فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
57

صحن الـميمياء.. جمـال الصـوت وعراقـة الإيقـــاع

العدد 57 - موسيقى وأداء حركي
صحن الـميمياء..  جمـال الصـوت وعراقـة الإيقـــاع

 ينظر اليمنيون إلى الغناء والموسيقى باعتبارهما لغة المشاعر... ويحكي الموسيقيون حكايات كثيرة عن عشاق الموسيقى، مستمدة من موضوعات أسطورية مشتركة إلى هذا الحد أو ذاك في العالم العربي(1)، ويأتي على رأس ذلك الغناء اليمني بمختلف ألوانه وأنواعه وأصنافه، بل وتعج كتب المؤرخين والمهتمين بآلاف القصص والحكايات عن فنانيه وعازفيه، وقصص أخرى عن مراحل تطور ذلك الفن، ومن ثم موجات تحريمه وتجريمه وإزدراء مؤديه نتيجةً للتعصب الديني والمذهبي المقيت والذي استمر لفتراتٍ طويلة في التاريخ اليمني الحديث.

وتكاد تكون الموسيقى في مناطق الهضبة العليا المحيطة بصنعاء – تحديداً – مغنّاة أساساً، إما بصوت الإنسان، وإما بمرافقة القرع على الطبول أو بمرافقة آلة ذات نغم(2) – ويقصد بها هنا آلتي العود الصنعاني القديم المُسمَّى ب«الطُّربي/ القَنْبُوس»(3)، أو آلة صحن الميمياء والذي نحن هنا بصددها.

فمن يستمع إلى الأغاني اليمنية القديمة وتحديداً تلك المُسجَّلة على اسطوانات (الفونوغراف) في أربعينيات القرن الماضي في عدن(4)، وما تلاها ليجد إيقاعاتٍ موسيقيةٍ جميلة ترافق عزف العود اليمني القديم المُسمَّى ب«الطُّربي/ القَنْبُوس»، وتتمثل تلك الإيقاعات بآلة نحاسية تُسمى (صحن الميمياء) – وهو عبارة عن صحن نحاسي خفيف الوزن له رنين خاص يتم العزف عليه برأس أصابع اليدين، وهو يرافق الأغنية الصنعانية منفرداً أو بمصاحبة عزف العود، ويضع العازف خاتمه وسط الصحن لزيادة رنينه –، حيث كان العازفون للموسيقى الصنعانية يتّخذون مع العود القديم آلة من النحاس تشبه الدُّف في شكلها وتسمى الصحن، أو صحن الميمياء(5)، أو الصحن النحاسي، أو الصحن الصنعاني... إلخ، وتشبه إلى حدٍّ ما صحن الشاي؛ ولكنها مختصة أكثر في العزف، وتشبه آلة (الغونغ – gong) في الشرق الأقصى.

وواصل في هذا المنوال العديد من الفنانين الذين تلوا تلك الفترة أمثال الفنان الكبير محمد حمود الحارثي(6)، والذي أتقن تلحين وغناء العديد من الأغاني اليمنية وكانت ترافقه الفنانة الشعبية تقية الطويلية(7) في العزف على صحن الميمياء، ليُعطيا إيقاعاً موسيقياً جذاباً مختلفاً كثيراً عن الإيقاعات الأخرى بدون هذه الآلة النحاسية الجميلة.. ويقول عن ذلك شاعر اليمن الكبير عبدالله البَرَدُّوني في إطار حديثه عن أطوار الفن الغنائي بالقول: «أما محمد حمود الحارثي فكان يصدر من الأغنية القديمة بصوتٍ عريض الذبذبات، شهي الوقع والتأثير، وهذه هي الناحية الثانية من نواحي التطور الفني؛ إذ غنَّى هؤلاء ما تغنَّى به السلف الفني بأداءٍ جديد وبآلةٍ مضافة إلى العود كالطبلة أو الصحن الميمياء والناي إلى جانب ما يستجد من فن شعر الغناء، وكان هذا الطور من سياق التطور الثقافي محلياً...»(8).

وفي أوائل عام 1970م تأسست في وزارة الثقافة – قسم الموسيقى والفنون الشعبية أول فرقة موسيقية غنائية لإحياء الآلات اليمنية القديمة والغناء الشعبي، وعلى رأسها الحفاظ على العزف بالصحن الصنعاني (الميمياء)، ويعد الفنان فريد كُوَر هو العازف المختص في هذه الفرقة على هذا الصحن(9).. فيا تُرى ما سبب تسميتها بهذا الاسم؟! ومتى بدأ استخدامها؟! وما هي أنواعها وأحجامها؟! وهذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.

صحن الميمياء.. الاسم والمعنى

وصحن الميمياء سمَّي بهذا الاسم – كما يتداوله الناس – نسبةً إلى مادة تسمى ميمياء، وهي التي تضاف لمادة النحاس لتمنحه رنةً في الصوت؛ وهي تسمية غير مؤكدة، وللقاضي علي أحمد أبو الرجال(10) رأيٌّ آخر؛ فقد أوضح بأن تسمية ميمياء هي تسميةٌ قديمة وغير واضحة الدلالات، ويذهب البعض في الاعتقاد إلى أنه ربما كان المقصود بكلمة ميمياء عائداً إلى قدرة مادة الميمياء على تجبير الكسور التي تصيب الهيكل العظمي للجسد، ومن ثم يكون العزف على الصحن يعمل عمل التجبير للروح المنكسرة بآلامها وفراق محبيها(11).

ويورد الدكتور الفنان محمد علي بركات عنه بالقول: «آلة الصحن من آلات النقر الإيقاعية اليمنية القديمة الشائعة في اليمن، وهي تشبه في شكلها آلة الدف، ويشيع استخدامها في (صنعاء) نظراً لارتباطها بمصاحبة الفنون الغنائية في هذه المنطقة؛ فقد كانت تستخدم بشكلٍ أساسي لمصاحبة فن آلة العود (الطربي/ القنبوس) سواءً منفردة أو إلى جانب آلة المراوس(12)، وكان المغني في الماضي، بسبب عدم وجود آلة عزف، يرافق غناءه بآلة قرع، بالضرب على صحن من النحاس يسمى (صحن ميمي) – يعد هذا الصحن صنجا مستوردا من آسيا الجنوبية الشرقية، وكان في الماضي يصنع في اليمن باستخدام خليط من معادن مختلفة يسود فيها النحاس – يمسكه في توازن أفقي بين إبهاميه، عازفاً بأصابعه الأخرى.. ويلاحظ أن الآلة في هذه الحالة شديدة البساطة، وهي آلة يفخر الموسيقيون بها ويحبون التوكيد على أنه عند الضرورة يستطيعون صناعة آلة قرع وقتية من علب التنك.. وهذه الطريقة شديدة الخصوصية من العزف توشك على الانقراض(13).

أنواع الآلة الموسيقية وأحجامها:

هناك نوعان لصحن الميمياء فأحدهما خاص بالرقص الشعبي (الفلكلور)، والثاني يرافق الأغنية اليمنية وتحديداً الأغنية الصنعانية، وقد تمَّ تسجيله كإحدى أدوات العزف للغناء الصنعاني عند إدخال الغناء في قائمة التراث الثقافي العالمي التابع لمنظمة اليونسكو.

وبحسب رأي القاضي علي أبو الرجال يوجد نوعٌ من الصحون النحاسية المُستخدمة في العزف يسمى (صحن ميمياء)، وهو عبارة عن صحن نحاسي خفيف الوزن، له رنين خاص، ويتم العزف عليه برأس أصابع اليدين، وهو يرافق الأغنية الصنعانية منفرداً أو بمصاحبة عزف العود ويضع العازف خاتمه وسط الصحن لزيادة رنينه ولعل وحده المقصود بهذه التسمية(14).. أما النوع الآخر من هذا الصحن وهو الصحن الذي يُرافق الفنون الشعبية؛ ولعل أقدم صحن تمتلكه (فرقة الفنون الشعبية) وهو صحنٌ نادرٌ ثقيل الوزن مؤرخ بتاريخ منقوش على سطحه 1203ه (أي 1788م)، كما نُقش على سطح أسماءٌ عديدة لرجال بعضهم يبدو من أسمائهم أنهم يتقاربون أُسرياً، وبعضهم لا يمتون لبعض بصلة، ولا أحد يدري هل هذه الأسماء المحفورة على سطح الصحن هي أسماء الذين تناوبوا العزف عليه، أو هي أسماء من امتلكوه، أو أن لها دلالات أخرى حيث يبدو أن الموضوع بحاجةٍ ماسة إلى مزيد من البحث والدراسة والأسماء المنقوشة عليه هي كالتالي: (علي عبدالله بن سليمان – عبدالله بن سليمان – منصور الحميري – واسع بن عصيمي – علي بن سليمان – رجاء بن راوح الحراني – يزيد بن منصور الحارثي – علي بن علي مديقل – صالح بن صالح صبري – علي بن أبي بن عبدالله – عبدالله بن الربيع الحارثي – علي علي ربيع – عبدالله بن مالك – محمد بن الحارثي – عمر بن عبدين)، وقد نقشت هذه الأسماء بشكلٍ متسلسل على طرف الجزء الأعلى الداخلي للصحن، أما في وسط الصحن فقد سُجِّل تاريخٌ آخر هو 202ه (817م)؛ إضافةً إلى عبارة (عاصمة الدولة العباسية (زبيد))(15)، ويُزيَّن وسط الصحن برسومٍ أربعة متسلسلة لعازفين يعزفون على المزمار يزمرون في وضع القرفصاء، وهذا الصحن خاص بمرافقة عازف المزمار أثناء أداء الرقص الشعبي ويتم العزف عليه بالنقر على قعره الخارجي بواسطة طرف السكين(16).

أنواع الصحن حجم الآلة قطر فوهتها قاعدتها عمقها
الصحن الكبير 31 29 4.5
الصحن المتوسط 24 22 3
الصحن الصغير 20 19 4

كما يوجد من هذه الآلة نوعان: أحدهما يسمى (صحن الميمياء) ويصنع من معدن الفولاذ، وهو أفضلهما، لرنينه المتميز، والنوع الآخر يصنع من النحاس – وله نفس التسمية السابقة وإن اختلفت نوعية ومادة صناعته–، كما يوجد للآلة أحجامٌ مختلفة منها: الصحن الكبير، والصحن المتوسط، والصحن الصغير، ويؤدي كل منها نفس الغرض عند مصاحبته للغناء، والجدول التالي يوضح القياسات بالسنتيمتر لثلاثة أحجام مختلفة من آلات الصحن:(في الجدول السابق)

وأهم مجالات استخدام الآلة حالياً هي:

1. تستخدم بشكلٍ محدود لمصاحبة الغناء الصنعاني بواسطة العود الكمثري ذي البطن الخشبية والأوتار الخمسة.

2. تستخدم لمصاحبة الغناء الشعبي الخاص بالنساء في صنعاء، وفي مناطق يمنية أخرى عديدة، وتقوم بالعزف عليها المغنيات اللاتي يؤدين الغناء الشعبي في مجالس النساء، ويستخدمنه بطريقتين:

- الأولى: النقر بواسطة أصابع اليدين.

- الثانية: النقر بواسطة قطعة من المعدن مثل (الملعقة أو المفتاح)، وفي هذه الحالة يتم حمل الآلة باليد اليسرى بينما تقوم اليد اليمنى بعملية النقر.

تستخدم لمصاحبة الغناء الشعبي في عددٍ من المناطق اليمنية إلى جانب آلة المزمار المزدوج (ذي القصبتين)، وآلة الطبل البلدي أو غيره، وطريقة استخدام الآلة عند مصاحبة هذا النوع من الغناء هي النقر بواسطة مضرب من الحديد أو من النحاس، أو مضرب من الخشب، وتحمل الآلة باليد اليسرى أو تعلق على صدر العازف بواسطة حبل يوضع على رقبته(17).

الميمياء.. تاريخ فني عريق

أما بخصوص تاريخ إدخال هذه الآلة فتعود إلى قرونٍ وأزمانٍ ماضية حيث يذهب الباحث عبدالله خادم العُمري(18) في كتابه عن الأغنية الصنعانية وعلاقتها بالموشح اليمني (الشلة التهامية.. النشأة والرواد) إلى أن «مدينة زبيد اشتهرت في عصر الدولة الرسولية (التي حكمت اليمن من عام (626– 858ه/ 1228 – 1454م) بصناعة آلات الطرب المختلفة وعلى رأسها الأعواد بجميع أشكالها وأنماطها، ومن ثم آلات الطرب الأخرى – طبعاً وصحن الميمياء من ضمنها –، وراجت تجارتها في اليمن وخارج اليمن مما جعل الدولة الرسولية تقوم بوضع المواصفات للأعواد وآلات الطرب الأخرى وتحديد أسعارها وفقاً لنوعها وجودتها وما إلى ذلك من المواصفات لكل شكلٍ ونوع(19).. وفي عهد الملك المظفر الرسولي(20) قام بتصنيفها ووضع قانوناً لها، حدد فيه أسعارها وأجرة إصلاحها»(21).

كما يورد الأديب عيسى بن لطف الله ذكر الصحن ومصاحبته للعود في كتاب (مبيتات وموشحات) عند شرحه لقصيدة الشاعر الكبير محمد عبدالله شرف الدين(22) والمعنونة ب(اشجيت يا بلبل البان) بالقول: «أول ما سمعت هذه القصيدة المتقدمة من رجل مطرب يقال له علي العلوي من أهل زبيد، وكان متقناً للمعاني اليمنية لا يجاريه فيها أحد، وكان يقرع في الصحن، ومعه شخصٌ آخر يحرك العود..»(23)، وهذا فيض من غيض تاريخ هذه الآلة العجيبة التي لا يزال استخدامها قائماً حتى يومنا هذا في اليمن.

الإيقاعات الموسيقية لآلة صحن الميمياء

لصحن الميمياء إيقاعٌ خاصٌ وجميل، ويؤكد على ذلك الباحث في الانثروبولوجيا اليمنية الدكتور الفرنسي جان لامبير(24)، بالقول: «الغناء الصنعاني فريد من نوعه، وذلك نتيجة الانسجام العجيب لآلتيه العود والصحن؛ فالصحن آلةٌ إيقاعيةٌ بسيطةٌ تضيف لصوت العود تموجاً إيقاعياً شجياً، وكثيراً ما يصنع من النحاس، ويشتهر باسم (صحن الميمياء)»(25)،... ويُعرف كل لحن قبل كل شيء بصيغته الإيقاعية؛ أي بدور إيقاعه، ويفسر وجود ألفاظ تطلق على هذه الأدوار الإيقاعية، دون شك، بضرورة تحديد بنية لوصلة الرقص (القومة).. ويستند وصفها جزئياً إلى مقطوعات تُعزف على (الصحن الميمي)، وهو الصحن النحاسي الذي يرافق الغناء بمفرده،... وتضرب على الصحن باليد اليمني دائماً تقريباً، ولا تؤدي اليد اليسرى إلا وظيفة التزيين (أو الحلية).. وينتج التقابل بين الصمت/ الصوت عن ضربات اليد اليمني على معدن الصحن، إما بأنمل الأصابع، وإما بالظفر، والشكل التالي يوضح دور الإيقاع في آلة الصحن الميمياء بحسب ما ورد في كتاب (طب النفوس) للمستشرق الفرنسي الدكتور جان لامبير.

ويصف الفنان العازف محمد إسماعيل الخميسي – في فيديو تلفزيوني للقناة الفرنسية الأولى– طريقة العزف بالصحن بالقول: «تكون أصبعيُّ الإبهام في يدي العازف هي الدعائم الرئيسية لحمل آلة الصحن، بحيث يبقى الصحن وكأنه معلقٌ في الهواء من أجل أن يصدر الصحن صوتاً نغمياً رائعاً، بينما الأصابع الأخرى من اليدين تكون متحركة، فتعزف باليد اليسرى ما يُسمى بالخرشة، وباليد اليمنى ما يُسمى بالمدق».

ولهذا فإن آلة الصحن من الآلات الإيقاعية التي يتم العزف عليها بالنقر بواسطة أصابع اليدين، كما يتم حملها أثناء العزف أيضاً بواسطة أصابع اليدين، وخاصةً إصبعي الإبهام، أي أن الأصابع تقوم بوظيفتين في آنٍ واحد، هما حمل الآلة والعزف عليها(26)، وهذا الصحن يكون متوازنا على الإبهامين فيعطي كل إمكاناته بالصدى والرنة، وهذا شيء جميل جداً، والصحن يمكن أن يرافق الصوت لوحده لأنه يعتبر آلة كاملة إنما الذي يغني بمرافقة الصحن يجب أن يغني اللحن قليلاً بليالي ودندنة وكلمات متقطعة من هذا النوع، ليحل محل العود، لأنه بغياب العود يجب أن يكون هناك من يغني اللحن(27).

وتعتبر آلة الصحن من الآلات المحببة للمستمع اليمني، وخاصةً عند مصاحبتها للغناء الصنعاني، حيث إن صوت الآلة وأداءها يوضحان الملامح الإيقاعية المتميزة لأشكال الأغاني الصنعانية ذات الضروب المختلفة، ونكهتها المحلية. وعادةً ما يستحسن المطربون مصاحبة آلة الصحن لأدائهم لهذا النوع من الغناء قديماً وحديثاً، سواءً العازفين على آلة الطربي أو على العود الكمثري ذي الأوتار الخمسة، لما لأدائها من تفرد؛ فالعزف عليها يعد فناً ذا أسلوبٍ خاص، يتطلب الإتقان، وذلك بالطبع لا يتسنى إلا للمحترفين(28).

ومن أبرز العازفين على الصحن الفنان العميد أحمد عشيش، والفنان محمد حمود الحارثي، والفنانة تقية الطويلية، والفنان محمد إسماعيل الخميسي– الذي يرافق الفنان يحيى النونو في العديد من الأغاني اليمنية التراثية–،والفنانة العالمية اليهودية ذات الأصول اليمنية عفراء هزاع(29) والتي كانت تجيد العزف على الصحن أو على الصفيح (التنك)، وقد ظهرت في مقابلاتٍ تلفزيونية عدة وهي تقرع على تلك الآلة، والفنان الأستاذ حسن عوني العجمي(30) الذي ورث هذا الفن عن والده الحاج عوني العجمي(31).

اندثار هذه الآلة العجيبة:

يرى الباحث اليمني الدكتور فهد محمد عبدالله الشعيبي في بحثه المعنون ب(آلات الموسيقى الشعبية واستخدامها في اليمن) بأن هذه الآلة في طريقها إلى الاندثار حيث استخدمت الدفوف الصغيرة التي استخدمت في زمن قريب، حيث أدخلت هذه الآلة بدلاً من آلة نحاسية تعرف ب(الصحن)، وتصاحب بعض ألوان الغناء اليمني الراقص الخفيف(32).

ولمن يتابع واقع الغناء اليمني يجد بأن هناك عزوفاً شبه كامل عن استخدام هذه الآلة الفنية الرائعة، اللهم إلا بعض المحاولات البسيطة لعددٍ من الفنانين الشباب الذي أعاد استخدام هذه الآلة في بعض أغانيه باللونين الكوكباني والصنعاني، حيث يقوم بتقليد بعض من أساطين الفن الكبار أمثال: الفنان محمد حمود الحارثي، والفنان يحيى النونو، والفنان محمد أحمد الخميسي(33).. وغيرهم، ليتوجب علينا جميعاً أن ندعو كل المختصين في الشؤون الثقافية في اليمن بشكلٍ خاص، والشؤون الثقافية في الوطن العربي بشكلٍ عام على المحافظة على العديد من آلات الغناء اليمني التي على وشك الاندثار والضياع، حفاظاً وتقديراً لتاريخ العرب الموسيقي الكبير.. وختاماً، فالموسيقى والغناء كانا مع العرب من الترنيمة في المهد إلى المرثاة في اللحد – كما وصفه الأصفهاني في كتابه الموسوعي (الأغاني)(34).

الهوامش

1. د. جان لامبير – طب النفوس– ترجمة د. علي محمد زيد– ص 23 – الطبعة الأولى 2004م/1425هـ- وزارة الثقافة والسياحة – صنعاء.

2. د. جان لامبير – طب النفوس– ترجمة د. علي محمد زيد– ص 25 – مصدر سابق.

3. الطربي/ القنبوس: وهو العود اليمني القديم ذي الأوتار الأربعة والصدر المغشاة بالرق، ويعرف في حضرموت باسم "القنبوس"، أما في صنعاء فيعرف بـ"الطربي" أو "العود الصنعاني"، وظل هذا العود القديم هو الآلة المستعملة في اليمن محتفظاً بمكانته القديمة، ويذكر الفيلسوف الكندي في رسالة عن العود "أن عدد أوتاره أربعة وهكذا فبينما أخلى العود ذو الأوتار الأربعة مكانة للعود ذي الوتر الخامس في شمال الجزيرة العربية فقد ظل في الجنوب "اليمن" حتى عهد قريب محتفظاً بشكله وخصائصها القديمة".. (د. فهد محمد عبدالله الشعيبي – آلات الموسيقى الشعبية واستخدامها في اليمن-دراسة مسحية وصفية- ص22-الطبعة الأولى 2010م- منتدى العمري الثقافي – صنعاء).

4. الاسطوانات الشمعية وتسجيلاتها في عدن: عرفت اليمن و(عدن) بالذات – والتي كانت تعدُّ وجهةً فنيةً وحضارية للبلد بشكلٍ عام – دخول الأسطوانات بمختلف أنواعها (الشمعية والحجرية والبلاستيكية) مع نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي، وكانت تسمى بـ(الاسطوانة الحجرية) وتستخدم يدوياً، وتشغل بواسطة جهاز الفونوغراف، والمعروف محلياً آنذاك بـ(أبو هندل)، والذي لم يكن تداوله شائعاً، بل كان مقتصراً على المقتدرين فقط، وضمَّت تسجيلات الرعيل الأول من الفنانين الرواد، وأشهرهم آنذاك: إبراهيم الماس، ووالده محمد الماس، علي أبوبكر باشراحيل، شيخ عبدالله البار، أحمد عبيد قعطبي، عمر محفوظ غابة، محمد جمعة خان، وأحمد عوض الجرَّاش وأخيه علي، وعوض عبدالله المسلَّمي.. وغيرهم، وعكست هذه التسجيلات التجارية حراكاً واضحاً في الحياة الاجتماعية والثقافية في ظل وجود الاستعمار البريطاني، ونشأت الحاجة لتسجيل الأغاني على أسطوانات؛ فنشطت في بادئ الأمر شركتي (بارلو فون)، و(أودويون) – ألمانية الجنسية – ، ثم ظهرت بعدهما شركات إنتاج فني محلية كـ(شركة جعفر فون)، و(شركة التاج العدني)، و(شركة طه فون)، و(شركة عزعزي فون)، و(شركة أسطوانات الجنوب العربي)، و(شركة شبيب فون)، وآخرها (شركة كايا فون)، التي اقتصر نشاطها على تسجيل أغاني الندوة العدنية، كما ظهرت شركات أخرى لبيع الأسطوانات مثل شركات: (بيت عقبه)، و(بيت العزعزي)، و(بيت الصافي)، و(بيت عيدروس الحامد) الذين نشروا الفنون الراقية في (عدن) وفي كل اليمن.

5. د. محمد عبده غانم – شعر الغناء الصنعاني – ص 38 – الطبعة الثانية 1980م– دار العودة – بيروت.

6. محمد حمود يحيى محمد الحارثي: وُلد في مدينة (كوكبان) في محافظة المحويت عام 1355 هـ/1935م، وفيها نشأ والتحق ببعض الكتاتيب، ثم انتقل إلى المدرسة العلمية في مدينة (كوكبان)، فدرس فيها علوم الفقه واللغة العربية، وقد اشتهر في هذه المدرسة بجمال صوته، وجودة ترتيله للقرآن الكريم، عمل بعد تخرّجه في زراعة الأرض، ثم انتقل إلى العاصمة صنعاء عام 1377هـ/1957م، فتعيّن عضواً في الفرقة الموسيقية التي تشكّلت بعد قيام الثورة السبتمبرية عام 1382هـ/1962م بأسابيع قليلة، ثم عمل أميناً للمكتبة الفنية في إذاعة صنعاء، حتى أحيل إلى التقاعد.. بدأ الغناء، وهو في العاشرة من عمره، فكان يغني لزملائه في الكتاب ، ولما عمل بالزراعة تأثّر كثيراً بالأهازيج الشعبية التي تنشد في المواسم الزراعية المختلفة، وكانت تصل إليه سرًّا بعض إسطوانات غنائية بأصوات عددٌ من مطربي ذلك العصر في عدن مثل: أحمد عبيد قعطبي، وعلي أبوبكر باشراحيل، وإبراهيم الماس، ولمّا انتقل إلى صنعاء تعرّف على عدد من الفنانين أمثال: علي بن علي الآنسي، وأحمد السنيدار، فبدأ يمارس الغناء في هذه المجالس، سجّل لإذاعة صنعاء عدداً من الأناشيد الثورية مثل: (سحقنا الطغاة)، و(الجمهورية فيها الحرية)، و(يا سبتمبر يا مرج التاريخ الأخضر)، كما سجّل أولى أغانيه العاطفية، وهي أغنية (حُميّمةْ)، وفي عام 1390هـ/1970م ذاعت شهرته بعد أن أنشد (هذه أرضي وهذا وطني)، ثم توالت بعد ذلك إصداراته الغنائية، اشتهر إلى جانب أناشيده الثورية، وأغانيه الزراعية والعاطفية بأدائه للونين التراثيين: (الكوكباني)، و(الصنعاني)، وتعامل مع كثير من شركات الإسطوانات في صنعاء وعدن، وسجل عدداً كبيراً من أشرطة الكاسيت، ومن أشهر أغانيه: (ردَّ السلام)، و(يا فرحتي للرعية)، و(ما أجمل الصبح)، و(الشوق أعياني)، و(عليك سمّوني وسمسموني)، و(جلَّ من نفّس الصباح)، و(خلّي جفاني بلا سبب)، ومن الشعراء الذين كتبوا له نصوصه الغنائية: (عبدالله عبدالوهّاب نعمان الفضول)، و(عثمان أبوماهر)، و(مطهّر الإرياني)، و(محمد الذهباني)، و(أحمد العمّاري)، و(عبدالله هاشم الكبسي)، شارك في المهرجانات، والأسابيع الثقافية اليمنية في عدد من البلدان العربية والأجنبية، مثل: ليبيا، وتونس، والمغرب، والسعودية، ودول الخليج العربي، وأمريكا، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، ومنح عام 1425هـ/ 2004م درع صنعاء عاصمة الثقافة العربية، وفي 14 يوليو 2005م أقامت وزارة الثقافة والسياحة حفلاً تكريـمياً كبيراً له بدرع وزارة الثقافة التقديري، وهو عضو في لجنة تحكيم جائزة رئيس الجمهورية في الفنون. متزوّج وأب لأربعة أبناء، وبنتين، وله ثلاثون حفيداً، وقد اشتهر من أبنائه عازف الكمان عبدالباسط الحارثي.. توفي في العاصمة (صنعاء) في 5 يوليو 2007م، عن عمرٍ ناهز الـ72 عاماً، وتـمَّ تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير بمسقـط رأسه بمدينة (كوكبان) يوم الجمعة 6 يوليو 2007م في موكبٍ جنائزيٍّ مُهيب.. (موسوعة الأعلام اليمنيين (www.alalam.net)).

7. تقية أحمد قايد الطويلي: واسم شهرتها «تقية الطويلية»، ولدت في عام 1953م بمدينـة الطويلة بالمحويت، وتعتبر من رائدات الغناء الفلكلوري الشعبي، خاصةً اللون الصنعاني، وبدأت الغناء منذ أن كان عمرها لا يتجاوز (8) سنوات، حيث غنَّت في أيام الحكم الإمامي، ثم غنَّت للثورة والجمهورية والوحدة المباركة وللجيش اليمني، واشتهرت في أغاني الأعراس، وساهمت في إحياء الأغاني التراثية اليمنية، وتحلَّت بشجاعةٍ نادرة حيث كانت من أوائل الفنانات اليمنيات اللاتي تحدينَّ التقاليد المجتمعية، وسلكنَّ درب الفن، وقدَّمت النموذج الأروع في كسر الحواجز المجتمعية مناضلة في سبيل إثبات ذاتها، وحفر اسـمها كرائدةٍ من رائدات الفن اليمني..، وكان طريقها صعباً في مجتمعٍ قبلي ونظامٍ إمامي يُحرم الغناء على الرجال فما بالك بالنساء!! بدأت رحلتها الفنية عبر جلساتٍ نسائيةٍ خاصة؛ منها أغاني لنساء الإمام، كانت تؤديها بنطاقٍ محصور، بحيث يتم سد النوافذ، حتى لا يسمعها عسكر الإمام؛ وفي السنوات الثلاث الأولى من تجربتها الفنية قبل قيام الثورة كانت تغني على إيقاع الصحن إلى جانب مُطربة أخرى تُغني معها باستخدام الطبل.. شاركت مع الفنانين: محمد حمود الحارثي، وعلي عبدالله السِّمة، وعلي بن علي الآنسي، والثلاثي الكوكباني، وسجَّلت العديد من أغانيها على أسطوانات شـمعية، ثم سجَّلت (21) ألبوماً غنائياً لإذاعة وتلفزيون صنعاء. وقد سـمعها ذات مرةٍ الفنان الحارثي وطلب منها مشاركته في بعض أغانيه؛ ولهذا كانت أغاني الحارثي التي شاركته فيها فنانتنا تقية الطويلية من أنجح الأغاني حيث شاركته بصوتها أو بعزفها على صحن الميمياء، كما شاركت الفنانة اليهودية اليمنية شـمعة الطيبي، بعدة أغانٍ تراثية سجلتها للإذاعة والتلفزيون في صنعاء، حصلت العديد من الشهادات التقديرية من قبل وزارة الإعلام، وشهادة تقديرية من العاصمة الفرنسية (باريس)، وشهادة تقديرية من الجالية اليمنية في (بريطانيا).. كما كرَّمها الأستاذ خالد الرويشان– وزير الثقافة حينها – في عام 2006م بدرع وزارة الثقافة... (كتيب حفل تكريم الفنانة).

8. عبدالله البردوني – الثقافة والثورة في اليمن – ص 552– الطبعة الأولى 1991م – مطبعة الكاتب العربي – دمشق – سوريا.

9. عبدالقادر قائد – من الغناء اليمني.. قراءة موسيقية – ص 401 – الطبعة الأولى 2004م/1425هـ- وزارة الثقافة والسياحة– صنعاء – اليمن.. (وقد تشكلت هذه الفرقة برئاسة وقيادة الموسيقار جميل عثمان غانم، وعضوية الفنان أنور أحمد قاسم – مغنياً وعازفاً على آلة العود الصنعاني (الطربي/ القنبوس)، والفنان محمد عبدالله الخزقة – عازفاً على آلة السمسمية، والفنان ناصر جعبل – عازفاً على آلة المزمار، والفنان رشاد حسن – عازفاً بالربابة الشعبية – والفنان جعفر بهري – ضارباً بالمقارع، والفنان عبدالكريم عبيد قعطبي – ضارباً بالدربوجة وهو شقيق الفنان أحمد عبيد قعطبي، والفنان أنيس تبات – ضارباً بالمراوس، والفنان عبده عكيمة – عازفاً على الناي، والفنانين المؤديين: محمد صالح عزاني وطه فارع، ولكن هذه الفرقة لم تدم طويلاً لعدة أسباب أبرزها عدم توفر ميزانية ثابتة لها).

10. القاضي علي أبو الرجال: علامة أديب مثقف، شغل عدة مناصب عليا في الدولة، وقد أسهم إسهاماً كبيراً في إثراء الحياة الأدبية والثقافية في اليمن، ولد في مدينة صنعاء في عام 1352هـ /1932م، في حارة حمَّام شكر، وقد نشأ في أسرة وبيئة علمية دينية محافظة، تلقى تعليمه الأولي ثم درس اللغة الإنجليزية، قدَّم الكثير من الدعم العملي والوثائقي لكثير من الباحثين والدارسين سواءً في الجامعات اليـمنية أو العربية أو الأوروبية، لكونه مؤسس ورئيس المركز الوطني للوثائق اليمنية، كما شغل العديد من المناصب منها: مدير مستشفى الأحمدي قبل ثورة 26 سبتـمبر 1962م؛ ثم مديراً لمدرسة الصنائع، سكرتيراً لوزارة الأشغال، وبعد الثورة مباشرة تعين مديراً عاماً لوزارة الأشغال، ثم وكيلاً لها، ورئيساً لتعاونية العاصمة صنعاء، ثم محافظاً لمحافظة الحديدة، ثم نائباً لمدير مكتب الرئاسة.. أطال الله في عمره.

11. مسح وتوثيق الحرف اليدوية التقليدية في مدينة صنعاء القديمة – الفريق الوطني للمسح (عدة باحثين) – الجزء الثاني – ص 526– الطبعة الأولى 2008م – الصندوق الاجتماعي للتنمية – صنعاء – اليمن.

12. د. محمد علي بركات – مجلة الإكليل – العددان (31 – 32) يناير - يونيو 2008م – ص 158 -159.

13. د. جان لامبيرت – طب النفوس– ترجمة د. علي محمد زيد– ص 85 – الطبعة الأولى 2004م/1425هـ- وزارة الثقافة والسياحة – صنعاء.

14. مسح وتوثيق الحرف اليدوية التقليدية في مدينة صنعاء القديمة – الفريق الوطني للمسح (عدة باحثين) – الجزء الثاني – ص 528– مصدر سابق.

15. مسح وتوثيق الحرف اليدوية التقليدية في مدينة صنعاء القديمة – الفريق الوطني للمسح (عدة باحثين) – الجزء الثاني – ص 526– مصدر سابق.

16. مسح وتوثيق الحرف اليدوية التقليدية في مدينة صنعاء القديمة – الفريق الوطني للمسح (عدة باحثين) – الجزء الثاني – ص 527– مصدر سابق.

17. د. محمد علي بركات – مجلة الإكليل – العددان (31 – 32) يناير - يونيو 2008م – ص 158 -159.

18. عبدالله خادم أحمد العمري: شاعر وكاتب وباحث، من مواليد مدينة بيت الفقيه – محافظة الحديدة، حاصل على دبلوم المعلمين، ثم ليسانس في علوم الشريعة واللغة العربية عام 1989م، عمل بعد ذلك في العديد من المناصب، منها: مدرساً تربوياً، محرراً ومستشاراً في العديد من الصحف منها: (صوت اليمن)، و(تهامة) ونشرة جمعية الحديدة، وعمل باحثاً في مركز الدراسات والبحوث اليمني، وفي جامعة الحديدة، وعضو الهيئة الاستشارية بمؤسسة النعمان التنويرية وأحد مؤسسيها، فاز بجائزة السعيد للعلوم والثقافة عام 2000م، له العديد من الأعمال الأدبية والإبداعية كما له مجال كبير في تحقيق المخطوطات اليمنية القديمة.. (عبدالله خادم العمري– الأغنية الصنعانية وعلاقتها بالموشح اليمني (الشلة التهامية.. النشأة والرواد)– ص 94 – 95– الطبعة الأولى 2004م/1425هـ- وزارة الثقافة والسياحة – صنعاء.)

19. عبدالله خادم العمري– الأغنية الصنعانية وعلاقتها بالموشح اليمني (الشلة التهامية.. النشأة والرواد)– ص 15– مصدر سابق.

20. الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول: ثاني ملوك بني رسول وأطولهم حُكماً، ولد بمكة المكرمة عام 619هـ/1222م، وولي بعد مقتل أبيه في الجند سنة 626هـ/1229م، واجه فتناً وحروباً خرج منها ظافراً، وكان شجاعاً جواداً كريماً، له عناية بكتب الطب والفلك ومعرفة العلم الحديث فصنف في ذلك كتباً ورسائل طبع منها (المعتمد في الأدوية المفردة)، ومن مآثره المدرسة المظفرية بتعز، وكان أول من كسا الكعبة من داخلها وخارجها سنة 659هـ/1261م، بعد انقطاع ورودها من بغداد بسبب هجمة المغول عليها، مات في 13/9/694هـ الموافق 26/7/1295م في منطقة من ضواحي مدينة تعز. (د. حسين عبدالله العمري – الموسوعة اليمنية – الجزء الثاني – ص 1389 – مؤسسة العفيف الثقافية – صنعاء – بتصرف).

21. عبدالله خادم العمري– الأغنية الصنعانية وعلاقتها بالموشح اليمني (الشلة التهامية.. النشأة والرواد)– ص 28– مصدر سابق.

22. الشاعر محمد بن عبدالله بن الإمام شرف الدين بن يحيى الكوكباني: من مواليد عام (930هـ/ 1524م) بـمدينـة (كوكبان) الواقعة شـمال غرب العاصمة (صنعاء) والتابعة لمحافظة المحويت، شاعرٌ غزلي، حُميني مجيد، وأول من خرج عن الشعر الفصيح، ونظم في الشعر الحُميني (العامي)، ويعتبر من أحسن ناظميه، بعد أن كان يلاقي الرفض والازدراء في الأوساط الأدبية المحافظة على الشعر الفصيح، تتغنَّى أشعاره بالحب والجمال، ويعدُّ من شعراء عصر الوجود العثماني الأول في اليمن، وشاعر من شعراء الأسرة الزيدية الحاكمة.. اعتزل بعيداً عن الصراعات السياسية التي انخرط فيها أفراد عائلته، وفضَّل عليها مجالس الطرب والشعر، ومن الجدير بالذكر أن قصائده في أغلبها نابعةً من تجربة حبٍّ ذاتية.. له العديد من المؤلفات منها: (نظم كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب)، و(نظم نظام العريب في لغة الأعاريب)، و(ديوان شعر – خ) جمعه المرحوم عيسى بن لطف الله.. ويقول بعضهم أنه توفي عام 1607م، وجاء في كتاب (خلاصة المتون في أنباء ونبلاء اليمن الميمون) تحت عنوان وفيات سنة 1008هـ قال: فيها مات العلامة الأديب الكبير محمد بن عبدالله بن شرف الدين الكوكباني في منطقة (ذنوب) بحجة، وله الديوانان المشهوران الحكمي والحُميني وقيل: إن وفاته (سنة 1010هـ/1602م)، وأرَّخه عيسى بن لطف الله بن المطهر سنة (1016هـ/1608م). (محمد بن عبدالله شرف الدين المعروف بالحُميني– مبيتات وموشحات– جمعه ورتبه: عيسى بن لطف الله بن المطهر بن شرف الدين– الطبعة الأولى 2004م– إصدارات وزارة الثقافة والسياحة– صنعاء– اليمن).

23. محمد بن عبدالله شرف الدين المعروف بالحُميني– مبيتات وموشحات– جمعه ورتبه: عيسى بن لطف الله بن المطهر بن شرف الدين – ص 163– مصدر سابق.

24. الدكتور جان لامبير: مستشرقٌ وفنانٌ وعازفٌ فرنسي، باحث في الفن الغنائي الصنعاني، وهو عالم شهير في الانثروبولوجيا وموسيقى الأعراق، يهتم بالموسيقى اليمنية التقليدية بوجهٍ خاص، شغل منصب مدير المركز الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية (CEFAS) في صنعاء، تخصص في نمط موسيقي يمني خاص يطلق عليه (الغناء الصنعاني) فضلاً عن أدائه هذا النمط.. أصدر كتاباً بعنوان (طب النفوس)، إلى جانب مقالات عديدة ومساهمات عدة في تسجيل الموسيقى اليمنية، كما أخرج فيلماً وثائقياً عن (الغناء الصنعاني)، مدته (28) دقيقة، يصور موسيقيين يمنيين يتحدثون عن موسيقاهم ويستعيدون ذكريات الحياة في اليمن إبان فترة حظر الموسيقى فيها، وكعالمٍ في موسيقى الأعراق تناول (الغناء الصنعاني) في أبحاث استغرقت أكثر من عشرين عاماً من أجل سبر أغوار هذا الفن الرائع؛ بل إنّ من يسمعه في عزفه وغنائه المتقنين سيظنه يمنياً خالصاً.. قدم لليمن عام 1980م حيث حضَّر أطروحته لنيل درجة الدكتوراه في الموسيقى اليمنية، وكان له دور في إدخال الغناء اليمني ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

25. العود الصنعاني: الآلة الموسيقية اليمنية المهددة بالانقراض – عبدالرحمن شكري – موقع رصيف 22 (http://raseef22.com/culture/2015/03/14).

26. د. محمد علي بركات – مجلة الإكليل – العددان (31 – 32) يناير - يونيو 2008م – ص 158 -159.

27. مقابلة مع الدكتور الفرنسي جان لامبيرت – (www.jean-lambert.com).

28. د. محمد علي بركات – مجلة الإكليل – العددان (31 – 32) يناير - يونيو 2008م – ص 158 -159.

29. عفراء حسن هزاع أو عوفرة حازة؛ مطربة، وممثلة يمنية الأصل، ذاع صيتها في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية خاصةً بعد أن سجلت أغانٍ يهودية يـمنية تقليدية بتوزيعٍ جديد متأثر بـموسيقى البوب.. ولدت في 19 نوفمبر 1957م باسم «بات شيع حازة» في حي (هاتيكفاه) الفقير بجنوب مدينة (تل أبيب) لعائلةٍ يهودية من أصلٍ يـمني، وكانت الصغرى بين تسعة أشقاء، وبعد سنواتٍ قليلة، وهي لا تزال طفلة اقترح أشقاؤها على والدهم تغيير اسـمها، فوافق الوالدان على تسميتها بـ(عوفرة)؛ أي بـمعنى «غزالة» أو «ظبية»، وكان والدها (ييفت) و(شوشانا حازة) قد هاجرا من اليمن إلى (فلسطين المحتلة) عام 1944م، وكانت الأم (شوشانا) مُطربةٌ تقليدية في حفلات الزفاف والأفراح المحلية، أما ابنتها فقد تجاوزت المحن التي رافقت نشأتها لتصبح رمزاً للنجاح في أوساط الجالية اليهودية ذوي الأصول اليمنية؛ ففي عام 1971م عندما كانت في الـ(12) من عمرها غنَّت في حفلة زفافٍ وسـمعها أحد المشتركين في (الورشة المسرحية) بالمركز الثقافي المحلي فدعاها للانضمام إلى هذه الورشة، وفيها اجتمعت بـ(بتسالئيل آلوني) مدير الورشة، والذي أصبح مدير أعمالها في بعد.. وفي عام 1974م اشتركت في (مسابقة الأغاني بأسلوبٍ شرقي)، وفازت بالمرتبة الثالثة؛ وهذا الإنجاز دفعها إلى تكريس أغلب وقتها للطرب لتصبح مطربةً مُحترفة. وفي عام 1984م سجَّلت أسطوانة بعنوان «أغاني اليمن» والتي اشتملت على أغانٍ يهودية يـمنية تقليدية بتوزيعٍ غربي وعصري، ورغم عدم نجاحها في السوق المحلية؛ إلا أن هذه المجموعة من الأغاني التقليدية المُحدثة أثارت اهتمام شركة الأسطوانات البريطانية «S-Records» التي قامت بإعادة نشرها في (بريطانيا)، حيث حققت هذه الأغاني نجاحاً كبيراً في قارة أوروبا، وبشكلٍ خاص الأغنية الشهيرة (إم ننعالو).. تأثرها بحبها لأصولها اليمنية مكَّنها من الانتشار في الشرق الأوسط بشكلٍ واسع، واستطاعت أن تنجح في طي الفجوة بين العالم العربي ودولة الكيان الإسرائيلي، ومع نجاحها المستمر تـمكَّنت من إضافة نقاطٍ جديدة إلى رصيدها الفني من خلال الغناء بلغاتٍ مُختلفةٍ مثل: (العربية، الإنجليزية، والفرنسية) دون أن يؤثر ذلك في شعبيتها، كما أنها مَزجت الموسيقى العربية اليمنية مع الآلات الموسيقية الغربية لتخرج بثوبٍ قشيب، وحققت نجاحاً ساحقاً في أميركا وأوروبا مكّنها من الفوز بالعديد من الأسطوانات الذهبية والبلاتينية، وعبَّرت – أكثر من مرة – عن حبها لأصلها اليمني من خلال تـمسكها بالتراث والطابع اليمني التقليدي في الكثير من أغانيها وحرصها على ارتداء الملابس والإكسسوارات اليمنية والتقليدية في كثيرٍ من حفلاتها وأغانيها وألبوماتها، ولم تنسَ حظها من الزواج لذلك اقترنت برجل الأعمال دورون أشكنازي في الخامس عشر من يوليو عام 1997م، وعاشا حياةً سعيدة؛ إلا أن الموت قد فاجأها في الثالث والعشرين من شهر فبراير سنة 2000م، توفي زوجها بعدها بعامٍ واحد في السابع من إبريل من عام 2001م، وقد أشيع بأنه انتحر، وانتهت حياة كليهما بدون أطفال.. (موقع موسوعة ويكيبيديا الحرة (https://wikipedia.org)).

30. حسن عوني العجمي: فنانٌ قدير وعازف جدير من أبناء العاصمة (صنعاء)، وأحد الأساتذة المتبقيين ممن يجيدون العزف على آلة (الطربي الصنعاني)، ومن أبرز أغانيه (يا مغير الغزالة والغزال)، كما يعد موسوعة في الغناء الصنعاني، ولديه العديد من المؤلفات والمقابلات التي صدرها بالتعاون مع المركز الفرنسي للعلوم والآثار.

31. عوني حسن علي الشهير بالعجمي: أديب وشاعر. ولد عام 1330هـ/1912م بصنعاء، تلقى تعليمه في حلقاتها العلمية في اللغة العربية وقواعدها وأصول الدين وحفظ القرآن الكريم، كما كان يجيد اللغات (الفارسية والتركية والإيطالية)، عمل مدرساًَ للغة العربية وقواعدها، واستقرت أسرته في صنعاء بعد أن تنقلت بين الحديدة وتهامة وحضرموت وإيران، كتب الشعر الحميني والغنائي في سنٍ مبكرة، وامتاز شعره بالسلاسة والبراعة والرشاقة في الأسلوب، ونجد في شعره رصداً لبعض الجوانب الحياتية من المجتمع اليمني، وأنماط لهجاته المتعددة، له بعض القصائد الغنائي التي تغنى بها ابنه الفنان حسن العجمي والفنان أحمد السنيدار، أهم إصداراته ديوانه الشعري الحميني (تحفة الأفكار في روعة الأشعار)، توفي في 15 ديسمبر 1996م. (موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين – الجزء السادس – ص99 – الطبعة الأولى 2004م – مطابع دائرة التوجيه المعنوي – صنعاء).

32. د. فهد محمد عبدالله الشعيبي – آلات الموسيقى الشعبية واستخدامها في اليمن -دراسة مسحية وصفية - ص25-مصدر سابق.

33. محمد أحمد الخميسي: من أشهر الفنانين الذين أبدعوا في فن الغناء الصنعاني، ولكنه لم يلقَ نصيبه في الإعلام اليمني، وله العديد من الأغاني المميزة والتي أدها بأسلوبه المتميز الذي يختلف عن الكثير من أقرانه الفنانين، ومن أجمل أغانيه : (كيف الخبر يا قمر – يا من عليك التوكل والخلف– يا قادم الطير – قالت القمرية – أقبس متى شئت – يا معلق بحبل الحب)، والعديد من الأغاني التراثية.

34. أبو الفرج الأصفهاني – الأغاني – المجلد 19 – ص 87 – الأغاني – الطبعة الثالثة 1985م – دار صادر – بيروت – لبنان.

الكتب والمؤلفات

1. د. جان لامبير – طب النفوس– ترجمة د. علي محمد زيد–الطبعة الأولى 2004م/1425هـ- وزارة الثقافة والسياحة – صنعاء.

2. د. محمد عبده غانم – شعر الغناء الصنعاني– الطبعة الثانية 1980م– دار العودة – بيروت.

3. عبدالله البردوني – الثقافة والثورة في اليمن– الطبعة الأولى 1991م – مطبعة الكاتب العربي – دمشق – سوريا.

4. عبدالقادر قائد – من الغناء اليمني.. قراءة موسيقية– الطبعة الأولى 2004م/1425هـ- وزارة الثقافة والسياحة (إصدارات صنعاء عاصمة الثقافة العربية)– صنعاء – اليمن

5. مسح وتوثيق الحرف اليدوية التقليدية في مدينة صنعاء القديمة – الفريق الوطني للمسح (عدة باحثين) – الجزء الثاني –– الطبعة الأولى 2008م – الصندوق الاجتماعي للتنمية – صنعاء – اليمن.

6. عبدالله خادم العمري– الأغنية الصنعانية وعلاقتها بالموشح اليمني (الشلة التهامية.. النشأة والرواد)– الطبعة الأولى 2004م/1425هـ- وزارة الثقافة والسياحة – صنعاء.

7. د. حسين عبدالله العمري – الموسوعة اليمنية – الجزء الثاني – مؤسسة العفيف الثقافية – صنعاء – بتصرف.

8. محمد بن عبدالله شرف الدين المعروف بالحُميني– مبيتات وموشحات– جمعه ورتبه: عيسى بن لطف الله بن المطهر بن شرف الدين– الطبعة الأولى 2004م– إصدارات وزارة الثقافة والسياحة– صنعاء– اليمن.

9. موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين – الجزء السادس– الطبعة الأولى 2004م – مطابع دائرة التوجيه المعنوي – صنعاء.

10. أبو الفرج الأصفهاني – الأغاني – المجلد 19 – الطبعة الثالثة 1985م – دار صادر – بيروت – لبنان.

الدراسات والمجلات

1. د. محمد علي بركات – مجلة الإكليل – العددان (31 – 32) يناير - يونيو 2008م – وزارة الثقافة – صنعاء.

2. د. فهد محمد عبدالله الشعيبي – آلات الموسيقى الشعبية واستخدامها في اليمن-دراسة مسحية وصفية- الطبعة الأولى 2010م- منتدى العمري الثقافي – صنعاء.

3. كتيب حفل تكريم للفنانة تقية الطويلية.

4. موقع موسوعة الأعلام اليمنيين على شبكة الإنترنت (www.alalam.net).

5. موقع الدكتور الفرنسي جان لامبيرت – (www.jean-lambert.com).

6. موقع موسوعة ويكيبيديا الحرة (https://wikipedia.org)).

7. موقع رصيف 22 (http://raseef22.com/culture/2015/03/14).

الصور

- من الكاتب.

- كتاب طب النفوس– د. جان لامبير – ترجمة د. علي محمد زيد–الطبعة الأولى 2004م/1425هـ- وزارة الثقافة والسياحة – صنعاء.

- كتاب مسح وتوثيق الحرف اليدوية التقليدية في مدينة صنعاء القديمة– الجزء الثاني– الطبعة الأولى 1429هـ/2008م – الصندوق الاجتماعي للتنمية – صنعاء.

- صور من صفحة الفنان عبدالرحمن الغابري على موقع الفيسبوك.

أعداد المجلة