرا ماتتوفر. وُتزف العروس في بيت أهل زوجها.

أما في البيئة الساحلية وبعض من مناطق البيئة الجبلية فُتزف العروس عادة في بيت والدها، في غرفة معدة ومهيئة لزفاف العروسين تسمى (الجلة) أو (كرين) في مناطق أخرى مثل منطقة دبا، ويُعهد في ترتيب هذه الغرفة إلى إمراة متخصصة في ذلك مثل : الزفافة أو الشدادية أو إمراة يُطلق عليها (الفراشة). وتشرح لنا راوية كانت متخصصة في ترتيب غرفة العروسين (الجلة) فتقول: يتم ترتب الغرفة على النحو التالي: بالنسبة لجدران الغرفة تُغطى بالسجاد (الزوالي) يغلب عليها اللون الأحمر، وهي بسط خفيفة يطلق عليها (مكيكات)، أما السقف فتغطيه بشراشف ملونة، وحسب نوع الغرفة، فإذا كان الزواج في فصل الشتاء تكون الغرفة (مخزن) أي غرفة مصنوعة من الجص.فتوضع على جدرانها ( الزوالي) الثقيلة، واذا كان الزواج في فصل الصيف تكون الغرفة (عريش) مصنوعة من سعف النخيل، توضع على جدرانها البسط الخفيفة المصنوعة من سعف النخيل.(المداد)، ويعلق على جدرانها (المناظر) أي المرايا توضع بشكل طولي تمتد من أعلى الغرفة (سقق) حتى منتصفها، ويُصف تحت تلك (المناظر) صناديق خشبية (مندوس) تُسمى صندوق (بونيوم) أي أبو النجوم (انظر صورة رقم5) ويوضع فوق الصناديق مخدات (تكيات) واحدة كبيرة تعلوها أخرى صغيرة تسمى (البنات) وعادة ماتكون في الغرفة نوافذ غير مفتوحة حفرت على شكل نصف دائرة (كوة) (انظر صورة رقم 6)، توضع فيها أواني صُنعت من (الصين والزجاج) مزخرفة على شكل (صحون أو إملال) ، ويفرش في أرضيتها (الزوالي) السجاد.

ويوضع في ُركن من أركان الغرفة سرير يُفرش عليه شراشف ملونة تتفنن الموكلة بترتيب(الجلة) في ترتيبها وفرشها على السرير، وذكرت أنها كانت تفرش على السرير غطائين حيث ينزل الأول على الآخر بحيث لا يغطيه بالكامل ليظهر على شكل لونين أطلقت عليه اسم (فحين) أي يكون لغطاء السرير (فحين) أي لونين، على شكل سطرين بلونين مختلفين ينم عن جماليات التنسيق من قبل (الفراشة) أي التي تفرش الغرفة وترتبها. ويوضع في وجه الغرفة. (فرشة) وهي عبارة عن مجموعة من (الدواشك) أكثر من (20) دوشك تستعيرها الزفافة أو الفراشة من الجيران، مصنوعة من القطن توضع فوق بعضها البعض وتُلف من كل الجوانب بشرشف معطر ومبخر يخاط حول تلك (الدواشك)، كما يكون في (الجلة) مكان خاص بالاستحمام (قطيعة) يوضع فيها (خرس) به ماء وابريق. ومعلق فيها(غدان) وهو حبل ُتعلق عليه الملابس. كما يوجد في الغرفة (شت) وهو عبارة عن سلة كبيرة صُنعت من سعف النخيل، تضع فيها العروس ملابسها. (انظر صورة 4،5) ويُفرش في جانب آخر من الغرفة يكون قريبا من باب الغرفة عادة يكون على جهة اليمين من الغرفة، (دوشك) وهو فرشة طويلة من القطن، أو الأسفنج على شكل مستطيل يفرش على الأرض، تعلوه (تكيات) ملونة يغلب عليها اللونان الأحمر أو الأزرق أي مساند من القطن للجلوس والاتكاء عليها اثناء الجلوس وبعد أن تنتهى المرأة المكلفة بتزيين الغرفة (الزفافة أوالشدادية، واحيانا المحنية) من ترتيب الغرفة تُبخرها وتُعطرها ثم تقوم بإغلاقها وقفلها ولا تسمح لأحد بالدخول إليها إلا يوم العرس بعد المغرب عندما يُزف المعرس فيها.وقبل الفجر بساعتين تُزف إليه العروس. ولا ينتهي عمل (الفراشة) إلى هذا الحد بل إنها بعد انتهاء العرس ونقل العروس إلى بيت زوجها عليها أن تفك (الجلة) وتُعيد كل شيء إلى مكانه، خاصة أن أغلب الصناديق والدواشك والألحفة والمخدات، والمرايا (المناظر) قد تم استعارتها من الجيران، وهذه عادة دارجة في المجتمع التقليدي بأن يستعير الجيران تلك الأشياء من بعضهم البعض في مناسبات الأفراح وبعد انتهاء العرس تُعاد لأصحابها، فتقوم (الفراشة) بإعادة كل شيء لأصحابة.

وعادة ما تُزف العروس إلى عريسها قبل آذان الفجر بساعتين، على يد (الزفافة، أو الشدادية) حسب المنطقة. حيث تتحمم العروس ليلة الزفاف إذا كانت صغيرة في السن، وغالبا ما تُحمم العروس بنفسها، لكن إن كانت صغيرة في السن تُحممها أختها الكبرى المتزوجة أو إحدى قريباتها، ثم تأتي إليها (الزفافة) وتعشيها وتطلب منها أن تنام، والحفل في الخارج مستمر من رقص وغناء وتوزيع للطعام، وغيره من احتفالات الزواج. وقبل الفجر بساعتين تأتي الزفافة وتوقظ العروس، وتزينها وتلبسها ملابسها وتعطرها وتبخرها وتلبسها ثوباً( عادة مايكون أبيض صبغ بالوان من العطور) مخصصا لليلة الزفاف يكون هذا الثوب قد سبق إعداده بشكل خاص، حيث يُعطر بمجموعة من العطور، مثل العنبر والمسك ودهن العود وماء الورد لمدة ليلة كاملة. ثم تغطي وجهها وتاخذها إلى زوجها. والعروس في هذه الليلة لا يراها أحد، بل أن أهل العروس إن كان بيتهم صغيراً ولا يسع المدعوين تؤخذ العروس إلى بيت الجيران توضع في غرفة خاصة إلى أن يحين موعد الزفاف تأخذها (الزفافة) إلى بيت والدها لتُزف هناك. ومن العادات التي ذكرتها عينة الدراسة المنتمية للبيئة الساحلية أن بعض العائلات كانت تزف بناتها محمولة من قبل الزفافة ومجموعة من العبيد والخدم في سجادة (زولية) أرجعته عينة الدراسة إلى نذر نذرته أم العروس لابنتها أن تزف في (زولية) أو تكون العروس من عائلة مقتدرة، وزفاف الفتاة لعريسها في (زولية) رمز للمكانة العالية للفتاة عند أهلها كذلك دليل على المستوى الاجتماعي العالي للأسرة. وذكرت إحدى الإخباريات عادة مايكون هناك إمراة متخصصة في إعداد وتجهيز العروس قبل زفافها تُقدم لها النصح والارشادات ثم تُسلمها ( للزفافة، أو الشدادية) حسب مسماها في كل بيئة. لتزفها للعريس، الذي يكون قد سبق العروس إلى(الجلة) الغرفة المعدة للزفاف منذ أن غادر المحتفلون وبقي هو وأصدقاؤه يتسامرون حتى موعد الزفاف حيث يغادرون المكان، ثم يدخل عليه أهله مهنئين وناصحين، ثم يغادرون ويبقى هو منتظراً قدوم عروسه التي تُزف إليه قبل آذان الفجر بساعتين وتُخرج عنه بعد آذان الفجر مباشرة وهناك عادة يتبعها أهل المنطقة الساحلية وأكد عليها الكثير أن العروس لا تُزف إلا بعد أن تظهر نجمة معينة في السماء، يُطلق عليها (نجمة العرايس) ويكون الوقت قبل آذان الفجر بساعتين، وما أن يؤذن الفجر حتى تدق (الزفافة) الباب على العريس لاخراج العروس. وللزفافة أجر تحصل عليه من العريس بعد أن تأتي لأخذ العروس بعد آذان الفجر، أو بعد الزفة الثانية وقت الضحى.أما البيئات البدوية فإن جميع عينة الدراسة المنتمين لتلك البيئة أكدوا أنّ العروس لا تُزف في بيت والدها بل بعد انتهاء الحفل يدخل العريس بصحبة إحدى قريباته ويمسح على رأس عروسه ثم يخرج، وينام في مكان آخر قريب من بيت أهل العروس، كما تظهر هذه العادة أيضا عند (البداه) سكان الجبل من البيئة الجبلية كما ذُكر سابقا. وفي الصباح الباكر يركب عروسه على جمل أو أي دابة قد أُعدت لذلك ويذهب بها إلى بيته، وعادة ماتصطحبها نساء من أهلها وقريباتها، كما أكد الجميع أن الأم لا تذهب مع ابنتها عندما تُنقل إلى بيت زوجها. كذلك والد العروس وإخوانها الكبار لا ينامون في البيت في ليلة زفاف العروس، أرجعه أغلب عينة الدراسة حياء من والد وأخوة العروس. ومن العادات التي ذكرتها عينة الدراسة المنتمية للبيئة الساحلية، أن الثوب (المورس) الذي ترتديه العروس ليلة الزفاف، يلبسه العريس في الصباح ليطبع العطر من الثوب إلى ملابسه، ثم يخلعه، ليبقى للعروس تلبسه في بقية ليالي أسبوع العرس. وذكر البعض أن المعرس يلبس (كندورة مورسة) أي صبغت بالزعفران والورس، يستقبل فيها المهنئين في الصباح، ويتميز المعرس بهذه (الكندورة) التي طبعت فيها ألوان العطر وينتشر عبق عطرها في كل مكان يجلس فيه. ومن أشهر الزفافات في الماضي كما ذكرها أفراد عينة الدراسة:

جدول (1) أشهر الزفافات في الماضي:

 

الإمارة الاسم م
رأس الخيمة فاطمة بنت فرحان 1
رأس الخيمة سلامة بنت فرحان 2
رأس الخيمة سندية بنت كياي 3
رأس الخيمة مريم بنت كياي 4
رأس الخيمة سليمة بنت كياي 5
رأس الخيمة وموزة بنت كياي 6
رأس الخيمة شيخة بنت لبقيشي 7
رأس الخيمة لطيفة بنت مزينقا 8
رأس الخيمة موزة بنت جمعة الجرمن 9
رأس الخيمة صالحةبنت مزينجا الزعابي 10
الفجيرة فاطمة حميد بخيت 11
الفجيرة حبشة وتلقب بـ (حبشوه) 12
الفجيرة فاطمة على هاش 13

وعادة مايمكث(المعرس) في البيئة الساحلية وبعض من مناطق البيئة الجبلية المطلةعلى الساحل، في بيت أهل العروس من 3 إلى 7 أيام ثم ُتنقل العروس إلى بيت زوجها بموكب من نساء (الفريج) أي الحي تصطحبها إمراة كبيرة من عائلتها عمتها أو خالتها أو إمراة مشهود لها بالحكمة، تمكث معها يومين أو ثلاثة بهدف التخفيف عن العروس حتى لا تشعر بالغربة في بيت أهل زوجها، تقوم هذه المرأة بنصح العروس وإرشادها.

الصباحية (الصباحة) صباح يوم الزفاف في الماضي

يختلف صباح يوم الزفاف في الماضي من بيئة لأخرى في المجتمع التقليدي الإماراتي بالنسبة للعروسين وذلك حسب عادة الزفاف، فإن كان زفاف العروسين في بيت أهل العروس كما يحدث في البيئة الساحلية في صباح يوم العرس يكون أهل العروس قد أعدوا طعام الإفطار للعريس أهمه «الخنفروش» الذي تعده إمراة متخصصة عادة ماتكون (المحنية أوالزفافة) حسب إتقانها وتميزها في إعداده. كما يُعد الهريس، والخبيص، والخبز الخمير، أو الجباب، أوالرقاق. (انظر الملاحق معجم الكتاب وملحق الصور)، حيث يُقدم له في الجلة التي لا يغادرها صباح ذاك اليوم، ويستقبل أصدقاؤه وأهله فيها، الذين ياتون مهنئين ومباركين. ومن أشهر العبارات التي يرددها المهنئون: «مبروك.منك المال ومنها لعيال. مبروك مادبرت» ويستمر في استقبال المهنئين حتى وقت الضحى موعد زفاف العروس للمرة الثانية (زفة الضحى) حيث تقوم إمراة متخصصة أو الزفافة في إعداد العروس وتجهيزها من جديد حيث تحممها وتعطرها وتلبسها ملابس جديدة مكونة من: الكندورة المخورة، السروال بوبادلة، الثوب الميزع، وتلبسها الذهب، حيث تزين شعرها بالذهب «لشناف» وتزين يديها بالحيول وأصابعها بالخواتم بأنواعها المختلفة، والحزام أيضا من الذهب «الحقب» وتلبسها البرقع على وجهها و«الوقاية المنقدة» على رأسها (انظر ملاحق الصور)، ثم تُغطي وجهها وتزفها إلى زوجها في (الجلة) حتى آذان الظهر، ثم تطرق الباب على العريس، وتُخرج العروس، لتجهزها لاستقبال المهنئين من النساء اللاتي يتوافدن إلى بيت أهل العروس لرؤية العروس، ويقدم للعروسين وجبة الغداء المكونة من الرز (العيش) والدجاج المحشو بالبيض والمكسرات، كما يُقدم لهم أيضا الرز (العيش والسمك) إما أن يكون مقليا، أو مشوياً أو مطبوخاً، أو يقدم لهم الرز(العيش) مع الدجاج بالمرق. (انظر ملاحق الصور)، وفي المساء بعد آذان العصر تجلس العروس على (دوشك أو مجموعة من الدواشك) وهو فراش يعلو قليلا الأرض، له ألوان مختلفة الأحمر أو الأصفر، تجلس عليه العروس وتكون مغطاة الوجه، فتطلب منها إحدى النساء أن ترفع رأسها لتراها النساء اللاتي قدمن للتهنئة، بل البعض يطلب من الزفافة أو المحنية أن تكشف عن وجه العروس ليراها الجميع. وتستمر النساء في التوافد على بيت أهل العروس حتى آذان المغرب. وفي وجبة العشاء يقدم للعروسين الخبز المحلى بالسكر والحليب.(انظر ملحق الصور ) ويختلف نوع الطعام باختلاف البيئة، ومقدرة أهل العروسين المادية. وهكذا يتنوع طعام العروسين طوال مدة بقائهما في بيت والد العروس، الذي يستمر من 4 إلى7 أيام والبعض يكتفي بالثلاثة الأيام الأولى ثم يأكلون مما يصنع في البيت من وجبات عادية. كما تُقام وليمة لمن يأتي مهنئا العروسين في الثلاثة الأيام الأولى وعادة ما تأتي النساء مهنئات أم العروس وأم العريس، فيقدم لهن الطعام المكون من الهريس والخبيص والخبز والحلوى. وعادة ماتكون الوليمة ومقدارها حسب ظروف ومستوى أهل العروسين. أما في البيئتين الجبلية (البداه) والبدوية كما سبق ذكره، والعروس لاتُزف في بيت والدها بل تحمل يوم العرس إلى بيت زوجها وتقام لهما الاحتفالات هناك. ومن العادات المتعارف عليها في الماضي أن يقدم العريس لعروسه صباح يوم العرس هدية يطلق عليها «صباحة» إما أن يقدمها لها في الزفة الأولى قبل أن تخرجها الزفافة من عنده أو في زفة الضحى. وعادة ما يعقد العريس«الصباحة» في «وقاية» طرحة العروس أو ملابسها، وتتنوع الصباحة في مقدارها ونوعها حسب ظروف العريس وقدرته المالية، بأن يُقدم لها خاتما من الذهب، مرية أو أساور ذهبية، أو مبلغ من المال، كل حسب مقدرته. وأكد الإخباريون على أهمية إعطاء المعرس الصباحة للعروس، فهذا دليل على رضائه عنها وفيه تأكيد على طهارة وشرف الفتاة. كذلك كان تُعطى أم العروس هدية في يوم زفاف ابنتها لكن هذه العادة ليست عند كل الأسر وفي كل البيئات وقد أرجع إخباريو الدراسة ذلك حسب ظروف العريس المالية.

بيت الزوجية في الماضي

تختلف عادات نقل العروس إلى بيت زوجها في الماضي من بيئة لأخرى. ففي البيئة الساحلية عادة ما تُنقل إلى بيت زوجها بعد أسبوع من الزواج، وتُنقل العروس بشكل احتفالي من قبل أهلها وجارات أمها، حيث يسمى ذلك «حوال العروس». وُتنقل مساءً في موكب مكون من خالات وعمات العروس والصديقات المقربات من أم العروس، تصطحبهن المحنية أو الزفافة حسب ترتيب ورغبة أم العروس، ويُنقل مع العروس جهازها وحاجياتها من ملابس واثاث بسيط مثل « تكيات، دواشك، إبريق للحمام، وإبريق للوضوء، كرسي الحمام، أغطية للسرير، المبخر(المدخن) الفحم (الصخام) و(المهباش) وهو مايحمل به الفحم من على النار و(لكوار)» تكون الأم قد جهزتها لابنتها ووضعتها في صندوق يحملها (الخدم، أو العبيد) وبعض النساء من أهل الحي ويخرج موكب النساء من بيت العروس كل إمراة تحمل شيئا من حاجيات العروس، تتوسطهن العروس مغطية الوجه تسير بين النساء على الأقدام، إذا كان بيت أهل العريس قريبا أما اذا كان بعيدا فيذهبن على الدواب، إلى أن يصلوا إلى بيت أهل العريس تستقبلهن أم العريس بالترحاب، وتكون قد أعدت لهن وليمة عشاء ، تتعشى النساء ثم يغادرن تاركات العروس في بيت زوجها لتبدأ حياة جديدة، وذكرت إحدى الإخباريات أنه إذا كان المكان الذي جئن منه بعيداً، تبيت النساء في بيت أهل العريس ثم يغادرن صباحا. وعادة ما تبقى مع العروس إمراة كبيرة في السن مشهود لها بالحكمة والعقل، إما أن تكون عمتها أو خالتها أو واحدة من نساء الحي المشهورات، تبقى معها يومين أو ثلاثة، لتقدم لها النصح والارشاد ولتخفف من خوفها وشعورها بالغربة في بيت أهل زوجها. كما ذكرنا سابقا، أما في البيئة الجبلية (سكان المناطق القريبة من الساحل الساحل) فيتم نقل العروس إلى بيت زوجها بعد سبعة أيام من بقائها وزوجها في بيت أبيها، كما يحدث في البيئة الساحلية، بموكب من النساء يحملن «زهبتها» جهازها في موكب من الغناء والأهازيج، تتوسطهن العروس وبجانبها الشدادية وقريباتها مثل العمات والخالات والصديقات المقربات، تستقبلهن أم العريس وتُكرم وفادتهن بإعداد وليمة العشاء، يسلمن على العروس ويتعشين ثم يغادرن تاركات العروس في بيت زوجها، والبعض ذكر أنه قد تبقى معها «الشدادية» لمدة ثلاثة أيام أو يومين.أما في البيئة الجبلية (البداه سكان الجبل) فنلاحظ أن الأمر يختلف، فالعروس لاتُزف في بيت والدها، ففي صباح يوم الخميس يُقدم طعام الافطار لمن بات في (فريج) أهل العروس، من النساء والرجال، من أهل العريس ثم تُعد الركاب لنقل العروس إلى بيت زوجها، في موكب من النساء والرجال مرددين الأهازيج والأغاني الشعبية وإطلاق الأعيرة النارية، حاملين جهاز العروس. كما تم ذكر ذلك في الجزء الخاص بزفاف العروسين. ويتشابه هذا الأمر في عادات الزفاف في البيئة البدوية أيضا لا تُزف في بيت أهلها بل تُنقل مباشرة إلى بيت زوجها في موكب من أهلها وجاراتها يصطحبهم العريس وبعض من أهله وتزف في بيت زوجها. وفي الماضي في كل البيئات (الساحلية، الجبلية والبدوية) من المعيب أن تذهب أم العروس مع ابنتها يوم نقلها لبيت زوجها، لكن قبل أن تغادر العروس إلى بيت زوجها تودعها أمها بعد أن تقدم لها النصائح والوصايا حيث توصيها خيرا بزوجها وأهله فتقول لها: اجعلى أمه كأمك وأباه كأبيك وأخواته كأخواتك، أطيعي زوجك «لا تراددينه» أي لا تُردي عليه بالكلام ساعدي أمه في البيت، «لا ترقدين لين الضحى» أي لا تنامي حتى وقت الضحى. أو تقول لها مؤكدة «هله هله في ريلج وهله» أي الله الله في زوجك وأهله. وفي بعض المناطق الساحلية مثل أهل دبا تقوم «الشدادية» بتقديم النصائح للعروس. وفي الماضي لا تقوم العروس بأي تقاليد عندما تدخل إلى بيت الزوجية وكذلك العريس، إنما يكتفي البعض بنثر الحلوى والمكسرات على العروسين وعادة ما تقوم أم العريس بذلك تعبيرا عن فرحها وسعادتها بقدوم العروس. والبعض يكتفي بالزغاريد، والبعض يدخل بالغناء. وعند وصول الموكب إلى بيت أهل العريس تقوم (الزفافة) أو (المحنية) المرأة التي ستبقى مع العروس يوما أو يومين بإدخال العروس إلى غرفتها التي تكون قد أُعدت لها من قبل أهل العريس، فلم تكن هناك بيوت مستقلة بل كانت العروس تعيش مع أسرة أهل زوجها حيث كان نظام الأسرة الممتدة هو النظام السائد. وعادة ماتزور أم العروس ابنتها بعد أسبوع من زواجها إن كان البيت قريبا، لكن إن كان البيت في منطقة بعيدة قد تطول المدة إلى شهر. وعادة عندما تزور الأم ابنتها تحمل لها معها حاجيات لغرفتها التي تسكنها مثل: مخدات، دواشك، (كرخانة) مكينة خياطة، (شربة) أو (ايحلة) للماء،(شت) سلة من السعف توضع فيها الملابس وغيرها مما قد تحتاجه في غرفتها. فبعض الأسر كانت تُجهز للعروس الغرفة التي ستعيش فيها مع زوجها فلا تحتاج لأي شيء من أهلها، والبعض لا يُجهز لذلك تقوم أم العروس باكمال النواقص التي تحتاجها ابنتها. فكل حسب ظروفه.

الحياة الزوجية في الماضي

في الماضي كانت الفتاة تتعلم شؤون البيت والطبخ على يد والدتها منذ أن تكون صغيرة فما أن تتزوج حتى تكون قد اتقنت كل شؤون البيت من طبخ وتنظيف وغيره، وهذه من أساسيات تربية الفتاة في الماضي، والتي تحرص كل أم أن تُعلمها لابنتها جنبا إلى جنب مع عادات الأدب الاجتماعي (السنع)، لذلك لاحظنا أن التركيز على اتقان الفتاة لشؤون البيت من طبخ وتنظيف لم يكن من شروط المواصفات التي تحرص الأم على التاكد منها عندما تبحث عن فتاة لتخطبها لابنها فهي أمور بديهية متعارف عليها، وعادة ما تأتي الفتاة إلى بيت أهل زوجها وهي تتقن شؤون إدارة البيت والطبخ، لذلك فمن الضروري أن تُساعد أم زوجها في الطبخ وإعداد الطعام، وتنظيف البيت، وتريح أم زوجها، أما إذا كانت الفتاة صغيرة لا تتقن إدارة شئون البيت والطبخ وغيرها من شؤون المنزل فتقوم أم الزوج بتعليمها حتى تتقن ذلك ثم تترك لها إعداد الطعام وتنظيف البيت وغيره. «أم الريل تربي مرت الولد على ايديها» أي أم الزوج تُربي زوجة ابنها على يديها. وتكتفي هي بالاشراف العام. أما الإدارة العامة للبيت فتبقى في يد أم الزوج. ولم تكن هناك بيوت مستقلة للزوجين، بل كانت العروس تعيش مع أسرة أهل زوجها حيث كان نظام الأسرة الممتدة هو النظام السائد في المجتمع الإماراتي التقليدي حيث تسكن الفتاة في بيت أهل زوجها الذي يسكن فيه أم الزوج وأبوه، وأخوته وأخواته، ويكون معهم أخوته المتزوجون وزوجاتهم والزواج في خمسينات القرن الماضي حتى بداية قيام الإتحاد لم يكن يُكلف العريس الكثير فقد كانت أقل تكلفة كما ذكر الإخباريون، 70 روبية حسب العملة المستخدمة في ذاك الوقت ثم بدأت في الازدياد حتى وصلت إلى 2000 ريال حسب العملة المستخدمة في تلك الفترة قبل قيام الإتحاد وصدور العملة الرسمية للدولة وهي الدرهم. وهذه التكلفة كما ذكر الإخباريون تشمل المهر وما يُصرف على العرس من طعام وغيره من أمور تتعلق بالزواج . فاغلب تكاليف العرس كانت تُقدم من أهله وأقاربه على شكل «عينية» أي مساعدات.

عادات كانت تقام في الأفراح قديما واندثرت في الوقت الحالي:

من الأشياء التي تُقام في الأفراح قديما وضمن عادات الزواج وتقاليده في الماضي، واندثرت في الوقت الحالي على النحو الآتي :

جدول ( 2 ) العادات التي تقام في الأفراح قديما واندثرت في الوقت الحالي

لم يكن للعروس حق اختيار الزوج أو رفضه 1
الفتاة كانت تتزوج في سن صغير دون سن الرشد. لم تعد الفتيات يزوجن من سن 10 - 14 2
طرق التعرف على الفتاة وخطبتها (يوم التحميدة، يوم العيد، عند البئر، عند جمع الحطب) 3
أساليب أم العريس لرؤية الفتاة التي وصفت لها لتخطبها لابنها. 4
عدم السماح للعريس برؤية خطيبته إلا يوم الزفاف. 5
معتقدات عقد القران والخوف من الربط والشر بالعروسين. 6
عدم السماح للعروس بحضور مجلس عقد القران أو التوقيع على العقد. 7
خياطة ملابس العروس في بيت والدها على يد نساء (الفريج) الحي. 8
نوع ملابس العروس ومديلاتها. 9
أماكن ومحلات شراء الملابس والذهب. مثل(بيت المصلي وبيت المرباخي) 10
نقل (الحاضر) جهاز العروس وطريقة عرضه على المدعوين ونقله من بيت لآخر. 11
طرق وأساليب الاعتناء بالعروس وأدوات ومواد العناية بها. 12
إعداد الغرفة المعدة لزفاف العروسين (الجلة) وتجهيزها في بيت أهل العروس. 13
زفاف العروس في بيت والدها. زفتا الفجر والضحى. 14
لبس العروس للبرقع بمجرد ان تُخطب وتتزوج. (لاتزال هذه العادة باقية عند بعض من الأسر البدوية) 15
طبخ طعام يوم العرس أمام بيت العروسين وعلى يد طباخين من أهل (الفريج). الحي. 16
طريقة وأسلوب دعوة الناس للعرس. 17
طريقة حناءالعروس واستخدام الحناء العربي الخاص بدون أدوية أو إضافات.وأداة الحناء (عود كبريت، أو باليد، أو بورقة من أوراق النخيل "خوصة من النخل) 18
بقاء العروس والعريس سبعة أيام في بيت والد العروس. 19
الطعام الخاص الذي يُقدم للعروسين لمدة سبعة أيام (الخنفروش، الدجاجة المحشوة بالمكسرات) 20
نصب شراع في بيت والد العروس تخاط تحته ملابس العروس على يد نساء (الفريج).الحي 21
تعاون أهل (الفريج) الحي في طبخ الطعام دون مقابل . 22
الصباحة أي الهدية التي لا بد أن تُقدم للعروس من قبل العريس صباح يوم العرس. 23
نقل العروس إلى بيت زوجها بموكب من النساء حاملات حاجيات العروس سيرا على الاقدام أو استخدام الدواب. 24
الصباحة أي الهدية التي لا بد أن تُقدم للعروس من قبل العريس صباح يوم العرس. 25
اختفاء العروس عن الأنظار بمجرد أن تُخطب. (تبقى العروس مخباية) 26
اندثار دور ( الزفافة، والشدادية، والفراشة، المعقضة ، الظفرة) 27
أنواع التسريحات التي كانت تصنع للعروس يوم عرسها(عجفة، أو الشونقي) وتسريح الشعر بالعطر من زعفران ودهن ورد والبضاعة. 28
الفرق الشعبية كان أغلب أفرادها من (ابناء الفريج) وكانت تحي الزفاف بدون مقابل. 29
ضرورة زواج الأخت الكبرى قبل الصغرى. 30
الاستعداد ليوم الزواج قبل الموعد بشهر وامتداد احتفالات الزواج من3 إلى 7 أيام 31
أم العروس لاتتزين يوم عرس ابنتها ولا تذهب معها عند نقلها لبيت زوجها. 32
أبو العروس وأخوتها لا ينامون في البيت ليلة زفاف العروس. 33
اعتقاد أن الفتاة بعد عقد قرانها لا تترك لوحدها خوفا عليها من مس الشيطان. 34
اعتقاد الخوف من عقد القران بين عيدين أو شهر رمضان. 35
تقديم المهر باشكال عينية مثل: بقرة، أو ناقة، أو (قلة تمر) أي جراب من التمر، أو قطعة أرض 36
نوع النقود الروبية الهندية والريال القطري البحريني والريال الفرنس. 37
الارشادات والنصائح التي تقدم للعروسين قبل الزواج من قبل اناس متخصصين اندثرت. 38
زفاف العروس في بيت زوجها في البيئة البدوية وبعض من مناطق البيئة الجبليى 39
الاعتقادأن الفتاة بعد عقد قرانها لا تتركلوحدها خوفا عليها منمس الشيطان 40
توزيع الطعام(وجبة الغداء) على الأهل والجيران قبل العرس بيوم أو يوم العرس. 41
عادة (اللقية والندبة) عند القبائل في البيئة الجبلية 42
تبادل (الاغراض) من حلي، وأثاث مثل الصناديق، الدواشك، السجاجيد والزوالي) بين أهل(الفريج) الحي في مناسبات الزفاف. 43

ملاحظات وإستنتاجات

نلاحظ أن حفل الزفاف كان يُقام في أكثر من مكان، ففي الأيام الأولى من أسبوع العرس تكون الاحتفالات في بيت أهل العريس حيث تعزف الفرق الشعبية ويوزع الطعام، ثم ينتقل الحفل بعد ذلك إلى بيت أهل العروس ففي يوم الأربعاء يُعرض جهاز العروس على المدعوات، وتعزف الفرق الشعبية ويوم الخميس الاحتفال بالزفاف. ويشارك في هذا الاحتفال كل أهل (الفريج) الحي من الجيران والأصدقاء. فأعضاء الفرق الشعبية هم أصلا من أهل الفريج. لكن المدة الزمنية للاحتفال تختلف من مستوى اجتماعي لآخر، وحسب ظروف العريس وأهله. فالغالب أن الاحتفالات في الماضي كانت تستمر أسبوعا، لكن قد تتقلص تلك الأيام ليوم أو يومين حسب ظروف العريس وامكاناته المادية.

نلاحظ من إجابات الإخباريين أنه في احتفالات العرس تُقدم أطعمة مختلفة خاصة باحتفالات الزواج، فالوجبة الرئيسة التي تقدم للمدعوين هي وجبة «العيش» الرز واللحم، سواء في وجبة الغداء أو وجبة العشاء، يصاحبها أكلات أخرى مالحة وأخرى حلوة، ُتقدم في أوقات مختلفة من اليوم فمثلا: للافطار يقدم: الهريس، الخبيص، الخبز بأنواعة: المحلى بالسكر، أو الخمير، أو الكباب. والعسل والبلاليط والثريد والخنفروش واللقيمات بالاضافة إلى الحليب والشاي والقهوة. وللغداء يقدم: العيش واللحم والدجاجة المحشوة بالبيض.(انظر الملاحق، ملحق الصور) واللحم اللذي يُقدم في احتفالات الزواج في البيئة الساحلية هو لحم: الغنم، والبقر، ولحم العجل, كما ذكر أشهر الطباخين في البيئة الساحلية. أما في البيئة الجبلية فكان يُقدم لحم الماعز، أما في البيئة البدوية فقد كان يُقدم لحم (الحوار) وهو الأبن الصغير للناقة. كما نلاحظ أن يوم العرس وقبله بيوم يوزع الطعام المكون من الرز واللحم (العيش واللحم) على الجيران وخاصة في وجبة الغداء. كما ذكر الإخباريون اذا كان هناك عرس في (الفريج) أي في الحي فالجيران لا يطبخون طعام الغداء في بيوتهم لأن الطعام سيأتي من بيت (المعاريس). أي بيت أهل العريس أو أهل العروس.

نلاحظ أنه في صباح يوم العرس لا بد أن يُقدم العريس للعروسه هدية يُطلق عليها «صباحة» نسبة إلى الصباح التالي لليلة الزفاف. ومن المعيب أن لا ُيقدم العريس لعروسة «الصباحة» وكان يقدمها لها بعد الزفة الأولى في الصباح قبل أن تُخرجها «الزفافة» من عنده، أو بعد الزفة الثانية وقت الضحى، وتتفاوت الصباحة حسب مقدرة العريس، فإما أن تكون: خاتم ذهب، أو مرية، أو مقداراً من المال، وهذه العادة يتساوى فيها الغني والفقير.

تُبرز في احتفالات الزواج شخصيات محورية لها أدوار كبيرة في احتفالات الزواج، فيظهر دور الزفافة: وهي التي تعتني بالعروس قبل ادخالها إلى عريسها بالباسها الملابس المعطرة والمبخرة، ثم تقوم بزفها إلى عريسها، ثم تقوم باخراج العروس من عند العريس في صباح يوم العرس، ثم تزفها مرة أخرى وقت الضحى، وللزفافة أجر تحصل عليه إما بعد اخراج العروس من عند المعرس في الزفة الأولى أو وقت الضحى في الزفة الثانية. كذلك تظهر شخصية المحنية: التي تقوم بتحنية العروس ثلاثة أيام متتالية، وللمحنية أجر تحصل عليه من أم العروس التي تقتطعه من مهر العروس، وعادة مايكون مبلغا رمزيا أوعينيا حسب مقدرة وظروف أهل العروس. كما تظهر شخصية «الفراشة» وهي المرأة التي تقوم بتجهيز وترتيب الغرقة الخاصة بالعروسين«الجلة» وقد تقوم الفراشة بأدوار أخرى مثلا: كأن تقوم بتحنية العروس وترتيب غرفة العروسين بالإضافة إلى إعداد الافطار للعروسين لمدة ثلاثة أيام، حسب ماورد على لسان الراوية مريم محمد سيف حميدان التي كانت متخصصة في إعداد وترتيب غرفة العروسين في الماضي. كذلك تظهر شخصية المعقصة: وهي المرأة التي تهتم بتمشيط العروس، وهي إمراة عادة ما تكون تجيد عمل التسريحات الخاصة بالعروس بشكل مميز،أشهرها تسريحة عرفت بأسم «العجفة». والبعض يطلق عليها أسم «شونقي» وفي مناطق مثل خورفكان تظهر شخصية: الشدادية: وهي التي تهتم بالفتاة أو مجموعة من فتيات (الفريج) منذ أن يكن صغيرات وذلك بأن تكون مسؤولة عن تمشيط شعورهن في المناسبات مثل: يوم العيد، حتى يكبرن ويخطبن تقوم بالاعتناء بهن وخدمتهن يوم عرسهن حيث تقوم بدور «المحنية، والمعقصة، والزفافة» صورة رقم (7-8) ثم تكافأ من قبل أم العروس بعد انتهاء العرس بمقدار من المال عادة مايقتطع من المهر.

تظهر مظاهر التكافل الاجتماعي في عادات الزواج وتقاليده في الماضي من خلال عدة مواقف نلاحظهاعندما يجتمع الرجال للاتفاق على المهر ولوازم العرس في بيت والد العروس، يتحدث أكبر الرجال سنا وأكثرهم حكمة، اذا طلب والد العروس مهرا لا يستطيع أن يدفعه العريس للتخفيف عليه، كما يتدخل الجالسون لتخفيف المهر على العريس خاصة إذا كانت ظروفه المادية ضعيفة. كذلك يظهر التكافل بين أفراد المجتمع التقليدي منذ أول يوم للعرس فالعرس الذي يُقام في (الفريج) الحي لا يخص عائلة العريس والعروس فقط، بل يخص كل أفراد (الفريج) الحي فنلاحظ روح التكافل والتعاضد والمشاركة بين أفراد الحي الواحد (الفريج) وتُترجم العلاقات الوطيدة بين أفراد الحي الواحد، منذ الخطوات الأولى للزواج فإذا عزم شاب على الزواج ولم تكن امكاناته المادية تساعده على ذلك كما جاء على لسان أحد الإخباريين أن أبا العريس يذهب إلى الشخص الذي يُعرف بمكانته في (الفريج) الحي وعادة ما يكون له مجلس يجتمع عنده أهل(الفريج ) ويخبره أن إبنه سيتزوج وهو بحاجة إلى المعونة، أو يقول له (هالله هالله بالعينية) فالعينية شيء متعارف عليه بين أفراد الفريج إذا ماتزوج أحدهم، لكنه يوضح له أنه يحتاج للأكثر نظرا لظروفه، وبهذه العبارة يفهم الرجل إن الرجل يحتاج لمساعدة أكثر، وعندما يجتمع رجال الحي في مجلسه يُعلن أمام الجميع أن فلانا سيتزوج وعلى الجميع أن يشارك ويعينه في الزواج، فيبدأ الرجال بتقديم (العينية) أو(الشوفة) للعريس،(يعينون المعرس إلي أييب ذبيحة أو ذبيحتين أو ثلاث، وإلي يعطيه فلوس، إلي أييب يونيتين عيش أو يونية (شكر) كيس من السُكر).أي كل واحد يقدم مايستطيع من إعانات العريس.والعينية ليست منة ولا صدقة بل هي عادة اعتاد عليها أهل المنطقة تنتشر في أواسط الرجال وأواسط النساء، وُتقدم طواعية وبلا طلب، ويقدمها الأهل والأخوان والأصدقاء والميسورون من غير أقارب العريس وتكون «العينية» قبل العرس واثناء تجهيز أهل العريس لجهاز العروس وكانت العينية تُقدم في صور مختلفة كما ذكر الإخباريون، أموالاً أومواد غذائية «عيش، رؤوس أغنام». و«العينية» يردها أهل العريس في مناسبات مماثلة لمن قدمها لهم، إذا هي تعاون متبادل بين أفراد المجتمع. كما تُظهر مظاهر التكافل والتضامن الاجتماعي في عادات الزواج وتقاليده عندما تجتمع نساء الحي في بيت أهل العروس لخياطة ملابس العروس، بروح الفريق الواحد، فكل واحدة تقوم بخياطة جزء من الملابس حتى تكتمل، يعملن كفريق واحد من الصبح حتى المساء، ولم يكن يتقاضين أجراً عن هذا العمل بل يكتفين بما يُقدم لهن من وجبة الغداء التي تعدها لهن أم العروس، والتي يتعاون أيضا في إعدادها. كما يظهر التعاون والتكافل الاجتماعي في تعاون النساء ومشاركتهن في نقل جهاز العروس من بيت العريس إلى بيت العروس. وتعاونهن ومشاركتهن أيضا في «حوال» أي نقل العروس إلى بيت زوجها بعد أسبوع من الزواج. كما يظهر التعاون والتكافل الاجتماعي في مشاركة نساء «الفريج» الحي في إعداد وتجهيز الطعام الذي سُيقدم للمدعوين في أيام العرس، بتنظيف وغسل الرز، كما ذكر أحد الاخباريين، بل يشاركن في إعداد الطعام بتعاونهن مع الرجال المكلفين بالطبخ.و يظهر التكافل في مشاركة جميع شباب ورجال (الفريج) سواء في طبخ الطعام،أو تقديمه للمدعوين، وتوزيعه على بيوت الجيران، ومشاركتهم في استقبال الضيوف، وخدمتهم بتقديم القهوة، والبخور(الدخون والعود) للمدعوين، والمشاركة في الفرق الشعبية التي أغلب أعضائها من أهل الحي، كذلك معاونتهم العريس سواء في استعداده للعرس أو المشاركة في موكب زفافه. ويظهر التكافل أيضا في تبادل الأدوات المتعلقة بالطبخ (القدور) و(الصواني) من الجيران، واستعارة الذهب للعروس من الجيران الذين يملكون الذهب أو الأسر المقتدرة، يعار الذهب وتلبسه العروس ثم يعاد لأصحابه بعد إنتهاء العرس، فالذهب والحلي كان قديما يتناقل بين البنات عند زواجهن بالاستعارة والسلف فلم يكن الذهب كله ملكا خاص للعروس إنما تمتلك جزء منه وتستعير أكثره. وتبادل الأدوات والأثاث الذي تزين به غرفة العروسين«الجلة» من مرايا «مناظر» دواشك، وشراشف، وصناديق وغيرها من الأدوات، تقوم «الزفافة» أو «الفراشة» باستعارتها ثم اعادتها لأصحابها.

كما نلاحظ ظهور المعتقد الشعبي في عادات الزواج وتقاليده في الماضي، فيظهر بوضوح اثناء عقد القران لحماية العروسين من الحاسدين أو ممن يضمر شرا للعروسين أو أحدهما، ويهدف للتفريق بينهما، ومن تلك الإجراءات والممارسات حرص أهل العروسين على أن يكون عدد الحاضرين أثناء عقد القران قليلاً بأن يقتصر على (المطوع) الذي سيعقد القران ووالد العروس والشاهدين الموكلين من قبلها بالاضافة إلى العريس ووالده. والبعض كان يدخل في غرفة بعيدة عن المكان الذي يجلس فيه المدعوون وبعد عقد القران يخرج للمدعوين معلنا أنه تم عقد القران معبرا عن ذلك بإطلاق أعيرة نارية في الهواء. ومن الاجراءات أيضا أن يأمر(المطوع) الذي سيعقد القران الجالسين في المكان أن يجلسوا جلسة التشهد في الصلاة ووضع أياديهم على افخاذهم خوفا من يربط أحدهم حبلاً أو يعقد عقدة أو حتى يحك رأسه فيربط المعرس عن عروسه. ومن المعتقدات أيضا أن بعض الفئات من المجتمع كانوا يعطون العروس قطعة من الحلوى تقوم بمصها ثم تعطيها لأحب صديقاتها أو ابنة عمها لتمصها اعتقادا بأنها ستتزوج بعدها مباشرة. كذلك من المعتقدات أيضا أن الفتاة التي يُعقد قرانها لا تترك لوحدها أي لاتنام منفردة ولا تخرج لوحدها خاصة بالليل خوفا عليها من مس الشيطان. كذلك ذكرت إحدى الإخباريات أن أم العريس في ليلة العرس كان تُسقي العروسين ماء مقروء فيه آيات من القران الكريم تحصينا لهم من المس والحسد.

كما نلاحظ أن هناك ممارسات وعادات تظهر عند الزفاف (البيئة الجبلية، وبعض من مناطق البيئة الساحلية) المعرس لبيت عروسه لاختبار قوته وقدراته، وذلك قبل أن يصل الموكب الذي يزفه إلى بيت عروسه يتوقف الموكب قبل الوصول لباب البيت مقدار عشرة أمتار أو عشرين متر، وعلى العريس أن يركض حتى يصل إلى باب بيت أهل العروس ويدخل إلى الغرفة (الجلة) دون أن يتمكن الشباب المصطفين أمام باب بيت أهل العروس من ضربه. ويتشابه هذا الاختبار مع الاختبار الذي يصاحب الأحتفال بالزواج في المجتمعات البدائية التي لا تزال رواسبها موجودة في المجتمعات المتحضرة. فمن المألوف في المجتمعات البدائية أن ينظم العرف مجموعة من الشعائر والتقاليد والعادات التي تقوم باختبار قدرة الإنسان على القيام بعمل معين، وتتخذ هذه الاختبارات شكلها من طبيعة العمل أو المهنة التي يراد للفرد أن يقوم بها وهي تدل على تحول المرء من مرحلة إلى مرحلة أكبر منها فيطلب منه أن يقوم بتبعات أكبر. ومن أشهر تلك الاختبارات مايصاحب الاحتفال بالزواج بتعريض أجسام الفتيان للبعوض أو النحل لاختبار قدرتهم على الاحتمال وذلك كحلقة رئيسة من حلقات الاحتفال بالزواج، ومن ذلك ضربهم بالسياط لاختبار جلدهم، أو تكليفهم بمهام لها مكانتها وخطرها كالقضاء على وحش مفترس أو الاتيان بهدية نفيسة بعيدة المنال إلا على كل بطل قوي قادر على احتمال شدائد السفر وغيرها من المشاق. وهذا يدل على تشابه بل تماثل بين الاختبارات على اختلاف أنواعها في آداب الشعوب وعاداتهم، شرقية أو غربية أو أسيوية أو أفريقية قديمة أو حديثة4.

ونلاحظ أيضا من عادات وتقاليد الزواج في الماضي أن والد العروس لا ينام في البيت ليلة زفاف ابنته،أرجع الإخباريون ذلك لحياء أبي العروس في يوم زفاف ابنته كذلك أم العروس لا ترتدي ملابس مميزة في هذا اليوم ومن المعيب أن تصطحب ابنتها في الموكب الذي ينقل العروس إلى بيت زوجها «حوال العروس» المكون من نساء الحي وخالات وعمات العروس، تبقى في البيت ولا تزور ابنتها إلا بعد اسبوع من العرس، وفي أغلب الأوقات أن البنت هي التي تزور أمها.

نلاحظ من إجابات الاخباريين أن العروس كلما امتنعت وأبدت رفضها القيام بالخطوات التي تعد لها لتجهيزها يوم عرسها دل ذلك على حيائها وعفتها. فيجب أن لاتُظهر بمظهر الراغبة في الزواج بل عليها أن تُعبر عن رفضها بالتمنع عن لبس البرقع حيث تقوم بشقه مرتين وتلبسه في المرة الثالثة على مضض فلبس العروس للبرقع اعلان لدخولها عالم الحياة الزوجية لهذا تمتنع عن لبسه عدة مرات تعبيرا عن رفضها دخول هذا العالم، و تمتنع عن مد يديها لوضع الحناء عليهما عندما تأتي المحنية لتزين يديها بالحناء، كما ترفض الاستجابة للماشطة التي تمشط شعرها، كذلك رفضها الدخول إلى الغرفة المعدة لزفافها،عندما تأتي بها الزفافة لتزفها على زوجها. ويؤيد ذلك ما ذكره المؤرخون والمستشرقون والمبشرون الأجانب في مذكراتهم عن عادات وتقاليد الزواج في منطقة الخليج، عندما ذكرت الطبيبة ماري برونز أن العرس يستمتع به الجميع إلا العروس التي تجلس في الخلفية ومن المفروض أن تبدو غير راغبة في الزواج. كذاك ماذكره الباحث جون لويس بوركهان عن بعض الطقوس التي تمارس في يوم الزفاف ان العروس هاربة من خيمة صديقة إلى خيمة أخرى، إلى أن يجري الأمساك بها في النهاية و اقتيادها بواسطة مجموعة من النساء ويدخلنها عنوة إلى الخيمة المعدة لزفافها.

نلاحظ مظاهر الرومانسية التي تضيفها «الفراشة» التي يوكل لها بتنظيم وترتيب «الجلة» المكان الذي سيزف فيه العروسان أو يلتقي فيه العروسان لأول مرة، فنلاحظ الرائحة العطرة التي تملأ المكان الذي كان يُضرب به المثل من طيب رائحته (ريحتها كأنها جلة) والألوان التي يطغى عليها اللون الأحمر والأخضر والأصفر، وهي ألوان ترمز إلى البهجة والخير والفرح والهدوء النفسي، كما نلاحظ حرص الفراشة على تنسيق الألوان وذلك بفرش السرير بألوان مختلفة من الشراشف، وتزين جدران الغرفة بالمرايا الملونة، التي تعكس الضوء والألوان في الغرفة ليلا، وتعكس ضوء «الفنر» وهو أداة تستخدم للإنارة قديما لها فتيل يشعل وتمتلئ بالقاز أو صباحا من خلال ضوء الشمس. والتنسيق في وضع الصحون الملونة في الكوة المحفورة في الغرفة كديكور يضاف للغرفة كذلك السقف ينال حظه من الزينة حيث يغطى بالأقمشة الملونة الزاهية الألوان الحمراء والخضراء والذهبية، وجوانب الغرفة تزين (الزوالي) أي السجاد الأحمر وتثبت بالمسامير، فيصبح منظر الغرفة جذاباً يملأ جميع الحواس، بزينته وزخارفه وألوانه الزاهية ورائحته، فينقل العروسين إلى عالم مختلف من الرومانسية. وهذا يدل على البعد الحسي والجمالي لنساء تلك الحقبة في زمن لم يقرأن فيه عن الرومانسية في الروايات ولم يشاهدنها في تلفاز أو يسمعن عنها في مذياع. )

كما نلاحظ تنوع أشكال ومسميات الملابس التي ترتديها المرأة الإماراتية وخاصة العروس مثل: « دح الماية، (الأمواج) وبوطيرة، بورنقين(لونين)، بوقليم، ثوب شربت، شعر صباح، بوشيك، بوتيلة، دمعة فريد، شمس وظل، ويل، المخوص، لاس، إلحسني بنطر، اليوخ (المخمل) وحلواة ساخنة، صالحني، بوالآنة»، كما يتنوع الذهب بأشكاله ومسمياته فنجد مسميات مختلفة وأنواعاً أيضا فهناك: المرية، الشغاب، الكواشي،لفتور،المرامي،لختوم،لفتخ،الشناف،المرتعشة،الستمي، طاسة الرأس، الهيار، بوجصين، لحيول، حيل بوالشوك،حيل قرض أو دق الهيل،المراصغ، الحقب،الخلاخيل، نجوم توضع على البرقع، المشاخص، لريش.(انظر صورة 9) كما تنوعت العطور وأدوات التجميل عند المرأة الإماراتية فنجد: دهن العود، دهن الورد، دهن العنبر، دهن الصندل، دهن الزعفران، دهن الياسمين،العود، الورس، الزعفران، المسك، الياس، الياسمين، زيت السمسم، بالاضافة إلى الحناء5.

ونلاحظ أن الأسرة الممتدة هي الأسرة السائدة في الماضي، فالفتاة تعيش بعد زواجها في بيت أهل زوجها وُتعد لها غرفة خاصة لها ولزوجها، ويعيش معها في نفس البيت أفراد أسرة زوجها المكونة من أمه وأبيه وقد يكون جده وجدته بالاضافة إلى إخوانه المتزوجين وأسرهم، وأخواته غير المتزوجات.

نلاحظ أن هناك مواسم للزواج في المجتمع التقليدي في الماضي يختلف من بيئة لأخرى، ففي البيئة الساحلية تكثر الزيجات بعد انتهاء موسم الغوص الذي يمتد من4 إلى 6 أشهر وفي البيئة البدوية تكثر الزيجات في فصل الشتاء أما في البيئة الجبلية فتكثر الزيجات بعد موسم الحصاد .

الهوامش

1 - *الإخباري خالد حرية / من منطقة خور فكان/ تم اللقاء يوم الثلاثاء: 20/6/2012

2 - حنظل،( فالح) الشحوح وتاريخ منطقة رؤوس الجبال في الخليج العربي،الناشر(د.ن) 1987ص: 266- 271

3 - لقيوس،(عبد الله راشد) مرجع سابق، ص: 56

4 - الجوهري (محمد )،موسوعة التراث الشعبي العربي، العادات والتقاليد الشعبية، القاهرة الهيئة العامة لقصور الثقافة، وزارة الثقافة، 2012. ص: 46- 49

5 - الجروان، (محمدراشد) مرجع سابق، ص: 60

الصور

* الصور من الكاتبة .

1 - https://cache.albayan.ae/polopoly_fs/1.1477532.1476104718!/image/image.png

3، 4 - تم التقاط الصور من متحف الشارقة للتراث التابع لإدارة متاحف الشارقة. إبريل 2013م

5، 6 - الصورة تم التقاطها من متحف إمارة عجمان.

7، 8 - تم التقاط الصور من متحف عجمان، بإمارة عجمان، ديسمبر 2012م

9 - تم التقاط الصورة من متحف إمارة عجمان، ديسمبر 2012م

أعداد المجلة