فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
62

صديقة المجد

العدد 62 - لوحة الغلاف
صديقة المجد
كاتب من البحرين

 

بكفاءة عالية، أصدرت جمعية أوال النسائية بمملكة البحرين سفرا ثميناً محلّى بصور فوتوغرافية احترافية خلابة، يتناول سيرة فن الحياكة عند المرأة البحرينية، بعنوان (النقدة ..بريق الأمل) وأهدت الجمعية هذا المطبوع الثمين المتميز «إلى المرأة البحرينية.. صديقة المجد».

لقد تضافرت العديد من الجهود المخلصة والمعتدة بتراثها الشعبي بجمعية أوال النسائية ذات التاريخ المشرف في العمل الاجتماعي بمملكة البحرين، لتنجز هذا الكتاب الذي يحوي تفاصيل إحدى الحرف الشعبية النسائية في الأغلب، المختصة بتطريز  ثياب المرأة بخيوط دقيقة، مطلية بمادة نحاسية ذهبية أو فضية اللون تنتجها معامل في الهند وفي بلاد أخرى. وتعد مثل هذه الحرف فردية تمارسها المرأة  أو مجموعة من النساء في البيوت، فتذاع لمن يتقن هذه الحرفة شهرة محلية في أحياء المدن والقرى، فتتوسع شهرة من يُجدن هذا الفن، فيتم تداول أسمائهن باعتداد.

وسيحسب لجمعية أوال النسائية العتيدة، ذات التجارب الاجتماعية الريادية،  ولفريق العمل الميداني الاحترافي الدقيق، الذي جمع ووثق وصور مادة هذا الكتاب ريادة في توثيق «النقدة»، وعسى هذا الكتاب بريق أمل لأن تحذو مؤسسات المجتمع المدني في البحرين والخليج العربي، حذو جمعية أوال النسائية، فتعمل على توثيق صناعة أو حرفة شعبية داثرة أو مهملة من الحرف النسائية الشعبية العديدة. 

ولقد تفننت ذائقة المرأة البحرينية العاملة في تطريز النقدة لإنتاج أعمال فنية زخرفية على اللباس النسائي بحيث أصبحت هذه الحرفة من الحرف الشعبية العريقة ذات الامتداد التاريخي في توارثها من جيل إلى جيل، كحرفة (الكورار) النسائية، التي تختص بتطريز نوع شهير باذخ من لباس المرأة الخليجية يُسمى «الـنّـشِـل» وهو لباس المرأة الخليجية في الأفراح والمناسبات الاحتفائية الكبرى، وهو ما يوازي فخامة وبذخ عباءة الرجل الرسمية المسماة محلياً «البـــِشْــت»، مع اختلافات كبيرة في خامة النسيج وفي الشكل وتوزيع التطاريز، وطريقة الارتداء.

 يختلف تطريز (النقدة) عن تطريز (النشل)، فحين تطريز النوع الأول فردي تقوم به حرفية واحدة، فالنوع الثاني يحتاج إلى فريق مكون من حرفية فنية مختصة تقود تثبيت الخيوط المذهبة على القماش إلى جانب ثلاث إلى خمس عاملات يقمن بعملية مداخلة للخيوط عن طريق أصابع اليدين، في ميدان عمل منزلي يتسع لامتداد كم من الخيوط لمسافة ثلاثة إلى أربعة أمتار متباعدة بين المختصة وعاملات تداخل الخيوط، وذلك حسب عرض تطريز الأكمام وفتحة الصدر الممتدة للأسفل وبعدد الزخارف الموزعة على الواجهة الأمامية والأكمام.

يجد القارئ على غلافنا الأول أنموذجاً مطوراً لفن «الكورار» الذي تقوم به حديثاً الآلة، متقنة بدقة متناهية ما كانت تقوم به يد العاملات في المعامل المنزلية، بخيوط مطلية بمادة ذهبية هي غير خيوط فن النقدة، مما هو دارج حاليا ضمن فنون التطريز الشهيرة في البحرين والخليج العربي، والتي قد تكون واردة إما من الهند أو باكستان وغالبا من الصين، مما حد من دور اليد البشرية وحجّم إبداعاتها العفوية.

لقد جاءت هذه الصورة بعدسة «الثقافة الشعبية» بيد المصورة دانة ربيعة.

 

أعداد المجلة