فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
5

احتفالية الزواج عند النوبيين

العدد 5 - عادات وتقاليد
احتفالية الزواج عند النوبيين

هناك الكثير من الدراسات التي تناولت عادات وتقاليد الزواج كما يمارسها النوبيون في مناطقهم المختلفة ، وقد تنوعت هذه الدراسات وجاءت في مستويات علمية مختلفة، وما نؤكد عليه أن تقوم الدراسة على أسس علمية ومنهجية، وتوثيق المادة الفولكلورية التي تتناولها من خلال عمل ميداني بالتعامل مباشرة مع الرواة وواقع المجتمع الثقافي.

من هذه الدراسات ما هو متخصص بالفعل، ويتناول بشكل مباشر عادات وتقاليد الزواج والتركيز على الاحتفالية التي تميز ليلة الزفاف وما قبلها عند النوبيين.

إلا أن بعض هذه الدراسات كان نتاجا للاجتهاد، فنحا نحو التعميم الذي لا يعتمد في أحيان كثيرة على وثائق علمية تدعمه أو تؤكده .

وقد مزج البعض الخيال الأدبي والقدرة على الكتابة .. كتابة المقال – مثلا – بالأسلوب العلمي  وكانت النتيجة هذا المزيج من الدراسات التي تحتاج إلى مناقشة وتقييم .

وفي هذه الدراسة نتناول بالوصف عادات وتقاليد احتفال ليلة الزفاف وما قبلها من احتفالات أخرى، وما يصاحب هذه الاحتفالات من أنشطة فنية وغنائية .

ومن الملاحظ أن هناك التنوع والتشابه والاختلاف بين الجماعات النوبية المختلفة فيما يتصل باحتفالية الزواج، ويرجع ذلك في رأيي إلى اختلاف العادات في أصولها بين النوبيين أنفسهم

فعناصر السكان في النوبة مقسمة إلى ثلاثة أقسام كل قسم له عاداته وتقاليده، المستقلة، وفي نفس الوقت تنوع واختلاف العادة في تفاصيلها ومراحلها المتتالية .

الأقسام الثلاثة هي :-

1 – الكنوز

2- منطقة العرب

 3- منطقة النوبيين

وهناك من يقسم السكان إلى قسمين رئيسيين هما :-

1-   الفاد دجا (تنوكى) أي سكان الغرب .

2-   الكنوز(متوكيه) أي سكان الشرق .

عناصر الجماعات النوبية المختلفة ليس هدف هذا البحث، أما التركيز عليه فذلك من أجل توثيق اختلاف عادة الزواج بين عناصر السكان في النوبة وبالتالي تنوع تفاصيل هذه العادة في مراحلها.

وهى دراسة لاتتأتى إلا بعمل ميداني متكامل، يقوم به متخصص في المأثورات الشعبية، إذا عرفنا أنّ جذور التأصل في النوبة قبل وبعد التهجير وحتى الآن باقية ولها فروعها التي قد يحدث فيها التغيير والتطوير ومن ثم التحديث .

أما هدف هذا البحث والموضوع الرئيسي له فهو الاحتفالات التي تقام بدءا من يوم الرباط وهو اليوم الذي يتم فيه طلب العروس من أهلها إلى ممارسة الحياة الزوجية .

وتعتبر هذه الاحتفالات عنصرا مهما من عناصر عادات الزواج ليس في النوبة وحدها وإنما في كل مكان وزمان يحدث فيه زواج، وقد اختار الباحث هذا العنصر من عناصر عادات الزواج في النوبة لما لامسه بنفسه في النوبة الجديدة ومع نوبيين في القاهرة وهو مانسميه بالعمل الميداني الذي تتمثل فيه المشاهدة والملاحظة وتسجيل الظاهرة والتحاور مع حامل الظاهرة أو ما نطلق عليه «الراوي»، وبالتالي ما قرأه الباحث واستفاد به من

دراسات وأبحاث الذين سبقوه في هذه الدراسة البحثية وهم الذين عاصروا وتعايشوا حياة النوبة القديمة قبل وبعد التهجير. هذه المصادر تحتوي على معلومات ودراسات حول ثقافة أهل النوبة.

بالنسبة للنوبة الجديدة فقد قام الباحث بعمل ميداني في مجال التراث الشعبي والعادات والتقاليد الشعبية في مناطق النوبة الجديدة ومواد هذه الدراسة مسجلة صوتيا وكتابيا وموجودة ضمن أرشيف تسجيلات مركز دراسات الفنون الشعبية وذلك في عام 1971. وتكرر هذا العمل عام 1992 حيث شاهد ولاحظ حفل زواج في النوبة الجديدة.

أما بالنسبة للاحتفالات الخاصة للزواج عند أهل النوبة المقيمين خارج النوبة فقد قام الباحث بتسجيلات صوتية ومرئية لأحد احتفالات الزواج التي أقامها جماعة النوبيين في مدينة القاهرة وبالتحديد رملة بولاق عام 1986 وهى مصدر أساسي للتعرف على مدى التغير والتنوع والتحديث الذي لحق باحتفال الزواج بعد هجرة أهل النوبة من أماكنهم الأصلية إلى مدينه القاهرة. وتأثير الحياة الاجتماعية والثقافية على أحداث التغيير والتحديث لهذه الاحتفالات مع العلم بأن أهل النوبة من الجماعات التيٍ تحافظ بشكل كبير على ثقافتها الأصلية مهما حدث من هجرة وتغيير موطن الإقامة، فهو مجتمع متماسك ولكنه لا يغلق الباب كلية أمام عوامل التغيير والتحديث التي سوف تظهر بعض أثارها فيما سنعرضه من الاحتفالية المقامة في مدينة القاهرة .

واحتفالات الزواج لها مراحلها المتتالية وصولا إلى المرحلة الأخيرة وهي مرحلة لقاء العريس مع عروسه وبدء الحياة الزوجية .

1- حفل إعلان الموافقة على الزواج ويتم عند أقارب العروس على أن يقدم العريس إلى أهل عروسه مبلغا من المال متفق عليه وبعض الملابس التي تعتبر إعلانا للزواج .

2- حفل الزفاف الذي يبدأ منذ صباح اليوم المحدد للزفاف عند أقارب العريس ثم الانتقال إلى منزل والد العروس عند الغروب حيث يستكمل حفل الزفاف عند أقارب العروس.

هذا بالنسبة للكنوز والنوبيين.

أما حفلات الزواج عند العرب فهي أكثر من ذلك :-

1- هناك حفل «الطيبة الخارجية» وهو إعلان الموافقة على الزواج ويتم عند أقارب العروس. ويقدم العريس لأقارب عروسه بعض الملابس كما هو الحال عند الكنوز والنوبيين .

2- حفل ( الشيلة ) وهو الخاص بنقل«الجهاز» من منزل العريس إلى منزل العروس ويتم أولا عند أقارب العروس عند وصولهم«بالجهاز» إليهم.

3- حفل (ليلة الحنة) ويقام عند أقارب العريس.

4- حفل ( النهاية ) الذي يتم في صباح اليوم التالي لليلة الحنة في منزل أقارب العريس وهو الحفل الذي يقدم أثناءه (النقوط).

5- وأخيرا حفل (ليلة الزفاف) ويتم عند أقارب العروس.

 

أولاً : احتفالات الزواج فى النوبة القديمة

تبدأ أحتفالات الزواج بعد الاتفاق بيوم الرباط استعدادا لعقد القران، فقبل أسبوع من عقد القران تخرج سيدة مسنة تحمل طبقا من الخوص في داخله إناء خشبي توضع فيه الروائح العطرية من محلب وقرنفل تمشي هذه السيدة في القرية، تتغنى بأمجاد عائلة كل من العريس والعروس ويكون ذلك بمثابة دعوة لكل نساء القرية ليذهبن لمشاركة أهل العروس استعدادا للفرح، ويعتبر ذلك إعلانا شرعيا للزواج.

تذهب النساء والفتيات الى منزل العروس يساعدن في طحن الذرة والقمح والخبيز وإعداد البلح والفشار وتقدم هذه الأطعمة  في الولائم احتفالا بالزواج .

وأثناء عمل النسوة يغنين للعروس والعريس أغاني، منها ..

تدلل وتهاد في مشيتك يا من أصلك طيب

يا من أتيت من جزيرة ساب، سابحا

حيث توجد التماسيح ولم تخف

 

وإذا كانت هذه المشاركة من جانب النساء تعتبر تعبيرا عن المشاعر الطيبة فهي في الوقت ذاته تقدم في مقابل مشاركة سابقة من جانب أهل العروس كما هو الحال فيما يتعلق بالمشاركة في الرقص.

 

الاحتفال بليلة الحنة

يقام في هذه الليلة احتفالان كبيران، احدهما في منزل العروس ويقتصر على أهلها أما الاحتفال الآخر فيقام في منزل العريس إذ يحضر أصدقاؤه ليشتركوا في الاحتفال بالغناء والرقص والعزف على الطار.

يبدأ الاحتفال بتقليد خاص هو أن تقوم إحدى السيدات المسنات المحرمات عليه كجدته أو خالته مثلا بإحضار صحن به ماء وحناء، تقوم هذه السيدة بتخضيب جسم العريس من رأسه إلى أخمص قدميه ويرتدى في هذه الأثناء جلبابا قديما دون ملابس داخلية وذلك من أجل سهولة تحنية كل جسمه ودون أن يخسر جلبابا جديدا. ويقوم أصدقاؤه من الشبان وخاصة غير المتزوجين بالممازحة أثناء تخضيبه وهو مزح فيه تفاؤل من أجل الالتحاق به والزواج مثله، وذلك بعد أن يأخذ كل واحد منهم قطعه من الحنة يدهن بها جزءاً من جسمه ثم يحنون أيديهم أيضا.

ثم تبدأ عملية «النقوط» وذلك بأن يجلس العريس وأمامه صحن الحناء وعن يمينه أحد أصدقائه الذي سوف يلازمه طوال أيام الفرح يحمل سوطا في يده وعن يساره آخر يحمل سيفا. هؤلاء هم حرسه من الحسد والجن والشياطين أو وزراؤه وهو بينهم «السلطان» ويجلس بجوار العريس شخصان أحدهما يحمل كراسة يدون فيها النقوط الذي يدفع للعريس واسم صاحب النقوط، ويصيح الآخر قائلا «شوبش».. شوبش فلان ابن فلان دفع كذا..

وبعد أن تنتهي مراسم الحنة والنقوط يتبادلون العشاء ويقوم الموجودون بعمل حفل ذكر ثم يغنون ويرقصون، وقد يبدأ الاحتفال من رقص وغناء قبل ليلة الحنة بأسبوع.

ومن الأغاني التي تؤدى في «ليلة الحنة» هذه الأغنية.

إنها من مالك الحلال

أركب يافتى

وتدلل في مشيتك ... وتهاد

اركب العريس ....

 

ومن الأغاني التي ينشدونها في حفل الذكر بعض القصائد الدينية التي يرددها أتباع الطريقة المرغنية الصوفية .

مرحبا يانور عيني مرحبا

جد الحسين مرحبا

انت نور فوق نور مرحبا

ياكريم الوالدين مرحبا

ياكريم الوالدين مرحبا

مثل حسنك ما رأينا مرحبا

قط يانور الصدور مرحبا

 

 وهناك أغنية أخرى

فرقوا الشربات

واجمعوا الأحباب

خذوا عريسنا

واعزفوا لحن الدلال .

 

وفى منزل العروس تمارس نفس العادات ونفس الأغاني والرقص إلا أن الرقص في هذه الحالة يكون من جانب الفتيات والسيدات.

وتحنى العروس وتستحم ولا تبقى الحنة إلا في يديها ورجليها فقط، وكذلك بالنسبة للعريس. وتقوم الفتيات أيضا بالمشاركة في تخضيب جسد العروس بالحناء في نفس الوقت الذي يقوم به الشبان بنفس العمل بالنسبة للعريس.

الاحتفال بيوم عقد القران

فى اليوم التالي وهو يوم عقد القران، وبعد الغداء يجتمع نفس الأصدقاء والصديقات الّذين كانوا موجودين في الاحتفال بليلة الحنة... يذهب أصدقاء العريس معه إلى النهر من أجل الاستحمام وقبل الوصول إلى النهر يجري العريس ويسبق أصدقاءه وكل منهم يحرص على ألاّ يسبق العريس، فالعريس دائما عند النوبيين هو الذي يفوق كل الشبان في كل شيء، وبعد أن يخرج من النهر يطلق البخور ثم يرتدي ملابسه الجديدة البيضاء، ويعطي الملابس القديمة لأحد المسنين الموجودين من الفقراء، ثم يتوجه العريس إلى منزله وسط أصدقائه، وعند المنزل يكون في انتظاره شيخ الكتاب الذي تعلم فيه العريس وهو صبي، ومع الشيخ مجموعة من الصبية يدرسون في الكتاب القرآن الكريم والقصائد الدينية يقابله شيخ الكتاب ومن معه بالغناء الديني والإنشاد، ومن هذه الأغاني الدينية:-

الله الله احمد حبيب الله

الله الله احمد حبيب الله

بنبدى بذكر الله

 سبحان الله  جل الله

احمد حبيب الله

احمد حبيب الله

سبحان الله          جل الله

سبحان الله          جل الله

             احمد حبيب الله .

 

وبعد أن ينتهي الفقيه أو شيخ الكتاب من الإنشاد الديني يقدم له أهل العريس صحنين من الخوص أحدهما به قمح والآخر به بلح وكل من الصحنين مغطى بقماش الدبلان الأبيض الذي يخيطه بعد ذلك ثوبا.

ثم يخرج العريس من المنزل بصحبة أصدقائه والفقهاء الذين كانوا يقرءون القرآن ليتوجهوا إلى منزل العروس، وفى طريقهم لابد أن يمروا بسبعة بيوت مجاورة وأن يكون طريقهم من جهة خروج العريس من منزله.. وأمام كل منزل من السبعة منازل يتوقفون، ويقدم أصحاب المنزل للفقراء صحنا به فشار وآخر به بلح. وهكذا من منزل إلى آخر إلى أن تنتهي المنازل السبعة، وأثناء سيرهم تغنى النساء للعريس ومن هذه الأغاني:-

إنه ابن بار أصيل

يا صلاة النبي

وذهبنا للنبي

في الحجاز

ربنا يتم ديننا بالحج

 

ويغني أصدقاء العريس بدورهم ويطلبون منه أن يسير متهاديا متعاجبا قويا كالتمساح، فالرجل يوصف في مشيته بأنه كالتمساح وتوصف الفتاة بأنها كالنعامة.. ويطالبون العريس في أغانيهم بأن يمشى في الزفة متهاديا قويا، وتفرق الشربات فرحا به (عند الكنوز) وتفرق الملبس فرحا به أيضا (عند الفاددجا) وذلك من أجله ومن أجل عروسه.

ولا يقتصر الاحتفال على الرجال فقط بل تشارك النساء في الاحتفال بالزغاريد والأغاني والرقص.

ومن الرقصات المشهورة (الرقصة الوسطانية) وتتكون من مجموعة من النساء، ويصطففن في نصف حلقة متماسكات الأيدي ويتحركن في حركة بطيئة، نصف خطوة إلى الأمام ثم إلى الخلف بالرجل اليمنى ثم باليسرى، ثم يهتززن مع المجموعة يمينا وشمالا، ثم يتقدمن بصدورهن في انحناءة خفيفة، ثم تتقدم إحدى السيدات من الجهة اليمنى وترقص في حركة أسرع وتسمى هذه الرقصة بالرقصة الوسطانية إذ أنّ هذه السيدة في وسط الحلقة، ويقف الرجال ويعزفون الدفوف والنساء على الجانب الآخر في نصف حلقة أيضا، وبينهم المغني والمرددون.

ويصاحب هذه الرقصة أغنية تتغزل في بالعروس التي ستنتقل إلى الديواني وهى حجرتها الخاصة وستستقبل أصدقاءها فيها وكذلك سيفعل العريس.

هذه الأغنية يطلق عليها (بلاجة) وهى من أشهر الأغاني عند الفاددجا وكثير من الكنوز يغنونها أيضا مع تغيير بسيط في الأداء :-

أيتها الفتاة المدللة

أسعد الله صباحك بعد ليلة سعيدة

اذا كنت انت المدللة التي أحبها

سأجلسك على أعلى برش عندي « غجري »

ستجلسين على « الغجري »

وسأحضر آنية الكحل لتتكحلي

وسوف أخلي المنزل حتى نسمع

آذان الشيخ محمد وصوت الديك في الفجر

وقد أخليت الديواني

وتركته من أجلك وحدك

فتمايلي وتدللي يافتاتي الجميلة المدللة في الديواني

فليس هناك من يشاركك الدلال في الحجرة

ولا أحد يشترك معك في ملكيتها

فتدللي بمفردك يا محبوبتي

 

ويستمر الموكب بالأغاني والرقص إلى أن يصلوا منزل العروس، فيقابلهم أهل العروس بالزغاريد ويستقبله أهل العروس أيضا من الرجال ويدخل معهم وأصدقاؤه، وحينئذ يتوقف الغناء والرقص وتبدأ المراسم التقليدية لعقد القران.

 

ثانيا : احتفال زواج نوبي في القاهرة

كان ذلك في سنة 1986 حينما قام الباحث بمشاهدة زواج نوبي في القاهرة قام به هؤلاء النوبيون الذين استقروا في القاهرة منذ بدء التهجير وبناء السد العالي وتقابل مع كثير منهم وتحدث معهم عن مدى استمرارية العادات المتبعة في النوبة سواء كانت قبل أو بعد التهجير، وقد خلص من حديثه معهم أنّ النوبي نوبي بكل عاداته وتقاليده وموروثاته حتى ولو هاجر المنبع وسكن المهجر أي مهجر، بعيدا عن منبع موروثاته التي تحمل في طياتها كل عاداته وتقاليده وموروثاته، فهو منتمٍ لها كل انتماء حتى ولو لاح تغيير وتطوير بل وتحديث في موروثاته، فإن هذا التغيير والتطوير وحتى التحديث يكون ظاهريا في الشكل لا في مضمون الموروثات، لأن الجذور ثابتة والذي يحدث فيها من تغيير قد يكون في فروع الجذور، والفرع قد يذبل وينبت غيره، لكن الجذر مازال فى قوة ثبوته.

حرص الباحث على أن يشاهد ويلاحظ الاحتفال من أوله فكان فى مقدمة من حضروا من المدعوين وقد دعاني زميل نوبي كان يعمل معنا كباحث في مركز دراسات الفنون الشعبية. وله اهتمامات خاصة بالمأثور الشعبي وخاصة المأثور الشعبي النوبي، شأنه شأن الإخوة النوبيين الذين في حكم التأصل النوبي العريق وإن اختلف مظهر التقليد عن الجذور الأصيلة في العادات التي مازالت متبعة في النوبة الجديدة، لأنه- على ما يبدو – مهما كان النوبي يعيش عصره وتقدمه العلمي وتطوره الشديد التحديث فإنه في النهاية نوبي الأصل لا يتخلى عن وجدانه النوبي الأصيل وهو ليس كغيره من المجتمعات والبيئات الأخرى التي بدأت تعيش عصرها فرعا وتغييرا في الجذور. وهو ما نلاحظه في وصف احتفالات هذا الفرح.

تجمع المدعوون في ساحة كبيرة بين المساكن الشعبية في رملة بولاق بروض الفرج... المدعوون نوبيون إلا قلة قليلة جدا من سكان رملة بولاق حتم عليهم واجب الجيرة دعوتهم، كلهم من الشباب، ولم ألمح سيدة واحدة غير نوبية في الحفل، ومن المشاهدة وجدت أن الحاضرين من أهل النوبة يرتدون الملابس العصرية سواء كانوا من الرجال أو النساء إلا قلة قليلة من السيدات المسنات ما زلن يحتفظن بالزي النوبي والزهو بما ترتدينه من صنوف الذهب سواء كان في اليد أوعلى الصدرو في الأذن، ولم أشاهد إلا نوبيا واحدا من الرجال يرتدي الزي النوبي، وقد عرفت أنه مطرب الحفل، وعلى ما يبدو اضطر أن يرتدي الزي التقليدي ليتناسب مع الغناء النوبي .

حتى اللهجة فهي إلى حد كبير تقليد لهجة أهل القاهرة، وكان مسموحا لي بحرية الحركة مع النوبيين سواء كانوا من الرجال أو السيدات أو البنات، أتحدث معهم وأصورهم بعدسة الفيديو

النساء المسنات كن يتحدثن مع بعضهن باللهجة أو اللغة النوبية ثم يغيرن حديثهن بلهجة أهل القاهرة.

جذب انتباهي سيدة عجوز لا تعرف التحدث إلا بالنوبية ولا تعرف كلمة واحدة بلغة عربية، وكانت قد حضرت من النوبة الجديدة مع من دعوا للحفل ولأول مرة لذلك كن يتحدثن معها بالنوبية.

كانت نوبية الملامح والشكل والجوهر أيضا، ومن أجل صفاتها التي أصبحت مميزة في الحفل كان الاهتمام بها، هذا الاهتمام لمحته مجموعة من النوبيات اللاتي بدأن في سن النضج وهن بطبيعة الحال لسن جالسات في البيوت ففيهن الدارسة والطالبة والموظفة، عصريات في لهجتهن وفى لبسهن وفى تزينهن، فيهن من النوبية الملامح وسمرة النيل وحرقة الشمس .

الحفل منظم، الرجال في مكان مخصص لهم، والسيدات والبنات مخصص لهن مكان آخر. لا يوجد اختلاط بينهم، بين المكانين وفي المقدمة خصص مكان عال عليه مقعدات من مقاعد العرس مؤجر.. خصصا للعريس والعروس وحتى يكونا في مشهد من الجميع .

وصل موكب العروسين، كانت العروس عند «الكوافير» ترتدي فستان الفرح المعروف عند الحضر والذي أصبح معروفا في القرى والأرياف والذي يشبه زي العروس الرسمي في ليلة زفافها، والتاج على رأسها «مكياجها» لم يستطع أن يخفي سمرة وجهها وبريق عينيها.

أما العريس وإن كان قريبا لها، فإنّ ملامحه وسواد بشرته تقول أنه نوبي من أصل زنجي، والدلالة على ذلك شفتاه الغليظتان .

بدأت الزفة عند وصولهما بداية الشارع.. الشباب على الصفين، وأمامهما بدأت الفتيات يتجمعن ويرقصن في شكل حلقة دائرية على أنغام الدفوف – الحلقة تتسع مع خطوات العروسين البطيئة.. أيديهما متشابكة في ود – العريس في شموخ، فهو ملازم شرطة، فالصفة التي يتميز بها العريس في ليلة زفافه أن يكون في شموخ والعروس في دلال أنثوي، وهى أيضا خريجة معهد خدمة اجتماعية عال.. سعيدة بزفتها ومهرجان فرح هي عروسه.

تدخل وسط الحلقة فتاتان ، تتشابك أيديهما وترقصان.. هزات في ملامح رقص نوبي، ثم ما لبثت الهزات أن تحولت إلى رقص عصري على أنغام الدفوف ثم يشارك الفتاتين شابان، وتتشابك الأيدي ويرقصون في شكل حركي ودائري.. رقصات امتزج فيها الرقص النوبي مع الرقص العصري، يستمر الرقص والغناء الجماعي وأنغام الدفوف حتى يصل العروسان إلى مكانهما المخصص لهما بين النساء والرجال ويبدآن في استقبال المهنئين، ومن جانب الباحث كان يصورهما بعدسة الفيديو وبالكاميرا الفوتغرافيه.. الكل يرحب ويبارك ثم يأتي دور توزيع الشربات والعلب التي تحتوي على السندوتشات وقطع الجاتوه .

الكل سعيد ومهنئ وبعد فترة ليست بالقصيرة يبدأ ثلاثة شبان بالدق على الدفوف دون سابق إعلان، تبدأ إحداهن بالرقص على النغم، ثم تبعها أخرى وأخريات، وقفن فى صف واحد يتمايلن ويرقصن على أنغام الدفوف ومطرب الحفل النوبي الوحيد بالزي التقليدي.. أغانيه باللغة النوبية الصفة الوحيدة التي احتفظ بها الحفل هي الغناء باللغة النوبية. وبالتالي أنغام الدفوف فهي نوبية الأصل، وإن كانت تتغير النغمة حينما ترقص فتاة أو عدة فتيات رقصات عصرية بعيدا عن فن الرقص النوبي الأصيل.

وفى الجهة المقابلة لصف الفتيات بدأ الفتية يعملون صفا مواجها لصفهن.. وبدأ رقص الصفين  وكلما يكتمل صف يبدأ صف آخر خلف الصف الأول حتى كان كل المدعوون من الفتية والفتيات يتبادلون الرقص والغناء وضاربو الدفوف فى الوسط بين الصفين.. هذه الرقصة تسمى (اراجيد) كما أخبرنا عن اسمها أحد الشبان وقال إن هذه الرقصة رقصة نوبية أصيلة، وهى مشهورة يعرفها كل نوبي يجيد رقصها، ويتعلمها منذ الصغر، والكل يشارك فيها من الشباب والشيوخ من الجنسين، الشرط الوحيد فيها أن النساء في جهة والرجال فى جهة مقابلة  فهما لا يختلطان، وليس لهذه الرقصة فترة محددة فقد تستغرق الليلة كلها .

قال أحد النوبيين وهو في سن متقدم لا يشارك الشباب في رقصة الأراجيد إن الشباب يرقص الأراجيد لأنها موروث نوبي، وكل موروث نوبي يحافظون عليه لأنهم تعلموا أن يحافظوا على موروثاتهم، ولكن هذا الشاب لم يدرك المعنى والدلالة لهذه الرقصة التي كانت تمثل في فترة من الفترات ما قبل جيلهم بجيل الوجد ان والأمل لكل نوبي في الحياة، كانت الحياة صعبة، وتمثل هذه الرقصة التكاتف والوحدة والقوة والتصدي لصعاب الحياة والمنعة لقسوتها لذلك كان لها معنى ودلالة، يرى أن الشباب فقد روح الهدف من رقصة الأراجيد، يرقصها لأنها موروث عن الآباء والأجداد والأولين، والحفاظ على كل موروث يعطي استمرارية الماضي فى عاداته وتقاليده حق واجب، فالنوبي نوبي مهما وصل إلى أرقى الوظائف والرتب.

والرجل يعطي عذرا لهؤلاء الشباب، فأكثرهم ولد بعيدا عن أرض النوبة فى أقسى الشمال في القاهرة وغيرها، ولم تمنح له الفرصة لمشاهدتها أو العيش بها، لكنه تعلم كيف يكون نوبيا فى عاداته وتقاليده وفهمه للغة الآباء والأجداد.

ومن النساء النوبيات من هن مطربات غير محترفات، لكن مشهورات بين الجماعة النوبية، فقد تقدمت إحدى السيدات وعمرها تجاوز الخمسين وبدأت تغني وحولها الفتية والفتيات في شكل حلقه دائرية، ويطلقون عليها أم كلثوم النوبة.

الأمر المدهش والمفرح أن قامت العروس في آخر السهرة وبناء على طلب صديقاتها ترقص معهن وهى فرحة سعيدة بينما لم يشاركها عريسها الرقص، وظل في مكانه في وقار رجل الشرطة.. ويبدو ان العروس لم تشأ أن تتركه وحيدا فراحت تجلس بجواره حتى انتهى الحفل قرب الفجر.

 

ثالثا : احتفال ليلة زواج فى النوبة الجديدة

كان ذلك في ابريل سنة 1992 تعايش الباحث مهرجان ليلة الحنة وهو نفس المهرجان الذي سيقام في اليوم التالي وهو يوم الزفاف وله ذكريات لا تنسى لاحتفالات زواج في القاهرة منذ عدة سنوات قليلة.

بداية فإن الحفل هو عودة طبيعية لمشاهدة زواج نوبي حيث المكان والبيئة الثقافية الأصيلة.. لكن الأصالة رغم ذلك فقد حدث فيها تغيير في العادات النوبية الاجتماعية، وإن كان هذا التغيير لم يستطع أن يسيطر على جذور الأصالة أو يمحو الكثير من موروثات العادات والتقاليد التي مازال لها وجود قوي.

إن التغيير الثقافي والاجتماعي «عند كثير من النوبيين لن يمحو جذور الأصالة وقد لمسه الباحث» حينما شاهد الحفل النوبي حيث المقر والمكان .

الاختلاف بين في حفل القاهرة وهذا الحفل وإن كان يتفق في كثير من التغيرات التي حدثت في العادة المتبعة في احتفالات الزواج، وذلك راجع في رأيه إلى التغيير الثقافي والاجتماعي وحتى الاقتصادي وذلك يتمثل في إيضاح مستوى المعيشة المتصاعد.

أقيم الاحتفال في نادي نوبي مخصص لكل المناسبات له ساحة كبيرة يتسع لأي مهرجان حيث يكون أكثر تنظيما بالنسبة لنظيره في القاهرة حيث تشمل كل تجمعات النوبيين الذين يعيشون بها ولهم وظائفهم وأعمالهم.

تجمع المدعوون في الساحة وكان أكثرهم من السيدات والبنات وأكثر الرجال من الشباب من كل الأعمار، ولم يشاهد الباحث مدعوا غير نوبي والنوبيون المدعوون أكثرهم أقارب العريس والعروس، ومن جماعة واحدة فالنوبي لا يتزوج إلا من قريبة له وقل أن تجد نوبيا يتزوج من خارج أهله لضرورة. هذه الضرورة تتمثل في عدم وجود الزوجة المناسبة أو خروجا لتقليد متبع يقول إن الأقرباء أحق بغيرهم وبالتالي فان المثل النوبي الذي يقول (غطى معونك قبل ما تغطي ماعون غيرك) هو تقرير لواقع الزواج في النوبة من الأقارب على اختلاف أقسامهم واختلاف ثقافتهم ومجتمعاتهم ،وقلما تجد هذا الخروج.

 

رقصة الاراجيد

هي الرقصة السائدة، يحفظ كل نوبي حركاتها ونغماتها ولا يمل من رقصها، وهى رقصة النساء والرجال معا دون اختلاط أو تلاحم بينهما، الدفوف تعطيهم نغماتها فيتحركون على هذه النغمات وقوفا في صف واحد، الرجال في صف ، يقابله صف للنساء، وتستمر هذه الرقصة كما هو معروف الليل كله وحتى ينتهي الفرح قرب الفجر وهذا ما كان في هذا المهرجان الاحتفالي.

في هذا الاحتفال اختلفت الأزياء وتعددت، أما العريس فيلبس الزي النوبي لكن دون غطاء الرأس والبنات يلبسن الزي العصري إلا السيدات المتزوجات والمسنات يلبسن الزي النوبي ويتحلين بالذهب على صدورهن وفى أيديهن. الجديد في هذا المهرجان بنات بيض البشرة بعيدات عن ملامح النوبيات. اعتقد الباحث أنهن مدعوات غير نوبيات ولكن المفاجأة حينما سأل وعرف أنهن نوبيات وقريبات للعروس، فالصف الأول يكون عادة من نصيب قريبات العروس، وأدرك الباحث أن هناك خروجا عن العادة وقلما يكون حينما عرف من أحد النوبيين أن قلة قليلة من النوبيين يعدّون على الأصابع تزوجوا من أجنبيات حينما أتيحت لهم الفرصة وأتموا دراستهم خارج مصر .. والعهدة على الراوي.

الاحتفال ليس فيه بذخ احتفال القاهرة فلم يقدموا للضيوف والمدعوين إلا الشاي وهو ضرورة اقتصادية متفق عليها .

من هذا العرض السريع لاحتفال الزواج عند النوبة قبل وبعد التهجير سواء في النوبة الجديدة ومحل إقامتهم خارج النوبة وبالتحديد مدينة القاهرة حيث أتيحت للباحث الفرصة لمشاهدة هذه الاحتفالات تبين الفروق الواضحة التي تتمثل في التغيرات التي حدثت في العادات والتقاليد المتبعة في النوبة قبل التهجير وبعد التهجير سواء كان التهجير في النوبة الجديدة أو في الإقامة الدائمة خارج النوبة الجديدة وذلك يرجع إلى التغير الثقافي والاجتماعي والبيئي عند النوبي وتطور الحياة الاجتماعية أصلا مع تقدم الزمن، فالزمن هنا عامل كبير فى التغيير الاجتماعى والبيئة الثقافية الجديدة حيث المكان وتأثيرها على الوارد الجديد عليها.

والنوبيون في القاهرة لهم جمعياتهم المختلفة، كل جمعية ينتمي إليها نوبيون لهم صلة القرابة والدم والعنصر.

يجتمعون مرة كل أسبوع على الأقل في الجمعية يتناقشون في أمورهم ومشكلات حياتهم، وذلك من أجل حماية تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم وهم بعيدون عن ارض بيئتهم الثقافية الأصيلة، ولا يهملون التغيير الثقافي الجديد والمؤثرات القريبة منهم والتي يمكن أن يكون لها أثرها البالغ في تغيير وتحديث عاداتهم وموروثاتهم، لذلك يكتبون التوصيات والقرارات في شكل نداءات وتوزع بينهم من أجل الحفاظ على الروح النوبية الأصيلة ولا يغفلون الحياة الجديدة التي يكتسبها النوبي وما يكون لها من أثر بالغ في تغيير عاداتهم وموروثاتهم الأصيلة الباقية الممتدة.

ليس من حق الباحث أن ينتقد تحكمهم فى تطوير أو تغيير ما ألفوا عليه من عادات موروثة حتى ولو جاء هذا التحكم من فوق بقرارات ونداءات دون أن يتخذ التغيير وفقا للتأثر الثقافي والاجتماعي المتغير بطبيعته.

فالتغيير يكون في أعماق الناس، الكل يريده حينما يجب أن يكون.. يكفى أن يبدأ أحد منهم بالتغيير، الكل يسايره إلا قلة تصر على العادة الأولى لكنها ما تلبث ان تحذو حذو الجميع.. أما الشخص الذي يبدأ بالتغيير فهو ليس شخصا عاديا حتى يكون متبعا فيما غير .. هذا الشخص يكون أعقل القوم وأشدهم ، أي من ذوى التأثير ويحق له أن يتبع ، وهو لم يغير العادة لمجرد التغيير ، إنما كان ذلك استجابة لتطور الحياة اليومية نفسها والناس بطبعهم يميلون إلى استجابة كبير لهم إذا كانت هذه الاستجابة تنبع عن رغبة فيهم .

نختتم هذا البحث أو الدراسة المتواضعة بمنشور أو نداء وزعته جمعية كشتمنة النوبية بالقاهرة على أعضائها نأخذ مقدمة النداء والجزء الخاص بواجبات أفراح النوبة.

« إن المجتمع الذي يريد أن يبنى نفسه بأساس صحيح، فيجب أن يقوم على الاختيار السليم للعادات الاجتماعية بأسلوب صحيح ومجابهة الظروف الاجتماعية والاقتصادية المرتفعة حاليا  ومما تبين للجميع من ظاهرة تغييرات في العادات النوبية الاجتماعية واتباع عادات مظهرية فيها إسراف وتبذير لأموال طائلة والتي يمكن الاستفادة بها في نواحي أخرى تعود على الأهل بالنفع والفائدة».

« فإن الإسراف والتبذير حرام كما في قوله سبحانه وتعالى (إن الله لايحب المسرفين) وقوله تعالى(إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)». إن هذه العادات المظهرية المستحدثة تؤدي إلى خلق نوع من الطبقية مخالفا بذلك العادات النوبية الأصيلة لذلك نبادر بوضع بعض الضوابط الاجتماعية بين أفراد أهالي كشتمنة عموما بما تربطنا من روابط القربى والمصاهرة والمعايشة فى حالة اجتماعية واحده بين الأسر كلها وقد أجمعت آراء أهالي كشتمنة بالقاهرة ممثلين في مندوبي العائلات على القرارات التالية:-

 

واجبات الافراح

1- تبسيط إجراءات يوم الشبكة بمنزل العروس حيث يختصر إلى تقديم الشبكة المحددة مع واجب الضيافة الذي لا يتعدى الشربات والحلويات على أهل العروسين فقط، وتكون بعد صلاة العصر وحتى حلول صلاة المغرب وبدون إعداد وتقديم وجبات العشاء للحاضرين وممنوع إقامة سهرة غنائية .

2- تختصر شبكة العروس إلى: دبلتين – اثنين غويشه رفيعة – سلسلة فقط بحد أقصى.

3- منع ذهاب العروس إلى محل التزين «الكوافير» يوم الشبكة .

4- منع إقامة حفل غنائي بفرقه أو أراجيز عامه مساء يوم الشبكة على نفقة أهل العروس.

5- تحديد مهر العروس البكر بأن يكون «المقدم» مبلغ 150 جنيه «مائه وخمسون جنيها فقط» والمتأخر لها 500 جنيه «خمسمائة جنيه» أما السيدة الشيّب فيكون مقدم المهر لها مبلغ 100ج مائه جنيه والمتأخر لها 200ج مائتان جنيها فقط.

6- مصاريف أتعاب المأذون على نفقة العريس فقط.

7- الملابس والأقمشة الجديدة تقدم للعروس مع قيمة تكاليف الخياطة في وقت مبكر بعد الخطوبة داخل شنطة مغلقة وأن تحتفظ هذه الملابس طرف العروس لحين تقديمها في ليله الزفاف.

8- منح تقديم عشاء خاص للعريس ثاني يوم الشبكة من أهل العروس وأيضا الأيام التالية لليلة الزفاف.

9- منع شراء وتقديم أي مستلزمات منزلية من أهل العروس لمنزل العريس قبل أو بعد ليلة الزفاف.

10- تقديم شهرية للعروس مبلغ وقدره 20 جنيها «عشرون جنيها» خلال فترة الخطوبة وعقد القران ومبلغ وقدره 30 جنيها (ثلاثون جنيها) خلال فترة ما بعد عقد القران والزفاف.

11- في حالة قيام العريس بإقامة ليلة الزفاف خارج دار الجمعية فيجب عليه تسديد مبلغ وقدره 50 جنيه (خمسون جنيها) لصندوق إدارة جمعيته بالقاهرة.

12- منع تقديم أي نقدية من أهل العروس للواردين لعملية طلب الخطبة .

13- تقديم مبلغ وقدره 100جنيه (مائه جنيه) من أهل العريس للعروس تكاليف وجبة غذاء يوم ليلة الزفاف.

14- منع السيدات من الرقص الجماعي أمام الفرقة أو بجوار المسرح.

 

المصادر والمراجع الشفهيه

1-  صدقي ربيع – النوبة بين القديم والجديد ..

-  د. السيد احمد حامد – النوبة الجديدة دراسة الانثربولوجيا الاجتماعية .

- صفوت كمال مجله الفنون الشعبية . العدد الأول .

- الروائح العطرية من محلب وقرنفل التي تضعها السيدة المسنة داخل إناء خشبي القصد منها : أن يتطيب بها العروس والعريس .

- صفوت كمال - مجله الفنون الشعبية - العدد الأول.

-    عمر خضر – نوبي ، باحث بمركز دراسات الفنون الشعبية ، ويعمل حاليا في المملكة العربية السعودية .

-    زاملني في هذا العمل الباحثة أحلام أبو زيد ومصور الفيديو سامي الخولي .

-    سألتني إحدى البنات النوبيات حينما رأتني أصور السيدة المسنة فوتوجغرافيا: - وان شاء الله تعلقها فين وتقصد بالطبع صورة السيدة

-    تفتكري أعلقها فين

-    في المحافظة إن شاء الله

وأطلقت ضحكة وتبعتها صديقاتها في ضحكهن الصاخب .

-    أحمد أبو بكر صالح – نوبى ، طالب جامعي في السنة النهائية – فنون تشكيلية 22 سنة .

-    احمد محمد عبد الرحيم ( الباحث ) – «معاناة وارث» .

-    قام الباحث بعدة رحلات ميدانية في النوبة الجديدة عام 1971 ،1992 ومع نوبيين في القاهرة عام 1986 خلاف الاتصال الشخصي مع نوبيين يعيشون ويعملون في القاهرة .

-           النداء الذي وزعته جمعية كشتمنى النوبية فى القاهرة بين أعضائها وهم أهل وأقارب ، وقد اخترت منه النداء الخاص بواجبات الزواج أما بقية النداء ويحمل رقم 1 عن واجبات خلاف الطلاق الزوجية واجبات العزاء بالمنازل – أحكام عامة .

أعداد المجلة