فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
51

طقوس العبور عند قبائل زيان بالمغرب

العدد 51 - عادات وتقاليد
طقوس العبور عند قبائل زيان بالمغرب

الطقوس طرق مرسومة لأداء شعائر أو نظم دينية أو اجتماعية تهم مناسبات معينة كالميلاد والعقيقة والختان الزواج والموت... وتعرف بطقوس العبور1 (rites de passage)، تلعب التنشئة الاجتماعية دورا حاسما في الحفاظ على عاداتها كجزء من الهوية يرقى أحيانا إلى درجة المعتقد، تكون غالبا جماعية تحضر خلالها الخوارق والرموز وتمثلات الخير والشر بقوة، ويزداد الاعتقاد بأن الشخص خلالها أكثر عرضة للعين والسحر والشعوذة ويتنامى الإحساس بالخوف من المجهول، فتجند كل الطاقات لإبعاد كل مصادر السوء. بين هذه الطقوس متشابهات عديدة، وكثير من نقط الاختلاف من منطقة لأخرى. من هذا العنصر الأخير ننطلق لرصد بعض جوانب الخصوصية في طقوس العبور عند قبائل زيان الأمازيغية في جبال الأطلس المتوسط والهضبة الوسطى انطلاقا من السؤال المركزي ماهي أبرز خصائص كل طقس من هذه طقوس العبور ببلاد زيان؟.

مكانة الحناء في طقوس العبور :
تحتل الحناء مكانة مهمة في طقوس العبور، حيث تعد مادة تطهير من الجراثيم عند الولادة وفي اليوم السابع، وطلاء الثدي بالحناء عند الفطام طقس شائع بين الزيانيين، وعند الإعذار يسود الاعتقاد أن الطلاء الجماعي لحناء تخلط في قصعة كبيرة وسيلة للتخفيف عن المعذور، وعند الزواج يعد حفل الحناء أهم أركان العُرس، أكسبها المتخيل الشعبي المغربي قدرات سحرية خارقة قادرة على استحضار الفأل الحسن وحفظ العروس من قوى الشر، كما تعد جزءا من طقوس دفن الموتى من غير المتزوجين. وحناء المرأة بعد وفاة الزوج دليل على انتهاء العدة لأن وضعها خلال تلك الفترة أقرب إلى المحرم في عادات قبائل المنطقة.

تستخدم أيضا كمسحوق في وصفات التطبيب التقليدية لعلاج أمراض متعددة، وشرب القليل منها يعني الخصوبة2 وإبعاد الأرواح الشريرة. لا تغيب في طقوس الاحتفالات والمواسم الفلاحية، وتحضر بقوة في الاعتقادات في الثقافة الشعبية إذ يعتقد أن: العثور على صحن حناء مقلوب، أو رميها في بئر جاف، ودفنها في قبر يعني التأخر في الإنجاب أو العقم، ووضعها في الجهاز التناسلي لأنثى الحمار يولد الحقد والكره تجاه الشخص المعني بالعملية.

كان ولازال الاعتقاد ساريا حتى اليوم أنها تساعد على إنبات شعر الرأس وتقويته خاصة لدى النساء، وهو ما جعل وضعها على الرأس ليل رمضان محط نقاش فقهي، يقول فيه ابن هلال السجلماسي إن جعلها في أول الليل وذهاب قوتها لا ضرر فيه، والصواب أن تغسل قبل الفجر3 كما لاتزال عربون كرم وحسن وفادة، فالضيفة الزيانية لا تغادر منزل مضيفتها دون تخضيب يديها ورجليها بالحناء.

طقوس وعادات الإعذار عند زيان:
تعد طقوس الولادة أهم وأول طقوس العبور في حياة الإنسان، إلا أن غياب خصوصيات محلية وتشابه الطقوس في مناطق مختلفة كحماية الطفل من العين والكي وحلق الرأس...يجعلنا لا نركز عليها باستثناء التأكيد على المبالغة في الاحتفال بولادة الذكر أكثر من الاحتفال بميلاد الأنثى.

يعد الإعذار (أعدول) ثاني أهم طقوس العبور بعد الولادة ويمكن تقسيمه إلى ثلاثة طقوس رئيسية:

اولاً. قبل بداية الإعذار:
يرتدي الصبي وفقا للثابت من عادات المنطقة ملابس تتكون في الغالب من جلباب وتشامير أبيضين، وسروال فضفاض، وسلهام وعُصابة «ألكوش» بيضاء على رأسه بعد أن يطلى بالحناء والزعفران الحر، وتزين عينيه بالكحل، ثم تعلق في رجله اليمنى تميمة «تاكموست» من قماش محشوة بحبات الحرمل والشب والملح، و«تالكُرشت»4بقصد إبعاد العين الشريرة عنه. يُركَب الطفل على فرس بما تستهدفه العملية من غرس لمعاني الرجولة والفروسية في وجدان الصبي، ويسار به نحو أقرب مسجد أو ضريح أو إحدى منابع مياه «تاغبالوت»، أو شجرة كبيرة تعلق عليها التمائم ثم العودة إلى البيت وسط أهازيج أهمها
أوا أ يا حبوب وأضيل أ وا د يمزين
يا حبة العنب الصغيرة
أ وا أك إسني ربي إ اوحدادي س ثاريشت!.
جعلك الله من الفرسان الذين
يجيدون ركوب صهوة الفرس المجهز

ثانياً. طقوس الإعذار:
منذ نهاية القرن 19م على الأقل لم يعرف الزيانيون على الأقل سنا محددة لهذه العملية التي كانت تتم بعد أسبوع من الولادة وقد يتجاوز الصبي 12 سنة حيث تتم مطاردته قصد العملية خاصة في البوادي، يتم وضعه على قصعة مقلوبة ويمسكه أحد أقرب المقربين، ليقوم «أحجام» بإعذاره بعد أن تنطلي عليه حيلة «رؤية طائر في السقف». بالموازاة مع ما يحدث في الداخل تضع أمه رجلها في قصعة مليئة بالماء والملح ويضاف إليهما في بعض قبائل الحدود الغربية روث الأغنام والماعز خارج «غرفة العملية» وتمسك بيدها اليمنى قصبة (أغانيم) مزينة بسبنية من الحرير، ويعمد المدعوون لرفع إيقاع الاحتفال بهدف تشتيت تركيز الأم عما يحدث بالداخل مرددين أشعارا أهمها
أوا داوا ثيحمامين لا تاوغن أواذاوا
اواذاوا أفلا نوسكلو ن النوار أوا ذاوا
ياهذا، هاهي ذي اليمامات يرعين ياهذا
ياهذ إن فوق شجرة قرنفلا ياهذا5
وعند القبائل العربية:
أ الحجام العار عليك
أ وليدي بين يديك

ثالثاً. طقوس نهاية الإعذار:
عند نهاية الإعذار تتعالى زغاريد النساء، وتحاول النساء التخفيف عن الطفل، ويتم وضع القُلفة تحت جرة ماء بارد تحت الحراسة، اعتقادا أن ذلك يزيل حرارة المقص عن الصبي قبل أن يتم دفنها في سرية تامة تفاديا لأي ممارسات سحرية بها، ومعالجة جروحه بلحاء شجر البلوط المطحون الذي يقوم بزيادة سمك الجلد ويضغط على ما يحتويه الجرح من قيح ودم ومواد سامة لتخرج من الجلد6 أو «إبنغر»7، وأحيانا روث الأغنام بعد طحنه.
تقام مراسيم الحفل في ساحة البيت أوفي خيمة خاصة أمام البيت، يخصص فيها مكان مميز للطفل الذي يتم إحضاره مزينا بأبهى الحلل «لباس تاعدلا»، يغطى بغطاء أبيض يجعله أحد الباحثين رمزا لموت الطفل وولادة رجل8، ويتلقى هدايا تنسيه الألم وتعلن انتقاله من عالم الصبيان إلى عالم الرجال في انتظار طقس الزواج.

طقوس وعادات الأعراس:
«زواج ليلة تدبيرعام»
الزواج بأرض زيان احتفال للإنسان بنفسه وبغيره درءً للجمود والانغلاق، وتشجيعا للتعارف وصون الذاكرة الجماعية9، وتراث حضاري ضارب في عمق التاريخ يجسد لهوية ثقافية ونظام اجتماعي متماسك. كان ولازال خاضعا للعلاقات الأسرية والقرابات الدموية والقبلية في مجال تعد الأرض والماشية أساس اقتصاده، لذلك فمعظم الزيجات كانت داخلية، والزواج خارج العائلة يتم عند الاستحالة فقط. يدفع الكبار الشباب للزواج عن طريق تعمد تحقير وازدراء غير المتزوجين وإلصاق التهم بهم، والزواج عندهم من دون عرس يشبه بالجنازة لذلك ارتبطت كثرتها بزمن الخصب10، وأعراسهم انتفاء للفوارق وزيادة للتلاحم ومناسبة مثالية لمعاينة مظاهر تراثهم الثقافي. تفتتح كل طقوسه بالصلاة على النبي وتطبيق تعاليم الدين الإسلامي في الزواج من خطبة وقبول ومهر وعقد وإشهار رغم اختلاف العادات والتقاليد، التي حاولنا في هذا المبحث توثيق جزء مهم منها انطلاقا من جمع ومقارنة ما كتب في الموضوع المعاينة الميدانية، وتنويع الروايات الشفوية الجماعية ومقارنتها مع التركيز على البوادي التي لازالت تحتفظ بمعظم الطقوس في محاولة لتثمينها وفتح آفاق بحثية جديدة في الموضوع.

اولاً. طقوس الخطبة:
نادرا ما يجرؤ شباب زيان على مصارحة آبائهم بالزواج، لكنهم يلمحون بذلك للأم، أو عن طريق تعمد التأخر في العودة إلى المضارب، وفي معظم الأحيان كان العريس لا يعرف عروسه إلا ليلة الزفاف، وفي أحايين قليلة بعد تتبع أخلاقها، وعناصر جمالها التي تقاس بكبر عينيها ودقة أنفها، وصغر ثغرها، وطول قامتها، وطول وسواد شعرها، لذلك تحرص الأمهات على العناية بشعر بناتهن منذ الصغر استعدادا لمثل هذا اليوم، بلغ متوسط زواجهن إلى عهد قريب بين 14 و15 سنة11 إذ تصبح الفتاة أهلا للزواج بعد صيامها أول رمضان12، ويمكن أن تُزوج قبل ذلك.

يرسل «أعريم» الراغب في الزواج إلى والديه مرسولا (أَماَزَّان) من أحد أصدقائه لإخبارهما بالموضوع دون تحديد اسم الزوجة التي يبقى اختيارها لهما.

الخطبة الصغيرة:
وتتم بطريقتين لا زالتا تمارسان حتى اليوم:
الطريقة الأولى: تكون فيها أم العريس طرفا ثانويا بعد تكليف خطابة متمرسة برئاسة الوفد، تأخذ معها غالبا صورة للعريس، وهدايا لعائلة العروس في صرة على ظهرها تضم الحناء والتمر وبعض الحلي، وقد جرت العادة أن تتمنع أمها في البداية وتختلق أسباب قوية وواهية للرفض تزداد كلما كانت الفتاة جميلة، ويلح أقارب الخطيب ويبرزون قوامة ومسؤولية قريبهم، بينما يحرص أهل العروس على عدم تقديم جواب رسميا بحجة التشاور13.

الطريقة الثانية: تتوجه فيها عائلة العريس في وفد صغير تتزعمه غالبا أم العريس دون وسيط إلى بيت عائلة العروس، وتتم الزيارة غالبا دون إخبار مسبق للتأكد من حذاقة الأم وبناتها وحسن تدبيرهن لأمور البيت، ويحرصن على الدخول بالرجل اليمنى طلبا لليمن والبركة. ويبقى دور الأم حاسما في هذا الطقس بالمجتمع الزياني، باعتبارها الأحرص على مصلحته والأقدر على معرفة تفاصيل الخطيبة حتى الحميمية منها، إما عن طريق الجلسات النسائية أو الحمَّامْ أقوى الوكالات الإخبارية، مع التركيز على الحسب والأصالة، وصغر السن لتسهيل الاندماج وإنجاب أكبر عدد ممكن من الأبناء لرفع القدرة الإنتاجية للعائلة. تتم هذه الخطبة في غالب الأحيان سرا طلبا للستر في انتظار اتضاح الأمور، واتقاءً للسحر والعين والثقاف وغالبا ما يرد أهل العروس جوابهم بالإيجاب بعد البحث في أخلاق الخطيب وطاعته لوالديه وأداء واجباته الدينية...

الخِطبة الكبيرة:
بعد الموافقة الرسمية على الزواج يتم تحديد يوم تحضر فيه عائلة العريس الكبيرة إلى بيت عائلة العروس حاملة معها المستلزمات الضرورية، وفي مقدمتها الحناء والسكر وبعض الهدايا لعروسهم والذبيحة التي تعد إعلانا رسميا عن بداية علاقة المصاهرة بعد قراءة الفاتحة والاتفاق على الصداق بحضور الجماعة والطالب.

ثانياً. الصداق:
لا يعتبر الزواج صحيحا دون دفع الصداق وعقد القران بالشهود والعقد الذي يتم بفاتحة الكتاب أو يحرره طالب الدوار، يتحدد المهر حسب القدرة المادية للعائلتين، وبناء على وضعية العروس هل هي بكر أم ثيب14 كان يكتفى في الصداق في مرحلة ما قبل عشرينات القرن 20م بالمواشي (ثيمغراس) وتتراوح قيمته بين بين 15 و30 نعجة فيها نعجتان كبيرتان يختارها أهلها من القطيع15، علما أن النعجة كانت تساوي بين 50 و100ريالا16، وكان سكان جبل زيان يشترطون وجود بندقية في الصداق17، وقطعا أرضية. عند بداية تداول النقود بشكل واسع أصبح الصداق مكونا من الذبائح أو المال أوكليهما18، وفي حالة الطلاق تُلزم الأعراف أهل العروس بإرجاع كل مصاريف الزواج كالصداق والملابس والمواشي19 والجهاز، وقد تعوض بالمال عند فقدانها20.

ثالثاً. جهاز العروس:
يسمى المحلية «أروكُو aroukko»، يضم مكونات لا يمكن التخلي عن أحدها كالقمح، والزيت، والسكر، رأس ماشية، الحناء، التمر، الملابس والحلي والأحذية...، ويتضمن بعض الهدايا لوالدي العروس كالبلاغي وأغطية الرأس والجلابيب البيضاء21 ولحافا صغيرا، ومرايا، وقارورة من مسحوق الكحل...، والثابت أن قيمة الجهاز لا يجب أن تنقص عن مقدار مال الصداق22. تأخذ العروس معها متاعا يتكون غالبا من البطانية، تاحنديرت، سماط، حنديرة، حصير، بضع وسائد، قطيفة، زربية، وملابس يشرع في نسجها بمجرد بلوغ الفتاة سبع سنوت، ويخبرنا أسبينيون بأن ما يمنحه الأب للعروس يختلف حسب الوضعية الاجتماعية لعائلتها، فالأب الميسور يمنح ابنته زربيتين ولحافين وثلاث أو أربع وسادات وحقيبتين وحصيرتين صغيرتين من الدوم (tihlassin) وملابس وزوج من أساور من الفضة، وأقراط، وفراش محشو بالصوف وأشياء أخرى مختلفة23.أما الأب الفقير فيمنح ابنته عادة صندوقا خشبيا مزخرفا تجمع فيه ملابسها وبعض الحلي التي نادرا ما كانت ذهبية. وتدريجيا تطورت طقوس الجهاز حيث تجهز النسوة اليوم من السوق الأسبوعي عند بائعي الكتان الأكثر شهرة بحضور ضروري لأم وأب العروس وأختها ووالد العريس ووالدته، ويتم بعد حفل غذاء جماعي في السوق والاتفاق على يوم الزفاف الذي يحدد كما هو الحال في المجتمعات الزراعية بعد نهاية موسم الحصاد وجمع المحاصيل في الغالب خلال اليوم الموالي ليوم السوق الأسبوعي أو تزامنا مع منتصف القمر الشهري.

وفي كل الحالات يكون زواج المطلقات والأرامل أقل أهمية حيث يخصص لهن صداق أقل وحناء صغيرة24، وتبقى الفتاة في المجتمع القروي طيلة فترة الخطبة داخل البيت من الخطوبة إلى غاية حفل الزفاف وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى25، ويبقى الزوج ملزما بكسوتها في الأعياد والمناسبات طيلة فترة الخطوبة بينما تنطلق الاستعدادات للأفراح في صفوف العائلة وأعداد ملابس «النهار الكبير».

رابعاً. حفل تقديم الهدايا(الدفوع):
ينطلق جهاز العروس في حفل تقديم الهدايا من بيت العريس ويحمل على الدواب ويسير محفوفا بالأهل والأقارب يسوقون ذبيحة أمامهم26 ويطوف بمختلف أنحاء المدشر ليتمكن الكل من رؤيته، وارتفاع قيمة الجهاز مؤشر لارتفاع المستوى الاجتماعي للعريس وعائلته وتقدير لعائلة العروس وسط القبيلة، وغالبا ما يتم معه طقس حمل العروس إلى بيت الزوجية لكنه ليس قاعدة.

خامساً. ليلة الحناء: (تاغمول أو الحني)
تكتسي الحناء أهمية كبرى في الاحتفال بالزواج، وتكون غالبا معطرة بكل أنواع النباتات العطرية كالريحان، القرنفل، الورد، الزعفران...، تًدُق حناء الزواج بالمنطقة فتاة عذراء، ويخضب بها شعر العروس ويداها ورجلاها، ويعتمد على مفعولها السحري لدفع كل خطر قد يهدد سلامة العريسين والقبيلة. تعد أول هدية يقدمها الخطيب لخطيبته كعربون وفاء ومحبة.

وحفل حناء العروس هو بداية الاحتفالات الكبرى، وهي أول حلقة من طقوس مباركة الولوج إلى دائرة المتزوجين، والعماد الرمزي لحفل الزفاف يتم من خلاله عرض المنتوج الثقافي والرأسمال السوسيو اقتصادي بمختلف تجلياته (كرم الضيافة، دم البكارة، الملابس، الحلي، الأثاث، منزل الزوجية...).

قبل مباشرة ليلة الحناء لابد من استحمام العروسين كطقس انتقالي بين جسد مدنس قبل الاستحمام وجسد مقدس بعده27 تأهبا لإتمام «نصف الدين» الذي يتطلب الطهارة الكبرى. بعد الاستحمام تجمع الأم كل المخلفات خوفا من عمل سحري، وتكلف عددا من النساء ممن تثق فيهن بمراقبة كل من تشك في نواياهن. صبيحة يوم المغادرة تمارس أم وأقارب العروسة طقس الاستحمام بالحناء وهو ما يجعلنا نتساءل لماذا تستحم العروس بالحناء، ولا يستحم بها العريس؟؟.
تجيبنا التقاليد المحلية أنه تقليد قديم القصد منه زيادة الجمال، ولأن الزواج سوق رمزي يستعرض من خلاله الإنسان جسده كمنتوج اجتماعي وثقافي، يكسرن خلاله بيضة فوق رأسها كفأل للخصب وكثرة النسل ويطلين شعرها بالحناء بعد ظفره سبع ظفائر، ويزين بعقود من ثمرات وقروش فضية ثم يطلين جسدها كاملا بالحناء (حمام حناء)28، ثم يلف رأسها بحجاب وجسدها بتليس خشن ويخطنه عليها، ويجعلنها تتوسد حجرا دون مقاومة في امتحان لقدرتها على التحمل وتقبل الحياة الجديدة بحلوها ومرها وإخضاعها قبل كل هذا وذاك لسلطة التقاليد. تتقدم بعده العروس لتتوسط الجمع طيعة خاضعة لسلطة التقاليد وتثبت مرآة على خمارها لحمايتها من عين ناظر لا ترحم، ويحصن المكان بنثر الحرمل والملح.

تخلط حناء العرس بالليمون وبعض المواد التي تثبتها على الجلد مدة أطول وتصبح حمراء إلى درجة السواد «كحلة بخوش» تخضب بها العروس ويداها ورجلاها كرمز للحب والوفاء، بينما يكتفي العريس بتحنية جزء صغير من وسط كفه الأيمن، وتكشط الحناء من يدي العروسين بدملج من فضة قبل أن تكرر العملية عدة مرات. مما يدفعنا لطرح سؤال آخر : لماذا الحناء أمام الملأ؟

تجيب العادات المحلية أن حفل «تاغمول» أو «الحني» رمز لاستيفاء للرجولة وإعلان رسمي أمام الملأ بالانتقال إلى عالم الكبار ووضع الحناء في كفي العروسين أخر خطوة في الانتقال الاجتماعي إلى عالم المتزوجين. كما يعد فرصة للتضامن بين أفراد القبيلة عن طريق الرد بإعادة التعويض نفسه أو أثمن منه وفضاء علني لتقييم الهدايا وتمجيد قيم الأخذ والعطاء، وإكراما لأب العروس الذي لا يشترط في الغالب مهرا غاليا. فعندما ينتصف الليل أو يكاد يتوسط جمع الحناء «براح(ان)» فقد كان يقوم بهذه المهمة التنشيطية إلى عهد قريب29 رجلان يحملان عمودين أو بندقيتين يتناوبان على إطراء كل من قدم هدية. يتولى المهمة اليوم امرأة واحدة أو رجل واحد، بصوت جهوري، ومخارج الحروف سالمة، وفراسة عالية وحس فني كبير يستطيع بواسطتها خلق الفرجة ويستثير نخوة وكرم الحاضرين في الوقت ذاته. يحرصُ المنشط(ة) على افتتاح الحفل بالصلاة والسلام على رسول الله وإشهار الهدايا وذكر محاسن أصحابها مع ذكر أسماء قبيلتهم وشيوخها ليحضوا بهدايا ترتفع قيمتها كلما أجادوا المدح والثناء. تقدم الهدايا النقدية أمام المدعوين، ويكون العريس أول من يفتتح الغرامة في ليل حناء العروس30، يقدم أب العروس لبنته أمام الحاضرين هدية قيمة، ويرد أب العريس بتقديم قطيع صغير من الماشية كرأس مال للعروسين كخطوة بداية لحياتهما، ثم أهل العروسين من المقربين(الأعمام والأخوال)، ثم الأصدقاء فالمدعوين31. أما الهدايا العينية كأكياس القمح والشعير ورؤوس الماشية... فتوضع في ملحقات الخيام والمنازل لكن المنشط يحرص على ذكر تفاصيلها، والإشادة بأصحابها كلما وجد وقتا لذلك، تقدم النساء غالبا هدايا عينية بشكل جماعي، في حين يقدم الرجال مبلغا من المال بشكل فردي. وبين الهدية والأخرى يفتعل البراح مواقف طريفة لإضحاك المدعوين بطريقة لبقة. ولا تخلو حفلات حناء المنطقة من «الهْديَةْ» حيث يعمد أفرد العائلة الواحدة من مقربي العروسين إلى تقديم هدية خاصة للعروسين بجمع وبتثبيت مساهماتهم من الأوراق النقدية بإحكام وسط غصن قصب والطواف به وسط الأهازيج حول المضارب لمدة غير محددة قبل وضع مبلغها وسط الهدايا.

في هذه الأثناء تحظى وصيفة العروس بشرف تخضيب يديها بما تبقى من الحناء لسيادة الاعتقاد أنها حاملة للبركة وأن من حنت بعد العروس أو جلست مكانها تحظى بالزواج بعدها، وتتسابق العازبات من صديقاتها لنفس الطقس قبل أن يحفظ ما تبقى منها بعناية كي لا تطاله يد من يسعى للإساءة للعروس، وبعد أن ينتهي الجميع من تقديم هداياهم تعلن الأهازيج عن رحلة الحناء ليعلم الكل أن طقس الحناء قد انتهى لتبدأ رحلة أخرى في عالم أحيدوس.

سادساً. اليوم الأكبر بمضارب العروسين
كان زواج أنصاف الرحل يتم في الغالب في الجبل بعد جمع المحاصيل وقبل أن يدركهم فصل الشتاء، يكون فيه العريس سلطان قومه، وتقف أمه خلفه للافتخار بأمومتها ويسانده أمسناي amsnay الوزير الذي لا يفارقه حتى نهاية كل الطقوس، ويحظى بهذا المنصب أقرب أصدقائه من العزاب وأكثرهم وفاءً له، مطالب بشد أزر العريس وحماية العروس والإشراف على العديد من المراسيم انطلاقا من يوم حفل الحناء حتى يوم «الحزام».

يتزين العريس ووزيره كما تتزين العروس ووصيفتها فيستاك ويتكحل ويحني يديه ويرتديان معا ملابس بيضاء، يختلف الوزير عن العريس بارتداء سبنية على شكل حمالة على كتفه، ينبغي أن يتميز بروح الدعابة والأمانة والقوة البدنية والدبلوماسية التي تمكنه من تجاوز أي خلافات قد تقع طيلة المراسيم وتقديم صورة طيبة عن عائلة العريس. تتخذ العروس أيضا «تامسنايت tamsnayt» من بين أقرب عازبات عائلتها لنفس الأغراض، وينبغي أن تتوفر فيها معظم شروط أمسناي .

مظاهر الاحتفال: الزياني بطبيعته لا ينظر وإنما يحيي احتفالاته بكل جوارحه وبعمق، وهذا ما يضفي على الحفل طابعا خاصا، حيث يحضر العريس لبيت أهل عروسه مؤازرا بوزيره وأقاربه وسط أهازيج بإيقاعات وألحان ونبرات ملائمة حسب طبيعة المراسيم. فعند الاقتراب من المضارب يرددون:
اياتاخ شا أوبريذ أ يخامن مقورين
افسحوا لنا الطريق أيها القوم الكرام32

بعد الوليمة التي يقيمها في الأصل أهل العريس أو يكلفون عائلة العروس بذلك بناء على اتفاق قبلي يجدون عروسهم جاهزة للرحيل وقد غطت وجها بتاشبريت33. أغاني هذا الطقس غالبا تتغنى بالعروس ووصف لجمالها في ارتباط بالبيئة المحلية:

(عيون الغزال، أنف القمحة، قوة اللبؤة... ) .
قبل مغادرة بيت العروس يحتشد أهل وفرسان قبيلة العروس لزفها في مراسيم تجسد استمرارا لفروسية زيان التي كان فيها كل من يحمل بندقية يحمي الأرض والعرض، تتولى طلقات البارود عند بيت العروس، بينما يضرب أكثر مقربيها طوقا حول المراسيم تفاديا لاندساس أحد أقارب للعريس لنشل حليها أو نعلها بشكل يجعل المشهد وكأنه اختطاف34، وتصبح مظاهر الاحتفال لوحة فنية ضاربة في القدم تشربت عبر الأزمنة بقيم نبيلة.
وقد يحدث أن تتأخر العروس بعد أن تطلب عائلتها إقامة احتفالات أكبر وأضخم تمتد مراسيمها إلى اليوم الموالي. يستمر هذا الصراع عند مضارب العريس عبر كلمات بليغة وإفراز ملموس للأحاسيس جوهر طبيعتهم وسبيلهم للفرح بالحياة رقصات لامتناهية التنوع وقع اقدامهم.
وفي الطريق يردد اقارب العريس أهازيج الانتصار من قبيل :
ونا يويث بلا قا أ ياسون امدالو
أخذناها بدون طلقات يا دوار الجبناء35

عند المغادرة يردد أهل العروس ما يخالجها من رهبة من مستقبلها بقولهم:
گريخش أيضار إينوـ گ ـ أوبريد أفاسي
أور يسن أربي ما غرا إشثابن غيفي؟.
وضعتك يا قدمي في الطريق الأيمن
يا ليتني أعلم ما سيحِلُ بي؟

وأثناء رحلة العروس إلى بيت العريس على دابة غالبا، عليها أن تسدل خمارها وتخفي وجهها لحماية نفسها من عالم قد يسئ إليها. يوضع وراءها طفل رغبة في أن يكون مولودها الأول ذكرا في مجتمع ذكوري، ويسير خلفها الوزير لمراقبة مكونات جهازها لأن الفتيات تحاولن سرقة شيء منه للمطالبة بالحلاوة واتهام أهل العريس بعدم أهليتهم لحراسة العروس من مكاره الحياة أو لاستغلالها في أعمال سحرية، يتعرض الوزير أحيانا لاستغفال أحد أقارب العروس الذي يوهمه بالمساعدة فيخطف نعلها مما يفرض على أهل العريس التدخل لاسترجاعها وإن اقتضى الحال شراءها بقالب سكر أو غيره وفي حالة فشلهم سيحاول أهل العروسة طيلة المراسيم سرقة إحدى عمائم أهل العريس وهو أمر اشد وقعا من النعل وقد ينتج عنه عراك، ويجازى إذا نجح في مهمته من طرف أهل العريس36.

ترفع سيدة من قبيلة العروس رايتها وتتوسط الموكب، وتردد عائلتها أنغام الفراق ويهمس بعضهم في صمت بعبارة «دار البنات خاوية» التي تنطبق على البناء المجتمعي في البوادي، ويردد الراقصون المقربون منها نصائح الأم للعروس قائلين:
أثا أتيسليث تكر زيك أم ثامغارت
يا أيتها العروس استيقظي باكرا كالحماة
أثا لهم إيلاس گؤول أور ثسينت!.
إعلمي أنها شغوفة بالعمل
فهو مصقول في سويداء قلبها

بينما ينشد أقارب العريس أهازيج الترحاب37، وتتحول الطقوس تدريجيا إلى صراع رمزي حقيقي وينتشي أهل العريس بحمل عروسهم بقولهم:
إيطرح وول اينو ايضا اوسيخثيذ إيومانو
ليهنا فؤادي الليلة فقد أحضرتها لأخي38
ويرد أهل العروس ما مفاده
زوجناها لكم ونحن من يزفها لكم لكن إن يمسسها سوء سوف ندافع عنها بالبارود
بعد وصول العروس إلى باب منزل العريس، وقبيل نزول العروس يردد أهل العروس
أور ثروس أور ثروس لن ننزل العروس لن تنزل
أل ديدو اوحولي. ما لم تقدموا لنا الخروف

يحملها أمسناي ودون أن تطأ قدماها الأرض خوفا من أعمال سحرية39 لتطلي مدخل الخيمة بالسمن وتضربه برايتها طلبا للسلم والأمان، وبعد النزول تتخطى الكبش ثلاث مرات وتضربه بطرف ثوبها وعلى العروس أن تطوف بزوايا الخيمة محاطة بعدد من الصبايا ثم تدخل برجلها اليمنى الى بيت الزفاف طلبا لليمن والبركة وأملا في أن تحمل معها الخير والرخاء.

يتحلق الفريقان للاحتفاء ويستحوذ الإيقاع على الألباب مرددين مقاطع رائعة تخلدا للحظة، وعندما يحل الظلام توقد نار كبيرة وتقام رقصة أحيدوس، حيث يتبارى الشعراء في نظم الشعر، وتتنافس المجموعات في إبراز مواهبها أمام الجمهور، ويستمر الرقص إلى منتصف الليل حيث يبدأ التحضير للدخلة.

سابعاً. الدخلة:
ترجع باحثة أصول هذه الظاهرة إلى العصر الجاهلي حيث كان دم العذراء يرمز للطهارة ويقدم قربانا للآلهة لنيل رضاها وتفادي المصائب40 . فعادة ما تكون العروس وعائلتها في خوف وترقب خاصة مع قلة درايتها بالمحيط الجديد، بينما يستميل طقس أحيدوس معظم المتلصصين والفضوليين عن طقوس الافتضاض للرفع من معنوياتهما حتى تمر العملية على أكمل وجه41، ويتكلف أمسناي بشغل من بقي منهم عما يجري بالداخل حيث يزف العروس إلى عريسها، وقد يجبر على ربطها إذا ما أبدت مقاومة قبيل عملية الافتضاض بحبل(أسغون) تحضره بنفسها فتكون آخر مهامه قبل الانسحاب من الخيمة.

يكون الطرفان ليلة الدخلة أمام امتحان عسير فإذا تماطل العروسان في مد العائلتين بسروال العروس ملطخا بدم البكارة المفتضة تنطلق التأويلات ويتهم العريس بعدم الفحولة والعروس بفقدانها لبكارتها وشرفها لأنها في تقاليدهم مرادف لصيانة العرض والشرف وفقدانها فاحشة وإخلال بالحياء42، وقد تمارس طقوس غريبة43 أو يستدعى الطالب إذا تعلق الأمر بالثقاف أو السحر. وإذا ثبت ذلك فإن الكارثة سوف تلحق بها ويلحق العار بأهلها، أما إن مرت الأمور بخير فهي مدعاة للفرح والسعادة والافتخار، فتصبح ليلة الدخلة فرصة للعروس لإثبات شرفها وعفتها وحسن تربيتها، ومناسبة للعريس لإثبات وفحولته ومؤشر مبكر لنجاح الزواج، فيكونان معا مصدر فخر للقبيلة، يستغل الشباب فرصة لترديد أغنيتهم الشهيرة:
إيكس لبوشون إي لقرعا، ثنغل أو الزيت
أزيل الغطاء عن القارورة وتدفقت الزيت
( كناية عن الدخلة)
والله تينيخت إ مايم أسكا زيك
سأخبر أمك غدا في الصباح الباكر

في تلك الأثناء تتدخل «تامسنايت» لتقدم النصائح للعروس وتدعمها نفسيا خصوصا إذا كانت صغيرة السن، بينما يبدأ المدعوون شوطا أخر من الرقص والأهازيج قبل أن تحمل أم العروس بنفسها السروال على صينية رفقة قالب سكر مزخرف بالزعفران للطواف بها فجرا بجوار المضارب وانحاء الدوار أو القرية للتباهي به مهللين ومستبشرين:
كيغد ثيزي إفرح إغذ ؤول ءاوا
مررنا من ذاك الفج عائدين مسرورين
نيويذ إيدامن خف ءادفاس .
حاملين دم البكارة في الثوب.
ويتلقى العريس التهاني44. ويرد أهل العروس نيابة عن والدها:
أد يرضو ربي غيف م أثا ثسبورزديي
إبورز أومسناي نم، إبورز أود إمولاي
رضي الله عنك بنيتي رفعت من شأني
وشأن وزيرك45و ذويك وزوجك أيضا

ثامناً. الحزام :
طيلة الأيام السبعة الموالية لليلة الزفاف46 لا تغادر العروس غرفتها إلا للضرورة وتتجنب الالتقاء بأهل العريس من الذكور47، وتمنع من الحزام أياما لكي لا تصاب بالعقم، لذلك يقال للعاقر «الله يحل حزامك» وتستعير العاقر أو تلك التي يتوفى لها مواليد حزاما من المرأة الولود وتتمنطق به أملا في الخلاص، وبالمقابل تتفادى النساء لمس حزام المرأة العاقر48

ربط الحزام في الثقافة الشعبية بداية لتحمل أعباء المنزل والقبيلة وبناء الأسرة الجديدة بالتعبير عن الرغبة في الانجاب لضمان الاستمرارية في الحياة والتجدد في الزواج. يشرف أمسناي على أخر طقوس الحزام بعد أن تجتمع قريبات العروسين لقص أهذاب شعر العروس (ثاونزا) ووضعها فوق كمية من القمح يحتفظ بها لتزرع في الموسم الموالي، فاذا كان الموسم جيدا تصبح العروس مصدر فخر لكل للعائلتين، والعكس لمن عاكسها الحظ.

وعموما فحضور الأعراس مناسبة تبحث خلالها الأمهات عن زوجات لأبنائهن يتوفر فيهن الحياء والامتثال لأوامر الحماة، وعكس ما يشير إليه كيدينفلت من أن زواج إيمازيغن كان بواحدة فقط49 وفي سن مبكرة50 باستثناء بعض الشيوخ والقواد، فإن التعدد كان سمة بارزة في زواج الزيانيين تقتضيه ظروف الانتجاع الذي يقتضي ترك زوجة في الجبل والانتجاع بأخرى نحو السهل51، وهو ما تعكسه حالة موحى وحمو الزياني رغم مبالغة الكتابات الكولونيالية في عدد زوجاته دفعة واحدة52 والالتزام بمراسيمه كاملة انطلاقا من الزواج الداخلي وانتهاء بولادة ذكور يشكلون سواعد بناء مستقبل القبيلة، وترسيخ للتضامن الضامن لاستمراية النظام القبلي رغم ما يعرفه المجتمع من تحولات ارتبطت بالسن والتوثيق والمساطر القانونية المعقدة مما أثر سلبا على التنظيم الجماعي للأعراس والعلاقات الاجتماعية بين الأسر والعشائر، فإن التغيير مس الجوانب المادية فقط، أما الجوانب الثقافية فكانت أقل عرضة للتبدل والتحول.

طقوس الموت والجنائز:
تعد مراسيم الموت آخر طقوس العبور التي تمارس على الميت الذي يشارك فيها جسدا بدون روح، فقد سادت عند الأمازيغ منذ عصور ما قبل التاريخ طقوس ومعتقدات متعددة منها ما استجد بدخول الاسلام، ومنها ما اخترق الزمن ليصل إلى العصر الحالي، وما حدث بحدوث الحوادث لينتج طقوسا مختلطة لن نقف عندها كثيرا لأن أطروحة مفصلة تعد في الموضوع53. فبعد تغسيل الميت وتحنيطه بمسلتزمات يبيعها العطارون الذين يبيعون أيضا أدوات السحر54، ينظف المكان بالمطهرات حتى تزول «رائحة الموت»55، ويحمل عامة الناس النعش إلى قبره بالتناوب، وبعد صلاة الجنازة يوضع الميت في قبره ويميزون جهة الرأس بشاهدة تسمى أمنايو56، أما الأيدي والأرجل التي كانت تقطع عن طريق العدالة أو الاستئصال تدفن بالطريقة الشرعية، اعتقادا أنها قد تنقص يوم الحساب في حالة عدم دفنها57.

خلال فترة المقاومة، وحينما يعيد المحاربون القتلى والجرحى للقبيلة تبكي النساء وينتحبن بعنف، حيث تجتمع نساء الدوار ليلة الهزيمة على شكل دائرة تتوسطها بعض محترفات النواح58 ممزقات خدودهن بالأظافر59 حتى يسيل منها لدم بشكل إيقاعي في «أَكَجْذُور» صاخب وعنيف يرافقه ترديد عبارة أحَّينو أحًّيْ «قبل مغادرة الميت إلى مثواه الأخير»60، ورغم تراجعها لاتزال عادة النحيب العنيف ونذب ولطم الخدود عادة تميز معظم عرب ببلاد زيان الذين جاؤوا بها من مناطقهم الأصلية61، وفي هذا النوع من الجنائز يصعب منع النساء في من دخول حرم المقابر.

تسود بالمنطقة مجموعة من الاعتقادات المتعلقة بالموت أهمها أن دم المغدور لا يروح سدى ولابد أن يظهر الجاني عاجلا أم أجلا لأن «الروح لا تستر»، ورش فتاة بماء غسل الميت يعطل زواجها62 حسب ذات المعتقد، كما يشاع أن ملاك الموت يخبر الشخص قبل أربعين يوما بدنو أجله لكنه لا يستطيع إخبار أهله، وعندما يأتي ملاك الموت يراه المعني فقط دون غيره، ويتردد بينهم أن روح الميت تدور في بيته ثلاثة أيام بعد وفاته وبعد أربعين يوما من وفاته تعود الروح إلى قبره، وبعد ذلك لا تعود الروح إلى الأرض إلا كل جمعة63.

أنتج شعراء المنطقة مئات القصائد حول طقوس الموت في علاقته بكل الظواهر المجتمعية، نورد منها في مجال علاقة الموت بالحب البيتين التاليين:
أواينحوبان أويان الجليج إيصنال نك أم الصاليح أوا
أيها الحبيب المزين قبره بالزليج كضريح الصالح
أوا مش اك تيا ليخرا أم الدونيت اداك تمساسا ياوناريخ أوا
ليت حياتك الآخرة مثل دنياك متساويتين

في ختام الحديث عن طقوس العبور يمكننا الحديث عن ثوابت تميز طقوس العبور أهما:
- التيامن: (البداية باليمين في كل الطقوس )
- التكرار: عددا من المرات غالبا ما يكون 3 أو 7 بما أن للرقمين قوة رمزية تعطيهما قوة في الموروث الشعبي المغربي.
- تفقد عتبة الباب في كل الطقوس خوفا من أي ممارسات سحرية من طرف المقربين الحاسدين للمعني صبيا كان أو طفلا أو رجلا وحتى ميتا.
- الأشعار مجهولة المؤلف: معظم أشعار الولادة والختان والزواج والطقوس والعادات الفلاحية جماعية لا مؤلف لها، وتمجيد للفحولة والدور الذكوري والاجتماعي للطفل64 تكون في الغالب وصايا للنجاح في الحياة الجديدة، وحث على الثبات خلال هذه الطقس العسيرة أحيانا. تختلف أحيانا في نفس القبيلة على بعد بضع كلمترات.

في المحصلة التركيبية لهذا المقال يمكن أن نخلص إلى أن المغرب الجبلي، بل المغارب الجبلية كانت ولاتزال معقلا للتقاليد غنية ومتنوعة، وهو أمر يفتخر به المغارب، لأنه إفراز لقدرات خلاقة للمجتمع،
وتفاعلات بين الإنسان ومعتقداته وتصوراته التي تختلف من منطقة لأخرى حتى داخل مجال جغرافي ضيق، والبيئة التي يعيش حيا فيها. لكن هذه الطقوس تتطلب استقراء مضمونها ووظيفتها عبر التاريخ، من زوايا بحث متعددة برصد تطورها وإعادة اكتشاف ما بقي منها حيا ومازال مصدرا للمتعة، حتى تتمكن من المساهمة في إغناء التراث الإنساني لأن هذه الطقوس وما يرافقها من أشعار غدت عرضة للإهمال والتهميش، بسبب التغيرات المجتمعية المتلاحقة المرافقة للعولمة.

• الهوامش

1. ظهر المصطلح لأول مرة سنة 1909 في كتاب للباحث الأنثروبولوجي الفرنسي Van Jennep ليصبح متداولا في صفوف الباحثين الأنثروبولوجيين في العالم فيما بعد. للمزيد أنظر :
- Van Gennep Arnold, Les Rites De Passage: Etude Systématique Des Rites De La Porte Et Du Seuil, De L'hospitalité, De L'adoption, De La Grossesse Et De L'accouchement, De La Naissance, De L'enfance, De La Puberté, De L'initiation, De L'ordination, Du Couronnement Des Fiançailles Et Du Mariage, Des Funérailles, Ed Picard, 1981
2. سيتي رشيدة، الحناء ودلالات استخدامها في الثقافة العربية، دار التنوير، الجزائر، ط1، 2013، ص 82
3. السجلماسي ابراهيم ابن هلال، أجوبة ابن هلال، تقديم وتحقيق إلهام شباب، بحث مرقون لنيل شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، ك.آ.ع,إ، ابن مسيك ، 2012ـ 2013، ص60.
4. قطعة قرش نقدية مثقوبة من الوسط
5. سعيدي المولودي، مداخل إلى الأدب الأمازيغي بالأطلس المتوسط، منشورات جمعية أجدير ايزوران للثقافة الأمازيغية، مطبعة الرباط نت، الطبعة 1، 2018م، ص 47
6. مقابلة مع أشباني سعيد، 88 سنة، أحد شيوخ آيت حدو حمو على هامش مهرجان ثامونت أكلموس، الدورة 1، بتاريخ 16/04/2018
- مقابلة مع ممثل شيوخ قبيلة آيت معي على هامش مهرجان ثامونت أكلموس، الدورة 1، أبريل 2018. بتاريخ 17/04/2018
7. مادة من صخر صلب أسود يسمى أسكبن، يطحنونه جيدا ينثرونه على الجروح.
8. بامي جمال، طقوس الطبيعة بين المجتمع والتاريخ: ممارسات ورمزيات التطبيب والسحر بالمغرب، بحث مرقون لنيل الدكتوراه في الآدب، ك.آ.ع.إ، ابن مسيك، الدار البيضاء، 2012ـ 2013، ص 134
9. الطوبي محمد، "النقد الثقافي: قراءة في عوائق التنمية المحلية بصفرو"، ضمن ندوة الثقافة ورهانات التنمية، منشورات الدورة 21 لملتقى الثقافي لمدينة صفرو، الشركة العامة للتجهيز والنشر، ط1، 2011، ص46
10. بوعزة الفرحان، العرس البدوي المغربي، مطبعة وراقة بلال، فاس، 2016، ص 15
11. مقابلة مع أشباني سعيد،88 سنة، أحد شيوخ آيت حدو حمو، 17/04/2018.
12. أقبوش إدريس، جوانب من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية بمنطقة زيان خلال فترة الحماية (1912ـ 1956)، أطروحة مرقونة لنيل شهادة الدكتوراه، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، القنيطرة، 2016ـ2017، ص21. ص 104.
13. مقبوب ادريس،"نظام الاعراس في المغرب نموذج قبائل بني وراين الأمازيغية"، منشورات أرشيف الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر، المنامة، السنة الثالثة، العدد 9، ربيع2010، ص72
14. شرقي محمد، التحولات الاجتماعية بالمغرب من التضامن القبلي إلى الفردانية، مطابع إفريقيا الشرق، الدار البيضاء ، 2009م، ص171.
15. Abes. M, "Les Izayanes D ’Oulmès", Archives Berbères, Anne1915-1916,Publication Du Comité D'études Berbères Rabat, Ernest Leroux Editeur, Paris 1916, p 275
16. مقابلة مع أشباني سعيد، 88 سنة، أحد شيوخ آيت حدو حمو، 17/04/2018
17. زوبياكا دانييل، مذكرات دانييل زوبياكا: أسير بجبل بلاد الشلوح، تحرير الصحفي روبير بوتي، ترجمة صالح شكاك، منشورات أمل: التاريخ الثقافة والمجتمع، مطابع الرباط نت، طبعة 2016، ص95.
18. أقبوش إدريس، م.س، ص 105.
19. يدخل أهل العريس لزريبة أهل العروس فيختارون نفس العدد من المواشي التي منحت لهم في الصداق وبمواصفات مقاربة لها بحضور عارفين محايدين.
20. مقابلة سابقة مع أشباني سعيد،88 سنة.
21. شرقي محمد، م.س، ص 173
22. أسبينيون روبير، أعراف قبائل زايان، ترجمة محمد أوراغ، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 2007 ، ص 82.
23. أسبينيون روبير، م.س، ص 82
24. شرقي محمد، م.س، ص 171
25. المرنيسي فاطمة ، السلوك الجنسي في مجتمع رأسمالي تبعي، ترجمة زريويل فاطمة الزهراء، دار الحداثة، الطبعة الأولى، ص 162.
26. بوعزة الفرحان، م.س، ص 14
27. أبلال عياد، الإخفاق الاجتماعي بين الدين والجنس والجريمة، دار روافد للنشر، القاهرة، الطبعة1، 2011. ص 92
28. هذا الطقس لا يختلف كثيرا عن الطقوس الإفريقية القديمة التي يطلى فيها الوجه بالطين حيث يعتقدون أنه نوع من التطهر عوض بالألوان اليوم حيت تتلاشى تدريجيا وتبعد الشرور عن أصحابها حيث تقترن الحنة بالجنة (إدمون دوتي، مراكش، ترجمة عبد الرحيم حزل، منشورات مرسم، مطبعة أبي رقراق، 2011.ص 345)
29. تؤكد بعض الشهادات من آيت خويا و آيت بومزوغ على أن قيام براحين بهذه المهمة استمر إلى نهاية ثمانينات القرن 20 خاصة في صفوف العائلات الميسورة.
30. بوعزة الفرحان، م.س، ص 34
31. نفس المرجع، ص 19
32. سعيدي المولودي، م.س، ص45
33. تاشبريت: حجاب رقيق على شكل نقاب تضعه العروس يغطى وجه العروس(تاوشيخت لحسن، "الثابت والمتحول في اللباس البدوي في الاطلس المتوسط"، ضمن دورية كان التاريخية، العدد23، مارس 2014، ص 85).
34. إدمون دوتي م.س، ص 254
35. سعيدي المولودي، م.س، ص45
36. بوعزة الفرحان، م.س، ص36ـ 37
37. نفس المرجع والصفحات
38. سعيدي المولودي، م.س، ص46
39. بوعزة الفرحان، م.س، ص 36
40. أقبوش إدريس، م.س، ص 111
41. الكرش إدريس، أهيتوس: مقاربة فنية بين رقصتي الهيت وأحيدوس قبائل بني حسن وزمور نموذجا، مطبعةAxions communication، الرباط 2015.، ص 12.
42. قد يكون الغشاء رقيقا ويتمزق لأبسط الحركات وهو مالا يفهمه السواد الأعظم، وأحيانا يكون مطاطيا صعب الافتضاض وقد يتطلب عملية جراحية وهو الأمر الذي يفسر عندهم بالعجز الجنسي للعريس.
43. منها أن يلبس العريس سروال أمه
44. أقبوش إدريس، م.س، ص 110
45. المقصود بها وزيرتها لكن جعلت وزيرا للضرورة الشعرية .
46. للعدد7 مكانة مقدسة عند معظم الحضارات القديمة حملوا هذا الرقم عدة دلالات فهو يعني التمام والكمال
47. فرحات المصطفى، طقوس وعادات أهل أبزو، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، دراسات وأبحاث 3، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 2007، ص47
48. إدمون دوتي، مراكش، ترجمة عبد الرحيم حزل، منشورات مرسم، مطبعة أبي رقراق، 2011، ص 356
49. laoust ,E, " le mariage chez les berbères du Maroc" in archives berbères, T1, 1915- 1916, p75.
50. larras, N , "la population du Maroc", in bulletin de la société de géographie, paris 1906, p337.
51. الفاسي علال، النقد الذاتي، منشورات علال الفاسي، مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء، ط8، 1999، ص 239، أقبوش ادريس ، م.س، ص 102
52. يتحدثsuedon مثلا عن 9 نساء غير شرعيات ، ص 239
53. أبرهموش محمد، الموت في مغرب ما قبل الاستقلال، ك.آ.ع.إ ، القنيطرة ، 2015 بوحدة حوض البحر الأبيض المتوسط
54. واعراب المصطفى، المعتقدات السحرية وطقوسها في المغرب، دار الحرف للنشر والتوزيع، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، ط1، 2007، ص214.
55. واعراب المصطفى، م.س، ص213.
56. بوسلام محمد، معجم الدارجة المغربية( الجذور والاختلافات الجهوية)، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، ط 2015،ج1، ص 90.
57. غيرهارد غولفس، إقامتي الأولى في المغرب السفر جنوب الأطلس، ترجمة إدريس الجاي، منشورات ك.آ.ع.إ بنمسيك، مطبعة force equipement، 2018، ص 83.
58. رينولد لادريت دو لاشاريير، رحلة إلى المغرب(1910ـ1911) خلال مسالك الشاوية والحوز وفاس، ترجمة محمد ناجي بن عمر، منشورات ك.آ.ع.إ، اكادير، ط1، 2016، م.س ، ص141، يعرف هذا النوع من النواح ب (أَكَجْذُور)
59. كنون سعيد، كنون سعيد، الجبل الأمازيغي آيت اومالو وبلاد زايان المجال والإنسان والتاريخ، تعريب الدكتور محمد بوكبوط، إصدار مصلحة الشؤون الأهلية بالمغرب، عن منشورات لجنة إفريقيا الفرنسية، باريس، 1929، منشورات الزمن، مطبعة بني يزناسن، سلا، سلسلة ضفاف، ع 18، يوليوز 2014، ص57 .
60. كنون سعيد، م.س، ص58.
61. منديب عبد الغني، الدين والمجتمع دراسة سوسيولوجية للتدين بالمغرب، منشورات إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 2006، ص20.
62. واعراب المصطفى، م.س، ص215.
63. نفس المرجع، ص 242 ـ 247.
64. سعيدي المولودي، م.س، ص 46.

• المراجع:

- أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، طبعة دار الكتب الإسلامية، 1365 هجرية، إيران.
- أبلال عياد، الإخفاق الاجتماعي بين الدين والجنس والجريمة، دار روافد للنشر، القاهرة، الطبعة1، 2011.
- إدمون دوتي، مراكش، ترجمة عبد الرحيم حزل، منشورات مرسم، مطبعة أبي رقراق، 2011.
- السجلماسي ابراهيم ابن هلال، أجوبة ابن هلال، تقديم وتحقيق إلهام شباب، بحث مرقون لنيل شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، ك.آ.ع,إ، ابن مسيك، الدارالبيضاء، 2012ـ 2013.
- الفاسي علال، النقد الذاتي، منشورات علال الفاسي، مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء، ط8، 1999.
- الكرش إدريس، أهيتوس: مقاربة فنية بين رقصتي الهيت وأحيدوس قبائل بني حسن وزمور نموذجا، مطبعةAxions communication، الرباط 2015
- المرنيسي فاطمة ، السلوك الجنسي في مجتمع رأسمالي تبعي، ترجمة زريويل فاطمة الزهراء، دار الحداثة، الطبعة الأولى. د.ت.
- بوسلام محمد، معجم الدارجة المغربية( الجذور والاختلافات الجهوية)، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، ط 2015،ج1.
- بوعزة الفرحان، العرس البدوي المغربي، مطبعة وراقة بلال، فاس، 2016.
- رينولد لادريت دو لاشاريير، رحلة إلى المغرب(1910ـ1911) خلال مسالك الشاوية والحوز وفاس، ترجمة محمد ناجي بن عمر، منشورات ك.آ.ع.إ، اكادير، ط1، 2016.
- سيتي رشيدة، الحناء ودلالات استخدامها في الثقافة العربية، دار التنوير، الجزائر، ط1، 2013.
- شرقي محمد، التحولات الاجتماعية بالمغرب من التضامن القبلي إلى الفردانية، مطابع إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 2009م.
- ـ غيرهارد غولفس، إقامتي الأولى في المغرب السفر جنوب الأطلس، ترجمة إدريس الجاي، منشورات ك.آ.ع.إ بنمسيك، مطبعة force equipement، 2018.
- فرحات المصطفى، طقوس وعادات أهل أبزو، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، دراسات وأبحاث 3، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 2007.
- كنون سعيد، كنون سعيد، الجبل الأمازيغي آيت اومالو وبلاد زايان المجال والإنسان والتاريخ، تعريب الدكتور محمد بوكبوط، إصدار مصلحة الشؤون الأهلية بالمغرب، عن منشورات لجنة إفريقيا الفرنسية، باريس، 1929، منشورات الزمن، مطبعة بني يزناسن، سلا، سلسلة ضفاف، ع 18، يوليوز 2014.
- منديب عبد الغني، الدين والمجتمع دراسة سوسيولوجية للتدين بالمغرب، منشورات إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 2006.
- واعراب المصطفى، المعتقدات السحرية وطقوسها في المغرب، دار الحرف للنشر والتوزيع، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، ط1، 2007.
- أسبينيون روبير، أعراف قبائل زايان، ترجمة محمد أوراغ، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 2007.
- زوبياكا دانييل، مذكرات دانييل زوبياكا: أسير بجبل بلاد الشلوح، تحرير الصحفي روبير بوتي، ترجمة صالح شكاك، منشورات أمل: التاريخ الثقافة والمجتمع، مطابع الرباط نت، طبعة 2016.
- سعيدي المولودي، مداخل إلى الأدب الأمازيغي بالأطلس المتوسط، منشورات جمعية أجدير ايزوران للثقافة الأمازيغية، مطبعة الرباط نت، الطبعة 1، 2018م.

• الدراسات الجامعية:

- أقبوش إدريس، جوانب من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية بمنطقة زيان خلال فترة الحماية (1912ـ 1956)، أطروحة مرقونة لنيل شهادة الدكتوراه، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، القنيطرة، 2016ـ2017.
- بامي جمال، طقوس الطبيعة بين المجتمع والتاريخ: ممارسات ورمزيات التطبيب والسحر بالمغرب، بحث مرقون لنيل الدكتوراه في الآدب، ك.آ.ع.إ، ابن مسيك، الدار البيضاء، 2012ـ 2013.

• الندوات والمقالات :


- مقبوب ادريس،"نظام الاعراس في المغرب نموذج قبائل بني وراين الأمازيغية"، منشورات أرشيف الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر، المنامة، السنة الثالثة، العدد 9، ربيع2010.
- تاوشيخت لحسن، "الثابت والمتحول في اللباس البدوي في الاطلس المتوسط"، ضمن دورية كان التاريخية، العدد23، مارس 2014.
- الطوبي محمد، "النقد الثقافي: قراءة في عوائق التنمية المحلية بصفرو"، ضمن ندوة الثقافة ورهانات التنمية، منشورات الدورة 21 لملتقى الثقافي لمدينة صفرو، الشركة العامة للتجهيز والنشر، ط1، 2011.

• الروايات الشفوية :

- مقابلة مع أشباني سعيد، 88 سنة، أحد شيوخ آيت حدو حمو على هامش مهرجان ثامونت أكلموس، الدورة 1، بتاريخ 16/04/2018
- مقابلة مع ممثل شيوخ قبيلة آيت معي على هامش مهرجان ثامونت أكلموس، الدورة 1، أبريل 2018. بتاريخ 17/04/2018

• المراجع بلغات أجنبية :


- Van Gennep Arnold, Les Rites De Passage: Etude Systématique Des Rites De La Porte Et Du Seuil, De L'hospitalité, De L'adoption, De La Grossesse Et De L'accouchement, De La Naissance, De L'enfance, De La Puberté, De L'initiation, De L'ordination, Du Couronnement Des Fiançailles Et Du Mariage, Des Funérailles, Ed Picard, 1981
- Abes.M, "Les Izayanes D’Oulmès", Archives Berbères, Anne1915-1916,Publication Du Comité D'études Berbères Rabat, Ernest Leroux Editeur, Paris 1916.
- laoust ,E, " le mariage chez les berbères du Maroc" in archives berbères, T1, 1915- 1916.

• الصور
- من الكاتب.

أعداد المجلة