فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
9

الحُلِي والزينة في الثقافة العربية والشعبية

العدد 9 - حرف وصناعات
الحُلِي والزينة  في الثقافة العربية والشعبية

لعله من المفارقات التاريخية أن نعرف أن الرجل في المجتمعات البدائية كان أكثر اهتماما بالزينة والتحلي من المرأة من أجل جلب نظر المرأة والتقرب إليها بينما لم تكن المرأة تهتم بزينتها مثل الرجل مكتفية بما وهبها الله من صفات أنوثة مغرية, ولكن الأمور تغيرت بعد ظهور المجتمعات الإنسانية في فجر التاريخ فأخذ الاثنان الرجل والمرأة كل منهما يهتم بزينته.

فمنذ بداية العصور الحجرية، كان الحلي يُتخذ من الأحجار والعظام والخرز ونحوها، فمن عظام الحيوانات والطيور وفقار الأسماك صنع ما يشبه العقود والأساور والخواتم وذلك لوفرة هذه المواد وسهولة حفرها ونظمها واتخاذها حلية ،كما استخدمت الأحجار في تلك العصور لصناعة بعض أنواع الحلي ،إذا كانت الأحجار تثقب بعد تنعيمها وقبل صقلها إما من جانب أو جانبين متقابلين. ثم تنظم على خيوط تصنع أحياناً من ألياف النباتات أو شعر بعض الحيوانات.

وقد أظهرت الاكتشافات الأثرية، أن الإنسان قد لبس شكلاً من أشكال الحلي عبر تاريخه الطويل، وهي حقيقة إن دلت على شيء، فإنها تدل على رغبة عميقة متأصلة في النفس البشرية نحو التجمل والتزين وخاصة بين النساء، يستوي في ذلك الغني والفقير، الحضري والبدوي.

وقد اقترنت الحلي منذ عصور ما قبل التاريخ بمعتقدات دينية ومخاوف لا عقلانية من المجهول أو الخفي. لذا فقد تحلى القدماء بالتمائم ظناً منهم أنها تدرأ عنهم سخط الآلهة وسوء الطالع، لاعتقادهم أن التمائم تمتلك قوى سحرية خارقة. ولاتزال حتى اليوم بعض القبائل البدائية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية تتزين بأنواع شتى من هذه التمائم مما يؤكد بعمق ما تعنيه الحلي للإنسان، ومع التقدم الحضاري والفكري اختلفت النظرة إلى الحلي والمجوهرات. فعدا عن كونها تبرز الخصائص الجمالية لدى المرء، وتضفي عليه الرونق والبهاء، فإنها أيضاً تعتبر ثروة أو كنزاً يدخر لقابل الأيام. ومن هنا نجد تفسيراً لتهافت النساء على اقتناء النفيس من المجوهرات والحلي، بيد أنه إذا قيس ما تقتنيه المرأة اليوم من المصاغ بما كانت تقتنيه امرأة الأمس،  نجد البون شاسعاً . فقد عنيت المرأة في الماضي عناية شديدة بالحصول على الحلي والمجوهرات، تشهد على ذلك الكنوز التي وجدت في مقابر المصريين القدماء والفرس وفي بلاد ما بين النهرين وفي بلاد العرب.    

والعرب كغيرهم من الأمم القديمة كلِفُوا بارتداء الحلي المصنوعة من الذهب، والفضة، والزجاج، والعاج، واللؤلؤ، والجزع، وهو خرز يماني ذو خطوط سود وبيض، بل والخشب، والحجارة، والنسيج، والأصداف البحرية.

فلقد استعملت المرأة العربية في العصر الجاهلي لكل موضع من جسمها زينة وحلية ولبسة مخصوصة, فقد كانت المرأة العربية في الجاهلية وصدر الإسلام تتزين بالقرط(روي أن أم الحارث الأعرج من ملوك الغساسنة كانت تكنى بمارية ذات القرطين إذ اشتهرت بهما ، وهي التي ورد ذكرها في إحدي قصائد حسان بن ثابت في قوله:

أبناءُ جفنةَ عند قبرِ أبيهم

 قبر ابن مارية الكريمِ المفضل)ِ.

والعقد، والقلادة، والخلاخيل، والشّكَل (جمعها أشكال، حلية صغيرة تعلقها الجواري في شعورهن من لؤلؤ أو فضة) والوشاح (اشتهر الوشاح في العصر الجاهلي ونسب إلى الطائف، فقد كان يصنع من أدم حمر طائفية. تخرز وتشد بالحرير ، وتنظم بالجوهر، ويفصل بينه بالخرز وتحتزمه الجارية على ثوب خفيف يمتد بين عاتقها وخصرها)

ولما جاء الإسلام لم ينكر على المرأة المسلمة التزين، ولكنه وضع له حدوداً أهمها الاعتدال وعدم التبرج، فاهتمت الشريعة الإسلامية السمحاء الغراء بهذه الأمور وتعاملت معها تعاملا جديا ونظمتها تنظيما راقيا يصون كرامة الإنسان ويبعده عن مواطن الفحش والابتذال.

قال تعالى: «فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة» (النور:60)

و«ولا يبدين زينتهن إلاّ لبعولتهن أو آبائهن»(النور:31)

و«ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن»(النور:31)

كما وعد الله المؤمنين في الدار الآخرة بالنعيم المقيم، «إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلّون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير»(الحج:23)

ولم تختلف الحلي في عصر الخلفاء الراشدين وبداية العصر الأموي كثيراً عنها في العصر الجاهلي إلا أنها أخذت تزداد تنوعاً وأشكالاً في أواخر العصر الأموي، ثم بلغت الذروة في العصر العباسي لتواكب ما بلغته الدولة الإسلامية من ازدهار وثراء وترف، ونتيجة لانتقال فنون الصياغة التخريمية،والحفر، والترصيع، إلي بلاد العرب بسبب انصهار الحضارات القائمة آنذاك بفضل الفتوحات الإسلامية.

أورد الثعالبي في مؤلفه القيم «فقه اللغة وسر العربية» أسماء الحلي الشائعة التي كانت تلبسها نساء العرب في عصره، حيث قال:

«الشنف والقرط والرعثة للأذن، والوقف والقلب والسوار للمعصم، والدملج للعضد، والجبيرة للساعد، والقلادة والمخنقة للعنق، والمرسلة للصدر، والخاتم للأصبع والخلخال والخدمة للرجل، والفتخ لأصابع الرجل»

ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية في العصر العباسي امتلأت خزائن الدولة بالأموال، فقد كانت تحمل إليها حمول الذهب والفضة من أطراف الأرض ،فازداد الثراء، ومعه بلغت الحياة الاجتماعية أوجها, وطبيعي أن ينعكس ذلك الثراء على أنماط الحياة من دور مزخرفة، وفر ش وثيرة، وثياب أنيقة، ومطاعم ومشارب من كل لون، وأدوات زينة بلغ التفنن فيها حداً يفوق الخيال. وبالغ النساء في زينتهن وأناقتهن. وخاصة في قصور الخلفاء والأمراء والوزراء وغيرهم، فكن يرفلن في الثياب الحريرية ويختلن في الحلي والجواهر متخذات منها تيجاناً وأقراطاً وخلاخيل وعقوداً وقلائد، وقد ينظمنها علي شعورهن أو على عصائبهن، كما فعلت علية بنت المهدي التي كان بها عيب في جبينها، فأحدثت بذلك زياً فريداً قلده نساء عصرها.

هذا وفي العصور اللاحقة دخلت عناصر جديدة إلى فن صياغة الحلي ، يبدو ذلك جلياً في القلانس المرصعة بالجواهر، والأكاليل والتيجان البالغة الإتقان التي لا تزال النساء في الأردن وسوريا ولبنان، وخاصة في جبل العرب، يرتدينها ،ففي الأعراس في المناطق البعيدة عن المدن تُشاهد البدويات والقرويات في كرنفال رائع وهن يلبسن حليهن المتنوعة من مفرق الرأس إلى أخمص القدم ،كالأقراط الفضية الطويلة التي تضفر بالشعر والعصائب والمناديل التي تتدلي منها الجنيهات الذهبية والقطع النقدية، والأكاليل ذات الأطواق الملبسة بالفصوص الملونة، والعقود الضيقة الدقيقة الصنع ، والزنابير الفضية النادرة، والخلاخيل والحجول والقراميل وغيرها.

يزيد على ذلك عند البدو أن جميع هذه الحلي تنتهي أطرافها  بأجراس أو قطع نقدية تاريخية وتصنع في العادة من الفضة وذات معان رمزية سمتها البساطة التي لا تخلو أحياناً من غلو في الزخرفة، وليس هناك من تفسير للأجراس (الزرير) التي تتدلي من أطراف الحلي سوى أنها تصدر رنيناً موسيقياً متناغماً يقطع سكون الصحراء، ويبدد وحشة المهامه والمفازات التي يقطعها البدو في غدوهم ورواحهم. فالبدوي، بصورة عامة يلجأ إلى الحداء والغناء وهو يطوي البيد من مكان إلى آخر ليشعر بالأنس، فليس غريباً إذن أن تستعيض المرأة البدوية بالأجراس عن الغناء. لأن رنين الأجراس ووسواس الحلي يؤنس وحشتها ويبدد مخاوفها وهي تجوب الفيافي.

ولقد حفل تاريخنا العربي والإسلامي باهتمام متميز بموضوع الزينة والحلي وألفت في هذا الموضوع كتب كثيرة وذكرت أسماء أدوات الزينة والحلي وطريقة صنعها ولبسها واستعمالها في معظم كتب التراث من أدب ولغة وشعر وترددت مسمياتها على ألسنة الشعراء والنحويين والرواة والفقهاء والعلماء.

وهذه قائمة ببعض عناوين كتب الحلي وأدوات الزينة في التراث العرب والإسلامي.

-  كتاب الجواهر وصفاتها وفي أي بلد هي، وصفة الغواصين والتجار- ليحيى بن ماسويه(ت:243هـ)، وكتاب الحلي لمحمد بن جعفر القزاز (ت: 412هـ) ، كتاب الذخائر والتحف لابن الزبير، نخبة الدهر في أحوال الجوهر لابن الأكفانى، وكتاب التلخيص في معرفة الأشياء لأبي هلال العسكري وكتاب الجماهر في معرفة الجواهر للبيروني، والجماهر في معرفة الجواهر للغزالي، وكتاب فخر المشط على المرآة لابن الشاه الظاهري، وكتاب الحلي – مجهول المؤلف-، رسالة في الأحجار والخرز – مجهول المؤلف-،  رسالة في الأحجار الكريمة لأبي فانيوس، الدرة البيضاء في صناعة الياقوتة الحمراء – مجهول المؤلف-، رسالة في المعادن – مجهول المؤلف-، أزهار الأفكار في خواص الأحجار للتيفاشي، قطف الأزهار في خصائص المعادن والأحجار لأحمد المغربي.   

 الحــــــــــــــــلي :

هو اسم جامع لكل ما يتحلى به من مصنوعات المعدن أو الحجر سواء كان كريما نفيسا أو عاديا رخيصا ويلبسه الإنسان -  الرجل والمرأة -  على أي جزء من جسمه للزينة أو التجمل منظوما بخيط أو بدون خيط .

فالحَلْي أو الحُلِيّ ،كما ورد في لسان العرب، هو كل ما تُزُيّن به من مصوغ المعدنيات أو الحجارة، وفي ذلك يقول الشاعر:

كأنها من حُسُنٍ وشَارةً

والحَلْيِ حَلْيِ التّبرِ والحجارةً

مَدْفَعُ مَيْثَاءَ إلى قَرَارَه.

ويقول الجوهري في الصحاح: الحَلْيْ حَلْيُ المرأة، وجمعه حلِيّ، وحِلْيَة السيف جمعها حِليَّ.

ويقال حَلِيَت المرأة أو تحلّت أي لبست حَلْياً أو اتخذته، يقول ذو الرمة:

أناةٌ، كأن المرطّ حينّ تلوثُه

على دعْصّة غَراء من عُجّم الرَمْل

أسيلةُ مُسْتَنّ الوشاحَيْنِ قانِئ

بأطرافها الحناء في سَبِطٍ طَفْلِ

وحَلْيُ الشّوَى منها اذا حُلّيَت به

على قَصّباتٍ لا شخَاتٍ ولا عُصْلِ

     من المُشْرِقَات البيض في غيرِ مُرْهةٍ

ذَواتِ الشّفاهِ اللّعْسَّ والأعين النجلِ.     

زينة الرأس والشعر :

التاج (الإكليل):

 هو عصابة ذات ألوان زاهية تنسج من الحرير أو الكتان أو القطن وترصع بالمجوهرات كالذهب واللؤلؤ والياقوت تعصب بها المرأة رأسها للزينة بحيث تقع على جبينها أو تتدلى عليه.

العصابة:

قطعة ملونة من قماش الحرير أو الكتان أو القطن تشدها المرأة على جبينها وتربطها من الخلف وتعلق بها الخرزات.

النظم:

النظام عند العرب هو كل شيء منظوم بخيط، وهو أبسط أنواع الحلي لأنها تعمل باليد، وتتنوع مادة الخرز، والنظم من الأحجار والقواقع إلى اللؤلؤ والمرجان والعقيق. ويتكون من خيط أو خيطين من اللؤلؤ يربط علي الجبهة أو يشد علي الشعر.   

 الأمشاط الذهبية:

أمشاط ذهبية تثبت في الشعر كحلية إما على جانب الجبهة أو على الجانبين معا وتمسك الشعر وتزين بصف أو صفين من الأحجار الكريمة.

الزنانير:

تصنع من القماش أو الجلد وتشد على الطره «الغرة» يحيط بالرأس مثل العصابة، ويزين إما بالكتابة عليه بماء الذهب أو يرصع بالأحجار الكريمة.

الشّكَل:

الشّكَل (جمعها أشكال ، حلية صغيرة تعلقها الجواري في شعورهن من لؤلؤ أو فضة) يقول ذو الرمة:

سَمِعْتَ من صَلاَصِل الأشْكَالِ

والَشّذْرِ والفرائِدِ الغَالي.

(الشذر هو: اللؤلؤ الصغير، والفرائد: اللآليء الثمينة.)

حلية الجيد ( الرقبة ) والصدر .

 المخنقة:

هي قلادة من الدر واللؤلؤ أو من الخرز بألوانه المختلفة تلبسها المرأة على المخنق (الرقبة) أي موضع الخناق وجمعها (مخانق) وسميت بهذا الاسم لأنها تخنق الرقبة أي تلتصق بها , وجاء في الصحاح وفى لسان العرب أن المخنقة من القلادة وذكر الثعالبي أنها حلي للعنق.

وقد ذكر المخنقة و المخانق في كثير من أشعار العرب فهذه هند بنت عتبة بن ربيعة تحرض قومها على الثبات في معركة أحد قائلة :

 نحن بنات طارق

نمشى على النمارق

الدر في المخانق

والمسك في المفارق

 إن تقبلوا نعانق

وأن تدبروا نفارق

فراق غير وامق

الطوق :

 حلية من ذهب أو فضة تطوق به المرأة عنقها وجمعه (أطواق) وقد شاع وكثر لبس الأطواق في العصور العباسية مع شيوع وكثرة الغنى والترف. يقول الأعشى:

يوم تُبدي لنا قُتَيْلَةُ عَنْ

جِيدٍ مليحٍ يَزِينهُ الأطواق.       

 ومازال الطوق مستعملا عند النساء العربيات حتى اليوم وإن اختلف اسمه وصفته بعض الشيء

القلادة :

ما جعل في العنق يكون للإنسان والفرس والكلب والبدنة التي تهدى ونحوها. وجاء في القاموس المحيط أن القلادة ما جعل في العنق من الحلي. وهى خيط ينظم فيه اللؤلؤ والياقوت والزبرجد وقطع من الذهب ويعقد حول الرقبة والقلادة أطول من المخنقة وجمعها قلائد وهي شائعة عند نساء اليوم, والقلادة هي ( العقد)  وهى أهم حلية تزين بها المرأة جيدها وصدرها, يقول الشاعر الجاهلي- قيس بن الخطيم- واصفا جيد حبيبته الشبيه بجيد الريم وقد توقد عليه الياقوت المفصل بحبات الزبرجد .

وجيد كجيد الرئم صافى يزينه

توقد ياقوت وفصل زبرجد.

أما النابغة الذبياني فيصف جيد حبيبته وقد تزين بقلادة من الدر والياقوت الذي يفصل بينهما اللؤلؤ والزبرجد:

بالدر والياقوت زين نحرهُا

ومفصل من لؤلؤ وزبرجد.

النظم (العقد):

النظام عند العرب هو كل شيء منظوم بخيط، وهو أبسط أنواع الحلي لأنها تعمل باليد ، وتتنوع مادة الخرز، والنظم من الأحجار والقواقع إلى اللؤلؤ والمرجان والعقيق وفي ذلك يقول النابغة الذبياني:

أخذ العذارى عقدها فنظمنه

من لؤلؤ متتابع متسردا.

وتقول شاعرة أندلسية عن تلك النزعة المتأصلة في النفس نحو التزين رغم ما تتمتع به من جمال:

أُزَيّنُ بالعُقُود وانّ نَحْرِي

أََزْيَنُ لِلْعُقُدِ من العُقُود.

ويقول عنترة بعد وصف مسهب لعبلة:

       شكَا نَحْرُهَا من عِقْدِهَا مُتَظَلّماً

فَوَا حَرَبَا من ذلك النّحْرِ والعِقْدِ.

المرسلة:

 هي قلادة طويلة تقع على الصدر وقيل القلادة فيها الخرز وغيرها. وتتكون من خيط طويل تنظم فيه أحجار كريمة أو غيرها، وتتدلى فوق ثوب أو دراعة المرأة وتصل إلى بطنها، وتسميها كتب التراث المسباح أو المرسل .

السِخَاب:

السخاب :قلادة تُتخذ من قرنفل، وسُك، ومحلب، ليس فيها من اللؤلؤ والجوهر شيء، جاء في لسان العرب: «السخاب: كل قلادة كانت ذات جوهر أو لم تكن»  وذكر صاحب الصحاح «الجوهري» بأن السخاب تلبسها صبيان العرب وذكر قول المتنبي:

عفا عنهم وأطلقهم صغاراً

وفي أعناق أكثرهم سِخابُ.

الزرار:

 قرص مقعر من الذهب الخالص يربط بخيط وتتقلده المرأة على صدرها.

وقد غلب على العرب الإشارة إلى النساء بتسميتهن ذوات العقود والأطواق، فهذا أبو العتاهية بعد أن حبسه هارون الرشيد لتصوفه أمره بالتغزل ،فقال في زوجته:

هي حَظّي قّد اقتصرتُ عَلَيْهاَ

منِ ذواتِ العُقُودِ والأطْوَاقِ.

حلية الأذنين :

القرط:

نوع من حلي الأذن يعلق في شحمة الأذن، وهو مصاغ من الذهب أو الفضة بأشكال متنوعة تعلقه المرأة في شحمة الأذن بعد ثقبها والجمع أقراط , وفى الحديث عن أبى هريرة قال «قال النبي صلى الله عليه وسلم» ( ... ... ما يمنع إحداكن أن تصنع قرطين من الفضة ثم تصفرهما بالزعفران). ويطلق على ما يعلق بالأذن من قرط ونحوه الرعثة.

يقول الشاعر العربي :

  وباتت تمج المسك في غادة

بعيدة مهوى القرط صامته الحجل

    (بعيدة مهوى القرط: طويلة الرقبة)

والقرط قطعة من الحلي تعلق في شحمة الأذن، ويقال للدرة التي تعلق في الأذن قرط، وللتومة من الفضة قرط.

الشغاب:

أقراط مخروطية الشكل مائلة الطول.

الفتور:

أقراط اسطوانية الشكل مزخرفة بنقوش على هيئة أشكال نباتية وهندسية تعلق على الأذن.    

الشنف:

ما يلبس في أعلى الأذن (القرط يلبس في أسفلها ) وفى القاموس المحيط أن الشنف هو ما علق في أعلى الأذن أما ما علق في أسفلها فقرط, وفى الصحاح أنه القرط الأعلى, وجمع الشنف أشناف وشنوف(13). وهو مصاغ من الذهب أو الفضة يوضع بأعلى الأذن بعد ثقبها ومن (شنف الأذن) استعملت العرب في كلامها:   الكلمة المأثورة (فلان يشنف أذننا بحديثه أو بغنائه)

يقول الشاعر العربي:

     وبياض وجهك لم تَحُلْ أسراره

مثل الوذيلة أو كشنف الأنضرِ.

حلية الأنف:

الزميم:

 مصغر زميم وزميم مصغر زمام ، وهى حلقة من الذهب تضعها المرأة على جانب أنفها بعد ثقبه وقد تزينها بالشذر الأزرق وجاء اسم الزميم من الزمام وهو الحبل الذي يربط بخزامه أنف البعير.

الفريدة:

(مصغر فردة) وهي قرص صغير من الذهب أو الفضة في وسطها شذرة زرقاء تضعها نساء البادية على جانب الأنف للزينة.

الخزامة:

وهى حلقة كبيرة من الذهب أكبر من حلقة الزميم تضعها المرأة البدوية في جزيرة العرب على جانب أنفها فتدلى على الشفة العليا للمرأة.

حلية الخصر:

الوشاح :

الوشاح كما ورد في المعجم الوسيط :«خيطان من لؤلؤ وجوهر منظومان يخالف بينهما معطوف أحدهما على الآخر» وهو أيضاً «نسيج عريض يرصع بالجوهر ، وتشده المرأة بين عاتقها وكشحيها» وفي لسان العرب:«الوشاح والأشاح على البدل..كله حلي النساء خيطان من لؤلؤ وجوهر منظومان مخالف بينهما،معطوف أحدهما على الآخر ،تتوشح المرأة به» وفي الصحاح: «الوشاح ينسج من أديم عريضا ،وتشده المرأة بين عاتقها وكشحيها- والوشاح حزام يربط به الخصر، والرجل يتوشح بسيفه وبحمائل السيف، وبلجام حصانه، وبثوبه. والوشاح: السيف» (السيف واللجام والثوب أقرب إلى المجاز)

 يقول الحارس بن خالد :

خمصانة قلق موشحها

رُؤْدُ الشباب علا بها عظم.

وقال ذو الرمة :

عجزاء مكمورة خمصانة قَلِقُ

عنها الوشاحُ وتَمَ الجسمُ والقَصَبُ.  

ويكثر الشعراء من ربط الوشاح في الخصر بالخلخال في القدم،حيث يصلصل الوشاح ويصمت الخلخال، امتلاء في الساق الريان يمنع الخلخال من الحركة والتصويت وانهضام في الموشح (الخصر) يقلق الوشاح ويحركه فتضطرب أحجاره فيصلصل، ومنه نسيج أو جلد عريض تشد المرأة بين عاتقها وكشحيها أدواراً أدوارا. والوشاح كلة حلي النساء كما جاء في اللسان لابن منظور.

الكرس:

الكرس مفرد المثنى -كرسان – ففي لسان العرب الكرس « لقلائد المضموم بعضها إلى بعض»، ويقال قلادة ذات كرسين وذات أكراس ثلاثة إذا ضممت بعضها إلى بعض. والكرسان: وشاح مزدوج.

يقول الشاعر:

أرقت لطيف زارني في المجاسد

وأكراس در فصلت بالفرائض.

المناطق:

المناطق :الأحزمة المصنوعة من الذهب والفضة.مكونة من نطاق معدني مقسم إلى جامات زخرفيه هندسية الشكل مرصعة بالجواهر الكريمة تتوسطه طرة وله قفل يفتحه.

البريم:

البريم: خيطان أحمر وأبيض مزينان بالجوهر يشد على الوسط ويعقد.

حلية اليدين :

السوار :

أشهر أنواع الحلي التي تحلت بها المرأة علي مر العصور صنعت قديما من العاج أو العظام أو الزجاج ثم أصبحت تصنع من المعدن (حديداً وذهباً وفضة) وقد تُحَلي المرأة بالسوار كلا ذراعيها أو أحدهما(أعلى الذراع، حول المعصم) في لسان العرب السوار:  حلية كالطوق تلبسه المرأة في زندها. وفي فقه اللغة -  أن السوار للمعصم  وفي لسان العرب ذكر ابن منظور السوار تحت مادة سور وقال أنه يجمع على أسورة وأساورة وأساور. وفي القرآن الكريم «يحلون فيها من أساور من ذهب» (فاطر)  والأساور مازالت ملبوسة في معاصم نساء العرب في عصرنا الحالي,  يقول الشاعر العربي واصفا طريقة لبس السوار من قبل امرأة مترفة أخذت تلوي أصابع كفها الممتلئة المخضبة لتدخلها في السوار حتى يستقر في النهاية على معصمها .

   وألوت بكف في سوار يزينها

بنان كهذاب الدمقس المفتل.

 المفتول :

سوار من الذهب أو الفضة مفتول (مبروم) ليكون غليظا تلبسه المرأة على معصمها وجمعه مفاتل.

الخوصهْ:

 سوار عريض من الذهب أو الفضة خال من أي حجارة كريمة، فهو ذهب خالص أو فضة خالصة تضعه المرأة البدوية على معصمها، والجمع (خُوص).

القلب:

القلب من الأسورة، وهي سوار المرأة وفي القاموس المحيط – القلب سوار المرأة غير ملوي أو ما كان مفتولا من طاق واحد لا من طاقين.

 وفي الحديث عن ابن عباس قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم عيد فصلى ركعتين لم يصل قبل ولا بعد ثم مال على النساء ومعه بلال فوعظهن وأمرهن أن يتصدقن فجعلت المرأة تلقي القلب والخوص .

المجاول أو المفاريد:

أساور نحيفة ناعمة من الذهب أو الفضة تُحلي بها المرأة البدوية ذراعها، سميت بـ»المجاول «لأنها تتجول على الذراع، والواحد ( مجول) وسميت بالمفاريد لأنها مُفَرَّدة عن بعضها والواحد (مفرد).

 الخصر:

خرز من المرجان أو الياقوت أو اللؤلؤ تنظم في خيط تلبسه المرأة البدوية على معصمها والجمع  خصور: والخصور هي قلائد المعاصم.

الوقف:

سوار من عاج وفي فقه اللغة أن الوقف للمعصم، وفي لسان العرب أن « موقف المرأة يداها وعيناها وما لابد لها من إظهاره ، ويقال للمرأة إنها حسنة الموقفين أي الوجه والقدم».

حلية الساعد :

الجبيرة :

هي حلية للساعد وفى لسان العرب أن الجبيرة هي الأسورة من الذهب والفضة .

يقول الأعشى :-      

فأرتك كفا في الخضا

ب ومعصما مثل الجبارة

(وجمعها الجبائر)

حلية العضد :

المِشّخَص:

سوار من الذهب أو الفضة ملتو، برأسين كبيرين متخالفين تلبسه المرأة البدوية على عضدها، وأطلق عليه هذا الاسم لكونه سوارا مهيبا لضخامته جميل المنظر، يقال: رجل شَخَص،أى مهيب الطلعَة جميل المنظر.

الدملج :

الدملج وجمعها دمالج حلي كالسوار غير مكتمل يلبس في العضد، وفي فقه اللغة للثعالبي أن الدملج للعضد.

يقول عنترة بن شداد معتنياً بذكر الحلي التي كانت تتزين بها عبلة:

بأرضٍ تَردّى الماءُ من هَضَبَاتها

فأصبح فيها نُبْتُهاَ يَتَوهّجُ

أرَاعي نجومَ الليل وهي كأنها

قوارير فيها زئبقٌ يَتَرَجْرَجُ

وتحتي منها ساعد فيه دُمْلُجٌ

مُضِيءٌ وَفَوْقي آخرٌ فيه دُمْلُجُ.

ويقول الشاعر :

(والبيض في أعضادها الدماليج).

حلية الأصابع:

الخاتم:

 ذكر الثعالبي أنه حلي لإصبع وهي حلقة من الذهب أو الفضة تزين بفص من اللؤلؤ أو العقيق أو الشذر أو الياقوت وإذا لم يكن في هذه الحلقة فص فتسمى (فتخة) وتضع النساء الخواتم والفتحات في أصابع اليدين والقدمين.

الفتخه:

هي حلقة تلبس في الأصابع كالخاتم لا فص فيها والجمع فتخ وفتوخ وفتخات ذكر صاحب القاموس المحيط أن الفتخة خاتم كبير يكون في أصابع اليد والرجل أو حلقة من فضة كالخاتم لا فص فيها.

المحابس:

خواتم معدن سميكة تلبس في الخنصر والبنصر، منها نوع يوضع في قمته فصً وآخر بدون فص ومنها الزردة: وهي محابس بدون فص في مقدمتها مربع أو مستطيل من الذهب يحفر عليه اسم شخص أو ترسم عليه وردة أو غيرهما ومنهم من ينقشها بالميناء أو تصاغ حفراً بدون ميناء.

حلية الرجلين :

الخلخل والخلخال أو الحجل :

الجمع الخلاخيل والحجول, حلقة متينة غليظة من الذهب أو الفضة ينتهي طرفاها بثومتين كبيرتين وتلبسه المرأة في أسفل ساقيها.

 ويقول الشاعر : 

(براقة الجيد صموت الخلخل)

ويقول آخر واصفا امرأة ريانة ممتلئة بيضاء بحمرة :

 من فتاة كأنها قرن الشمس

ضاق عنها دمالج وحجول.

وآخر يصف ساقي حبيبته الممتلئتين وصلصة جلا جل حجليها عندما تتثنى أمامه مثل عود الخيرزان.

وساقان مار اللحم مورا عليها

إلى منتهى خلخالها المتصلصل.

ويقول ابن مطروح:

إذا ما اشتهى الخلخالُ أخبارَ قرطها

فيا حُسْن ما تُمْلىِ عليه الغدائر.

ويقول زيد الخيل:

أيْم يكون النَّعل منه ضجيعَه

كما عُلَّقَتْ فوق السليمِ الخلاخل.

(الأيم :الحية) (السليم:اللديغ،سمي بذلك تفاؤلاً) 

وكانوا يرون أن تعليق الحلي ،وخشخشة الخلاخيل على السليم مما لا يُفيق ولا يبرأ إلا به.

وقال النابغة الذبياني:

فبتُّ كأني ساورتني ضئيلة

من الرُّقش في أنيابها السُّم ناقع

 يُسهَّد من ليل التمام سليمُها

لَحلْىِ النِّساء في يَديهِ قعاقعُ.

(ساورته: التفت حول معصمه كالإسورة) (الرقش: جمع أرقش ،و رقشاء من الحيات : المنقط بسواد وبياض) (ليل التمام: أطول ليلة في السنة،أو كل ليلة مؤرقة)

المسكة:

المسك الأسورة والخلاخيل من القرون والعاج.

الخدمة:

سير يشد في رسغ البعير وبه سمى الخلخال خدمة لأنه ربما كان سيورا يركب فيه الذهب والفضة والجمع خدمة وخدام وفي لسان العرب: أنها الخلخال.

الحلي في الأمثال الشعبية.

- خلاخل والبلاء من الداخل.

- اللي عندها الحلي تتحلى واللي عندها القمل تتفلى.

- خواتم ترصف في أصابع تقرف.

- خواتم مليحة في أيد قبيحة.

 

المراجع

1ـ اسماعيل بن حماد الجوهري- الصحاح - طبعة القاهرة تحقيق أحمد بن عبد الغفور عطا -  ص 183 .

2 ـ أبن منظور، لسان العرب, دار صادربيروت1981م- الجزء الثالث ص 49..

3 ـ الفيروز آبادى  -  القاموس المحيط  -  بيروت 1985م ،دار الجيل الجزء الرابع ص 201 .

4 ـ الثعالبى  -  فقه اللغة  -  الجزء الثالث ص 111 . دار المعارف 1976م.

5 ـ سنن النسائى بشرح السيوطي  -  بيروت دار الفكر العربي الجزء الثامن ص 79 .

6 ـ سليمان نصر الله – مجلة قافلة الزيت ذو الحجة 1399هـ ص24-28 .

7 ـ أحمد بن محارب الظفيرى - الزينة والحلي أيام زمان - مجلة الكويت العدد 212 ص 19.

8 ـ سلوى المغربي ،الحلي قديما في الكويت ط1 -الكويت : مركز البحوث و الدراسات الكويتية، 2004 م ص 106.

9ـ د.سليمان العطار ، الموشحات الأندلسية – الهيئة العامة لقصور الثقافة ،الدراسات الشعبية 2003م ص 20.

01ـ رحمة بنت عواد السناني ،حُلي المرأة في الجزيرة العربية القديمة ،مجلة الدارة :العدد الرابع شوال 1429هـ السنة الرابعة والثلاثين ص 159.

11ـ الأبيات الشعرية ،من قراءات مختارة ومجمعة أضيفت إلي المقال علي عدة مراحل أثناء تدوينه الذي استغرق عدة سنوات أخذ خلالها المقال أشكال عدة حتى استقر علي هذا النحو.

 

أعداد المجلة