فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
54

تشكيل البنية العاملية في السيرة الهلالية حكاية «الأميرة الخضرا» أنموذجا

العدد 54 - أدب شعبي
تشكيل البنية العاملية في السيرة الهلالية حكاية «الأميرة الخضرا» أنموذجا
كاتب من المغرب

المقدمة:

تقوم كل محاولة لرصد مختلف البنى العاملیة على تنظیم الخیال البشري وتشكيل مختلف عوالم الوعي الجمعي والفردی على السواء. وذلك من خلال تحديد العلاقة المركبة بین مجموع شخصیات النص الحكائي . ينبني هذا الأخير على الرغبات والأهداف المتباینة عند كل شخصية حكائية. وكذا تغییر الأنظمة والأدوار العاملیة والعوامل. لأن الشخصيات عبارة عن وحدات خاصة ببنية الخطاب. بینما تشكل الأدوار وحدات الحكاية باعتبارها بنیة كاملة1. تعتبر شخصية النص الحكائي الأداة التي تقوم بالفعل. أما الدور فهو الفعل الذي تقوم به الشخصیة. وهما متلازمان دائما2. لعل هذا ما جعل غریماس ينتقل في تناوله للوظیفة كما حددها بروب إلى میدان العوامل. وذلك من خلال استخلاصه نموذجا عاملیا أسطوریا. حيث حدد هذه العوامل فيما يلي:المرسل المرسل إليه الموضوع المعيق المساعد و الذات. تتشكل البنیة العاملیة لكل حكاية من مختلف العلاقات التي تربطها هذه العوامل فيما بينها. لأن تحدید الوضعیة التركیبیة لمجموعة من العوامل المحددة یساعد على ضبط العلاقات التي تنظم العوامل بما في ذلك علاقة الرغبة بین الفاعل وموضوع القیمة أو علاقة نقیضه كالتي تربطه بالمعيق. أو العلاقة المنسجمة القائمة على الصعید المعرفي الإقناعي التي تركز على المرسل والفاعل. لذلك نجد أن البنیة العاملیة لكل نموذج سردي تدخل ضمن هيكل تنظيمي. یتشكل من مختلف الروابط القائمة بین العوامل وفق منطق حكائي خاص3. الكلمات المفاتيح:حكاية الخضرا الوحدة الحكائية العوامل العلاقات العاملية.

 

 

نص حكاية "الأميرة الخضرا":

قال الراوي: «كان السبب في قدوم هذا الملك الجبار بجیوشه وعساكره هو أنه لما جلس على تخت الملك سأل أرباب دولته عن أحوال آبائه وأجداده ومالهم من الوقائع. فقالوا إن جده هرقل كان من أشهر الملوك. فقصده النبي ﷺ وكان صحبته بني هلال فهدموا بیوتا وقتلوا هرقل وسبوا الحریم. فسألهم الأبشع عن حاكم مكة فقالوا له قرضاب الشریف ابن هاشم وهو من بني هلال. فقال: لابد أن أقصده وآخذ منه الثأر. ثم إنه زحف بجیوشه قاصدا الأمیر الشریف. فلما بلغ الأمیر قرضاب خبره اضطرب وقد رأى مناما أفزعه فكتب إلى بني هلال یستنجدهم. فبعثوا له النجدات وقامت الحرب بینهم انتهت بفوز الأبشع. أما قرضاب الشریف فأعلن بین قومه أن من یقتل الأبشع یزوجه بنتا من بناته. فطمع الأمیر رزق ببنت الشریف ونزل في الصباح إلى المیدان والتقى البطلان وخطرت في بال رزق بنت الملك الشریف فقوي على الأبشع وطعنه في صدره أراحه من عمره. فقدم الشريف الأمير رزق لينتخب منهن عروسة توافقه. فأشار رزق یطلب الخضرا. فقال الشریف: أبشر أيها الأمیر رزق فقد نلت مرادك وستكون بنتي الخضرا زوجتك فتزوجا وودعت الخضرا أهلها وسار بها الأمیر رزق إلى بلاده. وبعد سنة رزقت الخضرا بنتا سموها شیحة. فدعا رزق لله وطلب أن یرزقه ولدا واستجاب لله لدعائه ورزقه ولدا أسمر اللون فشككه عمه في نسبه. وإثر ذلك طلق رزق الخضرا وأمر العبید بحملها إلى بلادها. لكن الخضرا خافت أن یقتلها والدها وطلبت من أحد العبید أن یوصلها إلى بلاد أحد الأمراء. فقال لها إذن أوصلك إلى الملك الزحلان فهو معروف بالكرم. فساروا ولما وصلت دخلت البلاد فاستقبلها الملك ورحب بها وأعطاها أراضي مثمرة تعیش منها. وتربى بركات بن الخضرا مع أبناء الزحلان. وتعلم لعب الرمح وأبواب الحرب وصار ماهرا فيها فزادت محبة الزحلان له إلى یوم من الأیام أعلن أبو الجود الحرب على الزحلان فدافع عنه بركات بكل شجاعة واستطاع أن يهزم أبا الجود وجیوشه. فشكره الزحلان على همته ثم أعلن في بني زحلان أن بركات هو الأمیر من بعده. فوصلت أخباره إلى بني هلال التي جفت أراضيهم وما وجدوا أرضا خصبة غیر أرض الزحلان فرحلوا إليها ونزلوا على عین قطف لیرعوا بها. ولما بلغ الخبر الزحلان ذهب إليهم وطلب منهم الرحیل لكنهم رفضوا ووقع بینهم قتال جرح إثره الزحلان. ولما علم بركات بالخبر ركب جواده وطلب المیدان وقتل كل مبارزیه من بني هلال إلى أن تقابل معه رزق ولم یقدر علیه أیضا وعرف بعد ذلك أن بركات ابنه فطلب منه السماح إلا أن بركات رفض طلبه وسار به إلى الزحلان وقال له: قد أتیتك بالأمیر رزق فافعل به ما ترید. قال الزحلان: هذا أبوك وأنا سامحته ففكوا رزق ولما أحسن الزحلان بدنو أجله وهب رزقه وماله وخیله لبركات وعرض علیه بناته الثلاث لیختار منهن واحدة تكون عروسا له ثم سلمه الملك وزوجه ابنته. وسمع بنو هلال بهذه الأخبار قالوا زاد علینا بركات بالسلطنة فسموه أبو زید الهلالي. ثم أرسل بنو هلال الخبر إلى الشریف وطلبوا الإذن بإرجاع الأميرة الخضرا إلى رزق فأرسل لهم الإذن وتوفي الشریف»4.

وحدات النص الحكائية:

یمكن تقسیم نص حكاية «الأميرة الخضرا» حسب منطق الحوافز كما حددها كلود بريموند5 إلى وحدتين أساسيتين. حیث(یتألف كل نص سردي من مقاطع سردیة. تتعالق فیما بينها لتشكل البناء العام لدلالة النص)6. تتضمن كل وحدة حكائية وحدات حكائية صغرى(فرعية). ترتبط بشخصية أو حدث معين.

الوحدة الحكائية الأولى:

تبدأ الوحدة الحكائية الأولى لهذا النص من قول الراوي:(كان السبب في قدوم هذا الملك الجبار بجیوشه.. وإن أتاك عدو وراد یحاربك أرسل لنا خبر نجیك ركید)7. تتضمن هذه الوحدة العامل الفاعل والعامل الموضوع. لأن العلاقة بين الفاعل والموضوع هو أساس بناء النموذج العاملي. بحيث لا يمكن النظر إلى الموضوع بمعزل عن الفاعل أو العكس. فحضور الأول(الموضوع) یفرض بالضرورة حضور الثاني(الفاعل). تتشكل علاقتهما من خلال علاقة استتباعية/implication. تحدد نوع الصلة بينهما في بنيتها الاتصالية والانفصالية التي يمنحها التحليل السيميائي لهذه الصلة باعتبارها مقولة سيميائية8. نبينها من خلال الخطاطة التالية:

 

تشتمل هذه الوحدة السردية على أربعة عوامل. یؤدي كل عامل دورا عاملیا على مستوى خانة الفاعل. يتوزع هذه العوامل على خطاطات عاملیة. تركز على أربعة مواضیع قیمة:الموضوع الأول(الثأر من بني هلال/الأبشع) الموضوع الثاني(الحرب ضد الأبشع/بنو هلال) الموضوع الثالث(قتل الأبشع/ رزق) الموضوع الرابع (زواج رزق بالأميرة الخضرا). يستقل كل نموذج عاملي بفاعل واحد. إن قتل بني هلال هرقل جد الأبشع هو ما دفع الذات الفاعلة (شخصية الأبشع)للعمل على تحقیق رغبتها المتجلية في الثأر. لهذا یمكن القول إن(الإیعاز یقوم على رغبات ذاتیة. تقف وراء محاولة تحقیق موضوعات تكون الذات العاملة هي المستفید الوحید)9. تشیر عملیة الإیعاز إلى إمكانیة التحول من فصلة إلى وصلة أو عكس ذلك.

 

 

 

 

1) فئة العوامل في الوحدة الحكائية الأولى:

- فئة العامل الفاعل و العامل الموضوع:

نمثل لهذا المستوى بحكاية شخصية الأبشع (الثأر) التي تمتلك كفاءة جهاتية. تجلت في إرادة الفعل المتمثلة في سؤاله عن الذین قتلوا جده (شخصية هرقل). یتجسد ذلك في /م س/ (قال الأبشع من الحاكم على مكة)10 ووجوب الفعل(لابد أن أقصده)11. لأن تحقیق الموضوع یرتهن بالرغبة في الفعل ووجوب الفعل. كما أنه مزود بمعرفة الفعل والمتمثلة في التنقل بین البلدان للوصول إلى بني هلال (زحف من أنطاكیة إلى حلب ثم ملك حمص وحماه)12. وكذا القدرة على الفعل التي تظهر في كفاءته على القتال (الحرب) (ولم یزل یقتل فارسا بعد فارس حتى قتل عشرین فارسا)13. یقوم الفاعل المنفذ (شخصية الأبشع) بتحیین مشروعه عن طریق برنامج ملحق يتضمن ما يلي:

- زحف الأبشع وجنوده عبر البلدان للوصول إلى شخصية قرضاب الشریف أمیر بني هلال.

- الدخول في حرب مع خصومه وتعتبر هذه الإجراءات التحیینیة عملیة تحر.

مما يجعل من عملیة تحقق الفعل ممكنة. یمكن صياغة النموذج العاملي الخاص بالمسار السردي للفاعل على المنفذ (شخصية الأبشع) كالأتي:

 

 

 

 

أفضى إعلان الحرب على بني هلال إلى نشوء وضعیة جدیدة. كرست رغبة شخصية الأمیر الشریف إبعاد الضرر عنها من خلال استنجادها بأقربائها (كتب إلى بني هلال یستنجدهم)14. یجسد هذا الملفوظ امتلاك الفاعل/ف2/شخصية الشريف) إرادة فعل جديدة. تتمثل في المناداة بالاستنجاد الناتجة عن الشعور بالخوف. تتضاعف هذه الرغبة من خلال الطابع الإلزامي ووجوب الفعل الذي أعطاه لعبده وأمره بالسیر إلى بني هلال)15. یدخل/ف 2/من خلال هذا الفعل باعتباره مرسلا یمارس فعله الإقناعي على/ف 3/ بني هلال ویلزمهم بوضع برنامج يضمن سلامته والحفاظ على حياته. ومن ثم فإن(ف 2 ) يحرك(ف3) ويحوله إلى فاعل لمشروع الإنقاذ. إن التحول الذي عرفته وضعية الفاعل في البنية العاملية نتج عنه دخول فاعل ثالث(ف3). جسد مسارا سرديا جديدا. يدخل فيه باعتباره فاعلا منقذا لبرنامج الدفاع عن شخصية الشريف(ف2). بعد قبول بني هلال القیام بمهمة الدفاع عن شخصية الشريف(استقر رأيهم على إرسال النجدات إلى الشریف. صاح على الأبطال والفرسان أن یستعدوا للحرب)16. تعلن هذه الملفوظات السردیة عن موافقة صریحة صادرة عن بني هلال قصد قیامهم بالفعل ارتكازا على ما یعرف بالجهات الإرادیة معبرين بذلك عن قیمتي معرفة الفعل+إرادة الفعل. یقوم(ف 3)بتحیین مشروعه عن طریق برنامج ملحق یضمن ما یلي:

ــ إرسال الجواسیس لتقصي الأخبار.

ــ الهجوم عليهم قبل وصولهم إلى الدیار.

یعتبر بنو هلال عاملا منفذا. يقوم بفعل إنساني یبوء في النهاية بالفشل لاستحالة تحقیقه. يبرز ذلك من خلال الخطاطة العاملية التالية:

 

 

 

 

إن فشل بني هلال في مشروعهم دفع الذات/ 2/إلى اللجوء إلى فاعل محرك/ Sujet manipulé (شخصية رزق) الذي تطوع للقيام بهذه المهمة ليكون فاعلا منفذا. ینوب عنه في برنامج ملحق. یكون الهدف منه قتل شخصية الأبشع. تدخل شخصية الشریف /ف 2/ باعتباره مرسلا. تمارس فعلها الإقناعي. تقترح موضوع إغراء على قومها. يتجلى في تزویج ابنتها(الأميرة الخضرا)لمن یقتل الأبشع. أما شخصية الشریف فتعلن بین قومها أن من یقتل الأبشع تزوجه بنتا من بناتها)17. يمهد اقتراح المرسل إلى بروز فاعل جديد/ف 4/. یعمل على بناء مسار سردی خاص به. یبین هذا المسار برنامجا مضمرا متمثلا في قتل الأبشع باعتباره برنامجا ملحقا. یمتلك هذا الفاعل/ف 4/موضوع الجهة –الرغبة- الناتجة عن تحریك المرسل(طمع شخصية الأمیر رزق ببنت الشریف). تتضاعف هذه الرغبة بالطابع الإلزامي لوجوب الفعل(نزل في الصباح إلى المیدان)18. كما أن شخصية رزق تمتلك على مستوى الكفاءة معرفة الفعل. تتجلى هذه الأخيرة في إثارة غضب الأبشع(خسئت أيها النذل فانحمق الأبشع)19. والقدرة على الفعل التي تظهر في كفاءتها على القتال(فقوي على الأبشع وطعنه في صدره أراحه من عمره)20. یدل هذا الملفوظ على تحقيق الفعل الخالص للفاعل المنفذ المتمثل في قتل الأبشع وحیازته موضوع القیمة(ف4 8م). مما یضمن له موضوع الرغبة الخاص به والذي كان موضوع الإغراء(فقد نلت مرادك وستكون بنتي الخضرا زوجتك)21.

2) فئة العامل المرسل والعامل المرسل إلیه:

تمثل هذه الفئة الزوج الثاني للخطاطة العاملیة. تتجلى في المرسل الذي یحتل موضع الباعث على الفعل والمرسل إليه الذي یعتبر المستفید الأول من موضوع القیمة. لكن لكي نستسیغ رابطة التواصل داخل بنیة الحكي افترض غريماس(أن وراء كل رغبة يوجد محركا أو دافعا أساسيا یسمیه مرسلا/ destinateur. كما أن تحقیق الرغبة لا یكون ذاتیا بطریقة مطلقة بل موجها إلى عامل آخر. يتجلى في المرسل إليه/destinataire. انطلاقا من هذه المعطیات نتجه نحو الخطاطة العاملیة الأولى في هذه الوحدة الحكاية. حیث يبين النص أن الدافع الأساسي الذي جعل الأبشع يسعى إلى الثأر هو قتل بني هلال لجده (شخصية هرقل). مقابل ذلك یمكن اعتبار موت الجد/هرقل حافزا لتحریك الدخول في وصلة بموضوع الرغبة(الثأر). أما خانة التلقي فیحتلها عامل مشخص واحد. لأن الاستفادة من الموضوع هي استفادة ذاتیة. لا یشترك فيها الآخر باعتباره حالة/ذات ترغب نفسها في موضوع القيمة. أما إذا انتقلنا إلى النموذج العاملي الثاني فسيتبين أن شخصية الشریف(قرضاب)تشكل الدافع الرئیسي الذي جعل بني هلال يدخلون المیدان طالبین شخصية الأبشع. لهذا فإن خانة الإرسال تتكون من عامل جماعي(بنو هلال). یسعى لتحقیق المشروع لصالح المرسل –الأمیر الشریف-. یظهر جلیا في النموذج العاملي الثالث من هذه الوحدة الحكائية أن خانة الإرسال تشیر إلى عامل فردي مشخص وعامل معنوي. يتجلى في كل من شخصية الشریف نفسها وفي الوسیلة الإغرائية باعتبارها عاملا معنويا (الزواج من الأميرة الخضرا). یؤسس الفاعل الرابع فاعلا منفذا لمشروعه. لذلك فإنها تحكم في خانة المرسل إليه أیضا. أما الخطاطة العاملیة الرابعة فاحتلت فيها شخصية الشریف كذلك موقع الإرسال في حين ارتبطت جهة التلقي بشخصية رزق /ف 4/ بالدرجة الأولى. لكونها تسعى وراء تحقیق البرنامج.

3) فئة العامل المساعد والعامل المعيق:

تقوم العلاقات في هذا الجانب بین الفاعلین وفئة المساعدین المدعمة لهم وفئة المعارضین المعرقلة لمسارهم في الاتصال بموضوع الرغبة. لهذا يبين النظام العاملي الأول في هذه المقطوعة من الخطاب أن خانة المساعد ترتبط بعامل آخر. یتجسد في الجیوش باعتبارهم الطرف المعین للذات. أما معارضة الأبشع فهم بنو هلال الذین حاولوا جاهدين إیقاف مشروع الأبشع. كذلك اشتملت خانة المساندة في النموذج العاملي الموالي على عامل جماعي مشخص هو نفسه عامل المساندة السابقة. يكمن سبب ذلك في كون بنیة النص قائمة على الحروب وصراع الجیش. واحتل الأبشع خانة المعارضة. حیث صد هجمات بني هلال المتوجهة له. أما العلاقة العاملية الثالثة فبينت أن القوة التي تتميز بها شخصية رزق منحتها الكفاءة التي أوصلتها إلى الحالة الوصلیة برغبتها. على الرغم من المعارضة التي واجهتها من قبل شخصية الأبشع وجیوشها(الفاعل الجماعي). أما النموذج العاملي الأخیر من هذه الوحدة الحكائية فيبين أن خانة المساندة قد تمثلت في الفاعل الجماعي المشخص. المتمثل في بني هلال وشخصية الشریف (قرضاب)الذین باركوا زواج رزق بالأميرة الخضرا وأحیوا حفل الزواج. تمیزت العلاقة العاملية بين هذه العوامل في هذه الحالة الأخيرة بخلوها من المعارضة.

4) الخطاطات العاملية للوحدة الحكائية الأولى:

- الخطاطة العاملية رقم1:

  الرقم الممثل الدور العاملي مشخص مجرد فردي جماعي قيمي
خطاطة عاملية رقم1 1 الأبشع ذات X   X    
مرسل إليه
2 الثأر موضوع قيمة   X     X
3 قتل هرقل مرسل   X   X  
4 الجيوش مساعد X     X  
5 بنو هلال معارض X     X  

 

الخطاطة العاملية رقم2:

 

  الرقم الممثل الدور العاملي مشخص مجرد فردي جماعي قيمي
خطاطة عاملية رقم2 1 بنو هلال ذات X     X  
 
2 انقاد الشريف موضوع قيمة   X     X
3 الشريف مرسل X   X    
مرسل إليه
4 الجيوش مساعد X     X  
5 الأبشع معارض X   X    

 

 

- الخطاطة العاملية رقم3:

 

  الرقم الممثل الدور العاملي مشخص مجرد فردي جماعي قيمي
خطاطة عاملية رقم3 1 رزق ذات X   X    
 
2 قتل الأبشع موضوع قيمة   X     X
3 الشريف مرسل إليه مرسل          
 
4 الزواج بالخضرا موضوع فيمة X   X    
5 القوة مساعد   X     X
6 الأبشع وجيوشه معيق X     X  

 

 

الوحدة الحكائية الثانیة:

تبدأ هذه الوحدة الحكائية من قول الراوي(فلما انتهى رزق من كلامه.. إلى أقبل عليه شاعر وأخبره عن بلاد الحسب والنسب وعن الأمیر زین الدین الحاكم على تلك البلاد وعن ابنته شما الفائقة بالحسن والجمال والقد والاعتدال)23.

فئة العوامل في الوحدة الحكائية الثانية:

1) فئة العامل الفاعل والعامل الموضوع:

تظم هذه الوحدة الحكائية سبعة ذوات. تسعى إلى تحقيق رغبتها من خلال الوصول إلى موضوع القيمة (الذات الأولى شخصية الخضرا /موضوع القیمة:البحث عن الأمن والاستقرار) (الذات الثانیة شخصية أبي الجود/موضوع القیمة: الحرب ضد الزحلان) (الذات الثالثة شخصية بركات/ موضوع القیمة: الحرب أیضا) (الذات الرابعة بنو هلال/موضوع القیمة:الأرض الخصبة) الذات الخامسة شخصية بركات/موضوع القیمة الحرب ضد بني هلال) (الذات السادسة شخصية بركات/موضوع القيمة:قتل رزق) (الذات السابعة شخصية بركات/ موضوع القيمة:الزواج من الأميرة غصن البان). إن الخوف الذي تملك الخضرا بعد طلاقها جعلها ترفض الرجوع إلى قبیلتها. كما حفزها للبحث عن بلد أخرى تأمن فيه على نفسها وعن أولادها. مما جعل الرغبة لديها تتحول من حالة الافتقار إلى حالة الامتلاك. وذلك من خلال التركيز على إرادة فعل قویة ووجوب الفعل. لكونهما یشكلان كفاءة الفاعل ویجعلان من تحقیق فعله ممكنا. یظهر هذا في الملفوظ السردي التالي(الرجاء أن لا تؤدیني لأهلي بل أرسلني إلى بلاد أحد الأمراء فلا یراني أهلي)24. كما أنه یمتلك معرفة الفعل التي أسندت للعامل المساعد(شخصية العبد المكلف بمرافقة الأميرة الخضرا). یظهر هذا في الملفوظ السردي التالي(إذن أوصلك إلى الملك الزحلان)25. یحین الفاعل مشروعه عن طریق برنامج ملحق يتضمن ما یلي: السیر إلى بلاد الزحلان طلب الضیافة إخبار الزحلان بحادثته(الشك في انتساب الولد+الطلاق). یمكن أن نصوغ الخطاطة العاملیة الخاصة بالمسار السردي لهذا الفاعل/الخضرا على النحو التالي:

 

 

 

تعیش الخضرا في بلاد الزحلان ویكبر ابنها مع أولاده إلى أن یأتي یوم ويهدد الزحلان بإعلان الحرب علیه من طرف أبي الجود. یتجلى هذا في الملفوظ السردي(سأركب إليه وآخذ روحه)26. یجسد هذا الملفوظ السردي عزم الفاعل على الحرب. لذلك یمكن النظر إلى فعل أخذ الروح هذا تحقیقا فعليا لجهات إرادیة تعبر عن رغبة جدیة في امتلاك موضوع القیمة. تتضاعف هذه الجهة الإرادیة بوجوب الفعل(ساروا طالبین الزحلان)27. فیسعى الفاعل بعد امتلاكه لموضوعي الجهة المتمثلين في(إرادة الفعل)+ (وجوب الفعل) إلى تحقیق برنامجه السردي عن طریق استعمال برنامج ملحق. یضمن الاتصال بالموضوع(السیر بالعساكر إلى المیدان ومواجهة العساكر بالعساكر). یظهر مسار الفاعل في هذا النموذج العاملي على الشكل التالي :

 

 

 

تدخل شخصية بركات ضمن هذا النموذج العاملي باعتبارها فاعلا منفذا ضديا لمشروع مواجهة أبي الجود مرتكزا على كفاءة جهاتية. انتقلت من إرادة الفعل(مرادي أقطع رأسه)28 إلى وجوب الفعل(لبس عدته وانتخب ألف فارس)29. بعد البرنامج السردي الذي قام من خلاله الفاعل (المتمثل في مجموع مواجهات بین الفواعل) تمكن الفاعل(شخصية بركات)من تحقیق الوصلة لموضوع الرغبة(طعنه بركات بالرمح في صدره طلع یلمع من ظهره)30. نبين ذلك من خلال الخطاطة العاملية التالية:

 

بعد وفاة شخصية أبي الجود یستقر الهدوء من جدید في قبیلة بني زحلان إلى یوم تجف فيه أراضي بني هلال فیرحلون عن دیارهم طالبین أراضي الملك الزحلان. یتجلى هذا في الملفوظ السردي التالي:(انظروا لنا أرضا مخصبة ننزل عليها فقالوا ما لكم غیر أرض الزحلان)31. يبين هذا الملفوظ حالة فقدان(نقص). تتمثل في فصلة بني هلال عن موضوع القیمة المتمثل في الأرض الخصبة. يمتلك الفاعل من خلاله كفاءة جهاتية. تتجلى في(إرادة الفعل) مصطحبة بوجوب الفعل(رحل بنو هلال)32. فيشرع في بناء مشروعه وفق برنامج سردي ملحق. یبدأ بالنزول بعین قطف والرعي بها. وهنا تتدخل شخصية الزحلان عند سماعها بهذا الأمر. فتحاول عرقلة مسارهم. لكنه یصاب في كتفه(أما ضربة الأمیر رزق فنزلت على الزحلان وجرحته في كتفه)33. يحرك هذا الفعل(جرح الزحلان) الفاعل بركات لمواجهة بني هلال مرتكزا على مستوى الكفاءة التي تمثلت في(إرادة فعل) + (وجوب فعل). تجلت في الملفوظ السردي التالي: (تأسف لمصابه ثم إنه صبر إلى الصباح فركب جواده وطلب المیدان)34. انطلاقا من امتلاك الفاعل/شخصية بركات للجهات المحینة (القدرة على الفعل ومعرفة الفعل) المتجلیة في شجاعته وقدرته الحربیة التي تجعل منه فارسا مؤهلا لمقاومة الأعداء(فقوي علیه بركات وقطع رأسه) (لم تزل الفرسان تنزل إلى بركات فیصرعها على الثرى إلى أن قتل عشرین فارسا)35. إثر هذه المواجهات تتدخل شخصية رزق من بني هلال قصد إفشال برنامج الفاعل بركات لكنها لم تنجح. خاصة بعد أن اكتشفت شخصية بركات أن رزق هو والدها و هو من طرد أمه من بعد أن اتهمها وطلقها. ولد الإحساس بالظلم لدى شخصية بركات شعورا قویا بضرورة الانتقام/موضوع القیمة الذي سیسعى إلى تحقیقه. حیث قام بتنفیذ البرنامج انطلاقا من إرادة حرة مزودة بإرادة ضاغطة أخرى تتمثل في وجوب الفعل(أنا الیوم قاتلك لا محالة)36. يوضح هذا الملفوظ نیة الفاعل وعزمه على القتل. تمتلك شخصية بركات كفاءة مكتسبة مسبقا لتحقيق الفعل. تجلى ذلك في الملفوظ التالي:(هجم على قوم بني هلال وشتت شملهم)37. یعبر هذا الملفوظ على امتلاك الفاعل للجهات المحینة(القدرة على الفعل ومعرفة الفعل). لهذا سعى إلى المواجهة بهدف تحویل حالة اللاتوازن إلى حالة توازن. یصل فيها الفاعل(شخصية بركات)إلى موضوع الرغبة(قتل رزق). ليحقق أداء الفاعل هدفه(لما وصل به إلى الزحلان قال له قد أتیتك بالأمیر رزق فافعل به ما ترید)38. یبین ملفوظ الفعل هذا الاتصال الظاهري للفاعل بموضوع القیمة. لأن الزحلان یضمر في نفسه ما یغیر مسعى بركات الحقیقي. حيث یصفح عن رزق بحكم أنه والد بركات. نصوغ مسار الفواعل لهذه النماذج العاملیة(المسار السردي الخاص ببني هلال)من خلال ما يلي:

 

 

 

أما المسار السردي الخاص بالفاعل بركات فيمكن تحديده من خلال الخطاطة التالية:

 

 

 

تقوم شخصية الزحلان بردة فعل إرادية اتجاه العامل المساعد (شخصية بركات). تتجلى في تزویج بركات بأحد بناته. یظهر ذلك من خلال هذا الملفوظ السردي (اختر لك واحدة منهن حتى أزوجك إیاها)39. يساهم هذا التنفيذ من قبل شخصية الزحلان في بناء مشروعه وفق برنامج سردي جديد. يتمثل فيما يلي:

- إعطاء السلطة لشخصية بركات وإلباسه البدلة الملوكیة.

- عَقْد عقد غصن البان على شخصية بركات وإقامة الأفراح.

يمكن تحديد الخطاطة الأخيرة المرتبطة بالفاعل الملك الزحلان من خلال ما يلي:

 

 

 

2) فئة العامل المرسل والعامل المرسل إلیه:

تحتوي خانة المرسل في الخطاطة العاملیة الأولى من الوحدة الحكائية الثانیة على الخوف الذي یعتبر حافزا لدى شخصية الأميرة الخضرا للقیام بمشروع البحث عن بلاد تأمن فيه على نفسها. غالبا ما تكون هذه(الخانة مشكّلة من حوافز داخلیة توجّه حركة الذات)40. یظهر هذا في الملفوظ السردي التالي:(متى وصلت إلى أهلي ورأوا هذا الولد وعرفوا أني مطلقة یقتلونني)41. أما خانة التلقي فهي مكونة من عامل فردي مشخص. لأنه المستفید الأول من عملیة هذا البحث الذي سیضمن له العیش في سلام والبقاء على قید الحیاة. تتشكل خانة الإرسال في الخطاطة العاملية الثانية لمحتوى النص من عنصر الغضب الذي یمثل دافعا أساسیا عند أبي الجود لیقتل الزحلان ویكون المستفید الوحید من هذا الفعل. فإذا انتقلنا إلى الخطاطة العاملیة الموالیة فسنجد أن النص یبین على المستوى الصریح أن الحافز الرئیسي الذي جعل الفاعل بركات یقدم على مقاتلة بني هلال هو الدفاع عن الزحلان. یظهر ذلك في الملفوظ السردي التالي:(لما عاد بركات من الصید رأى الزحلان طریح الفراش فارتمى علیه یقبله ویتأسف لمصابه ثم إنه صبر إلى الصباح فركب جواده وطلب المیدان)42. كما یفصح ظاهر النص عن كون المستفید الأول من هذا القتل هم بنو زحلان. نصل إلى الخطاطة العاملیة الرابعة حیث لا نجد صعوبة في تحدید هذا العامل. لأن الخطاب یعلن عنه بشكل واضح (انظروا لنا أرضا خصبة ننزل عليها)43. لهذا فإن خانة الإرسال الخاصة بهذا النموذج تشمل عامل الجفاف الذي یفرض على بني هلال الرحیل إلى فضاء بني الزحلان. یقابل المرسل في هذه الخطاطة المرسل إلیه ویتزعم هذه الخانة الذات الفاعلة المتجلية في بني هلال. وبالتالي فإن هذه الشخصیة تؤدي وظیفتین. وظيفة الفاعل والمرسل إلیه في الوقت نفسه. یأتي بعدها النموذج العاملي الخامس حیث نجد أن خانة الإرسال احتوت على عامل إصابة الزحلان. يظهر هذا في الملفوظ السردي التالي:(لما عاد بركات من الصید رأى الزحلان طریح الفراش فارتمى عليه یقبله ویتأسف لمصابه)44. دفعت هذه الإصابة العامل بركات للقیام بمشروع الحرب ضد بني هلال. بید أن خانة التلقي یشغلها فاعل جماعي مشخص هم بنو الزحلان. لأن هذا الفاعل الجماعي هو المستفید الوحيد من تنفیذ هذا المشروع(محاربة بني هلال). أما الترسیمة العاملیة السادسة فقد اشتملت فيها خانة الإرسال على عامل الظلم الذي حفز بركات لقتل رزق. أما خانة المرسل إليه فاحتوت على فاعلین مشخصین هما شخصية الخضرا وشخصية بركات. خاصة هذا الأخیر الذي سعى للانتقام لأمه. تبين الخطاطة الختامیة لمحتوى النص أن الدافع الأساسي الذي جعل شخصية الزحلان تسعى لتزویج ابنتها(غصن البان)ببركات هو دنو أجلها. أما خانة التلقي فیشغلها عامل مشخص فردي. لأن المنفعة من الموضوع هي منفعة ذاتية لا ینافسها فيها أحد. بمعنى أن بركات هو الذي یجني ثمار هذا المشروع بعد أن یتم هذا الزواج.

3) فئة العامل المساعد والعامل المعيق:

یبین النظام العاملي الأول في الوحدة الحكائية الثانیة من الخطاب أن الذات توجت بمساندة العبد في مسعاها الهادف إلى تغییر الحالة السائدة (فصله عن الموضوع) إلى وضعیة وصلة بالموضوع. یتجسد هذا في الملفوظ السردي (قال لها إذن أوصلك إلى بلاد الزحلان)45. أما خانة المعارضة فلم تشتمل على أي عنصر. یأتي بعده النظام العاملي الثاني الذي مثل فيه الجیش جانب إعانة لأبي الجود في تنفیذ أدائه(ركب الفرسان على الخیول وساروا طالبین الزحلان)46. يقابله في خانة المعارضة فاعل مشخص فردي المتجلي في بركات الذي سعى إلى إفشال برنامج أبي الجود. أما الخطاطة العاملیة الثالثة فترأس الجیش كذلك خانة المساندة فيها. ویرجع ذلك إلى طبیعة النص القائمة على الصراع/الحروب. لهذا تضمنت المعارضة الفاعل الجماعي/ بنو هلال. لم یحظ بأیة مساعدة وإنما وظف كفاءته في تنفیذ مشروعه. لكنه وجد معارضة الزحلان الذي عرقل مساره(برز الزحلان إلى المیدان وصاح في بني هلال أنا ملك هذه الأرض فارحلوا)47. إن ما قیل على خانة المساندة في الخطاطتين العاملیتین الثانية والثالثة یقال على هذه الخطاطة كذلك. لكونها تضمنت الفاعل الجماعي نفسه(الجیش). أما بنو هلال فكانوا الجهة المعارضة لبركات. حیث عملوا على إیقاف مشروعه. وحين نصل إلى البنیة العاملیة الماقبل نهائية نلاحظ أن بركات وجد في قوته ومعرفته بأصول القتال مساندا له في أدائه. أما خانة المعارضة فاحتوت على فاعل فردي هو رزق. یظهر في الملفوظ السردي التالي(أنا أكفیكم شره وشر قومه)48. إن خانة المساعدة هي لبني زحلان الذین شاركوا الفاعل بركات فرحته في حین لم یجد الفاعل معارضا له وهو یؤدي مهمته ولا من یعرقل مساره الحكائي.

4) الخطاطات العاملية للوحدة الحكائية الثانية:

- الخطاطة العاملية رقم1:

 

  الرقم الممثل الدور العاملي مشخص مجرد فردي جماعي قيمي
خطاطة عاملية رقم1 1 الأميرة الخضرا فاعل X   X    
مرسل إليه
2 البحث عن الأمان قيمة الموضوع   X     X
3 الخوف مرسل   X     X
4 العبد مساعد X   X    
5 الزحلان مساعد X   X    

 

 

- الخطاطة العاملية رقم 2:

 

  الرقم الممثل الدور العاملي مشخص مجرد فردي جماعي قيمي
خطاطة عاملية رقم2 1 أبو الجود ذات X   X    
مرسل إليه
2 قتل الزحلان موضوع قمية   X     X
3 الغضب مرسل   X     X
4 الجيش مساعد X     X  
5 بركات معارض X   X    

 

 

- الخطاطة العاملية رقم3:

 

  الرقم الممثل الدور العاملي مشخص مجرد فردي جماعي قيمي
خطاطة عاملية رقم3 1 بركات ذات X   X    
 
2 قتل أبي الجود موضوع قيمة   X     X
3 الدفاع عن الزحلان مرسل   X     X
4 بنو زحلان مرسل إليه X     X  
5 جيوش الزحلان مساعد X     X  
6 أبو الجود+ جيوشه معارض X   X X  

 

 

- الخطاطة العاملية رقم4:

 

  الرقم الممثل الدور العاملي مشخص مجرد فردي جماعي قيمي
خطاطة عاملية رقم4 1 بنو هلال ذات X     X  
مرسل إليه
2 الأرض الخصبة موضوع قيمة   X     X
3 الجفاف مرسل   X     X
4 الزحلان معارض X   X    

 

 

- الخطاطة العاملية رقم5:

 

  الرقم الممثل الدور العاملي مشخص مجرد فردي جماعي قيمي
خطاطة عاملية رقم5 1 بركات ذات X   X    
مساعد
2 الحرب موضوع قيمة   X     X
3 إصابة الزحلان مرسل   X     X
4 بنو زحلان مرسل إليه X     X  
5 جيش الزحلان مساعد X     X  
6 بنو هلال معارض X     X  

 

 

- الخطاطة العاملية رقم6:

 

  الرقم الممثل الدور العاملي مشخص مجرد فردي جماعي قيمي
خطاطة عاملية رقم3 1 بركات ذات X   X    
مرسل إليه
2 قتل رزق موضوع قيمة   X     X
3 الظلم مرسل إليه   X     X
4 الخضرا مرسل إليه X   X    
5 القوة المساعد   X     X
6 رزق المعارض X   X    

 

 

مسارات العوامل وموجهات الفعل الحكائي:

يخضع أداء الفعل في البرنامج السردي للقوة وفق حوافز خاصة. تقوم بتحریكه. ومن ثم فإن(أداء الفعل مشروط بهذه القوة التي أطلق عليها غریماس مصطلح موضوع الجهة)49. ذلك أن إرادة الفعل ووجوب الفعل والمعرفة والقدرة على الفعل هي الجهات الأربعة المكونة لما یسمى بنظریة الموجهات أو موجهات الفعل. تؤدي هذه الأخیرة دورا أساسيا. یكمن في التميز بین البنیات الفاعلیة والأدوار الواردة في النص الحكائي. حیث یدرك كل فاعل من الفواعل صلته بغیره من الفواعل انطلاقا من نمط العلاقات القائمة بین الذات الفاعلة والفعل المطلوب تنفیذه. تعتبر هذه الموجهات المحددة للكفاءة وافرة العدد تحدد عن طريق الإحصاء. اختزلها غریماس وقلصها تبعا لمتطلبات المنهج النظري الاستقرائي القائم على إخضاع تلك المادة المشتتة إلى قواعد قلیلة جامعة. حصرها في ثلاثة مرتكزات رئیسیة)50. تتجلى في معرفة الفعل والقدرة على الفعل وإرادة الفعل المؤسسة لكفاءة الفاعل التي تفرض فعله الأدائي)51. كما أضاف بعض الباحثين(ممن جاؤوا بعد غریماس)إلى الثلاثة السابقة الذكر وجوب الفعل. لتصبح أربع موجهات. يتم اعتمادها أثناء تفكيك النص في إطار جهات الإضمار والتحیین/ Actualisation والكشف عن كفاءة الفاعل ووجوب الفعل/إرادة موجهات الإضمار للفعل.

1) موجهات الفعل الحكائي المضمرة:

تتأسس هذه الموجهات منذ اللحظة التي یدرك فيها الفاعل أنه یسعى إلى تنفیذ برنامج معطى. تعتمد هذه الموجهات على قوة الفاعل من خلال الإرادة والوجوب باعتبارهما انطلاقة لتحقیق الفعل. لذلك تمهد الجهات المضمرة للعمل المنجز من طرف الفاعل. كما تتطلب القیم الخاصة بالفاعل حضور عامل خاص. يقوم بمهمة التبلیغ لوجوب الفعل أو إرادة الفعل52. تأخذ مهمة التواصل شكلین أساسيين. أحدهما انعكاسي. یمثل خلاله القائم بالفعل وظیفتین (فاعل عملي ومرسل) وثانيهما متعد. یشمل القائمین بالفعل. مما يساهم في تنوع الأدوار الموزعة بینهم. تتجلى جهات الإضمار عند الفاعل(الأبشع) في رغبته في الثأر. یعزز هذه الرغبة الطابع الإلزامي وجوب الفعل. في حين تتجلى موجهات التحیین في معرفة الفعل/ القدرة على الفعل. تشكل موجهات التحیین الجانب المكمل لموجهات الإضمار. وذلك من خلال تلازمهما في أغلب الأحیان. لكونها تفصح عن كمیة الطاقة التي یملكها الفاعل لإنجاز الفعل ومدى قوة إدارته التي تكشف عن نوعیته. لهذا تنتج معرفة الفعل عن تراكم التجارب الطویلة التي تتماشى وقیمها وتحكم وضعیة ثابتة على الصعید المعرفي. في حین أن القدرة على الفعل في مجموع الاستعدادات النفسیة والطاقات تمنح الفاعل القوة والعزیمة على تجاوز كل المخاطر والعراقیل. كما تمكنه من تنفیذ المهمة المنتظرة وتحقیق الأداء. لهذا تتلازم القدرة على الفعل و معرفة الفعل من خلال علاقة ضروریة. فكل منهما یكمل الثاني. لهذا تسمى(شرعیة العلاقة القائمة بین المعرفة والقدرة)53. إن هذا ما يجعل شخصية الأبشع تمتلك القدرة على الفعل (مهارات القتال) وكذا الشأن بالنسبة لشخصية بركات.

2) موجهات الفعل الحكائي الحقیقة:

تكشف هذه الموجهات عن نشاط الفاعل العاملي في العملیة التحویلیة التي یسعى لتحقيقها والتي یرتبط بمختلف (عناصر كفاءته على الأداء الأساسي المحول للحالات)54. يتحقق ذلك عن طریق سیطرة الفاعل أو عدم سیطرته على زمام الأمور أثناء صراعه مع الفاعل المضاد/المعيق. لیتبین الغالب من المغلوب القوي من الضعیف. وكذا من امتلاك موضوع القیمة للطرف الذي هو في فصلة عنه أو المحافظة على هذا الموضوع بالنسبة للطرف المالك له55. تبرز الكفاءة عند الفاعل للخطاب في الجهات مضمرة(الرغبة في الثأر) والجهات المحینة التي تتمثل في معرفة الفعل والقدرة على الفعل التي یتمتع بها الفاعل. أما الجهات المحققة فتبرز من خلال نجاح الفاعل(الأبشع بركات .. الخ). على الرغم من أن هذا التحقق يكون أحيانا نسبيا. یتجلى ذلك في هذا الملفوظ السردي(رجع الأبشع إلى قومه مرفوع الرأس)56.

خلاصة:

تكشف الدلالیة العامة لحكایة«الأميرة الخضرا» عن كون الحكاية تنزاح عن الجمود والثبات. يحكمها هاجس التحول والصراع على مستوى العوامل التي تتحكم في مسار بنيتها السردية. خرجت من منطق تسوده قیم وتقالید ثابتة والدخول في منطق یحمل قیما غیرها. بمعنى أنها حاولت الخروج من الثابت إلى المتحول. لكنها في الأخیر تجد نفسها في وضعیة الثابت الذي حاولت الخروج منه. على الرغم من أنها اتصلت بموضوع القیمة والوضع الطبیعي للإنسان.

الهوامش

1. chabrol(Claude), sémiotique narrative et textuelle, librairie Larousse, Paris,1973,P:162.

2. بورایو (عبد الحميد)، القصص الشعبي في منطقة بسكرة، ط1، دار میدانیة، المؤسسة الوطنیة للكتاب، الجزائر،1986،ص:140.

3. التیجاني(ثريا)،دراسة اجتماعیة لغویة للقصة الشعبیة في منطقة الجنوب الجزائري، وادي سوف نموذجا، ط1، دار هومة، الجزائر، 1998.ص:108.

4. قریش(روزلين ليلى)، بنو هلال قصة الخضرا، الأنیس السلسلة الأدبیة، ط1، ج 2، دار موفم للنشر، 1989، ص:26.

5. (5)Bremond(Claude),La logique des possibles narratifs, (in), Communications 8, éd Seuil ,Paris,1981,p:68

6. Tadié (Jean Yves),La critique littéraire au xx siècle,1er éd,belfend,Paris,1987,p :213 .

7. قریش (روزلين ليلى)، بنو هلال قصة الخضرا (مرجع سابق)، ص:26.

8. coquet(Jean Claude ) L’analyse sémantique du discours littéraire, Larousse, 1972, P:154.

9. Barthes (Roland), introduction à l’analyse structurale du récit,Seuil, Paris, 1966, p:132.

10. قریش (روزلين ليلى)، بنو هلال،حكاية الأميرة الخضرا، (مرجع سابق) ص:26.

11. المرجع نفسه،ص:26

12. نفسه،ص:26.

13. نفسه،ص:31.

14. نفسه،ص:28.

15. نفسه،ص:28.

16. نفسه،ص:29.

17. نفسه،ص:32.

18. نفسه،ص:33.

19. نفسه،ص:36.

20. نفسه،ص:37.

21. نفسه،ص:38.

22. بوطاجین(سعيد)،الاشتغال العاملي، دراسة سیمیائیة في غدا یوم جدید لابن هدوقة، ط1،منشورات الاختلاف، الجزائر،2006،ص:

23. قریش (روزلين ليلى)، بنو هلال قصة الخضرا (مرجع سابق)، ص:39

24. المرجع نفسه،ص:41

25. نفسه،ص:41

26. نفسه،ص:41

27. نفسه،ص:44

28. نفسه،ص45

29. نفسه،ص:44

30. نفسه،ص:46

31. نفسه،ص:46

32. نفسه،ص:46

33. نفسه،ص:47

34. نفسه،ص:47

35. نفسه،ص:48

36. نفسه،ص:48

37. نفسه،ص:50

38. نفسه،ص:50

39. نفسه،ص:51

40. نفسه،ص:51

41. نفسه،ص:52

42. نفسه،ص:54

43. نفسه،ص:54

44. نفسه،ص:56

45. نفسه،ص:56

46. نفسه،ص:56

47. نفسه،ص:55

48. نفسه،ص:61.

49. Greimas(A ,J) et courtés(joseph),dictionnaire raisonne de la théorie du langage, hachette, paris ,1979 ,P :348

50. Greimas(A .J),du sens II, Essais sémiotique, éd, seuil, Paris, 1983,P:53.

51. courtés (Joseph), introduction à la sémiotique narrative et discursive, méthodologie et application, classiques, hachette, paris,1976,p :65ز .

52. Groupe d’entrevernes analyse sémiotique des textes, Lyon, 1984, p:35.

53. Courtés(Joseph), analyse sémiotique du discours, hachette, Paris,1991,P:123.

54. العجیمي (محمد الناصر)، نظرية غريماس في الخطاب السردي، ط1، الدار العربیة للكتاب، بيروت، 1993، ص،72.

55. ابن مالك (رشيد)، مقدمة في السیمیائیة السردیة، ط1، دار القصبة للنشر، الجزائر، 2001، ص:20.

56. قریش (روزلين ليلى)، حكاية الخضراء (مرجع سابق)، ص:32.

 

 

المصادر:

- روزلین لیلى قریش، سیرة بنو هلال، الأنیس السلسلة الأدبیة، ط1،ج 2، دار موفيم للنشر، 1989.

- شوقي (عبد الحكيم)، سيرة بني هلال، ط1، مؤسسة هنداوي، القاهرة، 2014

 

المراجع باللغة العربية:

- ابن مالك(رشيد)، مقدمة في السیمیائیة السردیة، ط1، دار القصبة للنشر، الجزائر، 2001.

- التیجاني(ثريا)،دراسة اجتماعیة لغویة للقصة الشعبیة في منطقة الجنوب الجزائري وادي سوف نمودجا، ط1،دار هومة،الجزائر، 1998.

- 3.العجیمي(محمد الناصر)، نظرية غريماس في الخطاب السردي، ط1، الدار العربیة للكتاب، بيرت، 1993.

- بورایو (عبد الحميد)، القصص الشعبي في منطقة بسكرة، ط1، دار میدانیة، المؤسسة الوطنیة للكتاب، الجزائر، 1986.

- بوطاجین (سعيد)، الاشتغال العاملین، دراسة سیمیائیة غدا یوم جدید لابن هدوقة، ط1، منشورات الاختلاف، الجزائر، 2006.

- حضري (جمال)، مدخل إلى السیمیائیة السردیة والخطابیة، ط1، الدار العربیة للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف، الجزائر، 2007 م.

 

المراجع باللغة الفرنسية:

- Barthes(Roland), introduction à l’analyse structurale du récit, Seuil ,Paris,1966.

- Bremond(Claude),La logique des possibles narratifs,(in),Communications 8 ,éd Seuil ,Paris,1981.

- Chabrol(Claude), sémiotique narrative et textuelle librairie Larousse, Paris, 1973.

- Coquet(Jean Claude),sémiotique littéraire (contribution à l’analyse sémiotique du discours), Larousse, 1972.

- Courtés(Joseph)introduction à la sémiotique narrative et discursive, méthodologie et application, classiques, hachette, paris,1976.

- Courtés(Joseph), analyse sémiotique de discours (de l’énoncé à l’énonciation) hachette, paris 1991.

- Greimas(A.J)et Cortès(Joseph) ,dictionnaire raisonné de la théorie du langage, hachette, Paris, 1979.

- Greimas(A.J) du sens II, essais sémiotiques, éd, seuil, Paris, 1983.

- Groupe d’entrevernes, analyse sémiotique des textes, Lyon, 1984.

- Tadié(Jean Yves),La critique littéraire au xx siècle,1er éd,belfend,Paris,1987.

الصور

1. https://lh3.googleusercontent.com/proxy/lci-HMaiZPMZ8f0mazNdPHN7vfaq1_7Afu55KCn8hTAdGVtbbzjbjnEDdSzaUquYsJyV9gBlwrT5bCVAlvgl5lDuPArw5QUEj5iOq0I

2. https://masralarabia.net/images/thumbs/850/388ac77bf1196e02ed3baeb9e594b9c3.jpg

 

أعداد المجلة