فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
7

الألعـاب الشعبية في مصنفات الجاحـظ

العدد 7 - عادات وتقاليد
الألعـاب الشعبية في مصنفات الجاحـظ
كاتب من العراق

يُعدُّ اللعب من الأنشطة الذهنية والعضلية التي مارسها الإنسان منذ وجُوده الأوّل، ونظمّها على قواعد ابتدعها من خلال ممارسته لها، كما نظمّها واتفقّ عليها فيما بعدُ، وقد صار لتلك الألعاب عبر السنين أصول وفنّ له أدواته ووسائله المعروفة في ضروب التربية والتهذيب والترويح.

وقد وردت معانٍ كثيرة عن اشتقاق الكلمات في لغتنا العربية ومنها كلمة»لعب» بجذرها الثلاثي. قال ابن منظور عن معنى لعب في معجمه « لسان العرب:اللعب: ضدّ الجد،  لعب يلعب لِعباً و لَعبا، و لعب، وتَلاعَبَ، و تَلعّبَ مرّة بعد أخرى؛ قال الشاعر امرؤ القـيس:

تلعب باعث بذمةِ خالدٍ،

       وأودى عِصَام فـي الـخطوب الأوائلِ

والتِلعاب: اللعب، ورجل لاعب و لَعِب وتَلْعَاب وتلعابة.1 أما العالِم الخليل بن أحمد الفراهيدي البصريّ فأشار إلى معنى لعب في مُعجمهِ» العين» قائلاً:

لعب يلعب لَعباً ولِعباً، فهو لاعب لعبة، ومنه التلعب. ورجل تلعّابة مُشددة العين أي: ذو تلعّب. ورجل لعبة أي: كثير اللعب، ولعبة، أي: يلعب به كلعبة الشطرنج ونحوها.

قال الراجز:

الْعَب بها أو اعْطِني ألْعْب بها 

                     إنّك لا تُحْسِنُ تَلعاباً بها

 

والملعب حيث يلعب. والملعبة: ثوب لا كُم له، يلعب فيها الصبي. واللعّاب مَنْ يكون حِرْفَته اللعب. ولعاب الشمس: شعاعها. 2

وقد عرف العرب اللعب ومارسوا الألعاب منذ قبل الإسلام حيث كانت لديهم بعض الألعاب التي زاولوا اللهو بها وقت فراغهم. وقد ضبط الإسلام عند بزوغ فجره على الناس كافة اللّعب في محيط الراشدين لأنّ بعض الألعاب بدأت تؤثر بصورة جليّة على أداء التكاليف الشرعية. فقد شاهد النبي الأكرم محمد صلّى الله عليه وسلّم رجالاً من السودان يلعبون بالدرق والحِراب فقال يستنهضهم:« دونكم يا بني أرفدة»، وكان عليه الصلاة والسلام يقول لصحابه:«الهُوا، والعبوا، فإنّي أكره أنْ أرى في دينكم غِلظَة». ويروى بأنّ الصحابيّ أبي هريرة رضي الله عنه لاعب أحد الصحابة على ظهر المسجد بلعبة يقال لها أربعة عشر، ولاعب أبو رافع الحسن والحسين بالمداحي، وهي أحجار مثل القرصة، حيث كانوا يحفرون حفرة، ويدحون فيها بتلك الأحجار، فإن وقع الحجر فيها غَلَب صاحبها، وإن لم يقع غُلِبَ.  كذلك عرف العرب قبل الإسلام لعبة الكرة والصولجان، وكان من المبرزين فيها الشاعر الجاهلي « عدي بن زيد»، وكان يُحسن الرمي بالنّشاب.

وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسرُّ عندما كانت زوجته أم المؤمنين السيدة عائشة رضيّ الله عنها تلاعب صواحب لها، ثم ذكر بأنّ الشّعبي إذا أصابه المِلاَل لاعب ابنته بالنرد، وأن سعيد بن جبير كان يلعب الشطرنج. 3 ولم تكن  الألعاب مقتصرة على الكبار بل تعدى ذلك إلى الصبيان والبنات حيث كان للذكور ألعابهم المفضلة، وللإناث ألعابهنّ، بل قد شاركت الفتيات الفتيان إذا كُنّ صغيرات. وربما لعبت الفتيات بأدوات من عاج وخشب من الخزف أو بعض الرقاع على صورة أنماط، كما فعلت فوز صاحبة الشاعر العباس بن الأحنف الذي قال:

لهَا لُعَبٌ مُصَفَّفَةٌ

                        تُلَقِّبُهُــنَّ ألقـابا

تُنادي كُلّما رَبِعتْ

                        مِنَ الغِرّةِ يا بَابَا 4

 

أيام الأمويين :

مارس العرب لعبة الكرة والصولجان في إسلامهم، وكانوا محبين لها في أوقات فراغهم، بينما اهتم الأمويون بالخيل والفروسية، ونجد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز» 717م-720م»  قد اهتم بسباق الخيل، في حين اهتم الخليفة هشام بن عبد الملك» 724م- 743م»بسباق الخيل اهتماماً كبيراً، وأقام لذلك حلبة واجتمع فيها من الخيل زهاء أربعة آلاف فرس. ، ولما قويت الفتوحات الإسلامية في العصر الأموي فقد انتقلت رياضة الفروسية والخيل إلى بلاد الهند والباكستان والصين، ولكنّ الصينيين فضلوا ممارستها على ظهور الحمير، لأنّ قامتهم قصيرة، والخيول عالية. 5

في العصر العباسي :

حظيت لعبة الكرة والصولجان اهتماماً عظيماً أيام الخلفاء العباسيين في عاصمتي الخلافة بغداد وسُرّ مَنْ رأى، ويُعدّ الخليفة العباسي هارون الرشيد أوّل مَن لعب بالصولجان في الميدان، وهو الذي أنشأ للعبة ميادين خاصة في عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد- دار السلام- وفي مدينة الرقة في الشام. وبرز الخليفة محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد مؤسس مدينة « سُرّ مَنْ رأى» سامراء اليوم شمال العاصمة بغداد» الذي كان يتمتع بقوة جسمانية خارقة، حتى وصفه ابن الكازروني بأنّه لم يكن في بني العباس أشجع منه ولا أشدّ منه قلباً ولا أتمّ تيقظاً في الحرب، وإنّه اعتمد بإصبعيه السبابة والوسطى على ساعد إنسان فدقّهُ، وكان يلوي العمود الحديد حتى يصير طوقاً، ويشدّ على الدينار بإصبعيه فيمحو كتابته». وقد استلهم الشعراء العرب لعبة الكرة والصولجان في قصائدهم، فوصفوا اللعبة ولاعبيها وهم على ظهور الخيل، وفنونها الأخرى، ومنهم الشاعر أبي نواس، والعباس بن الأحنف، وكشاجم، والأرجاني. يقول  الشاعر العباس بن الأحنف الذي يشير بأنّ الصولجان كان يُصنع من عود الخلاف«الصفصاف»، وأنّه استعمل كلمة« فريق» لكل جماعة من اللاعبين، بقوله:

إذا وقعوها بعود الخلافِ

                رفعنا جميعاً إليها العُيونا

وصِرنا فريقين في مَجْمَعٍ

                فأحْسِن بهـنّ قَرِينـاً قَرِينا

 

أما الشاعر كشاجم فقال في قطعة عن الكرة والصولجان:

وملعبٍ للخيلِ في قراح

                منفسحِ الأرجاءِ والنواحي 6

 

الألعاب عند الجاحظ :

ترك لنا الأديب الموسوعي أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ البصري«ت 255هـ»  مجلدات من كتبه الشاملة في ضروب الأدب والفكر والفنون الحضارية والثقافة الشعبيّة التي أودعها في مُصنفاته الموسوعية إبّان القرن الثاني الهجري في العراق أيام الخلافة العباسية، حيث حظي التراث الشعبي بنصيب واضح ضمن تلك المادة المبثوثة في مؤلفاته الكبيرة نحو: «الحيوان، والبيان والتبيين، والتاج، ورسائله المعروفة، مثل التربيع والتدوير، والبرصان والعرجان والعميان والحولان، والبلدان…

أما الألعاب الشعبيّة فرصدناها في  مؤلفات الجاحظ ووقفنا عندها في مصنفاته الموسوعية. حيث ذكر في كتابه الحيوان عدداً من الألعاب التي كان الناس يمارسونها خلال عصره فكان هناك كما يذكر من كان يلهو ويلعب بالعقارب والفأر في برنية زجاج قائلاً :” دخلت مرة أنا وحمدان بن الصباح على عبيد بن الشونيزي، فإذا عنده برنية زجاج، فيها عشرون عقرباً وعشرون فأرة، فإذا هي تقتل.7

الكُرة في التاج :

أما لعبة الكُرة فعرض لها الأديب الجاحظ في كتابه«التّاج في أخلاق الملوك» بقوله: «من حقِّ الرجل على المَلِكِ، إذا ضربَ معه بالكُرة، أن يتقدم بدابته على دابة المَلِكِ، وصولجانهِ على صولجانِ المَلِك، وأن يعمل جهده في أن لا يبخسَ حظّه ولا يفترَ في مسابقة ولا التفاف كُرة ولا سبقٍ إلى حدٍ ونهاية وما أشبه ذلك. وكذلك القول في الرماية في الأغراض وطلب الصيد ولعب الشطرنج. وسمعت محمد بن الحسن بن مصعب يقول: كان لي صديق من بني مخزوم، وكان لاعباً بالشطرنج. فذكرته لأبي العباس عبد الله بن طاهر، فقال: أحضره. فقلت للمخزومي: تهيأ للقاء أبي العباس، وكان متصرفاً كثير الأدب. فغدوت به فدخل. فلما وقعت عين أبي العباس عليه وقف. فرآه من بعيد، ثم انصرف من غير أن يكلمه. فقال: هذا الرجل من أهل الأدب فاغد به ولاعبه الشطرنج بحضرتي وعابثه حتى يخرج إلى باب الهزل والشتيمة. فلما قعدنا، دارت لي عليه ضربة، فقلت: خذها وأنا الغلام البوشنجي وهو ساكت. ثم دارت لي عليه ضربة أخرى، فقلت: خذها وأنا مولى مخزوم فسكت. ثم دارت عليه ضربة، فقلت: خذها يا ابن مخزوم في حر أم مخزوم واستؤذن لرجل من آل عبد الملك بن صالح، وكان خاصا بأبي العباس، فأمر بالإذن له، فلما دخل الهاشمي وقعد، قال لي المخزومي: ليس فيك موضع شرف ولا عز، فأفاخرك أنت بوشنجي ثمن داق ولكن قل لهذا الهاشمي يفاخرني حتى ينظر ما يكون حاله، فأما أنت، فمن أنت حتى أفاخرك؟ فضحك أبو العباس حتى فحص برجليه، وأمر له بخمسمائة دينار، وقربّه وأنسه».8

لعبة الهراش والكبش :

كما نعرف لعبة الهراش بين الديكة اليوم، فإنّ قد عرفوا نوعاً من ذلكم الهراش ولكن بين الكلاب فقال الجاحظ عن هذه اللعبة:» الهراش الذي يجري بينهاـ بين الكلاب ـ وهو شرّ، يكون بين جميع الأجناس المتفقة كالبرذون والبرذون، والبعير والبعير، والحمار والحمار، وكذلك جميع الأجناس. فأما الذي يفرط ويتم ذلك فيه، ويتمنع ناس من الناس، ويقع فيه القمار، ويتخذ لذلك، وينفق عليه ويغالى له، فالكلب والكلب، والكبش والكبش، والديك والديك، والسماني والسماني».9

وحول ممارسة الناس للعب بالكلاب والصقور روى الجاحظ هذه الحكاية حول شهادة أبو علقمة المزني عند القاضي الذي لم يقبلها قائلاً:« لمّا شدَّ أبو علقمة المزني عند سوار عبد الله أو غيره من القضاة وتوقف في قبول شهادته، قال له أبوعلقمة: لم توقفت في إجازة شهادتي؟ قال: بلغني أنك تلعب بالكلاب والصقور. قال: من خبرك أنّي ألعب فقد أبطل، وإذا بلغك أنّي أصطاد بها فقد صدقك من أبلغك، وإني أخبرك أني جادٌّ في الاصطياد بها غير لاعب ولا هازئ.10

ويقول الجاحظ في هذا الجانب: « قد صار اليوم عند الكلب من الحكايات وقبول التلقين وحسن التصريف في أصناف اللعب، وفي فطن الحكايات ما ليس في الجوارح المذللة لذلك، المصرفة فيه، وما ليس عند الدب والقرد والفيل والغنم المكية والببغاء وأشار الجاحظ إلى مهارشة الديكة بين الناس أيامه فقال: « رأيت الخصاء قد جذبه إلى حُبِّ الحَمَام وعمل التكك والهراش بالديوك».11

التقامر بالديكة؟ :

ثم روى قوله عن صاحب الديك الذي رواه إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي، عن محمد بن المكني، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: تقامر رجلان على عهد عمر بديكين، فأمر عمر بالديكة أن تقتل، فأتاه رجل من الأنصار فقال: أمرت بقتل أمة من الأمم تسبح الله تعالى؟ فأمر بتركها.12 ثم قال الجاحظ عن لعبة الكباش:» الكباش للهدايا والنطاح. فتلك فضيلة في النجدة وفي الثقافة، ومن الملوك من يراهن عليها، ويضع السبق عليها، كما يراهن على الخيل.13 وذكر محمد بن عجلان المديني عن زيد بن أسلم، أنه كان لا يرى بأساً بالبيض الذي يتقامر به الفتيان، أن يهدى إليه منه شيء أو يشتريه، فيأكله، وهشام بن حسان، قال: سئل الحسن عن البيض يلعب به الصبيان يشتريه الرجل، فيأكله، فلم يرّ به بأساً، وإن أطعمه أن يأكل منه، والجوز الذي يلعب به الصبيان.14

الشطرنج ومداولة الخلفاء  :

كذلك تناول الأديب الجاحظ في مصنفاته بعض الألعاب الفكرية عند العرب ومنها لعبة الشطرنج الذي قال فيها: « من أكثر الأنواع مداولة بين الخلفاء والعظماء في ذلك العصر هو لعبة الشطرنج، فقال عنها:» ولعب قدام بعض الملوك بالشطرنج، فلما رآه قد استجاد لعبه وفاوضه الكلام قال له: لم لا توليني نهر بوق؟15 قال أوليك نصفه اكتبوا له عهد على بوق» وذكر الشطرنج ووصف اللاعب الحاذق بهذه اللعبة بالزبرب قال« وأنت تعد في الشطرنج زبرب وأنا في الشطرنج لا أحد».16 ثم وصف أحدهم  أحدهم بأنّه» أحمق القاصين، وأحذقهم بلعب الشطرنج».17 أما الشطرنجيون فقال عنهم:» قد قتلتني فمع من تعيش أمعَ الشطرنجيين».18

البقيري وعظيم وضّاح ...:

    وهناك ألعاب مختلفة كالقمار والنرد والخطرة واليرمع والأردور ولعبة الضّب والشحمة والبقيري واللعبتين ثم لعبة الطبطابة واللعب طَبطَاب والجمع طَبطَابات، وذكرها الجاحظ وغيرها مثل لعبة الدارة والحلق وعظيم وضاح في كتاب الحيوان وفي غيرها من مصنفاته الأخرى. ونراه فيصف عددا من تلك الألعاب قائلاً:

أسماء لعب الأعراب البقيري، وعظيم وضاح، والخطرة، والدارة، والشحمة، والحلق، ولعبة الضّب.  فالبقيري: أن يجمع يديهِ على التُراب في الأرض إلى أسفله، ثم يقول لصاحبه: اشته في نفسك فيصيب ويخطئ. وعظيم وضاح: أن يأخذ بالليل عظماً أبيض، ثم يرمي به واحداً من الفريقين، فإن وجده واحد من الفريقين ركب أصحابه للفريق الآخر من الموضع الذي يجدونه فيه إلى الموضع الذي رمُوا به. والخطرة: أن  يعملوا مخرقاً ثم يرمي به واحد منهم من خلفهِ إلى الفريق الآخر، فإن عَجزوا عن أخذهِ رموا به إليهم، فإن أخذوه ركبوهم،  والدارة: هي التي يقال لها الخراج. والشحمة: أن يمضي واحد من أحد الفريقين بغلام فينتحون ناحية ثم يقبلون، ويستقبلهم الآخرون، فإن مَنعوا الغلام حتى يصيروا إلى الموضع الآخر فقد غلبوهم عليه، ويدفع الغلام إليهم وإن هم لم يمنعوه ركوبهم. ويقول الجاحظ إنّ كلّ هذا يتمّ في ليالي الصيف «وهذا كلّه يكون في ليالي الصيف عن غبِّ ربيعٍ مُخصب».19

ثم وصف الجاحظ لعبة الضّب قائلاً عنها: « ولعبة الضّب: أن يصوروا الضّب في الأرض، ثم يحول واحد من الفريقين وجهه، ثم يضع بعضهم يده على شيء من الضّب فيقول الذي يحول وجهه: أنف الضّب أو عين الضّب أو ذنب الضّب أو كذا وكذا من الضّب على الولاء حتى يفرغ، فإن اخطأ ما وضع عليه يده ركب وركب أصحابه وإن أصاب حول وجهه الذي كان وضع يده على الضّب، ثم يصير هو السائل.20

اليرمع في بخلاء الجاحظ :

ونختتم ذكر الألعاب الشعبيّة التي ذكرها الجاحظ في مُصنفاته بالإشارة إلى  لعبة اليَرْمَع التي ذكرها في كتابه البخلاء إذ قال عنها: «وأول مَنْ لعبَ باليّرْمَع في البدو». وقال عن لعبة الكَعبتين: « وكانوا يلقون النَوى في طست»، فسمع صوت نواتين فقال: مَنْ هذا الذي يلعب بالكعبتين.21 وهناك لعب تلعب كتمرين واستعداد للحرب وهي غير لعب اللهو والتسلية، أشار إليها الجاحظ في كتابه مناقب التُرك قائلاً:» ولنا ممّا جعلنا رياضة وإهاصاً للحرب، وتثقيفاً ودربة للمجاولة والمشاولة وللكَرِّ بعد الكَرِّ: مثل الدبوق والنزو على الخيل صغاراً- ومثل الطبطاب والصوالجة الكبار، ثم رميش الجثمة والبرجاس والطائر الخطاف.22 ففي هذا النّص جاءت كلمات مثل الدبوق وهي لعبة يلعب بها الصبيان والطبطاب وهي مضرب للكرة وجمعها طبطبات واسم اللعبة الطبطابة أو الخشبة العريضة التي يلعب بها على الأرجح والجمع طبطبات، كما هو وارد في النّص الآتي إذ قال الجاحظ: «ولذلك اختاروا البراذين للصوالجة والطبطبات والمشاولة، وقال عن الطبطابة مفردة:« ويرتع في عقله ويلهو بلبه ويضعه على طبطابة اللعب وفي أرجوحة العبث».23  

 

الهوامش

1 ـ        ابن منظور، لسان العرب، بيروت، لبنان، مادة» لعب».

2 ـ  الفراهيدي: العين، تحقيق مهدي المخزومي، وإبراهيم السامرّائي، دار الحرية للطباعة، بغداد، العراق، مادة» لعب».

3 ـ عمر خليفة بن إدريس: اللّعب والألعاب عند العرب، جذور، النادي الأدبي الثقافي بجدة، جدة، السعودية، العدد الثامن، المجلد الرابع، محرم 1423هـ- مارس « آذار» 2002م، ص 402-403.

4 ـ  العباس بن الأحنف: الديوان، دار صادر، بيروت، لبنان، 1965م، ص 32.

5 ـ  عبدالجبار محمود السامرّائي: الكرة والصولجان في تراث العرب، تراث، العدد» 38»، يناير» كانون الثاني» 2002م، نادي تراث الإمارات، أبو ظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة، ص 38.

6 ـ  نفسه، ص 40-41.

7 ـ الجاحظ: الحيوان، تحقيق عبد السلام محمّد هارون، مكتبة البابي الحلبي، القاهرة، مصر، د.ت».  5/248.

8 ـ الجاحظ: التاج في أخلاق الملوك، تحقيق أحمد زكي باشا، المطبعة الأميرية، القاهرة، مصر، 1914م، ص: 73 ـ 74.

9 ـ الجاحظ: الحيوان 2/ 163.

10 ـ  نفسه،  2/ 187.

11 ـ  نفسه، 1/118.

12 ـ  نفسه، 1/196.

13 ـ  نفسه، 5/458.

15 ـ نفسه، 2/292.

14 ـ الجاحظ: البيان والتبيين، تحقيق عبد السلام محمّد هارون، مطبعة لجنة التأليف والترجمة، القاهرة، مصر، 1948م، 4/6.

15 ـ الجاحظ:  رسالة في الجد والهزل، مجموعة رسائل تحقيق عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، مصر، 1964م، ص 266.

16 ـ  الجاحظ: الحيوان، 4/147، والتربيع والتدوير، ص 84.

17 ـ  الجاحظ: رسالة في الجدّ والهزل، ص 258.

18 ـ الجاحظ: الحيوان، 6/146-147.

19 ـ  نفسه، 6/146.

20 ـ  نفسه.

21 ـ  الجاحظ: البخلاء، ص 13.

22 ـ  الجاحظ: مناقب التُرك، ص 21.

23 ـ  الجاحظ: فصل ما بين العداوة والحسدّ، ص 341.

المصادر والمراجع

1 ـ ابن منظور: لسان العرب، بيروت، لبنان.

2 ـ الفراهيدي: العين، تحقيق مهدي المخزومي، وإبراهيم السامرائي، دار الحرية للطباعة، بغداد، العراق.

3 ـ الجاحظ: البخلاء، تحقيق طه الحاجري، دار المعارف، القاهرة، مصر، 1971م.

4 ـ ………: الحيوان ، تحقيق عبد السلام محمّد هارون، ط3، القاهرة، مصر، 1968م.

5 ـ ………: التاج في أخلاق الملوك، تحقيق أحمد زكي باشا، المطبعة الأميرية، القاهرة ، مصر،1914م.

6 ـ ………:  البيان والتبيين، تحقيق عبد السلام محمّد هارون، مطبعة لجنة التأليف والترجمة، القاهرة، مصر، 1948م.

7 ـ ………: رسالة مناقب التُرك، مجموعة رسائل تحقيق عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، مصر، 1964م.

 8 ـ ………: رسالة في الجدّ والهزل، مجموعة رسائل تحقيق عبد السلام محمّد هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، مصر، 1964م.

9 ـ العباس بن الأحنف: الديوان، دار صادر، بيروت، لبنان، 1965م.

ب.الدورّيات:

1 ـ عبد الجبار محمود السامرّائي: الكرة والصولجان في تراث العرب، تراث، العدد» 38»، يناير» كانون الثاني» 2002م، نادي تراث الإمارات، أبو ظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة.

2 ـ عمر خليفة بن إدريس: اللّعب والألعاب عند العرب، جذور، النادي الأدبي الثقافي بجدة،  العدد الثامن، المجلد الرابع، محرم 1423هـ، مارس « آذار» 2002م، جدة، السعودية.

أعداد المجلة