فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
35

نخلة التمر في المعتقدات الشعبية

العدد 35 - عادات وتقاليد
نخلة التمر  في المعتقدات الشعبية
كاتب من سلطنة عمان

الاسم البابلي لنخلة التمرهو جشمارو (Jishimmaru)،وهومأخوذ من الكلمة السومرية جشمار(Jishimmar). ويطلق على التمر باللغة السومرية زولوما (Zulumma)، أما في اللغة الآرامية فتسمى النخلة دقلة (Diqla)، وبالعبرية تامار (Tamar)، وبالحبشية تمرة (Tamart). ويقال تمر تلمون عن تمر البحرين، وتمرمجان عن تمر عمان، وفي الهيروغليفية يسمى نخيل التمر بنر (BNR) أو بنرت (BNRT) ويعني الحلاوة، ويسمى التمر في اللغة الهندية (خرما) وهو مقتبس من الفارسية. والاسم اليوناني فينكس (Phoenix) مأخوذ من فينيقيا (Phoenicia)، حيث كان الفينيقيون يملكون النخل وهم الذين نشروا زراعته في حوض البحر الأبيض المتوسط، و داكتليس (Dactylis) وديت (Date) مشتقة من كلمة دقل (Dachel) العبرية الأصل وتعني الأصابع.

وذكر أبو حنيفة الدينوري في مؤلفه «كتاب النبات» أن كل ما لا يعرف اسمه من التمر فهو دقل، وواحدته دقلة، وهي الأدقال، وهكذا يسمى النخيل البذري في العراق.

نخلةالتمر من الأشجارالتيقدسها العرب عموماوشعوبمنطقة الخليج العربيخصوصا حيث نقشت على الأختامفي الحضارات القديمة، وذكر اسمها في الأساطير السومرية وتشيربعض الدراسات أنالنخلة قدتكونجلبت إلى أرضسومر من منطقة الخليج العربي للإكثار وقد نظر السومريون إليها باحترام نظرا لجدب أرضهم واعتبروها صهر النحاس،وكانت النخلة هي الفائقة في تقديرهم و مكرمة في الشعائر والأساطير ففي ترنيمة للآلهة «ننسينا» تعلن فيها عراقة مدينتها أيسين التي هي أقدم حتى من دلمون فتقول«بيتي وجد قبل دلمون وكان طرازه من شجر النخيل»،وجدت النخلة منذ عهد الوركاء (الالف الرابع قبل الميلاد)على شكل نقوش على إناء مصنوع من الرخام يضم مشهدا لكاهن يقدم سلة من التمر الى الآلهة (انانا) عشتار والتي يرمز لها سكان وادي الرافدين بالنخلة المقدسة في كافة نقوشهم وآثارهم (الحفيظ،2011).

لم تكن النخلة مقدسة فقط كرمز بل كانت النخلة نفسها تقدس وتدلل كونها الشجرة الوحيدة التيتخدم بعنايةفحتى التكاثر،والتلقيحفي النخيل يفضل أن يقوم به الإنسان حتىيكون المحصول مضمونــــا ووافـــراوربمـــا كــــان منظـــرخــــدمـــة النخـــــيل ورعايتها في دلمون مألوفا وهكذا خرج لنا هذا المثل السومري «كانوا يدللون ملوكهم كما تدلل نخيل دلمون» والمثل يصور لنا كيف كان أهل دلمون يقدسون النخيل ويهتمون بها ويرعونها رعاية متميزة حتى أن كل نخلة كانت لها معاملة خاصة حتى ضرب بها المثل أعلاه من كثرة ا الاهتمام وهناك قصائد سومرية يظهر لناهذا المثل جليا فيها فهذا هو الملك «شلجي» الذي حكم سومر بين (2094 ق. م.- 2047 ق. م.) يسطر قصيدة يمدح فيها نفسه فيأتي في سياق الوصف «أنت مدلل من قبل ناينيجالا كنخلة في أرض دلمون المقدسة».

نشر عالم السومريات الأمريكي «صامويل نوح كريمر» فيالمجلدات الشرقية1949ترجمة لنص سومري يتحدث عن نشأة أولنخلة في الكون، وقد ترجم هذا النصالشاعر العراقي شوقي عبد الأمير في كتيب بعنوان «ميلاد النخلة 2004»،وأن تسمية العراق بأرض السواد، تعود في حقيقتها إلى النخيل، ذلك أن عرب الجزيرة حين دخلوا العراق، بعدالفتح الإسلامي،رأواخضرة النخيل عن بعد فتساءلوا ما ذلك السواد؟وتأتيالأساطير السومرية لتؤكد مرجعية السواد متعدد الدلالات في تشكيل نخيل أرض الرافدين وملاحمه الأولى.‏ابتداء من هذه الأسطورة حيث يأمر الإله أنكي الغراب بأن يسرق الكحل الأسود من خزانة سحرة أريدو، ويحلق به قرب الأهوار ليرشه بذوراً سوداء لشجرة خضراء، هي مزيج من السحر والخرافة والقداسة.‏ يتدخل «الغراب الأسود» والكحل الذي سرقه، إذاً، في تعزيز فكرة السواد في أرض الرافدين.‏«أنكي» كبير آلهة السومريين فوق «زقورة أور» ينظر إلى أرض العراق فيرى المياه تتدفق والطين يخفق بالحياة والمصائر الدراماتيكية التي تحبل بها هذه الأرض فيلحظ شيئاً ناقصاً في هذه الجنة الأرضية.
شـــيءمـــاينقــــــصأرض الســـوادالتــــي يتـــدفـــق فيــهـــا الرافدان كشريانين مفتوحين من الخير واللعنات.
لا نعرف ماذا كان ينقص هذه الأرض في نظر كبير الآلهة، فعناصر الحياة التي تتكرر في الأساطير السومرية تعلي من شأن النعجة - الأم - (بسبب حليبها على الأرجح) والشعير والكتان، أهو النخلة؟
شجرة باسقة ذات ثمار حلوة؟شجرة شاملة المنافع؟
لعلهذا ما دار في خلده. فها هويأمرالغرابأنيمثلبينيديه.الغراب الذي كشف لقابيل كيف يواري جثة أخيه القتيل«هابيل» تحت الثرى، لينشأ أول قبر على الأرض، هو نفسه الذي توكل إليه مهمة غرس أول نخلة أيضاً. يأمر «أنكي» الغراب أن يسرق كحل سحرة «أريدو» المخبأ في الوعاء اللازوردالموجود في غرفة الأمير الذي لا بد أنه يضم أفضل مقتنياته ومنها قارورة الكحل.
يقــــول لــــه: خــــذ القــــارورة واسحـــــق الكحــــل سحقــــــاً، ثـــم ابــــــذره بــــين الحواشــــي المتاخمــــة للأهوار حــيث ينبت الشجر المعمّر، فيصدع الغراب لأمر سيده، يسحق الكحل وينثره بين الحواشي المتاخمة للأهـــوار لتطلـــع شجـــرة لـــــم يــــر أحـــد مثلهــــا قـــط.
هكذا تولد النخلة على يد الغراب.من الكحل وليس من أي شيء آخر.لا تقول لنا الأسطورة لماذا الكحل، تحديداً، هو البذرة الأولى للنخيل.هل لأنه ثمين؟ أم لأنه زينة العين؟ ولكن، من المؤكد، أن للأمر علاقة بالعين، لذلك صار لسعفها شكل الحاجب.

أما مواصفات هذه الشجرة التي (لم ير أحد مثلها قط) فهي بحسب الملحمة السومرية: «لسانهاالطلع يعطيك لبّا،لحيتها، الألياف تعطيك حصيرافسائلها التي تحيط بها تعطيكأدوات القياس،
أهي لهذا موجودة في أراضي الملك:جريدها يرافق الأوامر الملكية، تمرها يتدلى أعذاقا بين سعفها الكثيف، تمرها نذور في معابد أكبر الآلهة».

والنخلة هي رمز الإله تموز إله الخصب الذكوري بـــحســبأسطـــورة عشـــتار وتـــمــوز،كــمـــا كـــانت تــدخـــل ضمــن التعــاويــذ الخـــيرة الشـــافية والحـــامـــية، مثلما كانت أجزاؤها تدخل ضمن ممارسات الطب الشعبي القديم وللتمر فعل سحري يعتقد به العامة منذ قديم الزمان كمنشط حسي ومحرك للغريزة، لذلك كان يستخدم في طقوس الزواج المقدس، وما تزال هذه العادة مستخدمة حتى يومنا هذا.

ترجم A.H.Sayce بعض النصوص الأثرية عن نخلة التمر حيث ورد فيها«أن الشجرة المقدسة التي يناطح سعفها السماء وتتعمق جذورها في الأغوار البعيدة هي الشجرة التي يعتمد عليها العالم في رزقهم فقد كانت بحق شجرة الحياة (Treeoflife)، وعلى هذا تمثلت في أوقات مختلفة في هياكل بابل وأشور».

بالنخلة بدأت الحياة، هيمن أول مخلوقات الكون، خلقت مع أبي البشر سيدنا آدم (عليه السلام) لذا قال عنها الرسول الأمين (ص): «أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم». وتشير الروايات أن الله أمر الملائكة فوضعوا التراب الذي خلق منه آدم (ع) في المنخل ونخلوه، فما كان لباباصافيا أخذ لطينة آدم وما بقي في المنخلمن تراب خلق الله منه النخلة وبه سميت لأنها خلقت من تراب بدن آدم وهي العجوة وكانسيدنا آدم يأنس بها في الجنة ولما هبط إلى الأرض استوحش بمفارقتها وطلب من الله سبحانه وتعالى أن ينزل له النخلة فأنزلها وغرسها في الأرض، ولما قربت وفاته أوصى إلى ولده أن يضع معه في قبره جريدة منها فصارت سنّة إلىزمان عيسى( ع) ثم اندرستلفترة من الزمانفأحياها النبي صلى الله عليه وسلم. وقال إنها ترفع عذاب القبر ما دامت خضراء، وقد روى الجمهور عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للأنصار «خضروا صاحبكم فما أقل المخضرين يوم القيامة»، وقالوا وما التخضير؟ قال صلى الله عليه وسلم «جريدة خضراء توضع من أصل اليدين إلى أصل الترقوة).

النخلة أكرم الشجركما وصفهاالرسول الأمين (ص): «ليس منالشجر شجرة أكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم إبنة عمران»

وقالفي ذلك الشاعر سيف المري:

هامت بحب النخلة الشعراء

فجرت على سنن الهوى الأهواء

أعلمت من خبر المسيح وأمه

لما أتاها المولد الوضاء

وتساقط الرطب المبارك عندما

هزت بجذع النخلة العذراء

ثمارها التمر من الأغذية الرئيسية لدى العرب ومن لزوميات الفطور وإكرام الضيف،قال النبي الأمين(ص): «بيتليس فيه تمر جياع أهله» والنخلة تحمل سر الوجود وديمومة البقاء،و تحمل سر الخلود وتبقى بعد الفناء حيث أوصى الرسول الكريم (ص) بزراعة فسائلهاحتى وإن قامت الساعة:

«إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها».

لولا شجرة النخيل لما وجدت معظم الواحات المنتشرة في شبه الجزيرة العربية ولما كف أحد من العـــرب عــن الترحـــال وأن رجــــال القبائل يحملون في حزامهم حقيبة من الجلد غير المدبوغ يدسون فيها نـــوى التمـــرالـتــي يـــأكلونهاحيث يجمعونها لتكون وجبة لإبلهملذلك هي استحقت ان تكون شجرة العرب الاولىلارتباطهاارتباطا كبيرا بحياة الناس منذ قديم الزمانفذكرتفي تراثهم وأشعارهم وكتبهم ومؤلفاتهم، لم تحظ شجرة في تراثنا العربي بما حظيت به النخلة من تكريم حتى أنها نالت مكانة عظيمة و كرّمتها في الأديان السماوية، ففي الديانة اليهودية اعتبر التمر من الثمار السبعة وأطلق اليهود على النخيل والتمر لفظ «تمارا» ويروى عنهم أنهم لاحظوا اعتدال جذ ع النخلة وقوامها المديد وخيرها الوفير فأطلقوا على بناتهم اسم «تمارا» تبركاً بالنخلة ورمزاً لخصوبتها ويعتبر المسيحيون سعف النخيل رمزًا للمحبة والسلام،فقد فرش أنصار السيد المسيح عليه السلام سعف النخيل في طريقه لأورشليم «بيت المقدس» للمرة الأولى حيث كان سعف النخيل علامة من علامات النصروكان لها النصيب الأكبر في الإسلام في القران والأحاديث النبوية الشريفة وفي المعاملات ومجدت،وذكرتفي التوراة والإنجيلوفي القرآن الكريموحظيت باهتمام بالغ وكبير في ديننا الاسلامي الحنيف حيث ورد ذكرها في العديد منالآيات القرآنية المباركة وفي الأحاديث النبوية الشريفةكونها شجرة مباركة تمد الإنسان بالطاقة وتوفر له لقمة العيش ومصدر الرزق كما أنها تتميز عن المحاصيل الزراعية غذائيا واقتصاديا.

للتمر قيمة غذائية عالية، فهو فاكهة الصحراء ومن الأغذية الأساسية لدى العرب ومن لزوميات الفطور وإكرام الضيف،لذلك اهتم العرب بالنخيل منذ القدم،ومن الأقوال العربية المأثورة عن نخلة التمر«الراسيات في الوحل، والمطعمات في المحل، وتحفة الكبير، وصمتة الصغير، وزاد المسافر، ونضيج فلا يعني طابخاً» تصف نخلة التمر وصفاً دقيقاً، فلا بديل للتمر كغذاء متكامل، فهو مصدر للطاقة الحرارية لاحتوائه على نسبة عالية من السكريات، ومصدر جيد لعناصر الحديد والبوتاسيوم، وتحتوي الثمار مقادير معتدلة من الكالسيوم والمغنيسيوم، ومقادير مناسبة من الكبريت والفوسفور والنحاس والكلورين والمنغنيز، كما أن التمور غنية بفيتامين A وB7، ومتوسطة من فيتامين B2 وB1، ونسبة قليلة من فيتامين C.

التمورمنظومة غذاءمتكاملة عالية القيمة الغذائية، والقيمة الغذائية تعني قابلية الغذاء على إمداد الجسم بحاجته من المواد التي تساعد على الحياة والنمو وأهم سبعة مغذيات هي«(الكربوهيدرات،والدهون، والبروتينات، والألياف، والمياه) وتسمى المغذيات الــمـــــــاكـــــرويـــــة Macronutrient امــــــا (الــفــيتــاميــنــات والأملاح) فهي المغذيات الميكروية Micronutrient وهـــذه يحتـــاجهـــاالجســــم بكميـــات قليلــــة»، والأغـــذيـــة قليلة السعرات الحرارية والغنية بالمغذيات الميكروية والألياف والأحماض الامينية الأساسية والزيوت غير المشبعة تعتبر عالية في قيمة كثافتها المغذية وقياس الكثافة المغذية لأي مادة يعني ربط القيمة الغذائية لتلك المادة مع السعرات الحرارية التي تولدها.

1. المعتقد:

هو ما تقتنع بصحته منذ زمنوالذي يبدو في نظر صاحبه أنه صحيح لأنه قد أخذه بعمق وفترة زمنية طويلة وفي قول آخر إن المعتقد هو الشي الذي نعتقد أنه صحيح ولا يمسه أي خطإ والذي تقتنع بصحته منذ زمن،وسنذكر ما ورد عن نخلة التمر في المعتقداتوالتي قد تكون مستمرة ليومنا الحالي منها:

1. 1. بعض المعتقدات في العراق:

كانت شجرة النخيل وما تزال ذات سطوة عند العامة إذ لا يجوز قطعها إلا لغاية أساسية، وعند قطع شجرة النخيل يجب قراءة الصلوات وترديد التعاويذ الحامية وإلا تعرض قاطع النخيل وفق المعتقد الشعبي العراقي للأذى الإلهي، والحقيقة فقد كانت شجرة النخيل تدخل في طقوس التقرب للآلهة حيث كانت توضع الفسائل الصغيرة في أكواز فخارية أمام الإلهالذي تجرى طقوس التقرب إليه ويكون ذلك بواسطة سكب الماء المثلج في الكوز الفخاري الذي يحتوي على فسيلة النخيل كتعبير عن تقديم عطية الماء البارد للإله لأن الماء البارد (المثلج) كان من الأمور المرفهة التي لا تقدم إلا للآلهة والملوك وعلية المجتمع.

في بغداد القديمة حين يصاب أحد الصغار بالحمى تأخذ أمه أو إحدى قريباته سعفة وتوقد مقدمتها في ليلة الجمعةوتدور بها ثلاثة عقود (عكـــد) أي شوارع فـــرعيـــة معتقــــدة أن الحمـــى ستــــزول، أمـــا إذا صـــادفــــت إحداهــــن حـــاملـــة السعفـــة المــــوقـــدة وســألـــت عــن الســـبــــب فــــإن الحمــــــى بـــاعـــتـــقــــادهــم ســـتنــتــقل الـــى الســـائـــلــــة ويشفـــــى مريضهم.

1. 2.معتقدات سكان مناطق زراعة النخيل في شط العربوالأحساء:

إذا كانت النخلة مائلة إلى جهة ما فما عليك إلا أن تعلق في جهة ميلانها جمجمة حصان وعندها سوف تشعر النخلة بالخوف وتعتدل.

إذا كان لديك فحل (نخلة مذكرة) بذري صغير العمر وأردته أن يتحول إلى نخلة مؤنثة فما عليك إلا أن تقوم بشرخ الخوص في السعف كله وفي السنة القادمة يتحول إلى نخلة مؤنثة.

إذا كانـــتعنـــدك نخلـــة مـــؤنثــة كبيـــرة ولا تثمـــر ولجعلها تثمر ما عليك إلا تهديدها وتتوعدها وتحمل بيدك آلة قطع (سكين، هيم أو فاس او طبر) وتبدأ بتهديدها بالقطع وتحاول ضربها مرة، مرتين على الكرب وعندها سوف تثمر في الموسم القادم.

المعروف عند زراعة النواة (البذرة) فإنها عندما تثبت فهي إما تكون مذكرة أو مؤنثة ولكن إذا أردتها مؤنثة فعليك بعد زراعة البذرة، أن تتركها تنبت لطول (10سم) ثم أخرجها من الأرض وانزع النواة واترك البادرة تنمولأنها ستكون نخلة أنثى لأنهم يعتقدون بأنـــك قمــت بعملية خصي لها.

قال أحدهم إن نخلتهم عاشقة فقيل له كيف فأجاب تم تلقيحها من أحسن الفحول ولكنها لم تستجب وتتقبل التلقيح وتم سؤال أحد المزارعين القدامى فقال ربما يوجد فحل قريب تحبه. ولم تم البحث في المنطقة وجدت نخلة مذكرة فتية عند الجيران وتم تلقيحها بلقاح منه فنجحت عملية التلقيح وحملت النخلة.

عشقالنخلة لنخلة أخرى، ودليلذلك ميلها إلى جهة النخلة المعشوقة،وقلة حملها، وهُزالها وضعفها من غير ما سببواضح وعلاج هذا الداءيكون بأحد هــــذهالممارسات‏:

أن يُلقى شيء من قلب المعشوقة -من طلعها- في قلب العاشقة اوأن تُعلق سعفة من المعشوقة على النخلةالعاشقة.

أن تعلق أربع سعفات من سعف المعشوقة على أربع جهات منالنخلة العاشقة.‏

شُدّ حبل بين النخلة العاشقة و النخلة المعشوقة.

يوضع حجر مربع في قلب النخلة المعشوقة لمدة ثلاثة أيام، ثم يُنقل إلى قلب النخلة العاشقة.

يقولالعمانيون أنأشجار النخيل المؤنثة تحن إلى ذكر النخيل فعند زراعة شجرة مذكرة (فحل) و سط الأشجار المؤنثة فأنها تميل رؤوسها باتجاه الفحل لوجود حالة الهيام بين الإناث والفحل.

من أجمل الأساطير العراقية القديمة المعروفة بأساطير المقارنات هي تلك التي كانت بين النخلة والأثلة، وردت في الأدب السومري القديم مناظرة بين النخلة والاثلةويطلق علىالمناظرةباللغة السومرية «ادمندوكا» ففي بيت غرست نخله وشجرة اثل ونمتا مع بعض وكبرت الشجرتان حتى أقيمت وليمة في ظل شجرة الاثل التي نابزت النخلة فردت عليها النخلة:إنك شجرة لا نفع فيها

ردت عليها شجرة الاثل: تأملي في أثاث البيت وعدي الأخشاب التي أخذت مني لصنعه فالإنسان يتنـــــاول الطعــــام علــــى منضـــدتـــي ويشـــرب الكـــؤوس المصنوعـــة مــن خشـــبي.

فردت عليهاالنخلة: أنا أزود الكبار والأطفال بالمواد المغذية ولا تخلو موائدالعائلة المالكة من ثماري وأنا دائمة الحضور كجزء من القرابين لإله القمر «سين» وإنني أكبر منك ستة مرات بل سبع مرات وأنا صنو آلهة الحبوب «اشنان» وعلى مدى ثلاثة أشهر يقتات اليتيم والأرملة والرجل الفقير على ثماري دون أن يسألوا الناس إلحافا كما أن مذاق تمري حلو وسلالاتي موجودة في كل مكان.

قالت النخلة لنحتكم الى الإله وذهبتا الى الإله فقالت النخلة: إن شجرة الاثل تنتقص مني وتدعي أنها الأفضل، فقال الإله: من قال ذلك وأنت الشجرة التي حبتك الآلة ودعتك، أنت المليئة بالخير فمن سعفك نصنع السلال ومن ثمرك نأكل التمر ومن جذعك نصنع البيت ولك أكثر من 300 فائدة أخرى إني أدعوك يا شجرة الاثل أن تتواضعي أمام النخلة وأن تتقدمك هي بالمنزلة والفائدة(بوتس،2002).

1. 3. الشجرة البابلية:

أشار سترابو إلى نص فارسي يحمل عنوانا وهو حوار بين النخلة والماعز في بلاد اشور نمت شجرة جذعها جاف وإكليلها رطبورقتهالا تشبه القصب وثمرتها كالعنب تحمل ثمارا حلوة للناسوكان الحوار التالي:

النخلة تقول للمعزة : «أنا أسمى منك منزلة في عدة أشياء وفي بلاد خوا نيره لا توجد شجرة تضاهي بنيتي،لأن الملك يأكل من ثماريالجديدة التي أنتجها...ألواح السفن مني وكذلك صاري الأبحار ومني تصنع المكانس التي تنظف البيوت...ومني يصنع الهاون الذي يهرس الشعير والأرز والمراوح التي تساعد في إشعال النار....وأحذية المزارعين ونعال حافيي القدمين والحبال التي تصفد بها حوافرك، والعصي التي تضرب بها عنقكوالمشاجب التي يتم تعليقك بها رأسا على عقب،إنني وقود للنيران التي تشويكوظل في الصيف يقي الحكام حر الهجير إنني حليب المزارعين وعسل النبلاء ومني تصنع الصناديق للأدوية تحمل من منطقة لأخرى ومن طبيب لآخر، إنني عش أمان لصغار الطير وظل للتائهين وأرمي النوى فتنمو خيرا ورزقا وفيرا وستظل قمتي خضراء إلى أبد الآبدين ويأتي المحتاجون للخبز والنبيذ ليأكلوا من ثماري حتى التخمة فأقول هل من مزيد(بوتس،2002).

النخلة النائمةبالمدينة المنورة:

حدثت في مزرعة «الضابطة»بالمدينة المنورة، فقد سقطت نخلة منذ 80 عامًا بسبب زيادة طولها وهي منصنف العنبرة، فأمر صاحب المزرعةعمالهابوضع بعض من الطين على جذعها المخلوع وهي نائمة على الأرض ظنا منه أنهاستعيش لعدة أيام ولكنالمفاجأة أن النخلة استمرت بالنمووأثمرت لسنوات عديدةوهيعلى وضعهافقد تبين أن سقوطها وإعاقتهالم تمنعها من إنتاج أفضل وأجود أنواع الرطب وتساوي النخل الآخر في كمية الإنتاج رغم أن جذعها مساوٍ لسطح الأرض، إن العمل الذي تم يسمىتجذيرالقمةالنامية وهذه ميزة تتميز بها نخلة التمر وذلك بقدرتها على تكوين الجذور الهوائية على الجذع طالما تتوفر الرطوبة وبهذا الصدد أجريت العديد من التجارب الفردية من قبل بعض الباحثين أو المزارعين لتجذير القمة النامية للأشجار الكبيرة البالغة والتي يصل طولها إلى ارتفاعات عالية يصعب ارتقاؤها. وجربت على أشجار تتراوح أعمارها ما بين 12- 15 سنة أو أكثر، بعضها أثبت نجاحه، وفشلت مع البعض الآخر، وهذه الطريقة يمكن إجراؤها حسب الخطوات التالية:

إزالة قواعد الأوراق «الكرب» تحت القمة النامية بمسافة 3-4 صفوف.

تحاط المنطقة بقطع من البلاستيك بشكل دائري أو صندوق خشبي يحيط المنطقة.

توضع في البلاستيك أو الصندوق الخشبي خلطة من التربة والسماد العضوي المتحلل والرمل أو التربة والبتموس والبرليت وفي كلا الحالتين تكون النسبة 1: 1: 1.

تروى مباشرة ويستمر إضافة الماء إلى الخلطة مرة كل سبعة أيام بما يجعلها رطبة بشكل دائم.

يمكن ملاحظة تكون جذور «هوائية» عرضية في المنطقة، وحينهـــا يمكــن قطــع جــذع النخلــة أســـفل المنطقة وإنزال القمة النامية وزراعة الشجرة على الأرض،ويلاحظ أن هذه الشجرة التي تم تقصيرها وأصبحت قريبة من سطح التربة تكون فسائل جديدة، وهذه يمكن الاستفادة منها، وحتى لو لم يتم قطع القمة النامية وتجذيرها فتظهر فسائل هوائية «رواكيب» عليها يمكن تجذيرها ونقلها.

1. 4. التراث المصري:

واحة سيوة:

في يوم «شماتة» بمعنى ليلة السبوع تتم أغرب العادات في الزواجعند أهل الواحة وهو أن يهدي العريس لحماته (أم الزوجة) كمية من جمار النخيل يقوم أصدقاؤه بإهدائها إليه، والجمارعبارة عن (قلب) النخلة وهو القمة النامية للنخلة ومصدر حياتها وديمومتهاومركز العمليات الحيوية، وهو مالم تحصل عليه الا بعد قتل النخلة تماماومما يذكر أن عدد النخل الذى يتم قتله مع كل زيجة يفوق العشرين. فما هو الجمارهو البرعم القميApicalBud وهوذلك الجزء الأبيض الغض من قلب النخلة أو ما يحيط بالبرعم الرئيس الكبير «القمة النامية/البرعم الطرفي» للنخلة ويتم استخراجها بعد قطع السعف والألياف المحيطة بها، والجمار مادة سليلوزية بيضاء اللون طعمها حلوهي عبارةأنسجة حديثة التكوين غضة طرية هشة حلوة المذاق خالية من الألياف يصل وزن بعضها إلى أكثر من كيلوغرام تقطع كشرائح وتؤكل، وفي الجزائر يؤكل مع العسل والكافور وتسمى الشحمة التي في القمة أو الرأس، ويحصل المزارع علىالجمار بقطع السعف من أصوله مع الليف المتصل به من رأس النخلة. وتؤكل الجمارة مباشرة أو تستعمل في بعض المأكولات الحلوة والمالحة وتسمى في عمان «الحجب أوالجذب،الغزالة»، وفي قطر جذب وتنطق «يذب». جذبة: اللب يوم يخشو النخلة «خشو: تشريح النخلة».

الفوائد الصحية للجمار:

للربو: يؤكل الجمار مع دبس التمر لمعالجة حساسية الشعـــب الــرئــويــة كمــا أنـــه يساعـــد عـــلــى تخفــيـــف نــوبــات الـــربـــو.

نزيف المعدة: الجمار مع العسل من أحسن الأدوية لمعالجة نزيف المعدة ويؤخذ على الريق يوميا.

السعال الديكي: الجمار مع دبس التمر ودهن الصدر بزيت النخيل قبل النوم يعالج السعال الديكي.

الجروح والقروح: عجينة الجمار والعسل والحناء من أحسن المراهم لمعالجة الجروح والقروح.

2. النخال «البيدار»:

ويسمى الصاعود وتطلق على الشخص الذي يقوم بتسلق النخلة أي الصعود إلى رأسها والقيام بعملياتالخدمة المختلفة، ويسمى الفلاح أوالنخلاوي من يقوم بخدمة النخيل في قطر،ويسمى «الضباب» في نجد واليمامة. جاء في «تاجالعروس» من أن الذي يقوم بأمور النخل وتأبيره وتسوية عذوقه وتذليلها للقطاف يقال له عاذق والذي يقوم بجني الثمار وقطع العذوق يسمىفي البصرة «الجاني» وفي مصر طالع النخل «صاعود النخل» من أقدم وأهم المهن المرتبطة بحياة المزارعين في جنوب مصريقوم بها أشخاص محترفون تخصصوا فيها وتوارثوها جيلا بعدجيل حيث يحتاج طالع النخل الى خبرات عدة وسمات خاصة حتى يصبح مؤهلا لطلوع النخل، فعليه أن يكون حسن التصرف في المواقف الصعبة التي تواجهه خاصة تلك التي يتعرض لها وهو موجود في قلب النخلة فكثير من الأحيان ما يجد طالع النخل ثعبانا ضخما في انتظاره يمد له رأسه ليلدغه وهو موقف يحتاج الى التعامل بحذر شديدحتىلا تكون العاقبة أن يفقد الرجلحياته ولا تسمح التقاليد المتوارثة لطالع النخل في مصر قتل الثعابين التي تسكن أعالي النخيل وإنما يجـــب أن يسمـــح لهــا بـــالــرحــيــل بســـلام لأن مثـــل هــــذه الثعابين لا تكون مؤذية بطبيعتها ولذلك تسكن أعالي النخيل لتقتات على الطيور التي تحط قريبا منها فهي لا تهاجم طالع النخل إذا استشعرت منه الأمان.
يستخدم طالع النخل أدوات بدائية للغاية لا تزيد عن «بلطة صغيرة/سكين» و«مطلع أو مطلاع صغير وهو الفروند أو التبلية أو الصوع أو الحابول» هو عبارة عن حبل مصنوع من لحاء الشجر يلفه الرجل حول وسطه وهو يحتضن النخلة بينما تحتضن أقدامه الجذع في ثبات وتركيز خاصة في منطقة باطن القدم ويساعد طالعي النخل في بعض الأنواع الصعبة من النخيل مثل تلك عالية الارتفاع أو ذات البدن «الجذع» الأملس ويتيح المطلاع لجسد الرجل أن يكون أكثر حرية في التعامل مع جسم النخلة فيما تساعد البلطة في عملية قص الجريد الزائد والاسبطة المملوءة بالتمر «العذوق» على اختلاف أشكالها وهي العملية التي تتم في موسم الحصاد «الجني» من كل عام.

3. المطلاع «الصوع، الكر»:

يطلق على الآلة اليدوية التي تستعمل للصعود إلى رأس النخلة في وسط العراق «التبلية»،والإسم البابلي «توبالو»، والإسم الفارسي «بروندة» تعني الحبل، في اللغة «المرقاة»، وفي جنوبي العراق تسمى «فروند»،وفي ليبيا والجزائر ومصر (واصلة)، وفي الإحساء، ونجد، والبحرين «كر»، وفي الحجاز«مربطة»، وفي اليمن «المرقد». وفي سلطنة عمان تسمى «الكر، الصوع،المطلاع،الحابول».وسيجة الكرحبل متين يصنعمن ليف النخيل أشبه بالحزام له جزء عريض لين يسند به الفلاح ظهره وقد عرفته العرب منذ القدم باسم «الكر». والكر أيضا حبل مصنوع من ليف النخيل يستخدم لاستخراج المياه من الآبار. ويسمى الجزء الذي يستند عليه ظهر مستعمله بالسيجة وهي مصنوعة من نسيج من ليف النخيل،حيث يتم فتل حبال دقيقة من ليف النخيل ومن ثم تنسج بطريقة خاصة لتكون هذا المستند وربما يتفنن بطريقة عمله وتعمل بعض الزخارف النسيجية فيه.

4. الحابول:

الحزام الحبلي الذي يلفـه متسلق النخلة حول بـدنه وحـول جذع النخلة ليكون كالعتـلة، تساعده على تسلق النخلة وتحميه مـن السقوط ويُصنع من ليف النخيل بعد نقعـه في الماء وتجفيفـه، حيث يُفرك ويُفْتَـل باليدين ليُشكّل حبلاً طويلاً. يُؤخـذ الحبل بطول عشرين باعـاً ويُلَف بالقماش ثم يُطوى من المنتصف ويُفتل الاثنان على بعضهما ليشكلاجديلة يتم شدها أكثر بإدخال عدد من عصي جريد النخل بين فتحات الجديلة، تُسْحَب الواحدة تلو الأخرى مع شـد طرفي الحبل بعد سحب كل عصا، ويبقى ما طوله بـاع ونصف الباع من كل طرف دون شد بالعصي، يُربط الطـرف الأيسر منها بحبل يُسمى «غَبْـط»، ويُربط الأيمن بحبل آخـر يُسمى «الساق».

 

يقّسم طالعو النخل أشجار النخيل مثلما يقسم البشر فهناك:

النخلة الشريرة: التي تعب الطالع عليها أي الملساء.

النخلة الطيبة:تنبت لنفسها سلالم لمساعدة الطالع عليها.

النخلة البخيلة:التي تقاوم ملامسة قدم الطالع عليها فهي غير مضيافة للبشر.

النخلة الحزينة.

النخلة الفرحانة والمبتهجة.

وهي تقسيمات يعرفها المحترفون في هذه المهنة وللنخيل أسرار لا يعرفها سوى طالع النخل فالنخلة التي يؤخذ منها ليف لغسل الميت لا تطرح ثمرا لمدة عامين إذ أنها تميل للحزن وإذا مات صاحب النخلة فإنها تحزن عليه حزنا شديدا كما أنه يصاب بالخوف والهلع من مشهد النيران وهنا يتم تبخيرها ومعالجتهابالقرآنالكريم وعلى طالع النخل أن يخفض بصره عند طلوعه حتى لا يصاب بالدوار وأن يلتزم بغض البصر إذا كانت النخلة في محيط سكانيلأسباب معروفة وعليه أن يكون واثقا من ثبات قدميه حتى لا يسقط فيكون مصيره الموت أو تتحطم ضلوعه ويجب أن يتلو الطالع بعض الآيات القرآنية على مسامع النخلة وأن يرفع صوته للناس بمقولة (يا ساتر) حتى تفتح له النخلة كنوزها من التمر.

الخلابة «المجز»:

الآلة التي تستعمل في التكريب وقص السعف وسحل الأشواك.وفي قطر يستخدم «المنجل» وهو أداة حديديةنصف دائرية تستخدم لقطع الكرب من النخيل ولها ذراع طوله 50سم.

 

الشكنة:

أداة لقطع وإزالة الكرب وتسمى(المدقة).

5. مدينة العقبة الأردنية:

منالتراثيات أن تجدالشخصيتحدث إلى النخلة أو يداعبها، خصوصا عندما يحرث الأرض أو يسقي الزرع، فتراه يغني ويتغزل بنخلته كأنها فتاة أحلامه، ومن أطرف ما روي في تراث أهالي العقبة عن ذلك أنه عندما لا تثمر النخلة لسنوات متوالية يقوم صاحب النخلة بالاتفاق مع أقرانه بتخويف نخلته وحثها على الإثمار بطريقة طريفة حيث يجتمع أقرانه حول النخلة فيأتي صاحبها من بعيد يحمل في يده سيفا فيشهره وينطلق مسرعا نحو النخلة وهو يصيح بصوت عال ويقول «سأقطع هذه النخلة ولن أبقي لها قلبا ولا سعفا ولا جذرا»، فيتراكض أقرانه نحوه ويبعدونه عن النخلة ويدفعونه عنها ويسألونه: لماذا تريد قطع نخلتك؟ فيقول: إنها لم تثمر منذ كذا وكذاثم يندفع نحوها من جديد وهو يتوعدها ويهددهاويقول«ذروني أقطعها وأتخلص منها»، فيمنعه أقرانه ويقف أحدهم فيقول بصوت عال: أنا أكفلها لك وأتعهد لك عنها بأنها ستثمر في العام القادم وإن لم تثمر فاقطعها وارمها في البحر، فيسكن غضب صاحبها ويتركها. ليأتي في العام التالي وقد أثمرت.

6. في التراث السوداني:

يقوم أهاليمنطقة النوبة بتثبيت ثلاث أفرع من الجريدعلى قبور موتاهم الفرع الأول يغرس جانب رأس الميت والثاني ناحية الأرجل والثالث يوضع على القبر.

7. جزيرة جربة في تونس:

النخلة هي الأم وهي الأب وهي أصل السلالة وإليها يرجع الانتماء ولديهم أسطورة تقول إن ابنة الجزيرة هي فتاة ماتت أمّها قبل أن تحمل بها فنشأت في رجل أبيها،الذي خجل منها فرماها في جنان، تحت نخلة وهناك التقطها الطاووس، وعطف عليها وربّاها وعندما كبرت اكتشفهاإبن السلطان واسمه محمد عند النخلة مخلوقة تنافسالشمس في جمالها و بهائها تقولللشمس اشرقي وإلاّ سوف أشرق مكانك يكسوها شعر مخمليّ كالليلحتىقدميهاوعندما يقترب منها محمد بن السلطان تخافوتخجل وتهرب الى النخلةتركبها لتعلو بها حتّى حدود السماء لتحميها منه، يكفي أن تقول لها:يا نخلة بابا وأميارقي بي لحدّماتوصلي جوايب السماء وعندما تريد أن تنزل تقوللها:اهبطي بي حتى توصلي لوجه الوطاء وهنايطوّع المخيال الشعبي النخلة حسب رغباته. النخلة والمرأة ولعبة الإغواء الأزلية بين المرأة والرجل ويبدو أنّه بين المرأة والنخلة والولادة حكاية قديمة وعلاقة حميمة. النخلة تشبه الإنسان عموما، وكأنهما خلقا معا أو من جذع واحد وإن بين النخلة والإنسان سبعة وجوه شبههي:

الجذعالمنتصب.

الذكر والأنثى.

لا تثمر إلا إذا لُقًحت.

إذا قطع رأسها ماتت.

إذا تعرض قلبها لصدمة قويّة هلكت.

إذا قطع سعفها لا تستطيع تعويضه من محلّه.

النخلة مغشّاة باللّيف الشبيه بشعر الجسم في الإنسان.

8. مصطلحات مرتبطة بعملية التلقيح:

آبــــــر:

العامل الذي يقوم بعملية التلقيح في النخيل، وقد جاء في «تاج العروس» أبر النخل والزرع ولذلك يصح إطلاق اللفظ على التلقيح الصناعي الذي يقوم به الإنسان في النخل وغيرها من النباتات وربما استعمل كلمة مؤبر أسهل ويسمى في السودان (القفاز)ويلقح النخلة القصيرة مقابلأن يكون أجره عذق (سبيطة) وللنخلة الطويلة (سبيطتين).

نـــبــــاتــــه:

عدد من الشماريخ المذكـــرة. وتسمى فيالبصرة «لقاح» وفي وســـط العـــراق «كـــش» وفي مصـــر تســـمى حــزمــة الشماريــخ الذكـــرية التــي تــوضـــع في اغــريـــض الأنــــثــــــى «لـــقــمـــة».

نباتالشمراخ الذكري وتسمىالازهار المذكرة في البحرين «السف».

الــــدخ:

«حبوب اللقاح» دقيق ناعم كالطحين ويكون مبلل بالرطوبة وله رائحة عطرية أشبه بمني الإنسان. وفي قطر تسمى بودرة حبوب اللقاح «قمح».

الإجــمـــار:

الانتهاء من عملية التلقيح ويقال (أجمر الناس أي فرغوا من اللقاح).

الــفـــاتـــر:

«قفش،افلج،فاثر» هو الشمراخ الزهري الأنثوي عندما يكون جاهزا للتلقيح.

الشـــيص:

الثمار غير العاقدة حيث تنمو ثمرتان أو ثلاث، وتكون ملتصقة بقمع الثمرة، وتكون صغيرة الحجم، وهي لا تصل إلى مرحلة التمر، وغير صالحة للأكل. ويسمىفيسلطنة عمان «مسندر،ومقرفد».وفي السودان «الصيص».وفي تونس «الصيش».

 

الـــخـــداج:

الثمار التي تسقط بعد العقد مباشرة لضمور أجنتها بسبب عوامل فسلجية او بيئية.

9. التلقيح او التنبيت Pollination:

تشــير الــــدراســــات التــــاريخـــية إلـــى أن التلـــقيح الاصطناعي في نخيل التمر يمارس منذ العصور الأولـــىكمــــا ورد في اللــــوحــــات المسماريــــة التي تعود إلى القسم الأخير من الألف الثالثة قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين، كما أن مسلة حمورابي أشارت إلى هذا الوضع ولكون نخلة التمر ثنائية المسكن «Dioecious»،أحـــــاديـــة الجنـس «Unisexal»فإن عملية التلقيح فيها تكون خلطيه وتتم بنقل حبوب اللقاح إلى مياسم الأزهار الأنثوية، والتلقيح لا يمكن أن يتم بشكل طبيعي عن طريق الحشرات وذلك لأن أزهار النخيل المؤنثة ليست لها رائحة تجذب الحشرات، ويمكن أن يتم التلقيح طبيعياً عن طريق الرياح ولكن نسبة نجاحه ضعيفة لأن هذا الأمر يتطلب توافر عدد كبير من الأشجار المذكرة (الأفحل) في بساتين النخيل، لذا يجب أن يجرى التلقيح اصطناعياً، وهو إما أن يكون يدوياً، أو آلياً.

 

(التأبير) هي عملية نقل حبوب اللقاح من النخلة المذكرة إلى مياسم الأزهار في النخلة المؤنثة،ويكون يــــدويـــاًHandpollinationأو آليـــــاًMechanical. تسمى هذه العملية في مصر وتونس (التذكير)، وفي السعودية - الإحساء والقطيف،وفيسلطنة عمان ودولة الأمارات (التنبيت)،وفي العراقوقطر «التلقيح». وفي حضرموت (تفخيط).اشتقت كلمة تنبيت من إسم (نبات) وهو الإسم العامي للأزهار المذكرة للنخلة أمــــا الإســــم العربي الفصيح للــــزهور المذكــرة للنخلة فهو (الســـف)، وتسمي العامة حبوب اللقاح (الگُمح) أو (القُمح).

يمكن أن يتم التلقيح طبيعيا بواسطة الرياح التي تحمل حبوب اللقاح الجافة الخفيفة من الذكور إلى الإناث القريبة منها، إلا أنهفي هذه الحالةيجب توفر عدد من الذكور مناسب لعدد الإناثوموزعةبين النخيل الإناث، لذلك يعتبر التلقيح الطبيعي غير اقتصادي، وبما أن النجاح التام في إنتاج المحصول يتوقف على عملية التلقيح وإتمام الإخصاب فقد قام الفلاح منذ زمن قديم بعملية التلقيح الصناعي،وهنــــاكنقـــوشآشــوريـــة تـــوضـــحعملـــيـةالتـــلــقــيــح الصنـــاعـــيوذكــرهــاحمــــورابـــي في شــريعـته وكــانأحــد الطقوس السومرية وأقدم ذكر واضح لعملية التلقيح الصناعي ما أشار إليه الكتاب اليونانيون هيرودتس وثيوفراستوسوبليني.

وتتم عملية التلقيح الصناعي بعد تفتح طلع النخيل وخروج الشماريخ من غلافها حيث ينشق الكافور عنها ويكون ذلك في شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار بحسب الصنف حيث أن هناك أصنافا مبكـــرة وأخـــرىمتوسطـــة وأخــرىمتــأخــرة. ويــمــكــنـنا تقسيم عمليةالتنبيتلقسمين:تحضيردقيق حبوب اللقاح وعملية التلقيح نفسها.

تحضير دقيق حبوب اللقاح:

يلجأ الفلاح لجمع حبوب اللقاح في إناء ضخم يكون بمثابة المخزن وذلك ليسهل عملية استعماله فيما بعد وكذلكلتخزينه لتلقيح النخيل التي تتفتح أزهارها متأخرة.يقوم الفلاحبقطع الزهور المذكرة أي السف في بداية تفتحهاحيث ينشق عنها الكافور ويفضل أن تترك لفترة لتجف ولكن ليس في الشمس وبعدها يأخذ الفلاح(السف)ويزيل عنه الكافور بحيث تبقى شماريخ السف كلها متصلة بالقاعدة، بعدها يقوم بهز هذه الشماريخ داخل إناء فخاري والضرب عليه بمنجل أو قطعة من الخشب لكي تنزل حبوب اللقاح كلها، وبذلك تجمع حبوب اللقاح والتي تبدو داخل الإناء كالدقيق ذات لون أصفر شمعي، ويعرف محليا باسم (القمح). ويسمى في تونس (الذكار).

عملية التلقيح:

يفضلأنتتم عملية التلقيح خلال 2 - 10 أيام بعد تفتح الطلع الأنثوي،وتختلف الفترة من صنف لآخر وحسب قابلية أو استعداد مياسم الأزهار لاستقبال حبوب اللقاح، ولإجراءعملية التلقيح يقوم الفلاح بوضع قليل من حبوب اللقاح في قطعة قماش رقيقة ومسامية وتلف أطراف قطعة القماش حول عصا من الخشب أو جريد النخيل بحيث يكون جزء منها ممتداحتى نهاية القماش ثم يربط القماش بإحكام حول قطعة الخشب فتكون حبوب اللقاح داخل القماش وتسمى هذه (صرار) أي صرة، وعندما يريد الفلاح تلقيح النخلة يأخذ هذه الصرة ويضرب بها الأزهار المؤنثة فتنطلق حبوب اللقاح متطايرة على شكل غبار لتستقر على الأزهار المؤنثة ثم تؤخذ 3 - 4 شماريخ من تلك التي سبق وأخذ منها حبوب اللقاح وتربط مع الأزهار المؤنثة باستخدام خوص النخيل بحيث تكون الشماريخ في وسط طلعة النخلة. وعندمايمتلكالفلاحعددا بسيطا من النخيل وتكون هناك كميات كافية من (السف) متوفرة يقوم الفلاح بأخذ عدد من شماريخ السف ويهزها علىطلعة النخلة حيث تنطلق حبوب اللقاح كالغبار ثم يقوم الفلاح بــربـــط هــذه الشمــاريـــخ مـــع طلعـــة النخلــة بخــــوص النخيل وذلك ليضمن تلقيح كل أزهار النخلة.والمثل الشعبي يجمع بين (النبات) و(القمح) وهو «حط نبات ولا قُمح» وهو يقالفي حالة الحث علىإنجاح الشيء بتزويده بلوازمه مثلما تحتاج عملية تلقيح النخلة إما لجزء من النبات أو بنثر دقيق القمح.

وفي الطائف اعتادمزارعوالنخيلتلقيح أو تأبير النخيل بعدالفلقوهو خروج العذوق من أكمامها،الكافوروذلك بنزعالكافورعن العذق ووضع شماريخ اللقاح التي تؤخذ من،الفحال،وهو ذكرالنخل وما يتبعهـــامـــن عملــيـة الجـــرد أو التقلـــيم أوالتنظـــيف،ويفضــل التبكـــير به وإن تأخـر بعض الأيام فلا بأس لكن في أيام الحميموهيالأيام الأخيرة من الفلق يجب عدم التأخير أو التبكير.

 

إن عملية اللقاح بأنها تتم بوضع شماريخ الفحال داخل العذق ورؤوسها إلى أعلى والبعض الآخر إلى الأسفل ليصل اللقاح إلى كل العذق، وبعد ذلك يتم ربطها بالخوص، وأثناء عملية التلقيح يفضل قص شماريخ العذق إذا كانت طويلة ما يعادل قبضة اليد كما يفضلخلع أو قص بعض العذوق إذا كانت كثيرة للتخفيف عن النخلة ولضمانجودة الثمرة وكبرها خاصة الصيفيمنهاوليست،المبكرةوبعدهذه العملية يلتزم بالاقتصاد في المياه «الري» وخاصة في فصل الشتاء حتى اكتمال الثمر واستدارته في العذق مؤكدا أنه لا يفضل التلقيح أثناء نزول المطر مباشرة ولا أثناء هبوب العواصف والرياح.المزارعون اعتادوا على نسج أهازيجهم الخاصة وترديدها أثناء التلقيح قولهم:

لا اله الا الله يالله عليك توكلنا

اللهم منا اللقاح وعليك الصلاح أصلحها يا والينا

افلحي الله يسويك منا اللقاح ومن الله الثبات

والأهــــــازيـــج تختلــــف مــن مــكـــان لآخـــر، ويــخــتــلــفالمــــزارعـــون في أداء الأشعــــار والأهــازيـــج فقــبل الـــبدء بالتلقيح يقول:

ذي بطيط وذي بطيط والكنف مليان لقاح

ويصدر صوتاً عند البدء في تلقيح النخيل وبعد الطلـــوع علــى النخلة وعــند وضــعه عـلــى جـريـــد النخلة يقــــول المــــــزارع:

لا اله الا الله محمد رسول الله اللهم عليك توكلنا أصلحها يا والينا وواليها وبعدها

في منطقة السنو Senoفي بوركينا فآسو الواقعة على حدود النيجر وهي منطقة فقيرة جداً وفي مجرى وادي جاف يوجد نخيل بذري أنثوي وذكري وسكان المنطقة فقراء يأكلون الشيص بسبب عدم إجراءهمالتلقيـــححيــث يعتقـد النـاس هنــاك أنــه بمجــرد وضــع الطلــــــع الــذكـــري علـــى أسفـــــل جــــــذع النخـــلــــة الأنـــثــى فــــإنــهــا سـتـــلــقــح.

وفي سلطنة عمــــان يقـــوم البعــــض بـــدفــن النبـــات «الشمـــاريـــــخ الـــذكـــــريــــة» عنــــــدجــــــوس النـــخــــلــة الطــويــــلة «العوانة» التي يصعب الصعود الى قمتها وتنبيتها اعتقادامنهم بوصول اللقاح المدفون إلى قمة النخلة.

ومن التراث أن الفتاة التي كان يتأخر نصيبها من الزواج تتجه في يوم معلوم من السنة الى نخلة مذكرة(فحل نخل معروف) وتجلس تحته وتتجه بالدعاء وتقول:

«يافحل الفحول ... أريد زوجا قبل الحول»

10. من تراث العالم:

مـــن عــــادة الصينيــــين قــديـــمــا إذا حـكــمـــوا عــلـــى شخص بالإعدام خيروه بنوع واحد من الأكل يكون فطوره وغـــذاءه وعشـــاءه لمـــدة ســـت شهـــور وبعــدهـــايمـــوت الشخص ولكن أحدالأشخاص اختار التمر وبعد ستة أشهر وجدوهحيـــاوأعـــادوا العملـــية لثلاث مرات ولم يمت هذا الشخص بفعل تغذيه على التمر فاكتشفوا أهمية التمر وقيمته الغذائية وتم العفو عن ذلك الشخص.

من الغرائب التي ورد ذكرها عن النخل:

أن نخلة في العصر العباسي أيام الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة حملت ألف رطل من التمر،وفي كتاب نهاية الأرب للقلقشندي / ج11 أن أبا ميسر المصري المتوفي سنة 677 هجرية ذكر في تأريخه حوادث سنة 372 هجرية أن نخلة حملت مرتين في السنة.

هل تعلم أن التمر لا ينقل الجراثيم أو الميكروبات وأن السوس الذي بداخل الثمار(الحشرات في التمر القديم) يلتهم الاميبيا ويفتك بالجراثيم التي تصيب الإنسان. وأن الإنسان الذي يأكل التمر يوميا لا يقربه الجن وأن التمر أعظم غذاء ودواء لرجال الفضاء. والتمر أعظم غذاءللمقاتل في الحروب لأنه يمده بالسعرات الحرارية ويقويه وينشط الغدة الكظرية بما يجعله شجاعا مقداما.

إن تمور صنف ا لبرني تسمى أكسير الشباب وهي تنشط الغدد وتقوي الأعصاب.

إن بعض أشجار النخيل تموت إذا مات صاحبها.

فلاح فقير كان لديه قطعة أرض صغيرة يزرعها بالخضروات ويبيعها في السوق وكانت لديه شجرة وحيدة تقف بين نباتاته هي النخلة التي يهتم بها بشكل كبير يسمدها يزيل السعف اليابس عنهــايسقيـــها يكــربـــهاينبتهـــا ويــأكــلمــن رطـــبها وتمــرهــــــا ثــــــــلاث وجبـــاتيـــوميــاوفي فصلالصيف يضع سريرهالخشبي تحتهــا وينـــام، يحـــب نخلـــته ويتحدث معها وبمرور السنين كبــرت النخلة وكبر الفـــلاح حتـــى مات علـــى سريره تحت النخلةوقام أصحابه بـــدفـــنهتحـــت النخـــلة وفي الـــيوم التــالــــي لـــوفــــاتـــــه تقـــوسجـــــذعهــــا ومـــــــالحتـــى اقتــــرب مـــن تراب القبــر الـــذي يرقد فيه صاحبها وبقــيت النخلة لا تثمر لسنوات حتـــى ماتت وهـــي تعــانق قبر صاحبها.

من المعروف عن النخلة إنها إذا قطع منها جزء لا ينمو أبدا.. ولا يتحول الى فحم والنخلة شديدة التأثر بموت صاحبها أو المزارع الذى يعتنى بها أو موت أحد جيرانها كما إنها تحب الناس الكرام وتتشبهبهم.

يقول علماء الرقى الشرعية إن التمر أو العجوة فيها مادة زرقاء بإذن الله تفرز هذه المادة الزرقاء فتنتشر بمشيئة الله في كافة شرايين الجسم لأن الشيطان يجري مجرى الدم في ابن آدم فحين تنتشر في مجاري الدم هذه المادة تصفي وتمنع المتلبس من الاقتراب من كل نقطة وصلة إليها هذه المادة الزرقاء أما العجوة أو التمر التي تبقى في المعدة للهضم فيها يبقى معها نوع من المادة الزرقاء فشيطان السحر المتلبس يبقى في أماكن بالجسد إلى حين انتهاء هذه المادة من مفعولها وينتشر بالتلبس الكلي أو الجزئي في الجسد،ومنذ وقت قريب اكتشف أن أكل التمر أو البلح يولد هالة زرقاء حول جسم الإنسان ووجد أن تلك الهالة الطيفية ذات اللون الأزرق تشكل درعا واقيا وحاجزامانعا لعديد من الأمواج الكهرومغناطيسية اللامرئية من الجن والحسد والسحر والعين الحاسدة وخلافه والجن يصبحون غير قادرين على اختراق هذا الحاجز الذي ولدته الطاقة المنبثقة من العناصر الموجودة في التمر، وخاصة عنصرالفسفور الغني بالإلكترونات والتي تزيل الشحنات الموجبة التي يحبها الجن ومظهرها الإثارة والتهيج لدى الإنسان..ومن المعروف أن لمركبات هذا العنصر إشعاعات تألقية فوسفورية تدعم الطيفالأزرق وتمنع اختراق الجن لهذا الحاجز الطيفي في حين أنهم قادرون على اختراق كافة الأطياف والتعامل معها.

11. المعتقدات الشعبية:

هي الأفكار والتصورات والمفاهيم التي تنتشر بين الناس وتختفي في صدورهم ويلعب الخيال الفردي دورا مهما في صياغتها ومدى انتشارها والإيمان بها من قبل الأفراد والجماعات وهي تنتشر بشكل واسع بين المجتمعات البشرية لتلبية الاحتياجات المشتركة من خلال وحدة الاحتياج البشري وتتخذ صورا وأشكالا تنـــاسب ظـــروفكـــل جمـــاعـــة أو مجتمـــعوالمعتـــقــداتالشعبية في الوطن العربي ومنطقة الخليج العربي بشكلخاص عن نخلة التمر عديدة نذكر منها:

تأكلك أم الخضر والليف:

أو تطلـــع لـــك أم الخضــرة واللــيـف تــســمـى النـخـــلة «خضـــرة أم الليف أو أم الخضر والليف» وتقال هذه العبـــارةلــتخــويف الأطفـــال ومنعهم من الخروج من الـــبيت وخــاصة عنـــد المــســاءويقصد بهــا النخــلـة، ومــن النوادر التراثية عــن أم السعف والليف يروى أن رجلا كان يمشى بين المزارع فرأى جذع نخلة مقطوع وعندما مر من جانبه رآه يتدحرج وتم يتدحرج خلفه حتى وصل آخر الطريق.. فأحس بالرعب وأخذ يتلو آيات من القرآن الكريم حتى اختفى عنه.

حكاية بوكربه وليفه :

يحكىأن ولداً كان دائم التعدي على النخل، يقطع الكرب والليف ليصنع جِمالاً من الكرب، يربطها بحبل الليف ويجرها خلفه، وبرغم أن النخلة تعطي الناس كمية من الكرب والليف بين الحين والحين، إلا أن ذلك الولد كان يحتاج دوماً إلى المزيد، لذا فهو يعمد دائماً إلى قطع الكثير من الكرب والليف متى ما تسنى له ذلك، حتى أحست النخلة بالوهن والضعف، في يوم من الأيام والولد منهمك في تقطيع الكرب والليف من تلك النخلة المسكينة، أحس بالظلام يخيم على المكان، فالتفت ليتحقق من الأمر، فهاله ما رأى، لقد رأى نخلة جنية مرعبة فارعة الطول، يملأ جسدها الكرب المخيف، وكأنه سهام يغطيها الليف من أعلاها إلى أدناها وكأنه ثوب من نار، رمى الولد كل ما في يديه وهرب، وهو منذ تلك الحادثة يحدث الناس بما رأى، ويحذرهم من المساس بالنخلة المسكينة من بعد حادثة الولد تلك مع بوكربه وليفه، أصبح الناس يهابون المساس بالنخلة أو العبث بأجزائها ويكتفون بما تعطيهم إياه وهي راضية في كل موسم، لكن الأولاد كانوا يحتاجون إلى المزيد من الكرب والليف ليصنعوا لعبة «بعير كرب» لاستكمالالقافلة، لكنهم في الوقت ذاته كانوا يخشون بوكربه وليفه. وهكذا اشتهرت في شبه الجزيرة العربية حكايات بو كربه وليفه أو أم كربه وليفه، والتي تسمى في بعض بلدان الخليج «أم السعف والليف».

سويدا خصف:

الشخصية المثيرة للخوفهيسويداخصف تمثل كائنا خرافيا فريدا يحرس مخازن التمر ولا يهاجم إلا من يتعدى الحدود،هذه الشخصية يتكون اسمها من شقين «سويدا» وهي تصغير لسوداء وترمز إلى سواد التمر المحفوظ و«خصف»،هو وعاء لحفظ التمر مصنوع من سعف النخل، والاسم وصفي، فهي تمرة سوداء محفوظة في خصف وتمتاز شخصية سويداخصفبأنها ليستحرة طليقة، كبقية الكائنات الخرافية، إنما هي مقيدة في المكان الذي توجد فيه أو تنقل إليه. وأهم مكان توجد فيه هو مخازن التمور ومحال بيعها، وبعض البيوت التي كانت في الماضي تحفظ فيها كميات كبيرة من التمر، لذلك ينادى على «سويدا خصف» لمن يحاول دخول مخازن التمر لسرقتها، كما تقول الحكاية الشعبية.

الوحش «الخبابا»:

في بعض قرى البحرين وحتى وقتنا الحاضر، ينصح كبار السن الصغار بعدم الدخول الى أحراش النخيل لأن بها الخبابا،والأمهات تخوف أبناءها من الخبابا حتى تنام،والخبابا في النخيليقصدبه الوحشويسمى «دعيـــــدع في البحر»

في قصــــــيدة (غـــريــــب عــلـــى الخـلـيج) للشـــاعر بدر شاكر السياب:

إشارة إلى حكاية النخيل وما تتركه في النفس من أثر الخوف والرعب ولا سيما في ساعة الغروب، حيث الأشباح في الحكاية تخطف الأطفال الذين لا يعودون إلى ديارهم مبكرين، «وهي النخيل، أخاف منه إذا أدلهم مع الغروب، فاكتظ بالأشباح تخطف كل طفل لايؤوب..من الدروب».

12. النخيل في الأحلام:

ذكرثمرة النخيل في الأحلام حسبمراحل نموها وتطورها وفسر ما يذكر كما يلي:

البسر:يدل على وجود الماء للمحتاج اليه.

الرطب: أكل الرطب في الرؤيا رزق تقر به عينه وهو دليل البشارة بالولد والنصر على الأعداء والبراءة للعرض والرطب رزق حلال وشفاء وفرج ومن رأى أنه يأكل رطبا في غير أوانه نال شفاء وبركة وفرحا.

ومن رأى كأنه يأكل رطبا في غير وقته فإنه ينال شفاء وبركة وفرحا وفقا لقصة مريم عليها السلام وكان في غير أوانه وقيل إن أكل الرطب الجني قرة عين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( رأيت الليلة كأني في دار أبي رافع فأتينا برطب من ابن طاب فتأولنا أن الرفعة لنا في الدنيا وأن دنيانا قد طابت والثمر مال حلال على قدر قلته وكثرته ومن التقط من شجرة ثمرا وغيرها فإنه مشتغل بحرام أو طالب شيئا لا يجب له وراسم رسوما جائرة واقتطاف الثمر من الشجرة يدل على نيل علم من عالم والتقاطها من أصل الشجرة مخاصمة رجل وقيل إن الفواكه للفقراء غنى وللأغنياء زيادة مال لقوله تعالى (وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم) وللخائفين أمن قال الله تعالى (يدعون فيها بكل فاكهة آمنين)

التمر: في المنام وهو رمز المطر ومن أكله ينال الرزق الخالص نوى التمر المدفون مال مدخر ومنة جنى تمرا في وقته تزوج امرأة موسرة شريفة كثيرة الخير والبركة،وإن كان في غم أو هم فرج الله عنه. والتمر لمن يراه، يدل على المطر. ولمن أكله رزق عام خالص يصير إليه وقيل إنّه يدل على قراءة القرآن، وقيل إنّ التمر يدل على مال مدخور.

من رأى كأن الرياح قلعت النخل وقع هناك الوباء وربما كان ذلك عذابا في تلك البلدة من الله تعالى أو السلطان وطلعها مال لقوله تعالى ﴿لها طلع نضيد رزقا للعباد﴾ والبلح مال ليس بباق.

من رأى أنه صار نخلة فإن الأمر الذي هو فيه من خصومة أو ولاية أو سفر مكروه يتصرم وخوصها بمنزلة الشعر من النساء.

وقيل من رأى كأنّه يأكل تمراًجيداً، فإنّه يسمع كلاماًحسناَ نافعاً. ومن رأى كأنّه يدفن تمراً، فإنّه يخزن مالاً، أو ينال من بعض الخزائن مالاً.

ومن رأى كأنّه شق تمرة وميز عنها نواها، فإنّه يرزق ولداً، لقوله تعالى: ﴿إنَّ الله فَالِقُ الحَبِّ والنّوى﴾ الآية. ورؤيا أكل التمر بالقطران دليل على طلاق المرأة سراً. وأما رؤية نثر التمر، فنيّة سفر. والكيلة من التمر غنيمة.

ومن رأى كأنّه يجيء ثمرة من نخلة في إبانها، فإنّه يتزوج بامرأة جليلة غنية مباركة. وقيل إنّه يصيب مالاًمن قوم كرام بلا تعب، أو من ضيعة له وقيل يصيب علماً نافعاً يعمل به. فإن كان في غير أوانها فإنّهيسمع علماً ولا يعمل به. فإن رأى كأنّه جنى نخلة عنباً أسود، فإنّ امرأته تلد ولداً من مملوك أسود. فإن رأى كأنّه جنى من نخلة يابسة رطباً، فإنّه يتعلم من رجل فاسق علماً ينفعه. وإن كان صاحب الرؤيا مغموماً نال الفرج، لقوله عزّ وجلّ في قصة مريم: ﴿وهزِّي إليَك بِجذع النَخْلَة﴾.

قالرسول الله(ص): رأيت كأنّ رجلاً أتاني فألقمني لقمة تمر، فذهبت أعجمها، فإذا نواة، فلفظتها. ثم ألقمني لقمة ثانية فإذا نواة فلفظتها. ثم ألقمني لقمة ثالثة فإذا نواة فلفظتها. فقال أبو بكر: دعني يا رسول الله أعبرها. فقال: عبرها. قال: تبعث سرية فيغنمون ويسلمون ويصيبون رجلاً، فينشدهم ذمتك فيخلونه. ثم تبعث سرية، وقال ثلاثاً، فقال صلى الله عليه وسلم: كذلك قال الملك.

روي أنّ عمر(رض) رأى كأنّه أكل تمراً، فذكر ذلك لرسول الله(ص) فقال: ذلك حلاوة الإيمان. وأنواع التمر كثيرة، والتمر لمن يراه، يدل على المطر. ولمن أكله رزق عام خالص يصير إليه، وقيل إنّه يدل على قراءة القرآن، وقيل إنّ التمر يدل على مال مدخور.

أتى رجل ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي وجدت أربعين تمرة، فقالت: تضرب أربعين عصا. ثم رآه بعد ذلك بمدة فقال: رأيت كأني وجدت أربعين تمرة على باب السلطان. فقال: تصيب أربعين ألف درهم. فقال الرجل: عبرت رؤياي هذه المرة بخلافماعبرت في المرة الأولى.فقال: لأنّك قصصت علي رؤياك في المرة الأولى وقد يبست الأشجار وأدبرت السنة، وأتيتني هذه المرة وقد دبتالحياة في الأشجار. وكان الأمر في المرتين على ما عبره.

رأى أنس بن مالك في المنام كأنّ ابن عمر يأكل بسراً، فكتب إليه إني رأيتك تأكل بسراً، وذلك حلاوة الإيمان. وقيل انّ رجلاً عارياً رأى كأنّ سلات من التمر البسر في نغض من بطون الخنازير، وهو يدفعها ويحملهاإلى بيته. فسأل المعبر عنها، فعبرها غنائم من مال الكفار، فما لبث أن خرجت الـــروم وكـــان الظــفـــر للــمســـلــمــين، ووصـــل إلــــيه مـــا عبر له.

سئل ابن سيرين عن امرأة رأت كأنّها تمص تمرة وتعطيها جاراً لها فيمصها، فقال: هذه المرأة تشاركه في معروف يسير، فإذا هي تغسل ثوبه. وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّ بيدي سقاء وفيه تمر، وقد غمست فيه رأسي ووجهي، وأنا آكل منه وأقول: ما أشد حموضته. فقالت ابن سيرين إنك رجل قد انغمست في كسب مال يميناً وشمالاً، ولا تبالي أمن حرام كان أمن من حلال، غير أنّي أعلم أنّه حرام. فكان كذلك.

النخل: تعبر النخلة في المنام بالرجل العالم والعربيالحسيب النافع للناس نومن ملك نخلا كثيرا فأنه يتولى على رجال والنخلة عمة الانسان.

النواة: من رأى نواة صارت نخلة فان صبيا يصير عالما ورجلا وضيعا يصير عظيما.

قالبعضهم النخل طول العمر ورأى السيد الحميري رسول الله(ص) كأنه في أرض سبخة ذات نخيل وإلى جانبها أرض طيبة لا نبات فيها فقال صلى الله عليه وسلم له أتدري لمن هذه الأرض قال لا قال هذه لأمرؤ القيس بن حجر خذ هذا النخل الذي فيها فاغرسه في تلك الأرض الطيبة ففعلت ما أمرني به فلما أصبحت غدوت على ابن سيرين وأنا غلام فقصصت عليه رؤياي فتبسم وقال يا غلام أتقول الشعر قلت لا قال إما أنك ستقول الشعر مثل امرئ القيس إلا أنك تقول في أقوام طاهرين.

 

المصادر والمراجع:

- ابراهيم، عبدالباسط عودة، (2008)، نخلة التمر شجرة الحياة / المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)، 380 صفحة.

- ابراهيم، عبدالباسط عودة، (2014) نخلة التمر، تاريخ وتراث وغذاء ودواء / مركز عيسى الثقافي / البحرين 329 صفحة.

- ابراهيم، عبدالباسط عودة، (2015) التمور وأجزاء النخلة الأخرى منظومة غذائية وصحية وعلاجية شاملة / المركز الوطني للنخيل والتمور / الرياض. نشرة رقم 3، 89 صفحة.

- ابراهيم، عبدالباسط عودة، (2015) محاضرة  أنا ونخلة التمر / مركز عيسى الثقافي، 9/10/2015.

- البكر، عبد الجبار، (1972). نخلة التمر ماضيها وحاضرها والجديد في زراعتها وصناعتها وتجارتها. مطبعة العاني - بغداد، 1085 صفحة .

- الحفيظ، عماد محمد ذياب، (2011)، بيئة الخليج وجزيرة العرب، دار صفاء للطباعة والنشر /عمان. 312 صفحة.

- بوتس، دانيال، (2002)، وليمة من التمور. وزارة الاعلام/دولة الامارات العربية المتحدة.

-  عبد الأمير، شوقي ، (2004)، ميلاد النخلة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت، 64 صفحة.

 شعلان، سميح، (2013)، المأثورات الشعبية وقضية الموضوع، مجلة المأثورات الشعبية / وزارة الثقافة والفنون والتراث/ دولة قطر، العدد 81: 29 - 34.

-  Dowson, V. H. W. (1949).The Date and the Arab. Journal of the Central Asian Society: 36 - 41.

 

الصور:

- من الكاتب.

1. أرشيف الثقافة الشعبية.

 

أعداد المجلة