فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
46

السحجة المعانيّة لون مميز من ألوان الغناء الشعبي في الأردن

العدد 46 - موسيقى وأداء حركي
السحجة المعانيّة لون مميز من ألوان الغناء الشعبي في الأردن
كاتب من الأردن

يتميز الغِناء النابع من عامة الشَّعب، عن الغِناء الذي يبدعه الشُّعَرَاءُ المحترفون ببساطة المعانيّ، وبطرافة الأفكار كما يتميز أيضاً بالعفوية المحببة وبصدق الإحساس البريء من التكلف الممجوج ومن الحذلقة المستكرهة1.

في مدينة معان جنوب الأردن كانت الأَغَانيّ الشَّعبيَّة مُنتشرة بشكل كبير منها ما هو بالأصل من الأشعار وبعضه كان الأهالي يقومون عَلَى تأليفه خلال الـمُنَاسَبَات وبشكل عفوي2، ونوع أخير وهو ما تم تناقله من جيل إلى جيل، ومن ثَمَّ تم تطويره وأضيفت إليه نصوص جديدة أو تم تحريفه حسب الحالة أو المناسبة وهكذا، ولم يُعرف حتى الآن من هو المؤلف الأول لهذه الأُغنيَة التي ظلت تتردد إلى يومنا هذا.

فقد اعتمدت الأُغنيَة عَلَى اللهجة العَامِّيَّة المبسطة في بنائها اللغوي، وسهولة استيعابها وتذوقها نظراً لبساطة عنصري بنائها اللغوي والموسيقي، إضافة إلى التلقائية والوضوح والعفوية في التعبير والروح الجماعية في التأليف والتلحين والأداء3. أو ما يعرف باللحن الفلكلوري الشائع بين أفراد وجماعات المجتمع، إضافة إلى المضمون الشَّعبيّ4.

أما الرقص الشَّعبيّ- دون غيره من المأثورات – اختص بالمحاكاة، فقد كان الإنسان البدائي، يحاكي حركات الطبيعة والحيوان ثم الإنسان نفسه بيد أنه مع مرور الزمن أصبح يحاكي الأفعال والحوادث5.

وفي مدينة معان يقوم الأهالي بأعمارهم المختلفة بأداء الرقصات الشَّعبيَّة المتنوعة التي تميزت بتنوع ألوانها وأشكالها مع مراعاة العادات والتقاليد، ويقوم الرجال بذلك ببراعة فائقة في أداء رجولي أصيل يتناسب مع المناسبة الـمُقامة كمجموعة واحدة وبحركات متناغمة مع مرافقة الأَغَانيّ الشَّعبيَّة وأدوات موسيقيّة كالطبل والدف والشبابة، فالرجال بمختلف أعمارهم يؤدون الرقص الشَّعبيّ في الـمُنَاسَبَات والاحتفالات في أماكن وساحات مفتوحة في الأحياء يتخللها إظهار القدرات لكل مُشارك مما يُضفي منافسة مميزة.

السحَجَه المعانيّه

«سحج» أحدى الكفين أثناء الصفق عن الآخرىن، بمعنى ضَرْب الأَكُفّ بعضها بعض بشكل يسمع له صوت بحَمَاسة، و«المعانيّة» نسبة إلى مدينة معان التي اشتهرت بها.

والسحجة شعر شعبيّ أخذ اسمه من الرقصة الفلكلورية المرافقة له وهو شعر زاخر بالمعاني ذات الدلالات في مختلف ضروب العادات والتقاليد السائدة في المجتمع، كما أن للسحجة لوناً غنائياً يغوص في بحر زاخر من الأمثال والحكم والأقوال في إحكام شديد من الترابط والإيحاء6. في أبيات شعرية مميزة بمعانيها تجاوز عددها الألف بيت.

السحجة القديمة

إن أكثر شخص يُمكن أن يصف لنا السحجة القديمة هو الشيخ حمزة العربي الذي عاش في معان وعمل فيها قاضياً خلال الفترة (1922-1931م)7، حيث وصفها قائلاً: «يحتفلون في الأعراس، فيقيمون الأفراح ويطعمون الطعام ويتخذون الولائم وينحرون الإبل ويذبحون الذبائح، فيجتمع الرجال من بعد صلاة العشاء حيث يرتدي كل من أولئك الشبان أفخر ما لديه من الثياب العربيّة، ويحتزم بحزام يتألق بأمشاط الفشك(رصاص البنادق) الجميلة، ويبيتون هناك تلك الليلة يحيونها في فرح وسرور، يتناشدون فيها أشعارهم المشتملة عَلَى الغزل والنسيب8، والوصف والتشبيب9، والفخر والحماسة، إلى غير ذلك من فنون الشعر التي لا تزال تتجلى في أشعارهم، وما تلمسه بالذوق الرهيف10 من المعاني الرقيقة في نظمهم، وما يباشر قلبك من الأحاسيس التي تتذوقها في أغانيهم التي يسمونها «بالسّحجة» وغالبها في الفروسية والشجاعة، ولأهالي معان في ذلك النبوغ11 عَلَى غيْرهم ممن يجاورهم من أهل هذه القرى، ولاسيما في الأعراس حيث تجدهم يجتمعون من كل صوب، فيحيون ليلة العرس إلى أن يسفر الصبح وقوفاً عَلَى الأقدام، يتمايلون يميناً وشمالاً وخلف وأمام تخامرهم لذة الطرب والغرام.

ولهم في هذا الرقص كيفيات12 منظمة، حيث يشكلون حلقة منهم يوقدون في بحبوحتها13 ناراً تضيء عليهم ويصطلون بوهجها14، إذا كان العرس في فصل الشتاء، هذا ما يتخذونه من المصابيح الإفرنجية «اللوكسات» المتألقة كأنّ كل مصباح منها كوكب وقّاد15 في جنح الدّجى16، ورواة هذا الشعر منهم أشخاص اختصاصيّون يحفظونه جيداً ولا يغيب عنهم منه شيء، فيبتدئ أحدهم بأول بيت من القصيد بضرب مخصوص عَلَى أن يناسب اللحن الذي شرع17 به من ذلك الغناء، فيتلقاه منه كل من انتظم في عقد تلك الحلقة، ويكون هو واسطة ذلك العقد، أو كما قال الرصافي: «(فتحسبه بدراً وهم هالة البدر) يتنقل بهم من ضرب إلى ضرب، ومن لحن إلى آخر ومن قصيدة إلى غيرها، وتراهم يرقصون رقصاً منظماً يناسب أوزان ذلك القصيد وضروبه ويلائم لحن ذلك الغناء، وقد يقسمون تلك الحلقة إلى قسمين على هيئة قوسين متقابلين، يتصدر كل قوس واحد من أولئك الشُّعَرَاء، فيبتدئ بالبيت من شعر يرتجله لقومه الذين تصدرهم، فيعيدونه معه إنشاداً، ثم يسكتون هنيهة18 فيبتدئ شاعر الفريق الثاني ببيت يرتجله في جواب الأول يشاركه فيه حزبه إنشاداً، وهكذا لا يزالون يتساجلون على هذه الكيفية جانباً من اللّيل، وربما نظموا منهم سلسلة هم حلقاتها على هيئة قوس يشكل نصف دائرة بين يدي تلك الدار ينتهي أحد طرفيها بجانب المنزل الأيسر، والطرف الآخر ينتهي إلى الجانب الأيمن، وفي طرف من قابي19 قوسها أحد أولئك الشُّعَرَاء المجيدين يرتجل في شعره بطريقة المساجلة المتقدمة بيتاً من النشيد ويجيبه الآخر ببيت، والسيدات يزغردن، يمزجن زغاريدهن بأصوات أولئك الأسود، حتى إذا كلَّ20 أحدُهم فأحس بالتعب واحتاج إلى الاستراحة انفصل بلطف وانخرط غيره في موقعه من ذلك العقد».

ويضيف21 «وتراهم في حال رقصهم يصفقون بأيديهم تصفيقات حادّة توازن تلك الألحان ولا تختلف عنها قيد شعرة بعدد مخصوص مضبوط، وربمّا أنهم فصلوا بين ضربات ذلك التصفيق بسكتة صغيرة كي لا يختل وزنه مع أوزان ضروب تلك الأنغام، هكذا مثلا : طقطقطق سكتة طقطقطق سكتة، والغالب في هذا التصفيق أن يكون في حالتي الانحناء بالرؤوس والرفع من ذلك الانحناء والكستات فيما بين ذلك، ويصفقون وأيديهم ممدودة للغاية، فإذا انتصبوا قياماً صفقوا بها وهي مرفوعة مما يلي الرأس مواجهة، وإذا انحنوا صفقوا بها وهي ممدودة مما يلي الركب، فيطقطقون ثلاثاً في حالة الرفع وثلاثاً في حالة الانحناء ويسكتون، أي يفصلون بين ذلك، وإذا ازداد معهم الوجد وخامرت أفئدتهم لذات الغرام يبالغون في الانحناء حتى يكادوا يصلون إلى الأرض بجباههم، وفي الرفع حتى تكاد تتثنى متونهم (ظهورهم) إلى الوراء، ويفصلون أيضاً بين الطقطقة والثالثة بفصل صغيرة جداً حتى لا يكاد يشعر به السامع، فتكون الاثنتان الأوليان والثالثة منفردة تقريبا هكذا (طقطق طق) وعلى كل، فإن المستمع يتخيل في مثل تلك المحافل معاني الشجاعة العربيّة والفروسية والفخر والحماسة، ورقة الغزل والنسيب والصّبابة والتشبيب، كأنها متجسمة تكاد تلمس بالبنان، ويتصور أُسْد الشَّرى وفرسان الوغى مما يملأ القلب مسرة ويفعم الصدور انشراحاً».

السحجة الحالية

هي ذاتها السحجة القديمة، لكن الاختلاف أن السحجة الحالية يقوم عَلى أدائها مجموعة يحفظون أبيات من الشعر ويكررون ما يحفظونه من أبيات دون وجود شاعر يبتكر أبيات جديدة وآخر يجاريه، بنفس الطريقة والأداء.

والسحجة مكونة من كلمات جميلة ذات معاني رددها الآباء والأجداد، ويقوم بأدائها عدد كبير من الرجال الكبار في السن وتكون في البداية على شكل صف طويل من هؤلاء الرجال(المشاركين) ويقارب عددهم من 20-40 شخصا وربما أكثر من ذلك، وهؤلاء المشاركون هم أكثر الحاضرين حفظاً للسحجة إذ يبلغ عددها المئات أو أكثر، وتستغرق السجحة ساعات طويلة وعند إتمام عملية الاصطفاف وتزايد العدد يقومون بتقسيم أنفسهم إلى قسمين أو فريقين، أي كل قسم يشكل فريقاً أول والقسم الثاني فريقاً ثانياً يبدأ الفريق الأول بأول البيت والفريق الثاني يكمل شطر البيت وهي22:

الفريق الأول : أول القول نمدح بذكر النبي

ويرد عليهم الفريق الثاني: يا شفاعة محمد وجيرة علي...وهكذا .

وغناء السحجة اقرب إلى المواويل لكن القصيدة، تقتصر على بيت واحد يجمع جدة في مضامينه، من حكم وأمثال وخيال خصب في كلمات قليلة معبرة:

الرمل ما ينعجن والشوك ما ينداس

والسر ما ينطلع على كثير الناس

والحقيقة أن من أراد أن يكتب شرحاً لأحد أبيات هذا اللون من الشعر فإنه سيحتاج إلى كتابة صفحات قبل أن يتمكن من إيصال ما يتضمنه البيت من معاني للقارئ23.

مراحل السحجة

وعن رقصة السحجة يقول الكاتب علي أبو حمده24 في مؤلفه السحجة المعانية: «تكون رقصة السحجة من خلال عدة حركات وأداء معين وعلى حسب النغم والقافية، ومن هذه الحركات الوقوف معاً والجلوس منتصف الصف الثاني والانحناء بالظهر وجلسة القرفصاء مع تصفيق الأيدي وإدارة الوجوه يميناً وشمالاً وحركة الرأس، كما يقوم شخص وربما أكثر بالوقوف أمامهم للمشاركة معهم في جميع الحركات والأداء، كما يتفق البيت مع الحركة منسجماً مع المعنى واللفظ والصوت، والصوت له عدة درجات بطيء ووسط وعالِ ونوع أخر يسمونه الجر «المد». ويقولون «جروها جر» أي أن تكون بطيئة صوتاً وحركة بهدف جعل المشاركين في السحجة يأخذون قسطاً من الراحة دون قطع السحجة25.

ويقول الباحث مصطفى الخشمان26 أن للسحجة مرحلتين: «الأولى عملية إحماء وتُسَمَّى القاف الأول والرقص به خفيف (ميلان نحو اليمين والشمال) مع تصفيق، أما القاف الثاني فيتصف باشتداد الرقص وذلك بضم الأجسام ببعضها وخضوعها للأسفل ثم للأعلى مع التصفيق الملائم للحن ويقوم الرجال بذلك ويرقص أمامهم بالسيف أحد الراقصين»27.

شعر السحجة موزون على وزن بحر البسيط التام28

مستفعلن / فاعلن / مستفعلن / فعلن

ولا بد من توافق قافية الصدر مع قافية العجز، ويأتي الشعر واللحن عَلَى (لحنين مختلفين).

القاف الأول : هو أول ما نبدأ به الغِناء والرقص وهو بمثابة عملية إحماء ويأتي على وزن تفعيلة فاعلن أربع مرات29

أول القـــول نمـدح بذكــر النبـي

يا شفاعة محمـد وجيرة عـلـي

القاف الثاني : يبدأ به المغنون والراقصون بعد فترة من غِنائهم للقاف الأول وتأتي تفعيلته على وزن30:

مستفعلن / فاعلن / مستفعلن / فعلن

أغاني النساء في السحجة

كانت النساء تغني أغاني السحجة في مجموعة تقف بشكل دائرة وتمسك كل واحدة بحزام جارتها وتقف في وسط فتاة تحمل في يديها (دفاً) صغيراً أو (محقان سكر) ومع النقر عَلى الدف وخبط الأرجل الخفيف تتحرك المجموعة بنقلات موزونة ومتساوية ويغنين أبياتاً من السحجة موجهة من المرأة للرجل، ومن هذه الأَغَانيّ التي تعتمد عَلى وحدة البيت الشعري دون ارتباطه بالأبيات التي تليه باعتبار البيت قصيدة مكتملة31:

جوزوني وانـا صغيره ما دريت

طلقونــي مــن النذل والا غديت

سايق عليك النبي يا نذل طلقني

ما طول الروح عند النذل غير أبنـي

عَليُوم32 انك يا(فلان) من بني عمي

لاذبح جمل صاحبي واثنين من زمـلي33

ولا بد من التنويه أن المرحوم رشيد زيد الكيلاني الذي عمل معلماً في معان في الأربعينات من القرن المنصرم نقل الكثير من هذا اللون وأدخل بعض التعديلات على بعض الأبيات وأبدل بعض الكلمات ثم قدمها للإذاعة لتغنى بأصوات عدد من المطربين34، ومنها التي غناها الفنان توفيق النمري وهي «ريدها ... ريدها»35 وهي بالأصل من السحجة المعانيّة.

وتتعدد أغراض السحجة المعانيّة ومنها36:

الفخر والغزل والحكم والأمثال والكرم والشجاعة والصبر، وغير ذلك.

نماذج من السحجة المعانيّة37:

-أول القـول نِمــدح بذكـر النبــيّ

يا شِفَاعــة محمــد وجِيـرة عـلــيّ38

-يا قاعدين كلكو ربي يهنيكو

والطير الأخضر يرفرف من حواليكو39

-يا قاعدين كلكو ربي يهنيكو

في وسط بستان طير اخضر يناغيكو

-يا هلَ الفرح ربي يبارك ليكو

كُلّ ازغير40 عَلَىَ الحولِ يُدرج ليكو

-الله عَ الحُب واللي علمونـي إيّــاه

لو طَاح جوا البحر لطَيح أنا وإيّاه41

-الله يجازيـك يا قلبـي وتستاهـل

يا اللي ولّعت المحبـة مع ولـد جاهـل42

-الله يجازيك يا قلبي بجوز رصـــاص

يا اللي ولّعت المحبة مع بنات الناس

-وَنَّيت يا قلب كِل الناس وَنُّولَك

والناس فيهم رجا بَلكِن يَحِنولَك

-يا (بيّ فلان) لا توخذ عَلَى بالك

العِـز عـِزك والنشامى فدوى لك

-يا (بيّ فلان) يا كوم الذهب الأصفر

ياللي قلوبَ العدا منك بتتحسر

-يا (بيّ فلان) يا خيمة عَلَى عمان

يا خيمة العز منصوبة بلا عمدان

-عَجَاج سَرمُوجتك43 يُومِن لَبِستيها

دوا لَعِيني لَن طَبَ الرّمد فيها

-سايق عليك النبي والمصطفى جَدك

خَدك مِن الورد والاَ الورد مِن خَدك

-الزين ناطر دوالـي بالكروم44 بايت

وقلوبنـا مولعـــة من زمن فايـت

-يا بِنت يليّ عَبَـاة الشّب أخذتيها

ثوبً جِديدً وعَلَى صُلِبك45 طويتيها

-الصاحب اللي تـوده تطعمه خيرك

يضحك معك بالحنك وعينه عَلَى غيرك

-ملعون أبو اللي ضرب صبحَهَ46وبكاها

لقطع يمينه واخلّي الدّود يرعاها

-أحبابنا اللي نَسُونا بعد قد الجيب

لابد ما نغتـني والفقر ما هو عيب

-أحبابنا مِن بطانــا فسلّوُ فينا47

مِن قِلة المال باعوا واشتروا فينا

-أحباب يا أحباب مِنَ الغيبات كيـف انتو

ما نبّت الشيب فـوق الراس غير انتو

-مسيك بالخير يابو خدود مِحمّرة

عِز الرفق دوم والاَ فراقِ بالمرة

-مسيك بالخير يا مشمش بعيدانهُ

يللي تحاَربت أنا وأهلي عَلَى شانهُ

-سِلك الحرير48 يجرحك وش حال ملبوسك

حرصك يدنّق49 عليك النذل ويبوسك

-تدحرج المسك مِن جيبه وجرح ساقه

نيّال مِن رافق الحلو وأكل زاده

-يا جالب البُن بيش50 الرطل مِن بنّك

وامبارحه العصر شفت اللي اشترى منك

-ياحباب يومِن سمعنا فرحكم جينا

مِن خوف هرج العتب والدرب ترمينا

-وحلمت يا زين انك بالمنام عندي

وأبيض مِن القطن وأنعم مِن حرير هندي

-إنتو تعزّوا الطَنَبْ والا تخلونه

إحنا نعّز الطَنب وأرواحنا دونه

-روحيني عَن الشّوب51 يا فاطري52

نومِة العصر53 لذة عَلَى خاطري

-واقبلي يا مليحةِ هَلاَ بك هَلاَ

واقبلي كان يرضيك قولت هَلاَ

-أم الحجول سَلمت وأم الختوم فاتت

يا ريتها سَلمت مِن قبل ما فاتت

-والله لزرع طريق معانِ ريحاني

عَشان الحلو غزال البرِ عطشاني

-والله لزرع طريق معانِ لوز اخضر

عَشان الحلو غزال البرِ يتمختر

-والله لولا العنا والدرب ترمينا

البعد ما كادنا لأحبابنا جينا

-لا تحسبكو كثرتكم تغلب جماعتنا

بالسيف مِن وسطكم نوخذ جماعتنا

-ومعان يا ديرتي والكل يهواها

شبابها تنتخي54 والرب يحماها

-قطعت موج البحر عايم ولا ابتليت

ياربي تغفر ذنوبي كلّ ما زليت

-طلقت مِن موزري55 لو انَ لحقناهم

لرد زمل56 المليحة لو ذبحناهم

-البيض57 مثل القطا58 جنّك رفوف رفوف

والسُمر مثل القرنفل بالورق ملفوف

-ابريحة المسك يا بنيّة ذبحتيني

انتي سبب علتي59 يومـ(ن) لقيتيني

-لا تطلعي عَ السلالم والهوى غربي

لا تطلعي عَ السلالم تجرحي قلبي

-والرمل ما ينعجن والشوك ما ينداس

والسر ما ينطلع على كثير الناس

-يا حسرة النذل يوم البيض خلنه

يقعد على الرمل ويعجن عشا منه

-احنا ثلاثة ومن جور الزمان اثنين

يا (احمد) لا تنغبن60 خلي الدمع بالعين

-يا بركة معان جميّ وانتلي ميه

وردن عليكِ الصبايا شوفهن غيه

-إن كان صلبك سخيف تحمل الميله

خذلك جنيهين وأمرح عندنا ليلة

-يا بنت طلي على مرابعنا وشوفي

واللي نَذر نِذر يوم فراقنا يوفي

الهوامش

1. دراسات في الفلكلور الأردني – توفيق أبو الرب ص15.

2. مقابلة مع المرحوم الحاج مسلم محمد الشاويش.

3. الأهزوجة الأردنية – محمد غوانمة ص 247.

4. الأغاني الأردنية في الجنوب – مصطفى الخشمان ص 13.

5. الأغاني الشعبية في الأردن – د. هاني العمد ص117.

6. نسائم الديار – مصطفى الخشمان ص 185.

7. جولة بين الآثار – حمزة العربي – الجزء الأول - تحقيق تركي المغيض ص 130 : 131.

8. النَسِيب : شِعْرٌ غَزَلِيّ (وصفي).

9. التَشْبِيب :شِعْرٌ غَزَلِيّ (عذري).

10. الرهيف : الحَسَّاس.

11. النبوغ : التفوق والعبقرية.

12. كَيْفِيَّة : آلِيَّةُ عَمَل.

13. بُحْبُوحَتها : وَسَطها.

14. وَهَج : حَرَارَة.

15. وَقّاد : مُضِيء.

16. دُجًى : ظُلْمَة.

17. شَرَع : بَدَأَ.

18. هنية : وَقْتٌ قَصِير جداً.

19. قاب : مَسَافَة قَصِيرَة.

20. كَلّ : تَعِبَ.

21. جولة بين الآثار – حمزة العربي – الجزء الأول - تحقيق تركي المغيض ص 131 : 132.

22. السحجة المعانية – علي أبو حمدة ص5.

23. نسائم الديار – مصطفى الخشمان ص 185.

24. علي خالد أبو حمدة : من القلائل المهتمين بالتراث الشعبي في مدينة معان.

25. السحجة المعانية – علي ابو حمدة ص6 ومقابلة مع السيد محمد عواد المحاميد.

26. مصطفى الخشمان: باحث في التراث الشعبي وشاعر فصيح وشعبي.

27. الأغاني الأردنية في الجنوب – مصطفى الخشمان ص 31، وأيضاً نسائم الديار – مصطفى الخشمان ص 218.

28. نسائم الديار – مصطفى الخشمان ص 185 :186

29. الأغاني الأردنية في الجنوب – مصطفى الخشمان ص31، وأيضاً نسائم الديار – مصطفى الخشمان ص 186.

30. نسائم الديار – مصطفى الخشمان ص 186.

31. مجلة الفنون الشعبية – العدد 20 – الأغاني النسائية في محافظة معان – مصطفى الخشمان ص 65.

32. عليوم : تقال للتمني.

33. زملي : الإبل التي أمتلكها ومفردها زمل، وهي التي تستعمل للتحميل فقط.

34. الأغاني الأردنية في الجنوب – مصطفى الخشمان ص 36

35. الأهزوجة الأردنية - محمد غوانمة ص 121: 122.

36. الأغاني الأردنية في الجنوب – مصطفى الخشمان ص 37.

37. الأبيات تم جمعها من خلال مقابلات مع السادة : عادل الطحان، نصري العوض، «علي ناجح» أبو الزيت ،تيسر صبح كريشان، سليمان عدنان أبو الزيت، محمد عواد المحاميد.

38. هذا البيت لازمة أساسية في مطلع غناء السحجة، بينما بقية الأبيات يكون ترتيبها حسب المناسبة .

39. يُغنى في الأفراح تحديدا.

40. ازغير : صغير.

41. التضحية من أجل الحُب.

42. يُغنى بهدف الحث على الصبر.

43. سَرمُوجه : حذاء المرأة.

44. الكروم : من أسماء البساتين في معان.

45. صُلِبك : خصرك، أو أم صِلِيب أي ذات الخصر النحيف.

46. صبحة : أسم امرأة.

47. فسلو فينا : اهملونا، والبعض يغنها (أحبابنا اللي جفونا وفرطوا فينا).

48. سلك الحرير : بمعنى خيط الحرير.

49. يدنق : الأنحناء نحو وجه الآخر .

50. بيش : بكم.

51. الشّوب : حرَّ النَّهارُ، بمعنى اشتدّ حرُّه.

52. فاطر : من أسماء الإبل.

53. نومِة العصر : القَيْلُولَةُ : نومةُ نصفِ النهار، أو الاستراحة.

54. تنتخي : وهي من النَّخوَة وتعني الفخر والحماسة والزهو، فهم يقصدون شحذ الهمم وزيادة الحمية لدى الشباب.

55. موزر : نوع من السلاح.

56. الزّمْل :وهي الإبل التي تستعمل للتحميل.

57. البيض: جمع بيضاء، ويٌقصد بها النساء.

58. القَطَا: طير من نوعٌ اليمام ويطير على شكل جماعات وبيضه مُرقَّط .

59. علتي : مرضي.

60. لا تنغبن : لا تضعف.

الصور

- الصور من الكاتب

أعداد المجلة