الزمان هو التجربة الأكثر حميمية، ذلك أن الإنسان يحمله بين جنباته كإيقاع داخلي، ويخضع لتدفقه، وفي إطاره يتشكل فعله الحضاري. فالزمان يرتبط بصميم الحياة الإنسانية والوجود البشري.
يذهب اليمانيون في تثبيت أصالتهم وتطوير حكمتهم إلى أبعد الحدود؛ فنرى ارتباطهم بالأرض وزراعتها وفلاحتها هو ارتباط وثيق يقوم في المقام الأول على حسن رعايتها وإصلاحها وحرثها وتقليبها... الخ، ولهذا كان يلازم تلك الأعمال اليومية العديد من الأشعار والأهازيج وبيوتات الشعر الشعبي المُلحنة والمُغناة، الأحكام والأمثال الشعبية، من أجل العمل على سرعة وإنجاز الأعمال بصورةٍ سلسلة، وبل وتساعد الثقافة الشفاهية المرددة على ألسنة أولئك على زيادة الهمة والعزيـمة في التوقيت المناسب للزراعة والري، الفلاحة بجميع أوقاتها ونظمها بدءاً من البذر وانتهاءً بالحصاد.
ظهرت الارهاصات الأولى للتناص Intertextualité على يد السيميائي اميخائيل باختينب1، وقد كان ذلك في نهاية عشرينيات القرن الماضي (1928، 1929)، وهو بذلك اأول من أكد على الطابع الحواري للنص الأدبيب2، ثم ظهر مصطلح التناص جليا عند تلميذته اجوليا كريستيفا الأول مرة في النظرية النقدية الحديثة من خلال أبحاثها ما بين سنتي 1966 و1967، خاصة ما نشر على مجلة تل كيل telquel وكتابيها؛ سيميوتيك sémiotique ونص الرواية ...
قليلون هم الباحثون الذين يهتمون بقضايا الإبداع ضمن مشروع نقدي متكامل، فيصدرون عن رؤية واضحة، وخلفية فكرية تُمَكِّنُهم من وضع تصور متكامل لِما يبحثون فيه، فيضعون الَّلبِنات الأولى للمشروع، ويُوجِدون الأسس النظرية لتأطيره، ويختارون الإبداع الملائم ليكون موضوعا للدراسة.